بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيد الخلق وإمام المجاهدين حبيبنا محمد الأمين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد:
بادئ ذي بدء أتوجه لأخواتنا المسلمات بكلمة قصيرة أبين فيها أن عنوان موضوعنا ليس فيه انتقاص من حقهن ولا قدرهن، معاذ الله...
بل الأمر فيه منقصة في حق كل من رضي بالقعود والتخاذل وعدم نصرة المظلومين في وقت حرّم الله عليهم فيه القعود كقعود النساء في البيوت، وكم من النساء سطّرن بفعالهن أفضل المواقف نصرة لدين الله وما أم عمارة رضي الله عنها عنكن ببعيد، فالرجولة ليست حكرا على الرجال.
علاء أبو صالح
لم يكن هدم الخلافة الذي يوافق الثالث من آذار لعام 1924 بالتأريخ الميلادي، نتيجة مغامرة سياسية أو محاولة عابرة أو سياسة ارتجالية مارستها القوى الغربية الاستعمارية، بل كان هدمها ثمرة جهود مضنية وعقود بل قرون من الكيد والتآمر والتخطيط من تلك القوى، والتي انتهجت طرقاً مختلفة وتوسلت إلى تحقيق هذه النتيجة بوسائل شتى، فهدم الخلافة كان ولا زال الإنجاز الأول والأهم الذي استطاع الغرب تحقيقه في صراعه مع الحضارة الإسلامية منذ بزوغ فجرها وإقامة دولتها الأولى زمن الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة إلى يومنا هذا.
د.مصعب أبو عرقوب
"عندما أصطحب أحيانا، أحد الضيوف الأجانب، في رحلة جوية أطلب من الطيار الاتجاه غربا مرة ثانية، باتجاه الساحل، والتحليق فوق منطقة السفارات في شارع اليركون في تل أبيب، وتستغرق الجولة الجوية حتى الحدود والعودة، أقل من عشر دقائق، وعندما يكون الضيف دبلوماسيا تتخذ حكومته موقفا متشددا في موضوع المناطق المحتلة، يستطيع أن يتصور بسهولة، كيف يمكن له أن يعمل في سفارة تقع على مسافة 5 دقائق طيران بطائرة خفيفة من الحدود الجديدة التي تريدها دولته لإسرائيل."
بقلم: عاهد ناصرالدين
في الثامن والعشرين من شهر رجب الخير لسنة 1342 هـ، الموافق للثالث من آذار لسنة 1924م, وقعت أكبر جريمة في حق المسلمين، حيث تمكنت الدول الأوروبية بقيادة بريطانيا من إلغاء دولة الخلافة الإسلامية، ولم تخرج الجيوش البريطانية المحتلة لمضيق البوسفور وإستانبول العاصمة إلا بعد أن اطمأنت إلى نجاح عميلها مصطفى أتاتورك في تركيا من إلغاء دولة الخلافة، وإقامة الجُـمهورية العلمانية على أنقاضها، وإخراج الخليفة من البلاد.
فهذا الحدث الجسيم، وهو هدم الخلافة، لا شك بأنه يعتبر منعطفاً خطيراً في حياة الأمة الإسلامية.
بسقوط الدولة الإسلامية،خلافة المسلمين في العام 1924م، لم يتبق للأمة الإسلامية منذ ذلك التاريخ دولة حقيقية تمثلهم، ولم يعودوا يحيون في جماعة إسلامية يقودها خليفة مبايع شرعاً على العمل بكتاب الله وسنة رسوله.
إقرأ المزيد: في ذكرى هدم الخلافة...لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيد
يكتسب المسجد الإبراهيمي كغيره من مساجد المسلمين مكانته في العقلية الإسلامية من كونه محل الصلاة التي هي عمود الدين، وهو أيضا معلم غائر في تاريخ المسلمين، ولكن الذي ضيّع الدين وعمل ضد مصالح المسلمين أنّى له أن يتباكى على مسجد من مساجد الله ؟ سؤال موجّه إلى رموز السلطة الفلسطينية وإلى قادة المشروع الوطني وقد تعاقبوا على الشاشات يتباكون على قرار يهودي بتحويله إلى معلم أثري يهودي، وكأن حجارة الآثار والتنافس على خدماتها أهم عندهم من المضامين العقدية والثقافية التي تفوح بها تلك الحجارة !
المزيد من المقالات...
الصفحة 129 من 132