بقلم: عاهد ناصرالدين
في غمرة الأحداث التي تجري في تونس، وأمواج السخط التي تجتاح بلاد العالم الإسلامي، وأنهار الدماء الزكية التي تسيل من أبناء الأمة الإسلامية، والسجون التي امتلأت من المجاهدين الصادعين بكلمةالحق، وفي ظل البطالة والعوز والقهر والظلم الذي يعيشه المسلمون، تخرج علينا فتاوى تحرم الإنتحار، وكأن الناس لا يعلمون أن قتل النفس وإهلاكها حرام، وهي تماما كالفتوى التي تبين وجوب الإحسان للجار وإن كان مغتصبا لفلسطين، وتحريم رفع الصوت من الصغير في وجه الكبير، واعتباره وقحا مع عدم الأخذ بعين الاعتبار أن هذا الكبيرالذي يجب أن يُوَقر كان يهين هذا الصغير ويضربه إلى درجة عدم الاحتمال فصرخ كفاك ضربا وإهانة، وتحريم خروج الزوجة من بيت الزوجية واعتبارها ناشزا تستحق العقوبة، في حين أن زوجها لا يطعمها ولا ينفق عليها بالمعروف -مع قدرته- ولا يعاشرها معاشرة الأزواج ويضربها ضربا مبرحا، وبيان تحريم الرشوة مع التعامي عن القانون الوضعي المطبق على الناس، والمشاهد المحسوس أن الناس يلجأون إلى التحايل والإلتفاف على القوانين المطبقة عليهم، وذلك لكثرة التعقيدات والإجراءات المفروضة في قضاءالمصالح، ومخالفة كثير مما هو مفروض على الناس لشرع الله، ناهيك عن تدني الأجور والرواتب في مقابل ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة الذي يجعل كثيرا من الأجراء والموظفين تحت خط الفقر أو قريب منه وعدم قدرتهم على تأمين المتطلبات الأساسية اللازمة للحياة.
خالد زروان
أيها الشعب التونسي السيد الحر الأبي،
إن ثورتنا قد أصبحت مضرب الأمثال وملهمة الشعوب التي تتوق إلى الإنعتاق من ربق العبودية. فكل العالم يراقب ثورتنا المباركة. ولكن الغرب وخصوصاً فرنسا وأمريكا مع أنظمة الذل العربية لا ولن يروق لهم نجاحها. ففي نجاحها نهايتهم. فوجب بعد التحرر من عقدة الخوف أن لا نترك مخططات الإستعمار تمر علينا كما مرت مرات ومرات علينا ونحن مغيبون عن الساحة السياسية التي يعتبر فيها الشباب قاصراً. فعلينا كشف وفضح كل أشكال المؤامرات التي تحاك عن طريق أبناء الجلدة خصوصاً، أيادي الإستعمار في بلادنا.
الشعب السيد لا يطالب بل يريد ويفرض ارادته على الجميع ويجبر ويلزم. فالأمر أمر إرادة ووجوب فرضها وليس أمر مطالب يرجى تحقيقها.
قد شبعنا من المطالبات ومن الغباء السياسي للحركات التي تحاكي المعارضة، التي بدل القيام بعملها السياسي، فترسم وتحقق الأهداف، استحالت في أحسن أحوالها إلى نقابات تطالب.
إقرأ المزيد: ثورة الأحرار للأحرار لا لأحزاب فرانسا أعوان الجزار
الكاتب: عاهد ناصرالدين
حكمة الله العليم الخبير اقتضت أن تشرق الشمس من المشرق، وتغرب في المغرب ،{ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }البقرة258، ومعلوم أن الشمس إن أشرقت من المغرب فهذا يعني علامة من علامات الساعة ، وغلق باب التوبة ،لما رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو قال: حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا لم أنسه بعد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة على الناس ضحى، وأيهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على إثرها قريباً". ولما رواه البخاري أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم قال "لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا رآها الناس آمن مَنْ عليها، فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل".
د. أكرم حجازي
مات والده تاركا له عربة خضار وعائلة من ثمانية أفراد تتضور جوعا وبردا. إنه محمد البوعزيزي من ولاية سيدي بو زيد، البالغ من العمر 26 عاما، الحامل لشهادة الفيزياء والعاطل عن العمل. في 17/12/20010 كان بوعزيزي على عربته يبيع الخضار لما داهمه أعوان البلدية وصادروا عربته بحجة ممارسة مهنة بائع متجول بلا ترخيص، فاحتج أمام مقر الولاية طالبا تشغيله فما كان من إحدى الموظفات إلا صفعته على وجهه في حين انهالت الشرطة عليه بالضرب المبرح، فسكب مادة البنزين على جسده وأشعل النار بنفسه. وكانت الشرارة التي أطاحت، بعد 30 يوما، بواحد من أعتى نظم الحكم البوليسية في العالم العربي ممن حاربوا الله ورسوله والمؤمنين. وعاثوا في الأرض فسادا وتجبرا واستكبارا وازدراء لله ولدين الله. وسبحان الله !!! الذي يضع سره في أضعف خلقه ويسبب به الأسباب. شاب مجهول لم يكن أحد ليسمع به فإذا هو بين عشية وضحاها حديث الناس على وجه الأرض، وعلى لسان كل زعيم ومسؤول.
الكاتب: ياسين بن علي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
ثار الشعب التونسي على الطغيان والطاغوت، فكلّفه ذلك عشرات القتلى ومئات الجرحى؛ إنّها حصيلة مفزعة مرعبة، حرّكت مشاعر الناس كلّهم فحرّرتهم من أغلال الخوف والخنوع ليتطلّعوا إلى مستقبل أفضل يسود فيه العدل والأمن والأمان.
لقد أنطق ظلم بن علي وزبانيته الفلاّح، والمعلّم، والمحامي، والمهندس، والطبيب، والتلميذ، والطالب، والممثل، ومغني الراب، إلاّ علماء تونس.
ومع أنّ الأحداث الدامية المؤلمة قد انقضت، وتحرّر الشعب من الخوف لينطق كل برأيه، إلا أنّنا لا زلنا نرى سادتنا العلماء في صمتهم يعمهون.
المزيد من المقالات...
- نداء من أعماق القلب إلى الجيش التونسي
- الحذر من الأخبار التي تحاول الوقيعة بين الناس والجيش في تونس
- أما آن للحركات الإسلامية في بلاد العالم الإسلامي التي تعترف بشرعية الأنظمة أن تستيقظ؟
- يا شباب تونس الفطن: كما لا خوف بعد اليوم، فلا استحمار بعد اليوم
- خلافة على بعد أقل من شعرة...في انتظار جيوش النصرة (تونس وما كشفت)
الصفحة 103 من 132