حمد طبيب
لقد برزت في الأحداث الأخيرة التي حصلت في بعض بلاد المسلمين دعوات تطالب بفكرة الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان، وسعى البعض لجعلها مطلب الأمة وتعميتها عن مطلبها الحقيقي في محاولة تزوير واضحة، فتصدّرت هذه العناوين العريضة عبر وسائل إعلام مضللة ثورات التغيير المستمرة في ساحة المسلمين، حتى غدا الإعلام لا يبرز سوى المطالبين بهذه المطالب ويهمش بصورة مقصودة دعوات التغيير الحقيقية.
والحقيقة أن هذه الأفكار، بمعناها الحقيقي، لا رواج لها في أوساط المسلمين وأن سبب بروزها في ساحة المسلمين عدم الوعي على حقيقتها وإدراك واقعها بعيداً عن الدعايات المضللة، فبرزت هذه الأفكار، وتصدّرت الثورات كشعارات تعبر عن رفض الظلم وتقييد الحريات الذي مورس على أبناء المسلمين من قبل الحكام وأعوان الحكام.
يتجه العالم اليوم نحو التكتلات والتجمعات بحيث لم تعد الدول الصغيرة والضعيفة بقادرة على العيش من دون الاعتماد على الدول الأخرى، وفي المقابل نجد البلدان الإسلامية تسير نحو المزيد من الضعف والتفكك والتشرذم مع العلم بأن الإسلام يدعو إلى التوحد.
إن وحدة المسلمين السياسية هي نتاج طبيعي لوحدتهم العقائدية، ولقد قرَّرَ الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الوحدة منذ اللحظة الأولى لبناء الدولة الإسلامية فوضع منهاجاً حدَّدَ من خلاله هوية الأمة والدولة، وتوحد المسلمين على أساس الإسلام وقد عبَّرت الصحيفة التي كتبها الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين في المدينة عن هذا المعنى فقال: "بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب محمد النبي بين المؤمنين المسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم، أنهم أمة واحدة من دون الناس". وقال: "وإن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس". وقال: "وإنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله عزَّ وجل وإلى محمد رسول الله". وقال: "وإن سلم المؤمنين واحدة".
كتب أسامة الثويني
شنفت الآذان هذه العبارة طوال الشهرين الماضيين وما زال يصدح بها الشباب الثائر في ميدان التحرير في مصر الكنانة، في حركة يغلب عليها الكثير من العاطفة والحماسة منقطعة النظير، حركة زلزلت الوضع القائم في مصر والمنطقة، ويمكن لها أن تنتج وضعا جديدا إن هي أدركت فعلا معنى النظام المراد اسقاطه.
قد ذكرت في مقالي السابق بشأن انتفاضة تونس أن “ الحاكم الفرد، مهما بلغت فرديته، فإنه نتاج نظام داخلي وغطاء خارجي. حيث أن الحاكم الفرد يحكم من خلال أجهزة ومؤسسات من مثل أجهزة الأمن والحزب الحاكم وأحزاب الديكور، والبرلمان الصوري، ودستور وقوانين مفصلة على المقاس، وإعلام وثقافة وأفكار، وغير ذلك من أنظمة وأشكال. فالمشكلة الأساسية في تونس لم تكن في شخص الطاغية بن علي، وإنما في النظام الوضعي الذي تركه من خلفه، الذي ينتج الطغاة ويعيد إنتاجهم وتشكيلهم. أما الغطاء والدعم الخارجي، فهو مكشوف ومفضوح.”.
بقلم: عاهد ناصرالدين
يعيش الناس حالة من ضيق العيش والهمِّ والبطالة والسوء وقلة ذات اليد؛ الديون تتراكم على الناس موظفيهم وعمالهم، الأسعار ترتفع يوما بعد يوم، الضرائب تُفرض على الناس، ولا تفكير إلا في تحصيل لقمة العيش ورغيف الخبز واسطوانة الغاز والمصروف اليومي لطلاب المدارس.
نعم، أصبح الناس يعيشون في وضع لا يطاق لدرجة أنَّ امرأة مكلومة كبلت أبناءها بالسلاسل، وآخرين لا يقتاتون إلا من الحاويات، إلى غير ذلك من المآسي التي تتفطر لها القلوب.
بقلم : عاهد ناصرالدين
{هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} محمد38.
الناس منهم الكريم ومنهم البخيل، منهم الباذل نفسه وماله في سبيل الله مضحيا مقدما كل ما يستطيع عن فرح وسرور، ومنهم من يمنع الخير حتى عن نفسه وآمرا غيره بما أتبع نفسه هواها من الشح والبخل.
المزيد من المقالات...
الصفحة 20 من 28