الأحد, 27 أيلول/سبتمبر 2015 22:44
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

 

 

بيان صحفي

 

هدنة الزبداني والفوعة

 

هي تنفيذ لخطة دي ميستورا الأمريكية خطوة خطوة وإجهاض للثورة

 

 

أوردت وكالات الأنباء العالمية تفاصيل خفايا الاتفاق الذي تم بين ممثلين من جيش الفتح في ريف إدلب وبين الوفد الإيراني ممثلاً عن النظام القاتل في سوريا وبضمانة من الأمم المتحدة، ومما جاء فيه أن الاتفاق يمر بمرحلتين تبدآن بإخراج المقاتلين من الزبداني مع عائلاتهم بعد تدمير أسلحتهم الفعالة التي أذاقت النظام وأحلافه في إيران ولبنان أشد الويلات، وتنتهي بإخراج المقاتلين من وادي بردى كله بما فيها بقين ومضايا، وهو تسليم تام للمناطق التي تمد دمشق بأسباب الحياة والتي أذاقت الويل والثبور لبشار ونظامه فيها. هكذا يُكافأ النظام بعد سنوات من حصاره الإجرامي للغوطة عامة ولوادي بردى خاصة وبعد أن استعصت عليه وأصابه فيها الوهن والضعف وشارف على الانهيار، يُكافأ بسحب الثوار وتدمير أسلحتهم وبخروج ذليل لهم ورميهم في أقاصي البلاد حيث لا أهمية لوجودهم هناك وبتسليم المناطق كلها لإيران وروسيا في خطوة تسجل نصراً واضحاً لنظام بشار المتهالك. هذا ناهيك عن أن هذا النظام الآثم الذي خبره أهل الشام لا يفاوض ولا يهادن إلا عندما تنكسر شوكته فيقبل ليغدر بعدها، وتاريخه القذر يشهد عليه بذلك. ولا شيء يمنعه من اعتقال الآلاف من المدنيين بعد أن يفرج عن بضع مئات منهم.

 

 

والمدقق في تفاصيل الاتفاق الذي تم برعاية تركية وبضمانة من الأمم المتحدة التي ستشارك في لجنة الارتباط المولجة بالتنفيذ يجد نفسه أمام نسخة مصغرة من اتفاق جنيف الذي أعاد دي ميستورا صياغته بمبادرته الداعية الى الانطلاق من هدن محلية تنمو لتؤدي إلى هدنة كبرى هي الحل السياسي الذي فصل في واشنطن. وبالتالي فهذه الهدنة عمليا هي تنفيذ للحل الأمريكي باتباع سياسة "خطوة خطوة" خلال سيرها لإيجاد البديل، بعد أن عجزت أمريكا عن فرض حلها القاتل دفعة واحدة لعدم نضج البديل العميل التالي لعميلها الحالي!

 

 

لا نريد هنا الدخول في إصدار تصنيفات من مثل الخيانة والانهزامية وما شاكل ذلك من النعوت، فالواقع شهد بالصمود البطولي لأهالي الزبداني وضواحيها والمقاتلين الصادقين الذين أعجزوا الماكينة الحربية لأمريكا التي ترفع شعار المقاومة والممانعة، ولكن لا بد من طرح تساؤلات محددة تسلط الضوء على حقيقة المكر الذي تمكره الدول الإقليمية (وعلى رأسها السعودية وتركيا) وتنفذه الأدوات المحلية في أوساط الثوار:

 

 

- لقد صدرت مناشدات عديدة من ثوار الزبداني لسائر إخوانهم في الجبهات من جيش الإسلام في الغوطة، إلى جيش الفتح في إدلب بالمسارعة لنجدتهم قبل فوات الأوان بالعمل على كسر الحصار الخانق الذي فرض عليهم. وقد تذرع زهران علوش في رده على مناشدة الشيخ أحمد الصياصني له بعجزه عن نصرة الزبداني، مع أنه لاحقا، وبعد أن فات الأوان، قام بحركة تجميلية سماها معركة "الله غالب" ليغطي عورته بصمته القاتل عن نجدة الزبداني... والكل يعلم أن لديه من القوة والقدرة ما يمكنه من كسر الحصار على الزبداني لو أراد ذلك.

 

 

- وكذلك تباطأ جيش الفتح في إدلب عن القيام بعمل عسكري حاسم قادر على تهديد الساحل معقل نظام الأسد، ولو فعل لانتهت معركة الزبداني بانسحاب القوات الغازية للدفاع عن الساحل وهذا ما لم يحصل. وما قام به من تكثيف الهجمات على الفوعة وكفريا لم يكن أكثر من ورقة تفاوضية الغرض منها كان تكريس الدور السياسي المهيمن وتقديم حركة الأحرار أوراق اعتمادها شريكا فاعلا في الصفقات السياسية للمشاركة لاحقا في تنفيذ كامل مبادرة دي ميستورا.

 

أيها المسلمون في ثورة الشام ثورة الأمة الإسلامية!

نعم لقد خذلتكم جيوش المسلمين بعد أن خذلكم حكامهم، وقد تقاعس غالب المسلمين عن نصرتكم فلم تتابع ثورات الأمة التي انطلقت في ربيعها فحملتم مشعلها وأي حمل حملتموه، إنه حملٌ لراية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تشرفتم برفعها ورفع شعارات أصبحت ثوابت عند الأمة فحواها "الموت ولا المذلة" و"يا الله ما لنا غيرك يا الله"، لكن هذا كله في كفة وأن الله معكم وهو ناصركم من حيث لا تحتسبون هو في كفة أخرى. ألا يكفيكم أن الله معكم وهو ناصركم؟ ألا يكفيكم أن الله مع الصابرين وأنتم منهم بإذن الله؟

 

أيها الثوار المخلصون المرابطون في الزبداني وما حولها:

أَذُلٌّ يغضب الرب بعد عزّ يرضيه سبحانه وتعالى؟! لقد أذهلتم العالم كله بثباتكم وانتصاراتكم، واحتارت رأس الكفر أمريكا بكم وبصمودكم، فأرسلت عليكم أدواتها تترى، من إيران وحزبها في لبنان وعصائبها في العراق حتى جيش روسيا، فلم يفتوا في عضدكم ولم يوهنوا عزيمتكم، رغم ضعفكم وقلة حيلتكم إلا أن الله ثبتكم ونصركم وأفشل أعداءكم. فصارت الزبداني أسطورة تؤرق إيران وحزبها في لبنان، وهي كلها تباشير نصر لثورة الأمة في الشام. فلا يغرنكم مَنْ زعم أنها هدنة يقبل بها الإسلام ولا من افترى على رسول الله، الذي جاهد في الأمة حق جهاده بأنْ زعم أنها كصلح الحديبية - تعالى الله ورسوله عن ذلك علواً كبيراً -، فماذا بكم أيها الثوار لو فوضتم أمركم إلى الله وحده وصبرتم وصابرتم بعد أن أراكم الله آيات من التثبيت والنصر في صمودكم وثباتكم؟ فما هذه الهدنة إلا تثبيت للنظام وتسليم أرض الشهداء في الغوطة له بثمن بخس. فانبذوا هذه الهدنة الخيانية واتقوا الله في أمتكم وسطروا صفحات بيضاء بثباتكم وعدم تنازلكم واعلموا أن النصر من عند الله وحده. وخذوا على أيدي هؤلاء اللاهثين وراء سراب دي ميستورا وسادته في البيت الأبيض، وانصروا دين الله ينصركم، ولا يهولنكم شياطين الإنس والجن والمرجفون الذين يحاربونكم بسيف أمريكا وعملائها، واتبعوا قول الحق: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ﴾

﴿إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾

عثمان بخاش

مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_51545

 
السبت, 19 أيلول/سبتمبر 2015 19:19
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بيان صحفي

تحرير الأقصى واجب على الجيش الباكستاني

﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾

(مترجم)

 

بعد أن أعطت جامعة الدول العربية وسلطة أوسلو الضوء الأخضر لدولة يهود للاستمرار في مشروع تقسيم المسجد الأقصى المبارك في مقدمة لهدمه لا قدر الله، وذلك في اجتماع للجامعة العربية في العاشر من أيلول/ سبتمبر 2015، والذي خرجوا فيه بتصريحات ومواقف هزيلة لا تعني سوى التأكيد على التفريط بالمسجد الأقصى، بات من واجب أكبر جيش إسلامي وسابع أقوى جيش في العالم، وصاحب القوة النووية والصواريخ البالستية العابرة للقارات، التي تقدر على دك حصون يهود في معاقلهم، بات واجباً على هذا الجيش التحرك لتحرير المسجد الأقصى وكل فلسطين من دنس يهود، فقد أكد حكام العرب للمرة الألف أنهم هم من يمدون كيان يهود بسبل الحياة بعد أن منحوه الوجود أول مرة، وهم من يساندونه في عدوانه وعربدته على الأقصى الأسير وأهل فلسطين. فعندما تكون مصالح أسياد الحكام الغربيين مهددة في أية بقعة في العالم الإسلامي يصبح عندهم جيوش وسلاح وطائرات ودبابات وقوات خاصة ودروع وقوات ردع...، فيرسلونها للمحافظة على مصالح أسيادهم ولو كلفهم ذلك قتل المسلمين وتدمير بلاد المسلمين وحرقها عن بكرة أبيها إن لزم الأمر، كما حصل وما زال يحصل الآن في سوريا واليمن وليبيا وأفغانستان والمناطق القبيلة في باكستان، أما عندما يتطلب الأمر منهم نصرة الأقصى والمستضعفين من المسلمين في فلسطين وسوريا وكشمير وغيرها، تعدم هذه الأنظمة القوة والحيلة وتروح تشجب وتستنكر وتتوسل أعداء الأمة لنصرة مقدسات المسلمين!، وحتى هذه هم ليسوا صادقين فيها، فهي أيضا لذر الرماد في العيون. ﴿قاتلهم الله أنى يؤفكون﴾.

 

 

أيها المسلمون في باكستان!

 

هل الأقصى حق لأهل فلسطين فقط أم هو حق لكم ولكل المسلمين؟! أليست فلسطين كلها أرضاً إسلامية رويت بدماء الصحابة يجب على المسلمين في كل أصقاع المعمورة تحريرها وتخليصها من رجس يهود؟! فإذا لم تتحرك جيوش المسلمين الآن لنصرة الأقصى فمتى تتحرك؟! هل تنتظر هدمه أم حرقه من جديد؟! يجب عليكم الأخذ على أيدي حكامكم، عملاء أمريكا حليفة يهود، فقد خبرتموهم مرات عديدة أنهم لا ينصرون أو ينتصرون للإسلام والمسلمين ومقدساتهم، وهم العقبة الكأداء التي تقف أمام جيوشكم لنصرة الإسلام والمسلمين وتحرير الأقصى وشتى بلاد المسلمين المحتلة، لذلك لا نقول لكم طالبوا حكامكم بتحريك جيوشكم، فقد والوا أعداءكم الصليبيين ويهود فأصبحوا منهم، لذلك ولكي تبرئوا ذممكم أمام الله سبحانه وتعالى في نصرة الأقصى فإنّه يجب عليكم العمل مع المخلصين العاملين لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وحينها يقود أبناءَكم في القوات المسلحة الخليفةُ الراشدُ للقيام بواجبهم في الزحف نحو تحرير مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ» صحيح مسلم

 

 

يا جيش باكستان، أيها الضباط المخلصون في الجيش الباكستاني!

 

إنّ نصرة الأقصى بتحريره وتحرير كل فلسطين واجب عليكم، فأنتم جيش للمسلمين ولستم مارينز أمريكا أو جيش بان كي مون، وواجب جيوش المسلمين نصرة قضايا الإسلام والمسلمين، وشعارها: إما النصر وإما الشهادة في سبيل الله، وإننا نعلم بأنّ أكثركم مع نصرة قضاياكم وأنكم تتحفزون لقتال يهود ومن والاهم، ولكنكم تعلمون بأنّ قادتكم السياسيين والعسكريين هم من وضعوا الأصفاد في أيديكم خشية التحرك لنصرة دينكم ومقدساتكم، فهم يعاملونكم معاملة الوحوش، يفكون قيودكم عندما يريدون منكم البطش بالمسلمين، ويصفدون أيديكم عندما تتحفزون لقتال أعداء الإسلام والمسلمين، وما سيرتكم الطويلة مع قادتكم الخونة في ظل اعتداءات الهند المشركة عنكم ببعيد، فحطموا تلك الأصفاد وأطيحوا بهؤلاء القادة وانصروا حزب التحرير لتنصيب خليفة راشد يقودكم لتحرير المسجد الأقصى وكل فلسطين، وحينها تكونون ممن قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم «تَقْتَتِلُونَ أَنْتُمْ وَيَهُودُ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي تَعَالَ فَاقْتُلْهُ» صحيح مسلم، فكونوا أنتم ممن يقاتل معهم الشجر والحجر بإذن الله، وهو دلالة على رضا الله عنهم ومكانتهم عند الله، فإنّ هذا شرف عظيم لا يسبقكم إليه أحد لو كنتم تعقلون، ولا تكونوا ممن ذمهم الله سبحانه وتعالى بقوله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ الله اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ * إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا والله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية باكستان

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_51307

 

 
السبت, 19 أيلول/سبتمبر 2015 19:04
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

عضو اللجنة الثورية التابعة للحوثيين

يدعو إلى حظر حزب التحرير ويصفه بالأخطر!!

 

دعا محمد المقالح أحد أعضاء اللجنة الثورية العليا التي شكلها الحوثيون في مقابلة معه بثت يوم الثلاثاء الفائت 2015/9/15م على قناة اليمن اليوم، دعا إلى حظر حزب التحرير وبقية الجماعات كحزب الإصلاح وغيره، وعندما سأله المذيع قائلا: لكن حزب التحرير ليس مسجلا ومرخصا مثل البقية، فأجابه محمد المقالح لكنه هو الأخطر؟!!، تأتي تلك التصريحات في ظل ما يقوم به الحوثيون وصالح من عنتريات واعتقالات لمخالفيهم ومحاولة السيطرة على البلاد بالقوة، حيث لم يسلم من اعتقالاتهم حزب التحرير وشبابه الذين ليس لهم في الحرب والاقتتال ناقة ولا جمل بل يقف كاشفا للباطل ومحذرا من سفك دماء المسلمين وناصحا لهم، إني أكتب هذه المقالة ردا على مثل هذه التصريحات الخطيرة التي يحرض فيها الأخ محمد المقالح والذي يعتبر نفسه ناشطا حقوقيا وعضوا من أعضاء اللجنة الثورية العليا للحوثيين، وبداية أقول: ليست هذه الدعوة إلى حظر الحزب ووصفه بأنه الأخطر هي الأولى من نوعها بل إن مراكز الدراسات الغربية وبعض المسئولين الغربيين قد دعوا إلى ذلك واصفين الحزب بالأخطر، وما هذه الدعوة من محمد المقالح إلا تقليدٌ للأجنبي المستعمر وخدمة له مع ادعائه حماية الحقوق والحريات وضمانها، إن حزب التحرير فعلا هو الأخطر في نظر الغرب وعملائه من الحكام والسياسيين والمتنفذين والمضبوعين بالثقافة الغربية، نعم هو الأخطر لأنه يعمل لكشف مخططاتهم ونقض أفكارهم وهدم أنظمتهم وتهديد مصالحهم بقطع أيديهم العابثة في بلاد المسلمين ومنها اليمن.

 

هو الأخطر لأنه الحزب الوحيد الذي بين حقيقة ما يجري في اليمن من صراع دولي وما يحاك ضده من مؤامرة في الوقت الذي كانت فيه أدوات الصراع المحلية وغيرها يسخرون من الحزب ويتهمونه أنه يعيش وَهْمَ المؤامرة وإذا بهذه القوى تصيح بعد ذلك مدعية أن عليها تدور المؤامرة في الوقت الذي غدت فيه جزءاً من المؤامرة سواء علمت أم لم تعلم؟!!

 

وهو الأخطر لأنه بين حقيقة الأمم المتحدة ورفض التحاكم إليها والاعتراف بقراراتها في الوقت الذي كانت أطراف الصراع في الداخل تؤمل فيها وتظن أن لديها العلاج والبلسم.

 

وهو الأخطر لأن أطراف الصراع في اليمن يمكن أن يتم التوفيق بينها حينما يريد الغرب ودول الصراع ذلك فيتم تقاسم الكعكة بينها بعد سيلٍ من الدماء وفتنةٍ عمياءَ، أما حزب التحرير فلا يمكن احتواؤه وإخضاعه بل سيكشف ذلك للأمة ولأهل اليمن ليخلعوا من جلب عليهم الاقتتال وأشعل الفتن ليس من أجل الدين أو العرض أو البلد بل من أجل السلطة وتحقيق مصالح الغرب.

 

وهو الأخطر لأنه يرفض الطائفية والعصبية القومية أو الوطنية أو المناطقية وغيرها من الروابط البهائمية الغوغائية والأنانية الآنية في الوقت الذي يقتات هؤلاء عليها.

 

وهو الأخطر لأنه يحرم الحرب والاقتتال بين المسلمين أياً كانوا دون النظر إليهم والتمييز بينهم على أساس اتفاقية سايكس بيكو الخيانية في حق الأمة، فدم المسلم وماله وعرضه حرام أيا كان بلده، فالأمة الإسلامية يجب أن ينظر إليها باعتبارها أمة واحدة إذ المسلمون تتكافأ دماؤهم.

 

وهو الأخطر لأنه يفضح الحكام ويكشف زيف انتمائهم لقضايا الأمة ودينها حين يدعوهم إلى تحريك الجيوش لقتال اليهود الغاصبين وتحرير المسجد الأقصى بدل أن يُهلكوا الأمة باقتتال يحقق مصالح عدوها ويدمر مقوماتها وثرواتها.

 

وهو الأخطر لأنه يلتزم طريقة شرعية للوصول إلى غايته تنبذ العنف ولا تتبنى الأعمال المادية بل يكشف الإرهاب وصانعيه؛ فيكون بذلك قد حصن نفسه وعمل على تحصين الأمة من مكر الغرب وعملائه الذين حاولوا أن ينالوا منه باختلاق الأكاذيب ليتهموه بالإرهاب، ولكن هيهات هيهات لأنهم حينها ينهشون ديمقراطيتهم التي يقدسونها وحقوقهم وحرياتهم التي يدعونها.

 

هو الأخطر لأنه هو الأجدر بقيادة الأمة؛ إذ لديه مشروع نهضوي متكامل في جميع مناحي الحياة مستمدٌ من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، في الوقت الذي تفتقد بقية الجماعات ومنها الحوثيون إلى مثل هذا المشروع العظيم فتراها تتخبط من النقيض إلى النقيض، واضعة على نفسها مسحة إسلامية وعند وصولها إلى الحكم إذا بها تتلقف مشاريع الغرب الاستعمارية من جمهورية وديمقراطية ودولة مدنية وغيرها من المشاريع التي ثبت فشلها وصارت كابوسا على الأمة بل على البشرية جميعها.

 

وهو الأخطر لأنه الأقدر بشبابه الذين يقدرون المسئولية؛ فهم القادرون على مخاطبة الأمة وقيادتها كون أعضائه يتمتعون بالوعي والإخلاص ويحسون بما تعنيه أمتهم ومنها أهل اليمن من الضنك والشقاء خاصة في ظل الصراع الدولي على بلادهم وثرواتهم.

 

هو الأخطر لأنه يعمل لنهضة الأمة ومنها أهل اليمن لتعود خير أمة أخرجت للناس فتأخذ زمام المبادرة في الموقف الدولي وتصبح دولتها، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، هي الدولة الأولى قريبا بإذن الله وما ذلك على الله بعزيز.

 

لمثل هذا يكون حزب التحرير هو الأخطر من وجهة نظر الأخ محمد المقالح ومن هم على شاكلته حين يدعو إلى حظر الحزب ظنا منه أن الحزب يتنفس تنفسا اصطناعيا من خلال ديمقراطيته المزعومة كما هي بقية الأحزاب! وما علم أن الحزب يتنفس تنفسا طبيعيا من وحي الإسلام العظيم وسط أمته وأهله الذين يهتم لما يصيبهم ويعمل من أجل خلاصهم من الشقاء الذي لحق بهم، ولا ندري وفق أي قانون يدعو محمد المقالح لحظر الحزب؛ هل هو وفق العنجهية والقوة المليشاوية، أم وفق الدستور والقانون الذي داسته لجنته، أم وفق صنم التمر الحقوقي الذي قدسوه سابقا وتباكوا من خلاله كونهم أهل مظلومية ثم أكلوه؟!!

 

أخيرا إلى محمد المقالح، هذه بعض تصريحات وكتابات بعض المراكز البحثية الغربية وبعض السياسيين لترى إن كان رأيك يتطابق معهم بخصوص التحريض على حزب التحرير ومنعه ومحاربته، وأنقلها ليس موافقة على كل ما جاء فيها بل للتأكيد على تشابه أقوالك مع أقوالهم:

 

- نشرت صحيفة التايمز البريطانية في2006/4/5م مقالاً كتبه دين جودسون مدير البحث في مؤسسة الثينك-تانك لسياسة التبادل عن حزب التحرير تظهر فيه إشكالية التعامل مع هذا الحزب في بريطانيا. وهو بعنوان: «هنالك جماعة إسلامية متطرفة يجب حظرها... ولكن هذا ليس بالأمر الهيّن في بريطانيا». ومما جاء في المقال: «يؤمن هذا الحزب بضرورة قيام تضارب حضارات بين الغرب والإسلام، كما ويكره الديمقراطية وجميع الأنظمة والقوانين الموضوعة من قبل غير المؤمنين، إن تاريخهم عن هذه الدولة يدعو: «بريطانيا سيدة الاستعمار... إنه يؤمن بضرورة الإطاحة بالحكومات عبر العالم الإسلامي لأنها غير "إسلامية" بشكل كافٍ، ويودون استبدالها بالخلافة التي لا تعرف الحدود... لقد قام حزب التحرير بزراعة البذور التي ستحصد في المستقبل البعيد».

 

- نشرت صحيفة الواشنطن بوست بتاريخ 2006/6/14م مقالاً بقلم الكاتب (كارل فيك) جاء فيه: "إن العديد من المسلمين العاديين يتطلعون إلى عودة الخلافة... بعد ذلك تطرق الكاتب إلى حزب التحرير فيقول: «إن هذا كان مصدر إلهام حزب التحرير الذي يسعى جاهداً لإقامة دولة الخلافة... لقد ظهر هذا الحزب الذي يدعي نشاطه في 40 دولة عام 1953م... ». ولقد كتبت زينو باران وهي محللة في مركز نيكسون في واشنطن الكثير عن الحزب، وقالت إنه من الممكن "اعتباره حزام واصل للإرهابيين."

 

- أعلن وزير الداخلية الروسي رشيد نورعلييف أن منظمة "حزب التحرير" تشكل خطراً كبيراً، ولديها الآن منافذ إلى الدول الأوروبية، وقال نورعلييف في ختام الاجتماع المشترك للمسؤولين في وزارتي داخلية روسيا وطاجيكستان: «اليوم تشكل هذه المنظمة خطراً كبيراً، وقد نشرت أذرعها ليس في روسيا فحسب، بل وفي طاجيكستان وبلدان آسيا الوسطى الأخرى. وتوجد لديها الآن منافذ إلى الدول الأوروبية». وأضاف أن أعضاء هذه المنظمة يعملون على تجنيد الشباب في صفوفهم بنشاط. وأشار إلى أن المحكمة العليا في روسيا ومثيلتها في طاجيكستان اعتبرتا هذه المنظمة متطرفة. وأكد أنه لا يمكن مكافحة هذا الشر إلا بالجهود المشتركة.

 

- ومن هذه التقارير: تقرير مركز مكافحة الإرهاب عن "حزب التحرير" للعام 2007م للكاتبة أوليفيا جيتا مستشارة مكافحة الإرهاب في واشنطن من (إل دي سي) بعنوان "حزب التحرير تتعاظم قوته على مستوى العالم" حيث جاء فيه: "في الحقيقة ينبغي أن يحظى حزب التحرير بكامل اهتمامنا دون أن يشاركه أحدٌ هذا الاهتمام، هذا ما وثقته في هذا الأسبوع في أسبوعية المقياس الأسبوعي ويكلي ستاندارد."

 

ومما ورد فيه أيضاً: «إن الارتفاع المفاجئ في شعبية حزب التحرير أصبح مصدر قلق...»

 

وهذه بقية التصريحات المناهضة للحزب على هذا الرابط:

 

http://www.al-waie.org/issues/270-271/article.php?id=776_0_61_0_C

 

هذا هو حزب التحرير في عيون الغرب ومراكز أبحاثه ودراساته، ولكنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. فحذار حذار من الركون إليهم ومسايرتهم وتصديق أكاذيبهم التي يختلقونها للنيل من الحزب والحيلولة دون وصوله إلى غايته. ﴿وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد المؤمن الزيلعي

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن

 

                                 

05 من ذي الحجة 1436

الموافق 2015/09/19م                            

 http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_51308

 
الأربعاء, 09 أيلول/سبتمبر 2015 21:29
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

 

جريدة الراية: نصرة اللاجئين والهاربين من جحيم بشار هي واجب المسلمين

 

لم تعد ثورة الشام وما تعلق بها، قضية داخلية رغم محاولات جلادها ومن ورائه أمريكا أن يتم حلها، حين انطلقت، بسرعة ودون "بلبلة" عن طريق إيعاز أمريكا لعميلها بشار الأسد بصب الحمم على المتظاهرين كي تنتهي "الأزمة" خلال عامها الأول أي في 2011. وهكذا عانت الإدارة الأمريكية من التخبط والتناقضات في معالجتها للشأن السوري، ظهر هذا جلياً في أعمال سياسية وعسكرية قامت بها مباشرة أو من خلال عملائها في المنطقة. ففي حين مدت يدها للثورة باسم مساعدة الشعب السوري سواء بالدعم المباشر للمعارضة أو بإنشاء مجموعة أصدقاء الشعب السوري التي فشلت فيهما فشلاً ذريعاً..

 

وفي حين أوصدت دول العالم أجمع حدودها أمام الحالات الإنسانية التي دقت أبوابها من أهل سوريا الهاربين من حمم النظام السوري كانت هذه الدول الغربية تبارك مد روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران وبعض دول أمريكا اللاتينية نظام بشار بأنواع الأسلحة والخبراء العسكريين وحتى بقوات مقاتلة وما زالت.

 

ولكن ما الذي دفع أوروبا لتغيير سياستها فجأة تجاه سوريا فتفتح أبوابها الموصدة لاستقبال الملايين منهم؟

 

أدركت أوروبا أن الخطر الأيديولوجي أخطر عليها من الخطر الاجتماعي، فسقوط نظام الأسد في سوريا سينتج عنه قيام دولة فتية خطيرة عليها ستكون سياساتها متمحورة حول استعادة القدس ثم فلسطين ثم نشر الإسلام السياسي في العالم فتطرق أبواب أوروبا التي لطالما خشيت من دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وتخشى الآن أن تقضي تلك الدولة على سياستها الإستعمارية. فتمسكت بالنظام القائم ووافقت أمريكا بضرورة الحفاظ عليه مهما حدث.. فسكتت عن مجازره التي فاقت بشاعتها مجازر الحروب العالمية، وفاق تدميره للمدن دمار برلين وستالينغراد. ومنعت أبناء المسلمين من مغادرة أراضيها لنصرة ثورة الشام فحاصرتهم واعتقلتهم وأوجدت رأياً عاماً مضللاً حولهم. وعندما تابعت وسائل إعلامها عذابات أهل الشام أظهرتها على أنها معاناة فردية نتيجة صعوبة السفر في البحر أو في البر وأظهرتها منفصلة عن أصلها وعن المسبب الحقيقي لها، فعالجت المشكلة مفصولة عن مسببها الفعلي، فسلطت الضوء على أن سبب ذلك هو إقفال الحدود، فعالجتها بفتح الحدود وباستقبال اللاجئين وهكذا - بزعمها - حُلت المشكلة.

 

وعندما انتقدت غيرها لم تنتقدهم لأنهم لم يأخذوا على يد المجرم الذي تسبب بهذه المشكلة، وإنما انتقدتهم لأنهم لم يفتحوا الحدود أمام اللاجئين كما فعلت أوروبا. وهكذا تنادى أهل الإجرام والضلال جميعاً لهذا المسلك المشبوه، فنادى أعتى أعداء المسلمين توني أبوت رئيس وزراء أستراليا بفتح أستراليا لحدودها للاجئين السوريين مع أنه قبل أيام كان قد رفض رفضاً باتاً استقبال أحد منهم!

 

وعى أهل الشام أنه ما كان لنظام المجرم بشار البقاء في الحكم لولا حبال أمريكا وأعوانها في أوروبا وروسيا التي تسانده بشكل غير مسبوق تاريخياً. وتكشفت لهم خيانات حكام الأمة الإسلامية الذين خذلوهم وتقاعسوا عن نصرتهم ونصرة ثورتهم، بل منهم من وقف في وجههم وأذاقهم مرارة الحرمان والتشريد في مصر ولبنان والأردن والعراق ومنهم من طردهم ومنع عنهم أية مساعدة مثل الإمارات والسعودية وعمان ومنهم من هرطق بمساعدتهم حتى ضللهم ولما جاء دوره ذبحهم بسكين غليظة لا ترحم كأردوغان تركيا.

 

لقد أدهشت تظاهرات النمسا ثم ألمانيا وفرنسا التي تفجرت نتيجة ما وصل من صور تظهر المأساة التي يعيشها أهل الشام بهروبهم من حمم المجرم بشار، لقد أدهشت العالم وفاجأت السياسيين الأوروبيين فلم يكن لديهم خيار إلا بالإذعان للرأي العام المنتشر في بلادهم والمطالب بفتح الحدود واستقبال اللاجئين! وهذا ما حصل فعلاً!

 

ألسنا أحق بالفضل من غيرنا لأننا نحن المسلمين أهل الفضل وقادة الخير في العالم؟

 

أليس من واجب المسلمين قبل غيرهم أن يقفوا وقفة حق في وجه سياسات حكامهم لإجبارهم على التحرك لنصرة أهل الشام ولإيقاف أي تعاون أو محادثات أو دعم لفرعون سوريا حتى يسقط غير مأسوف عليه فتنتهي بذلك معاناة أمة وليس فقط شعب؟

 

إن استمرار صمت الأمة عن الصدع بالحق واستمرار سكوتها على المهازل التي يقوم بها حكامها وتخاذلهم عن نصرة المظلومين والمشردين من أبناء المسلمين لهو أزمة بحد ذاته تحتاج لعلاج لأنه تحول لمرض عضال اسمه "الخوف"! الخوف من الحكام ومن مخابراتهم وسجونهم. فلا مبرر للأمة بالسكوت خشية الضرر لأن الله تعالى أمر المسلم بالوقوف في وجه الظالم ووعد صاحب كلمة الحق بمنزلة سيد الشهداء في الآخرة إن نتج عن صدعه بكلمة الحق موته.

 

أليس الأجل والرزق بيد الله تعالى؟ فلم الخوف إن كان صاحب الأمر يمسك بالأمر؟ ولم الخلود للذل إن كان رب العباد أمر عباده بالتغيير واتخاذه مسألة مصيرية ووعدهم إن نصروه بالنصر المبين!!؟

 

قال تعالى: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾، والعبادة هنا هي طاعة الله تعالى والتزام أوامره والابتعاد عن نواهيه في كل جزئيات حياته، ومنها بل ومن أهمها الأخذ على يد الظالم، فإن كان الظالم هو الحاكم، فإن من يُقتل وهو يقوم بمحاسبة الحاكم الظالم فهو مع سيد الشهداء.

 

إننا في ثورة الأمة ثورة الشام المباركة نتطلع بترقب وتفاؤل لأمتنا الإسلامية وهي تتأهب للوقوف من كبوتها والخروج للشوارع لتنقلب على حكامها وتطالبهم بنصرة أهلهم في الشام وأن تكون هذه الحركة حركة ذاتية مخلصة كما فعل غير المسلمين في أوروبا فأجبروا ألمانيا وما حولها على تغيير سياسياتها بين عشية وضحاها.

بقلم: المهندس هشام البابا

المصدر: جريدة الراية

25 من ذي القعدة 1436

الموافق 2015/09/09م

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_50937

 
الأربعاء, 09 أيلول/سبتمبر 2015 21:15
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

 

جريدة الراية: في ضوء المستجدات على الساحة السورية:

أهل سوريا قادرون على إفشال خطط أمريكا رغم عظم حجم التآمر والتكالب عليهم

 

 

تتسارع التحركات الدولية والإقليمية للإجهاز على الثورة السورية وتطبيق الحل السياسي، فقد استطاعت أمريكا أن تحصل على مكان قريب لشن الغارات على سوريا عندما سمحت تركيا لها باستخدام قاعدة إنجرليك في أضنة وأشركت تركيا في حلفها. وقد صادق البرلمان التركي يوم 2015/9/3على تمديد تفويض الحكومة للجيش بالقيام بعمليات عسكرية في الخارج عند الضرورة لمدة عام آخر، وكذلك السماح لقوات أجنبية بالتواجد داخل تركيا عند الضرورة. وقد صرح وزير خارجية أمريكا كيري يوم 2015/9/2 أنه "مقتنع بأن دولا عربية سترسل قوات برية في الوقت المناسب إلى سوريا لقتال تنظيم الدولة، وإن اجتماعات أمريكية وروسية وسعودية قد حصلت في الفترة الماضية"، مشيرا إلى اللقاء الثلاثي الذي حصل يوم 2015/8/3 بين وزراء خارجية أمريكا وروسيا والسعودية في قطر ومن ثم حصل بعد ذلك بيومين لقاء بين وزيري خارجية أمريكا وروسيا في العاصمة الماليزية. ومن ثم جاءت القمة الأمريكية السعودية باجتماع أوباما وسلمان حيث أشار البيان الصادر عنها يوم 2015/9/5 إلى "أهمية التوصل لحل سياسي في سوريا على أساس مبادئ جنيف1 يتضمن رحيل الأسد".

 

كل ذلك يدل على أن أمريكا تريد أن ترسل قوات برية من دول المنطقة لحسم الوضع الداخلي لإخضاع أهل سوريا لحلها السياسي. فضرباتها الجوية لم تحسم الوضع ومشروع تدريبها لقوات سورية معتدلة فشل فشلا ذريعا، وائتلافها السوري ليس له وجود على الأرض، فما بقي إلا التدخل البري عن طريق قوى إقليمية تقودها بجانب العمل على حرف الفصائل السورية المسلحة عن هدفها وجعلها يقاتل بعضها بعضا وتركز فقط على قتال تنظيم الدولة.

 

ويتزامن ذلك مع سماحها لروسيا بدعم النظام السوري ومن ثم بالتدخل المباشر، حيث نشرت صحيفة يهودية يوم 2015/9/1 تقارير نقلا عن دبلوماسيين غربيين تفيد بأن روسيا بدأت التدخل العسكري في سوريا لمساعدة النظام بنشرها كتيبة جوية في قاعدة قرب دمشق وسط صمت أمريكي. فروسيا متفقة مع أمريكا في الشأن السوري كل الاتفاق. فقد قال بوتين يوم 2015/9/4 "إن الرئيس بشار أسد مستعد لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة ولاقتسام السلطة مع معارضة بناءة" وقال "نريد فعلا إيجاد نوع من التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب والتطرف وأنه تحدث مع الرئيس الأمريكي في هذا الشأن ولهذا الغرض نجري مشاورات مع شركائنا الأمريكيين" وأضاف "تحدثت شخصيا بشأن هذه المسألة مع الرئيس أوباما". فيدل ذلك على أن التحرك الروسي العسكري يسير ضمن الخطة الأمريكية لحسم الوضع وتطبيق الحل السياسي. فتريد أمريكا أن تحشد القوى من كل جانب حتى تجهز على الثورة السورية وتركّع أهل سوريا الذين قالوا لن نركع إلا لله.

 

وإيران تسير ضمن الخطة نفسها فقد عرضت خطة للحل في سوريا حملها وزير خارجيتها جواد ظريف لبشار أسد يوم 2015/8/13 وليعرضها فيما بعد على الأمين العام للأمم المتحدة حيث تتضمن "وقفا فوريا لإطلاق النار في سوريا وتشكيل حكومة وحدة وطنية وتعديل الدستور بهدف ضمان حقوق الأقليات وإجراء انتخابات بإشراف مراقبين دوليين". وذلك بعدما فشلت أمريكا في مشروعها باستخدام إيران وحزبها في لبنان للقتال بجانب عميلها، حتى يضطر أهل سوريا إلى اللجوء إلى أمريكا لتساعدهم ومن ثم ترغمهم على القبول بحلها السياسي. وقد أصاب حزب إيران الإحباط والإنهاك من طول الحرب وكثرة الخسائر وعدم تحقيق النصر الموعود على الفصائل المسلحة لصالح النظام العلماني، فعندئذ استعدت إيران للتنازل، بل هي تسير ضمن الخطة الأمريكية. وقد رحبت بخطة دي ميستورا فصرحت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية يوم 2015/8/21: "إنه يمكن أن نعتبر الخطة الجديدة خطوة للأقطاب الإقليميين والدوليين من أجل تفهم أفضل للحقيقة ميدانيا وعلى الصعيد السياسي". ولذلك صرح أوباما بأنه "لاحظ تغيرا في الموقفين الروسي والإيراني حيال مستقبل الأسد بما يسهل التوصل إلى حل في سوريا"؛ ما يدل على وجود تنسيق بين أمريكا وهاتين الدولتين وأنها راضية عن التحرك الروسي والإيراني وهما يقومان بدور يكمّل الدور الأمريكي، بل هو ضمن الخطة الأمريكية.

 

وقد لخص دي ميستورا خطته التي وافق عليها مجلس الأمن يوم 2015/8/17 بالإجماع "بنقاط أربع يمكن تنفيذها عن طريق إقامة مجموعات عمل متوازية مكونة من سوريين من المعارضة والنظام والمنظمات المدنية تتعامل مع المحاور الرئيسية لبيان جنيف وتطبيقه على مراحل، وأن اللجان ستقوم ببحث هذه النقاط وهي الأمن وحماية الجميع، ونقاش آليات التوصل إلى ذلك، بما فيها رفع الحصار وتأمين وصول المساعدات الطبية وتحرير المحتجزين، إلى جانب أمور سياسية ودستورية بما في ذلك هيئة حكم انتقالية وانتخابات، ومحاربة الإرهاب، ووقف إطلاق النار، وملف إعادة الإعمار". وقال كي مون: "إن العملية السياسية التي ستطلق تهدف إلى تأييد هذه الخطة وتوصيات مبعوثه الخاص لسوريا، والضغط على الأطراف المتنازعة من أجل المشاركة البناءة في عملية دي ميستورا المقترحة". فهو يعلن أنه سيتم الضغط على الثوار من أجل القبول بالخطة.

 

وقد بقي شهران لتنقضي مدة مهمة دي ميستورا الذي يريد أن يحقق شيئا قبل انقضائها لئلا يكون مصيره كمصير سلفيه عنان والإبراهيمي، ويبدو أن خطته غير قابلة للتطبيق وأكثر ما ستصل إليه عقد جنيف3 من دون أن يتحقق شيء على الأرض، كما عقد جنيف1 و2 من دون أن يتحقق شيء. فقد اقترح دي ميستورا مرحلة مؤقتة قبل تطبيق بيان جنيف يحكمها اتفاق مؤقت بين المعارضة والنظام ويفرض عليهما من خلاله التكامل والتعاون عسكريا لمحاربة التنظيمات الإرهابية، وهو أمر من غير المتصور تطبيقه بأن تصبح التنظيمات الثائرة على النظام تقاتل بجانب النظام ضد ما يسمى التنظيمات الإرهابية.

 

لقد رأينا أن أهل سوريا أفشلوا خطط أمريكا على مدى أربع سنوات رغم عظم حجم التآمر عليهم من قبلها حيث سخرت كل قواها الداخلية والإقليمية والدولية، ورغم عظم حجم المأساة التي يعانون منها حيث قُتّلوا وشرّدوا في أصقاع الأرض ودمرت ديارهم وضاعت أموالهم، فأفشلوا مهمة الدّابي والجامعة العربية ومهمة عنان ومهمة الإبراهيمي والآن سيفشلون خطة ميستورا بإذن الله. وقد أفشلوا خطة استخدام إيران وحزبها في لبنان، وأفشلوا خطة تدريب جواسيس ومرتزقة تحت مسمى قوات سورية معتدلة، وأفشلوا الائتلاف الوطني السوري. وهم قادرون بعون الله على إفشال التحالف التركي الأمريكي والتدخل الروسي وموضوع إرسال قوات برية من بلاد عربية ومن تركيا، ولكن عليهم أن ينبذوا خلافاتهم ويوحدوا صفوفهم ويركزوا على هدفهم لإسقاط النظام، ويقطعوا الحبال مع الأنظمة العميلة المتآمرة عليهم، لأن فيهم الخير وفيهم الوعي وفيهم الإخلاص وبينهم المخلصون الواعون وفيهم الإيمان بنصر الله الذي وعد بنصر من ينصره

بقلم: أسعد منصور

المصدر: جريدة الراية                              

25 من ذي القعدة 1436

الموافق 2015/09/09م                            

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_50941

 

الصفحة 53 من 132

اليوم

الثلاثاء, 06 أيار/مايو 2025  
9. ذوالقعدة 1446

الشعر والشعراء

يا من تعتبرون أنفسكم معتدلين..

  نقاشنا تسمونه جدالا أدلتنا تسمونها فلسفة انتقادنا تسمونه سفاهة نصحنا تسمونه حقدا فسادكم تسمونه تدرجا بنككم...

التتمة...

النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ

نفائس الثمرات النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ والسـعدُ لا شــكَّ تاراتٌ وهـبَّاتُ النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ...

التتمة...

إعلام ُ عارٍ

إعلام عار ٍ يحاكي وصمة العار      عار ٍ عن الصدق في نقل ٍ وإخبارِ ماسون يدعمه مالا وتوجيها         ...

التتمة...

إقرأ المزيد: الشعر

ثروات الأمة الإسلامية

روائع الإدارة في الحضارة الإسلامية

محمد شعبان أيوب إن من أكثر ما يدلُّ على رُقِيِّ الأُمَّة وتحضُّرِهَا تلك النظم والمؤسسات التي يتعايش بنوها من خلالها، فتَحْكُمهم وتنظِّم أمورهم ومعايشهم؛...

التتمة...

قرطبة مثلا

مقطع يوضح مدى التطور الذي وصلت اليه الدولة الاسلامية، حيث يشرح الدكتور راغب السرجاني كيف كان التقدم والازدهار في  قرطبة.

التتمة...

إقرأ المزيد: ثروات الأمة الإسلامية

إضاءات

JoomlaWatch Stats 1.2.9 by Matej Koval