أحمد بن فارس السلوم
إنه النظام نفسه الذي قتل ألوفا من مواطنيه في حماة قبل ثلاثين عاماً، وهو النظام نفسه الذي ارتكب مجازر لا يعلمها إلا الله في السجون المكتظة، والدهاليز المظلمة، آخرها مجزرة أظهرت الصور المسربة أن المجرم ماهر الأسد قد تولاها بنفسه إشرافاً وتنفيذاً ضد عُزلٍ مسجونين في سجن تدمر، ليس لهم إلا الله ودعاء منا أن يرحمهم ويتقبلهم في الشهداء.
تاريخ مرعب من المجازر والقتل والتعذيب، وذكريات رسمها هذا النظام في قلب كل فرد من أبناء الشعب الصابر، الشعب الذي بشره الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم - بأنه ابن أرض مباركة لن يظهر منافقوها على مؤمنيها أبداً.
الكاتب: الشيخ عاطف عبد المعز الفيومي
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم -.
وبعدُ: فإنَّ الذي وقع الآن على أرض تُونُس، ويقع على أرض مِصْر، ورُبَّما طال بعض البلاد الإسلاميَّة الأخرى، لَهُو أمر حَتْم، وكان ولا بُدَّ، نعَم؛ لأنَّ تأريخ العالَمِ الإسلاميِّ والعربي مُشْرقٌ مضيء، فحضارتنا الإسلاميَّة والعرَبِيَّة إنَّما أقامها الإسلامُ بِشُروق شمسه وشريعته، وببعثة النبيِّ الهادي - صلَّى الله عليه وسلَّم، في حين أنَّ أوروبا كانت ترتع في ظلماتٍ من التِّيه والجهل والضلال.
ولما أنْ تَخلَّفت الأُمَّة الإسلاميَّة اليوم بِبُعدها عن مصدر سعادَتِها، ومنبع هدايتها، وقَع عليها مِن ألوان الذُّل والاستعمار والقهْرِ الكثيرُ والكثير، وهذا هو عَيْنُ ما ذكَرَه الله تعالى في كتابه العزيز، فقد قال تعالى: ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 124 - 123].
مطيع الله تائب
ترك الرئيس المصري حسني مبارك كرسي الرئاسة في قصر العروبة في العاصمة المصرية القاهرة في 11 فبراير الماضي، غير أنه ما زال جالسا على كرسيه بكل ثقة في حديقة الصداقة المصرية الآذرية قرب باكو عاصمة جمهورية آذربيجان .
إذا كان تمثال مبارك يعبر عن مكانة مصر التاريخية والثقافية والدينية لدى شعوب تلك المنطقة، فلا شك في أن الثورة التي عصفت بنظامه وأنهت 30 عاما من حكم اتسم بالاستبداد والفساد، حازت على اهتمام ومتابعة دقيقة من قبل شعوب وحكومات هذه المنطقة التي لا تختلف أوضاعها عن مصر كثيرا في ظل وجود أنظمة قمعية مستبدة تتربع على عروش دولها منذ عقدين من الزمن بعد الانهيار السوفييتي.
(ثورات الانقلابات العسكرية المزيفة وثورات الشعوب الحقيقية)
بقلم محمد اسعد بيوض التميمي
عندما انهزمت (الدولة العثمانية) والتي كانت تفرد جناحيها على القارات الثلاث (أسيا وإفريقيا وأوروبا) وتفككت وانهارت على أيدي الغزو الصليبي بعد (الحرب العالمية الأولى) والتي كانت تشكل (الإطار السياسي الجامع لآمة الإسلام) فأول ما قام به هؤلاء الغزاة الصليبيون هو شق الأمة الإسلامية الواحدة إلى أمتين، فصرنا (الأمة العربية) و (الأمة الإسلامية) ومن اجل تثبيت هذا الشق في جسد الأمة الواحدة أنشئوا (القومية العربية) لتكون في مواجهة الإسلام وبديلا عنه وكإطار سياسي بديل للدولة الإسلامية، وشقوا العالم الإسلامي إلى عالمين (عالم عربي) و (عالم إسلامي) وذلك لمنع وحدة المسلمين من جديد، وبعد ذلك قاموا بما هو اشد حقدا وخطورة حيث قاموا بتفتيت ما عرف بالعالم العربي بعد (الحرب العالمية الأولى) وتحويل هذه الفتات إلى دول ودويلات ومشيخات وإمارات منزوعة الإرادة لا يرقى بعضها إلى مستوى الحارات في بعض المدن في العالم الإسلامي، ورسموا لها بالفرجار والمسطرة والقلم حدودا، ووضع على كل حدود راية وعلامة سُميت ب (علم الاستقلال) لتميز الفتات عن بعضه، وعين على هذا الفتات قادة وزعماء وحكام أطلقوا عليهم ألقاب ومسميات مختلفة، وأنشئوا جامعة تحفظ هذا الفتات وتمنع توحده سموها (جامعة الدول العربية) وما هي إلا مفرقة للأمة العربية، وأوكلوا لها مهمة الحفاظ على هذا التفتيت والتقسيم والانشطار، والعمل على إجهاض ومحاربة أي محاولة لإعادة تجميع هذا الفتات وإعادته إلى ما كان عليه، والعمل على ترسيخ التفرقة بين أبناء الأمة الواحدة وتجذ ير مفهوم الهويات القطرية التي تعبر عن هذا الفتات المبعثر وإغراء العداوة والبغضاء بين من يحملونها من اجل أن لا تقوم للأمة قائمة ومن أجل أن يتهيأ المناخ المناسب والواقع النتن والقذر لنشوء الكيان اليهودي في فلسطين، فبدون هكذا واقع سياسي وجغرافي وديمغرافي كان لا يمكن لهذا المشروع أن ينجح أو يستمر، فكان هذا الواقع بجميع أبعاده هو الذي وفر لهذا المشروع مقومات الوجود، وهذه الدول الفتات ذات الأشكال المنتظمة وغير المنتظمة أصبحت تشكل خارطة عالمنا العربي التي رسمها (سايكس الإنجليزي وبيكو الفرنسي) حيث اقتسمتا بريطانيا وفرنسا بموجب ما عرف (باتفاقية سايكس بيكو) هذه الخارطة بعد (الحرب العالمية الأولى) فكانت بريطانيا صاحبة النصيب الأكبر من العالم العربي، لذلك كانت معظم الدول في العالم العربي خاضعة وتابعة للإرادة البريطانية وتسيرها كيف تشاء.
رضا بالحاج
في الرد على مقال جريدة الشعب عدد 1121
حقيقة وبكل صدق كلما قرأت مقالا لمن يعرض للخلافة للنقد والتجريح شعرت بالشفقة عليه وعلى أمثاله :
1-لأنه ينتقدون شيئا توهموه واقنعوا انفسهم أنه هو محل النزاع والنقاش مع الاسلاميين وهم في الحقيقة لم يصيبوا المفصل وواقعون في التسلل من ذالك أنهم لا يناقشون ما يتبناه هؤلاء بل يصنعون فكرة سخيفة وسهلة ثم حين يردون عليها بالضربة القاضية يتوهمون ويوهمون غيرهم بالانتصار الساحق مع ما يصحب ذالك من ادعاء وغرور واستعلاء زائف وهم في الحقيقة لم يصعدوا حلبة الصراع بعد.
المزيد من المقالات...
الصفحة 94 من 132