د. أسعد أبو بلال
بهذه الكلمات ختم خالد أبو صلاح الناطق باسم ثوار بابا عمر تدخله أمس على قناة الجزيرة معبرا عن حجم التآمر العربي و الأعجمي على الثورة السورية الطاهرة, ولا نبالغ إذا قلنا أن حجم هذا التآمر بلغ ما بلغته قضية فلسطين في أحلك ظروفها, وهو ما عبرت عنه بمرارة الممثلة السورية مي سكاف على نفس القناة عندما قالت :الآن عرفت كيف ضاعت فلسطين- وهي ترى التخاذل العربي لنجدة شعب أعزل يقصف بحمم الموت على مدار الساعة. و الحقيقة التي لا مراء فيها هي أن حكام العرب و جامعتهم العربية و أمينها العام لا يملكون صرفا و لا عدلا في حل قضايا المسلمين, و هذا عهدنا بهم منذ اغتصاب فلسطين إلى يومنا هذا, إلا أنهم في الثورة السورية لعبوا دورا قذرا من خلال مسلسل المهل التي كانت الغاية منها منح الوقت الكافي لأسيادهم في البيت الأبيض ليجدوا بديلا عن عميلهم بشار أو ابنهم المدلل على حد تعبير أحد العارضين السوريين.
إقرأ المزيد: التآمر الدولي (الأمريكي) على الثورة السورية الطاهرة
د. ياسر صابر
إن سلوك الحكام الجدد الذين آلت إليهم الأمور بعد ثورات الربيع العربى فى تونس ومصر وليبيا يجعل الحليم حيراناً ، فالكل يتساءل لماذا هذا الإرتماء غير المبرر فى أحضان الغرب وخاصة أمريكا ؟ وهل قرأ الحكام الجدد واقع الأمة قراءة صحيحة ؟ وهل هم على دراية بالواقع الذى وصل إليه الغرب ؟
إن خطاب الحكام الجدد يبعث فى النفس الألم والحسرة ، لأنه خطاب محسوب على الإسلام بإعتبار أن هؤلاء الحكام ينتمون إلى حركات إسلامية وليست علمانية ، وقد قامت الأمة بإنتخابهم رغبة منها فى الإسلام ، لأن الأمة تتطلع إلى من يحررها من كل أنواع التبعية للغرب ويعيدها إلى عزتها أمة عزيزة بالإسلام . وإصرار الحكام الجدد على إظهار أنهم يلتقون مع الغرب فى قيمه وأنهم حريصون على المحافظة على العلاقات الإستراتيجية معه خاصة أمريكا ، وإحترامهم لكل المعاهدات والإتفاقيات التى أبرمها الحكام الذين قامت الثورات من أجل إسقاطهم وإسقاط مشاريعهم ، كل هذا الإصرار هو تحد لرغبة الأمة وإعاقة لمشروع نهضتها الذى لايمكن أن يتحقق إلا بعد التحرر الكامل من الغرب وأفكاره الإستعمارية.
حــســن الــحــسـن
في ظل اكتساح بعض الحركات الإسلامية للانتخابات الجارية في عدد من الأقطار العربية، ينتقل المشروع الإسلامي الذي تتبناه هذه الحركات إلى مرحلة الاحتكاك الجدي بالسلطة من موقع مباشرة الحكم ولو شكلياً، ما يضع المشروع الذي يرفع شعار «الإسلام هو الحل» على المحك أمام الجماهير التي تتطلع بشغف إلى نظام قائم على العدل والحق المستمد من أحكام الشرع الحنيف.
إلا أن أكبر تحدٍ يواجه هذه الحركات يكمن في خوضها هذه التجربة في إطار المشروع الديمقراطي المدني الوطني التعددي بغطاء دولي، بدل مشروع الخلافة ووحدة الأمة وحاكمية الشريعة والمفاصلة مع النفوذ الاستعماري الثقافي والسياسي والاقتصادي. مما يعني أن نجاح التجربة أو فشلها سيؤدي بالنتيجة إلى تكريس نظام رفضوه وحاربوه واعتبروه نقيضاً للمشروع الإسلامي الأصيل.
قدمت نتائج الانتخابات التي جرت وما تزال تجري في مختلف أقطار العالم الإسلامي (الجزائر، فلسطين، تركيا، تونس، ليبيا، مصر، المغرب) دليلاً ملموساً على إخفاق الغرب في استنساخ تجربته في بلاد المسلمين وبالفشل في إقناع المسلمين بالتخلي عن دينهم ونبذه، رغم هيمنته السياسية والاقتصادية عليهم. ويمكن تلخيص إخفاق الغرب في مشروعه هذا بالأسباب التالية:
أولها: إن المسلمين عاشوا في ظل الإسلام قروناً طويلة معتبرين أن حياتهم لا تكون إلا به وأن مهمتهم في الحياة هي حمل رسالته، على خلاف ما كان الحال عليه في الغرب، الذي ارتضى أن يفصل الدين عن الحياة منذ أمد بعيد، بعد أن ثبت لديه عدم قدرته على مواكبة الحياة ومستجداتها، وبالتالي لم يعد يشكل الدين في حياة شعوب الغرب إلاّ طقوساً لا تمس واقع حياتهم ونظم عيشهم.
إقرأ المزيد: ثورات العرب بين الخلاص بالإسلام واستمرار التبعية للغرب
صبحي حديدي
مرّت، قبل أيام، الذكرى الثلاثون للإضراب الكبير الذي نظمه المواطنون السوريون في بلدات وقرى هضبة الجولان المحتلة، الذي بدأ يوم 14/2/1982 وامتدّ حتى 19/7 ذلك العام، وعُدّ الأطول في تاريخ سورية الحديث. وكان الإضراب بمثابة حركة الاحتجاج الأوسع نطاقاً، والأرقى تنظيماً، والأرفع التزاماً، ضدّ قرار الحكومة الإسرائيلية بتاريخ 14/12/1981، ثمّ الكنيست بعدئذ، وقضى بضمّ الجولان. وثمة عشرات التفاصيل المشرّفة التي اقترنت بتنفيذ ذلك الإضراب، والتي يتناقلها الجولانيون بفخار مشروع، واعتزاز بالغ لا يخلو من غصّة كبرى: موقف التخاذل الذي اتخذه النظام السوري إزاء خطوة ترقى إلى مستوى إعلان الحرب، والتزامه صمت القبور على خطوط الجبهة كافة، لا سيما وأنّ أجهزة النظام الأمنية ومعظم وحداته العسكرية الخاصة الموالية كانت منهمكة بتنفيذ المجازر في الداخل، ضدّ مدن وبلدات وقرى سورية!
المزيد من المقالات...
الصفحة 79 من 132