بقلم : عاهد ناصرالدين
كثّف الكافر المستعمر هجمته على الإسلام والمسلمين، واستعمل كل الأساليب والوسائل في تشويه الإسلام وصورته، واتخذ مداخل من الإسلام نفسه ليتمكن من تسويق أفكاره ومفاهيمه بين المسلمين ومن أجل أن تنطلي أفكاره عليهم، ومن أعظم تلك المداخل بل وأخطرها مشروعية الاختلاف في فهم الإسلام وتعدد الآراء لوقوعه عمليا بين أئمة المسلمين ومجتهديهم، وكان هذا بمثابة الركيزة الأساسية التي ارتكز عليها لتمييع الإسلام؛ بجعل مفاهيمه تمتزج بمفاهيم الإسلام وتتغلغل بين أوساط المسلمين.
ومن أهم المفاهيم التي أبرزها وشجع على ظهورها مشروعية الخلاف بين الناس بما يسمّى ب"الرأي والرأي الآخر" من خلال وسائل الإعلام التي تسوق الديمقراطية والحضارة الغربية، وتجعل القطعي من الإسلام محل خلاف ورأي وتصويت؛ فالطرح غالبا ما يتحدث عن الثوابت والقطعيات التي لا تقبل رأياَ آخر أو اتجاها معاكساَ ؛ فهذه الثوابت هي من المسلَّمات عند المسلمين مثل قضية تحكيم الشريعة الإسلامية أو حجاب المرأة أو الولاء والبراء وغيرها من الثوابت التي لا تقبل نقاشاَ.
بقلم : هانى الشمرى
يروج بعض العلماء لشرعية أنظمة الحكم القائمة في عالمنا الاسلامي ويضفي الشرعية عليهم بوصفهم لهم بأنهم هم ( آولي الامر) الذي أمرنا الله ورسوله بالسمع والطاعة لهم بقوله تعالى:(أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم) ، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((اسمع واطع وان تامر عليكم عبد حبشي))،وأن كل من يعمل على إزالتهم أو العمل تغييرهم بحجة إعادة الحكم بما أنزل الله ، وتوحيد المسلمين باقامة الخلافة، فهو من الخوارج الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم ( يمرقون من الدين كما يمرق الاليمهم من الرمية )، وهو يسعى الي الفتنة، فمادام الحاكم ( مسلم ) يبقى النظام شرعي له حق السمع والطاعة على حد زعمهم.
في ظل المظاهرات التي عمت العالم الاسلامي الداعية الى اسقاط الانظمة وتغيير الدساتير والدعوة الى الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، ظهر جدل فقهي بين المشايخ منهم من يبيح المظاهرات والخروج على الحاكم ومنهم من يحرمها ويعتبر المشاركين فيها فئة ضالة ويطلق خوارج هذا العصر، ومنهم من يتوقف عن الفتوى ويحيلها الى اهل البلاد المعنية . فما الحكم الشرعي فيها ؟
ان هذا التخبط في الفتاوى مرده الى عدم تحديد مناط الحكم اي الواقع الذي نعيش فيه، ان التخبط في وصف الواقع الذي نعيشه هو سبب التخبط في الفتاوى التي نسمعها، فما هو واقع الانظمة التي تحكمنا؟ هل هي نظم اسلامية ام علمانية، وهل الحكام اولياء امر يجب طاعتهم ، ام ليسوا كذلك؟
حسين عبده
السلام عليكم ورحمة الله.. أحبتى إن من واجبات المسلم فى هذه الأيام أن يوسع من مداركه فلا يقرأ خبراً أو يسمع ندوة أو يتابع حدثاً إلا وكان من الواجب عليه أن يبحث فى ما وراء الخبر أو الحدث أو الحديث..لم يعد يكتفى أن يكون حديث المسلم مقتصر على الوعظ وقراءة العلم الشرعى دون أن يكون على وعّى من واقعه وما يدور حوله ويجب عليه إبتكار طريقة لإيصال ما وراء الحدث إلى عامة الناس وبسطائهم لأنهم جزءاً لا ينفصل عنا ولابد أن يكونوا على وعّى هم أيضاً...
يطلق هذا الفكر في اللغة الإنجليزية (Secularism) وتعني اللادينية أو الدنيوية غير أنها اشتهرت باسم العلمانية ولعل ذلك كان مقصودا بغية إظهارها بمظهر يجعلها مقبولة بين المسلمين؛ لأن العلم في اللغة الإنجليزية (Science) والمذهب العلمي (Scientism) وهذا تلبيس شديد حتى يفهم الناس أن هذا المذهب المقصود به العلم والانفتاح العلمي، وليس هذا هو المراد.
والعلمانية في قاموس ( أكسفورد): مفهوم يرى ضرورة أن تقوم الأخلاق والتعليم على أساس غير ديني.
المزيد من المقالات...
الصفحة 17 من 28