السبت, 27 حزيران/يونيو 2020 18:21
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق
 
 
 

رسالة مفتوحة من المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين

 

إلى شبكة معا الإخبارية وفضائية معا

 

 

السيد مدير عام شبكة معا المحترم

السيد رئيس تحرير شبكة معا المحترم

السيد مدير فضائية معا المحترم

السيد رئيس مجلس إدارة شبكة معا المحترم

تحية طيبة وبعد:

 

لقد ساءنا في الآونة الأخيرة ما بتنا نراه من دور بارز لشبكة معا في الترويج والعمل مع العاملين لإفساد المرأة في فلسطين من خلال مهاجمة الإسلام وثقافة الأمة والترويج لحضارة الغرب، حضارة الانحلال والفساد والإجرام، عبر احتضان أبواق الغرب من مؤسسات وشخصيات باعت دينها وأهلها بدولارات أمريكية ويوروهات أوروبية.

 

وللأسف، بتنا نرى كم أصبحت فضائية معا منبرا لأولئك الأبواق المفسدين الذين لم يتورعوا عبر شاشتكم عن مهاجمة الإسلام وأحاديث رسول الله ﷺ ووصف المنادين والمتمسكين بها بالرجعية والظلامية والتخلف ومهاجمة الأمة وتاريخها الممتد لـ1400 عام والإشارة إلى فجر الإسلام على أنه كان بداية الانتكاسة! وهو إساءة مباشرة لأهل فلسطين المسلمين ولعموم الأمة الإسلامية في شتى أصقاع المعمورة، وهو يشابه إساءات شارلي إيبدو وسخريتها من الإسلام، إذ ظهر على شاشتكم من هاجم مزدرياً حديث رسول الله ﷺ القائل فيما جاء عند البخاري والنسائي: «لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً»، وحديثه ﷺ فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، إِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْراً»، وحديثه ﷺ فيما رواه أبو سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ حيث قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى المُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ فَإِنِّى أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ» فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ»، قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «أَلَيْسَ شَهَادَةُ المَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ» قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: «فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ» قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: «فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا».

 

ووصل الحال بأولئك أن تطاولوا على ما جاء في قول الله تعالى: ﴿فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ﴾، وقوله تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً﴾، ووصف من تربى على هكذا مفاهيم بأنه من القوى الظلامية والرجعية!!

 

إن الاستهزاء بهذه النصوص الشرعية وتقصّد عدم الوقوف على معانيها الصحيحة ودلالاتها الشرعية الدقيقة ومناسبتها هو جريمة ازدراء للإسلام مكتملة الأركان تتحمل شبكتكم وزرها مع أولئك المفسدين.

 

وفوق استهزاء هؤلاء المفسدين بنصوص الإسلام وأحكامه عبر شبكتكم وفضائيتكم، فإن تلك الشخصيات المأجورة التي احتضنتموها لا تخجل من تمجيد ثقافة الغرب من ديمقراطية وعلمانية والدعوة إلى تقليد الحضارة الغربية والسير خلف المؤسسات الغربية ومخرجاتها الآثمة من أمثال سيداو والحريات الغربية.

 

إن تلك الأبواق المأجورة والجمعيات النسوية الممولة من أعداء الإسلام، أهدافها أضحت واضحة لكل مخلص ونزيه، فهي تعمل على تدمير الأسرة بكل ما تعنيه هذه العبارة من معنى؛ تهدف إلى ضرب أحكام الإسلام التي تغرس في نسائنا العفة والطهارة، تهدف إلى جعل المرأة سهلة المنال من خلال كسر القيود والحواجز التي تحول دون استمتاع الرجال بالنساء، هذه الأبواق تهدف إلى جعل المرأة أداة جذابة للدعاية وترويج السلع والخدمات، أداة للمتعة، ولهذا يعملون على نزع كل القيود التي تحول دون ذلك، فالمرأة في نظرهم ليست عرضاً يجب أن يصان، وليست شرفاً يجب أن يحافظ عليه، المرأة في نظرهم يجب أن تكون متحللة من كل القيود الأخلاقية والدينية، متحللة من كل ما يمنع الرجال المجرمين من الوصول إليها، وفي نظرهم لا يجوز للأب أن يلزم ابنته بلبس الجلباب الذي فرضه الله تعالى على نساء المسلمين، وللبنت أن تقيم العلاقات وفق ما تحب، وأن تتزوج من تريد ومتى تريد بغض النظر عن موافقة أهلها أو رفضهم، وبغض النظر عن الدين والخلق القويم، فلا ولاية للأب على أبنائه، ولا قوامة للرجل على بيته، وفوق هذا فإن هذه المؤسسات والجمعيات ترى في الشذوذ حقاً مشروعا، فهل هذا ما تسعى إليه وكالة معا؟!!

 

أيها الإخوة:

وفي الوقت الذي تستضيف فضائيتكم تلك الشخصيات التي تهاجم الإسلام وتزدري النصوص الشرعية وتستهدف ثقافة الإسلام بالافتراء والكذب على دين الله وتحريف أحكام الإسلام، كما جاء عند المستشرقين والحاقدين على الإسلام، فإنّكم لم تستضيفوا في المقابل - ولو من باب المهنية الإعلامية - من يعرض الإسلام وأحكام النظام الاجتماعي في الإسلام على حقيقتها ويظهر عظمة التشريع الإسلامي الذي رفع من قدر المرأة وصانها وحفظ لها مكانتها، بل وإنسانيتها، ولم تتيحوا الفرصة أمام المخلصين والواعين على الإسلام لكي يدحضوا افتراءات الغرب وأبواقه ويظهروا عوار العلمانية والديمقراطية وعفنهما، وكأنكم أصبحتم أداة لتشويه الإسلام وتغييب دعاته وحملته!

 

وهنا نتساءل - بكل أسى - هل أصبحت شبكة معا وفضائيتها منبراً لمهاجمة الإسلام ونساء المسلمين والترويج للكفر ونساء الغرب وحضارة العري والشذوذ والانحلال؟!

 

وهل باتت الأموال أثمانا مقبولة لديكم لبيع الأعراض ومهاجمة الإسلام؟!

 

إنّ الإسلام العظيم، الدين الذي يغيّبه الحكام المجرمون عن الحكم والتطبيق ويحاربونه نيابة عن الاستعمار ثقافيا وسياسياً، هو الوحيد الذي أنصف المرأة وأعلى من مكانتها، بل وجعلها في منزلة تحسدها عليها نساء الدنيا ويحسدها عليها الغرب المجرم الذي يصب جام غضبه وكل جهوده وأمواله من أجل النيل من أحكامه وما نتج عنها من عفة وكرامة للمرأة وللمجتمعات في بلاد المسلمين حتى نكون وإياهم في الفاحشة سواء.

 

فحري بكم أن تكونوا منبراً للمنافحين عن الإسلام وحضارته وعن العفة والكرامة، لا منبرا للمغرضين والمجرمين وتجار الأعراض! وأولى بكم أن يكون لكم سهم في نهضة الأمة وعودتها إلى دينها ومصدر عزتها وكرامتها لا أن تكونوا أعوانا للمستعمرين وأدوات للمفسدين!

 

وإن عاقبة معاداة الإسلام وموالاة الظالمين والمستعمرين وخيمة وسوداوية، وإنّ مواصلة تعاونكم مع أولئك المجرمين الهادفين إلى إفساد المرأة المسلمة ونشر ثقافة الانحلال والغرب الفاسد يستجلب غضب الله وسخطه، فإن الله قد توعد من يساهم في نشر الفاحشة بالعذاب الأليم. قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.

 

والأمة الإسلامية وأهل الأرض المباركة فلسطين لن ينسوا يوما من تآمر عليهم وعلى دينهم وأعراضهم، ولينبذنّه نبذ النواة ولو بعد حين. فاتقوا الله في أنفسكم وعودوا إلى رشدكم وتوبوا إلى الله عما أسلفتم واسألوه المغفرة والهداية، وسارعوا إلى تقديم اعتذار لأهل فلسطين عن استضافتكم لهؤلاء المغرضين ورعايتكم لتلك البرامج المفسدة قبل أن يفوت الأوان.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين

 

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/palestine/68997.html

 
السبت, 27 حزيران/يونيو 2020 17:50
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

جواب سؤال الاشتباكات الحدودية بين الصين والهند 

 

مميز

بسم الله الرحمن الرحيم

 السؤال:

نشرت رويترز في 10/06/2020م: (... أوضح مسؤولون هنود أن مئات الجنود كانوا يرابطون في مواجهة بعضهم البعض بمنطقة لاداخ الجليدية النائية منذ نيسان/أبريل في أخطر تصعيد حدودي بين الجانبين منذ سنوات، بعد تقدم دوريات صينية إلى ما تعتبره الهند جانبها من الحدود الفعلية، وتزعم الصين أن الإقليم ملك لها، واعترضت على إنشاء الهند لطرق في المنطقة...). وكانت المنطقة الحدودية بين الصين والهند قد شهدت مناوشات بين حرس حدود البلدين منذ الأسبوع الأول من أيار/مايو. فهل الدافع محلي أم أن أمريكا من ورائه لمضايقة الصين والضغط عليها؟ ثم ما هو أثر هذا النزاع على المسلمين في كشمير المحتلة وباكستان؟

الجواب:

المناوشات الحدودية التي اندلعت في 5 أيار/مايو الماضي، في وادي جلوان بمنطقة لاداخ المرتفعة شمالي الهند، ثم بعد ثلاثة أيام عند ممر ناثولا الجبلي (في جبال الهمالايا ويربط بين ولاية سيكيم الهندية ومنطقة التبت)، هذه المناوشات أدت إلى مأزق عسكري ودبلوماسي بين البلدين، فتاريخ التوتر في العلاقات بين الصين والهند طويل، ويظهر كثيراً بمظهر الصراع على الحدود التي رسمها الإنجليز عام 1890م مع الصين في اتفاقية عرفت باسم سيكيم التبت، عندما كانوا يهيمنون على المنطقة ويستعمرون شبه الجزيرة الهندية الإسلامية مباشرة، فعند خروجهم منها قسموها إلى هند وباكستان، وتركوا كشمير منطقة متفجرة بينهما... وكذلك فعلوا بين الهند والصين لتفجير الصراعات على مناطق عديدة على الحدود. ولبيان ما حدث مؤخراً نتدبر ما يلي:

أولاً: هذه المناوشات الحدودية بين الهند والصين ليست الأولى من نوعها، فقد وقف جيشا البلدين على حافة الحرب بدرجات متفاوتة سنوات 2013، 2014، 2017م، هذا في العقد الأخير وحده، وكان البلدان قد خاضا حرباً طاحنة عبر الحدود سنة 1962م هزمت فيها الهند واحتلت الصين منطقة أكساي تشين شمالي كشمير. والنزاع بين البلدين على الحدود الشرقية ناتج عن الاستعمار البريطاني وضم ولاية أورنتشال براديشت للهند، وعدم ترسيم الحدود مع الصين طوال فترة الاستعمار البريطاني للهند، وأما النزاع على الحدود الغربية فإنه يعود لأطماع البلدين في المناطق الإسلامية كشمير خاصة بعد سنة 1947م. ولكثرة النزاعات الحدودية تلك فإن كلا البلدين ينشران معطيات مختلفة بدرجة كبيرة، حتى عن طول الحدود بينهما البالغة قرابة أربعة آلاف كيلومتر. أما عن المواجهات في الخامس من أيار/مايو الماضي، فقد حدثت عندما اشتبكت القوات على ضفاف بحيرة بانغونغ تسو الجليدية، على ارتفاع 14 ألف قدم على هضبة التبت، مما أسفر عن إصابة عشرات الجنود من الجانبين. ومنذ ذلك الحين، استمر تعزيز القوات وسط المواجهات المستمرة. والصين أرسلت حوالي 5000 جندي ومدرعات بالفعل إلى منطقة الحدود المتنازع عليها في منطقة لاداخ. (ذكرت صحيفة بيزنس ستاندرد أن أكثر من 5000 جندي صيني من جيش التحرير الشعبي اقتحموا خمس نقاط في لاداخ - أربع على طول نهر جالوان، وواحدة بالقرب من بحيرة بانجونج... www.defense-arabic.co 24/05/2020م).

ثانياً: وقد ازدادت سخونة الأحداث بين البلدين بعد أن فصلت الهند منطقة لاداخ عن جامو وكشمير، فقد فهمت الصين من ذلك أن فصل لاداخ عن جامو وكشمير كان لأسباب استراتيجية من أجل استمرار المواجهة الهندية المكثفة ضد الصين منذ وصول رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى السلطة في عام 2014م كرئيس للحكومة التي شكلها حزب بهاراتيا جاناتا، وقد قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ردا على إعلان أميت شاه في 5 من آب/أغسطس 2019م عن نية الهند فصل لاداخ: "إن تعديل الهند لقانونها الداخلي من جانب واحد يضر بالصين ويمس بالسيادة الإقليمية، وهذا غير مقبول". إن الخلافات الحدودية التي تشتعل دوماً بين البلدين تتمثل في بؤرتين مركزيتين: الأولى على الحدود الشرقية، حيث تطالب الصين بضم ولاية أورنتشال براديشت إليها، والتي تبلغ مساحتها 90 ألف كيلومتر مربع وتسميها الصين جنوب التبت، الأمر الذي ترفضه الهند، والبؤرة الثانية، أن الهند تطالب بإعادة الأراضي التي استولت عليها الصين في حرب 1962م على الحدود الغربية، أي في منطقة كشمير الإسلامية، وهي منطقة أكساي تشين والبالغة مساحتها 38 ألف كيلومتر مربع، وهي منطقة شبه صحراوية قليلة السكان، الأمر الذي ترفضه الصين، بل هي تطالب بالمزيد من السيادة في إقليم كشمير، فتتركز المطالب الصينية اليوم عند الحدود الغربية على جزء من منطقة لاداخ الكشميرية المحاذية لمنطقة أكساي تشين، وكانت جزءاً من طرق تجارة الصين القديمة "طريق الحرير".

ثالثاً: منطقة لاداخ التي حصلت فيها المناوشات الهندية الصينية الأخيرة هي منطقة إسلامية وجزء لا يتجزأ من كشمير حكمها الإسلام لقرون، وكانت ضمن ولاية جامو وكشمير إلى أن بترت منها في 31/10/2019م بقانون! وهي منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة ولكنها ذات قيمة استراتيجية عالية، فهي أعلى هضبة في الهند وتضم وادي نهر إندوس العلوي، وتقع بين خط السيطرة الصيني الفعلي (LAC) إلى الشرق، وخط السيطرة الباكستاني (LoC) إلى الغرب، وأما من الشمال فيقع ممر كاراكوروم. كما أن آخر مستوطنة هندية قبل ممر كاراكوروم هي (دولات بيك أولدي) وللعلم فهذه تعني حرفياً باللغة التركية "المكان الذي مات فيه الرجل العظيم والغني"، ويقال إنه يشير إلى السلطان سعيد خان حاكم الياركند الذي جاء في حملة للفتوحات في عام 938 هجري، خريف عام 1531 ميلادي، من أجل فتح لاداخ وكشمير للإسلام، وعند عودته إلى ياركند في نهاية عام 939 هجري أصيب بمرض شديد ويقال إنه توفي في هذا المكان، فهي بلاد إسلامية والآن تسيطر عليها الهند ضمن مناطق سيطرتها في إقليم كشمير، ذلك الإقليم الذي تتعدد جراحه، فكما تسيطر الهند على جامو ووادي كشمير ولاداخ تسيطر الصين على منطقة أكساي تشين وترانس كاراكورام تراكت، وكلها مناطق إسلامية في إقليم كشمير فيما لا تسيطر باكستان إلا فقط على منطقة أزاد كشمير وجيلجيت-بالتيستان، وهي ربما أقل من ثلث مساحة الإقليم، وتحاذي أزاد كشمير مناطق الإقليم الواقعة تحت الاحتلال الهندي فيما تحاذي جلجيت المناطق الأخرى من الإقليم الواقعة تحت سيطرة الدولتين الصين والهند. وفي ظل حالة الضعف الحالية للبلاد الإسلامية، وبشكل خاص باكستان، فإن الهند تدعي بحقها في المناطق المتنازع عليها في لاداخ على اعتبار أنها جزء من إقليم جامو وكشمير، فيما ترد الصين وتدعي حقها في تلك المناطق لأنها جزء من إقليم شينجيانغ، أي تركستان الشرقية، فالبلدان يتنازعان الحقوق في هذه المناطق الإسلامية فيما تهيم باكستان على عمالتها لأمريكا ويسكت بقية المسلمين!!

رابعاً: تنظر الصين إلى منطقة لاداخ الواقعة تحت سيطرة الهند نظرة خاصة، ففضلاً عن وجود البوذيين في هذه المنطقة، فهي تحوي طريقين تجاريين قديمين يصلان إلى آسيا الوسطى، ولهذا الواقع أهمية كبيرة في استراتيجية الصين الجديدة "طريق الحرير". وعلى الرغم من توفر طرق أخرى للصين للوصول إلى آسيا الوسطى إلا أن الطريق عبر لاداخ أقصر في الوصول إلى مراكز الثقل السكاني والأسواق في آسيا الوسطى. والذي يزيد من هذا الاعتبار أيضاً أن هذه الطرق التجارية القديمة من شأنها أن تقرب كثيراً من المسافات لإيصال البضائع الصينية من مراكزها الصناعية شرقي الصين إلى شمالي باكستان في طريقها إلى ميناء جوادر على اعتبار أن هذا المشروع هو ممر اقتصادي مهم استثمرت فيه الصين عشرات مليارات الدولارات في الأعوام الأخيرة، لذلك فإن هذا النزاع لا يخلو من هذا البعد في العقلية الصينية. ولو أرادت الصين فتح النزاع الحدودي الآخر بينها وبين الهند (الحدود الشرقية) حول ولاية أورناشال برديشت لما تحققت لها فوائد "الممرات الاقتصادية" التي تسعى لها في إطار استراتيجية "طريق الحرير" التي تجنبها المرور بمناطق سيطرة البحرية الأمريكية خاصة خليج مَلَقَة. والذي يزيد من الشكوك الصينية أن الهند تنخرط في السياسة الأمريكية لكبح صعود الصين الأمور التالية:

1- بعد أزمة وباء كورونا وجدت أمريكا حجة جديدة للنيل من الصين تحت ذرائع مختلفة، فواشنطن تتحدث كثيراً عن ضرورة أن تتحمل بكين المسؤولية عن انتشار الفيروس، وتجر معها دولاً أخرى من ضمنها الهند في اتجاه المطالبة بتحقيق خاصة في معهد ووهان للفيروسات، ومن جانب آخر فإن انقطاع بعض التوريدات من الصين حين ضربها الفيروس أولاً وتأثر الإنتاج في الكثير من المصانع الأوروبية والعالمية نتيجة انقطاع سلسلة توريد القطع من الصين أوجد مطالب بضرورة التخلي عن سلاسل التوريد التي تمر عبر الصين، وبسبب هذا التوجه الذي يضاف إلى جهود الرئيس الأمريكي لإعادة الشركات الأمريكية العاملة في الصين، أو بالأحرى إخراجها من الصين، فإن بكين تشعر اليوم كما لم يكن في أي وقت مضى بأن اقتصادها قد أصبح تحت التهديد والضغط الفعليين.

2- وما يشير أيضاً إلى انخراط الهند في السياسة الأمريكية هو محاولتها إضعاف الاقتصاد الصيني: (الجنرال فينود بهاتيا، المدير العام السابق للعمليات العسكرية في الهند، يقول للأناضول، إن الصين، وعلى الصعيد العالمي، باتت تفقد "نفوذها اعتقادا بأنها سبب وباء كورونا". وأضاف: "الشركات الصناعية تتطلع لترك الصين؛ وهذا يجبر بكين على المحاولة لتشتيت الانتباه عن أزمة كورونا". ونوه إلى أن عالم ما بعد كورونا "سيكون فرصة كبيرة للهند..." الأناضول التركية، 9/6/2020م). ويبدو أن الفرصة التي يتحدث عنها الهنود هي انتقال الشركات الأجنبية خاصة الأمريكية من الصين إلى الهند. إن الصين تشاهد بأن أمريكا تقف وراء تطوير القدرات الهندية لتمكينها من مواجهة الصين، فدعمت برنامجها النووي حتى أصبحت الهند دولة نووية، وتعطيها مكانة متميزة وأولوية في العلاقات التجارية والاقتصادية، وكذلك أجبرت باكستان على تخفيف التوتر مع الهند بما يسمح للهند بتحريك قطاعات عسكرية كبيرة كانت ترابط على مدار عقود على الحدود مع باكستان وإعادة نشرها على الحدود مع الصين، وهذه السياسة ليست بالجديدة للولايات المتحدة تجاه الهند، بل ممتدة عبر سنوات طويلة، واليوم تضيف الولايات المتحدة إليها إشراك الهند في إخراج الشركات الأجنبية الكبيرة من الصين، وجعل الهند بديلاً لها، أي إشراكها في ضرب الاقتصاد الصيني.

3- ومن الجدير ذكره أنه من الناحية العسكرية فإن الصين تمكنت من تطوير جيشها بشكل كبير، وأصبحت الدولة الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة في الإنفاق العسكري بميزانية عسكرية قدرها 261 مليار دولار للعام 2019م، بل إنها تنفق ما يزيد عما تنفقه روسيا وبريطانيا وفرنسا مجتمعات. وعلى الرغم من أن الهند أصبحت في العام 2019م الدولة الثالثة بعد الصين من حيث الإنفاق العسكري بميزانية بلغت وللمرة الأولى 72 مليار دولار إلا أن قدرات جيشها لا تزال صغيرةً قياساً بالقدرات العسكرية للجيش الوطني الصيني. وهذا الواقع من القدرات العسكرية للجيشين يجعل الهند تحسب ألف حساب لخوض معارك واسعة مع الصين، بخلاف ما كان عليه الواقع سنة 1962م، كل ذلك على الرغم من أن للهند أفضلية كبيرة في الأسلحة التقليدية في منطقة النزاع الأخيرة في لاداخ، خاصة وأن الكثير من قطاعات جيشها ترابط على الحدود مع باكستان، أي على مقربة من منطقة النزاع، بخلاف الصين التي لا تركز جيوشها حتى الآن في تلك المنطقة، وهذا الواقع من حيث القدرات العسكرية التقليدية لكلا البلدين في منطقة النزاع قد أكدته دراسة قامت بإعدادها جامعة هارفارد الأمريكية... عربي بوست، 31/5/2020م). لكن الملاحظ بعد تلك المناوشات أن الصين قد أخذت تحشد قوات إضافية في المنطقة وتزيد من قدراتها العسكرية في مواجهة الهند عند الحدود الغربية.

4- وإذا كان النزاع الهندي سنة 2017م عند الحدود الشرقية قد تم نزع فتيله بلقاء جمع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي والرئيس الصيني شي جين بينغ سنة 2018م (وعقد الزعيمان أول قمة غير رسمية بينهما في ووهان في نيسان/أبريل 2018 وخلال هذا اللقاء قبل شي دعوة مودي لزيارة الهند لعقد اجتماع ثان. يورو نيوز عربي، 9/12/2019م)، إلا أن النزاع الحالي يتزامن مع جهود أمريكية مضاعفة للنيل من الصين، الأمر الذي يخلق تعقيدات إضافية تجعل نزع فتيل النزاع أمراً أصعب. وهذه التعقيدات الجديدة التي تعمل إدارة ترامب على خلقها حول الصين مفهومة بشكل كامل في بكين، لذلك (قال الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم الثلاثاء، إن "بكين ستكثف استعداداتها للقتال المسلح وستعمل على تحسين قدراتها على تنفيذ المهام العسكرية، وذلك في ظل تأثير جائحة كورونا الكبير على الأمن القومي". سبوتنيك الروسية، 26/5/2020م). وهذا التصريح الصيني وإن لم يقصد الهند تحديداً، إلا أن بكين التي تشعر بمخاطر كبيرة تحيط بها بعد مشاهدتها للنوايا الأمريكية لتحميلها المسؤولية عن انتشار فيروس كورونا، لذلك ربما تفكر الصين وتخطط لإظهار قدراتها العسكرية من باب ردع أي مخطط عسكري أمريكي ضدها يضم حلفاء لأمريكا في المنطقة بمن فيهم الهند. وكأنها توجه رسالة لأعدائها القريبين بعدم التعاون مع أمريكا وإلا فإن الجيش الصيني قادر على إلحاق ضرر كبير بهم. ولعل التقرير المخابراتي الذي أصدرته وزارة أمن الدولة في الصين مطلع نيسان 2020م والذي طالب بكين بالاستعداد لمواجهة عسكرية يكشف عن خطورة المخططات الأمريكية ضد الصين، ولعل القفزات في الإنفاق العسكري الهندي وبلوغها مستوى 72 مليار دولار للمرة الأولى سنة 2019م وصفقات السلاح الضخمة التي يعقدها الجيش الهندي، كل ذلك يشكل تهديداً مباشراً للصين، ويوجد القناعة لديها بأنها، أي الهند، إنما تمثل رأس حربة أمريكا ضدها، ومشاريع البنية التحتية التي تقوم بها الهند في المناطق الحدودية المتنازع عليها مع الصين مقرونة مع تسارع تسلحها توجد المزيد من الهواجس في الصين بشأن مستقبل علاقاتها مع الهند.

خامساً: وأما الموقف الأمريكي من النزاع الأخير بين الهند والصين فقد كان بالتأكيد داعماً للهند، فقد انتقدت السفيرة أليس ويلز، كبيرة المسؤولين المعنيين بشؤون جنوب آسيا في الخارجية الأمريكية، التصرفات الصينية في لاداخ وربطتها باستفزازات بكين في بحر الصين الجنوبي. (NEWS 18، 21/5/2020م)، وكذلك أصدر النائب إليوت إنغل، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي بياناً قال فيه: "إنني قلق للغاية من العدوان الصيني المستمر على طول خط السيطرة الفعلية على الحدود بين الهند والصين. وتثبت الصين مرة أخرى أنها على استعداد للتنمر على جيرانها بدلا من حل النزاعات وفقا للقانون الدولي...، إنني أحث الصين بقوة على احترام المعايير واستخدام الدبلوماسية والآليات القائمة لحل المسائل الحدودية مع الهند". (فورين أفيرز الأمريكية، 1/6/2020م)، هذا بالإضافة إلى أن أمريكا تحاول أن تستغل هذه الخلافات الحدودية وتوظفها لتكون ورقة رابحة في يدها ضد الصين للضغط عليها فيما يتعلق بسياستها تجاهها للحد من تغلغل نفوذها في المنطقة وتجعلها مشغولة في هذه المناوشات ولابتزازها في الحرب التجارية والتدخل في شؤون الصين. ولهذا قام رئيسها ترامب وعرض الوساطة بين الهند والصين بعد نشوب النزاع الأخير بينهما، وذلك ليتحكم في الحلول بين الطرفين لمصلحته فكتب يوم 27/5/2020م على صفحته في موقع تويتر: "أبلغنا الهند والصين بأن الولايات المتحدة جاهزة ومستعدة وقادرة على القيام بوساطة أو لعب دور الحكم في الخلاف الحدودي المشتعل حاليا بينهما". الحرة، 27/5/2020م) الأمر الذي رفضته الصين، (حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية زهاو ليجيان، إن البلدين لا يريدان "تدخل" طرف ثالث لحل خلافاتهما. الأناضول التركية، 9/6/2020م).

سادساً: ومع ذلك فلم تهدأ أمريكا بل استمر نشاطها في المنطقة التي تعتبر بالنسبة لها من أهم المناطق في العالم، وتوالت أعمالها في التصدي للصين من تحجيمها إلى احتوائها إلى محاولات مجابهتها مباشرة وغير مباشرة في بحر الصين الجنوبي. ولكن أمريكا لم تعد تستطيع القيام بحروب في كل مكان وتحافظ على نفوذها الممتد في كثير من مناطق العالم إلا بالاعتماد على قوى إقليمية ومحلية تكسبها لتعمل لصالحها، وجاءت أزمة كورونا لتفضح أمريكا في أنها ليست الدولة التي تستطيع أن تدير الأزمات التي تعصف بها بنجاح بل ظهر أنها فاشلة وعاجزة أمام فيروس! وتصاعد ذلك بعد أن تفجرت مسألة التمييز العنصري المستفحل فيها بخنق رجل شرطة أمريكي أبيض لمواطن أمريكي أسود ليعريها دولياً... هذا في الوقت الذي تشكل فيه الصين قوة كبرى إقليميا. ولذلك أصبحت أمريكا تعتمد على استخدام الدول الأخرى اعتمادا أكثر من السابق لتحقيق مصالحها والمحافظة على نفوذها... ومن ثم عملت أمريكا على إيصال عملائها في الهند إلى الحكم، حتى تكون الهند طوع بنانها، وحتى تضمن أمريكا أن تكون النتائج دائما لصالحها وسير العملاء منضبطا معها، فقد عملت بكل قواها لإيصال حزب بهاراتيا جاناتا الموالي لها إلى الحكم فوصل هذا الحزب الموالي لأمريكا لأول مرة برئاسة فاجبايي إلى الحكم في الهند عام 1998م حتى عام 2004م حيث جرت الانتخابات في هذه السنة فخسرها أمام حزب المؤتمر، وليعود من جديد ويكسبها عام 2014م وما زال في الحكم، فبدأت أمريكا تستغل الهند ضد الصين، وحتى تمكن الهند من القيام بهذا الدور قامت أمريكا بتحييد الباكستان وجعلها تبتعد عن النزاع مع الهند لتتفرغ الأخيرة في النزاع مع الصين، حتى ظهر التخاذل من حكام الباكستان إلى أبعد الحدود عندما أعلنت الهند العام الماضي يوم 5/8/2019م أن كشمير المحتلة أصبحت جزءا من الهند، وقد ذكرنا في جواب سؤال بتاريخ 18/8/2019م ("لقد رأت أمريكا أن التوترات بشأن كشمير بين الهند وباكستان تؤثر في إضعاف مواجهة شبه القارة الهندية ضد الصين... وللتغلب على هذه التوترات، بدأت الولايات المتحدة بعملية التطبيع بين الهند وباكستان، وكان الهدف من التطبيع هو تحييد القوات الهندية والباكستانية من قتال بعضها بعضاً بسبب كشمير، وتوجيه الجهود نحو التعاون مع الولايات المتحدة في نهاية المطاف لتقييد صعود الصين. وكانت تظن أمريكا أن ضم كشمير للهند وضغط أمريكا على النظام في باكستان لمنعه من إرجاعها عسكرياً ونقل الموضوع للحوار سيميت القضية ويمنع النزاع العسكري بينهما كما هو حال سلطة عباس في فلسطين والدول العربية حولها دون نزاع عسكري مع دولة يهود في الوقت الذي هم فيه يحتلون ويضمون ما شاءوا من فلسطين!...") والتزم حكام الباكستان بذلك فصرحوا كما جاء على لسان رئيس الوزراء عمران خان إذ قال: "إن حكومته ستقوم بالرد المناسب على حكومة الهند حال شنها هجوم على الباكستان"... الأناضول 30/8/2019م) أي ليس لتحرير كشمير! وبعد نحو شهر قال ("إن قائد الجيش باجوا طمأنه بأن الجيش الباكستاني مستعد لمواجهة الهند، في حال شنها هجوما على كشمير المحررة..." قناة جيو نيوز الباكستانية 26/12/2019م) أي على أزاد كشمير وليس لتحرير جامو وكشمير من سيطرة الهند!

سابعاً: وأما باكستان التي تحتفظ بعلاقات وطيدة مع الصين فإنها لا تطالب على الإطلاق بأي حقوق في منطقة أكساي تشين التي احتلتها الصين من الهند، وهي جزء من كشمير، ولا تطالب كذلك بأي حقوق في منطقة لاداخ الكشميرية الواقعة تحت السيطرة الهندية وتطالب الصين بجزء منها! وباكستان التي درجت على إظهار فرحتها بالنزاعات الهندية مع الصين على اعتبار أن الصين ستكسر أنف الهند، العدوة اللدودة لباكستان، فإنها هذه المرة قد لاذت بالصمت، وقد استغربت محطة CNN News-18، 26/5/2020م هذا الصمت الذي شمل وسائل الإعلام الباكستانية كذلك وأنها لم تَدْلُ بدلوها في هذا النزاع على غير عادتها. وهذا لا يكون إلا بضغط أمريكي، فأمريكا تريد من الهند أن تشعر بالراحة في علاقاتها مع باكستان، ولا تشعر بأي تهديد، كأن يكون الجيش الباكستاني يتربص بها إن هي دخلت في حرب مع الصين، كل ذلك حتى تقدم الهند على نقل المزيد من جيوشها من الحدود الباكستانية إلى الحدود مع الصين، فتصبح في وضع أفضل للضغط على الصين، وتشتيت قوة الجيش الصيني بدلاً من تركيزها في منطقة بحر الصين، وهذا يضعف الصين حتى بدون حرب عندما تصبح مواردها العسكرية موزعة بين الاستعداد لمواجهة مع الهند في الجنوب الغربي، والاستعداد لمواجهة الأعداء الرئيسيين في البحار؛ البحرية الأمريكية والجيش الياباني الذي يزيد هو الآخر من حجم قوته في مواجهة الصين.

ثامناً: وبكل هذا فإن المسلمين في إقليم كشمير يشعرون بأن أراضي إقليمهم باتت موضع نزاع بين دولتين كافرتين، يريد كل منهما نهبها والسيطرة عليها، في وقت تقف فيه باكستان وباقي حكام المسلمين موقف المتفرج، بل إن باكستان قد أخذت تلاحق الجماعات المسلحة الكشميرية على أراضيها لمنعها من الإضرار بالهند، وهذا الواقع الباكستاني والنزاع الصيني الهندي يضعف المسلمين في كشمير بشكل كبير، فبعد أن كانت كشمير في مواجهة الاحتلال الهندي، وكانت مدعومة بشكل قوي من الجيش الباكستاني، فإنها اليوم تجد نفسها في مواجهة دولتين كبيرتين دون أي دعم من باكستان التي تخلي المزيد من ساحات الصراع مع الهند خضوعاً لأمريكا!!

إنه لمن المؤلم أن يكون التنازع بين الهند والصين هو على اقتسام مناطق إسلامية، وبخاصة إقليم كشمير وما حوله؛ فالهند تطالب بإعادة الأراضي التي استولت عليها الصين في حرب 1962م على الحدود الغربية، وهي منطقة أكساي تشين من منطقة كشمير الإسلامية، والصين تطالب بجزء من منطقة لاداخ الكشميرية المحاذية لمنطقة أكساي تشين، وتدعي حقها في تلك المناطق لأنها جزء من إقليم شينجيانغ، أي تركستان الشرقية الإسلامية، فالبلدان يتنازعان الحقوق في هذه المناطق الإسلامية فيما تهيم باكستان على عمالتها لأمريكا ويسكت بقية المسلمين! فحياة المسلمين في ضنك وعيشهم سقيم بما كسبت أيديهم، وصدق الله القوي العزيز ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾... فهكذا هي نجاتكم أيها المسلمون: اتباع آيات الله سبحانه وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقامة حكم الله، الخلافة الراشدة، فهي سبيل الرشاد وطريق الجهاد، طريق العز والمنعة والوقاية من الأشرار، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» فاعتبروا يا أولي الأبصار...

 

30 من شوال 1441هـ

21/06/2020م

 

 
 
 
 
الجمعة, 19 حزيران/يونيو 2020 15:28
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

قدرة شبكات التواصل الإلكتروني على التلاعب بالرأي العام وكيفية مواجهة ذلك

 

 

مقدمة: لا شك أن للفضاء الإلكتروني بصفة عامة ولشبكات التواصل بصفة خاصة قدرة على الولوج إلى الرأي العام والتأثير فيه بشكل يبدو سحريا في بعض الأحيان. ففي الوقت الذي تمثل فيه هذه الشبكات أداة من أدوات القوة الناعمة حين تعطي للقوى المؤثرة دوليا إمكانية الحصول على ما تريد من خلال التسويق والدعاية والجذب والإقناع، فإنها أيضا أداة لخوض حروب الدعاية المضادة أو حروب المعلومات ضمن ما بات يعرف اليوم بحرب الجيل الرابع، حيث تُستخدم حرب المعلومات هجوميا لتقويض الخصوم، وربما نعتبر هذا "قوة ناعمة سلبية". ما يهمنا على صعيد سياسي مرتبط أساسا بواقع الصراع الحضاري الذي يخوضه الغرب ضد أمة الإسلام وهي تتهيأ لإقامة كيان تنفيذي يجسد حضارتها، هو وضع هذه التقنيات واستخداماتها الحالية في إطارها السياسي الصحيح وبشكل دقيق، ثم معرفة إلى أي مدى يمكن استخدام شبكات التواصل في توجيه الرأي العام أو التأثير فيه، بل إلى أي درجة يمكن الحديث عن تحكم صناع الرأي العام بحركات الشعوب، والأهم كيف لنا أن نواجه هذه القدرة الهائلة على توظيف هذه الأدوات المهمة في ربط الشعوب بما تقره الدول الكبرى وسياساتها، ثم أخيرا هل بالإمكان امتلاك أدوات مماثلة يمكن توظيفها في عملية القوامة على فكر الأمة وحسها وتشكيل وعيها العام والحفاظ على صفاء ونقاء الرأي العام الإسلامي داخلها؟ شبكات التواصل: سلاح ذو حدين بعد أن دخل العالم ميادين حرب الجيل الرابع، أخذ الاهتمام يتجه بأقصى درجة إلى استخدام التطور في مجال الفضاء الإلكتروني، في دعم هذه الحرب، وما يحتويه هذا المجال من وفرة بلا حدود في المعلومات. وبصفة خاصة ما يتصل بالمساحة التي بدأ يشغلها الجانب العسكري في هذا المجال، وإن كانت القدرات العسكرية ما زالت في مراحلها المبكرة، إلا أن القوى الكبرى صاحبة الريادة في مجال الفضاء الإلكتروني، تعتبره سلاحا سياسيا فائق التأثير. فحرب الجيل الرابع التي دشن العلماء والخبراء العسكريون الأمريكيون، مفهومها عام 1989، هي التي قلصت من مفهوم القتال عن طريق الحشود العسكرية، والصدام المسلح المباشر، لتستبدل به نوعا غير مباشر من الحروب، التي تستهدف العقل الجمعي لمجتمع الدولة المستهدفة، بضرب معنويات الشعب، والتشكيك فيه وفي قياداته، وإشعال الفوضى داخل الدولة، لزعزعة استقرارها، باستخدام وكلاء محليين، وبحيث لا تتورط القوى الخارجية في هذه الحرب مباشرة ضمن ما بات يعرف لاحقا بنظرية الفوضى الخلاقة التي لم تعد تقف على نشر الشركات الأمنية الخاصة لإحلال الديمقراطية، بل لا بد من معاضدة جهودها بجيوش افتراضية تساهم في إخضاع البلد إلى الجهات المتربصة، وهو ما يُجنّب الجيوش النظامية "شرّ القتال". ورغم أن حرب المعلومات ليست جديدة، فإن التكنولوجيا السيبرانية تجعلها أرخص وأسرع وأبعد مدى، كما تزيد من صعوبة اكتشافها وسهولة إنكارها. ولهذا توجهت أنظار خبراء الاستراتيجية إلى مجال حروب الفضاء، ليكون داعما بوسائله لهذا النوع من الحروب الحديثة. كما وضع هؤلاء الخبراء استراتيجيات مدروسة بعناية فائقة في مجال الأمن السيبراني، وتوظيف جيوش حقيقية من الخبراء العاملين في هذا المجال، فضلا عن الجيوش الافتراضية. ولنحاول أن نتناول هذه الفكرة بشيء من التفصيل والتبسيط: إن الواضح لكل متابع أن تسليط الضوء على جرائم الأنظمة وفضائح الساسة والحكام وممارسات الدول وانتهاكاتها للشعوب وإراقتها للدماء واعتداءاتها المتكررة على أبسط مقومات العيش الكريم للإنسان ووضع ذلك كله تحت المجهر ثم ضخه بشكل تراكمي عبر منشورات تستهدف شرائح الناس المختلفة، من شأنه أن يوجد حالات من الامتعاض والاحتقان لدى الشعوب تصل إلى حد زعزعة استقرار الأنظمة وإحداث شرخ فيها أو تغيير في تشكيلات الحكومات ورموز هذه الأنظمة وبالتالي إيجاد الأرضية المناسبة لتركيز وفرض النموذج الغربي في الحكم، خاصة وأن هذه الشبكات العالمية تتيح وصول العالم أجمع إلى المعلومة فور نزولها بشكل سريع ومُعولم وفاضح في الآن ذاته، ما يجعل لكل خبر متعلق بالشأن العام والشخصيات العامة قيمة مهمة من حيث مصداقيته وكيفية صياغته وتوقيت نشره لكل من أراد أن يسرب خبرا إلى جمهور من المتلقين. وقد أدركت الشركات المتعددة الجنسيات منذ فترة طويلة أنها معرضة لخفض قيمة أسهمها عبر حملات التشهير، ووضعت استراتيجيات لمجابهة ذلك قبل ظهور حملات التسريب على غرار "ويكيليكس" و"سويسليكس". في المقابل، فإن صناع الرأي العام والقادرين على توجيه الشعوب والتأثير في خياراتها الانتخابية والسياسية، صاروا يعتمدون هذه الشبكات والقنوات الاتصالية نفسها لتلميع صور الحكام أو لصناعة رموز بديلة وزعامات جديدة تخدم بقاء النظام الرأسمالي العالمي جاثما فوق الصدور، بحيث يبدو الرئيس الذي تغزو صوره شبكات التواصل وتزكيه شركات سبر الآراء منتخبا "ديمقراطيا" لأنه حصد ملايين الإعجابات الافتراضية. ومع ذلك، لم تنجح هذه الشبكات على تعددها في صرف أنظار الأمة عن مشروعها النهضوي وعن المناداة بتحررها من ربقة الاستعمار وأنظمته ولم تمكنهم من التنبؤ بتحركات شعوب الأمة، بل لم يخف بعض المسؤولين الأمريكان تخوفاتهم من تحول هذه الشبكات إلى أداة بأيدي "الأصوليين" يستغلونها لنشر أفكارهم المعادية للحضارة الغربية، ولسان حالهم يقول: لا تفضحوا زيف حضارتنا بأدوات من صنع أيدينا. وهكذا، صار هؤلاء يخشون من تحول هذه التقنيات إلى أسلحة حقيقية وفاعلة ضدهم، تستهدف أفكارهم فتبين بطلانها وتكشف زيف حضارتهم وحجم نفاقهم السياسي العالمي العابر للقارات. ومن أهم الأقوال التي توضح هذا التخوف بشكل ملموس، ما صرح به رئيس أركان الجيش الأمريكي السابق الجنرال "راي أوديرنو" خلال محاضرة له في المعهد الملكي البريطاني "تشاتهام هاوس" بتاريخ 6 حزيران/يونيو 2012، والتي جاءت تحت عنوان: الجيش الأمريكي في المرحلة الانتقالية، حيث قال: "دعونا ننظر حول العالم، وما نراه في العالم. وجزء من هذا العالم هو، ما تعلمت، وأعتقد أن ما تعلمناه جميعاً من منظور عسكري على مدى السنوات الخمس أو الست الماضية هو هذا الربط، هذه القدرة العالمية على الاتصال التي تمكن المعلومات من الانتقال الفوري في جميع أنحاء العالم، قد أثرت على الأمن وستؤثر على كيفية تفكيرنا حول كيفية وجوب توفير الأمن في المستقبل. وقد رأينا أن هذا قد لعب دوراً في الربيع العربي، سواء أكان ذلك في ليبيا، أو في مصر، أو في تونس وترونه لا زال يلعب قليلا، اليوم، في سوريا. عندما نناقش هذا، فإننا سوف نقول لكم إن الربيع العربي لم ينته بعد. أعني، إنها مجرد بداية، ونحن الآن قد دخلنا مرحلة انعدام اليقين". ثم أضاف: "التحكم الافتراضي هو قيادة عمليات افتراضية على مستوى العمليات الاستراتيجية العالمية لدينا قيادة افتراضية للجيش، نصبناها ونحن نواصل العمل على كيفية تنظيمها. وحسب رأيي ومن وجهة نظر عسكرية نحن ندعم قيادة افتراضية بمقدرات قومية استراتيجية، ثم لدينا كذلك تحكم عملياتي افتراضي، حالياً تكتيكي، من أين يمكن قيادة عمليات مستقبلية، كيف يتم إدماج ذلك في المعلومات التكتيكية، ونحن بصدد العمل على ذلك الآن". وهكذا، نتبين أن الانتقال الفوري والسريع للمعلومات بقدر ما هو مهم ومفيد للجهات الاستعمارية، فإنه يسرع من تآكل منظومة الغرب إذا وضع بأيدي خصومها، وعليه صار لا بد من حصر مجالات استخداماته وتمكين المخابرات الدولية من التحكم في انتشار المعلومة والحصول على المعطيات الشخصية بما يمنع خروج الوضع عن سيطرة القوى الكبرى، وهو ما يجسد مخاوف حقيقية لهذه الأنظمة الاستعمارية التي تفرض انحياز الشركات الرائدة في هذا المجال إلى أجنداتها وإنقاذها من التهاوي، وتكفي الإشارة في هذا الصدد إلى الاتفاقية التي حصلت أواخر 2019 بين بريطانيا وشركتي "فيسبوك" و"واتساب" والتي تلتزم بموجبها هاتين المنصتين بمشاركة رسائل المستخدمين المشفرة مع الشرطة البريطانية، لدعم تحقيقات بشأن أفراد يواجهون اتهامات جنائية خطيرة، بينها الإرهاب. وجاء ذلك إثر تصريح مثير لوزيرة الداخلية البريطانية "بريتي باتيل" حذرت فيه من أن خطة "فيسبوك" لتمكين المستخدمين من أن يبعثوا برسائل كاملة مشفرة، ستصب في صالح مجرمين، داعية إلى "تطوير أبواب خلفية، لتمكين وكالات الاستخبارات من الدخول إلى منصات الرسائل". نماذج من التلاعب بالرأي العام عبر شبكات التواصل يساهم الفيسبوك بسبب القواعد التقنية (Algorithmes) التي يستخدمها لعرض المضامين في سجن الناس في فضاءات مغلقة منسجمة أيديولوجيا وسياسيا لا مكان فيها للتنوع يطلق عليها "غرف الصدى"، وهو ما يحيلنا مباشرة إلى المفهوم الحقيقي للديمقراطية من كونها فن خداع الشعوب. هذا التوجيه الإعلامي المباشر لجمهور الناخبين، لم يعد خافيا على جميع المتابعين، فقد كشفت مثلاً صحيفة "لوموند" الفرنسية بتاريخ 7 آذار/مارس 2019 أن أثرياء أمريكيين يمولون حملات إشهارية سياسية في أوروبا. كما أصدر البرلمان البريطاني في شهر شباط/فبراير 2019 تقريراً عن التضليل والأخبار الكاذبة (Disinformation and fake news) وصف فيه شركات الميديا بـ "العصابات الرقمية". · الانتخابات الأمريكية ربما تعد فضيحة بيانات فيسبوك-كامبريدج أناليتيكا من أكبر الفضائح السياسيّة في العالم، حيث تفجّرت في أوائل عام 2018 عندما تم الكشف عن أنّ شركة كامبريدج أناليتيكا (وهي شركة استشارات سياسية بريطانية مختصة في دراسات الرأي العام والتأثير على الناخبين في الحملات الانتخابية) قد جمعت "بيانات شخصية" حول أكثر من 50 مليون شخص على موقع فيسبوك من دون موافقتهم قبل أن تستخدمها لأغراض "الدعاية السياسية" لحملة ترامب الرئاسية حيث تم استعمال وسائل وطرق دقيقة لاستهداف الناخبين الأمريكيين وللتأثير في اتجاهات الناخبين عبر معالجة المعطيات المتوفرة عنهم في الميديا. وُصفت الفضيحة من الكثيرين على أنها "لحظة فاصلة" في الفهم العام للبيانات الشخصية كما أدّت إلى حدوث هبوطٍ كبيرٍ في سعرِ أسهم شركة فيسبوك العالميّة فيما دعا آخرون إلى "تنظيمٍ أكثر صرامة" لاستخدام شركات التكنولوجيا للبيانات الشخصية. كما تسبّبَ ذلك في "غضبٍ شعبيّ كبير" نجمَ عنه سقوط القيمة السوقيّة لشركة فيسبوك بأكثر من 100 مليار دولار في حدودِ أيّام فيمَا طالبَ عددٌ من الساسة في كلٍ من أمريكا وبريطانيا بإجابات من الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرغ الذي اضطرّ في نهاية المطاف إلى الموافقة على الإدلاء بشهادته أمام الكونغرس الأمريكي في 10 نيسان/أبريل 2018، بل تم تغريم شركة فيسبوك بنحو 500 ألف جنيه إسترليني (640 ألف دولار أمريكي). · الانتخابات التونسية بتاريخ 5 كانون الثاني/يناير 2020 نشرت وحدة البحوث الرقمية DFRLab التابعة لمركز الأبحاث الأمريكي "المجلس الأطلسي"، تقريرا من 31 صفحة باللغة الإنجليزية حمل اسم "عملية قرطاج: كيف أدارت شركة تونسية عملية تأثير على انتخابات رئاسية في دول أفريقيا" الذي كشف أن شركة "UReputation" التونسية قدمت خدمات للتوجيه والتضليل لصالح عملائها من السياسيين في تونس وفي دول أفريقية أخرى بهدف التأثير على الناخبين. تقرير جاء بعد أن أعلنت شركة فيسبوك في نهاية أيار/مايو الماضي عن غلق كلي لـقرابة 900 حساب ومجموعة سواء على شبكة فيسبوك أو الإنستغرام ينتسب أصحابها لمجموعة من الدول الأفريقية من بينها تونس، وما يجمع بينها صلتها بشركة UReputation. هذه الشركة التي تعرف نفسها على أنها وكالة تقدم خدمات تشمل الحماية والتأثير والتوجيه مقرها تونس، اتضح أنها استخدمت هذه الحسابات لصالح جهات سياسية في تونس وخارجها بهدف التأثير على الانتخابات، وفق ما كشفه تقرير وحدة البحوث الرقمية التابع للمجلس الأطلسي المختص في التحقيق والتدقيق في البيانات التي تقدم له من فيسبوك لوقف سوء الاستخدام أو التضليل وفق ما يعرف بـ"السلوك المريب للمستخدمين". وقد كشف التقرير أن هذه الوكالة تمكنت من استهداف جمهور قدرته بـ3.8 مليون شخص في 10 دول أفريقية، عبر صفحات وحسابات شخصية ومجموعات مغلقة في إطار خدمات تأثير أطلق عليها "عملية قرطاج" التي أنفق عليها من الوكالة حوالي 331.000 دولار في شكل إعلانات على الفيسبوك أي ما يقارب 1 مليون دينار تونسي وقع إنفاقها لاستهداف 3.2 مليون شخص. جمهور استهدف عبر 446 صفحة على شبكة الفيسبوك، من بينها صفحات مخصصة لاستهداف جمهور تونسي، هذه الصفحات تقع إدارتها من حسابات شخصية وقع حذف بعضها وهي حوالي 182 حساباً شخصياً، إضافة إلى إنفاق مبالغ للإشهار لمجموعات مغلقة قدر عددها بـ 96 مجموعة إضافة إلى 209 حساب من شبكة إنستغرام، وقع حذف جلها نهاية أيار/مايو الماضي. حسابات قامت بتقديم خدمة تضليل ونشر معطيات خاطئة عن شخصيات سياسية تونسية إضافة إلى القيام بعملية تحيل على المستخدمين عبر إطلاق الصفحات كصفحات (اجتماعية) أو تسلية لا تتطرق للمواضيع السياسية بما يساعد على تسويقها وضمان مشتركين فيها قبل أن تقوم بتغيير اسمها ومجال نشاطها إلى السياسي. وبعضها وقع إنشاؤه مع فترة الحملة على غرار صفحة "انتخابات تونس 2019" التي نظمت الكثير من عمليات سبر الآراء المرجحة لفوز نبيل القروي في الانتخابات الرئاسية، وأحدها نشر يوم الاقتراع في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية بهدف التأثير على مزاج الناخبين للتصويت لصالح القروي على اعتبار أنه الفائز. ولذلك لا نستغرب أن نجده منافسا رئيسيا في الدور الثاني، للأستاذ قيس سعيد الذي ظهرت عشرات الصفحات المساندة له بشكل مفاجئ أثناء الحملة الانتخابية التي نقلت جميع أنشطته اليومية، ومع أن جل هذه الصفحات والمنشورات الموجهة كانت ممولة، ومع أنه ظل يتصدر استطلاعات الرأي لأشهر قبل الموعد الرسمي للانتخابات، إلا أن وسائل الإعلام الرسمية ظلت تقنع متابعيها بأن أستاذ القانون الدستوري قد فاز في الانتخابات الرئاسية دون تمويل، ورأسماله كان فقط ما يحتسيه من قهوة في الأماكن الشعبية. نحن إذن إزاء "خوارزميّات" تعمل لإحداث حركية والترويج للمضمون المراد نشره في صفوف المستخدمين والذي قدر بأكثر من 3 مليون متعرض لمادة، نشرت عبر العشرات من الحسابات الوهمية والصفحات التي يديرها فريق من المختصين العاملين مع هذه الشركة، لتنحصر المنافسة بين شخصين هما قيس سعيد ونبيل القروي، الأول عرّف على أنه رمز الطهر والزهد في الحكم ونظافة اليد وأنه يرفض التدخل الأجنبي في شؤون البلاد رفضا قاطعا، والثاني تم تقديمه على أنه رمز الفساد والمافيوزية والاستعانة بالأجنبي بل حتى بالصهاينة من أجل وصوله إلى الحكم، فكانت النتيجة طبيعية وهي رجوح كفة قيس سعيد على حساب القروي. كيفية مواجهة التلاعب بالرأي العام إن ما يجب على كل سياسي إدراكه وهو يستعمل شبكات التواصل، هو أنه بصدد التعامل مع إحدى أهم أدوات المخابرات الدولية في توجيه الشعوب وتضليلها وأشدها مكرا وخداعا، وأن هذه الأدوات نفسها تتطور يوما بعد يوم مستفيدة من تقنيات الذكاء الصناعي، ولذلك فإن وجود آلاف الحسابات الوهمية وخوارزميات الإعجابات المتراكمة والتعاليق الآلية عبر برامج وتطبيقات إضافية والتبليغات الآلية عن الصفحات من أجل حجبها وغلقها مقابل تمويل بقاء الصفحات المليونية هو أمر طبيعي ويومي، ما يجعل السلوك الجماعي داخل هذه الأماكن الافتراضية موجّها بشكل يصعب الإفلات من تأثيره، حيث تكاد الشائعات في هذا المكان أن تصبح خبرا يقينيا لا مجال لنفيه ودحضه. وعليه، صار لزاما على كل من يريد التأثير عبر هذه الشبكات أن يتسلح وقتيا بجملة من الإجراءات إلى حين إعداد بديل عنها، ولعل أهم هذه الإجراءات هي: - استعمال بريد إلكتروني صحيح وربطه برقم الهاتف. - تجنب الأسماء المستعارة وضرورة وضع صور حقيقية تمكن من التأكد من هوية الشخص. - محاولة وضع صور لمناسبات رسمية ومشاركتها مع أصدقاء داخل الشبكة بما يؤكد أن الحساب المعتمد حقيقي وليس وهميا، مثل المقهى السياسي أو صور من ندوة سياسية أو غيرها. - إعداد صفحات بديلة للصفحات الرسمية التي قد يرى من خلالها ترويج لخطاب الكراهية أو معاداة السامية، والاستعداد لعمليات الغلق الآلي في كل لحظة، بحيث يتم إنشاء صفحة ثالثة كلما تم غلق الصفحة الأولى، والمرور مباشرة إلى استعمال الصفحة الثانية، وهكذا... - القيام بتسجيل محتوى الصفحات بشكل دوري، حتى لا يضيع المحتوى عند الحذف. - وضع نفس منشورات الصفحة على موقع رسمي. - تمويل المنشورات التي تتحدث عن الشأن العام بكلام عام يفهمه عامة الناس. - تمويل المنشورات التي تتحدث عن الشأن العام بكلام خاص ببعض الأوساط وأهل العلم مع تخصيص الفئة المستهدفة بهذه المنشورات (فقهية كانت أم فكرية أم سياسية). - محاولة اختصار الفكرة المراد الترويج لها، وتسليط إحساس المتلقي على الواقع ما أمكن، مع وضع صور معبرة ولافتة للنظر. - محاولة استعمال أكثر الهاشتاغات ظهورا كلما أمكن ذلك، وتوظيفها لصالح الفكرة المراد نشرها. - الحرص على إعادة نشر الأخبار المكتوبة والمرئية بتعاليق منبثقة عن زاوية النظر الإسلامية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الفيديوهات أكثر المواد قابلية للنشر. - التأكد أن الحكم المطابق للواقع هو الأكثر تأثيرا على الناس من غيره، حتى إذا لم يحصد العدد نفسه من الإعجابات، مع ضرورة الانتباه إلى أن غيره من المنشورات الموجودة على صفحات ممولة مرتبط بماكينات وآليات لا تعبر بالضرورة عن الواقع الحقيقي للإعجاب والتفاعل. - متابعة صدى هذا الجهد الإعلامي في الأماكن الافتراضية ومحاولة جني ثماره على أرض الواقع، عبر اتصالات مقصودة. هذه الإجراءات، وإن يرى أن بعضها فيه تقديم معلومات أو معطيات لمخابرات الأنظمة القائمة، فإن سفور حامل الدعوة وتحديه لا يجعله متخفيا أو حاملا للدعوة من وراء ستار، بل الأصل أن يكون متصدرا لقيادة الأمة وألاّ يخشى في ذلك لومة لائم، وعليه فالمطلوب هو أن يتخير حامل الدعوة من المعطيات فقط ما يسد به جوعة الفيسبوك، لا أن يبالغ في إعطاء تقارير مجانية للمخابرات وخاصة عن طريق المحادثات الشخصية التي ثبت بما لا يدع مجالا للشك أنها مخترقة بالكامل من قبل الأنظمة، بل لقد أضاف الفيسبوك خاصيات تمكنه من التجسس على مستعمليه حتى بعد مغادرتهم لهذه الشبكة، بحيث يتابع جميع الاستعمالات الأخرى للإنترنت ويسجل جميع كلمات البحث المستخدمة عبر أي جهاز متصل بنفس البريد الإلكتروني. هذا وإن الطريق الأصح والأقوم لمواجهة تأثير هذه الشبكات، هو ما ستقوم به دولة الخلافة عند قيامها بإذن الله: أولا: بصنع وإيجاد شبكات وتطبيقات وبرمجيات غيرها بحيث لا يكون التواصل الإلكتروني حكرا على شركات أجنبية ووفق شروطها واتفاقياتها مع الأنظمة كما هو الحال اليوم، وإنما هو متاح للأمة الإسلامية بأدوات من صنعها تجعلها تكسب المعركة التكنولوجية ضمن كسبها للمعركة السياسية. ثانيا: بتوظيف ذلك كله لصالح دعوة البشرية إلى الإسلام بوصفه رسالة رحمة للعاملين وإلى نبذ الرأسمالية التي تسوم الناس سوء العذاب. كما أن تعامل دولة الخلافة مع رعاياها لن يكون مثل تعامل الأنظمة الحالية التي توظف كل هذه الشبكات للتجسس على شعوبها. نسأل الله سبحانه أن يكون ذلك عاجلا غير آجل وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يستخدمنا لنصرة دينه وإظهاره في الأرض وأن يكرمنا جميعا بخلافة راشدة على منهاج النبوة.

 

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

م. وسام الأطرش

 

 

 

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=9161&pid=25614&st=0&#entry25614

 
الجمعة, 19 حزيران/يونيو 2020 15:19
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

بيان صحفي

 

 

تعزية بوفاة الطيار المجاهد وصاحب الشرفين "سيف الله أعظم"

 

 

يوم الأحد 2020/06/14م انتقل إلى رحمة الله تعالى، المقاتل البطل وصاحب الشرفين سيف الله أعظم في دكا / بنغلادش، رحمه الله رحمة واسعة وجمعه مع إخوانه الذين سبقوه في القتال في سبيل الله، من مثل خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي ومحمد بن القاسم، وكل فرسان المسلمين الذين صدقوا الله في سلاحهم على ما عاهدوه عليه، فلقد نال المغفور له بإذن الله شرفين عظيمين، وهما شرف قتال يهود وشرف قتال الهندوس، فقد كان سيف الله أعظم فارسا من الفرسان الذين قاتلوا دولة الهندوس في عام 1965 وقد أبلى بلاء حسنا، حيث ألحق أضرارا جسيمة بالقوات الهندية في 12 مهمة هجومية، وأسقط أعظم أيضاً طائرة تابعة لسلاح الجو الهندي وحصل على وسام شرف عسكري بذلك، وفي عام 1967 قاتل أعظم كيان يهود إلى جانب إخوانه الذين قاتلوا يهود، وكان معروفاً بأنه الطيار الوحيد الذي قاتل يهود في ثلاث قوات طيران جوية، الأردن والعراق وباكستان، وحمل الرقم القياسي لإسقاط الطائرات التابعة لكيان يهود، أكثر من أي مجاهد آخر، فرحمة الله عليه وجزاه الله عن الأمة الإسلامية خير الجزاء. ونود بهذه المناسبة أن نذكّر أقران سيف الله أعظم في الجيش الأردني والبنغالي والباكستاني أن فلسطين التي قاتل من أجل تحريرها سيف الله ما زالت ترزح تحت الاحتلال البغيض، وهي ما زالت تنتظركم لتحريرها، ونذكركم أن أولى القبلتين وثالث الحرمين، المسجد الأقصى، ما زال يدنّسه يهود وقطعان المستوطنين صباح مساء وكل حين، بل ويُتآمر عليه من أجل هدمه وبناء هيكل يهود المزعوم مكانه، ونذكركم بأنّ دولة الهندوس، شقيقة كيان يهود، ما زالت تحتل كشمير وتنكل بالمسلمين في الهند وعلى الحدود الفاصلة بين بنغلادش والهند وعلى طول خط السيطرة بين الهند وباكستان، لذلك كله ووفاء منكم لرفيقكم في الجهاد، سيف الله، يتوجب عليكم أن تحيّوا سيرته العطرة في قتال أعداء الله، يهود والهندوس ومن والاهم، فتحرروا الأرض المباركة فلسطين وكشمير الأرض الطاهرة. أيها الضباط المخلصون في جيش بنغلادش وباكستان والأردن! إننا نعلم أنكم تتحفزون إلى قتال يهود ودولة الهندوس وجميع أعداء الإسلام والمسلمين، وإننا نعلم أنّ الذي يحول بينكم وبين القتال في سبيل الله هو الأنظمة العلمانية العميلة المسلطة على رقاب المسلمين في بلادنا، لذلك ندعوكم إلى الإطاحة بهذه الأنظمة ونصرة دينكم وقضايا أمتكم بإعطاء نصرتكم لحزب التحرير لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، حيث يقودكم حينها الخليفة الراشد في ساحات الجهاد لتحرير بلاد المسلمين المحتلة وفتح باقي المعمورة للحكم بما أنزل الله، وحينها يصدق فيكم قوله تعالى ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾.

 

 

المهندس صلاح الدين عضاضة

 

 

مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/markazy/cmo/68864.html

 

 

 

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=9155&pid=25586&st=0&#entry25586

 
الجمعة, 12 حزيران/يونيو 2020 18:37
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

 

 
بسم الله الرحمن الرحيم

جواب سؤال: الاحتجاجات الواسعة التي تجتاح أمريكا وتأثيرها على سياستها الخارجية

#السؤال: تجتاح الولايات المتحدة منذ قرابة الأسبوعين احتجاجات تبدو كبيرة في بعض المناطق، وقد تخللتها أعمال عنف، ونهب للمحال التجارية، وحرق مراكز للشرطة، فهل مقتل رجل أسود في أمريكا يشعل هكذا احتجاجات؟ فقد حصل هذا كثيراً في السنوات القليلة الماضية ولم تحصل مثل هذه الاحتجاجات! وهل من تداعيات لهذه الاحتجاجات الأمريكية على سياسة أمريكا الخارجية؟

#الجواب: لكي تتضح أجوبة التساؤلات أعلاه نستعرض ما يلي:

1- قتلت الشرطة الأمريكية رجلاً من أصول أفريقية، هو #جورج_فلويد في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية 25/5/2020، وكانت جريمة شنيعة، قام خلالها الشرطي بتطبيق التدريبات التي تلقاها في سلك الشرطة، بالتثبيت عن طريق الضغط على الشريان السباتي في الرقبة، واستمرت الجريمة تسع دقائق كان خلالها فلويد يصرخ "لا أستطيع التنفس" حتى فارق الحياة، وقد شاهد هذه الجريمة البشعة جميع الأمريكيين، ورأوا بأم عينهم وحشية الشرطة الأمريكية ضد السود، واندلعت المظاهرات في المدينة مباشرة في اليوم التالي، تنديداً بهذه الدرجة من التوحش في التعامل مع الآدميين، ثم أخذت المظاهرات تمتد إلى مدن أمريكية أخرى، مع تداول واسع لفيديو الخنق المؤلم، عبر مواقع التواصل (الاجتماعي)، حتى عمّت المظاهرات ما يزيد عن 80 مدينة أمريكية في ولايات متعددة... ثم أعلنت السلطات #حظر_التجوال لمنع المظاهرات التي صاحب الكثير منها أعمال عنف، وقتل، ونهب، وإحراق للمحال التجارية ومراكز الشرطة، ولجأت الشرطة الأمريكية إلى التعامل بقسوة مع المتظاهرين، فاعتقلت ما يزيد عن 4 آلاف شخص في مختلف المدن، وأعلن عن مقتل بضعة أشخاص، وتم استدعاء الحرس الوطني لفرض الأمن والسيطرة على الشارع، بل وتم استدعاء الجيش الأمريكي في سابقة لم تحدث قبل ذلك في أمريكا لفرض الأمن في العاصمة واشنطن، وتم تهريب الرئيس ترامب إلى مخبأ آمن تحت الأرض خوفاً من اقتحام المتظاهرين للبيت الأبيض.

2- عصفت مشاهد #الاحتجاجات_الأمريكية بصورة الاستقرار الداخلي الذي كانت تتباهى به الحكومات الأمريكية المتعاقبة، فكانت الحرائق المندلعة، والمتاجر المنهوبة، ومراكز الشرطة المدمرة بهذا الحجم غير الصغير، تنذر الأمريكيين بالجحيم الذي طالما صنعته حكوماتهم لغيرها من الدول، وتهدد بأن البطش والعربدة الذي درجت أمريكا على التعامل به مع العالم، يأخذ طريقه للتعامل مع #الشعب الأمريكي نفسه، فكانت مشاهد صادمة بكل المقاييس: رئيس ينذر ويتوعد المتظاهرين السلميين بالكلاب المسعورة حول البيت الأبيض، وبالأسلحة الأكثر فتكاً في العالم إن هم تجرؤوا على اقتحام أسوار البيت الأبيض الذي أحيط بالحواجز السلكية والجدر الإسمنتية، ويطالب الرئيس حكام الولايات بالرد بقسوة على المتظاهرين في ولاياتهم، وفرض الأمن بالقوة، ويعرض عليهم الاستعانة بالحرس الوطني، ووضع الجيش الأمريكي في حالة تأهب قصوى للتدخل خلال 4 ساعات حيثما يلزم إن فشلت الشرطة والحرس في فرض الأمن، وفعلاً تم نشر الجيش في العاصمة واشنطن قبل أن يتم العدول عن هذه الخطوة، بعد انتقادات واسعة وجهت للرئيس على خلفية الزج بالجيش الأمريكي ضد الشعب. ومن زاوية أخرى جموع غاضبة لا توقفها الشرطة ولا الحرس ولا مخاطر فيروس كورونا، جزء منها سلمي الطابع، يتظاهر للمطالبة بالحقوق المدنية، ومحاسبة القتلة، وإصلاح جهاز الشرطة، وقسم ثانٍ يتقصد مهاجمة المراكز الحكومية، خاصة الشرطة، وحرقها وتدميرها، ومن ثم أعلن الرئيس ترامب أنها "حركة أنتيفا" اليسارية شديدة المناهضة للرأسمالية! وقسم ثالث يقوم بالنهب، والسرقة، والأعمال التخريبية...

3- إن واقع #الشرطة_الأمريكية التي يعتبر العنصر الأبيض عمادها قد اعتادت إهانة السكان السود، وتم قتل العديد منهم على يد رجال الشرطة، وكان بعض تلك الوقائع موثقاً ومصوراً كما في حادثة مقتل فلويد الأخيرة، ولم تكن تلك الحوادث نادرة الحصول، بل كانت متكررة، فالتمييز العنصري في الولايات المتحدة ظاهرة محسوسة لافتة للنظر في مجتمعاتهم...

لكن هناك أسباباً جعلت مقتل فلويد 25/5/2020 في مدينة مينيابوليس يوسع نطاق الغضب الشعبي ضد سياسة #التمييز_العنصري التي تنتهجها أجهزة الدولة في أمريكا ضد السود خاصة، وهذه الأسباب بعضها قديم وآخر جديد، ومن هذه الأسباب:

أ- فشل عملية الانصهار في المجتمع الأمريكي: نشأ المجتمع الأمريكي الحالي نشأة عنصرية بامتياز، فقام المهاجرون الإنجليز خاصة، والأوروبيون عامة، باستعمار أمريكا على جثث الملايين من الهنود الحمر، أصحابها الأصليين، ولحاجة المستعمرات الجديدة للعمل فقد تم استجلاب الرقيق من أفريقيا، فينظر الأمريكيون إلى كل ذوي الأصول الأفريقية باعتبارهم عبيداً، وكان ذلك بشكل رسمي لمدة قرون، يخضع خلالها هؤلاء الأفارقة للعزل العنصري، والعمل بالسخرة في مزارع البيض وصناعاتهم، وكان قانون التجنيس 1790م يمنح الجنسية الأمريكية للبيض فقط، فيما يرفض الاعتراف بالسود كمواطنين، وعلى الرغم من نيل الأفارقة بعض الحقوق كالتصويت في ستينات القرن التاسع عشر، إلا أن التمييز العنصري ظل سياسة رسمية يعمل بها في أمريكا حتى بعد انتهاء الحرب الأهلية، وبعد منتصف القرن العشرين اندلعت حركة كبيرة سميت "الحقوق المدنية" واشتهر فيها مارتن لوثر كينغ كزعيم للسود في أمريكا، أسفرت عن الاعتراف رسمياً بحقوقهم كاملةً كمواطنين أمريكيين... ومن ثم ظن هؤلاء #الأفارقة بأنهم قد نالوا #الحقوق_المدنية التي افتقدها آباؤهم وأجدادهم، إلا أن ذلك لم يغير كثيراً من ذهنية الأمريكيين البيض، الذين استمرت نظرتهم الدونية تجاه هؤلاء الأفارقة، واستمرت الممارسات العنصرية ضدهم. فعلى الرغم من تشدق زعماء أمريكا بانتهاء العنصرية، إلا أن مختلف التقارير تتحدث عن تأصل النظرة العنصرية في أمريكا ضد ذوي الأصول الأفريقية... ومن مظاهر العنصرية ضد السود في أمريكا الارتفاع الواضح في عدد المساجين السود مقارنة بالأمريكيين البيض، وارتفاع نسبة البطالة في صفوفهم، والفرق الكبير والواضح في متوسط الدخل بين الأسر الأمريكية من أصول أفريقية مقارنة بالأمريكيين البيض، وكذلك النقصان الحاد في الخدمات الصحية، وغيرها من الخدمات، بين المناطق التي يغلب عليها المواطنون السود وتسمى بأحياء السود، وبين المناطق التي غالباً ما تعتبر راقية، تتوفر بها الخدمات الصحية بشكل لائق، وترتفع فيها أجور السكن التي يقطنها الأمريكيون البيض.

ب- مجيء إدارة ترامب #العنصرية وتبنيها للمنادين بتفوق العرق الأبيض: تؤمن الجماعات الداعمة للرئيس ترامب بتفوق العرق الأبيض على غيره، وهي جماعات تم الإعلاء من قدرها بعد مجيء ترامب للبيت الأبيض، وقد وجد هؤلاء في شخص ترامب قائداً قومياً لهم، ويختلط هؤلاء بالمسيحيين الإنجيليين الذي يضيفون مسحة دينية لهذا التفوق، وبمجاهرة الرئيس ترامب ضد المسلمين، ومنع بعضهم من الحصول على تأشيرات لدخول أمريكا، وتصريحاته المناهضة للمكسيكيين، وخططه التي نفذ جزءاً منها ببناء جدار على حدود المكسيك، وبحربه التجارية ضد الصين، وتسميته لفيروس #كورونا بالفيروس الصيني، ونشوء موجة عداء للصينيين داخل أمريكا، وتسامحه مع مظاهرات النازيين الجدد في ولاية فيرجينيا 2017، واللغة التي لا تخلو من إهانة، التي يتحدث بها عن الأقليات، وكذلك تعليقاته على مقتل فلويد "الأسود" وضرورة قمع الحركة الاحتجاجية الداعمة لحقوق "السود" في أمريكا... ونتيجة لكل ذلك فقد أصبح الرئيس ترامب أحد أكبر العوامل المحرضة على التمييز العنصري في أمريكا، لذلك ارتفعت وتيرة الأعمال العدائية ضد السود، والمسلمين، والمكسيكيين، والصينيين في أمريكا خلال فترة حكمه، وأصبح ينظر إليهم أكثر من ذي قبل بأنهم متطفلون جاءوا لسلب الأمريكيين فرص عملهم، ونهب ثروات أمريكا، ومن ثم أصبح التمييز العنصري بارزاً في قطاعات كثيرة من المجتمع الأمريكي...

ج- تداعيات #فيروس_كورونا داخل المجتمع الأمريكي: ومن الأسباب التي زادت من لهيب الاحتجاجات على مقتل فلويد في أمريكا، أنها قد تزامنت مع انتشار فيروس كورونا، وما صاحب ذلك من حجر صحي، سبب ضيقاً للأمريكيين من ناحية، ومن ناحية ثانية أوجد بطالة بنسب كبيرة فزاد من قلق الأمريكيين على مستقبلهم، ومن ناحية ثالثة رأى الأمريكيون فشلاً ذريعاً لتعامل حكومتهم مع انتشار الوباء في أمريكا، حيث النقص الكبير في المستلزمات والأجهزة الطبية، وفشل الاستعداد للفيروس، رغم أن أمريكا قد ضربتها موجة الفيروس بعد أوروبا والصين بما كان يوفر لها فرصة جيدة للاستعداد لم يتم استغلالها، وكذلك تخبط الإدارة الأمريكية في التعامل مع الوباء وما نتج عن ذلك من سبب آخر للانقسام في الوسط السياسي الأمريكي، بخصوص طريقة تعامل إدارة ترامب مع أزمة الوباء... ومن المسائل الداخلية العميقة والمهمة، أن المجتمع الأمريكي قد تعاظم شعوره بسوء النظام الرأسمالي، فعملية توزيع الثروة في أمريكا تتفاقم بتسارع مخيف، لصالح فئة صغيرة للغاية من الرأسماليين، أصحاب لوبيات التأثير على السياسة، تلك السياسة التي تسير باتجاه المزيد من إعفائهم من #الضرائب، في وقت يتكفل فيه ذوو الدخل المتوسط والمحدود بالقدر الأكبر من الضرائب المهلكة، وقد أبرزت هذه الاحتجاجات الأمريكية القوة المتصاعدة للحركة المناهضة للرأسمالية في أمريكا "أنتيفا"، والتي طالب الرئيس ترامب بتصنيفها إرهابية، وهي تلك الحركة التي نادت باحتلال #أسواق_الأسهم في "وول ستريت" كرمز كبير للرأسمالية بعد الأزمة المالية 2008، فتزيد هذه الحركة من أتباعها وتتجذر أكثر في المجتمع الأمريكي، وتنادي بالعنف ضد الرأسمالية، وهي المتهمة اليوم بتوجيه المتظاهرين لإحراق وتدمير المرافق الحكومية كمراكز الشرطة...

4- لقد كان لكل ذلك تداعيات على سياسة أمريكا الخارجية، وهي تداعيات مؤثرة للأسباب التالية:

أ- حالة الانقسام في أمريكا: أظهرت #إدارة_ترامب منذ 2017 أن أمريكا ليست على قلب رجل واحد، وتكثر السياسات التي ينقسم حولها الأمريكيون مثل الحروب، والمساعدات الدولية التي تقدمها أمريكا لعملائها حول العالم، ومثل سياسة الضرائب، والتعامل مع الأقليات، والهجرة، وغيرها كثير من السياسات، لكن بمجيء الرئيس ترامب فقد أصبح هو نفسه من أبرز أسباب الانقسام في أمريكا، وقد ساعدت شخصيته بما لديه من ميزات العنجهية الزائدة، والتعلق بالسلطة، وحب الظهور الزائد عن الحد، وقلة الحكمة، والميل لخوض الصراعات الداخلية، وإظهار النشوة بكسر الخصوم، كل ذلك قد جعل أمريكا منقسمة فعلاً حول الرئيس ترامب، معه أو ضده، وقد زادت الإقالات والاستقالات في أركان إدارته، بشكل لم يحصل أبداً مع أي رئيس أمريكي سابق بهذا الحجم، وقد أظهرت أزمة فيروس كورونا، والملاسنات بين الرئيس وحكام بعض الولايات، تفاقماً في حدة الانقسام الأمريكي، وهذا الانقسام يضرب بالوسط السياسي والمالي الأمريكي، فينعكس على المجتمع برمته. وطريقة تعامل الرئيس وإدارته مع أزمة الاحتجاجات الشعبية، هي الأخرى قد أصبحت سبباً دسماً لتغذية الانقسام، فترامب يعارض الحركة الاحتجاجية بعد مقتل فلويد، ويريد بسط الأمن بالقوة، يعارضه في ذلك الحزب الديمقراطي وحكام ولايات، بل ووزير دفاعه الذي اعتذر عن مشاركة الرئيس في زيارة لكنيسة مجاورة للبيت الأبيض، بعد إبعاد رجال الأمن للمحتجين من حولها، واعتبرت دعاية سياسية لترامب... ومن أحدث الأمثلة على هذه الصراعات وحدّتها، (اتهم وزراء دفاع أمريكيون سابقون وعشرات من المسؤولين العسكريين - في رسالة مشتركة - الرئيس ترامب بخيانة القسم والدستور، لتفكيره في إنزال الجيش لمواجهة المحتجين؛ وكان من بين الموقعين وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس. #الجزيرة_نت، 7/6/2020م)... ولم تنحصر المسألة بوزراء الدفاع السابقون، بل وشملت الحالي وبشكل حاد، فوفق المصدر السابق نفسه (نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، قوله إن الرئيس دونالد ترامب طلب نشر عشرة آلاف جندي في العاصمة #واشنطن ومدن أمريكية أخرى، لمواجهة احتجاجات الأسبوع الماضي، وإن وزير الدفاع مارك إسبر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، رفضا هذا الطلب، وذلك على وقع مظاهرات حاشدة في واشنطن، ومدن أمريكية وأوروبية أخرى ضد العنصرية وعنف الشرطة. وكانت مجلة نيويوركر قد ذكرت أنها علمت، من مصادر في البيت الأبيض، بوقوع مشادة كلامية بين الرئيس ترامب والجنرال مارك ميلي. ونقلت المجلة أن الجنرال ميلي رفع صوته في وجه الرئيس اعتراضا على طلبه إنزال الجيش لشوارع المدن الأمريكية لإنهاء الاحتجاجات، حيث يرى ميلي أن نزول الجيش للشارع مخالف للقانون.)

ب- فترة #الانتخابات_الرئاسية: ومما زاد هذه المسألة سخونة، أن هذه الاحتجاجات قد اندلعت تزامناً مع الحملات الانتخابية لكلا المرشحين الديمقراطي #جو_بايدن، والجمهوري ترامب. وإذا كان الرئيس ترامب يشعر بقلق بالغ على مستقبله كرئيس، ويريد أن يعاد انتخابه في تشرين الثاني/نوفمبر من هذا العام، بل إن هذه المسألة هي الأولوية رقم 1 له، لكن مصدر القلق الرئيسي له هو تداعيات فيروس كورونا، وتأثيره في الاقتصاد الأمريكي، وفقدان ملايين الأمريكان لفرص عملهم، وما يقال عن سوء تعامله مع أزمة الفيروس، فإنه يخشى أن يكون ذلك عاملاً يستغله منافسه الديمقراطي ضده في الحملات الانتخابية، ثم تأتي اليوم موجة الاحتجاجات الأخيرة التي أراد الرئيس ترامب فيها أن يبرز شخصيته كرجل قوي قادر على ضبط الأمن، والحفاظ على الممتلكات، ما يزيد من فرصه الانتخابية... لكن منافسه جو بايدن، والحزب الديمقراطي، وقوى أخرى تعمل على تصوير ذلك بشكل مخالف، فتبرزه كرجل يعمل على ترسيخ الانقسام في أمريكا، وغير قادر على لملمة الجراح التي أصيب بها المجتمع الأمريكي بعد حادثة مقتل فلويد والمظاهرات، ويحملونه المسؤولية عن طابع العنف والشغب في المظاهرات، بسبب تصريحاته النارية ضد المتظاهرين...

ج- قمع #الدولة للاحتجاجات: شاهدت دول العالم الطريقة المؤلمة والوحشية التي تتعامل بها الحكومة الأمريكية مع الاحتجاجات الشعبية، وأحاديث الرئيس عن فرض الأمن بالقوة، والكلاب المسعورة، والأسلحة الأشد فتكاً، وشاهدت آلاف المعتقلين، والهراوات، والغاز المسيل للدموع في أمريكا، بعد أن كانت محصنة عن مثل هذه المشاهد لعقود، وهذا كله يفقد أمريكا حجة طالما استخدمتها ضد خصومها حول العالم تحت عناوين حقوق الإنسان، وحق التعبير عن الرأي، ودعم #المعارضة وغير ذلك، وهذا له تأثير مباشر، يفقد السياسة الخارجية الأمريكية أحد أشهر مبرراتها الدولية... وما يؤكد ذلك ما قالته المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إنه ("اعتباراً من أواخر مايو وأوائل يونيو 2020 تفقد الولايات المتحدة أيَّ حق في توجيه أية ملاحظات إلى أحد في الكرة الأرضية بشأن قضايا #حقوق_الإنسان".

وأضافت زاخاروفا، تعليقا على تعامل السلطات الأمريكية مع المتظاهرين، المشاركين في الاحتجاجات ضد العنصرية وعنف الشرطة في الولايات المتحدة: "انتهى!، بدءاً من هذه اللحظة لا يوجد لديهم هذا الحق". اليوم السابع، 2/6/2020).

5- وهكذا فإن التمييز العنصري مستوطن في الولايات المتحدة، قد يصمت قليلاً ولكنه يتحرك كثيراً، فهو مرض فكري في أصل نشوء النظام الأمريكي الرأسمالي، بل لا يخلو منه أي نظام وضعي، لأنه خاضع لأهواء البشر ورغباتهم التي تحدد تمييز الأبيض على الأسمر، والأحمر على الأصفر... حتى وإن أَلحق هذا التمييز كلَّ الضرر بغيرهم، بل بأنفسهم فيما بعد!

إن #الإسلام هو فقط الذي أزال، ويزيل، هذا التمييز العنصري، فلا تفاضل فيه بين الناس بلونٍ، أو جاهٍ، أو ثروة، بل كلهم سواء، لا يتفاضلون إلا بالتقوى. يقول الله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير﴾، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في ما أخرجه البيهقي (384هـ-458هـ) عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قال خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ خُطْبَةَ الْوَدَاعِ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلا لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلا بِالتَّقْوَى، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ، أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟»، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ»، وأخرج نحوه البوصيري (762هـ-840هـ)، وكذلك أخرج نحوه الطبراني (260هـ-360هـ) وقال في روايته «وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَبْيَضَ وَلَا لِأَبْيَضَ عَلَى أَسْوَدَ».

فالإسلام هو فقط الذي يقضي على التمييز العنصري، فهو منزل من رب العالمين، ويهدي إلى الحق، وينشر الخير في ربوع العالم. ﴿أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾.

في العشرين من شوال 1441هـ

11/06/2020م

#أمير_حزب_التحرير

#كورونا

#Korona

#Corona

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.ph...ions/68768.html

https://www.facebook.com/HT.AtaabuAlrashtah...e=3&theater
 
 
 
 
أسئلة أجوبة منقولة عن صفحة أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة على موقع الفيس بوك
 
 
 

الصفحة 13 من 132

اليوم

الإثنين, 29 نيسان/أبريل 2024  
21. شوال 1445

الشعر والشعراء

يا من تعتبرون أنفسكم معتدلين..

  نقاشنا تسمونه جدالا أدلتنا تسمونها فلسفة انتقادنا تسمونه سفاهة نصحنا تسمونه حقدا فسادكم تسمونه تدرجا بنككم...

التتمة...

النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ

نفائس الثمرات النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ والسـعدُ لا شــكَّ تاراتٌ وهـبَّاتُ النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ...

التتمة...

إعلام ُ عارٍ

إعلام عار ٍ يحاكي وصمة العار      عار ٍ عن الصدق في نقل ٍ وإخبارِ ماسون يدعمه مالا وتوجيها         ...

التتمة...

إقرأ المزيد: الشعر

ثروات الأمة الإسلامية

روائع الإدارة في الحضارة الإسلامية

محمد شعبان أيوب إن من أكثر ما يدلُّ على رُقِيِّ الأُمَّة وتحضُّرِهَا تلك النظم والمؤسسات التي يتعايش بنوها من خلالها، فتَحْكُمهم وتنظِّم أمورهم ومعايشهم؛...

التتمة...

قرطبة مثلا

مقطع يوضح مدى التطور الذي وصلت اليه الدولة الاسلامية، حيث يشرح الدكتور راغب السرجاني كيف كان التقدم والازدهار في  قرطبة.

التتمة...

إقرأ المزيد: ثروات الأمة الإسلامية

إضاءات

JoomlaWatch Stats 1.2.9 by Matej Koval