أبدأ مقالي هذا بحادثة فتح "عموريّة" على يد المعتصم بالله في ظلّ الخلافة العبّاسيّة
وقع في عهد الخليفة المأمون فتنةٌ عظيمةٌ كادت أنْ تودي بالخلافة الإسلامية العباسية، وقادها بابك الخُرَّمي، وكان زعيمَ فرقةٍ ضالةٍ، تُؤمن بالحلول وتناسخ الأرواح، وتدعو إلى الإباحية .
كان بابك قد كتب إلى حليفه تيوفيل ملك الروم، عندما ضيق عليه الأفشين، يستنصره ويقول له إن الفرصة مهيأة للانتصار على المسلمين.. تأخر ملك الروم في التحرك فلم يتحرك إلا بعد ما قتل بابك.. فتحرك ملك الروم سنة 223 هـ وانقض على مدينة زِبَطرة وأعمل فيها السيف، وقتل الصغير والكبير وسبى النساء بعد ذبح أطفالهن.
الدكتور ماهر الجعبري
نسي من يعتبرون أنفسهم "ممثلي" ثورة الشام أن فرنسا احتلت سوريا فقامت ثورة للتحرر من الاستعمار الفرنسي، ونسي أولئك "الممثلون" (لأدوار مسرحية) أنهم يدّعون راية رُفعت ضد ذلك الاستعمار ! ونسوا أن فرنسا تآمرت مع بريطانيا على تمزيق الشام عند تقاسم تركة الدولة العثمانية ضمن مؤتمر سان ريمو عام 1920، وأن الاتفاقية الاستعمارية لذلك المؤتمر منحت سوريا ولبنان للاستعمار الفرنسي، فيما منحت الأردن وفلسطين والعراق للاستعمار البريطاني (مع الالتزام بتنفيذ وعد بلفور لليهود). ومن الواضح أيضا أنهم لم يتعلموا شيئا عن مبدأ أيزنهاور (أو أنهم لا يريدون أن يفهموه)، وهو الذي قضى لأمريكا أن تحل في المنطقة كاستعمار "جديد" محل ذلك الاستعمار "القديم".
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (سورة المائدة (الآية 51 )
يَنْهَى اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ عَنْ مُوَالاَةِ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى ، وَاتِّخَاذِهِمْ حُلَفاءَ لَهُمْ عَلَى أَهْلِ الإِيمَانِ بِاللهِ وَرَسُولِهِ ، وَيَقُولُ لَهُمْ إنَّ مَنْ يَتَّخِذُهُمْ نُصَرَاءَ وَحُلَفَاءَ وَأَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللهِ وَرَسُولِهِ ، فَهُوَ مِنْهُمْ فِي التَّحَزُّبِ عَلى اللهِ وَرَسُولِهِ وَالمُؤْمِنِينَ . وَإنَّ اللهَ وَرَسُولَهُ بَرِيئَانِ مِنْهُ . وَمَنْ يَتَولَّى أَعْدَاءُ اللهِ فَهُوَ ظَالِمٌ ، وَاللهُ لاَ يَهْدِيهِ إلى الخَيْرِ . وَاليَهُودُ وَالنَّصَارَى بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ، وَلَمْ يَكُنْ لِلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ وَلِيٌّ وَلا نَصِيرٌ .
إقرأ المزيد: نداء إلى أمّة قائدها محمّد (صلّى الله عليه و سلّم)
د. ياسر صابر
إن الدماء التى سالت فى الأيام القليلة الماضية والإجرام الذى إرتكبه جزار الشام فى حق أهلنا هناك لافرق بين طفل أو شيخ أو إمرأة ليؤكد بمالايدع مجالاً للشك أن ثورة أبطال الشام عصية على التطويع وأن جزار دمشق أصبح يدرك أن أيامه أصبحت معدودة وهو يتصرف الأن تصرف المذبوح .
لقد حاول الغرب بشقيه الأوروبى والأمريكى التعامل مع هذه الثورة كما تعاملوا مع أخواتها فى تونس ومصر وليبيا إلا أنهم وجدوا أنفسهم أمام سد منيع غير قابل للإختراق تحت أى مسمى من المسميات. فأوروبا سارعت بإنشاء مايسمى بالمجلس الوطنى فى محاولة منها لتقديم بديل لمجرم سوريا إلا أن هذا المجلس لم يكتب له النجاح ، وذلك لأنه لم يجد أى قبول على الأرض ، فحاولت أوروبا عن طريق مجلس الأمن وعملائها فى الخليج التدخل فى سوريا إلا أن الفيتو الأمريكى بلسان روسى وصينى وقف حائلاً أمام خططهم ، وهكذا يبدو الصراع على سوريا على أشده بين أوروبا وأمريكا. فالأخيرة حاولت منذ أول يوم للثورة أن تفعل مع عميلها كما فعلت فى أول الثورة المصرية ، بدفعه لما يسمى إصلاحاً علها تلتف على إنتفاضة الشعب ، ولما فشلت فى ذلك حاولت أن تلعب على وتر الطائفية فى سوريا الذى يستند عليه النظام الحاكم هناك ففشلت ، ولم يبقى أمامها إلا جامعة الضرار العربية التى أعطت مهلة تلو الأخرى للنظام المجرم يبيد فيها شعبه علها تستطيع أن تدبر بديلاً يخرج نظامها من أزمته هناك ومازالت أمريكا تتخبط ولاتعرف لها مخرج فى سوريا بالرغم من الدور الكبير الذى أناطت به عملاءها فى طهران وحزب الله وينفذونه بإجرام شديد.
عبد العزيز كحيل
يستحي المرء في هذه الأيام أن يكتب عن سورية العزيزة وهو يمسك بالقلم في غرفة دافئة ليدبّج مقالا ينتصر للثورة والأبرياء المضطهدين ويستنكر جرائم النظام البعثي الطائفي ، وماذا عساه ان يكتب وأحرار الشام يكتبون تاريخهم بالدم وهولا يملك سوى يراع عادي ، يقطر دما- نعم - ويعتصر صاحبه ألمًا، لكنّه في حال غير ما يعانيه الأحرار والجرائر والأطفال والعجائز في طول سورية وعرضها من حرب إبادة حقيقية تدور رحاها منذ عام كامل، لكني قرّرت ان أكتب كلمات هي جهد المقلّ ليعلم أحبّتي هناك وفي كلّ مكان أنّنا هنا في الجزائر نعايش ثورتهم وكأنها ثورتنا ،وتكاد صدورنا تنفجر من الغيظ من هول ما نرى ونسمع من جرائم الأسرة الحاكمة في دمشق الفيحاء، ونحن عاجزون عم مدّ يد العون لإطعام الجائعين الذين قُطعت عنهم المؤن والمصابين المحرومين من العلاج واليتامى الهائمين على وجوههم وإخواننا في الدين أو في الإنسانية المهجّرين قسرا من بيوتهم في عزّ الشتاء القارس، وليس لهم من ذنب سوى رغبتهم في الحرية واسترداد بلدهم من قبضة الأسرة الحاكمة باستبداد وظلم وفساد.
المزيد من المقالات...
الصفحة 80 من 132