السبت, 06 حزيران/يونيو 2015 07:48
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق
 

المستعمرون يستغلون خطر تنظيم الدولة كأداة لتثبيت نفوذهم في آسيا الوسطى

(مترجم)

 

في الآونة الأخيرة نسمع كثيراً في وسائل الإعلام أخباراً مفادها أن تنظيم الدولة يخطط للهجوم على دول آسيا الوسطى. وبالنظرة الأولية والسطحية نظن ذلك لأن الكثير من أبناء آسيا الوسطى التحقوا للقتال في صفوف المجاهدين في سوريا ومنهم من انضم إلى تنظيم الدولة.


وبعضهم يظهر على الفيديو موجهاَ خطاباً لدولته مهددا إياها بالعودة بسلاحه والانتقام من نظامها المجرم. والأنظمة الحاكمة تضخم هذه الأخبار وتبالغ في أعداد مقاتلي التنظيم وتذكر دائماَ بالمسافرين لسوريا من أجل القتال وعددهم: كازاخستان 150، قرغيزيا 100، أوزبيكستان 500، طاجيكستان 200، تركمانستان 360،... وهذه الأعداد دائما في ازدياد مضطرد بمعدل عشرين شخص.


إن أنظمة دول آسيا الوسطى ترعب شعوبها بأخبار من مثل "في صراع دموي بين حركة طالبان الأصولية ومقاتلي تنظيم الدولة في أفغانستان قتل عشرون شخصاُ في مكان فرح ليلة 2015/5/25م" و"طاجيكستان وتركمانستان تشددان الرقابة على حدودهما مع أفغانستان والتي سيطرت طالبان على جزء منها، ولكن مقاتلي طالبان لا يشكلون خطراً على دول آسيا الوسطى بعكس تنظيم الدولة الذي لا يخفي تهديده للعالم كله"...


إن وسائل الإعلام منذ عهد ليس ببعيد ما انفكت تذكر بتهديد وخطر بعض الحركات على آسيا الوسطى مثل طالبان، الحركة الإسلامية الأوزبيكية، حزب تركستان الإسلامي، اتحاد الجهاد الإسلامي،... واليوم خطر تنظيم الدولة.


إن الدعاية الملتوية لتنظيم الدولة اليوم كما كانت من قبل لطالبان، والحركة الإسلامية الأوزبكية، وحزب تركستان الإسلامي، واتحاد الجهاد الإسلامي... ما هي إلا تصريح للأنظمة لضرب المسلمين بيد من حديد في آسيا الوسطى وبمسوغ آخر.


ففي قرغيزيا يلاحظ زيادة عدد الشباب المعتقلين من حزب التحرير يوما بعد يوم، وفي أوزبيكستان وطاجيكستان تلاحق المحجبات في الشوارع مع الاستمرار في الاعتقالات لحملة الدعوة والملتحين.


ومع أن هذا الهجوم الشرس على المسلمين جاء للحيلولة دون نهضتهم، إلا أنه يعتبر مدخلا للمستعمرين لتثبيت نفوذهم في المنطقة، بعد أن أصبحت مكانا للصراع الدولي بين الغرب بزعامة أمريكا وبين روسيا.


والكرملن يستغل أعمال تنظيم الدولة لخدمة أهدافه؛ ففي وسائل الإعلام تظهر مقالات وبرامج تلفزيونية تحذر من خطر التنظيم على آسيا الوسطى وروسيا، ولهذا تحاول روسيا ممارسة الحماية العسكرية والأمنية في المنطقة وتقوم بتدريبات ومساعدات عسكرية لكل من طاجيكستان وقرغيزستان وكازاخستان.


فقد صرحت أفيستا "التدريبات العسكرية المشتركة لسرعة التدخل، وتوقيع اتفاقية تعاون مشترك، التي انتهت في 2015/5/19م في ميدان الحرب في جنوب طاجيكستان وقد شارك فيها 2500 جندي من الدول الأعضاء و20 طائرة حربية و30 طائرة نفاثة و200 من المعدات الثقيلة".


كما أعلنت صحافة السكرتارية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي فلادمير زين الدين "عقد عبد الرحيم كاخارنا رئيس قسم سكرتارية الاستشارات الأمنية في 2015/5/20م في مدينة خودجاندي في طاجيكستان للاتفاق حول الأمن الجماعي ودار الحديث حول الأمن والسلم الدوليين والوضع في أفغانستان وهجرة المواطنين للقتال إلى جانب المنظمات الإرهابية".


ففي منظمة معاهدة الأمن الجماعي يدخل كلٌ من روسيا وروسيا البيضاء وأرمينيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان، وأما قوات التدخل السريع فقد أنشئت في 2009م وقوامها 22 ألف شخص.


والفرقة 201 من القاعدة الحربية الروسية وجيش طاجيكستان قاموا بالتدرب على الحرب التكتيكية باستخدام النيران في منطقة قورنا باداخشانسكي، ونقلت الأخبار عن غرفة العمليات المركزية مشاركة 100 آلية عسكرية و500 عسكري ودمرت 180 هدفاً مفترضاً وشاركت المروحيات mi8 وmi24 التابعة لجبهة الأورالbbc pbo في عمليات التغطية الجوية والاستطلاع وشاركت كذلك طائرات بدون طيار من نوع "قرنات، زاستانا، فوربوست".


وقد تم إعداد 700 مختص في طاجيكستان للمشاركة بعد الاتفاق على دخول القاعدة 201 العسكرية الروسية على أراضيها، منهم التقنيون والفنيون وسائقو الدبابات t72، bmp-2، btr-80، وقادة ومرشدون.


من كل ما سبق، الكل يسأل نفسه هل يستطيع تنظيم الدولة نقل الصراع إلى آسيا الوسطى؟


للإجابة يلزم النظر بعمق واستنارة:


أولاً- إذا نظرنا في تاريخ التنظيم نتذكر بسرعة الآتي:


١- أن تنظيم الدولة جماعة تمارس العمل المادي. وفتح جبهة جديدة بعيدة عن مركزه يتطلب وجود فكرة وطريقة لديه، وللآن فالمسلمون في سوريا والعراق وخارجهما لا يوجد عندهم تصور واضح عن برنامجه، ماذا يريد؟ وكيف يمكن تحقيق رؤيته على الأرض؟ وللوصول لآسيا الوسطى لا يكفي القول عندنا القرآن والسنة، لأن طغاة آسيا الوسطى وعلماءهم أيضا يقولون عندنا القرآن والسنة. إذن فما الفرق؟ وماذا سيجلب معه التنظيم لشعوب آسيا الوسطى؟


٢- حتى اليوم لم يبايع التنظيم العلماء المعتبرون وأهل الحل والعقد وكذلك مجاهدو الشام وغيرها ولا حركات آسيا الوسطى الإسلامية وهي لا تقر بشرعية ما يمارس التنظيم بإعلانه الخلافة زورا. فعلى أي أساس سيأتون لآسيا الوسطى؟ فبدل محاربة الأنظمة المجرمة سيحاربون الحركات الإسلامية، كما هو الحال في سوريا.


٣- لم نسمع أي تصريح من زعامات التنظيم عن نيته التمدد إلى آسيا الوسطى، وبهذا يبقى في جزء من العراق وجزء من سوريا هزيلين، ومع أنه يتمدد فقط في الأماكن السنية دون الشيعية أو الكردية في العراق. فإذا كان التنظيم لا يريد التمدد على كل العراق وسوريا فكيف بآسيا الوسطى، ربما يريدون البقاء في هذه المناطق فقط كطالبان داخل حدود أفغانستان.


بقي احتمال أن المستعمرين يضخمون خطر هذا التنظيم لأمرين:


أولاً- يريد الغرب بذلك تقوية نفوذه في آسيا الوسطى تحت ذريعة تنظيم الدولة كما حدث في العراق وأفغانستان.


ثانياً- روسيا تحاول منع دخول الغرب إلى دول آسيا الوسطى.


أما الغرب فكما أسلفنا، وواضح مما يحدث في قرغيزيا ومحاولة السياسيين الموالين له من اضطهاد المسلمين، وزيادة احتقان الشارع على النظام لكي تسنح الفرصة لإحداث ثورة عارمة تطيح النظام الحالي واستبدال نظام موالٍ للغرب به، فهذا أسلوب استخدمه الغرب في عامي 2005م و2010م.


أما روسيا فإن خطر التنظيم يؤدي إلى تغلغلها وتقوية نفوذها في آسيا الوسطى وللضغط على أوزبيكستان وحدودها إذا ما رفضت الانصياع لأمرها، وقد يشعل الكرملن حربا بها كتلك التي أشعلها في أوكرانيا، ويؤكد هذا المناورات المشتركة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي وقوات التدخل السريع المشتركة في آسيا الوسطى.


وصرح أحد سياسي الكرملن "إن أوزبيكستان لا تشارك قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي وقوات التدخل السريع المشتركة وداعش خطر على الجميع...".


وصرح الصحفي الروسي المتخصص في شؤون آسيا الوسطى أركادي دوبنوف "تدريبات قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي وقوات التدخل السريع المشتركة مرتبطة بالهجمات الإرهابية في أفغانستان، فإذا كانت قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي وقوات التدخل السريع الشتركة مسؤولة عن أمن الدول الأعضاء فلا بد من اختبار جاهزيتها لذلك لا تدخل قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي وقوات التدخل السريع المشتركة إلا بعد طلب رسمي من الضحية ونتوقع أن تكون طاجيكستان أولها، وأعتقد أن طالبان البشتوني العرق لا يشكل خطرا خارج حدود أفغانستان".


وفي مقالة نشرت في 2015/5/15م في جريدة فلاست كز تحت عنوان "العدو على الباب، في آسيا الوسطى يتم التحضير لحرب كبيرة ضد داعش وطالبان" تدريبات منظمة معاهدة الأمن الجماعي ليست عبثا، في طاجيكستان فمنذ أكثر من نصف شهر في شمال أفغانستان لوحظ محاولة عددٍ من المسلحين اختراق الحدود مع طاجيكستان" وقالت فيستا "أنه في حال دخول مسلحين من طالبان وداعش إلى أراضي تركمانستان فمن المتوقع جدا أن يدخلوا أراضي أوزبيكستان والقيام بأعمال تخريبية ودليل ذلك رفع الأعلام السود لتنظيم الدولة في بعض مناطق أوزبيكستان" وذكرت الوكالة العالمية فرغانة أنه في إحدى قرى طشقند خيساراك "وزعت نشرات عليها أعلام سود وتهديدات لرجالات الدولة، وقيل إن أعلام تنظيم الدولة علقت على مدرسة رقم 8 في مدينة أنجريني وعثر على نشرات تطالب الطالبات بلبس الحجاب، وتهديدات بنسف المدرسة".


لربما هذا من صناعة روسيا لتبرير تدخلها في الشؤون الأوزبيكية، وقد كانت ردة فعل الحكومة الأوزبيكية قاسية فطوقت المكان وزجت بعشرات المسلمين في السجون.


فالطاغية كريموف لم يتنبه لذلك، وللحيطة قامت بعض الشخصيات الرسمية والسياسيين في آسيا الوسطى ومنهم في أوزبيكستان بالمطالبة بالتعاون الدولي لمحاربة الإرهاب فأسرعت أوروبا مهرولة بمنظمة أوروبا للأمن والتعاون بتمويل العمل الذي أحضر 80 شخصية من اللجان العلمية في البرلمان وأعضاء من أجهزة الأمن ومن المجتمع الأوزبكي ومن قسم مكافحة الجريمة والمخدرات في آسيا الوسطى التابعين للأمم المتحدة.


أوزبيكستان خرجت من منظمة معاهدة الأمن الجماعي في 2012م، وهي لا تشارك في المناورات الحالية مع روسيا، بل طلبت المساعدة من الغرب ولم تطلبه من روسيا أو الكرملن.


في تضخيم لخطر تنظيم الدولة تستعمل روسيا طاجيكستان. ففي وسائل الإعلام نشرت معلومة تقول "إن الطاجيك يقاتلون في صفوف داعش في سوريا" ونشر قبل ذلك أن العقيد في الشرطة حليموف انضم لصفوف التنظيم وخرج بفيديو يقول فيه "سنحرر طاجيكستان وسنأتي بالخلافة"، وجاء أيضاً أنه تلقى تدريبه في أمريكا، واتهم أمريكا بمحاربة الإسلام والمسلمين ووعدها بالقصاص، ودعا إخوانه الطاجيك في روسيا إلى أن يكونوا عباداً لله لا عبيداً للروس وطالبهم بالهجرة للدولة والجهاد.


فهذا يعطي روسيا المبرر لزيادة سيطرتها على المنطقة، وليس من المستبعد أن تفتعل روسيا صراعاَ على الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان والذي يمتد بدوره لأوزبيكستان ليبرر لروسيا إحضار قواتها ووضع قواعد عسكرية لها في أوزبيكستان لحفظ الأمن في المنطقة على حد زعمها، وبهذا ترغم أوزبيكستان على السير في ركابها وضمن سياساتها.


وبهذا يمكن القول أن خطر تنظيم الدولة المختلق في آسيا الوسطى ما هو إلا أداة لتركيز نفوذ المستعمرين وإحكام سيطرتهم على أرضنا.

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

     
18 من شـعبان 1436
الموافق 2015/06/05م
 

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_47977
 
الخميس, 04 حزيران/يونيو 2015 14:24
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق
 

يخيّرونكم بين استمرار نهب الثّروات أو إثارة الفتن والتّخريب
فلا ترضوا بأقلّ من تعميم الثّروة: استرجاعها ملكيّة عامّة منضبطة بأحكام الإسلام لا خاضعة لأهواء الحكّام


تونس منطلق ثورة الأمة تُباغتُ الاستعمار والعملاء بوعي سياسي جعل من المناكفات الحزبية السطحية والحوارات الإعلامية الصاخبة المفرغة من المضمون وصناعة الإرهاب وغيرها من الألهيات مفضوحة مكشوفة لدى الرأي العام بأنها محاولات فاشلة للتغطية على الموضوع الأهم بأن تونس لا تزال مستعمرة وأن أوساطا تسعى إلى استمرار هذا الارتهان والاستعمار آمناً من غضبة الأمّة في تونس.


فما إن طالب الناس باسترجاع الثروات حتى انبرى حشد من الرسميّين والسياسيّين والإعلاميّين بالدّفاع عن الشّركات الاستعماريّة: فوزيرٌ "للاستثمار" يصف مطالبة الناس بحقوقهم بالغباء والحمق وكأنّ خدمته للاستعمار ذكاء وعبقرية، وأمين عامّ لحزب حاكم ينكر وجود الثّروة جملة وتفصيلا، ومدير الشركة التونسية للأنشطة البتروليّة يستنكر استرجاع أهل البلد لثروته ويتناقض فتارة يذكر أن 99% ممن يشرفون على الإنتاج هم من أهل البلد وتارة يقول إنّنا غير قادرين على إدارة مواردنا بأنفسنا!! ونُواب من لجنة الطاقة كانوا أوفياء في دفاعهم نوابًا للشركات الاستعماريّة لا لأهل تونس، وبعض الإعلاميين ظهروا كأنهم يؤدون مهمة كلّفوا بها...


أمّا في مناطق الثروة فقد أراد الاستعمار والعملاء حرف الموضوع عن مساره بالتهديد وشراء الذمم أو بصناعة القلاقل والفتن: ففي قرقنةعمدت شركة بتروفاك البريطانيّة إلى خلق الفتن والقلاقل بين الأهل والإخوة فاستأجرت أصحاب السوابق العدليّة ليكونوا عونا لها على إخوانهم، ودبّرت حوادث اغتيال إرهاباً للمحتجّين، ووعد الأمن بفتح تحقيق... فهل تم فتح تحقيق في تدبير الشركات لاغتيالات إلى جانب النهب؟؟ وفي نفزاوة سعت شركة هناك لإحداث فتنة بين الأسر في غياب مريب للحكومة، فكانت خصومة انطفأ لهيبها بجهود الواعين ونُسي موضوع النهب.. وفي الفوّار على إثر أحداث المطالبة بالنفط، قامت جهات مجهولة مأجورة بإحراق البساتين بين قريتي جمنة والقلعة لإشعال الفتنة بين الأهل. وفي تطاوين حوّلوا الموضوع من استرجاع الثروات إلى مطالبة بتشغيل أو نسب ضئيلة وفتات ما تبقىّ من النّهب تحت مطلب "إعادة العقود بنسب جديدة يسمونها معقولة!!"... حدث هذا ويحدث بالأساليب القذرة نفسها في كلّ مناطق الثروة...

 


أيّها الأهل في تونس


قد علمتم أن إبقاء الثروة تحت أيدي هذه الحكومات ولو "ملكية دولة" تفعل بها ما تشاء هو الخطر، فقد فرّط بها السابقون، وها هم الحاليون يتباهون ببيع ما لا يملكون من ثروات عامّة إلى شركات ناهبة ويروجون سياساتهم بـ"الشفافية" ليكون النهب مقنّعاً بالقوانين وبضرورة إنقاذ الاقتصاد وتنمية المناطق الدّاخلية.


وعلمتم أن إثارة الفتن بينكم ومحاولة جرّ الناس لمطالب جهويّة ما هي إلا حلقة في سلسلة تآمرهم وإلهائكم لخفض الضغط الشعبي العارم وتحويله إلى مصالح لمناطق دون غيرها ثم لفئات ثم لأفراد... وعلمتم أن صناعة القلاقل هي لإيجاد مشروعية حراسة الشركات الناهبة لثروات البلد والأمّة بجنود البلد والأمّة!!.. ويريدون تخييركم بين استثمار الاستعمار لثرواتنا وبين تعطيلها. لذا فاجعلوا غايتكم واحدة موحدة؛ قلع حكّام فاشلين يحفظون مصالح الغرب وشركاته، واعملوا على استرجاع الثروات حالا ملكيةً عامّة يمنع تمليكها للأفراد وللشركات، وتغنيكم مواردها عن الضرائب في المداخيل وفي نفقات الرعاية ومنها الأمن والتعليم والتطبيب المجانيّ الواجب ولا تُعطّل بل تديرها دولة خلافة على منهاج النبوّة وتنشئ مصانعها... هكذا فقط تحبطون مخططاتهم، فرسول الله استرجع أرضاً ملّكها للصحابي الأبيض بن حمّال رضي الله عنه بمجرّد أن علم بوجود مصدر للمعادن فيها فجعلها ملكية عامة مباشرة ومنع تمليكها للأفراد مطلقا، وهذا ما يجب في الحال وليست الشركات الناهبة بأعز عندنا من صاحب لرسول الله .

 


أيها الشرفاء من القضاة وأهل القانون


هذه ثروات أمتكم تنهب وهذه الحكومات تُسخّر القوانين والأوامر لتسهيل النّهب وتدافع عن الشركات الاستعماريّة. فلا تكونوا الأداة والوسيلة ولا ترضوا إلا بقوانين منبثقة عن عقيدتكم الإسلام العظيم تعيد الحقوق إلى أصحابها وتحفظوا بها الأمانة وتمنعوا العبث بالأمّة وثرواتها.

 


أيّها الشّرفاء في الجيش والحرس والأمن


كونوا أنصارا لقضايا أمّتكم وأوّلها التحرّر من الاستعمار والتبعيّة، ومنها استرجاع الثّروة ملكية عامّة منها تُجَهّزُون عُدَّةً وعتادا كما فرضتها أحكام الإسلام العظيم لا كما فرّط الحكّام اليوم فجعلونا من فئة المتسوّلين حتى في أبسط المعدّات... ولا ترضوا أبدا أن تكونوا أعوانا للفاسدين المُفرّطين، ولا حرّاسا للمستعمرين الناهبين.

 


أيّها الأهل في تونس، أيّها المسلمون الثائرون، أيها الخبراء والمفكرون


لقد أوجعتم المستعمرين والعملاء بهذا الوعي، فلا تقبلوا منهم حلولهم الزائفة، فما محاولاتهم لتشويه أحكام الإسلام وتخوّفهم من إقامة خلافة حقيقية على منهاج النبوة إلاّ منعا منهم لأحكام ثلاث هي خير لنا وشرّ على الفساد والفاسدين: اختيار الناس لحاكم يحكم بشريعة حق وعدل خادم للبلد وأهله لا للاستعمار وشركاته، واسترجاع للثروة كاملة قلّت أو كثرت كملكيّة عامّة، وإنشاء صناعة حقيقيّة تخرجنا من الارتهان للغرب في السّلاح والغذاء والدّواء. تلك هي الخلافة على منهاج النبوّة التي تحبّونها ويُبغضونها ويشوّهونها، وأنتم بوعيكم وإصراركم على التّحرّر واسترداد الإرادة والخروج من أزمة التخلف والتبعية تقيمونها وتنصرونها ومعكم حزب التّحرير لن يهدأ له بال حتى يتمّ التحرّر الكامل من الاستعمار والتبعية.


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾

 

 

     
14 من شـعبان 1436
الموافق 2015/06/01م
  حزب التحرير
    تونسhttp://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_47910
 
الأربعاء, 03 حزيران/يونيو 2015 05:38
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

الإسلام بالوراثة

إذا كنت مسلما حائر الفكر ولا تقبل أن تكون مسلماً بالوراثة فقط فأهلاً بك وسهلاً في رحاب مشروع حزب التحرير لنهضة الإسلام والمسلمين

 

في ريعان الشباب وفي مدينة من مدن الحجاز التي يحج إليها المسلمون من كل فج عميق وجدت نفسي ضيفا على جلسة لشباب أغلبهم من خريجي جامعة دمشق وأحدهم من بيروت وآخر على وشك التخرج من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، أما أنا فكنت لا أزال أتمتع بشرف حمل الشهادة الثانوية، وفي ذلك الوقت لم أكن أُميز بين الشيوعية والشيعة، أو اليمين واليسار رغم سماعي بهم، فلم يتبلور لدي حتى ذلك الوقت مفهوم عن تلك التيارات الفكرية والسياسية الموجودة على الساحة ولم يكن لدي فكرة عن حزب التحرير سوى اسمه، ولا أدري حتى كيف وصلني هذا الاسم، لا بل إنني لم أكن أعرف أو أتخيل أبداً أن حزب التحرير هو حزب إسلامي، وكل ما أعرفه عنه أنه حزب سياسي فقط ومناكف للملك حسين ليس إلا.


وفي هذه الجلسة دار بين هؤلاء الشباب المتعلمين أو قل المثقفين بحسب ما كنت ألاحظ من أجوائها المليئة بالاستعراض الثقافي لثقافة كل واحد منهم، أقول في هذه الجلسة كان الموضوع المطروح للنقاش هو "نُبوةُ محمد" عليه الصلاة والسلام، وكنت أرى أن بعضهم ينكر نبوة محمد ﷺ وبعضهم مؤمن بها ولكنه لا يستطيع إثباتها، وبعضهم يتعلم في كلية الشريعة ولا ينطق ببنت شفة، وكانت حجة المنكرين في هذه الجلسة تغلب حجة المؤيدين بحيث استطاع المنكرون لنبوة محمد عليه الصلاة والسلام أن يجروا المؤيدين إلى ساحة أضيق تنازل بموجبها المنكرون لنبوة محمد أمام تعنت المؤيدين إلى القول بأن محمداً عبقريٌ وليس بنبي، فكيف لمن يؤمنون بنبوة محمد ﷺ أن لا يقبلوا بهذه الصفة لنبيهم سيما وهم لا يملكون الدليل، وهكذا كان وبقي كل واحد على رأيه سواءً أعنده دليل أم لا، أما أنا فكنت في الجلسة كعضو مراقب، حالي كحال السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة، وإن كنت أختلف عن السلطة في أن السكوت لم يكن مفروضاً عليَّ كالسلطة الفلسطينية، بل إنني أنا من فرضت السكوت والاستماع على نفسي، ذلك أنني لم أجد نفسي مؤهلا للدخول في هكذا نقاش بهذا الحجم سيما وأنني لا أملك الحجة في هذا الموضوع، على أن الأمر مستقر بداخلي بإيماني بنبوة محمد ﷺ بأنه نبي وخاتم الأنبياء والمرسلين، ولكني لا أستطيع أن أثبت ذلك، رغم شعوري بالنار تأكل أحشائي من صمتي وعدم امتلاكي الحجة لإثبات النبوة لحبيبنا ﷺ ومع ذلك ألزمت نفسي بالصمت، وكم تحسرت على تلك السنين التي ضاعت من عمرنا ونحن نتعلم في المدارس، فماذا كنا نتعلم وأدركت أننا كنا نحفظ ولا نتعلم، وهكذا وجدت الحسرة تجتاح كياني كله فأخذت عهداً على نفسي أن لا أظل هكذا فخرجت من هذه الجلسة المستفيد الوحيد ولكني خرجت أحمل هماً كبيراً عنوانه أنني لن أقبل أن أكون مسلما بالوراثة وهذا يعني أنه لن يكفيني بعد اليوم أن أقول أنني مسلم وأردد شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله ﷺ ، بل لا بد من التعرف على الله أكثر وإثبات وجوده عقلا لا نقلاً فقط، وكذلك نبوة محمد حتى أردد الشهادة دون أن يساورني أي شك ولا يعوزني أي دليل، وهكذا كان وبدأت من ذات الليلة رحلة إيماني، فواجهتني مشكلة:-


فأين أبحث وكيف أبحث؟ وماذا أقرأ؟! ولمن أقرأ؟ فحسمت أمري بأن أبدأ بقراءة الكتب المتعلقة بالإيمان والفكر، ثم أرخيت العنان لنفسي أن تقرأ العنوان الذي يشدها، وهكذا كان ونزلت في اليوم التالي إلى كبريات مكتبات جدة أتصفح فيها العناوين وأسأل العاملين فيها شارحا لهم مبتغاي ليدلوني على شيء أقرؤه، وفي اليوم ذاته عدت أحمل مجموعة من الكتب وبدأت الرحلة وكم كانت بداية سعيدة! كان الأمل يحدوني أنني سوف أصل إلى ما أريد، وكان لي ذلك ففي زمن قياسي استطعت بفضل الله أن أقطع شوطا هائلاً نحو هدفي فترسخت علاقتي بالله وبرسوله فقد كان لكتاب الله الكريم وكتاب السيرة النبوية الحظ الأوفر من القراءة والمراجعة المتأنية وأحسست أن الله سبحانه يساعدني ويقودني إلى ما أريده، ولكني لم أزل ولتلك اللحظة التي سبقت فيها قناعاتي هدفي من الرحلة، قناعاتي بأن الإسلام لا يمكن أن يطبق في واقع الحياة إلا بوجود دولة، وبما أنه لا وجود للدولة فلا بد من إيجادها، ومن أجل إيجادها يجب أن يتحرك الفرد منا من خلال جماعة منظمة لها هدف واضح ومنهج محدد، ومع فهمي وقناعتي لتلك الحقائق في ذلك الحين ورغبتي الجامحة للتعرف على هذه الجماعة التي ارتسمت معالمها في ذهني كضرورة، إلا أنني لم أزل لتلك اللحظة لا أملك الدليل العقلي على إثبات وجود الله ونبوة محمد مع أنهما الهدف من رحلتي هذه، ولكن البحث لم ينقطع، لا بل أخذ يتطور فلم أعد أقرأ أي شيء ولا لأي كان وأدركت أنه جاء دور الحركة باتجاه البحث عن جماعة، ولا أدري كيف ساقتني الظروف للتعرف على جماعة الإخوان المسلمين في جدة من خلال الصلاة في مسجد كبير كانوا يقومون عليه إمامة وخطابة وخدمة ويخطب فيه شيخ ذائع الصيت اسمه الشيخ حسن أيوب، فتعلمت على أيديهم، ورغبة مني طبعا كيف أتلو كتاب الله بالأحكام، وبدأت أرافقهم إلى ندواتهم الدسمة التي يتناولون فيها ما لذ وطاب من أفكار الإسلام، لكني لم ألحظ أبداً أنني أعمل مع تنظيم سياسي له هدف هو ذات الهدف الذي يجب أن نعمل إليه وهو إيجاد دولة لتطبيق الإسلام، فالأمر كان يشغلني والأمور تسير باتجاه مختلف رغم حبي الشديد لتلك الثلة من الشباب، فطلبت من أحدهم وكنت أراه ضابط الإيقاع في تحركات الشباب والمبادر بتوجيه الدعوات طلبت منه قائلا وبوضوح "أنا أريد أن أنضم إلى جماعة الإخوان المسلمين" فقال لي "إنت معانا أهه" قلت له أريد أن أعرف ما المطلوب مني عمله لكي أصبح عضوا في الإخوان فقال لي: يا شيخنا إنتا معانا من غير ما تعمل حاجة، لم يعجبني الحال رغم أنني كنت قد أتيت على كل أدبياتهم وكتبهم قراءة ابتداءً من رسائل الشيخ المرحوم حسن البنا، فحدثتني نفسي بالتوجه إلى جماعة التبليغ والدعوة فالتقيتهم في باريس مرة، ومرة أخرى في مانيلا عاصمة الفلبين، وفي المرتين لم تشدني الطريقة أبداً نظراً لأن دعوتهم ليست هي ذات دعوة النبي ﷺ ولا طريقته وأنا الملم جيداً وقتها بتفاصيل سيرة الحبيب، وبقيت على هذه الحال أراوح مكاني وتزداد قراءاتي، وهكذا فأنا مع الجميع من أجل ماذا من أجل الإسلام الذي لم أستطع ولن يستطيع أحد أن يجزم كيف سيطبق الإخوان الإسلام أو كيف سيأتي لنا الإسلام على يد جماعة التبلغ والدعوة التي لا تدعو الأفراد إلا أن يأتوا لصلاة الجماعة ثم يستمعوا للوعظ والإرشاد غير الهادف، فإن كسبوا أحدا جندوه بالخروج في سبيل الله على أنهم أكثر وضوحا بطريقتهم وعملهم من الإخوان، إلا أنهم أبعد عن ذات الهدف الذي أنشد ومع ذلك فقد أحببت الاثنين، أما السلفية فلم أحظَ بشرف التعرف عليهم وعلى منهجهم عن قرب إلا بعد حين حيث كنت قد حزمت أمري.


وتشاء الأقدار أن أنتقل من عملي إلى مدينة أخرى غير جدة، فألتقي مع شباب مختلفين هذه المرة، كما التقيت مع شباب الإخوان أيضا من جديد، وهنا لاحظت أن الفريقين يعرفون بعضهما نوعا ما، وكان يتضح أنني أقرب للإخوان، إلا أن الفريق الآخر الذي كنت أحس به يحاول جذبي إليه لم يكن معروفا لدي، لكنني كنت ألاحظ على أحدهم رتابة في الحديث من حيث المدخل والمضمون والمعالجة بشكل مستمر، مما دعاني أن أسأل أحد أصدقائه عن دراسته، فقال لي دراسته الفيزياء فزاد عندي الأمر إبهاما فقلت له فيزياء؟! قال نعم، قلت له يا رجل تخصص فيزياء ويتكلم كالفقهاء والسياسيين، فضحك وقال لي هو مثقف جداً، وأسريت في نفسي أن ما يحمل هذا الرجل في عقله ليست ثقافة من التي يسمونها ثقافة بل هي ثقافة من نوع آخر، ودارت الأيام وصرنا نلتقي كثيرا، لا بل وبشكل يومي، حتى فاجأني يوما يقف بجانبي على إشارة للمرور وكل منا في سيارته فحياني وناولني ورقة بيضاء، وانطلقنا كل في طريقه، فتحت الورقة يا إلهي هذا منشور سياسي موقع من حزب التحرير، نشرة تتحدث فيما أذكر عن مجلس التعاون العربي الذي كان مشكلاً على غرار مجلس التعاون الخليجي ولكن بين العراق والأردن واليمن ومصر، يا سلام هذا هو الكلام إنه يتكلم عن حكام خونة، وهم فعلا كذلك، ويطرح حلاً للمسلمين بنظام الخلافة، التهمت النشرة وصار الرجل بالنسبة لي مطلوباً فوراً، فالتقيته في الليلة ذاتها وسألته ما هذا المنشور ومن هو حزب التحرير هذا؟ وأثقلت عليه بوابلٍ من الأسئلة المباشرة، حتى أوجس في نفسه خيفةً مني أدركتها واستدركتها بقولي لا تخف أنا لست منهم أنا... وشرحت له قصتي، وقلت له أنا لا أعرف حزبكم وأريد التعرف، فقال أتحب أن تقرأ؟! قلت له يا ريت، فأعطاني كتاب نظام الإسلام من منشورات حزب التحرير، وكانت ليلتي تحريرية بامتياز فلم أكتحل بلحظة نوم حتى فارقني الكتاب وفارقته عند آخر كلمة فيه، وهنا كانت دهشتي.. يا إلهي إنه الكتاب الذي أبحث عنه، إن فيه البرهان والدليل على وجود الله وبالعقل وعلى نبوة محمد وعلى أن القرآن كلام الله أيضا بالعقل، وتزداد دهشتي ولسان حالي يقول إن هذا الكتاب مؤلف لي أنا ولعلاج حالتي، فشتان بين ما كنت أقرأ من الكتب وبين هذا الكتاب، من حيث الطريقة التي يتناول بها المواضيع، أدهشني أنه يبدأ بطريق الإيمان أي كيف تؤمن بوجود الله كخالق مدبر للكون والإنسان والحياة وبمحمد كنبي ورسول، وبالقرآن كتاب الله وكلامه، والبحث هنا عقلي بحت، أسرني بطريقة تناوله للقضاء والقدر، والتسيير والتخيير ما هذا التأصيل الرائع، ثم ما هذا الطرح الجديد لشيء اسمه القيادة الفكرية، أما عن الحضارة والمدنية فلا تسأل كيف يشرحها، ثم وبعد هذه التهيئة تحس أن ثورة لا بد أن تأخذ كيانك وأنت تقرأ فيه كيفية حمل الدعوة، فتحس أنك ستسير بجانب محمد النبي ﷺ وتحمل معه فكرة الإسلام، يا للروعة إنه مؤمن بدعوته واثق من أنه سيصل إلى منتهاها كما وصل النبي محمد عليه الصلاة والسلام، تتجلى ثقته بأنه يجعلك تقرأ دستوراً للدولة التي ينشد بناءها، يا الله يا الله أين كان هؤلاء عني، بل أين كنت أنا عنهم فهذا هو المطلوب ليس إلا.


فالتقيت صاحبي في اليوم التالي طالباً الجلوس معه بشكل خاص، وسألته كيف لمن يقتنع بهذا الفكر أن يسير مع هذا الحزب، فقال هل تحب أن تنضم إلينا، قلت بكل سرور فأنا قد انضممت فعلا من الأمس، فشرح لي ما هو المطلوب مني


والكيفية التي أصبح فيها عضواً في هذا الحزب صاحب هذا المشروع العظيم الذي أبحث عنه، وكانت قطرات إعجابي تنهمر من كل كياني وهو يسمي لي مجموعة الكتب التي نشرها الحزب لبلورة مشروعه من ناحية فكرية يطرحها للأمة لتلتف حوله، فصعقت أن من إصدارات الحزب كتاباً اسمه التفكير، التفكير؟! سألت صاحبي قال نعم وأعطاني نبذة عنه، ثم يقول وكتاب نظام الحكم في الإسلام، يا إلهي هل تم صياغة نظام للحكم في الإسلام؟! قال نعم وكتاب مقدمة الدستور المؤلف من 191 مادة تعالج كل شؤون الحياة بأدلتها الشرعية، وكتاب النظام الاقتصادي الذي يبحث في كيف نجلب المال وكيف ننفقه كما يحب الله ويرضيه، قلت له رفقا بي يا أبا مصعب فهذا صعب عليّ كثيراً أن أجد كل ما أريد في حزب واحد فأردف يقول وهناك كتاب الشخصية الإسلامية، فقلت له وماذا عن الشخصية الإسلامية، فقال لي هذا كتاب من ثلاث مجلدات كتاب فقهي، قلت ولماذا لا يوحي اسمه أنه كتاب فقه، قال بل هو كذلك ولكننا يا أبا حذيفة أسميناه كذلك لأن محتواه يشكل في من يقرؤه من المسلمين شخصية فريدة من نوعها تبنى على أساس الفكر الإسلامي، فنحن نفهم أن الشخصية عند الإنسان هي عقليته ونفسيته أي الطريقة التي يعقل الأمور من خلالها والطريقة التي يميل إلى الأشياء والأفعال من خلالها، وفي هذا الكتاب نبني في الإنسان المسلم الشخصية الإسلامية بحيث يصبح عقله للأمور على أساس الإسلام، ويصبح ميله للأشياء والأفعال على أساس الإسلام... فتنهدت طويلاً وقلت له أريد كل هذه الكتب، وبقي لدي سؤال: لماذا لا تتوفر كتبكم في المكتبات يا أخي؟ فقال لي والحسرة تكتنفه يا أخي يا أبا حذيفة من يسمح لك أن تبني دولة وتروج لبنائها على أساس الإسلام جهاراً نهاراً؟! وأنت ترى أنظمة الكفر تجثم على صدورنا وتسهر ليل نهار كي لا يعود الإسلام إلى واقع الحياة، حزبنا يا أبا حذيفة يحتاج إلى رجال من نوع خاص، يحاكون برجولتهم وثباتهم على المبدأ ذلك الجيل من الصحابة الذي رافق نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، فبتلك النوعية من الرجال تقوم الدول العظمى وهذا ما نفعله، نعرف أننا حزب محارب على كل الأصعدة، ولكننا نعرف أيضا ماذا نفعل، ونعرف بالتالي أين نحن ذاهبون، والأهم من ذلك أن هذا الأمر لله وهو ناصره لا محالة ونرجو أن يكون ذلك على أيدينا.


وهذه لك أخي يا من تقرأ كلماتي، اعلم يرحمك الله أن الإسلام نظام للحياة وأنه غير موجود في واقع الحياة الآن، وأن الله سائلنا عن عدم وجود نظامه، فنحن أهله ونحن الذين اختارنا الله لإيجاد نظامه في واقع الحياة فلنكن في مستوى الرسالة، وإذا كنت مسلما حائر الفكر ولا تقبل أن تكون مسلماً بالوراثة فقط، فأهلاً بك وسهلاً في رحاب مشروع حزب التحرير لنهضة الإسلام والمسلمين، لتجد نفسك أمام مشروع إقامة شرع الله في الأرض، اللهم اشهد أننا بلغنا وما زلنا نبلغ وسنبقى على هذا العهد، اللهم هيئنا لأمتنا وهيئ أمتنا لنا حتى نحكم فينا كتابك وسنة نبيك اللهم آمين.

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدالرؤوف بني عطا - أبو حذيفة

 

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_47865

     
14 من شـعبان 1436
الموافق 2015/06/01م
 
 
الأربعاء, 03 حزيران/يونيو 2015 05:20
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق
 

جريدة الراية: ستظلُّ أمَّةُ الإسلامِ هدفاً لحِراب الكافرين ما لم يَعُودُوا لربِّهم ويُحَكِّمُوا شريْعَتَهُ

 

 

2015-06-02

 

إنَّ من أعظم ما يُصيب البلدان الحُرة وُقوعَها في شَرَك مُحتلٍّ غاشمٍ يستبيح بيضتها، وينتهك حرمتها، ويُعاملها معاملة السيِّد لعبدهِ، فيفرض عليها وجهة نظره في الحياة، ويحمِلها على تطبيق أنظمةٍ وقوانينَ تُخالف عقيدَتها. والعراق واحدٌ منها، غزتهُ أمريكا الكافرة مستخدمة كل وسائل البطش والدمار. فككت مؤسَّساتهِ، وحلتْ جيشهُ، وتركته نَهْبا لكلّ عابث. ولما ظهر تنظيم الدولة (الإسلامية) بعد سيطرته على أجزاء من سوريا والعراق فاستولى على نينوى كاملة، ومعظم مُدن الأنبار منذ قرابة عامٍ كامل وأجزاء أخرى هنا وهناك في شرق البلاد مُعلِنا فيها (دولته)، صارت الحروب سجالاً بينه وبين جيش العراق (الجديد) ليزيدَ ذلك "التنظيمُ" من تمدُدِه مع إعلانه المتكرر أنَّ وُجهَتهُ العاصمة بغداد.


وفي منتصف أيار الجاري خاض "التنظيم" معركة جديدة سيطر فيها على مركز الرمادي (عاصمة) الأنبار واستولى على مجمَّع المباني الحكومية. وخلال الأيام القليلة التالية شنَّ هجوما واسعاً على باقي مناطق الرمادي حتى باتت المدينة كاملة تحت سيطرته، ولكن بعد معارك ضارية تكبَّد فيها جيش العراق والقوات المتجحفلة معه من الشرطة الاتحادية والمحلية ومتطوعي العشائر خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات حتى بلغ عدد القتلى بالمئات. ويقول "التنظيم": إنهُ بصدد السيطرة على الطريق الواصل إلى بغداد، ومن جهةٍ أخرى فهو يحاول التوَجُّهَ إلى معسكر الحبَّانِيَّة ذي الأهمية الاستراتيجية لما يحويهِ من آليات ومعدات عسكريةٍ مهمة.. فضلاً عن قُربه من بغداد، الأمرُ الذي يظهِرُ أنَّ خسارة الرمادي أكبر من خسارة الموصل.


إنَّ سقوط الرمادي بيد "التنظيم" تقاطعت الآراء بشأنهِ، ففي الوقت الذي تصِرُّ فيهِ الجهات النافذة في التحالف الوطني (الشيعيّ) على أنَّ مسؤولية ذلك تقع على عاتق قائد عمليات الرمادي اللواء الركن (.........) وهو من أهل الأنبار وتتهِمه بإصدار أوامِرهِ لقوات الجيش بالانسحاب بِحُجّة هبوب عاصفة ترابية..! ونَقلتْ وكالات الأنباء عن الشيخ عبد المهدي الكربلائيّ ممثل السيستانيّ في خطبة الجمعة قوله: أنَّ الآلاف من قوات الشرطة المحلية - وهم أبناء المحافظة نفسها - هربوا تاركين أسلحتهم غنائم لمقاتلي "التنظيم" الإرهابي...!


في حين تُثبِتُ كل المصادر العالمية إلى أن الجيش قاتل قتالا عنيفا لإيقاف زحف قوات "التنظيم" وصدِّ عملياتهِ الانتحارية، لكنَّ ضعف قُدُرات الجيش العراقي قاد إلى الانسحاب (المصدر: الجزيرة)، وهذهِ شهاداتٌ مِمَّن كان في أرض المعركة:


- اعتراف قائد شرطة الأنبار اللواء الركن كاظم الفهداوي بأن عناصر الشرطة المحلية انسحبوا بسبب قلة العتاد وضعف تسليحهم. (جريدة العرب).


- وقال المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الأنبار (سليمان الكبيسي) لراديو المِربد: "إنَّ عدم إرسال تعزيزاتٍ عسكريةٍ إلى القوات التي تقاتل "التنظيم" أدى إلى انسحابها إلى منطقة السبعة كيلو غرب مدينة الرمادي، وفرض التنظيم الإرهابي سيطرته بشكل كامل عليها. وأكَّد أنَّ القطعاتِ الأمنية تتعرَّض إلى إبادة جماعية على يَد "التنظيم" بالإعدامات والقصف والمفخخات، ما دفع المتبقيَ منها للانسحاب خارج حدود المدينة. (راديو المِربد).


- وكشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون ستيفن وارن، عن اضطرار القوات العراقية للانسحاب من الرمادي في وقت مبكر. (صحيفة واشنطن بوست الأمريكية).


- نقل إلينا شهود عيان عن صِغار الضباط والمراتب: أنَّ كبار القادة العسكريين انسحبوا حينما شعروا بقرب الإطباق عليهم من مقاتلي "التنظيم"، مع عدم وصول أي تعزيزاتٍ من الألوية الثلاثة التي وعد رئيس الوزراء (العبادي) بإرسالها إلى الرمادي..! وكان انسحاب أولئك القادة دون إعلام لمن تحت إمرتهم، تاركين إياهم يواجهون مصيرهم، ما حدا بهم أن استقلت كلُّ مجموعة منهم مدرَّعة أو سيارة عسكرية تاركين أرض المعركة فرارا بأرواحهم، وأكثر من ذلك، فقد استخدم الباقون منهم سيارات المدنيين الموجودة هناك ومن دون إذن للخروج من مواقع القتال...!


إنَّ العودة قليلاً إلى الوراء، تنبئ بما لا يدع مجالا للشك أنَّ أمريكا - ومنذ اليوم الأول لاحتلال العراق - كانت تُبيِّتُ تدميرهُ وإيقاعهُ في بحر من الفوضى والمشاكل المستعصية. وإلا فماذا يمكن أن يقال عن جيشٍ أشرفت هي بمستشاريها العسكريين على تدريبهِ وتسليحهِ لمدة (10) سنوات، وبنت القواعد والمعسكرات، واستقدمت من المُعَدات الحربية والاستخبارية، وأنفقت مليارات الدولارات - بحسب الإحصائيات الدولية - ليكون للعراق جيشٌ متطورٌ وقادرٌ على حماية شعبه ومكتسباته في المحصلة النهائية، لكنَّ شيئاً من ذلك لم يتحقق، ولنرَ ما قالهُ زعيم الشرِّ (أوباما) تعليقا على نكسة سقوط الرمادي، قال: "أنها كانت بسبب ثغرة في تدريب ودعم القوات العراقية" (جريدة العرب)..! هل هذا كلامٌ مقبول؟ أيُّ ثغرة هذهِ التي تسببت في تهجير معظم أهل الأنبار: آلاف الأسَر باتت في العراء، لا سكن، ولا مورد للرزق، بل لا تعليم، ولا رعاية طبية، ولا حتى نهاية معلومة لمعاناتهم، ولقد حدثت وفيات وولادات بين صفوف النازحين على حدود بغداد التي باتت عصيَّة على أهلها الشرفاء، ثم يقول أوباما: هي "ثغرة" ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا﴾.


أضف إلى ذلك تشريع قانون تقسيم العراق إلى أقاليم عِرقية وطائفية (عام 2013)، ثم قرار التعامل مع حرس الأكراد (البيشمركة) ومتطوعي العشائر كقوتين أو دولتين منفصلتين هذا العام (2015)، بِشأن تسليحهم دون الرجوع إلى حكومة (العبادي).. ومنذ عام أو أكثر وأمريكا تعِدُ بتدريب وتسليح العشائر دون أن تُتبِعَ ذلك بالأفعال. وأما عن التحالف الدولي المزعوم الذي بلغت تعداد الدول المشاركة فيه - بحسب الإعلام الأجير - خمسين أو ستين دولة، ومئات الغارات الجوية لضرب مواقع "التنظيم" في سوريا والعراق، لكنَّ "التنظيم" يتقدم ويُحرزُ (انتصارات).


نستخلص مما سبق، أن سقوط الرمادي بيد التنظيم يختلف عن سقوط الموصل، ذلك أنَّ الرمادي أريد لها أن تسقط ولكن عن طريق قطع الدعم والتعزيزات اللازمة لكسب المعركة وطرد "التنظيم". هذه المؤامرة تم تنفيذها من قِبَل أمريكا، والتحالف (الشيعيِّ) المُهيمن على مقاليد الحُكم، وبحضور شهود الزور المتآمرين من السياسيين (السُّنة) عبيد المناصب. هكذا تُرك الجيش ومقاتلو العشائر يدفعون عدواً يفوقهم عُدة وتدريباً يقاومونه بأسلحة خفيفة..! وهذه البلدةُ المنكوبة (الرمادي) سقطت لتشفي صدورا مريضة حاقِدة في أمريكا وإيران وميليشياتها الطائفية وحكومة (العبادي)، ﴿تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ﴾، ولكلٍ أهدافه ودوافعُه:


- أما أمريكا فبينها وبين أهل الأنبار ثأرٌ قديمٌ، يومَ أذلت (الفلوجةُ) كِبرياءَها مرَّتين، كبَّدها أهل الأنبار خسائر فادحة وثمنا باهِظاً، وإليك ما جاء في صحيفة نيويوركر الأمريكية "أن كوابيس مشاة البحرية الأمريكية في الأنبار ما زالت ماثلة في الأذهان، إذ فتكتْ هذه المحافظة "السُّنيّة" بنَحو 1300 عنصر من هؤلاء المشاة".


- وأما إيران فقد كان أهل الأنبار خصْماً لها يفضحون ممارساتها المؤذية لشعب العراق ويتهمونها بلا مواربة هي وميلشياتها الطائفية. والآن تم لإيران ما أرادت فقد أصبحت ميليشياتها يرافقها (المستشارون) الإيرانيون يتبوؤون منها ما يشاؤون، وأصبحت حدود سوريا والأردن والسعودية، على مرمى حجر منهم وفي هذا ما فيه من خطط أو مصالح لهم..!


- أما حكومة (العبادي) فقد راهنت على سقوط الأنبار كلها عبر التسويف واللف والدوران في عدم إرسال التعزيزات الضرورية للجيش نكاية به، ومنع تسليح العشائر..! وفي الوقت ذاته كان ألف متطوع من قوات الحشد موجودا في معسكر الحبّانية في الرمادي قبل فترة قصيرة من سقوطها، فلماذا لم يؤمروا بنجدة إخوانهم هناك..؟! وبهذا بات النصر الموعود مِلكاً للطائفيين..! (المصدر: الجزيرة).


ولسائلٍ أن يسألَ لماذا هذهِ الهزائم والنكسات من جيش خاض أعنف الحروب أيام (صدام)، ثم تمت صياغته من جديد على يد المحتل، كما أسلفنا آنفاً؟ والجواب على ذلك ميسور، هو أنَّ القادة السَّابقين خصوصا (السُّنّة) تم تصفية الكثير منهم بواسطة عصابات إيران الذين جاءوا بقوائم أسماء مَن ساهم في الحرب ضدَّهم، ومنهم من هرب من البلاد، أو انضمَّ إلى (القاعدة) أو "التنظيم" أو لا يزال قابعا في السجون. ومن بقي منهم ركب الموجة وانضم إلى الأحزاب والكتل والتيارات (الشيعِيَّة) وبات همه جمع المال بكل وسيلة..! ومعظم الرُّتَب المتوسطة والصغيرة، ليسوا عسكريين أصلاً، بل ممن كان لاجئا لدى إيران فمُنِحوا رُتبَاً فخرية جزاء (نضالهم) ضِدَّ نظام البعث..؟ وهكذا، فتعدُّدُ المرجعيات الدينية والسياسية و(المصالح) هي ما يُحرِّكهم، أما الوطن أو هموم وتطلعات الأمة فلا معنى لها في قاموسهم، بل كل فصيل أو لواء يخضع لرمز من رموز الحكم.. وهلمَّ جرا. فأيُّ نَصرٍ يُنتظرُ ممن هذه شاكِلتُه؟ والنتيجة إذن محسومة لصالح الأعداء.


ولا ريب، فإنَّ بَسط "التنظيم" سيطرَتهُ على ديار أهل السُّنّة - أو ما تُعرَفُ بالحواضن - سيُحيل تلك الديار إلى خرابٍ شاملٍ تتعذَّرُ معه الحياة، وسيظلُّ أهلها لاجئين ومهجَّرين داخل بلدهم، وما لذلك مِن تداعيات على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية...إلخ. كل ذلك سيُوجد حاجة ماسة ومبرراً قوياً لدى المنتفعين والمتاجرين بآلام أهلهم وذويهم ليُمارسوا أدوار الرعاية الكاذبة والنفاق المفضوح فيُطالبوا بإقليم لأهل السُّنّة بحُجَّة رفع الحَيْفِ عنهم وتركهم يمارسون حياتهم بالنمط الذي يُناسبهم. وهذه هي الحالقة التي سترمي بالعراق في دياجير المجهول، وما يجُرُّه ذلك من احتكاكاتٍ ومعارك بينيَّةٍ، كما بات يخرجُ إلى العلن أن مناطق من الأنبار هي مِلكٌ لكربلاء، وفي الموصل أراضٍ مختلفٌ عليها بين العرب والأكراد، والأمثلة على ذلك تطول، ثم تضمحِلُّ بلاد المسلمين على هذا النحو إن كان في العراق، أو الجزيرة، أو السودان ومصر... والرابح الأكبر هم أعداء ديننا الحنيف، والكارهون المعاندون لعقيدتنا الإسلاميَّة النقية، والحاقدون علينا. فنسأل الله أن يجعل كيد الظالمين في نُحورهم، ودائرة السَّوْءِ عليهم، ويَمُنَّ على أمتنا بالنصر العاجل المؤزَّر، فتقوم دولة الإسلام المنتظرة، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، يومها فحسب سننعم بالأمن والعِزَّة والكرامة. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ﴾.

 

 

 

 

بقلم: عبد الرحمن الواثق - العراق

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

     
16 من شـعبان 1436
الموافق 2015/06/03م
   
 http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_47898    
 
 
السبت, 25 نيسان/أبريل 2015 17:01
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم


نظام أوزبيكستان حاقد على الإسلام ومن ثمَّ يحقد على «حزب التحرير»

‫#‏كريموف_حاقد_على_الإسلام‬
‪#‎Karimov_Is_Spiteful_of_Islam‬

إن حاكم أوزبيكستان كريموف حاقد على الإسلام وحاقد على كل من يدعو إلى الإسلام. وحقده هذا ليس وليد هذه الأيام، بل هو حقد قديم، ونحن لمسناه منذ أوائل تسعينات القرن الماضي، أي منذ برز عمل «حزب التحرير» في البلد، حيث قام كريموف الطاغية بعملية اعتقالات واسعة لشباب الحزب. واستمر من حينها بالاعتقالات ومحاربة الحزب حتى زاد عدد المعتقلين عن ثمانية آلاف. علماً بأن الحزب هو حزب سياسي، ولا يقوم بأعمال العنف والأعمال المادية. وكريموف الدكتاتور يعرف هذا، ولكن كرهه للإسلام جعله يكره ويعادي ويحارب كل من يدعو إلى الإسلام، وبخاصة إذا كانت الدعوة سياسيةً.

ولم يكتفِ كريموف بالاعتقال والسجن بل كان يأمر المحاكم أن تشدد الأحكام على دعاة الإسلام، فهناك أحكام بـ 15 سنةً و10 سنوات و7 سنوات و5 سنوات. ومن يكمل مدته لا يطلقون سراحه بل يساومونه كي يعمل معهم ضد الحزب، فإن رفض فإنهم يمددون سجنه. ولم يجدوا من يتعاون معهم، فصاروا يساومون من يكمل مدته على أن يكتب تعهدًا أنه لن يعود للعمل مع الحزب، ولكن يندر أن وجدوا من يكتب لهم مثل هذا التعهد. ولذلك فإنهم لم يطلقوا سراح إلا النزر اليسير، والغالبية العظمى مددوا لهم مرّاتٍ وليس مرةً واحدةً.

ولم يكتفِ كريموف الحاقد بالسجن مُددًا طويلةً، وبتمديد هذه المدد كلما انتهت، بل كان يأمر زبانيته السجانين بتعذيب المساجين ومنعهم من الصلاة. وليس هذا فقط بل كان يوصي بتصفية بعض المساجين بأنواع مختلفة من التعذيب، ومنها إعطاؤهم أدويةً توجد المرض غير القابل للشفاء. وتمت تصفية مئات من شباب «حزب التحرير».

كريموف ما زال يعتقل فوجاً بعد فوج من المسلمين، وقبل مدة يسيرة قام باعتقال 70 من المسلمين نذكر منهم عدداً ممن اعتقلوا بتهمة «حزب التحرير»:

- نائب حاكم مدينة كوفاساي القاطن في مدينة مارغيلان - نادر - مواليد 1981 - تم حكمه لثلاثة أعوام

- مدير عام الخزانة لمنطقة ألتي اريق - ميرزا عليم ابن إميامين خيدروف - مواليد 1979 - لـ 6 أعوام

- مفتش (KRV) عزيزبيك ايرغاشيف - مواليد 1983 - لـ 6 أعوام

- مدرس الاقتصاد في كلية منطقة ألتي اريق - احرار ابن محمدجان عبدالرحمانوف - مواليد 1986 - لـ 6 أعوام

- الصيدلاني في مصحة كيزيلتيبه - ألتي اريق - إلهام - مواليد 1975 - لـ 10 أعوام

- عضو عائلة حرفيين عزيزبيك مؤمنوف - مواليد 1989 - ل 10 أعوام

- عامل خدمات - عظيم جان رحمانوف - مواليد 1992 - ل 6 أعوام

- التاجر عبد الجبار عبد الحميد ميرزا رحمانوف - مواليد 1991 - ل 5 أعوام

- عامل خدمات - عبدومؤمن محمدجان معمرزاييف - مواليد 1985 - ل 6 أعوام

- عامل خدمات - علي شير محمدجان معمرزاييف - مواليد 1991 - ل 10 أعوام

- الحرفي بحر الدين بختيار باباييف - مواليد 1985 - ل 14 عامًا .. حوكم بمحاكمة منفصلة

- أم لثلاثة أطفال - زمرد بنت عيسى جان عمركولوفا - مواليد 1974 - 6 أعوام

- نعمة الله ابن حاتم - مواليد 1991 - لعام ونصف وغرامة مالية كبيرة

- سائق نائب الحاكم المذكور مدينة كوفساي - غرامة مالية ضخمة

أيها المسلمون: هناك عدد كبير من قادة العالم الآن مثل كريموف يحقدون على الإسلام ويعتبرونه منبع الإرهاب، ويعتبرون أن كل من يدعو إلى الإسلام وإلى إقامة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة، يعتبرونه إرهابيًا وخطرًا على كل العالم، ويقيمون الأحلاف لمحاربة كل ذلك، وصدق الله العظيم القائل: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾. ولذلك لا تخافوا أيها المسلمون في أوزبيكستان أو في أي مكان من العالم، فإن الله معكم، وسيُتِم نور الإسلام رغم أنف جميع الكافرين. وسينتصر الإسلام على كل الأديان والمبادئ ومنها المبدأ الرأسمالي الذي تدين به أكثر دول العالم، وندعو الله أن يكون ذلك قريبًا.

ولو فهم قادة العالم هؤلاء الحاقدون على الإسلام أن رسالة الإسلام هي رحمة للعالمين كما قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ لما حقدوا عليه ولما حاولوا إطفاء نوره. وهؤلاء ينطبق عليهم قوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾.

وهناك كثيرٌ من عقلاء الغرب والشرق درسوا الإسلام بعقولهم، دون أن ينساقوا مع ما ورثوه عن آبائهم ومجتمعاتهم، فأنصفوا الإسلام وأسلموا لأنهم كانوا منصفين مع أنفسهم. وسيأتي الوقت الذي يعود فيه أكثر المحاربين للإسلام الآن، إلى الاعتراف بفضل الإسلام ورحمته ويدخلون فيه عندما يعيشون في ظله عند انتصار الإسلام.

كريموف أحس أن المسلمين حوله في أوزبيكستان وفي العالم يزداد حبهم للإسلام وتشتد مشاعرهم الإسلامية، فغاظه ذلك وأخافه، ولكنه كتم غيظه وخوفه وصار يظهر التقرب والتودد نحو علماء المسلمين، نفاقًا منه كي يبقى هؤلاء العلماء في صفه. والذين لا يخدعهم نفاقه يلفق لهم التهم ويعتقلهم ويعذبهم، ولا يوقف تصرفاته الوحشية تجاههم إلا إذا خضعوا له وسايروه حسب رغباته. ولكن هل السجن والتعذيب والقتل يغيّر مفاهيم الناس وقناعاتهم؟ كلا. إن ذلك قد يسكت بعضهم على مضض، ولكنه يؤجج في قلوبهم الإصرار على تغيير الظلم والظالمين، وهذا الإصرار يشعل العدوى في قلوب الأقارب والجيران والمعارف، وتمتد هذه العدوى إلى أن تنتشر في كافة البلد وكافة بلاد المسلمين. ونحن نرى شباب حزب التحرير وشباب أكثر الحركات الإسلامية المخلصة يصبرون الصبر الجميل ويتحدّوْن ظلم الظالمين، ويستمرون في موكب المكافحين المؤمنين الواثقين بنصر الله.

قال تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا» رواه مسلم وغيره.

26 من جمادى الثانية 1436
الموافق 2015/04/15م حزب التحرير
أوزبيكستان

http://www.hizb-ut-tahrir.info/…/index…/contents/entry_46497

¤═══════════════¤
للمزيد ومتابعة آخر الإضافات:
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/latest

 

الصفحة 56 من 132

اليوم

الثلاثاء, 06 أيار/مايو 2025  
9. ذوالقعدة 1446

الشعر والشعراء

يا من تعتبرون أنفسكم معتدلين..

  نقاشنا تسمونه جدالا أدلتنا تسمونها فلسفة انتقادنا تسمونه سفاهة نصحنا تسمونه حقدا فسادكم تسمونه تدرجا بنككم...

التتمة...

النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ

نفائس الثمرات النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ والسـعدُ لا شــكَّ تاراتٌ وهـبَّاتُ النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ...

التتمة...

إعلام ُ عارٍ

إعلام عار ٍ يحاكي وصمة العار      عار ٍ عن الصدق في نقل ٍ وإخبارِ ماسون يدعمه مالا وتوجيها         ...

التتمة...

إقرأ المزيد: الشعر

ثروات الأمة الإسلامية

روائع الإدارة في الحضارة الإسلامية

محمد شعبان أيوب إن من أكثر ما يدلُّ على رُقِيِّ الأُمَّة وتحضُّرِهَا تلك النظم والمؤسسات التي يتعايش بنوها من خلالها، فتَحْكُمهم وتنظِّم أمورهم ومعايشهم؛...

التتمة...

قرطبة مثلا

مقطع يوضح مدى التطور الذي وصلت اليه الدولة الاسلامية، حيث يشرح الدكتور راغب السرجاني كيف كان التقدم والازدهار في  قرطبة.

التتمة...

إقرأ المزيد: ثروات الأمة الإسلامية

إضاءات

JoomlaWatch Stats 1.2.9 by Matej Koval