السبت, 09 أيار/مايو 2020 01:55
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق
   

بيان صحفي


ستستمر الأكاذيب في الوقت الذي تشتد فيه قبضة الرأسمالية
(مترجم)

 


مع مرور كل يوم، يتم الكشف عن المزيد من المحاولات الحكومية لتضليل الجمهور، سواء من حيث إهمالهم السابق، أو الاستعدادات الحالية، أو إحصاءات اختبار المصابين والوفيات، أو الخطط المستقبلية. بدءاً من الإهمال التام في البداية، والتلاعب المستمر بالإحصاءات الحيوية للخدمات الصحية والمشورة العلمية، بالإضافة إلى القوى التي تشجع على العودة إلى الحياة الطبيعية، والمراقبة الجماعية لصحة الناس، واقتراح التفاعل الاجتماعي بين الناس، بالكاد أن تجد أي جانب من ردود الفعل الرسمية لوباء الفيروس التاجي قد خلا من الخداع والأكاذيب الفاضحة.


لا ينبغي أن تفاجئ مثل هذه الخيانة للأمانة أولئك الذين يفهمون الفكر الأساسي للرأسمالية، أي العلمانية، ومفاهيمها عن الحياة وكيفية إدارة المجتمع. فالجشع الرأسمالي مسؤول عن الحالة البائسة الحالية. فالمؤسسة العلمانية للرأسمالية تضمن أن يخدم الذين في السلطة دائماً مصالح النخبة القوية، التي تم الكشف عنها علانية ليراها الجميع.


في بداية تفشي الوباء، كان الرأسماليون قلقين في الغالب من توقف التجارة وعائداتها، لذلك رفضوا بشكل فعال عزل المسافرين، مما سمح للفيروس بالانتشار على نطاق واسع، على الرغم من التحذيرات المبكرة، والخبرات السابقة. لقد اختار المسؤولون الرأسماليون النظريات العلمية عن الفيروس التي تخدم مصالحهم، أكثر من خدمة حاجات الناس. لقد دأبت الحكومات الرأسمالية على تشغيل أنظمتها للرعاية الصحية الفعلية على مدى عقود، حيث لم يكن الاهتمام الحقيقي بالناس يمثل أولوية بالنسبة لهم. فقد ضمنت الرأسمالية أن يكون جني الربح هو الأهم، مما أدى إلى جعل أبحاث اللقاحات غير المربحة ذات أولوية منخفضة. كما أوجدت الرأسمالية بشكل مباشر تفاوتاً هائلاً في المجتمع، بحيث يعاني الفقراء من سوء الصحة بشكل مستمر بسبب انخفاض مستوى معيشتهم. لقد أُهمِل كل جانب من جوانب الحياة أصابته لوثة الرأسمالية، وسوف يستمر مثل هذا الإهمال بسبب وجود مثل هذا المبدأ غير الإنساني.


حتى الديمقراطية التي وجد الرأسماليون سهولة في التلاعب بها قد خيبت آمال الناس، حيث أصيب السياسيون المتعطشون للسلطة بالشلل في بداية الأزمة، غير قادرين على اتخاذ قرارات صعبة خوفاً من عدم القبول بها، إما من الناخبين أو من الرأسماليين الذين يدعمونهم.


كان الفشل الأخير في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث تم إبراز أولويات الرغبات الجشعة للنخبة الرأسمالية علانية، في الوقت الذي تم فيه خداع الناس العاديين وكسبهم بشكل منهجي، مما أدى في النهاية إلى عدم ثقة كبيرة بالحكومة. عندما احتاجت الحكومة إلى دعم الجميع حقاً - الناس العاديين والنخبة الرأسمالية على حد سواء - لقبول بعض القيود المؤقتة من أجل الصالح العام، كانت الحكومة تعرف أن سلوكها السابق يعني أنهم لن يكونوا موضع ثقة، لذا جلسوا صامتين حتى أصبح الوباء واضحاً جداً، فلم يكن لديهم عندها من خيار سوى التصرف بطريقة جذرية للغاية.


على الرغم من مأزقهم وإدمانهم على الشعبوية، لم يتم تعلم دروس الماضي. إذ يتم التلاعب بالإحصاءات اليومية، والكذب على الناس الذين هم في أمس الحاجة إلى الصدق معهم. فأكاذيب اليوم تغطي الأكاذيب السابقة، على أمل موهوم أن يخرجوا من هذا المأزق سالمين، وأن لا يفتضح نظامهم الفاسد بشكل كامل.


إن سوء الإدارة الكارثي لبيوت رعاية المسنّين، ومعدات الحماية الشخصية للجهاز الطبي بخاصة، واختبار الإصابة بالفيروس، وتتبع وتعقب المصابين، وحتى الاقتصاد، حالياً وفي الماضي، قد أدى إلى معاناة وحزن بشكل استثنائي. للأسف، هذه ليست سوى البداية، حيث إن العواقب المستقبلية لمثل هذا السلوك النخبوي غير المسؤول لم يتم الشعور بعواقبه بعد.


لا يزال الرأسماليون في حالة إنكار للحاجة إلى إجراء تغيير جدّي في طريقة العيش في الحياة، لذلك يتوقون للعودة المبكرة إلى "الحياة الطبيعية" السابقة. ومع ذلك، فإن طبيعة الحياة المفضلة في نظرهم هي مجرد عودة إلى المجتمعات نفسها الخالية من العدل، ومستويات المعيشة السيئة، وإعطاء الأولوية للربح المادي للنخبة فوق كل شيء آخر، مما سمح للفيروس بأن يصبح وباءً.


في هذا الجو اليائس فإن تجارب المراقبة التكنولوجية الصينية للتجسس الفعال على شعبها، يتم الترويج لها بشكل ساخر في الغرب كوسيلة لحماية الحرية الزائفة التي وعدت بها الرأسمالية منذ عهد بعيد ولكنها فشلت دائماً في تحقيقها. ومع ذلك أصبح الناس العاديون قلقين بشكل متزايد بخصوص من يستحقون وضع ثقتهم بهم. سواء أكانت السلطات والحكومات، أو الشركات الرأسمالية، فإن الأهداف الاستبدادية الشائنة لهذه وتلك لا زالت كما هي، ألا وهي خدمة مصالح قلة جشعين لا يستطيعون مقاومة الرغبة في استغلال سلطتهم وقوتهم.


لقد عانى مسلمو الإيغور في تركستان الشرقية في الصين، الذين تمت مراقبة وتحليل كل حركاتهم وكلامهم، بشكل غير عادي على أيدي الشركات الرأسمالية والسياسيين الاستغلاليين. اختار قادة العالم تجاهل محنتهم، لأنهم لم يشعروا بالذعر من التقنيات المستخدمة هناك، ولا من القوة الهائلة التي تم وضعها في أيدي قلة من المسؤولين. وقد زادت السلطات الغربية بالفعل من مراقبتها الخاصة بها أيضاً في السنوات الأخيرة، حيث أعطيت سلطة لشركات النخبة الرأسمالية بمراقبة وجمع بيانات ضخمة، مع تبرير ذلك أيضاً من خلال التلاعب بمشاعر العامة تجاه تهديدات محتملة، بخاصةً تصوير خطر المسلمين وتهديدهم المزعوم للأمن.


هذا موضوع يجب أن يهم المسلمين في جميع أنحاء العالم، الذين نزل عليهم الهدى الذي تحتاجه البشرية بشدة اليوم، لأن القادة الرأسماليين قد خيبوا أمل العالم بشدة، بسبب تمسكهم العنيد بالمبدأ الرأسمالي الباطل.


أعطى الإسلام رعاية شؤون الناس الأولوية على كماليات النخبة الثرية. إن الدولة الإسلامية موجهة بالشرع الإسلامي في رعاية الناس بالفعل، والقيام مسبقاً بالاستعدادات لمثل هذه الرعاية. في الإسلام، ليس الربح هو الهدف الأساسي لأبحاث اللقاحات، على سبيل المثال، ولا يتم استخدام براءات الاختراع لمنع التطورات الطبية من إفادة الجميع. يشمل الإسلام إرشادات تفصيلية حول كيفية بناء المجتمع بحيث لا تتآكل الثقة فيه، فيتم بذلك بناء أنظمة الرعاية الصحية وعدم الهبوط بها إلى درجة عدم الكفاية، بحيث يقضى على الفقر، وبالتالي تبقى السلطة بعيدة عن أيدي الظالمين فلا يملكون إساءة استخدامها. أما فيما يتعلق باستخدام المراقبة الجماعية للسكان لمنفعة محسوسة، على سبيل المثال، فقد نهى الإسلام عن التجسس على الناس كما يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ﴾، وكما روي أن رسول الله e قال: «إِنَّ الْأَمِيرَ إِذَا ابْتَغَى الرِّيبَةَ فِي النَّاسِ أَفْسَدَهُمْ».


قبل الوباء كان الرأسماليون في بريطانيا يصرفون أنظار الناس بنشاط عن سياساتهم الخارجية والداخلية والاقتصادية الفاشلة، ويوجهون اتهامات كاذبة ضد الجالية المسلمة، ويضعون سياسات مصممة لوصف جاليتنا كخطر أمنيّ لتبرير زيادة شغفهم بالسلطة. أما الآن وهم معلقون في الهواء سيستمرون في البحث عن كبش فداء، كما يصنعون حالياً في الهند وأمريكا والصين. وعلى الرغم من كل هذا، ليس هذا هو الوقت المناسب للسكوت على ما يصنعون.


لقد حان الوقت ليستيقظ المسلمون، ويفضحوا إهمال واستغلال النخبة الرأسمالية، ومبدئهم الذي يبيعون من خلاله فسادهم للشعب. حان الوقت للمسلمين أن يكونوا سفراء للإسلام.


يقول سبحانه وتعالى: ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾.

 


يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا

 

 

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/britain/67970.html

 
السبت, 09 أيار/مايو 2020 01:48
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق



لا زال ترامب يكرر إهاناته لنظام آل سعود، ففي كتابه "أمريكا العرجاء" الذي نشر لأول مرة في عام 2015م، قال: (انظروا إلى السعودية، إنها أكبر ممول للإرهاب في العالم. السعودية تستخدم البترودولارات - أموالنا الخاصة جدا - لتمويل الإرهابيين الذين يسعون إلى تدمير شعبنا، بينما يعتمد السعوديون علينا لحمايتهم). وفي 16 آب/أغسطس 2015م، في مقابلة مع قناة NBC، قال (إن السعودية دولة ثرية وعليها أن تدفع المال لأمريكا لقاء ما تحصل عليه منها سياسياً وأمنياً)، وفي 26 أيلول/سبتمبر 2016م، في المناظرة الانتخابية الأمريكية الأولى، قال: (هل تتخيلون أننا ندافع عن السعودية؟ بكل الأموال التي لديها، نحن ندافع عنها، وهم لا يدفعون لنا شيئاً!). وفي 27 نيسان/أبريل 2017م، في مقابلة مع وكالة أنباء رويترز، قال: (بصراحة السعودية لم تعاملنا بعدالة، لأننا نخسر كماً هائلاً من المال للدفاع عن السعودية). وفي 24 نيسان/أبريل 2018م، خلال مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الفرنسي، قال (دفعنا 7 تريليونات دولار خلال 18 عاما في الشرق الأوسط وعلى الدول الثرية دفع مقابل ذلك، هناك دول لن تبقى لأسبوع واحد دون حمايتنا، عليهم دفع ثمن لذلك).

وكانت الرياض قد احتضنت يوم 20 أيار/مايو 2017م، قمة بين ترامب والملك سلمان، وخلال هذه القمة السعودية الأمريكية وقع سلمان وترامب عدة اتفاقيات تعاون عسكري ودفاعي وتجاري بقيمة 460 مليار دولار.

وأخيرا نقلت وكالة رويترز في 1 أيار/مايو 2020م، عن أربعة مصادر تأكيدها أن ترامب قال لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مكالمة هاتفية في الثاني من نيسان/أبريل الماضي، إنه إذا لم تبدأ أوبك بخفض إنتاج النفط، فلن يكون بوسعه منع أعضاء مجلس الشيوخ من سن تشريع لسحب القوات الأمريكية من المملكة. وكان هذا التهديد محورياً في حملة الضغط الأمريكية التي أدت إلى اتفاق عالمي تاريخي لخفض إمدادات النفط في وقت انهار فيه الطلب بفعل جائحة كورونا، وسجلت نصراً دبلوماسياً للبيت الأبيض. وقال مصدر أمريكي أطلعه مسؤولون كبار في الإدارة على ما دار من حوار إن ولي العهد بوغت بالتهديد حتى إنه أمر مساعديه بالخروج من الغرفة لكي يتمكن من مواصلة الحوار سراً.

ولخص المسؤول فحوى الحجة الأمريكية التي تم نقلها عبر قنوات دبلوماسية مختلفة بأنها رسالة للقادة السعوديين مفادها: (نحن ندافع عن صناعتكم بينما تدمرون أنتم صناعتنا). وبعد المكالمة مع ولي العهد السعودي ومكالمة أخرى في اليوم نفسه مع بوتين أطلق ترامب تغريدة، قال فيها إنه يتوقع أن تخفض السعودية وروسيا الإنتاج بنحو عشرة ملايين برميل في اليوم.

إذاً فإن ما صرح به الرئيس الأمريكي ترامب أثناء وبعد الحملة الانتخابية والتي شكلت جملة من الإهانات والاستضعاف للدول الخليجية، يبين بشكل واضح إلى أي مدى وصلت العنجهية الأمريكية، في مقابل انبطاح من النظام السعودي الذي لا يهمه شيء سوى الحفاظ على كرسي الحكم.

نعم ما صرح به ترامب من أن على هذه الدول أن تدفع لأمريكا وأنها، أي الدول الخليجية، ما كان لها أن تبقى لولا الحماية الأمريكية، شكل سابقة غير مسبوقة في الاستهتار والانتقاص من سيادة الدول واستخدام أساليب ومصطلحات تعوزها أدنى درجات اللياقة السياسية دون أن يجد ردا أو دفاعا من هذه الدول! لقد سخر ترامب من سيادة دول الخليج ولمح إلى أن أموالها منهوبة وسيادتها منقوصة، وهو وإن كان صادقاً وهو كذوب، إلا أن وقاحة هذه التصريحات تكشف عن عقليته التجارية ومدى استخفافه بهؤلاء النواطير.

إن انبطاح وتبعية نظام آل سعود ليست بنت اليوم، بل تعود إلى العام 1945م، عندما التقى الرئيس فرانكلين روزفلت والملك عبد العزيز بن سعود على متن الطراد الأمريكي كوينسي. حيث توصل الاثنان إلى اتفاق مؤداه الحماية العسكرية الأمريكية مقابل الاستفادة من احتياطيات النفط السعودية. واليوم تنشر أمريكا حوالي ثلاثة آلاف جندي في المملكة للحماية، كما أن الأسطول الخامس الأمريكي يحمي صادرات النفط من المنطقة.

وتعتمد السعودية على أمريكا في الحصول على السلاح والحماية من الخصوم الإقليميين مثل إيران، ومن أي حراك شعبي قد يهدد نظاماً وظيفياً عميلاً يحقق مصالح الغرب في المنطقة ويمنع نهوض الأمة من جديد، لتقف في وجه الهيمنة الأمريكية على مقدرات الأمة.

غير أن تلك الحماية لم ولن تنفع حكام آل سعود، وقد انكشفت نقاط الضعف في المملكة في أواخر العام الماضي في هجوم شنته 18 طائرة مسيرة وثلاثة صواريخ على منشآت سعودية رئيسية. فلم يستطع النظام السعودي كشف الهجمات قبل وقوعها ولا منعها حال حدوثها. ولقد تبين للناس فشل محمد بن سلمان في إدارة الأزمة، وفشل رؤيته 2030، وها هو يفشل مرة أخرى في حربه النفطية الأخيرة، فبعد أن أغرق العالم في حرب أسعار نفطية ها هو يتراجع ناكصا على عقبيه، ولم تكن المصادفة وحدها وراء اقترانها بقرار التحالف السعودي-الإماراتي وقف إطلاق النار من جانب واحد في اليمن.

في الوقت الحاليّ يبدو أن السعودية تشعر بالراحة تحت حماية إدارة ترامب، ومن الواضح أن أمريكا مستمرة في مواصلة نقل السلاح لنظام آل سعود حتى بعد جريمة قتل الصحفي جمال خاشقجي داخل السفارة السعودية في إسطنبول، وأما تهديدات ترامب بسحب حمايته لهم فهي مجرد زوبعة في فنجان، فكما أن النظام السعودي بحاجة للحماية، فإن ترامب في حاجة لابتزاز آل سعود واستمرار حكمهم لأجل غير معلوم.

لقد كان الشغل الشاغل لحكام آل سعود هو إخفاء انحيازهم الكامل للغرب، وهذا ما لم يستطيعوه، ففي آب/أغسطس 1990م، أماط القادة السعوديون اللثام كله عن الدور الذي يضطلعون به في خدمة الغرب، فقد أمدوا أمريكا بالذريعة المطلوبة لاحتلال الخليج احتلالاً شاملاً، حين دعوها (للدفاع) عنهم. في الحقيقة، إن ما يخشاه حكام آل سعود هو أن نظامهم لا جذور شعبية له ولا قاعدة سياسية، وهو لم يكن ليستمر حتى الآن لولا الحماية الإنجليزية أولاً، والحماية الأمريكية اليوم. فتصريحات ترامب الرعناء تجاه النظام السعودي، إنما تؤكد دوره كخادم لوكالة المخابرات المركزية وللولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

إن تصريحات ترامب هذه تكشف عن المستوى الهابط الذي وصل إليه المبدأ الرأسمالي الغربي بقيادة أمريكا-ترامب، التي تنصب نفسها حاميةً وحاملةً لهذا المبدأ. كما تكشف عن حالة من الاحتقان لدى الدول الرأسمالية الكبرى آخذةً بالتوقُّدِ نتيجة لسياسات ترامب المتحللة من قيم المبدأ نفسه والأعراف الدولية التي توافقت عليها هذه الدول من قبل. وفي ذلك نذيرٌ بقرب سقوط الرأسمالية، وبشير بدُنوِّ ظهورِ الإسلام ودولته إن شاء الله.

وإنه لا جرم أن سياسة سلمان وابنه الأخيرة والمدعومة أمريكياً تفتقد إلى فن المناورة والدهاء الدبلوماسي، ويغلب عليها الاستعجال في قطف الثمر، والاندفاع المهووس الذي ينسجم تماماً مع شخصيتي ترامب وابن سلمان على حد سواء. فالأول رجل احترف في مجال المال والأعمال؛ حيث عَقدُ الصفقات وإبرامُ المضاربات المالية الوهمية في البورصات. فقد نشأ نشأة اقتصادية بحتة؛ حيث كان أبوه تاجر عقارات، ثم تخرج ترامب من كلية وارلتون بجامعة بنسلفانيا الأمريكية. وأما ابن سلمان فهو شاب يافع لا خبرة له في مجال السياسة ودسائسها.

هكذا تكون مملكة آل سعود الضرار قد اتخذت من بلاد الحرمين الشريفين وكراً لتنفيذ سياسات أمريكا القذرة في المنطقة، وهي تستخدم أموال الأمة لتحقيق أهداف ومصالح أمريكا في العالم، وتضحي بما أودعه الله من خيرات في أراضيها لتنفيذ اللعبة الأمريكية في العالم.

هذا مكر أمريكا، وهذا غدر عملائها بالمسلمين، ولكن مكرهم وغدرهم سوف يبور بإذن الله.

﴿وَالَّذينَ يَمْكُرونَ السَّيِّئاتِ لَهُمْ عَذابٌ شَديدٌ؛ وَمَكْرُ أولَئِكَ هُوَ يَبورُ﴾ [فاطر:10]

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حامد عبد العزيز
 
 
http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/67939.html
 
السبت, 09 أيار/مايو 2020 01:44
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بيان صحفي

 

ما زالت حكومة السودان تلهث خلف سراب ما يسمى بأصدقاء السودان

 

 

سيلتئم اليوم الخميس 2020/5/7م، مؤتمر أصدقاء السودان، عبر تقنية الفيديو كونفرنس، بعد أن منع تفشي جائحة كورونا، عقده وفقاً لما كان مخططاً له، في 2020/4/23م، وبحسب بيان لمجلس الوزراء السوداني، فإن رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، بحث هاتفياً، الثلاثاء 2020/5/5م، مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، التحصير لمؤتمر مرتقب.

 

رغم أننا في حزب التحرير/ ولاية السودان، قد بينا، أن ما يسمى بأصدقاء السودان، اسم على غير مسمى، فإنهم ليسوا أصدقاء، بل هم أعداء السودان، ولن يقدموا خيراً للسودان، وإنما هم في الأساس يبحثون عن مصالح بلدانهم، ورغم صِدْق ما قلناه، وما ثبت عملياً من تسويف هذه المجموعة، إلا أن الحكومة الانتقالية في السودان، ما زالت تلهث خلف سرابهم، بعد أن نفذت أغلب شروطهم، وقطعت شوطاً في تطبيق روشتة صندوق النقد الدولي، المتمثلة في ما يسمى برفع الدعم، فرفعت الحكومة أسعار الخبز والدواء والبنزين والجازولين وغاز الطبخ، مستغلة جائحة كورونا، ووجود الناس في منازلهم.

 

إننا نؤكد مرة أخرى أن من يسمون بأصدقاء السودان، لن يقدموا شيئاً للسودان، ونذكر في هذا الصدد، ما قالته وزيرة الدولة بالخارجية النرويجية، لدى مخاطبتها اجتماع مجموعة أصدقاء السودان، الذي انعقد في الخرطوم في 2019/12/12م، حيث دعت ماريان هيغان، السودان إلى عدم الاعتماد على الموارد الخارجية.

 

إن قناعتنا، بأن من يسمون أصدقاء السودان ما هم إلا أعداء السودان، باعتبارهم كفاراً مستعمرين، تأتي من عقيدة راسخة لا تتزعزع مصداقاً لقوله تعالى: ﴿مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ وستظل الاجتماعات تنعقد وتنفضّ، والخلاصة وعود الشيطان كما قال تعالى: ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً﴾.

 

إن السودان ليس محتاجاً لدعم خارجي، أو قرض ربوي، فهو بلد غني بثرواته الظاهرة والباطنة، فالسودان يحتاج كغيره من بلاد المسلمين، إلى فكرة سياسية صحيحة، تفجر طاقات الأمة، وتسخر إمكاناتها، لمصلحة الأمة، لا لمصلحة أعدائها، ولن يكون ذلك، إلا عبر دولة مبدئية، تجعل من عقيدة الأمة؛ الإسلام العظيم، أساساً لدولتها، ونبراساً لمعالجاتها، ولن يكون ذلك إلا في دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فهيا يا أهل السودان، ضعوا أيديكم في أيدي شباب حزب التحرير، لنقطع دابر الاستعمار، وأعوانه وعملائه ونقيم دولة الحق والعدل والخير.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ

 

 

إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/sudan/67996.html

 
الثلاثاء, 05 أيار/مايو 2020 23:40
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

تلفزيون الواقية: برنامج "خواطر حامل دعوة"


يسر المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير أن يقدم لمتابعي وزوار صفحات المكتب الإعلامي المركزي برنامجا رمضانيا جديداً من برامج تلفزيون الواقية بعنوان "خواطر حامل دعوة" للشيخ عدنان مزيان عضو حزب التحرير في ولاية لبنان ومقدم برامج في تلفزيون الواقية، وذلك عصر كل يوم ثلاثاء عند الساعة 17:30 بتوقيت المدينة المنورة مباشرة على #قناة_الواقية خلال شهر رمضان المبارك.

 

فكونوا معنا..

 

WaqeyaTV

 

 

[خواطر حامل دعوة]

- الحلقة 1 -
أركان الدعوة والإبداع في التأثير

 

إعداد وتقديم: الشيخ عدنان مزيان

الثلاثاء، 05 رمضان المبارك 1441هـ الموافق 28 نيسان/أبريل 2020م

 

https://www.youtube.com/watch?v=7ZCSWkdcK3E

 

 

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/multimedia/video-series/67880.html

 

قناة الواقية

https://www.alwaqiyah.tv/

 
الثلاثاء, 05 أيار/مايو 2020 23:34
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

متى تنتهي أزمة كورونا؟

 

لقد عانى البشر على مرّ تاريخهم الطويل من أوبئة كثيرة نالت من سلامتهم الجسديّة وأثرت على تناميهم عدديّا أو عمليّا لسرعة انتشار هذه الأوبئة وظهورها بطريقة مفاجئة وسريعة بحيث لا تمنح للناس فرصة لمقاومتها وصدّها إلا بعد أن تحصد آلاف الأرواح وبعد أن تحدث اضطرابا وبلبلة في المجتمعات. ولو استعرضنا تاريخ الأوبئة من حيث الزمان والمكان لوجدنا أنّ الأمم لم تخلُ من ظهورها وانتشارها كالطاعون ومنه الطاعون الأسود والإنفلونزا بأنواعها وخاصة الإسبانية التي أودت بحياة 75 مليون شخص عبر العالم والكوليرا والإيبولا والسارس وغيرها وصولا إلى كورونا...

 

ولعلّ تواصل اجتياح فيروس كورونا لدول العالم والعجز عن مواجهته أو اكتشاف لقاح يمكن أن يوقفه رغم الجهود الحثيثة للحدّ منه، ورغم الإجراءات الصارمة للحكومات لحصر انتشاره، مع فشل دول كثيرة كإيطاليا وإسبانيا وفرنسا وأمريكا أمام هذا الوباء الذي لا يُرى بالعين المجرّدة، واستسلام دول أخرى كإعلان لشبه هزيمة لمواجهته، مع تكشّف ضعف الأنظمة الطبية حتى على مستوى دول متقدمة، جعل أسئلة كثيرة تتردّد إلى أذهان الناس: متى تنتهي أزمة كورونا؟ ومتى سيستعيد الناس حياتهم الطبيعية؟

 

لأنّ هذا الوباء ما زال يستفحل حسب تقارير طبية رسمية، وما زال يتمدّد ويطيح بمزيد من ضحاياه، وهو يُصيب المسلم والكافر في مشارق الأرض ومغاربها، لكنّ الفرق هو في طريقة النظرة إليه كابتلاء والتي يتفرّد بها المسلم المؤمن بعقيدته والذي يُحسن ظنّه بربّه، فتُرشده هذه النظرة إلى التصرّفات الفضلى وعياً ومواجهة ليتجاوز هذه الأزمة على خير بمنأى عن الإحباط واليأس والتوجّس والخيفة التي يُعاني منها الغرب الذين يحسبون كلّ صيحة عليهم.

 

قبل أن نتساءل متى تنتهي أزمة كورونا؟ يجب أن نقف أولا على نقطة مهمّة وهي أنّ الأوبئة سُنن ماضية لن تبقى ولن تدوم، وستمضي هذه الأزمة كما مضت أوبئة كثيرة من قبل، بإذن ربّها، لأنّه ما من شيء أزليّ في هذا الكون، ولكلّ بداية ونهاية قدّرها الله له، والتاريخ خير دليل على ذلك، فكما أسلفنا سابقا أن الأوبئة حلّت بأمم كثيرة من قبلنا ولكنّها مضت.

 

 فعقليّة المسلم الذي يؤمن بمحدودية هذا الكون وهذه الحياة وكل الظواهر التي تحلّ عليه، يجعله مطمئنّا بأنّ لكلّ أجل كتاباً وأنّ الأوبئة أقدار ماضية يُصيب الله بها من يشاء من عباده.

 

ومن جانب آخر، فإنّ انتهاء أزمة كورونا مرتهن باكتشاف لقاح للفيروس كما كان العمل مع أوبئة أخرى، قد يأخذ الأمر وقتا، لكن سيأتي اليوم الذي يُعلن فيه عن ذلك، وهذا ما تُثبته أحاديث رسول الله ﷺ؛ ففي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً». وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَإِذَا أَصَابَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ». وَفِي مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ مِنْ حَدِيثِ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ».

 

وثانيا، فإنّ الإيمان بالقدر خيره وشرّه من الله يزيد من راحة العبد المؤمن وطمأنينته عند المحن والأزمات، ذلك أنّ مفهوم القضاء والقدر يدفع عن الناس القلق والجزع، ولنتذكّر جيدا وصية نبينا ﷺ لابن عباس كما هي وصيةٌ للأمة كلها: «أَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ». ولو كتب الله لنا نصيبا من هذه الجائحة فلن تمنعنا عنها حصون ولا أبراج، وما أصاب العالم اليوم يجعلنا ندرك جيّدا عجز البشر أمام أقدار الله، فلم تُغن عنهم أموالهم ولا أسلحتهم ولا علومهم ولا سلطانهم! وهذا لوحده كفيل بأن نستشعر عظمة الله وضعف البشر، فنقدّره حقّ قدره ونحسن الظنّ فيه ونُصدّق وعوده ونُكبره سبحانه.

 

ثالثا، كيفيّة التعامل مع هذه الجائحة:

 

إنّ من أهمّ ما يقوم به العبد المؤمن في هذه الظروف هو أخذه بالاحتياطات اللازمة والالتزام بالتعليمات والإرشادات وتثقيف نفسه ومحيطه بكيفيّة التصدّي لمثل هذا الوباء وعياً ومواجهة، ومع الأخذ بالاحتياطات الماديّة والمعرفيّة فإنّه لا يستغني أبدا عن الدعاء فهو من أنفع الأدوية، وهو عدوّ البلاء، يدفعه ويعالجه ويمنع نزوله ويرفعه أو يُخفّفه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن.

 

 رَوَى الْحَاكِمُ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «لَا يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدَرٍ، وَالدُّعَاءُ يَنْفَعُ مِمَّا نَزَلَ وَمِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، وَإِنَّ الْبَلَاءَ لَيَنْزِلُ فَيَلْقَاهُ الدُّعَاءُ فَيَعْتَلِجَانِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

 

ومن أهمّ الأعمال التي يقوم بها العبد المؤمن عند وقوع الأوبئة والأسقام، هي المحاسبة!

 

ولعلّي بهذا أقصد محاسبة الحكومات البائسة في البلاد الإسلامية التي تماهت في إذلال شعوبها في مثل هذه الظروف القاسية، فلم تُحسن رعايتهم صحيا ولا ماديا ولا حتى توعويا، وانجرفت في تتبّع سياسات دول العالم الغربي بالحجر الكامل والعزل الشامل رغم اختلاف الظروف والبيئات، فكانت قراراتها المرتعشة سببا في تعميق الأزمة داخل الشعوب، مع توقيف الحياة الاقتصادية وحجز الناس في بيوتهم وفوق ذلك العجز عن رعاية مصالحهم وأرزاقهم وتوفير أبسط مقومات حياتهم! بالمقابل نجد تهافت هذه الحكومات على تعطيل الأحكام الشرعيّة من صلاة في المساجد وحج وعمرة بحجّة منع التجمّعات، حتى وصل الأمر بالإفتاء بجواز الإفطار بسبب كورونا أو عدم تحرّي هلال شهر رمضان التزاما بالحجر!

 

وقد كانت الاستماتة في تعطيل الأحكام الشرعية واستهدافها بشكل مباشر لدى بعض الحكومات العربية التي جعلت من هذا الوباء متنفّسا لها لمزيد من التضييق عن المسلمين في التزاماتهم الشرعية، وفي مقابله نرى توانيها وتماطلها في توفير حاجيات الناس الصحية والمعيشية.

 

إنّ دور العبد المؤمن في هذا الظرف، ونخصّ حامل الدعوة، هو محاسبة هؤلاء الحكام على استهانتهم بأرواح الناس ومصالحهم وأرزاقهم، لا سيّما أن كورونا قد عرّت كل أوراق التوت عن سياساتهم الفاسدة وفضحت بالمكشوف هشاشة الأنظمة الصحية والمؤسسات القائمة عليها، رغم ما يبذله الأفراد من أطباء وممرضين ومهندسين وغيرهم من جهود حثيثة، إلا أنّنا استشعرنا هذه المرة أكثر من كل مرة حاجتنا لدولة حقيقية تحفظ أرواح الناس وتسعى لحماية مصالحهم وأرزاقهم ورعاية شؤونهم وتبذل كل الجهد والوسع للتصدّي لمثل هذه المصائب وتُحسن التعامل مع الأزمات الاقتصادية والصحية ويكون لها السّبق في توفير العلاج وإيجاد اللقاح، لا أن تبقى في انتظار الغرب كي يمنّ عليها ويذلّها (مثل ما اقترح طبيب فرنسي بتجريب لقاح فيروس كورونا على الأفارقة كما فعلوا في بعض الدراسات حول الإيدز).

 

إنّ حاجتنا في مثل هذه الظروف لتحكيم شرع ربّنا بإقامة دولة عزيزة منيعة، يكون فيها الحاكم خادما لدينه وأمته، يحفظ بيضة الإسلام والمسلمين، ويخاف الله فينا ويرحمنا، هذه الأعمال التي ترفع العبد درجات وتُقرّبه إلى ربه فينال بها المؤمن شرف الدنيا ونعيم الآخرة.

 

أما متى تنتهي كورونا؟ فالمسلم عليه أن يتكيّف مع هذا الوباء باعتباره بلاء من الله، ويتقبّل أقدار الله برضا وطمأنينة دون سخط ولا قلق، وليتجمّل بالصبر ويتحلّ بالرضا ويحتسب الأجر، فالتكيّف مع الوباء يُخفّف من وطأته وحينها سيتوقّف عن هذا السؤال لأنّ الابتلاء طبيعة ملازمة لخلق الله.

 

ولينظر فيما كلّفه الله بعمله لدفع هذه الأوبئة من أعمال فرديّة أو روحيّة أو سياسيّة، خصوصا وأنّنا في مثل هذا الشهر العظيم شهر الرحمة والخير، فلنغتنم شهر التقوى بأحسن الأعمال وأرفعها وهو إقامة شرع الله كاملا في أرضه فننال خيري الدنيا والآخرة.

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نسرين بوظافري

 

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/cultural/67895.html

 

 

الصفحة 18 من 132

اليوم

الإثنين, 29 نيسان/أبريل 2024  
21. شوال 1445

الشعر والشعراء

يا من تعتبرون أنفسكم معتدلين..

  نقاشنا تسمونه جدالا أدلتنا تسمونها فلسفة انتقادنا تسمونه سفاهة نصحنا تسمونه حقدا فسادكم تسمونه تدرجا بنككم...

التتمة...

النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ

نفائس الثمرات النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ والسـعدُ لا شــكَّ تاراتٌ وهـبَّاتُ النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ...

التتمة...

إعلام ُ عارٍ

إعلام عار ٍ يحاكي وصمة العار      عار ٍ عن الصدق في نقل ٍ وإخبارِ ماسون يدعمه مالا وتوجيها         ...

التتمة...

إقرأ المزيد: الشعر

ثروات الأمة الإسلامية

روائع الإدارة في الحضارة الإسلامية

محمد شعبان أيوب إن من أكثر ما يدلُّ على رُقِيِّ الأُمَّة وتحضُّرِهَا تلك النظم والمؤسسات التي يتعايش بنوها من خلالها، فتَحْكُمهم وتنظِّم أمورهم ومعايشهم؛...

التتمة...

قرطبة مثلا

مقطع يوضح مدى التطور الذي وصلت اليه الدولة الاسلامية، حيث يشرح الدكتور راغب السرجاني كيف كان التقدم والازدهار في  قرطبة.

التتمة...

إقرأ المزيد: ثروات الأمة الإسلامية

إضاءات

JoomlaWatch Stats 1.2.9 by Matej Koval