بقلم: حسن الحسن
لن نضيف جديداً إذا ما توقفنا عند إدانة العمل الإجرامي الذي اقترفته الأيدي الأثيمة التي سطت على "سفن الحرية" المتجهة إلى غزة، فقتلت وجرحت بعض روادها ومن ثم اختطفت الآخرين. فتلك الأرواح البريئة التي سالت دماؤها على ظهر سفينة مرمرة تفرض علينا تفحص المشهد بعمق، لا سيما أن منع المجزرة بحقهم كان ممكناً لو أرفقت تركيا بعض قواربها العسكرية لحماية السفن التي تقل مواطنيها، أو لو بادرت مصر أصلاً إلى فتح المعابر المغلقة بوجه أهل غزة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
اللافت للنظر في هذا السياق، تلك التغطية المكثفة من قبل وسائل الإعلام العالمية لهذا الحدث، لتتحول المأساة بفعل هذه التغطية إلى مادة دسمة لإدانة إسرائيل على كل صعيد، في الشرق والغرب على سواء، لتجد الأخيرة نفسها في موقع المجرم المنبوذ (وهي بالفعل كذلك). فماذا جرى ليتغير فجأة رد فعل المجتمع الدولي وأبواقه الإعلامية على هذه الجريمة النكراء عن مثيلاتها التي سبقتها وفاقتها فظاعة وجرما!؟
إقرأ المزيد: أسطول الحرية إلى غزة - بغطاء دولي - خطوة إلى أين؟
د. محمود محمد
خالد الترك، صلاح الدين، محمد الفاتح، عبد الحميد الثالث، الفارس المغوار، السلطان العثماني القادم... ومن قبل العثمانيون الجدد...! بهذا السيل من عبارات المديح وتوزيع الألقاب، تعج الصحف والصفحات الإلكترونية، واصفة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وذلك على إثر مذبحة السفن التي اقترفتها أيدي يهود المجرمة في عرض البحر الأبيض المتوسط.
ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد
بقلم الأستاذ: أحمد الخطواني
بالرغم من التهويش الاعلامي الذي تقوم به الحكومة التركية ضد (اسرائيل) إلاّ أنها في المواقف الحاسمة تقف إلى جانب (اسرائيل) فمثلاً نجحت (إسرائيل) في الانضمام إلى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بعد أن وافقت جميع الأعضاء الثلاثين في المنظمة بما فيها تركيا على انضمام (إسرائيل) إليها.
ومن المعلوم بحسب قانون المنظمة أن بإمكان أي دولة عضو في المنظمة الحيلولة دون إدخال (إسرائيل) إليها بمجرد اعتراضها على منحها العضوية لأي سبب تراه يُؤثر على مصالحها، لكن أياً من الدول الأعضاء بما فيها تركيا لم تمارس حقها في الاعتراض ووافقت جميعها بالإجماع على قبولها فيها عضواً جديداً له كامل المزايا كسائر الأعضاء الآخرين.
إقرأ المزيد: حكومة أردوغان تدعم (اسرائيل ) في المواقف الحاسمة
خالد زروان
بعد أحداث أسطول المساعدات لغزة وقتل العديد من المسلمين الأتراك على ظهره، يتوالى على صفحات الجرائد والمواقع وعلى شاشات الفضائيات وعلى مختلف وسائل الإعلام الحشد الإعلامي الهستيري والتسويق للنظام التركي ورموزه وعلى رأسهم أوردغان وبضاعتهم: الأنموذج التركي.
وقد اكتسحت هذه الهستيريا جهات وشخصيات وهيئات معهود عليها الإتزان في المواقف، وتجاوزت مجرد مدح المبادرة التركية بإرسال أسطول مساعدات إلى غزة لتركز على الدعم العلني وكيل المديح للأنموذج السياسي التركي ورموزه. ولعل أكثر المواقف خيبة هو ما صدر عن جهات عهد عليها الوقوف إلى جانب قضايا الأمة، كجبهة علماء الأزهر التي مدحت اردوغان -رمز الأنموذج التركي- وكأنها لا تعلم الدور المسند إليه من السياسة الأمريكية في المنطقة عموماً، أو حامد بن عبد الله العلي أو العديد من الشخصيات والهيئات غيرهم. وهكذا فقد تحول الكثير تحت ذرائع عدة، إلى أبواق تسويق للأنموذج التركي، أي للسياسة الأمريكية. في نفس الوقت يزداد اخرون، وأولهم حركة حماس، غرقا في وحل السياسة الأمريكية.
إقرأ المزيد: مهلاً أيها المخلصون، انما قضيتنا قضية مبدئية وليست قضية مطلبية
د. سعيد بن حسين
استهزاء بالنبي الكريم في الدنمارك وحظر للمآذن بسويسرا، وحظر النقاب بفرنسا وبلجيكا: إجراءات تبدأ ولا تنتهي، حتى أضحت ظاهرة تجاوزت الزمان والمكان وعمت شعوب القارة العجوز، يستوي في ذلك الحاقدون الصغار من العلمانيين المتطرفين والمثقفون والإعلاميون والمتظاهرون ببراءة الذئب من دم يوسف من القادة السياسيين. والحقيقة أنهم سواء وإن اقتسموا الأدوار، حيث أسند للحاقدين الصغار الدور القذر وتوارى صانعي القرار وراء الشعارات الزائفة والتصريحات المائعة فتارة يتظاهرون بالمعارضة كما هو في حظر المآذن وتارة أخرى يبدون وبدون مواربة تأييدهم للقرار كما في منع النقاب والحجاب، ومهما يكن فإن أعمالهم تكشف عن كره شديد وحقد دفين وعداء لئيم للإسلام والمسلمين.
المزيد من المقالات...
الصفحة 123 من 132