أحدث المقالات

مختارات الفيديو

.

الإثنين, 23 أيار/مايو 2016 12:09
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

العجز عن مواجهة الإسلام فكريا يجبر الساسة الدنماركيين على دفن مبادئ حرياتهم المزعومة

 

 

أصدرت وزارة الثقافة في الدنمارك بيانا صحفيا بتاريخ 10 أيار/مايو 2016. وكان موضوع البيان هو التغييرات القانونية التي أجريت على قانوني التوعية الشعبية والتوكيلات البلدية. حيث اتفقت كل من الحكومة والأحزاب التالية: الديمقراطيين الاشتراكيين، الحزب الشعبي الدنماركي التحالف الليبرالي، الحزب الشعبي الاشتراكي وحزب المحافظين، على تغيير القانون، بحيث "أنه لا يحق للجمعيات التي هدفها أو نشاطها يشكل عملاً  ضد الديمقراطية أو تقويضاً لها، بما في ذلك  العمل ضد أو تقويض حرية التدين وحرية التعبير، لا يحق لها الحصول على أي دعم مالي حكومي ولا يحق لها استخدام المرافق"، وعلاوة على ذلك فإنه يتم تغيير قانون التوكيل البلدي بحيث لا يكون من حق البلديات إعارة أو تأجير قاعاتها "للجمعيات التي هدفها أو نشاطها يشكل عملا ضد أو تقويضا للديمقراطية أو للمبادئ الأساسية للحريات ولحقوق الإنسان، بما في ذلك حرية التدين وحرية التعبير...".

 

وما إن صدر البيان الصحفي، حتى خرج عمدة كوبنهاكن للشؤون الثقافية مبديا ابتهاجه، إذ أصبح بمقدوره أخيرا الحيلولة دون استئجار حزب التحرير لقاعات الاجتماع المتاحة من قبل البلدية، الأمر الذي ظل يشكل، ولسنين عديدة، شوكةً في حلق السياسيين وتحدياً فكرياً لهم، كلما ملأ حزب التحرير قاعات البلدية بالمشاركين المهتمين بطروحات الحزب في ندواته السياسية والفكرية المفتوحة.

 

وتجدر الإشارة هنا إلى أن المستشارين القانونيين للبلدية نفسها، قد حذروا سابقاً من كون منع الحزب من استخدام قاعات البلدية يشكل خرقاً لمبدأ المساواة؛ المبدأ الذي يُضحى به الآن، إذ لا مبادئ مقدسة عند الغرب في صراعه لحماية نفسه من دعوة الإسلام.

 

أيها المسلمون:

 

إن هذه التغييرات القانونية ما هي إلا حلقة في الحرب المستعرة ضد الإسلام في هذه البلاد، والتي تقودها الحكومة بمشاركة الأحزاب السياسية وبتطبيل من الصحافة المسماة بـ "الحرة". لقد شاهدنا ولشهور عدة، الحملة الإعلامية تلو الأخرى ضد المسلمين ونمط عيشهم، وضد مساجدهم وشريعتهم الفاضلة، وضد كل شيء يمكن أن يربط بالإسلام من رأي أو تصريح.

 

وكلما ذُكر الإسلام أو الشريعة، نرى الوزراء والسياسيين البارزين يخرجون على الملإ مزبدين، ومنذرين بالاقتراحات المجنونة والهدامة، وذلك للظهور شعبياً "أشداء على المسلمين" وخنق أي تصريح إسلامي في محاولة مذعورة للحيلولة دون تجذر أو تطبيع الإسلام في هذه البلاد بشكل أوسع.

 

وما زيادة الرقابة على المدارس الإسلامية الحرة، ومنع دخول الدنمارك على من يُطلق عليهم "خطباء الكراهية"، وتجريم التصريحات الإسلامية، إلا آخر الإجراءات من "خطباء الكراهية" القابعين في البرلمان الدنماركي، في بحثهم المتسارع عن الطريقة الأنجع لمحاربة الإسلام في الدنمارك. ولا "حرية" من "حرياتهم" المحبوبة تنجو من سكين الجزار، في عملية الانتحار الحضارية هذه، التي ينفذها السياسيون في محاولتهم تحطيم مصداقية المسلمين الحضارية، وتحطيم التفكير النقدي من مواطنيهم غير المسلمين.

 

ويدعي الساسة أنهم بهذا ينهون حقبة "الخوف من التعامل" مع المسلمين وعدم ذوبانهم في المجتمعات الغربية. والحقيقة أن ما يقوم به هؤلاء الساسة إنما يكشف عن انعدام ثقة عميق في قيمهم، إذ إنهم في عجزهم عن إخفاء كراهيتهم تجاه المسلمين يلجؤون إلى المنع والإجراءات الشمولية المتسترة وراء الحرية. و"الخوف من التعامل" الموجود عندهم حقيقة هو الخوف من التعامل مع أفكار الإسلام وقيمه العالية، بل هم مذعورون من النتائج التي يؤدي إليها احتكاك شرائح الشعب الدنماركي مع الإسلام من ازدياد أعداد الداخلين في الإسلام، خصوصا في خريف الحضارة الغربية الذي نشاهده في الوقت الحاضر.

 

وفي عجزها الحضاري، يبدو أن الدول الغربية بدأت توجه أنظارها إلى أنظمتها العميلة والوحشية في الشرق الأوسط وإلى ماضي الغرب الظلامي لتستلهم منه كيفية ملاحقة المسلمين.

 

ويمكن أن تكون الخطوة القادمة هي الاحتجاز الجماعي للمسلمين في معتقلات جماعية لشبهة اعتناقهم الأفكار "غير المرغوب فيها" حيث تتم مراقبتهم بشكل دائم، الأمر الذي يذكرنا بحقبة القرن العشرين، والأنظمة الشمولية التي سادت أوروبا في تلك الحقبة. ولكن هذا بالضبط ما هو في طريقه لأن يصبح واقعاً في "البلد الأم للحريات - فرنسا"، إذ أعلن الوزير الأول الفرنسي في الأسبوع الماضي أنه سيتم إنشاء 13 مركزاً "لعلاج التطرف" في كل أنحاء البلاد حيث سيتم حجز "المتطرفين الإسلاميين" بل حتى المسلمين الذين تظهر منهم "علامات على التطرف"، حيث يتم إلباسهم ملابس خاصة، ومراقبتهم بشكل دائم لمدة عشرة أشهر، في عمليةِ علمنةٍ إجبارية.

 

أيها المسلمون:

 

حتى بدون وجود عمليات إرهابية مشبوهة، تستعملها الدول الغربية كذريعة، فإننا نرى كيف أن هذه الدول ومن بينها الدنمارك، في طريقها إلى الهاوية مبدئياً وحضارياً في محاولتها القضاء على هويتكم الإسلامية والحيلولة بين شعوبها ونور الإسلام. وما الإجراءات الأخيرة ضد الإسلام والمسلمين في هذه البلاد إلا تشنجات حضارة محتضرة، ذات نظام متناقض، إذ يدعي السياسيون أنهم يريدون حماية الديمقراطية ضد الأصولية الإسلامية، ولكن ما يقومون به في الواقع بهذا الاستبداد القيمي، هو دفنُ قيمهم بأيديهم، ودقُ مسمارٍ بعد آخر في نعش ديمقراطيتهم. ﴿يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ﴾.

 

وها نحن نرى كيف أن الحضارة الغربية تُمنى بالهزيمة، في وقت لا تُطبَق فيه شريعةُ الإسلام الربانية في أي مكان في العالم، فما بالكم عندما يقيم المسلمون دولتهم، التي توحد المسلمين في جميع أنحاء الدنيا، وتحمل الإسلام إلى العالم لتخرج البشرية من ظلام الرأسمالية وشقائها إلى نور الإسلام ورحمته؟!

 

نحن إخوانكم وأخواتكم في حزب التحرير نؤكد مواصلة عملنا بلا كللٍ ولا مللٍ للحفاظ على هوية المسلمين في الغرب، ودعوة غير المسلمين إلى اعتناق الإسلام، كما ونواصل عملنا الدؤوب لاستئناف الحياة الإسلامية في دولة خلافةٍ راشدةٍ في العالم الإسلامي. وأن النتيجة الوحيدة لتهديدات السياسيين المستمرة والتشديدات القانونية هي أنهم يساهمون في إظهار مصداقية أفكارنا.

 

وإننا ندعوكم إلى المشاركة في هذا الواجب العظيم ونصرةِ القائمين عليه، فأنتم أيها المسلمون من تملكون الحق المنزَل من رب العالمين. عندكم إسلامكم، في كتاب الله الذي بين أيديكم وسنة نبيكم، وهذا هو الخلاص للعالم كله والهداية للبشرية جمعاء. أما الهجمات المتكررة على الإسلام، فلن تزيدنا إلا إصراراً على تكثيف جهودنا في عرض أفكار الإسلام الصادقة، وقيمه النقية وأنظمته العادلة، كبديلٍ وحيدٍ وفريدٍ لحضارة الغرب المترنحة وأنظمته الفاسدة.

﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾

التاريخ الهجري :11 من شـعبان 1437هـ

التاريخ الميلادي : الأربعاء, 18 أيار/مايو 2016م حزب التحرير           

إسكندينافيا

- See more at: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/leaflets/scandinavia/37312.html#sthash.NKd00g6P.dpuf

الإثنين, 16 أيار/مايو 2016 22:49
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

نفحات محرقة من الديمقراطية

 

الديمقراطية دين كفر خُدع به الكثير من المسلمين فأصبحوا يقدسونه، فبعضهم قدسه وقدمه على الإسلام وبعضهم اعتبره جزء من الإسلام وبعضهم اعتبره بضاعة إسلامية سرقها الغرب قديما فاستعدناها منه، وهو في الحقيقة لا يمت للإسلام بصلة إذ انه يعطي البشر حق التشريع من دون الله أي سن القوانين وترك القرآن والسنة جانبا.

 

هذا الدين تدعو إليه أمريكا وأوروبا وروسيا والصين ودول الكفر قاطبة وتجد الكثير من المسلمين يتلقفونه وكأنه البلسم الشافي لحل مشاكل المسلمين، ولم ير هؤلاء المتلقفون ما أحدثته الديمقراطية من زنا وشذوذ ودمار اقتصادي ودمار اسري ودمار اجتماعي في دول الديمقراطية الغربية ولم يعوا على الهيمنة الرأسمالية الديمقراطية على العالم ومع ذلك تجد الكثير من الجهلة المنافقين يرددون " نعم للديمقراطية"

 

وعندما سار هؤلاء الجهلة والمنافقون على منهج الديمقراطية رأوا فيها غرابة شديدة، فبعد أن اختاروا حاكما يريدونه ذو لحية كثة يطبق الديمقراطية المزعومة لهم، انقلب عليهم سادة الديمقراطية وهم مشمئزين، كيف تختارون هذا الشيخ ونحن لا نريده، فانقلبوا على الدين الذين يدعون له، وإذا اختارت المسلمة الحجاب في بلاد الغرب انقلب عليهم سادة الديمقراطية أن اختيارك للحجاب مرفوض مرفوض فمنعوه، وإذا اختارت نسائنا الانفصال عن الرجال وعدم الاختلاط جن جنون سادة الديمقراطية أن كيف تنفصلون ولا تختلطون، وإذا بنى المسلمون مسجدا اشترطوا عليهم منع إقامة المآذن، وإذا قالوا حكم الإسلام قال لهم سادة الديمقراطية إرهاب لا نقبله بل اختاروا العلمانية الديمقراطية كما نريد، وبعد كل هذا وذاك تجد الكثيرون ممن يسمون أنفسهم علماء ومشايخ يقولون " نعم للديمقراطية"

 

سادة الديمقراطية يقبلون سب الإسلام من باب الديمقراطية أما الدعوة إلى الخلافة فإرهاب، وسادة الديمقراطية يسمحون بالطعن في كل ما هو إسلامي، أما ذكر يهود بسوء فجريمة لا تغتفر ومع ذلك تجد الكثيرين من المسلمين يقولون "نعم للديمقراطية"

 

سادة الديمقراطية يدعمون القاتل إذا كان المقتول مسلما ويدعمون المقتول إذا كان القاتل مسلما، أي يدعمون كل شيء ضد الإسلام، فكلب يهودي يُقتل يثور العالم الديمقراطي من اجله ولا يقعد، أما مقتل مئات الآلاف من أهل سوريا فهذا مسالة ينظر فيها "كيف أن السلاح الكيماوي لا يصل إلى أهل سوريا حتى لا يهددوا امن يهود"، وعندها تجد هؤلاء المجرمين يقولون نعم لسوريا ديمقراطية مدنية وإياكم والدعوة إلى الخلافة الإرهابية التي تهدد الغرب الديمقراطي.

 

ذقنا الويلات من الديمقراطية وتجد اكبر جماعة إسلامية في مصر بعد توجيه ضربة لها من سادة الديمقراطية تحتج على اخذ الحكم منها وترفع شعارها "نعم للديمقراطية"!!!

 

ما بالكم أيها المسلمون من دعاة الديمقراطية؟ ألم تتعلموا؟ ألا تعتبرون؟ ألا تتعظون؟ ألا تستخدمون عقولكم؟

 

ألا ترون أن الديمقراطية تتماشى فقط مع معصية الله ومع مصالح الكفر أما مع الإسلام فتتحول فورا إلى ديكتاتورية مقيتة؟؟

 

ألم يأن لكم أن تدركوا ان الديمقراطية هي دين كفر وان الدول الديمقراطية العالمية الغربية هي سادة الشر والإرهاب؟

 

ألم يأن لكم أن تدركوا أن الخلافة هي عزكم ومجدكم وقوتكم؟

 

ألم يأن لكم أن تدركوا أن تطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة الخلافة هو خير تنتظره البشرية للتخلص من ظلم الديمقراطية ودعاتها؟

 

ألا إن الديمقراطية دين كفر يشرع من دون الله من دعا إليها فقد دعا إلى كفر وهو آثم إثما عظيما عند الله تعالى ما لم يتب ويستغفر ويعود إلى جادة الصواب.

 

قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4193&hl=

الإثنين, 16 أيار/مايو 2016 22:41
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

سعادتنا في تطبيق الإسلام فقط

الإثارة سِلْعَة يبحث عَنْهَا الْجَمِيع . ففِي هَذَا الْعَصْر الَّذِي نعيشه تَجِد إيقاع الْحَيَاة سَرِيعًا لَا يَقِف ولَا يَنْتَظِر احَدّ وتجرفك الأحَدّاث مَن كُل نَاحِيَة . وَالْإِنْسَان بطبيعته يَمِيل للبحث عَن الجَدِيد، ويمل سَرِيعًا فهذا طبعه.

وَمَع أَن الْحَيَاة متسارعة الأحَدّاث ويركض الْجَمِيع وَرَاء تحصيل أكَبِّر كَم مَن الَمتع الَمَادية، تَسْمَع الْجَمِيع يَشْتَكِي مَن الْمَلَل والرتابة فِي نَفَس الْوَقْت. وَذَلك، لأَن كُلَمَا بَلَغ الْإِنْسَان قَدَرًا مَن الَمتع الَمَادية وتحققت لَه أهداف فِي هَذِه الدُّنْيَا، كُلَمَا أراد غَيْرَهَا وكُلَمَا تَطَّلِع إِلَى الْمَزِيد، وكُلَمَا بحث عَن الجَدِيد.

وهَذَا فِي حَدّ ذاته لَيْس بالَمشكُلة، وَلَكَن الَمشكُلة تكَمَن فِي نوعية هَذَا الجَدِيد الَّذِي يُرِيد مَنه هَذَا الْإِنْسَان الْمَزِيد دَائِمًا . وقد أثر ذلك النمط من العيش في الناس وتعودوا عليه حَتَّى أصبح لهم مقياسا لتقييم بَعْضَهُم الِبَعْض. ولا يخفى عنكم أن الْإِنْسَان الذكي الحكيم هَو مَن يُرَاجَع دَائِمًا مَا يتَعُود عَلَيْه لأَن ذَلِك مؤشر خَطَرً بأن فكره يتبلد فتصيبه الغفلة. وإِن أَصْبَحَت حَيَاتَه سِلْسِلَة متواصلة مَن تَحْقِيق أهداف مَادية، تشَعِره بالسَّعَادَة لِبَعْض الْوَقْت، ثَمّ سَرِيعًا مَا يَشْعُر بالْمِلَل مَرَّة أَخَّرى، فَهُنَاك خَلَل حتمَا. وعَندمَا يُصِيبَه الإحباط إِن لَم يقَدَّر عَلَى توفِير هَذِه الَمَاديات بينما لا يصيبه الخوف من تقصيره في حق الله تعالى وفي حق الإسلام وفي حق المسلمين،

إذا هُنَاك خَلَل حتما. ذلك لأن هذه الأسلوب من العيش يلغي عقل الإنسان تماما ويلقي بتفكره وتدبره في هذه الحياة وما قبلها وما بعدها، يلقي به بعيدا. والنتيجة لعَدَم هَذَا التدبر والتفَكَرّ أَن الْإِنْسَان الَمَادي يهتم فَقَط بهَذَا الْجَانِب مَن حَيَاتَه ويهمل بَقَيَّة الجوانب. فتصوروا معي مجتمع كله يفكر بهذه الطريقة. فالنَّظَرة المادية مسؤولة عن بعد الناس عن شرع الله وعَن تفسخ الْمُجْتَمَعات وعَن تَبَاعَد النَّاس فِيمَا بَيْنَهُم. فعَندمَا تَكُون النَّظَرة للفرد نَظَرة مَادية نتعامل مَعَه فَقَط عَلَى أَسَاس الَمَصْلَحَة والَمَنفعة وإِن لَم نَجِد مَنه فَائِدَة لَا يهمَنا أَن يَمُوت أَو يَحْيَا. فهو فَكَرّ ومجموعة مفاهِيم خطيرة جَدًّا يَرْبِط بِسَبَبها الْفَرْد أَن مفهَوم السَّعَادَة هَو الَمَادة الَمحسوسة فَقَط دُون الْقَيِّم الثمينة الأَخَّرى. فلا يفهم أهمية إحساسه بالواقع الفاسد وبالَمظلومين وَالْفُقَرَاء وَمَعاناة الناس لأنه لَا مَصْلَحَة لَه فِي التفكير فِيهم. فهَذَا النَّمَط مَن الْعَيْش يصحبه إستهزاء شَدِيد بإِنسانية الْإِنْسَان.

وكما تَجِد من يفكر بهذه الطريقة يخضع حكَم الِلَّهِ تَعَالَى فِي أعمَالَه بِحَسَب مصلحته فِي الدُّنْيَا. فلَمَاذا يطبق شَرَع الِلَّهِ تَعَالَى هذا الإنسان مَادام لَا يَرَى مَنه مَصْلَحَة فورية ؟ فتصبح الحياة مجرد مصالح كواقع الأمة الفاسد اليوم التي فقد المسلمون اهتمامهم بقضاياهم الَمصيرية ومثال ذلك العمل للتغيير. فكُلَمَا ركضنا وَرَاء الْكَسْب الَمَادي كُلَمَا زَاد ركضنا وَرَاء الإثارة وكُلَمَا فَقَدْنَا إِنسانيتنا واهتمَامَنا بالآخَّرين وكُلَمَا مَلَأَت قُلُوبَنَا الْقَسْوَة عَلَى بَعْضَنَا الِبَعْض ! وكما كلما بعدنا عن تطبيق الأحكام الشرعية وَضَاعَت قَيِّم عَظِيمَة وبقى لَدَيْنَا عالَم متحجر شِقَّي وَغَيْر سَعيد سَعَادَة حقيقية.

وما يغذي هذه الغفلة وسبب تعويد الناس على هذا الأسلوب العلماني للحياة هو النظام . فحَتَّى النظام الحاكَم فِي بَلَادنا يتعامل مَع الَأفراد بهَذِه الشكُل فلَا يَرَى فِي النَّاس قَيِّمة غَيْر أَمْوَالَهم ولَا يَقُوم برِعَايَة شُؤُونهم بَل يَرْفَع الأسعار ويثقل كاهلَهم بالضرائب ويتركهم فُقَرَاء وجوعى ومتشردين ! فكُلَا عَلَيْه الِلَّهِث وكُلَا عَلَيْه الركض وَهَم قَد قَامُوا بِنَهْب أَمْوَال النَّاس وضيعوا حُقُوقَهُم بكُل بساطة لَان مصلحتهم فِي تَحْقِيق متعهم الَمَادية وسعادتهم فِي هَذِه الدُّنْيَا هِي الَهَدَف. فاِنفصلت الشُّعُوب عَن الأَنظمة وأبغْضتها.

والَمسلَم الَملتزم بِدَيْن الِلَّهِ تَعَالَى يعلَم جَيِّدًا أَنه غَيْر مرتاح فِي هَذِه الدُّنْيَا وَغَيْر سَعيد لأَن حرمَات الِلَّهِ تَعَالَى تُنْتَهَك فِيجب عَلَيْه الْعَمَل عَلَى تَغْيِيرها كَمَا أَمَرَه الِلَّهِ تَعَالَى بغض النظر عن مصلحته وعن ما ينفعه بها ماديا. فالمسلم يعلَم جَيِّدًا أَنه مسؤول أَمَام الِلَّهِ تَعَالَى عَلَى الْمُجْتَمَعات الَمتفسخة الَّتِي بَعَدت عَن الإسلَام وهِي فِي دوامة الْبَحْث عَن السَّعَادَة الزائفة وَالرَّكْض وَرَاء السَّرَاب بِسَبَب عَدَم فهَمَّها الصَحِيح للسَعَادَة فِي الدُّنْيَا والآخَّرة .

فالسَّعَادَة أحبتي عَند الَمؤمَن تكَمَن فَقَط فِي إِرْضَاء الِلَّهِ عَزّ وَجَل ، لذَلِك لَا يَعْمَل عَلَى تَحْقِيق مصلحته هَو عَلَى حِسَاب الشَرَع بَل يَعْمَل عَلَى تطبيق أَحْكَام الشَرَع فِي كُل مَناحي حَيَاتَه كفرد وفِي الْمُجْتَمَع ولَا يَرْضَى أبدا أَن تَكُون الدَوْلَة دَوْلَة علَمَانية تهَمَّها الَمَصْلَحَة فَتُتْرَك رِعَايَة شُؤُون النَّاس . فِيَكُون هكذا سَعيد بِطَاعَة رَبَّه وهَذِه سَعَادَة دائمة لَا تتبدل ولَا تتغَيْر وَإِذَا شَعَر بالْمِلَل يَسْتَعِيذ بالِلَّهِ مَن الشَّيْطَان الرَّجِيم. ثَم يُوَاصِل حَيَاتَه فِي طَاعَة الِلَّهِ وتطبيق شَرَعه فلَا مَكَان للإحباط لأَن الِلَّهِ تَعَالَى قَد حَفِظ لَه أَجُرَّه عَلَى كُل هَذِه الأعمَال الصَّالِحَة فِيفوز بِالْجَنَّة فِي الْآخِرَة.

وإذا هَذِه هِي السَّعَادَة الَّتِي لَا حَدّود لَها ولَا تنتهِي فهِي مَرْبُوطَة بِعَمَل الْعَبْد نَفَسه ولَيْس بالركض والِلَّهِث وَرَاء رَزَق ثَابَت ومحفوظ لَه يعلَمه الِلَّهِ تَعَالَى فَقَط . فالسَّعَادَة الدائمة تكَمَن فَقَط فِي تطبيق الإسلَام فِي حَيَاتِنَا وجعلَه مقياس لأعمَالنا. لذَلِك كَان عَلَى الَمسلَمين الرُّجُوع إِلَى العقيدة الإسلَامية لتحَدّيد مفهَوم السَّعَادَة الحقيقي فِي حَيَاتِهِم كأفراد وكمجتمَعات و مرة أخرى كأنظمة حاكمة وَدُوَل. وهكذا يَكُون أسمى هَدَف لَهم هَو مَا طَلَبَه الله تعالى مَنهم، حَمَل الأَمَانة للعالَم كُلَه فالإنسان خلقه الله تعالى لإعمال عقله ولعبادته جل وعلا، التي تتحقق فقط بتركيز جهَود الإنسان فِي الْقِيَام بالإعمَال الَّتِي فَرَضَهَا الِلَّهِ عَلَيْه والابتعاد عن ما نهاه وعدم التقصير في ذلك. هذه هي السعادة الحقيقية في إرضاء الله تعالى. وعندما يلتزم المجتمع كله يكون مجتمع سوي ومستقيم مترابط ومطمئن. وهنا لا نجد أي مَكَان للفردية القاسية - هَذَا الَمفهَوم الْقَبِيح - الَّتِي نَتَج عَنه تنافر الْبَشَر عَن بَعْضَهُم الِبَعْض بدلَا عَن التقارَبّ وتكوين علَاقات أساسها فَكَرّ راقي يبحث فِي وَاقَع وحقيقة الْإِنْسَان والكون والْحَيَاة، ويجلب الطمأنينة والسعادة لكل الناس و أساس التعامل مع بعضهم البعض باعتبار إنسانيتهم فينظم ويعالج لهم شرع الله تعالى كل مناحي حياتهم.

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4710&hl=

الأربعاء, 04 أيار/مايو 2016 10:10
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق
 
"براءة ممن تخاذل عن نصرة حلب"
أصدر حزب التحرير / وﻻية اﻷردن اليوم الثلاثاء 3/05/2016 نشرة سياسية بعنوان "براءة ممن تخاذل عن نصرة حلب" عرض فيها ما يجري من مجازر وحشية للمسلمين في حلب هذه اﻷيام على مرأى ومسمع العالم أجمع،  تبرأ فيها من إجرام المجرمين وتآمر المتآمرين وتفاوض المفاوضين وصمت الصامتين وتخاذل المتخاذلين إزاء هذه اﻷعمال اﻹجرامية الوحشية، مشيرا إلى أن اﻹنسانية تُقتل وتدفن تحت أنقاض حلب، فلا عذر لمن قتل ودمر وأحرق وشارك وتآمر ودعم وساهم وتفاوض أو تخاذل وصمت... ودعا الحزب إلى إسقاط كل مؤامرات جنيف وأخواتها وحيلها وعبثية مفاوضيها، وإسقاط نظام هذا العالم ومواثيقه ومنظماته وهيئاته الدولية واﻹقليمية المتوحشة...
وشدد الحزب في نشرته على أن "نُصْرَةُ أهلِنا في الشامِ وحلبَ واجبٌ على كل المسلمين أفراداً وجَماعات، وعلى كلِّ مَنْ بِيَدِه القوةُ والنُصْرَة، وَهُيَ أوْجَبُ على جُيوشِ العالمِ اﻹسلاميِّ جَميعِها، وأشدُّ وُجوباً على الجيشِ اﻷردنيِّ..."، مناشدا إياهم بالقول: "فيا إِخوَتنا في جيشنا الأردنيِّ وجيوشِ عالَمِنا اﻹسلاميّ، والله إنَّ الزمانَ كما تَرَوْنَ يستديرُ لكمْ وﻷمَّتكم كي تُمْسِكوا بِزمامِ اﻷُمورِ، وتَنْصُروا اللهَ وأهْلَكُم وأُمَّتكم بِرفْعِ الظُلمِ عنهم، وَتَأْخُذوا على يَدِ هؤﻻءِ الحُكامِ السُّفَهاءِ الخَوَنةِ، المُتَخاذلينَ المُتَآمِرين، الذين ﻻ همَّ لهم إﻻ بَقاءَ كراسِيهمْ حتى لو أَفْنَوْا أَهْلَ البلادِ جميعاً، نعمْ يستديرُ لَكمُ الزمانُ لِتَأْخذُوا مَوَاقِعَكمُ الحقيقيةَ مواقِعَ البُطُولَةِ والعِزِّ والكَرَامة، صفحاتُ الزمانِ فُتِحَتْ لكًم لِتُسَجِّلوا فيها أسماءَكُم في قائمةِ الرُجولةِ والبُطولةِ كما سطَّرَها أَسْلافُكُم مِنْ قَبْل، نَسْتَنصِرُكم فَأَنتمْ لَنَا وﻷُمَّتِكُم وَنحنُ لَكُم نَرْفَعُكم فَوقَ الهَاماتِ، وَنَعلمُ أَنَّ فيكمُ الرِّجالَ والرُجُولَة، وَفيكُم اﻷَبْطَالَ وصَانِعي البُطولَة، فتَقَدَّمُوا يَرْحَمُكمُ الله إلى عزِّ الدنيا وَنعيمِ اﻵخِرةِ، وﻻ تَخافوا إﻻ مِنَ الله وأَخْلِصُوا لهُ العَمَلِ، فأَينَ سعدُ وأين عَمْرو وأينَ خالدُ وأَينَ أبو عبيدة وشرَحْبيلُ ومُعاذُ وأينَ أُسَامة ورِفاقُ مُؤْتَة فأينَ اﻷبطال؟ وأَنْتم تُشاهدونَ إِخْوانَكم في بلادِ الشامِ كيف يَصْمِدون وَهُم عُزَّل أَمَامَ جَبَروتِ طُغاةِ العالم أَجْمَع وَمُؤامَراتهِ حتى أَصابَ صُمودُهم هذا العالمَ المُجرمَ في مَقْتلٍ، فَجُنَّ جُنونُه فَأَصبحَ يَحرِقُ الأرضَ بِحِمَمِهِ مِنْ حَوْلِهم، ولكنْ هَيْهَاتَ هَيْهَات بَعْدَ أَنْ أَعْلَنُوها أنَّها لله، فَلا تَتَثاقَلوا إِلى اﻷرضِ فَما عِنْدَ اللهِ خيرٌ وَأَبْقَى. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ﴾
فَيَا خَيلَ اللهِ ارْكَبي، وَيَا جُنْدَ اللهِ هَلُمُّوا إِلى عِزِّ الدارَين، وَﻻ تَخْذُلوا أَهْلَكم وَأَنْفُسَكُم فَتَكونوا مَعَ الخَوَالِفِ الخَائِفينَ المُرْتَجِفين، فَأَطْفالُ ونساءُ أُمَّتِكُم يُنادُونَكم، وَعُيونُ المُسْتَضعَفينَ تَرْقُبُ تَحَرُكَكُم."
وخاطب قادة الجيوش الإسلامية بشكل عام وقادة وضباط وأفراد الجيش اﻷردني بشكل خاص قائلا: "اعلموا أَيُّها اﻹِخوةُ أنَّكُم قُوَّتُنْا وَأنَّ هَذا الجَيْشَ لِأمَّتهِ وأهْلِهِ، فلا خيارَ لنا بعدَ اللهِ إِلا أَنتم، وﻻ خَيَارَ لَكم إﻻ أنْ تَكونُوا مَعَ أُمَّتِكُم بَعدما تَخاذَلَ الحُكام، ﻻ بَلْ وَبَعدَ أَنْ أَعْلَنوا عَدَاءَهُم السَّافِرَ ﻷُمَّتِنا وتَلَطَّخَتْ أَيديهِم بِدِمائِنا، وَتَعانَقَت مَصَالِحُهُم مَعَ كيانِ يَهود.
اللهَّم إنَّا نَبْرَأُ إِليكَ مِنْ تَخاذُلِ حُكامِ الضِّرار الذينَ تَحَكَّمُوا في البلادِ والعِبادِ، وَنَتبرّأُ مِنْ صَمْتِ الصامِتينَ على جرائِمِ المُجْرِمينَ في بِلادِنا."
 
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
ولاية الأردن            عنوان المراسلة و عنوان الزيارة
تلفون:
http://www.hizb-jordan.org/    E-Mail: هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.
- See more at: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/jordan/36972.html#sthash.VqWshBbO.dpuf
الأربعاء, 04 أيار/مايو 2016 10:01
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق
البطريرك الراعي يدعو (الإسلام) إلى تبديل نفسه، وإلى الانفصال عن الحياة والسياسة،
 
انصياعًا للعلمنة والحضارة الغربية
حاضر بطريرك الموارنة بشارة الراعي في البرلمان الأوروبي في بروكسل تحت عنوان: "نتائج الصراع الدائر في الشرق الأوسط على المسيحيين ومستقبلهم". وحمّل في محاضرته الإسلام المسؤولية عن الخطر على (المسيحيين)، إذ ختمها بتوصيات تحت عنوان: "حلّ طويل الأمد"، دعا فيها الأسرة الدولية إلى مساعدة (الإسلام) "ليخطو الخطوة التي قامت بها المسيحية، وهي فصل الدين عن الدولة". ودعا فيها (الإسلام)، إلى أن:
"أ - يتحرّر من الأصولية ومن العودة إلى رسالة الشريعة، أي الرسالة التي تتخطى تعليم القرآن.
ب - الدخول إلى عالم العصرية بأوجهه الإيجابية والانفتاح على القيم التي تقدّمها العولمة لتأمين تطوّر البلاد.
ج - تبنّي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتطبيقه لضمان خير جميع المواطنين في البلدان من دون تمييز بين العرق والدين واحترام كلّ كائن بشري". (الكلام حرفيًّا من موقع الوكالة الوطنية للإعلام، 28/4/2016)
إنّ هذا الكلام الذي أورده البطريرك الراعي بلهجة الناصح الحريص، هو في حقيقة أمره جرأةٌ على الإسلام وأهله، وإهانة لهما. إذ نصّب نفسه موجِّهًا "للإسلام" وجعل نفسه والأسرة الدولية قيّمين عليه، وصوّر الإسلام في صورة التائه العاجز، الذي يحتاج مساعدة غيره، ليصل إلى برّ الأمان، وليبلغ سنّ الرشد! بل ومَن المخوَّل مساعدته؟! الأسرة الدولية المتمثلة في البرلمان الأوروبي الذي يخاطبه والدول الغربية التي لم تُكِنَّ يومًا للإسلام وأهله سوى العداء والحرب!
إن الإسلام يا غبطة البطريرك ليس بحاجة أحدٍ لمساعدته، فهو دين الله تعالى الخاتم، الذي أتى لمساعدة الناس وهدايتهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور. والأسرة الدولية التي تدعوها إلى مساعدة الإسلام هي المحتاجة مساعدةَ الإسلام وهداية شريعته. ولقد خاطبكم الله تعالى في القرآن أنتم أهل الكتاب على وجه الخصوص فقال: ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾. فهو الذي يهديكم، ولستم أنتم من ترشدونه. وما يحتاجه المسلمون - وليس الإسلام - اليوم هو أن يستأنفوا حياتهم الإسلامية ويطبّقوا شريعة الإسلام مجدّدًا، ليخرجوا من حالة الانحطاط التي يعيشونها منذ دهر من الزمان، وليُخرجوكم وسائر البشرية من ظلم الحضارة الرأسمالية وعولمتها وشرعتها الدولية.
أمّا عن دعوتك إلى أن يَفصِل الإسلامُ نفسَه عن السياسة، فإنّها ليست من الحرص على الإسلام ولا أهله في شيء، لأنّ الدعوة إلى فصل الإسلام عن السياسة هي دعوة إلى تبديل الإسلام وتغييره وتحريفه وإخفار شريعته، ودعوة إلى انهزامه أمام الحضارة الغربية العلمانية، كما انهزمت أمامها الكنيسة من قبل.
فالإسلام يا غبطة البطريرك حضارة شاملة. أتى بنظام شامل للحياة والمجتمع والدولة، شاء من شاء وأبى من أبى. قال تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾. بل إنّ السياسة هي عمل جميع الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى هداية للناس، قال عليه الصلاة والسلام: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ» (متّفق عليه). وقال الله تعالى مخاطبًا نبيَّه داوود عليه الصلاة والسلام: ﴿يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ﴾. وأنت تعرف يا غبطة البطريرك أنّ نبيّ الله داوود وابنه سليمان - عليهما الصلاة والسلام - كانا ملِكين على دولة حكمت رعيّتها بالشريعة التي نزلت على نبيّ الله موسى صلّى الله عليه وسلّم، وهو النبيّ الذي أوحى إليه الله تعالى التوراة، الكتاب الذي استمرّت الكنيسة تعتمده جزءًا من كتابها المقدّس تحت اسم العهد القديم حتّى يومنا هذا. فإذا قررت الكنيسة أن تفصل الدين عن الدولة بعد فشلها وهزيمتها أمام فلاسفة التنوير والعلمانية فهذا شأنها. أمّا الإسلام فله شأن آخر. وليكن واضحًا لديك ولدى الغرب الذي خاطبته في البرلمان الأوروبي، أنّ الإسلام - وهو دين الله تعالى الخالد إلى يوم القيامة - لم يكن يومًا ليتأسّى لا بالكنيسة، ولا بغيرها من الديانات أو الملل، فهو يعلو ولا يُعلى، ولن يستسلم يومًا لفيلسوف ولا لمشرّع، ولن يرمي سلاحه أمام مبادئ البشر الوضعية.
وإنّك يا غبطة البطريرك، حين تدعو الإسلام إلى التحرّر ممّا سمّيته الأصولية فهذا يشير بوضوح إلى أنّك تنسبها إلى الإسلام، إلى أن يتحرّر منها، وبالتالي فإنّ هجومك المتكرّر على الأصولية هو في الحقيقة هجوم على الإسلام نفسه!
ثمّ الأخطر والأنكى دعوتُك الإسلامَ إلى أن يتخلّى عن الشريعة! وتتحفنا بأنّ الشريعة الإسلامية "تتخطّى تعليم القرآن"!!! فتعلّمنا ما الذي يتوافق مع القرآن وما الذي يتخطّاه! وكأنّك مستأمن على القرآن وحارس له، ترشد المسلمين إلى كيفية قراءته وتطبيقه! إذن، تعال يا غبطة البطريرك نعلّمك أمورًا عن شريعتنا:
إنّ شريعة الإسلام ليست شرعًا من وضع أحد، لا الصحابة، ولا المجتهدين، ولا سائر الفقهاء، ولا غيرهم. وليس في الإسلام - كما في الكنيسة - مؤسّسة دينية، أو سلطة دينية، تعطي نفسها صلاحية التشريع، لا تأسيسًا ولا تعديلًا ولا تبديلًا ولا تعطيلًا ولا تحريفًا. بل إنّ الإسلام نعى على أتباع الملل السابقة تحريفهم دين الله تعالى، إذ أحلّوا وحرّموا من عند أنفسهم، قال تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾. وقال: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾. فالشريعة الإسلامية ما هي إلا مجموعة الأحكام التي استخرجها مجتهدو الإسلام من نصوص الوحي المتمثّلة في القرآن وسنّة الرسول e. ولم يأت فقهاء الإسلام ومجتهدوه بشيء من ذلك من عند أنفسهم. أمّا ما يسمّى الاجتهاد في ثقافتنا الإسلامية، فهو لا يعني أن يخترع المجتهدون أحكامًا من عند أنفسهم أو من بنات أفكارهم. وإنّما الاجتهاد بالتعريف الدقيق هو: "استفراغ الوسع في درك الأحكام الشرعية من أدلّتها التفصيلية"، أي هي بذل أقصى الطاقة لفهم خطاب الله تعالى التفصيلي في القرآن والسنّة، لاستخراج أحكام الشريعة منه. قال تعالى في القرآن العظيم: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾. فليتَك لم تتحفنا بنظرية انفصال الشريعة عن القرآن، وليتك لزمت غرزك، وتركت الشأن لأهله.
أمّا عن دعوتك الإسلام إلى "الانفتاح على القيم التي تقدّمها العولمة"، فإنّ هذه العولمة التي تبشّرنا بها هي الشرّ المستطير الذي ألمّ بالبشرية اليوم وأصابها بالويلات والنكبات. إنّها النظام الذي يجعل اقتصاد العالم كلّه اقتصادًا واحدًا، يخضع لنظام واحد، لا تقف أمامه أيّ حدود، لا سياسية، ولا تشريعية، بحيث تخضع دول العالم كلّه لتشريع اقتصادي واحد، هو النظام الرأسمالي، ترعى تنفيذه "منظّمة التجارة العالمية"، حيث السمك الكبير يبتلع السمك الصغير، وحيث تتركّز ثروة البشرية في أيدي حفنة من حيتان المال لا يتجاوزون الواحد بالمائة من سكان العالم. العولمة هذه يا غبطة البطريرك، تجعل اقتصاد الشعوب المستضعفة وثرواتها - بما فيها شعبك في لبنان - نهبًا للشركات الكبرى التي ترعاها الولايات المتّحدة الأمريكية وشركاؤها في العالم. أهذا ما تدعو الإسلام إلى التسليم له والانصهار فيه؟!
 
أمّا إن كنت تعني بالعولمة معناها الطارئ عليها، وهو أن تتحوّل البشرية إلى اعتناق منظومة واحدة من المفاهيم والقيم والتشريعات - وهي بالطبع منظومة الحضارة الغربية، وهذا ما دعوت إليه بوضوح حين دعوت الإسلام إلى "تبنّي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتطبيقه"- فهذا بكلّ وضوح يعني أنّك تدعونا إلى محو إسلامنا الذي هو حضارة متميّزة قائمة بحدّ ذاتها من الوجود، بأن يذوب في منظومة الحضارة الغربية. وهذه بالطبع ليست دعوة حريص ولا دعوة مخلص للإسلام وأهله، يا صاحب الغبطة.
ثم يا غبطة البطريرك، هل خطر ببالك - وأنت تحاضر في أعضاء البرلمان الأوروبي داعيًا الإسلام إلى الانصهار في عولمة الحضارة الغربية - أنّ من بين هؤلاء النوّاب من ألّف الكتب والمقالات يدقّ ناقوس الخطر من غول العولمة الذي لم يترك لأمّة خصوصيةً ولا حرمةً ولا شخصيةً مستقلّة؟!
إنّنا يا غبطة البطريرك نبشّرك بأنّ عولمة الحضارة الغربية لن تبلغ غايتها، ولن تحقّق مأربها، وأنّ الحضارة الإسلامية التي لطالما شكّلت المنافس اللدود لها تتأهب لوراثتها وطيّ صحيفتها عمّا قريب بإذن الله تعالى. فيا ليتك تبيّض الصحائف بدل تسويدها، ويا ليتك اكتفيت بأن تكون بطريركًا للموارنة، بدل أن ترشد المسلمين في دينهم وتنصحهم فيه.
وفي النهاية يسعنا أن نختم بقوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ * وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ﴾.
التاريخ الهجري :22 من رجب 1437هـ
التاريخ الميلادي : الجمعة, 29 نيسان/ابريل 2016م حزب التحرير        
ولاية لبنان
- See more at: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/leaflets/lebanon/36973.html#sthash.KJkN8lvn.dpuf

الصفحة 67 من 74

النقد الإعلامي

خطر تبعية الإعلام العربي للإعلام الغربي على المرأة المسلمة

خطر تبعية الإعلام العربي للإعلام الغربي على المرأة المسلمة؛ وكالة معاً من فلسطين نموذجاً: مقدمة مـنذ أن اكتشف الغـرب أن قوة الإسلام والمسلمين تكمن في عقيدته وما ينبثق عنها...

التتمة...

قبول الآخر فكرة غربية يراد بها تضليل المسلمين وإقصاء الإسلام عن الحكم

بقلم: علاء أبو صالح تمهيد : الصراع الفكري هو أبرز أشكال صراع الحضارات، واستخدامه يأخذ أساليب وصوراً مختلفة تبعاً لمتطلبات هذا الصراع وأحواله المستجدة. فقد يأخذ الصراع الفكري الحضاري شكل...

التتمة...

استفتاءات الرأي العام الموجهة وحدود الهزيمة

News image

تحت عنوان: "غالبية الجمهور يدعون الرئيس لاتخاذ خطوات أحادية من جانبه ضد إسرائيل"، نشرت وكالة معا نتيجة استفتائها الاسبوعي على الانترنت، حيث ذكرت أنّه "في حال أخذت أمريكا قرار فيتو...

التتمة...

إقرأ المزيد: تقارير النقد الإعلامي

حتى لا ننسى / قضايا أغفلها الإعلام

الأرض المباركة: الفعاليات التي نظمت ضمن الحملة العالمية في ذكرى فتح القسطنطينية

          بسم الله الرحمن الرحيم   الأرض المباركة: الفعاليات التي نظمت ضمن الحملة العالمية في ذكرى فتح القسطنطينية  ...

التتمة...

إندونيسيا: الفعاليات التي نظمت ضمن الحملة العالمية في ذكرى فتح القسطنطينية

    بسم الله الرحمن الرحيم     إندونيسيا: الفعاليات التي نظمت ضمن الحملة العالمية في ذكرى فتح القسطنطينية     بتوجيه من...

التتمة...

عدد قياسي للضحايا المدنيين الأفغان في 2016

News image

  نشرت الجزيرة نت التقرير التالي عن الأمم المتحدة : تقرير: عدد قياسي للضحايا المدنيين الأفغان في 2016 أعلنت الأمم المتحدة أن عدد...

التتمة...

إقرأ المزيد: قضية أغفلها الإعلام

اليوم

الخميس, 18 نيسان/أبريل 2024  
10. شوال 1445

الشعر والشعراء

يا من تعتبرون أنفسكم معتدلين..

  نقاشنا تسمونه جدالا أدلتنا تسمونها فلسفة انتقادنا تسمونه سفاهة نصحنا تسمونه حقدا فسادكم تسمونه تدرجا بنككم...

التتمة...

النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ

نفائس الثمرات النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ والسـعدُ لا شــكَّ تاراتٌ وهـبَّاتُ النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ...

التتمة...

إعلام ُ عارٍ

إعلام عار ٍ يحاكي وصمة العار      عار ٍ عن الصدق في نقل ٍ وإخبارِ ماسون يدعمه مالا وتوجيها         ...

التتمة...

إقرأ المزيد: الشعر

ثروات الأمة الإسلامية

روائع الإدارة في الحضارة الإسلامية

محمد شعبان أيوب إن من أكثر ما يدلُّ على رُقِيِّ الأُمَّة وتحضُّرِهَا تلك النظم والمؤسسات التي يتعايش بنوها من خلالها، فتَحْكُمهم وتنظِّم أمورهم ومعايشهم؛...

التتمة...

قرطبة مثلا

مقطع يوضح مدى التطور الذي وصلت اليه الدولة الاسلامية، حيث يشرح الدكتور راغب السرجاني كيف كان التقدم والازدهار في  قرطبة.

التتمة...

إقرأ المزيد: ثروات الأمة الإسلامية

إضاءات

آخر الإضافات

JoomlaWatch Stats 1.2.9 by Matej Koval