الإثنين, 20 تموز/يوليو 2015 08:43
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق
سلسلة رمضان المبارك : 3 - رمضان الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ غزوات وفتوحات وإنتصارات عظيمة لن تعود إلا بعودتها



إن المسلمين الأوائل جعلوا من هذا الشهر موسماً للطاعات والانتصارات وعظائم الأعمال، وذلك عندما كان لهم دولة إسلامية قوية منيعة تحمل الإسلام رسالة هدى إلى العالم، وغابت هذه الغزوات والفتوحات والإنتصارات عندما غابت دولة الخلافة الراشدة ولن تعود إلى بعودتها مرة أخرى كما بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهنا نستعرض أهمَّ الغزوات التي سجَّلها التاريخ الإسلاميُّ خلال شهر رمضان المبارك في ظل الخلافة وهذا الجانب الذي يغفل عنه الإعلام بمختلف أشكاله ولا يربط بين أن هذه الإنتصارات كانت مستمرة في ظل الدولة الإسلامية وابدلت بالهزائم النكراء في واقع الأمة الإسلامية اليوم في غياب الحاكم الذي يطبق الإسلام في دولة واحدة ليس لها حدود: 


ونقتبس من موضوع ثري بالمعلومات : الغزوات والفتوحات والانتصارات في شهر رمضان : قراءة في بعض المعارك الخالدة

1- غزوة بدر الكبرى في السنة الثانية من الهجرة

في اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك، وفي السنة الثانية من الهجرة النبوية الشريفة، دارت رَحَى معركة فاصلة بين الإسلام والكفر، بين الإيمان والطغيان، بين حزب الله وحزب الشيطان، تلكم هي غزوة بدر الكبرى.
إنها موقعةٌ فاصلةٌ في تاريخ الإسلام والمسلمين، بل في تاريخ البشرية كلِّها إلى يوم الدين، إنها معركة الفرقان؛ {إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأنفال: 41].


 

 تم تقليل : 76% من الحجم الأصلي للصورة[ 754 x 548 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي




وهذه الموقعة شكَّلت محطةً بارزةً في ردِّ العدوان الشركيِّ؛ إذ مكث النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بضِعَ عَشْرةَ سنةً ينذر بالدعوة من غير قتال، صابرًا على شدة إيذاء العرب بمكة المكرمة، واليهود بالمدينة المنورة، فكان يأتيه أصحابُه ما بين مضروب ومجروح، يشكون إليه حالهم، ويطلبون منه السماح لرد العدوان بالمثل، فيقول لهم النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اصبروا لأنيِّ لم أُؤمرْ بالقتال))، حتى إن بعض أصحابه قُتِل من جراء العذاب؛ منهم: سميَّة أمُّ عمار بن ياسر، وزوجُها ياسر، عذَّبهما المغيرة على إسلامهما؛ ليرجعا عنه، وماتا تحت العذاب[2].



والغزوة ليست للاعتداء والظلم، كما هو ديْدَنُ الدول الباغية الظالمة المستكبرة في الأرض، بل وسيلةٌ لدفع العدوان؛ وإلى هذا يشير القرآن الكريم في قوله - سبحانه وتعالى -: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج: آية 39-40].



أضفْ إلى ذلك ما مُني به المسلمون من الظلم والاعتداء، وما أُكرِهوا عليه من الإخراج من الديار والأوطان بغير حق؛ ويقول الله - سبحانه وتعالى -: {وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً} [النساء: آية 75]، وتلبيةً للنداء الرباني، وسعيًا للقضاء على الظلم بأنواعه؛ خرج الحبيبُ المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومعه ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً؛ لاعتراض قافلة تجارية قادمة من الشام، فيها أموال عظيمة لقريش، يقودها أبو سفيان بن حرب، فلما عَلِم أبو سفيان بخُطَّة المسلمين انحاز بالقافلة، ولَحِق بساحل البحر، واستنفر قريشًا للدفاع عن تجارتهم وأموالهم، فخرجوا في ألف شخص مزهوّين بقوتهم وعتادهم، يعلنون التحدي والطغيان؛ {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [الأنفال: 47]، فالتقى الجيشان صبيحةَ يوم السبت السابع عشر من شهر رمضان، في منطقة "بدر" بين مكة والمدينة؛ {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا * لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال: 42 – 43].



وكان المسلمون - لضعفهم وقلة عتادهم - يودُّون الظفر بالقافلة، ولا يتمنون لقاء الجيش المكي؛ {وَإِذْ يَعِدُكُمْ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ} [الأنفال: 7]، وعندما بدأت المعركة، وحَمِيَ وطيسُها، واشتد أُوارها، واشتعلت نارها، أيَّد الله - سبحانه وتعالى - أهلَ الحق بملائكة السماء؛ {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9]، بل وقاتلتِ الملائكة مع المؤمنين؛ {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال: 12]، إنها ليست بطولاتٍ أرضيةً محضة، بل هي مؤيَّدةٌ من قِبَل الله - جلَّ وعلا - تستمد قوَّتَها من خلال دعائه، والاستغاثة به، واللجوء إليه، والتوكل عليه، فيمُدُّ أصحابَها بتأييده ونصره؛ قال - تعالى -: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].



فكانت النتيجة هزيمةً ساحقة وقعتْ على الظلم والشرك وأهله، وأعوانه ومؤيديه، وتمخِّضتْ عن هلاك عدد كبير من فراعنة قريش وصناديدها.



دروس وعبر:

إن دعوة الإسلام اليوم تُواجه ظروفَ المسلمين الذين خاضوا معركة بدر، فنصرهم الله وأعزَّهم، وجدير بنا أن نتلمسَ العبرَ والعِظَاتِ من هذه الغزوة المباركة؛ لتكون لنا نِبراسًا وهاديًا، ونحن نخوض معركتنا مع أعداء الله - عزَّ وجلَّ - وتَظهر للمتأمل جملةٌ من الحقائق التي تنير الطريق:
أ- إن الدعواتِ الأرضيةَ لن تُجمِّعَ الأمة، ولن تُنشئَ قاعدةً صُلبة تحفظ الأمة، وتُعيد لها كرامتها، فلا اللغة، ولا القومية، ولا الأنساب، أغنتْ يوم بدر؛ بل العقيدة الإسلامية.
ب- إن النصر ليس بالعدد الكثير ولا بالسلاح الوفير، إنه مقرون بالإخلاص في العمل، وجميل التوكل على الله.
ج- إن النصر في "بدر" لم يكن لفئة خاصة أو دولة معينة، بل لعامة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.
د- على المسلم ألاَّ يستعجل النتائج، ولا يطلب منه سوى القيام بالواجب: (الإخلاص في العمل، الاستعداد، العدة العسكرية، ...).

2- "فتح مكة" في السنة الثامنة من الهجرة

{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: ١ - ٣]

ورد في تفسير هذه السورة الكريمة أن المراد بالنصر: العون، وأما الفتح، فهو فتح مكة، كما قال مجاهد، ونقل الحافظ عبدالرحمن بن الجوزي في تفسيره عن الحسن - رضي الله عنه - قال: "لمَّا فتح رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مكَّةَ، قالت العرب: أما إذا ظفر محمد بأهل الحرم، وقد أجارهم الله من أصحاب الفيل، فليس لكم به يدان – أي: طاقة - فدخلوا في دين الله أفواجًا".



إن فتح مكة في الثالث والعشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة شكَّل الآية العظمى على مدى الأخلاقية النبوية الإنسانية التي التزم بها الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - مقدمًا أرفع نموذج للتسامح والتواضع والسموِّ الذي عرفته البشرية عبر تاريخها.



وعندما هاجر لُوحق ورُصدتْ الأموال الطائلة لمن يغتاله، بعد أن فشلت مؤامرة قتله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في داخل مكة، ثم - أخيرًا - الأعوام الثمانية التي قضاها الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - في مكة، وهم يلاحقونه ويتربصون بكل أصحابه، ولا تمرُّ الأيام أو الأسابيع إلاَّ وهم متآمرون عليه مع اليهود أو المنافقين، أو مُوعِزون لبعض القبائل بترويعه في المدينة والسطو على مسارح المسلمين التي تسرح فيها دوابهم، أو مقاتلون له مباشرة طورًا ثالثًا.



وها هي السنوات الطوال قد مضت، وها هو أنبل الناس وأزكى الناس، الذي حورب واضطُهِد يعود فاتحًا لبلده، أَجَل، بلده مكة التي أُخرج منها وهو يذرف الدمع ويقول: ((والله إنك لأحب بلاد الله إليَّ، ولولا أنَّ أهلَكِ أخرجوني منك ما خرجْتُ)).



المشهد المؤثر بعد معركة الفتح:

بينما - صلَّى الله عليه وسلَّم - يخفق قلبه بأروع المشاعر؛ لأنه في طريقه إلى المسجد الحرام والكعبة، وقد فعل ما أراد، واستلم الحجر الأسود، طاف بالبيت، ولم يكن محْرمًا، وهو يتلو قول الله – تعالى -: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء: 81]، ثم دخل إلى جوف الكعبة، فأزال آثار الوثنية من داخلها، كما أزالها من خارجها، ثم دار في البيت يُوحِّد الله ويُكبِّره، وكل ذلك وهم ينظرون إليه، إنهم في وادٍ بعيد عنه، إنه في الآخرة، في الملأ الأعلى، أما هم فيفكرون هَلِعين فيما ينتظرهم، متذكرين ماضيهم الأسود معه.



ونظر - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى آلاف الوجوه التي فعلت به الأفاعيل طِيلَة عقدين من الزمان، بعد أن دخل مكة من أعلاها، من كداء، وهو يضع رأسه - وهو راكب - على دابَّته، تكاد تلامس رأسه ظهر الدابة؛ تخشُّعًا وخضوعًا لله، وهم ينتظرون القضاء العادل، لكنهم مع ذلك كانوا يعرفون أن محمدًا هو محمد رسول الرحمة؛ لأنه الرسول الأخلاقي الذي وصفه ربُّه بالخلق العظيم؛ {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، إنه لن يعاملهم بالعدل، فلو عاملهم بالعدل لانتهى كل شيء، ثم فاجأهم النبيُّ الأعظم بالسؤال: ((يا معشرَ قريش، ما تظنون أنِّي فاعلٌ بكم؟))، وكأنما كان السؤال نفسه طوق نجاة لهم، فسرعان ما أجابوه قائلين: خيرًا، أخٌ كريم، وابنُ أخٍ كريم، قال: ((فإني أقول لكم كما قال يوسف لأخوته: {لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ} [يوسف: 92]، اذهبوا، فأنتم الطلقاء)).



ثم تتوالى آيـات عظمته، وعندما كانت الجيوش الإسلامية تزحف على مكة في ظل أوامر صـارمة بعدم إراقة الدماء إلاَّ في الدفاع عن النفس - أخطأ أحد القادة - وهو الرجل العظيم سعد بن عبادة - فقال: اليوم يوم الملحمة، اليوم يذلُّ الله قريشًا، فانتُزِعتْ منه الراية - بأمر الرسول - وأعطيت لابنه قيس، وصَحَّح الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - العبارة حتى لا تذهب إلى الناس وتُروِّعهم قائلاً: ((اليوم يوم المرحمة، اليوم يُعزُّ الله قريشًا))، وقد صدق؛ فلولاه ولولا دخول مكة في الإسلام لما كانت لمكة قيمة، ولَمَا كان لقريش قيمة أبدًا.


3- معركة "حطين" واسترداد بيت المقدس : بين المسلمين بقيادة صلاح الدين، وبين الصليبين


قام المجاهد "عماد الدين زنكي" - رحمه الله - بعد قتال عنيف مع الحاميات الصليبية باستعادة بعض المدن والإمارات؛ من أبرزها: إمارة "الرها" عام 1144م، وواصل خَلَفُه "نور الدين محمود" - رحمه الله - التصدي للفرنجة؛ فمَدَّ نفوذَه إلى دمشق عام 1154م، واستكمل القائد المجاهد "صلاح الدين الأيوبي" - رحمه الله -[3] تلك الانتصارات فكانت معركة حطين الشهيرة التي استُرِدَّ بعدها بيت المقدس عام (583هـ - 1187م).



وكان صلاح الدين الأيوبي يعلم علم اليقين أن النصارى الصليبيين ليسوا من السهولة أبدًا؛ ولذلك سارع إلى إدخال إصلاحات جذرية في الجهاد، وكان يطبق قول الله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60]؛ ولذلك هيَّأه الله - سبحانه وتعالى - لترتيب صفوف المسلمين، وفي تخطيطه - رحمه الله - لإعداد الأمة للجهاد، لم يكن الرجل يُعِدُّ نفسَه وأهلَ بيته فقط، ولا المدن التي كانت حوله فقط، كان يُعدُّ الأمة الإسلامية قاطبةً لحرب الصليبيين. وابتدأت المسألة من جوانب الاقتصاد، وإعداد السلاح، والجند والجيوش، والدواوين والأسلحة، والمؤن والذخائر والعتاد، والخطط الحربية، وسنأتي على كل شيء بلمحات تُبيِّن عِظَمَ تلك العقلية التي قيَّضها [أي: هيَّأها وسبَّبها] الله - سبحانه وتعالى.



فعلاً، كانت معركة حطين تمهيدًا لدخول صلاح الدين - رحمه الله - إلى بيت المقدس، وتم بفضل الله نصر الله المبين حيث التقتْ جيوش المسلمين بجيوش الصليبيين في "حطين"، وكان ذلك في عام 583هـ - 1187م. 



لقد جمع الصليبيون عشرين ألف مقاتل، جمعوهم من كل دويلات الصليبيين واشتبك الجيشان، وانجلت المعركة عن نصر ساحق لصلاح الدين مع تدمير تام لجيش أعدائه، لم يكن أمام جيش صلاح الدين بعد معركة حطين إلاَّ أن يتقدم نحو القدس، وقبل أن يتقدَّم نحوها استسلم له حصن "طبرية"، وفتح "عكَّا"، واستولى على "الناصرية"، و"قيسارية"، و"حيفا"، و"صيدا"، و"بيروت"، وبعدها اتَّجه صلاح الدين إلى القدس.


استرداد القدس:

ولكن الصليبيين تحصَّنوا بداخلها، فاتَّخذ صلاح الدين "جبل الزيتون" مركزًا لجيوشه، ورمى أسوار المدينة بالحجارة عن طريق المجانيق التي أمامها، ففرَّ المدافعون، وتقدَّم المسلمون ينقبون الأسوار، فاستسلم الفرنجة، وطلبوا الصلح، فقبل صلاح الدين، واتفق الطرفان على أن يخرج الفرنجة سالمين من المدينة على أن يدفع الرجل عشرة دنانير، والمرأة خمسة، والصبي دينارين، ووفَّى المسلمون لهم بهذا الوعد، وكان ضمن من خرجوا "البطريرك الأكبر" يحمل أموال البِيَع (الكنائس)، وذخائر المساجد التي كان الصليبيون قد غنموها في فتوحاتهم.

المشهد المؤثِّر بعد المعركة:

يمكن استخلاصُ عِبَرًا كثيرة في سياق موقعة "حطين" الشهيرة، لكنَّ المشهد الذي استوقفني:

رحمة صلاح الدين:

"ويُروى أن مجموعةً من النبيلات والأميرات قلْنَ لصلاح الدين - وهنَّ يغادرْنَ بيت المقدس -: "أيُّها السلطان، لقد مننْتَ علينا بالحياة، ولكن كيف نعيش وأزواجنا وأولادنا في أسرك؟! وإذا كنا ندع هذه البلاد إلى الأبد، فمَن سيكون معنا من الرجال للحماية والسعي والمعاش؟! أيُّها السلطان، هَبْ لنا أزواجنا وأولادنا؛ فإنك إن لم تفعلْ أسلمْتنا للعار والجوع"، فتأثر صلاح الدين بذلك، فوهب لهنَّ رجالهن".


مَلَكْنَا هَذِهِ الدُّنْيَا قُرُونا وَأَخْضَعَهَا جُدُودٌ خَالِدُونَا
وَسَطَّرْنَا صَحَائِفَ مِنْ ضِيَاءٍ فَمَا نَسِيَ الزَّمَانُ وَلَا نَسِينَا 



رحمك الله يا صلاح الدين، فقد كنت مثالاً للرحمة والعفو وحسن الخلق، وكنت مثالاً حسنًا لمبادئ الحضارة الإسلامية وعظمة الإسلام، وانظروا إلى الحضارة الغربية التي تأتي على الأخضر واليابس في العراق وأفغانستان، بل انظروا إلى ما تصنعه الآلة العسكرية الصهيونية في فلسطين، لا تفرق بين المدنيين والعسكريين؛ بل تستهدف حتى الرضَّع، إنها ثقافة الجبناء!





4- معركة "عين جالوت"

حيث انتصر المسلمين على التتار، بين المسلمين بقيادة "سيف الدين قطز" والمُغُول

في عهد الدولة المملوكية استطاع "سيف الدين قطز" و"الظاهر بيبرس" صدَّ الغزو المغُولي الذي اجتاح أجزاءً واسعةً من العالم الإسلامي في معركة "عين جالوت" قرب الناصرة في عام 1259م، فكانت واحدةً من أهم وأشهر المعارك الإسلامية.



الخروج إلى القتال:

في (شهر رمضان 658هـ = أغسطس 1260م) خرج "قطز" من مصر على رأس الجيوش المصرية، ومَن انضمَّ إليه من الجنود الشاميين وغيرهم، وترك نائبًا عنه في مصر هو الأتابك فارس الدين أقطاي المستعرب، وأمر الأمير "بيبرس البندقداري" أن يتقدَّم بطليعة من الجنود؛ ليكشف أخبار المغول، فسار حتى لقِيَ طلائع لهم في "غزة"، فاشتبك معهم، وألحق بهم هزيمةً كان لها أثرٌ في نفوس جنوده، وأزالتِ الهيبةَ من نفوسِهم، ثم تقدَّم السلطان "قطز" بجيوشه إلى "غزَّة"، فأقام بها يومًا واحدًا، ثم رحل عن طريق الساحل إلى "عكَّا"، وكانت لا تزال تحت سيطرة الصليبيين، فعرضوا عليه مساعدتهم، لكنه رفض، واكتفى منهم بالوقوف على الحياد، وإلاَّ قاتلهم قبل أن يقابل المغول، ثم وافى "قطز" الأمير "بيبرس" عند "عين جالوت" بين "بيسان"، و"نابلس".



وكان الجيش المغولي يقوده "كيتوبوقا" (كتبغا) بعد أن غادر "هولاكو" الشام إلى بلاده للاشتراك في اختيار خاقان جديد للمُغُول، وجمع القائد الجديد قواته التي كانت قد تفرَّقت ببلاد الشام في جيش موحد، وعسكر بهم في عين جالوت.



اللقاء الحاسم:

وما كاد يشرق صباح يوم الجمعة (25 من رمضان 658هـ = 3 من سبتمبر 1260م) حتى اشتبك الفريقان، وانقضَّتْ قوات المغول كالموج الهائل على طلائع الجيوش المصرية؛ حتى تحقق نصرٌ خاطفٌ، وتمكَّنت بالفعل من تشتيت ميسرة الجيش، غيرَ أن السلطان "قطز" ثبت كالجبال، وصرخ بأعلى صوته: "واإسلاماه!"، فعمَّت صرخته أرجاءَ المكان، وتوافدتْ حوله قواتُه، وانقضوا على الجيش المغولي الذي فوجئ بهذا الثبات والصبر في القتال، وهو الذي اعتاد على النصر الخاطف، فانهارت عزائمه، وارتد مذعورًا لا يكاد يصدق ما يجري في ميدان القتال، وفرُّوا هاربين إلى التلال المجاورة بعد أن رأوا قائدهم "كيتوبوقا" يسقط صريعًا في أرض المعركة.




ولم يكتفِ المسلمون بهذا النصر، بل تتبَّعوا الفلول الهاربة من جيش المغول التي تجمعت في "بيسان" القريبة من "عين جالوت"، واشتبكوا معها في لقاء حاسم، واشتدت وطأة القتال، وتأرجح النصر، وعاد السلطان "قطز" يصيح صيحة عظيمة سمعها معظم جيشه وهو يقول: "واإسلاماه!" ثلاث مرات ويتضرع إلى الله قائلاً: "يا الله!! انصر عبدك قطز"، وما هي إلا ساعة حتى مالت كفة النصر إلى المسلمين، وانتهى الأمر بهزيمة مدوية للمغول لأول مرة منذ "جنكيز خان"، ثم نزل السلطان عن جواده، ومرَّغ وجهه على أرض المعركة وقبَّلها، وصلَّى ركعتين شكرًا لله4].



5- فتح القسطنطينية على يد "محمد الفاتح"


إن القسطنطينية التي بشَّر الرسول الكريم - صلَّى الله عليه وسلَّم – بفتحها: ((لتفتحُنَّ القسطنطينية، فلنِعْمَ الأميرُ أميرُها، ولنِعْمَ الجيشُ ذلك الجيش))؛ روه الإمام أحمد في مسنده، من ذا الذي فتحها غير السلطان "محمد الفاتح" - رحمه الله - الذي وضع خُطَّة غاية في دهاء التدبير، وروعة في الإعداد العسكري ودقة التنفيذ؟! يوم حمل السفن برًّا على جذوع الشجر، ثم دحرجها وأنزلها إلى البحر خلف البيزنطيين من حيث لا يتوقعون، مما أدى إلى دحر أسطولهم وهزيمتهم، وفتح القسطنطينية التي أصبحت فيما بعد عاصمة الخلافة، وحملت اسم "إسلامبول" أو "إستانبول"؛ أي: مدينة السلام ([5]).



كيف تم فتح القسطنطينية؟

أراد محمد الفاتح منذ تولِّيه الحكم حسم مشكلة القسطنطينية، فقد كانت وكرًا للمؤامرات على الدولة العثمانية، واستعد السلطان سياسيًّا وعسكريًّا لذلك، ثم حشد "الفاتح" أكثر من ربع مليون جندي أحدقوا بالقسطنطينية من البَرِّ، واستمر حصار المدينة ثلاثة وخمسين يومًا، تم خلالها بناء منشآت عسكرية ضخمة، واستقدام خيرة الخبراء العسكريين، ومِن بينهم الصانع المجري الشهير "أوربان"، والذي استطاع صنع مدافع عظيمة تقذف كرات هائلة من الحجارة والنار على أسوار القسطنطينية، وقد بذل البيزنطيون قصارى جهدهم في الدفاع عن المدينة، واستُشهِِد عددٌ كبير من العثمانيين في عمليات التمهيد للفتح، وكان من بين العقبات الرئيسة أمام الجيش العثماني تلك السلسلة الضخمة التي وضعها البيزنطيون؛ ليتحكموا بها في مدخل القرن الذهبي، والتي لا يمكن بحال فتح المدينة إلا بتخطّيها، وقد حاول العثمانيون تخطي هذه السلسلة دون جدوى، ووفق الله "الفاتحَ" لفكرة رائعة، تدل على عبقرية حربية فذَّة؛ حيث استطاع نقل سبعين سفينة بعد أن مُهِّدت الأرض وسوُيت في ساعات قليلة، وتم دهن الألواح الخشبية ووضعها على الطريق؛ تمهيدًا لجرِّ السفن عليها مسافة ثلاثة أميال، وقد تمَّ كل هذا في ليلة واحدة، وبعيدًا عن أنظار العدو، وكانت فكرةً مبتكرةً وناجحةً بكل المقاييس، ثم بعد الهجوم الكاسح على المدينة واستسلامها بعد مقتل الإمبراطور، كان التسامح التام مع أهل المدينة؛ حيث كانت لهم الحرية التامة في ممارسة شعائرهم الدينية، واختيار رؤسائهم الدينيين، ومما يدل على ذلك أن السلطان محمد الفاتح استقبل "بطريرك المدينة"، وتناول معه الطعام، وتحدَّثا في أمور شتى: دينية وسياسية واجتماعية، مما أعطى هذا البطريرك انطباعًا مختلفًا عمَّا كان عليه قبل لقائه السلطان الفاتح.

لقد كانت القسطنطينية قبل فتحها عقبةً كبيرةً في وجه انتشار الإسلام في أوروبا؛ ولذلك فإن سقوطها يعني فتح أوروبا لدخول الإسلام بقوة وسلام أكثر من ذي قبل، ويعتبر فتح القسطنطينية من أهم أحداث التاريخ العالمية، وخصوصًا تاريخ أوروبا وعلاقتها بالإسلام، حتى عدَّهُ المؤرخون الأوروبيون ومَن تابعهم نهايةَ العصور الوسطى وبدايةَ العصور الحديثة([6]).

 

 تم تقليل : 73% من الحجم الأصلي للصورة[ 783 x 609 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي



والمعارك والغزوات التي كُلِّلت بالانتصار في هذا الشهر المبارك كثيرة، لكن اقتصرت على أشهرها، أو كما يقال: يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق؛ أي: يكفي فخرًا للمسلمين أن يستحضروا هذه المشاهد الخالدة في التاريخ الإسلامي؛ ليأخذوا منها الدروس والعبر.
كما كانت فيه معركةُ وادي برباط في أرض الأندلس المغتصبة وكانت في الثامن والعشرين من رمضان لسنة 92 هـ، واستمرت مدة ثمانية أيام قبل أن ينزِّل الله سبحانه وتعالى نصره على قلةٍ من المسلمين، لينتصر 12 ألف مسلم على جيش أوروبا، كل أوروبا، الذي كان تعداده 100 ألف مقاتل، إذ استنفره بابا الفاتيكان وزعم أنه قد غفر لهم ذنوبهم، فجاؤا يحملون الحبال على البغال ليأخذوا المسلمين عبيداً، فكان النصر في شهر الانتصارات للمسلمين وقائدهم طارق بن زياد، نصراً مؤزاً، جعل المسلمين يتقدمون ليصبحوا على بعد 30 كيلومتراً من باريس الكفر؛ ماخور البغاء؛ التي هي في أقصى شمال فرنسا.


ختاماً :

ومن انتصارات المسلمين في هذا الشهر أيضا فتح عمورية (أنقرة) في 7 رمضان سنة 223هـ، نصرةً لامرأة واحدة من نساء المسلمين، وكان فتح أنطاكية على يد الظاهر بيبرس في 12 رمضان 666هـ، ومعركة عين جالوت التي هزم فيها المسلمون بقيادة قطز التتار في 25 رمضان 658هـ وغيرها، هذا غيض من فيض بطولات المسلمين وعظائم أعمالهم في شهر رمضان، فكانت الطاعات والانتصارات، فهلا جعلنا من إطلالة هذا الشهر الفضيل موسماً للطاعة نرجع فيه إلى الله سبحانه وتعالى فينزل علينا نصره، يقول تعالى: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، ولا يكون الرجوع بالتقرب إليه سبحانه وتعالى فقط بالعبادات والإكثار من المندوبات وإن كان في ذلك خير، بل يكون الرجوع على بصيرة من الأمر، بترك الحرام والقيام بالفروض التي من أجلّها وأعظمها فرض العمل لاستئناف الحياة بمبدأ الإسلام العظيم؛ الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي بشّر بها النبي صلى الله عليه وسلم ، وبهذا الفرض يُوجَد الإسلام كاملاً في عقيدته وشريعته وسائر أنظمته في كل حياتنا، ونحقق العبودية لله سبحانه وتعالى وحده، ويطابق عملنا قولنا ” لا إله إلا الله محمد رسول الله”.


في شهر رمضان أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم أكبر كنز للأمة الإسلامية . إنه المصدر الوحيد لقيادتنا. وإننا نعلم أن المسلمين في جميع أنحاء العالم يتطلعون أكثر ما يكون نحو إعادة هذه الإنتصارات والأمجاد وأن العالم يحتاج لهذه الفتوحات لنشر الإسلام العادل، ولا يمنع هذه الانتصارات إلا غيابُ القائد الشجاع الثابت، والذي لن يوجد ولن يظهر حتى إعادةَ الخلافةِ الإسلاميةِ القضيةَ المصيريةَ في حياتنا. إنها الخلافة الوحيدة القادرة على إنهاء الذل والمذهبية والحدود المصطنعة و على إسقاط الحكام الفاسدين الذين عطلوا الجهاد وعجزت الجيوش الإسلامية في عهدهم عن القيام بدورها في تحقيق الإنتصارات. بإعادة الخلافة سيكون للمسلمين قائد وحاكم، أمير للمؤمنين ، أمير للجهاد يعيد لرمضان المبارك الأمجاد بعودة الأم الرؤوم. 

إن حـزب التحرير يعمل في العالم الإسلامي من أجل إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وإننا ندعوكم أن تأخذوا هذه المسألة بدون تأخير وأن تعملوا على خلع كل جذور الأمور والأفكار المهزومة. دعونا نقوِّي الدعوة العالمية للخلافة الشرعية الصحيحة حتى يعود علينا رمضان القادم ونحن نرى الإسلامية رائدة بين الأمم منتصرة فاتحة محررة ومنقذة للمسلمين، بل وغير المسلمين، حول العالم. 

إخوتنا وأخواتِنا الأعزاء، رمضان مبارك لكل واحد منكم، ونسأل الله أن يتقبل صيامنا وقيامنا وقراءتنا للقرآن الكريم. ونسأل الله بكل إخلاص أن يرفع عن الأمة معاناتها، ويقوي إيماننا وتقوانا في رمضان آمين.

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=2928
 
الإثنين, 20 تموز/يوليو 2015 08:41
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

سلسلة رمضان المبارك : 2 - رمضان نقطة تحول تاريخية في واقع الأمة



تقرير عن النداء قبل الأخير لحزب التحرير واختيار حزب التحرير العالمي لأيام رمضان الخير كتوقيت لنشر النداء والفعاليات التابعة له.

لم يكن اختيار حزب التحرير لشهر رمضان المبارك ليطلق فيه نداءه قبل الأخير للأمة الإسلامية عامة وإلى أهل القوة والمنعة فيها على وجه الخصوص بمحض الصدفة ولا كان اختياراً عشوائياً بل كان عن سبق تقصد وإرصاد.... فالحزب يعلم كما تعلم الامة كلها منزلة هذا الشهر الكريم عند رب العزة ومن ثم عند رسوله الكريم .... نعم .... 
فمن تفضيل الله تعالى لهذا الشهر أن جعله شهر نزول الهدى للبشرية ليخرجها من ظلمات الشرك إلى النور الإيمان بإذنه يقول تعالى: 1- "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ".... سورة البقرة
2- حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ... سورة الدخان
3- إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) ... سورة القدر

وفي الحديث الذي رواه بن خزيمة في صحيحه عن سعيد بن المسيب ، عن سلمان قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان فقال : « أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم ، شهر مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر ، جعل الله صيامه فريضة ، وقيام ليله تطوعا ، من تقرب فيه بخصلة من الخير ، كان كمن أدى فريضة فيما سواه ، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصبر ، والصبر ثوابه الجنة ، وشهر المواساة ، وشهر يزداد فيه رزق المؤمن ، من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار ، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء » ، قالوا : ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم ، فقال : « يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على تمرة ، أو شربة ماء ، أو مذقة لبن ، وهو شهر أوله رحمة ، وأوسطه مغفرة ، وآخره عتق من النار.... 
ولقد عرف المسلمون فضل هذا الشهر العظيم .... حين علموا منزلته عند رب العالمين وعند رسوله الكريم الذي اختاره من بين شهور السنة ليكون بشير النصر والفتح المبين 
ففي شهر رمضان الخير قاد رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين في معركة بدر الكبرى التي فرق الله بها بين الحق والباطل في أول مواجهة بين الإسلام والشرك ... وكانت النتيجة مبهرة .... حيث تغلب فيها جيش تعداده حوالي ثلاثمائة رجل مؤمن مخبت لربه على جيش تعدادة حوالي الألف رجل مشرك متكبر .... فكان نصر الله لعباده المؤمنين في هذه المعركة الفاصلة التي جعلت العزة والكبرياء للإسلام والمسلمين والذلة والمهانة للكفر والكافرين ..... تلك هي معركة بدر معركة الفرقان .... التي امد الله بها المؤمنين بمدد من عنده ملائكة تقاتل معهم، وتشد أزرهم ....
وعند فتح مكة كانت الظروف تقتضي اتخاذ أقصى درجات الاستعداد والتهيئة لجيس الفتح سواء على الجانب المادي أو الجانب الروحي .... وأي وقت أفضل من شهر رمضان يعيش فيه المؤمنون في معية الله تعالى فيتوجهون له بقلوبهم وعقولهم واجسادهم الصائمة القائمة ....يبتغون رحمته ومغفرته ونصره واكثر من ذلك رضوانه تعالى ... فكان اختيار رمضان لهذا الحدث العظيم فتحاً مباركاً ونصراً مؤزرا.... حقق فيه الرسول الكريم هدفه بفتح مكة مع حفظ حرمتها وحرمة من عاش في رحابها. 
ولقد تابع المسلمون السير من بعد على خطا رسولهم الحبيب فكانوا يختارون شهر الخير للأعمال العظيمة والأحداث الجليلة 
فهذا سعد بن أبي وقاص ليقود جيوش المسلمين في رمضان لهزيمة الفرس هزيمة نكراء في معركة القادسة بعد أن عانى المسلمون من الهزيمة أمام الفرس في معركة الجسر فكان شهر رمضان بشرى فتح ونصر مبين أعاد للمسلمين ثقتهم بأنفسهم وهيبتهم في صدور أعدائهم. 
وهذا صلاح الدين يختار شهر رمضان لتحرير بيت المقدس وهزيمة الصليبيين في المعركة الخالدة على مدى الدهر ... معركة حطين...التب أجبرت الصليبيين أن يعودوا أدراجهم إلى بلادهم يجرون أذيال الخيبة والمذلة . 
وهذا قطز يجعل مواجهة التتار أعداء الإنسانية وأعداء الدين في شهر رمضان العظيم حيث أبواب السماء مفتحة لاستقبال دعاء المخبتين ... فكانت معركة عين جالوت فتح مبارك أوقف زحف أعداء البشرية المغول الذين اجتاحوا بلاد المسلمين ودمروا عاصمتهم بغداد وعاثوا فساداً في البلاد ... فكانت معركة عين جالوت في أيام رمضان المبارك مؤذنة بعودة العزة للإسلام والمسلمين، ودحر أعداء الله وأعداء الدين . 
هذه بعض النماذج من الاحداث الفاصلة في تاريخ الأمة والتي اختار لها قادة الأمة شهر رمضان ليكون وقت وقوعها لما لهذا الشهر من منزلة رفيعة وفضل عظيم عند رب العزة القوي المتين .... فالله يحب أن نتقرب إليه بما يحب ويرضى ... وهو تعالى فضل شهر رمضان على باقي الشهور... فجعله شهر رحمة ومغفرة وعتق من النار،...فليكن رمضان الخير الشهر الذي نتقرب به إلى الله لعلنا نلقى الإجابة والقبول 
على هذه القاعدة نقرأ اختيار حزب التحرير ليوم الجمعة الأولى من شهر رمضان الخير ليكون يوم الصدع بالنداء قبل الأخير.... فبعد أن بذل الحزب كل ما في وسعه لتوعية الأمة بتصحيح مفاهيمها وزيادة الوعي السياسي عندها وتعريفها بأعدائها ومن ثم حثها على تحمل مسؤولياتها اتجاه نفسها ودينها من أجل أن تتحمل مسؤولياتها في إعادة شرع الله تعالى ليحكمها وفي إعادة طلائع لفتح لتحرر بلاد المسلمين وتنشر دين الله في العالمين.... شرع يطلب النصرة من مظانها اقتداء بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي واصل طلب النصرة من أهلها حتى قيض الله تعالى له أهل المدينة المنورة ينصرونه ويحمون دعوته ويحملونها تحت لوائه رسالة هدى ونور إلى العالمين .... وها هو الحزب يصدع بصوت أميره عطاء الخير بالنداء قبل الأخير .... حيث استعرض فيه حالالعرب قبل الدعوة ... ثم عرض للدعوة وما لاقى رسول الله وصحبه في سبيلها من بلاء وعداء من المشركين .... وعرج على مواساة الله تعالى لنبيه في هذا الوقت العصيب حيث من عليه بالإسراء والمعراج دعماً وله ومؤازرة ليزيده ثباتا وتثبيتا... ثم أذن له بطلب النصرة لتتوج بنصرة اهل يثرب ثم الهجرة وبناء دولة الإسلام .... وبين كيف كانت هذه الدولة نقطة تحول في حال العرب من قبائل متناحرة وبعضها تابع للدول الكبرى تتحكم فيهم وتستخدمهم لتحقيق مصالحها وخدمة اجنداتها ... حولتهم إلى أمة واحدة قوية عزيزة لا تدين لغير الله ولا تخضع إلا له وحده .... وفي وقت قياسي أصبحت دولتهم الدولة الاولى في العالم تقوده للمعالي والحياة الكريمة التي تليق بالإنسان الذي كرمه الله ورفعه فوق المخلوقات أجمعين.
ثم عاد ليتحدث عن حال الأمة اليوم ... وكيف أن حالها اليوم يشبه حالها قبل البعثة .... بل لعله اسوأ فها هي الأمة متفرقة في كيانات هزيلة، يحكمها حكام عملاء لأعدائها ...لا يكتفون بتنفيذ أجندات أعدائها عليها بل يقومون هم أنفسهم بإذلالها وقتل أبنائها واستباحة حرماتها ... فكانوا أسوأ حالاً من زعماء الكفر في الجاهليه ... 
لقد آن الأوان لتقف الأمة موقفاً جادا يرضي ربها ويعيد كيانها لتعود خير أمة أخرجت للناس تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتنشر الإسلام عبر العالم بالدعوة والجهاد. 
فهل تحرك أجواء رمضان الإيمانية قلوب أهل القوة والمنعة من أبناء الأمة ضباطاً أو علماء أو سياسيين أو زعماء قبائل وعشائر فيتحركوا لإعطاء النصرة لحزب التحرير حتى يتمكن من إعادة دولة الخلافة ليستانف المسلمون العيش وفق احكام الشرع فينالوا العز في الدنيا والسعادة في الآخرة 
اللهم اجعل أفئدة من أهل النصرة تفيء إلى رشدها وتقوم بواجباتها .... فيكون رمضان كما عهدناه في الزمن الزاهر شهر النصر والعزة والتمكين .

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=2925
 
الإثنين, 20 تموز/يوليو 2015 08:36
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

1 - رمضان بالخلافة الراشدة على منهاج النبوة يجمعنا



خلق الله الأمة الإسلامية لتحمل رسالة وأمانة للبشرية جمعاء. وتتجلى معاني هذه الرسالة في مواسم مباركة وشهور عطرة تعمل على إبراز وحدة المسلمين، وفي رمضان تظهر هذه الوحدة العظيمة؛ فشهر واحد وصيام واحد وقبلة واحدة ومنهج واحد. خاطبنا الله بالصيام جميعًا فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]. ولشهر رمضان المبارك أبعاد كثيرة فهو شهر التوبة والمغفرة والرحمة وشهر وحدة الأمة الإسلامية التي تتجسد في صوم آلاف الآلاف من المسلمين حول العالم عند طلوع الفجر وإفطارهم بحلول صلاة المغرب ويذهبون إلى صلاة التراويح وهذا برنامج تقوم به أمة المليار بنفس الوتيرة وبنفس الكيفية إستجابة لأمر الله تعالى. يتركز في رمضان المبارك مفهوم وحدة المسلمين على يد واحدة وقلب واحد، المسلمون كما وصفهم -عليه الصلاة والسلام- بأنهم كالجسد الواحد ولم يجمع شتاتهم إلا الإسلام، ولن يؤاخي بينهم إلا الإسلام {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 63]. تجمعهم عقيدة لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا يضرهم لغاتهم وألوانهم وخلفياتهم المختلفة. 

ويلي رمضان المبارك موسم الحج الذي تتجلى فيه معاني الوحدة مرة أخرى فحجنا واحد في زمن واحد على صعيد واحد، تتجسد فيه معاني الإعتصام بحبل الله سبحانه ونبذ الفرقة، فقال: {وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105]. وقال رسول الله -عليه الصلاة والسلام: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا". وفي الصحيح عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب المسلم من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه". 

والصحيح أن وحدة الأمة الإسلامية تتجلى في شهر الصيام والقيام ولكنها وحدة في الظاهر غير متحققة على أرض الواقع حيث تجد البلاد الإسلامية تختلف على بداية الصوم وعلى يوم العيد كما يعيش المسلمين اليوم واقع التشرذم والتمزق في أكثر من خمسين بلد كل قطر له حكومة تفتعل الخلافات وتؤججها بين الشعوب المسلمة حتى ضاع معنى الوحدة جوهرياً ، فلا زالت معاني الأخوة جزء من حياة المسلمين في البلد الواحد وفي بلاد أخرى إلا أن تطبيقها فعلياً صعب جداً بسبب الأنظمة المختلفة التي تحكم بلاد المسلمين بغير ما أنزل الله تعالى من أحكام. فشأن أهل الشام خاص بهم وشأن فلسطين المحتلة خاص بهم وشأن اليمن ومصر والسودان شأن خاص بكل واحد منهم ونجح الغرب الكافر بفرضه سياسة "فرق تسد"، فالوحدة الحقيقة تحصل عندما يكون للأمة الإسلامية كيان تنفيذي واحد يطبق أنظمة الإسلام كاملة ويرعى شؤون الناس ويحقق معاني شهر رمضان المبارك والحج من بعده. فالوحدة الحقيقية تكون بإيجاد الإمام الجنة الذي يتُقى من ورائه، قال عليه الصلاة والسلام : «..إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ...» وهنا نجد بعداً مهماً لشهر رمضان المبارك الذي إختصه الله تعالى بالإنتصارات والفتوحات العظيمة والتي كانت محطات تحول مصيرية في تاريخ المسلمين السياسي. فإمتداد وحدة المسلمين السياسية هي نتاج طبيعي لوحدتهم العقائدية، ولقد قرَّرَ الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الوحدة منذ اللحظة الأولى لبناء الدولة الإسلامية فوضع منهاجاً حدَّدَ من خلاله هوية الأمة والدولة، وتوحد المسلمين على أساس الإسلام. 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وإن المؤمنين بعضهم موالي بعض دون الناس». وقال: «وإنكم مهما اختلفتم فيه من شيء فإن مرده إلى الله عزَّ وجل وإلى محمد رسول الله». وقال: «وإن سلم المؤمنين واحدة».


فهذه الأحاديث تدل بشكل قاطع على الوحدة السياسية للمسلمين بوصفها أمة واحدة من دون الناس، وتبين لهم مرجعيتهم وهي الله عز وجل ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أي الكتاب والسنة. ويؤكد هذا المعنى أيضاً قوله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ﴾ [آل عمران 103] وجميعاً هنا جاءت حال وليس توكيداً، ولو كانت توكيداً لكانت جميعكم. والمعنى في الآية يرشد إلى معنى الجماعة على إمام، لا على أكثر من إمام لكي لا تتفرقوا. وقال صلى الله عليه وسلم «إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما»، وقال: «من بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإذا جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر». وفي رواية «فاضربوه بالسيف كائناً من كان». لقد كان لرمضان الخير طعم آخر في ظل دولة الخلافة التي كانت قائمة وهدمت في 1918 على يد الغرب الكافر. كان يأتي رمضان المبارك على المسلمين وهم في عزة ويعيشون بكرامة مجتمعين تحت راية واحدة تحكم العالم، بدون حدود ولا سدود ولا إختلافات على مطلع الصوم والعيد ولا يختلفون على يوم عرفة العظيم، دماؤهم وأراضيهم وأعراضهم معصومة مصونة، ليس فيهم عار ولا جائع ولا لاجيء ولا مشرد ولا فقير ولا جاهل . إن الإطار السياسي الجامع الموحد للمسلمين هو دولة الخلافة ولا يوجد إطار سياسي غيرها. وتعرف الدولة "بأنها رئاسة عامة للمسلمين جميعاً في الدنيا لإقامة أحكام الشرع الإسلامي وحمل الدعوة إلى العالم" وإقامتها فرض عظيم، كما الصوم فرض في شهر رمضان المبارك. 

إلا أن كل ما سبق وتحدثنا عنه طمس الإعلام الفاسد معالمه إمعاناً في تضليل المتلقي المسلم وحصر معالم هذه الوحدة العقائدية السياسية في مظاهر الأكل والشرب والزينة في رمضان المبارك في مختلف البلاد الإسلامية وركز عند المسلمين مفاهيم خاطئة لا تمت لمعنى رمضان الحقيقي في الإسلام بصلة، فلقد غيب مفهوم الدولة الواحدة وأن عقيدة الإسلام عقيدة سياسية ترعى شؤون العباد بقوانين رب العباد وإنها عقيدة عالمية لا تحدها حدود ولا تمنع إنتشارها سدود. ففي الإعلام رمضان بات شهر المسلسلات وليس الفتوحات وبات شهر الصدقات والتبرعات وليس إمتداداً لأنظمة المجتمع والدولة الإقتصادية والسياسية والإجتماعية وكما يصور الإعلام رمضان الخير على إنه أيام وستنتهي وتذهب بينما الإسلام طراز عيش باقٍ في كل يوم من أيام المسلمين. ولا يسلط الإعلام الضوء على الأسباب الحقيقية وراء تشرذم الأمة الإسلامية وجسدها الممزق إلى أكثر من 57 بلد بل يضع المتلقي في كرسي المتفرج كأن ما تمر به الأمة الإسلامية مجرد فلم يتابعه وليس له دور شرعي في تغييره. هكذا يجب على المؤمن أن يفهم معنى رمضان المبارك وعالميته كجزء من عالمية عقيدة الإسلام السياسية ودولته التنفيذية وأن لا يقع ضحية لإعلام النظام الفاسد الذي أفسد على المسلمين ثقافتهم الراقية وعتم على طريق نهضتهم الحقيقية من جديد.

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=2921

 
السبت, 27 حزيران/يونيو 2015 11:29
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم

النداءُ قبل الأخير... من حزب التحرير
إلى الأمة الإسلامية بعامة... وإلى أهل القوة والمنعة فيها بخاصة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد...


الإخوة الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


نتوجه إليكم بهذا النداء في أجواءِ شهرِ رمضانَ المبارك، شهرِ الصيام الفضيل الذي قال الله سبحانه وتعالى فيه: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾، وكذلك قال ﷺ بشأنه في الحديث القدسي عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ...» أخرجه البخاري، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: «إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ» أخرجه مسلم... وإنا لنسأل اللهَ سبحانهُ العليَ القدير أن تكون قلوبُكم مفتوحةً إلينا، وآذانكم تسمع لنا، فتستجيبوا لما نقول، ومن ثم تكونون من الذين قال الله فيهم ﴿الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَاب﴾.


أيها الإخوة الكرام، إنكم لا شك تسمعون وتشاهدون ما حلّ، ويحلّ، بنا من أحداث... فقد تكالبت الدولُ الكافرة المستعمرة علينا، فأصبحت بلادُنا مطمعاً لكل طامع، ومرتعاً لكل راتع، لا يجمع شتاتها جامع... سُفكت دماؤنا، ونُهبت خيراتنا، وانتُقصت أرضنا من أطرافها، بل من قلبها، فقد احتل يهود الأرض المباركة فلسطين، أرضَ الإسراء والمعراج، أرض أولى القبلتين، وأقاموا لهم فيها دولة، وعاثوا في الأرض الفساد والإفساد... شرَّدوا أهلها وأخرجوهم من ديارهم، وانتهكوا الحرمات، وقتلوا وسفكوا ولا زالوا يملأونها فساداً وإفساداً... وأمريكا سفكت الدماءَ ومزَّقت البلادَ في العراق وأفغانستان، وتآمرت علينا في كل مكان، فقسمت السودان، وفصلت تيمور الشرقية عن إندونيسيا، ومكَّنت اليونان من حكم غالب قبرص... وبريطانيا شاركت أمريكا في كل فساد فكانت إذا استطاعت وحدها أن تقتل وتسفك الدماء فعلت، وإن وجدت نفسها لا تستطيع شاركت أمريكا في الجريمة، سواءٌ أكانت ندَّها أم خلفها، وشاركتها في المجازر في العراق وأفغانستان وليبيا... وفرنسا تبعتهم في مجازرهم فشاركتهم في بعضها واستقلَّت في بعضها الآخر كأفريقيا الوسطى... ثم روسيا ومجازرُها في القرم والقوقاز والشيشان وتترستان... وكذلك الصينُ في تركستان وما تفعله من عداء للإسلام... ثم الهندُ في كشمير وما أدراك ما كشمير، فهم مسلمون يحكمهم الهندوس بالمجازر والجرائم... حتى صغارُ الدول شاركت في قتل المسلمين! فتلك بورما تقتل المسلمين وتنتهك أعراضهم ويتسلط البوذيون على المسلمين... وغير ذلك كثير.


وليست هذه الدماء تُسفك بأيدي الكفار المستعمرين فحسب، بل إن عملاءَهم وأدواتِهم من بني جلدتنا يقتتلون فيما بينهم، وتسيل دماؤهم، ويشاركهم في ذلك غيرُ الواعين من المسلمين وهم يظنون أنهم يحسنون صنعاً، فيقتتلون في سوريا قتالَ ألدِّ الأعداء مع بعضهم، ويقتتلون في العراق كأنهم في الجاهلية الأولى... ويقتتلون في ليبيا قتالاً شرساً، وفي اليمن قتالاً عنيفاً... ثم في شيءٍ من قتال في مصر وفي تونس، كل ذلك بجرائِمَ لم يحدث مثلُها من قبل بأيدي المسلمين في قتل بعضهم بعضاً... وغير ذلك كثير.


وليست هذه الدماءُ المادية هي فقط التي تنهش أجسام المسلمين بأيديهم وبأيدي الكفار المستعمرين، بل كذلك هناك من السفك والقتل الذي لا يُسيل جُرح الأجساد، بل يفتك في العقل والفؤاد، فقد بذل الكفارُ المستعمرون ما وسعهم من وسائلِ التضليل، والمكرِ والكيد وصنوف الشر تجاه الدعوة إلى الخلافة والعاملين لها، أحياناً مباشرة من الكفار المستعمرين، وأحياناً على أيدي عملائهم، فلما خاب مسعاهم في النَّيل من العاملين للخلافة، وبان فشلُهم في صرف المسلمين عن فرض الخلافة قام نفرٌ من المسلمين فصنعوا ما لم يستطعه الكفار المستعمرون، فعقدوا مؤتمراتٍ ومؤتمرات يحرِّفون فيها الكَلِم عن مواضعه، ويقولون إن الخلافةَ حدثٌ تاريخي وليس حكماً شرعياً واجباً في الإسلام... وقام غيرهم فصنعوا أكثر من ذلك في حرب الخلافة، فشوَّهوها باسمها، وارتكبوا المجازر والجرائم تحت عنوانها، فزعموا خلافةً على غير وجهها، وقاموا باسمها بما لا يخطرُ من مساوئَ على ذهن بشر، فهيأوا الطريق للكفار المستعمرين ولكل أعداء الإسلام، ومهَّدوها لتُستغلَّ تلك الجرائمُ، ويتمَّ إبرازُها للناس على أن الخلافةَ هي جرائمُ بعضُها فوق بعض، ومن ثم يكرهُ الناسُ الخلافةَ، ويبتعدون عنها فتكون على غير ما هي في أذهانهم مشرقةً عظيمةً، بل مظلمةً قميئةً! وهكذا... فحالُ المسلمين اليوم ظلماتٌ بعضها فوق بعض، وليست هذه الظلمات بأيدي الكفار المستعمرين فحسب، بل يشاركهم فيها، أو يفوقهم فيها، منتسبون إلى الإسلام، فيسيئون إليه رافعين شعاراً ضده، أو يسيئون إليه رافعين شعاراً باسمه!!

 


أيها المسلمون بعامة... ويا أهلَ القوة والمنعة بخاصة...


إن حالنا يُعيد عصر الجاهلية الذي كان فيه العرب، يقتتلون بينهم أربعين سنة من أجل ناقة، ويئدون البنات وهن أحياء، ويصنعون أصناماً ينحتونها بأيديهم من الحجر والخشب يعبدونها، بل أحياناً يصنعونها من التمر فإذا جاعوا أكلوها! كانوا يسيحون في الصحراء دونما قضية يحملونها لأهلهم أو لمن حولهم ناهيك عن حملها للعالم... أما المتحضرون منهم فكانوا تبعاً للدول الكبرى آنذاك، فالمناذرة في العراق تبع للفرس، والغساسنة في الشام تبع للروم، فإذا انزعج الروم من الفرس أو الفرس من الروم تقاتل الغساسنة والمناذرة! وهكذا كان العرب في ذلك الوقت، سواء أكانوا عرب الصحراء أم كانوا عرب المدن المتحضرين... إلا مكة فقد حفظها الله آمنة رغم الأصنام بعدد أيام السنة التي كانت تحيط بها!


هكذا كان عرب الصحراء في الجاهلية، يسفكون دماءهم بأيديهم، ويقتتلون فيما بينهم ليس لشيء ذي بال بل لعصبية مقيتة... والمتحضرون منهم يقتتلون في كثير من الأحيان لمصلحةٍ تُهمُّ الدول الكبرى آنذاك، فكانوا ممزقين لا يجمعهم جامع، ولا يمنعهم من كثير من الموبقات مانع، فحالهم كان أشبهَ بحالنا اليوم، أو حالنا اليوم يشبه حالَهم أمس، ومع ذلك فكانت عند حكامهم أو رؤساء قبائلهم مروءة، وكان عندهم حياء، وهذان ليسا موجودين اليوم عند الحكام في بلاد المسلمين أو الزعماء فيها، ودليل ذلك ما كان من أمر الأربعين رجلاً الذين أرسلهم المشركون لقتل رسول الله ﷺ، فذهبوا ليلاً إلى بيت الرسول ﷺ فوجدوه مقفلاً، فانتظروا حول البيت إلى أن يفتح الرسول ﷺ بيته فيقتلوه لأن مروءتهم كانت تمنعهم من أن يقتحموا البيت فيدخلوه عَنوَة، وحياءَهم كان يمنعهم أن يدخلوا بيتاً وأهلُه نيام، وحكامُ اليوم وجواسيسهم ينتهكون الحرمات، ويقتحمون البيوت بلا إذن أو استئذان، ودون أن يرفَّ لهم جَفن من الأجفان، ويروِّعون النساءَ والأطفال، فيفزعون من نومهم، ويرتجفون من خوفهم، وذلك لأن حكام اليوم وجواسيسَهم، قد فقدوا المروءة والحياء، وصدق رسول الله ﷺ: «... إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ» البخاري.

 


أيها المسلمون بعامة... ويا أهلَ القوة والمنعة بخاصة...


لقد بُعث رسول الله ﷺ بالإسلام فأنهض العرب من تلك الجاهلية المظلمة، أنهضهم بعد سقوط، وأقامهم بعد قعود، وأيقظهم بعد رقود، وأصبحوا يجاهدون في سبيل الله، ويحملون معهم رسالةً عظيمة تنشر الخير والعدل في العالم حيث حلّوا... فقد كتَّل سرّاً رسولُ الله ﷺ من آمن في دار الأرقم بن الأرقم، وبعد بضع سنين أعلنهم متفاعلين مع الناس، صادعين بالحق في وجههم، في صراع فكري وكفاح سياسي، لا يخشون في الله لومة لائم... يصبرون على الأذى ويقتحمون الصعاب دون أن تضعف لهم عزيمة أو تلينَ لهم قناة... حتى إذا كان ذلك العام الذي سمي عامَ الحزن حيث توفي أبو طالب عم الرسول ﷺ الذي كان يحميه، وانتقلت إلى الرفيق الأعلى أمُّ المؤمنين خديجةُ رضي الله عنها زوجُ رسول الله ﷺ التي كانت تؤويه... في عام الحزن هذا أكرم الله رسوله ﷺ بأمرين فيهما عزُّ الدنيا والآخرة، وكان ذلك من البعثة في السنة العاشرة، أكرمه سبحانه بالإسراء والمعراج فأسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وعرج به إلى السموات العلى، وأوحى إلى عبده ما أوحى... أما الأمرُ الثاني فكان الإذنَ لرسول الله ﷺ بطلب النصرة التي تُوِّجت ببيعة العقبة الثانية، بيعةِ النصرة، بيعةِ الحكم، وكان ذلك في ذي الحجة من السنة الثالثة عشرة للبعثة، ومن بعدُ هاجر الرسول ﷺ في ربيع الأول من السنة الأولى للهجرة، وأقام الدولةَ وعزَّ الإسلامُ والمسلمون وكانت حدثاً عظيماً... حتى إن المسلمين عندما أرادوا أن يتخذوا تاريخاً جمعهم عمر رضي الله عنه وتدارسوا الأمر فوجدوا أن الهجرةَ وإقامةَ الدولة هي حدثٌ عظيم عظيم يستحقُّ أن يكونَ بدايةَ التاريخ الإسلامي... وهكذا أقيمت دولة الإسلام، وأنار الإسلامُ جزيرة العربِ وأطرافَها، ثم كانت الخلافةُ الراشدة، والخلفاءُ من بعدها، واتسع الفتح والفتوح وعمّ الخيرُ أصقاعاً كثيرة من العالم، من مشارق الأرض إلى مغاربهها، من إندونيسيا شرقاً إلى المحيط غرباً، ولو علم المجاهدون حينها أن بعد المحيط أرضاً لخاضوه لفتح تلك الأرض ونشر الخير فيها كما قال قائلهم عقبةُ بنُ نافع وهو يدخل بفرسه شاطئَ المحيط الأطلسي، قال: “اللهم لو كنت أعلم أن وراء هذا البحر أرضا لخضتُه إليها”. وفي رواية: وقد أقحم فرسه فيه حتى بلغ نحره، ثم قال: “اللهمّ إنى أُشهدك ألّا مجاز، ولو وجدت مجازا لجزت”.


واستمر حال المسلمين عزاً فوق عز، وعلواً فوق علو... وعلم الكفار المستعمرون أن سبب عز المسلمين هو حكمُهم بالإسلام في ظل دولة الخلافة، ورايةِ العُقاب، رايةِ لا إله إلا الله محمد رسول الله، فبذلوا الوسع لهدم تلك الدولة، وكان رأسُ الكفر آنذاك بريطانيا فعملت منذ بداية القرنِ الثامنَ عشرَ إلى أن تمكنت من هدم دولة الخلافة في الربع الأول من القرن العشرين الميلادي بعد أن استخدمت في ذلك خونةَ العرب والترك... ومن ثَمّ أصبح المسلمون مِزَقاً يطأُ بلادهم كلُّ أعداء الإسلام من الدول الكبرى وحتى الدولِ الصغرى...! يساء إلى القرآن فلا يتحركون، ويساء إلى رسول الإسلام ﷺ فلا تغلي الدماء في عروقهم، وتُنتهك الحرماتُ والمقدسات وجيوشُهم رابضة في ثكناتها لا يحركها الحكام إلا ضد الناس، فيستأسدون على الضعفاء ويحيط بهم الجبن والاستخذاء أمام الأعداء حتى وصل الحال إلى ما نحن عليه اليوم!!

 


أيها المسلمون بعامة... ويا أهلَ القوة والمنعة بخاصة...


إن هذا الأمر لا يصلح إلا بما صلحَ به أوله، حكمٌ بالإسلام في دولةِ خلافة راشدة، تُظلُّها رايةُ العقاب، رايةُ رسول الله ﷺ، بالطريقة نفسها التي بلّغ الرسول ﷺ رسالة الإسلام بها، بإيجاد كتلةٍ قائمة على الإسلام وليس غير، ومن ثَمَّ تفاعلُها مع الأمة وطلبُ نصرةِ أهل القوة فيها، وأن تستمرَّ عليها حتى ينصرَها الله سبحانه وتعالى وتقيمَ حكمَ الإسلام ودولةَ الإسلام. هذا هو صلاح الأمر، وبهذا وحده تنهضُ الأمةُ من سقوطها، وتقومُ من كبوتها، وتعود سيرتَها السابقة، خلافةً راشدةً، تطبقُ الإسلام في الداخل وتحملُه للعالم بالدعوةِ والجهاد، فينصرُها اللهُ العزيز الحكيم ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾.


وضرورةُ العملِ لإقامة الخلافة ليس لأن الخلافةَ هي طريقُ النصر فحسب من باب وصف الواقع، بل لأنها في الدرجة الأولى فرضٌ عظيم، أُمُّ الفروض، تاج الفروض، فبها تقام الأحكام، وتحدُّ الحدود، وبدونها لا تطبق الأحكام على الناس ولا تقام بينهم الحدود، وما لا يتمُّ الواجب إلا به فهو واجب... وإقامةُ الخلافةِ وإيجادُ الخليفةِ فرض، وأيُّ فرض، فمن لا يعمل لإيجاده وهو قادرٌ فإثمه عظيم كأنه مات ميتة جاهلية للدلالة على شدة الإثم «... وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»... وإقامة الخلافة وإيجاد الخليفة فرض، وأي فرض، فقد شَرَع المسلمون بها قبل أن يشرعوا بتجهيز رسول الله ﷺ ودفنه صلوات الله وسلامه عليه، على أهمية ذلك وعظمته، وكل ذلك لعظم الخلافة وأهميتِها حيث رأى كبارُ الصحابة أن الاشتغال بها أولى من ذلك الفرض الكبير: تجهيز الرسول ﷺ.


ثم بالخلافةِ تُفتح الفتوح بقيادة الخليفة، الإمام، «... وَإِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ...»، فالخليفةُ والخلافة جُنة، أي وقاية، ومن كانت له وقاية، فهو بإذن الله منصور في النهاية، لا تضيع حقوقُه، ولا بلاده، ولا يجرؤ أن يقتربَ منه أعداؤه. وينطق بهذا تاريخ الخلافة، فأين بيزنطةُ وصولجانُها؟ وأين المدائن والأكاسرة؟ ثم من مدَّ الصوت بالتكبير في تلك البقاع الممتدةِ على طول الأرض وعرضِها من المحيط إلى المحيط لولا دولةُ الإسلام وجندُ الإسلام وعدُل الإسلام؟ ولو علمت الخلافةُ أرضاً وراء المحيطين شرقاً وغرباً لخاضت عُبابَهما تدعو إلى الله الرحمن الرحيم العزيز الحكيم.

 


أيها المسلمون بعامة... ويا أهل القوة والمنعة بخاصة...


لقد ناديناكم من قبل مرتين:


• الأولى في العشرين من ربيعٍ الثاني 1385ه الموافق للسابع عشر من آب-أغسطس 1969م، أي كان هذا قبل نحو خمسين سنة...


وكان ذلك النداءُ عبارةً عن دقِّ ناقوس الخطر من زعزعة أفكار الإسلام وأحكامه عند المسلمين حيث كان لهذه الزعزعة واقعٌ يتفاعل بشكل ملحوظ بين ظَهرانَي المسلمين! ولأن الحزب هو الرائدُ الذي لا يكذب أهلَه فقد كافح الحزب ما وسعه إلى ذلك من سبيل لإعادة الثقة بأفكار الإسلام وأحكامه، وقد نجح في ذلك نجاحاً ملحوظاً كذلك، فالحمد لله رب العالمين.


• وناديناكم في المرة الثانية في الثامن والعشرين من رجب 1426ه، الموافق للثاني من أيلول-سبتمبر 2005م، أي قبل عشرِ سنوات...


وقد كان النداء في أجواءٍ ساخنة، فإن الغرب وعلى رأسه أمريكا لما رأوا أن زعزعة الثقة التي عملوا لإيجادها بين المسلمين سنواتٍ وسنوات قد نجح الحزب والمخلصون الآخرون من المسلمين، قد نجحوا في إزالة هذه الزعزعة عند جمهرة المسلمين، وأنَّ خطواتِ المسلمين تسير نحو العمل للخلافة، لما رأوا ذلك زادت هجمتُهم على الحزب، مباشرة أحياناً، وبأيدي عملائهم أحياناً أخرى، وأضافوا لذلك حروباً أعلنوها صليبية في العراق وأفغانستان حقداً على الإسلام والمسلمين، فكان نداؤنا االثاني نبين فيه عداوةَ الغرب، وعلى رأسه أمريكا، للخلافة والعاملين لها بخاصة، والمسلمين بعامة، وأنَّ أعداء الإسلام يريدون أن يعوِّقوا خطا المسلمين نحو الخلافة، ثم بيّنا أن المسلمين قادرون على هزيمتهم إذا ما التزم المسلمون أحكام الإسلام وأخلصوا لله دينهم... وأنابوا إليه سبحانه القوي العزيز.


• ثم كان هذا النداءُ قبل الأخير نتوجهُ به إليكم في وقتٍ أصبحت فيه الخلافةُ رأياً عاماً عند جمهور المسلمين...

ولم يبقَ إلا أن يأذن اللهُ بأنصارٍ كالأنصار، وبسعدٍ وسعد... رجالٍ ينصرون دينهم بنُصرة العاملين للخلافة، بنصرة حزب التحرير، نصرةً تعيد الخلافةَ الراشدة الثانية، خلافةً على منهاج النبوة بعد هذا الملك الجبري الذي نحن فيه تحقيقاً لوعد الله سبحانه ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ ولبشرى رسول الله ﷺ بعد هذا الملك الجبري «...ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ».


هذا النداء قبل الأخير نتوجه به إليكم ونحن نحب الخير لكم، فسارعوا أيها المسلمون، سارعوا يا أهل القوة، التحقوا بالدعوة والنصرة، وسارعوا إلى إقامة الخلافة مع الحزب، لا أن تشهدوها منه فحسب، والخيرُ والأجرُ الذي تنالون في التحاقكم بالصفوف اليوم ليس كالخير والأجر في التحاقكم بالصفوف بعد اليوم حتى وإن كان في كلٍّ خير ﴿لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾.


هذا النداء قبل الأخير نتوجه به إليكم فلا تخشَوا إلا اللهَ العزيزَ الجبار ولا تقولوا “ستقفُ في وجهنا أمريكا والغربُ من خلفها إن نصرناكم”، فإن وِقفتَهم ستنهار وظهرَهم سينكسر أمام من آمن وآوى ونصر ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.


هذا النداء قبل الأخير نذكِّركم فيه بعزكم وذل أعدائكم، فأنتم المسلمون، المؤمنون بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبياً... أنتم أقوياءُ بربكم ﴿لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾، أعزاءُ بدينكم ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾... أنتم أحفادُ الراشدين، أحفادُ فاتحي الأندلس وناشري الحضارة الإسلامية فيها... أحفادُ المعتصم الذي قاد جيشاً لجباً لإغاثة امرأة ظلمها رومي فقالت وامعتصماه... أحفادُ الرشيد الذي أجاب ملك الروم لنقض عهده مع المسلمين بجيش يراه قبل أن يسمعه... أحفادُ الناصر صلاحِ الدين قاهرِ الصليبيين... أحفادُ قطز وبيبرس قاهرَيِ التتار... أحفادُ محمد الفاتح الأميرِ الشاب الذي شرَّفه الله بفتح القسطنطينية «... فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا، وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ» كما قال ﷺ.. أحفادُ الخليفةِ سليمانَ القانوني الذي استغاثت به فرنسا لفك أسر ملكها... أحفادُ الخليفة سليم الثالث، الذي في عهده دفعت الولايات المتحدة الأمريكية ضريبةً سنويةً لواليه في الجزائر للسماح للسفن الأمريكية أن تمرَّ بأمانٍ في البحر المتوسط... أحفادُ الخليفة عبد الحميد الذي لَم تُغره الملايينُ الذهبية التي عرضها اليهود لخزينة الدولة، ولَم تُخِفْه الضغوط الدولية التي استقطبوها ضده للسماح لهم بالاستيطان في فلسطين وقال قولته المشهورة “إن عمل المبضع في بدني لأهونُ علي من أن أرى فلسطين قد بُترت من دولة الخلافة... فليحتفظ اليهود بملايينهم... وإذا مُزِّقت دولةُ الخلافة يوماً فإنهم يستطيعون آنذاك أن يأخذوا فلسطين بلا ثمن” فكان بعيدَ النظر رحمه الله، فهذا ما حدث بعد زوال الخلافة حيث أضاع الحكام العملاءُ فلسطين وسلموها لليهود، بل ويحرسونها لهم... هذا الخليفةُ رغم شدة تآمرِ الكفار عليه وعلى الدولة الإسلامية، فقد اضطُّرت بريطانيا التي كانت عظمى آنذاك، أن تقدم اعتذاراً رسمياً لسفارته في لندن لأن أحد المواطنين الإنجليز نشر شيئاً اعتُبر عدائياً للإسلام في أواخر القرن التاسعَ عشر (1890م)، في حين أن القرآن الكريم، كلامَ رب العالمين، (يُدنَّس) الآن بأيدي الغرب الكافر ويهود، فلا أيَّ اعتذار، بل لا أيَّ شيء من اعتذار، لأنه لا خليفةَ للمسلمين يتخذُ القرآن دستوراً ويحركُ الدولةَ بكل ما تملك في وجه الكفار الذين يسيئون إلى القرآن الكريم ولو بشيءٍ من شيء من إساءة!


هكذا هي الخلافةُ، وهكذا هم المسلمون في ظل الخلافة... وأولئك هم أجدادُكم أيها المسلمون وتلك فعالُهم، وأنتم أحفادُهم، فهلمَّ إلى الحق الذي اتبعوا فاتبعوه، وإلى العز الذي صنعوا فاصنعوه.


هذا النداء قبل الأخير نؤكد لكم فيه ما سبق أن قلناه بأنكم بإذن اللهِ قادرونَ على هزيمة أعدائكم، فإن الدول الكافرةَ المستعمرةَ ضخمةُ المظهر واهنةُ المخبر، إن لديها أسلحةً كبيرة ولكنها لا تملك الرجالَ الكبار، والسلاحُ دون رجالٍ ضعيفُ الأثر أمام فئةٍ مؤمنة تتسلحُ دون سلاحِ العدو ولكنها أشد منه بأساً... إنها لحقيقةٌ تنطق بها حروبُ الخلافةِ مع الكفار الأعداء، فَتَفَوُّقُ السلاح المادي وحده لا يحسم الحربَ مع المسلمين حتى وإن قَلَّ سلاحُهم المادي، لأن لديهم عقيدةً حيةً صادقةً توفر لهم طاقةً قتاليةً لا يدركها الطغاةُ وعلى رأسهم اليوم أمريكا... ولكنهم سيرونها رأي العين عندما يبزغ فجر الخلافة بإذن الله وتتقدم من نصر إلى نصر، فينكفئ الطغاة إلى عقر دارهم، هذا إن بقي لهم عقر دار... ﴿وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ﴾.


هذا النداء قبل الأخير نتوجه به إليكم: نستنصركم فانضموا لمن سبقوكم بنصرتنا، ونمدُّ إليكم أيديَنا فشدوا عليها والحقوا بأهل مَنَعتِنا، فقد أوشك الركبُ أن يسير فشاركونا المسير ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا﴾ ونحن مطمئنون بنصر الله ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

02 من رمــضان 1436

   
19/06/2015م
   
http://www.hizb-ut-tahrir.org/index.php/AR/tshow/2903
 
 
الأربعاء, 10 حزيران/يونيو 2015 14:54
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

 

2015-06-10

 

جريدة الراية: ليس في الإسلام أقليات

 

 

ورد في الموسوعة العربية في تعريف ما يسمّى بـ "الأقليات" ما يلي: "الأقليات هي مجموعات بشرية ذات سمات وخصائص تختلف عن مثيلاتها في مجتمع الأكثرية، ولكل أقلية منها سمات قومية أو إثنية أو دينية مشتركة بين أفرادها".

 

وقد برز هذا المصطلح واقعاً ومشكلة كبرى وبشكل قانوني مع وجود ما يسمّى بالدولة الديمقراطية، التي يعتمد التشريع فيها على البشر، من جهة عدم الإحاطة بحاجات البشر وغرائزهم، فلم ينظر للمشكلة على أنها مشكلة إنسان، ومن جهة كون الحاكم فيه - على حد زعمهم - هو أكثرية الناس، وهذا يعني أن الأقلية لو كان لهم حضور في المجالس التشريعية فإنه لن يكون لهم تأثير لكونهم أقلية. فالمبدأ الرأسمالي يقرّ واقع الأقليات ويعززه.

 

أما في الإسلام، فالإسلام مبدأ المشرّع فيه هو الله سبحانه وتعالى، أنزل تشريعاته للإنسان بوصفه إنساناً لديه حاجات عضوية وغرائز تحتاج كلها إلى إشباع، فنظّم إشباعها، وعالج المشكلات الناتجة عن ذلك الإشباع، بوصفها مشكلات لإنسان، وليس بأيّ وصف آخر، وهذه الحاجات هي عند كل البشر. كما أنّ السيادة في الدولة الإسلامية للشرع، فالناس فيها يخضعون لحكم شرعي واحد منزّل من عند الله تعالى بغضّ النظر عن أديانهم أو أعراقهم أو ألوانهم.

 

يقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ﴾، فالله أمر بالعدل بين الناس، والحكم الشرعي هو خطاب الشارع المتعلّق بأفعال العباد، البشر جميعهم مخاطبون بالإسلام جملة وتفصيلاً، قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾. والإسلام لم يجبر أحداً على ترك دينه واتباع الإسلام، مع أمره بالدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن. فكان هذا الشمول في الإسلام لبني البشر قاطعاً لدابر ما يسمّى بـ "الأقليات"، ولم يعرف المسلمون هذا المصطلح ولا هذا الواقع. فلكون الإسلام من عند الله تعالى فقد اتسع لكل البشر بمختلف ألوانهم وأعراقهم ولغاتهم، وكان بوتقة ينصهر فيها كل من آمن به، فلم يشهد التاريخ الإسلامي تفرقة بين أبيض وأسود، أو عربي وأعجمي، ولا غير ذلك، فانصهرت القوميات في المجتمع الإسلامي انصهاراً لم يشهد له العالم مثيلاً.

هذا من جهة الاختلاف البشري في العرق واللون، أما بالنسبة للدين فقد قلنا إن الإسلام لا يجيز إجبار غير المسلمين على ترك أديانهم واتباع الإسلام، بل إنه شرع أحكاماً شرعية لكل من اختار أن يبقى على دينه ورضي أن يعيش بين المسلمين، وأطلِقَ عليهم وصف "أهل الذمة" أي أهل العهد، وأوجب الإسلام على المسلمين حمايتهم وتحقيق الأمن لهم، فلا يمسّهم أحدٌ بسوء، لا من المسلمين، ولا منهم، ولا من المحاربين.

 

وقد شهد للأمة الإسلامية اتساعها لذوي الديانات الأخرى القاصي والداني، بل إن الغربيين والنصارى أنفسهم شهدوا بذلك، وبلغت شهاداتهم حداً يكاد يفوق الحصر، ولا تكفيه كتب ومؤلفات، ونمثّل على ذلك بمثال واحد فقد قال "فرانز روزنثال" معبرًا عن ذلك: "وقد نمت المدنية الإسلامية بالتوسع لا بالتعمق، داعية إلى العقيدة، مناقشة لتلك الحركات الفكرية الموجودة، وفوق كل ذلك، فبتقدم الإسلام تهاوت الحواجز القديمة من اللغة، والعادات، وتوفرت فرصة نادرة لجميع الشعوب والمدنيات لتبدأ حياة فكرية جديدة، على أساس المساواة المطلقة، وبروح من المنافسة الحرة".

 

ودولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة القادمة قريباً بإذن الله ستكون خير من يحفظ حقوق الناس الذين يحملون تابعيتها على مختلف ألوانهم وأعراقهم وأديانهم، فقد نصت الفقرة (ب) من المادة السابعة من مشروع دستور دولة الخلافة الذي أعده حزب التحرير على أنه: "يُترك غير المسلمين وما يعتقدون وما يعبدون ضمن النظام العام".

 

ودولة الخلافة تمكّن رعاياها كافّة من حقوقهم، فقد نصّت المادة الخامسة من مشروع الدستور على أنّ "جميع الذين يحملون التابعية الإسلامية يتمتعون بالحقوق ويلتزمون بالواجبات الشرعية"، ونصت المادة السادسة على أنه: "لا يجوز للدولة أن يكون لديها أي تمييز بين أفراد الرعية في ناحية الحكم أو القضاء أو رعاية الشؤون أو ما شاكل ذلك، بل يجب أن تنظر للجميع نظرة واحدة بغض النظر عن العنصر أو الدين أو اللون أو غير ذلك".

 

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكون ذلك قريباً، فتحفظ الدولة الإسلامية، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، حقوق الناس على اختلافهم فيسعدون في ظل حكم الإسلام ويعيشون في أمن وطمأنينة.

 

بقلم: خليفة محمد - الأردن

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

 

23 من شـعبان 1436

الموافق 2015/06/10م

   http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_48137

 

الصفحة 55 من 132

اليوم

الثلاثاء, 06 أيار/مايو 2025  
9. ذوالقعدة 1446

الشعر والشعراء

يا من تعتبرون أنفسكم معتدلين..

  نقاشنا تسمونه جدالا أدلتنا تسمونها فلسفة انتقادنا تسمونه سفاهة نصحنا تسمونه حقدا فسادكم تسمونه تدرجا بنككم...

التتمة...

النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ

نفائس الثمرات النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ والسـعدُ لا شــكَّ تاراتٌ وهـبَّاتُ النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ...

التتمة...

إعلام ُ عارٍ

إعلام عار ٍ يحاكي وصمة العار      عار ٍ عن الصدق في نقل ٍ وإخبارِ ماسون يدعمه مالا وتوجيها         ...

التتمة...

إقرأ المزيد: الشعر

ثروات الأمة الإسلامية

روائع الإدارة في الحضارة الإسلامية

محمد شعبان أيوب إن من أكثر ما يدلُّ على رُقِيِّ الأُمَّة وتحضُّرِهَا تلك النظم والمؤسسات التي يتعايش بنوها من خلالها، فتَحْكُمهم وتنظِّم أمورهم ومعايشهم؛...

التتمة...

قرطبة مثلا

مقطع يوضح مدى التطور الذي وصلت اليه الدولة الاسلامية، حيث يشرح الدكتور راغب السرجاني كيف كان التقدم والازدهار في  قرطبة.

التتمة...

إقرأ المزيد: ثروات الأمة الإسلامية

إضاءات

JoomlaWatch Stats 1.2.9 by Matej Koval