عبد العزيز كحيل
مأساة العلمانيّين العرب أنّهم يستنكفون عن الاعتراف بالخطأ ويرفضون تغيير مسارهم ليتوافقوا مع شعوبهم في مرجعيّتها وهويّتها وتطلّعاتها الثقافيّة والسياسيّة والحضارية ،وإنّما يريدون أن تتغيّر الشعوب وتبدّل قناعاتها وثوابتها وتصبح علمانيّة بلون الوافد الحضاريّ.
كلّ هذا معروف عن العلمانيّين العرب المتّسمة توجّهاتهم الفكريّة والسيّاسيّة بالغلوّ والعدوانيّة في رفض الدين الإسلاميّ كمرجع ومنهج للحياة، وفي تعاملهم مع المتديّنين المتّسم بالإقصاء وسوق اتّهامات الإرهاب والتطرّف والأصوليّة أو – على الأقل – القصور الذّهني والتخلّف العقليّ ،لا لشيء إلاّ أنّهم متمسّكون بتراث قديم عفا عليه الزمان ،ربّما كان ملائماً لحياة الصحراء والفيافي لكنّه غير مناسب لعصر ما بعد التنوير والثورة الصناعيّة والمعلوماتيّة !!!
بقلم: حسن إسماعيل
عندما جهر الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوته، أدركت قريش أنه يستهدف القواعد التي تقوم عليها العلاقات في المجتمع المكي من جذورها، ولا يقصد الإخلال بالتوازن القائم بين بطون قريش، فكان العداء من قبل المتنفذين في النظام السياسي لمكة عامّا. وكانت الحماية الجزئية للرسول عليه السلام ولبعض المؤمنين الأوائل حماية شخصية، مرتبطة بالمفاهيم السائدة في المجتمع المكي، ومنها الناحية القبلية.
استمر الرسول عليه الصلاة والسلام بعرض دعوته على القبائل خصوصا في مواسم الحج، واستمر في دور التفاعل بضرب العلاقات القائمة في مكة، ولكنه أدرك أن إحداث اختراق في المجتمع المكي أمر صعب، فأخذ يعمل على دعوة القبائل والمجتمعات الأخرى طالبا نصرتها ليبلغ عن ربه.
بقلم: فهمي هويدي
رسالة مريبة من " محفل الشرق الأعظم"
ليست مسألة تجفيف الينابيع ولكنها دعوة لاقتلاع جذور الأمة!
هذه رسالة حافلة بالإشارات المهمة جاءتني عبر البريد من عمان العاصمة الأردنية، ولا أعرف لها مصدرا محددا وإن كنت أرجح أنها صادرة عن أحد المحافل الماسونية الناشطة في بعض الأقطار العربية، ولا دليل عندي على ذلك سوى أنها خاطبتني بصيغة الفارس الشهم(!) ووقعها شخص ينتسب إلى جهة تحمل اسم محفل الشرق الأعظم وفي حدود علمي فتلك مفردات شائعة في الخطاب الماسوني، اللهم إلا إذا كانت هناك جماعات أخرى لا نعرفها قد ظهرت في عالمنا العربي تستخدم اللغة ذاتها.
إقرأ المزيد: ليست مسألة تجفيف الينابيع ولكنها دعوة لاقتلاع جذور الأمة!
د.محمد عمارة
مدنية الدولة طُعم لمحاربة الإسلام .. ولابد أن نؤكد أن الإسلام هو الحل كما يصرح الليبراليون بأن الليبرالية هي الحل
أكد د.محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه لا توجد دولة تسمى الدولة المدنية على مر العصور، مشددا على أن الدولة المدنية هي "الطُعم" الذي روج له المفلسون من العلمانيين للقضاء على الدولة الإسلامية التي نص عليها الدستور المصري، والحيلة الخبيثة التي أرادوا من خلالها "تبليع" المصريين للعلمانية، بحد تعبيره.
وقال عمارة خلال حديثه في ندوة "لماذا التفزيع من الإسلاميين في هذه المرحلة" التي نظمتها الجمعية الشرعية الإسلامية مساء أمس الأحد، إنه ناظر ومعه الشيخ محمد الغزالى د. فرج فودة المفكر العلماني عام 1992.
د. سعيد بن حسين
يعتصر القلب حزنا ويموت كمدا من هول ما يحدث لأهلنا ببلاد الشام، قلب الأمة النابض. شعب أعزل يواجه نظاما ستالينيا في قمعه، قذافيا في حقده، عدوا لدودا لشعبه، نذل في بطشه، وغد لئيم في تعامله، جبان أمام عدوه، لم يسلم من بطشه لا شيخ ولا رضيع ولا امرأة. أطفال في عمر الورد يعذبون ويقتلون بأبشع ما يمكن أن يتصوره العقل البشري: قلع للأظافر وسلخ للجلود وتكسير للعظام وتمزيق للأجسام بالرصاص المتفجر. ومع كل هذا فإنّ أهل الشام، أهل الرباط، صامدون في ميادينهم، ثابتون في ثورتهم. وتبا لنفس خدعتني، فأنا الذي تصورت نفسي بطلا مقداما تحدى السجن وأقبية المخابرات لمرات عديدة وإذا بي كقزم أمام شموخ هؤلاء الرجال وأي رجال، شباب في عمر الورد ينطلقون نحو الرصاص بأجساد عارية ويفترشون الأرض لتدوس أجسادهم الطاهرة دبابات المجرمين دفاعا عن أعراضهم وقراهم، ويعجز اللسان عن التعبير ويجف الحبر عن التوصيف، فبسالتهم وشجاعتهم فاقت كل تصور وصمودهم أذهل المراقبين والباحثين، ومعذرة إليكم يا أهل الشام لتخاذلنا عن نجدتكم، فأثار سايكس بيكو قد فعلت فعلها ومزقتنا شر ممزق، فهذه تونس ومصر بالرغم من نجاح ثورتيهما في إزالة الطغاة، لم ينجدا أهل ليبيا بل تركاه عرضة للقتل والتنكيل على يد القذافي ومرتزقته، وما ذلك إلا نتيجة للحدود الوهمية التي رسخت فرقتنا، وفرقت شملنا.
المزيد من المقالات...
الصفحة 89 من 132