الثلاثاء, 04 نيسان/أبريل 2017 10:52
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

النهضة بالفكر والعلم

 


أي نظام تعليم إن لم يكن الهدف منه أن يرتقي بالفكر وينهض به، فإنه نظام يهوي بالإنسان إلى أسفل الدركات... وهذا هو حال التعليم في البلاد الإسلامية - مع الأسف -. والسبب هو أن الأنظمة الحاكمة هي أنظمة جبرية سلطها الغرب الكافر على الأمة حتى يبقى مسيطراً مهميناً عليها وعلى البلاد والعباد.


والأمة الاسلامية منذ أن هدم الغرب الكافر المستعمر دولتها، وهي تعيش حياة الذل والهوان والجهل والتخلف، بعد أن كانت تعيش في عزة وكرامة ورفعة، تربعت خلالها وعلى مدى عقود على عرش التقدم والرقي والازدهار.
فما الذي هوى بالأمة إلى هذا الوادي السحيق من الجهل والتخلف؟


قال الإمام مالك رحمه الله: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح أولها). وأوائلنا وسلفنا الصالح هم الصحابة ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وأئمة الدين العدول كالأئمة الأربعة وأهل السُّنَّة والجماعة، طبقوا الإسلام كاملاً كما نزل على سيد المرسلين محمد e، الذي أسس دولة الإسلام في المدينة وطبق الإسلام في كل نواحي الحياة.


وما يعنينا في هذا المقال هو سياسة التعليم التي طبقت في عهد النبي e ومن بعده الخلفاء الراشدين ومن تبعهم من الخلفاء حتى عهد الخلافة العثمانية.


إن سياسة التعليم في دولة الاسلام تقوم على أساس العقيدة الإسلامية، فتوضع مواد الدراسة وطرق التعليم على الوجه الذي لا يحدث أي خروج في التعليم عن هذا الأساس، من أجل تكوين العقلية والنفسية الإسلامية فتوضع جميع مواد الدراسة التي يراد تدرييسها على أساس هذه السياسة.


لأن الغاية من التعليم هي إيجاد الشخصية الإسلامية، وتزويد النّاس بالعلوم والمعارف المتعلقة بشؤون الحياة، وعليه فإنه يجب تعليم الثقافة الإسلامية في جميع مراحل التعليم.


ولأن الخلفاء الراشدين ومن تبعهم من خلفاء الدولة الاسلامية، تمسكوا بهذه السياسة التعليمية على مدى قرون طويلة، ازدهرت الحضارة الاسلامية في العلوم والصناعات والاختراعات والاكتشافات، بل امتدت هذه الحضارة لتشع على بلاد الغرب، فنهل منها وانبهر بها. ظهرت الجامعات الإسلامية لأول مرة في العالم قبل أوروبا بقرنين، وكانت أول جامعة "بيت الحكمة" أنشئت في بغداد سنة 830م ثم تلاها جامعة القرويين سنة 859م، ثم جامعة الأزهر سنة 970م، في حين إن أول جامعة في أوروبا أنشئت في سالرنو بصقلية عام 1090م على عهد روجر الثاني وقد أخذ فكرتها عن المسلمين هناك.


كانت الجامعات في الدولة الإسلامية توجد فيها المدن الجامعية المجانية، ويطلق عليها الأروقة، والطلبة كان يطلق عليهم المجاورون لسكناهم بجوارها. وكان في الجامعة الواحدة أجناس عديدة من الأمم والشعوب يعيشون تحت مظلة الإسلام والعلم، فكان يرتاد الجامعات من الصين وأفريقيا وأوروبا وآسيا.


أما نظام التدريس فيها فكان في حلقات؛ بعضها يعقد داخل الفصول وبعضها في الساحات، وكان لكل حلقة أستاذها، ولم يكن هناك سن للدراسين بهذه الجامعات المفتوحة، وكان الخلفاء يحضرون لهذه الحلقات، وكانوا يقدمون أقصى التسهيلات لأبحاثهم، وساعد هذا على انتشار العلم وانتقال الحضارة الإسلامية.


كانت دولة الخلافة تهتم بالمرافق الخدماتية والعامة، فكانت تقيم المساجد ويلحق بها المكتبات العامة المزودة بأحدث الإصدارات في عصرها.


هذا غيض من فيض مما كان عليه التعليم في عهد دولة الإسلام التي ظلت قروناً طويلة عزيزة منيعة تتصدر قيادة الشعوب والأمم، لأنها كانت متمسكة بكتاب الله منفذة لأحكامه...


ما الذي حدث لأمة الإسلام وجعلها تهوي في أودية الجهل والضياع والتخبط؟


إن الكفار بحقدهم الدفين على الإسلام وأهله، كادوا لهذه الأمة المكائد، وجيشوا كل طاقاتهم وإمكانياتهم وشنوا حربا شرسة على دولة الخلافة، واستطاع الغرب الكافر أن يهدم دولة العز والكرامة، وصار يعمل على إضعاف العقيدة الإسلامية في نفوس المسلمين لهدم الدولة الإسلامية التي تحكم رعاياها بنظام الإسلام، ليتمكنوا من هزيمة المسلمين والسيطرة عليهم.


فبدأوا أساليبهم الخبيثة وكانت البداية من خلال التعليم، فاتصلوا بأبناء المسلمين وأرسلوهم في بعثات مجانية حيث ثقفوهم بالثقافة الغربية المبنية على أساس وجهة النظر الرأسمالية وهي فصل الدين عن الحياة، والتي تعني حصر الدين في المساجد كما حصروا الدين عندهم في الكنائس. وأطلقوا الحريات دون أي قيود، ولقّنوهم مفاهيم القومية التي تفرقهم وتمزقهم.


هدمت دولة الاسلام ومزقت إلى كيانات كرتونية أسموها دولاً، وسلطوا على كل كيان عميلاً أسموه حاكماً، وجيشوا المضبوعين بثقافة الغرب الكافر وأرسلوهم إلى بلاد المسلمين لينشروا سمومهم في عقول أبناء الأمة ونجحوا في ذلك أيما نجاح!


فكان الغزو الفكري أشد فتكاً على الأمة من الغزو العسكري، فبعد أن أوهم الغرب المستعمر أنهم خرجوا من بلاد المسلمين عسكرياً، غزوا الأمة بغزو فكري شرس، وكان التعليم على رأس القائمة، فتسلم وضع المناهج الحكومات الجبرية الطاغوتية، وكانت تلك المناهج قائمة على أساس المبدأ الرأسمالي الخبيث وهو فصل الدين عن الحياة وإنكار تأثيره فيها وبالتالي في الدولة التي تنظمها.


عندما ألبسوا كثيراً من هذه الأفكار والمفاهيم الخطرة ثوباً إسلامياً، تقبلها المسلمون بدون تمحيص وبدون نقدها على أساس العقيدة الإسلامية، وأمثلة على هذه الأفكار والمفاهيم الخاطئة التي ضللت الأمة ومنعت نهضتها نذكر:
1- الديمقراطية: والتي تعني حكم الشعب للشعب، وضللوا المسلمين فقالوا إنها شورى وإنها آلية لانتخاب الرئيس، مع أن الديمقراطية في حقيقتها تعني أن المشرع هو الشعب وليس الله سبحانه وتعالى، وبهذا فإن الديمقراطية نظام كفر يحرم أخذها والمناداة بها، والأصل العمل للتغيير لتطبيق نظام الإسلام في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة والوفاء ببيعة خليفة واحد للمسملين.


2- الوسطية: وهي مصطلح دخيل لم يظهر عند المسلمين إلا في العصر الحديث مصدره المبدأ الرأسمالي الذي بني على عقيدة الحل الوسط، الذي نشأ نتيجة صراع بين الكنيسة والمفكرين والعلماء في الغرب، وبعد صراع مرير قرروا الاعتراف بالدين باعتباره علاقة بين الإنسان والخالق على أن لا يكون لهذا الدين دخل في الحياة، واليوم جعلوا من الإسلام دين عبادات فردية فقط لا دخل له بالأنظمة السياسية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية، وذلك افتراء خطير؛ فالإسلام نظام كامل يشمل الدنيا والآخرة. ولإلباس الحق بالباطل قالوا إن الاسلام دين وسطي لا غلو فيه ولا تشدد أو تطرف بالمعنى الغربي للمفهوم مستدلين بالآية الكريمة: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾ [البقرة: 143]


مع أن الناظر في تفسير هذه الآية يجد معنى آخر وهو أن الأمة الإسلامية أمة عـدل، والعدل مـن شروط الشـاهد في الإسلام، والأمة الإسلامية شاهدة عـلى الأمم الأخرى عـلى أنـها بلــّغتها الإسلام. إلا أنهم ساووا بين الإسلام وبين العقائد الأخرى بحجة الاعتدال وتقبل الرأي والرأي الآخر والحوار بين الأديان وأباحوا الإلحاد والردة عن الإسلام.


3- الإرهاب: مفهوم اختلقته أمريكا المستعمرة واتخذته ذريعة لتنفيذ سياساتها الاستعمارية السياسية والعسكرية في بلاد المسلمين حيث سنت قوانين وتوصيات ربطت المسلم الذي يتمسك بالإسلام الصحيح والذي يعمل لتغيير أنظمة الكفر، ربطته بـ(الإرهاب) ونعتته بـ(الإرهابي) وفرضت على عملائها في الأنظمة الحاكمة اعتقال وتعذيب من زعمت أنهم (إرهابيون) سواء أكانوا أفراداً أم أحزاباً، وجاء ذلك صراحة في تقرير راند 2007 الأمريكي، من كان سياسياً ويطالب بإقامة الخلافة على منهاج النبوة ومن يدعو للجهاد، وعملوا على حذف آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة التي تذكر هذه الفروض في الكتب المدرسية حتى لا يصبح الطفل متشرباً بأفكار "إرهابية" بينما الإرهاب الحقيقي هي دعوتهم للرأسمالية العلمانية الكافرة التي شقي بها الإنسان في كل العالم.


4- الحوار بين الاديان


هذه الفكرة الخبيثة تدعو إلى إيجاد قواسم مشتركة بين الأديان، بل تدعو إلى إيجاد دين جديد ملفق يعتنقه المسلمون بدلاً من الإسلام، ويريدون من أبنائنا من خلال نشر هذا المفهوم الخطير إلى أبنائنا الطلاب أن يعتنقوا هذا الدين الملفق، خاصة من الفئات العمرية الصغيرة في الصفوف الأساسية، لأن أصحاب هذه الفكرة والداعين لها هم الكفار الغربيون. فالنصارى يقولون عيسى ابن الله، واليهود يقولون عزيز ابن الله ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾، والله سبحانه جل وعلا يقول: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ﴾.

 

5- الجهاد


الجهاد في الإسلام هو ذروة سنام الإسلام. قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾. وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَغَدْوَةٌ أو رَوْحَةٌ في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما فيها» (رواه البخاري ومسلم وأحمد).


ولأن - كما ذكرنا - من يضع المناهج هم الحكام العملاء للغرب الكافر المستعمر، وصفوا الجهاد (بالإرهاب)، وكل من يدافع عن دينه وأمته بالتصدي للكفار وعملائهم يتم وصفه بأنه (إرهابي).


هذه بعض من المفاهيم الخطرة التي توضع في المناهج في البلاد الإسلامية، فمواد التدريس محشوة بالأفكار والمفاهيم الغربية، لا يتسع ذكرها كلها، والتي ما أن ينهي الطالب دراسته حتى يكون قد أُجري له غسيل دماغ، ويكون قد تشرب كل الأفكار الهدامة والخبيثة، ويصبح يُسير حياته على أساسها ومن ثم ينقلها لغيره، وإن لم يعتنقها ويعمل بها، يكون قد تخرج وهو أكثر جهلاً وضياعا، وهذا ما تهدف إليه الأنظمة الحاكمة العميلة الخائنة لدينها ولأمتها. وهذا هو حال أبنائنا في البلاد الإسلامية. لقد نجح الغرب الكافر عن طريق أدواته من الحكام والعملاء والمفكرين في تخريج شخصيات مهزوزة مشتتة تائهة، فكيف السبيل إلى الخروج من هذا المستنقع الذي تعيش فيه الأمة منذ عقود؟


إن الأمة تحتاج الى أن يكون لديها وعي عام على أفكار الإسلام الرئيسة المراد إيجاد التغيير على أساسها في أذهان الناس؛ عقيدةً وأحكاماً، عند عامة الناس في المجتمع؛ أي حصول الوعي على عموم أفكار الإسلام عند عامة المجتمع، وهذه الأفكار العامة مثل وحدانية الله عز وجل، وأنه هو المشرع فقط، فلا يجوز أخذ تشريع من غيره، وأن التشريع من غير الله كفر لا يُقبل أبداً. ويجب على الآباء والأمهات أن يكون لديهم الوعي على ما تحوكه الأنظمة الحاكمة ضد أبنائهم، فكثير منهم هم أنفسهم وقعوا ضحايا هذه الأفكار والمفاهيم الخطرة، فكيف سيستطيعون توجيه أبنائهم وتوعيتهم إذا كانوا هم بحاجة إلى توعية وتوجيه؟!


لا خلاص للأمة إلا إذا توحدت وعادت إلى التمسك بعقيدتها الإسلامية، تعود لتحمل الأفكار والمفاهيم الإسلامية الصحيحة، وكل الحركات والجماعات الإسلامية التي حملت شعار "الإسلام هو الحل" فشلت في الوصول لتحقيق هذا الشعار، ولا يوجد إلا حزب التحرير الذي منذ نشأته حتى الآن، أثبت أنه الحزب القادر على قيادة هذه الأمة. فهو الذي يدعو ويعمل من أجل إعادة نهضة المسلمين، وذلك من خلال عمله بإخلاص وجدّ من أجل إعادة استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. فلا خلاص لنا ولأبنائنا للخروج من سراديب الجهل والضياع إلا بالالتفاف حول حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله.

 


كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير


دعد الطويل - فلسطين

- See more at: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/cultural/43055.html#sthash.JFxjhbLy.dpuf

 
الثلاثاء, 04 نيسان/أبريل 2017 10:40
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يا أهل الكنانة! اغسلوا عار تطاول حكامكم العملاء على نبيكم ودينكم

 

 

تروي لنا سورة المجادلة عن امرأة من الأنصار هي خولة بنت ثعلبة صحابية جليلة من الصحابيات الصابرات وزوجة لابن عمها أوس بن الصامت، وكان شيخاً كبيراً قد ساء خلقه وضجر ولمم، واللّمم نوع من الجنون، وكان ضعيف البصر، فدخل على خولة يوماً فراجعته بشيءٍ، فغضب عليها وقال لها: "أنت عليَّ كظهر أمي" وكان ذلك القول في الجاهلية طلاقاً، وقيل كان الظِّهار في الجاهلية أشد الطّلاق وأحرم الحرام، وكان الرجل إذا ظاهر من امرأته لم يرجع أبداً، وكان ظهار أوس من خولة أول ظهار في الإسلام، ثم راودها أوس عن نفسها، فقالت له: كلا لا تصل إليَّ وقد قلتَ ما قلت حتى أسأل رسول الله ﷺ، فأسقط في يده، وقال لها: ما أراك إلا قد حَرُمْتِ عليَّ، انطلقي إلى رسول الله ﷺ فاسأليه، فذهبت خولة إلى رسول الله ﷺ وقصّت عليه قصتها مع أوس، فقال لها رسول الله ﷺ: «ما أمرنا بشيءٍ من أمرك، ما أراك إلا قد حرمت عليه» فقالت: يا رسول الله، والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر الطلاق، وإنه أبو ولدي وأحبّ الناس إليَّ، فقال لها: «حَرُمت عليه» فقالت: أشكو إلى الله فاقتي وتركي بغير أحد، وقد كبرت سني ودقّ عظمي، ثم قالت: يا رسول الله إن أوساً تزوجني وأنا ذات مال وأهل، فلما أكل مالي، وذهب شبابي، ونفضت بطني، وتفرَّق أهلي، ظاهر مني، فما زادها رسول الله ﷺ على قوله: «ما أراك إلا قد حرمت عليه»فبكت وصاحت: أشكو إلى الله فقري ووحدتي وصبية صغاراً، إن ضمهم إليه ضاعوا، وإن ضممتهم إليَّ جاعوا، ثم أخذت خولة ترفع رأسها إلى السماء، وقالت السيدة عائشة رضي الله عنها وكانت قد شهدت حوار خولة مع رسول الله ﷺ: فبكيت وبكى من كان في البيت رحمة لها ورقّة عليها، فبينما فرغت عائشة من تمشيط شق رأس رسول الله ﷺ وأخذت تمشط الآخر، أنزل الله عليه قوله: ﴿قَدْ سَمِعَ الله قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّه يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ * الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَراً مِّنَ الْقَوْلِ وَزُوراً وَإِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ * وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّه بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾.

 

هذه هي حقيقة الواقعة وحقيقة المرأة التي يدّعي الرئيس المصري خلال خطابه في حفل تكريم أمهات الشهداء 2017/3/23م أنها لامرأة اشتكت رسول الله ﷺ لله وأن القانون الإلهي تغير لأجلها ولأجل شكواها مستكملا بذلك مسيرته في ثورته الدينية متطاولا على رسول الله ﷺ، وكأني به يريد أن يقول إن نبيكم أخطأ أيها المسلمون وأشاح وجهه عن المرأة ولم ينظر شكواها فاشتكته لربكم الذي غير القوانين لينصف المرأة، مدعيا أن (القانون أو الحكم السائد وقتها كان بتفريق الرجل عن زوجته إذا نطق اليمين، إلا أن المرأة تصدت بفطرتها وللحفاظ على أبنائها وأسرتها لهذا الحكم، واشتكت الرسول ﷺ إلى الله، وأن الله رد عليها بأن أنزل الوحي على الرسول ﷺ بآية: "قد سمع الله قول التي تجادلك وتشتكي إلى الله")، علما أن الظهار عن العرب كما أسلفنا هو طلاق بل ومن أشد أنواع الطلاق، هذا واقعه عند العرب الذين نزل عليهم القرآن ولم يكن قد نزل فيه حكم خاص حتى هذه الواقعة التي هي أول ظهار في الإسلام، وكما نعلم أن القرآن كان يتنزل على رسول الله ﷺ منجما أي لكل واقعة بحكمها الذي يناسبها ورسول الله ﷺ لا ينطق عن الهوى إنما هو رسول من الله يبلغ رسالته ولا يعصيه ولا يشيح وجهه عن سائل وقد جادلته في زوجها وحاله وحالها، وأجابها على اعتبار اللفظ عند العرب وكونه من ألفاظ الطلاق حتى أنزل الله قرآنا يتلى وحكما يبين الأمر ويضبطه إلى يوم الدين، والمرأة ما شكته لله وإنما شكت لله حالها وحال أولادها، وما تطاولت عليه ﷺ وإنما كانت تعرف له قدره وهي من الصحابيات الفضليات.

 

وإذا كانت القوانين تتغير أيها الرئيس فمن الذي يغيرها؟! هل اجتمع الصحابة وطالبوا الرسول ﷺ بتغييرها؟! وهل غيرها النبي ﷺ من تلقاء نفسه؟! هل قام النبي ﷺ بثورة دينية؟!

 

أيها الرئيس! لقد شهد عليك لسانك فكما قلت أنت الذي غير القانون هو الله فأنزل فيها قرآنا يتلى إلى يوم القيامة ولم نر الصحابة يجتمعون ليضعوا فيما بينهم قانونا جديدا بشأن هذه المرأة ولا بأي شأن آخر من شئون حياتهم، ولم نر من رسول الله ﷺ قولا يخالف ما يأتيه من وحي الله عز وجل، بل نجده يتوقف على ما أتاه من قرآن يفسره بلسان العرب الذين نزل فيهم وعليهم القرآن، فأين أنت منهم ومنه؟! هم سمعوا لله وأطاعوا ونزلوا على شرعه وأحكامه وما طبقوا غيرها في حياتهم، فأين أنت من هذه الأحكام وتطبيقها؟!

 

يا أهل الكنانة! إن رئيسكم لم يكتف باستمراره في ثورته على دينكم واحتكاره للخطاب الديني الذي يوجه لكم حتى لا يخرج عما يريد أن يوصله إليكم بل يتطاول على نبيكم مستخفا ومستهينا بكم غير عابئ بغضبكم، فلو علم منكم غضبة لله ورسوله ﷺ تزلزل أركان حكمه وتقوض سلطانه لما تجرأ على نبيكم ولما سعى إلى تشويه دينكم، ولما تبنى رؤية عدوكم التي تصف دينكم بالإرهاب وتخوّله قتلَكم، فاخلعوا عنكم هذا العار وانفضوا أيديَكم من حاكم خائن لله ورسوله ﷺ أوكل أمره لعدوكم، واحتضنوا إسلامكم الذي يحييكم ويعيد لكم عزتكم وكرامتكم، وقِفوا لله وقفة لا ترجعوا عنها حتى تقام فيكم الخلافة على منهاج النبوة؛ تحكم فيكم بالإسلام شاملا كاملا كما ارتضاه الله لكم وأتمه عليكم نعمة منه وفضلا.

 

أيها الرئيس! إن الإسلام الذي أنزله الله على نبيه ﷺ هو منهج حياة كامل، فيه من الأحكام ما يكفل لمصر والأمة بل والعالم أجمع العيش في رخاء ورغد عيش شريطة تطبيقه كاملا شاملا في دولة الخلافة على منهاج النبوة تعرفها أنت ومن خلفك وتعرف من يحملون الدعوة إليها وتعرفون أنها الحق المحض الذي سيزيل الرأسمالية وباطلها وسلطانها وسيقضي حتما على نهبها لثرواتنا وهيمنتها على خيراتنا ومقدراتنا، وما نعتكم الإسلام بالإرهاب إلا لمحاولة كبح جماحه وتأخير قيام دولته التي آن أوانها وأطل زمانها والتي بالفعل ترهبكم وتقض مضاجع سادتكم في البيت الأبيض.

 

أيها الرئيس! إننا نبشركم أنها قائمة بإذن الله وقد أصبحت الأمة كلها تراها رأي العين، فكفاكم انفصالا عنها واصطفافا في صف عدوها موغلين في دمها، ولا زال في يدكم قرار يغير وجهتكم عسى الله أن يقبل منكم فيغفر لكم به ما قد سلف بتوبة نصوح صادقة يتبعها نصرة لله ورسوله ﷺ ودينه وتسليم الأمر للمخلصين من أبناء الأمة حزب التحرير الذين تعرفونهم وتدركون جاهزيتهم للحكم بالإسلام من فورهم، وتقيموها معهم خلافة على منهاج النبوة تعيد للأمة سلطانها وتزيل الحدود التي تفصل شرقها عن غربها وتحفظ عليها دماءها وأعراضها وثرواتها وتنهي عقود الذل والتبعية للغرب، فيا سعدكم حينها إن فعلتم، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله عبد الرحمن

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

- See more at: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/cultural/43111.html#sthash.zbnFUMA2.dpuf

 
الجمعة, 31 آذار/مارس 2017 10:02
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق
حيرة الرجال



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يخرج في آخر الزمان رجالٌ يختلون الدنيا بالدين يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب، يقول الله عز وجل: أبى يغترون؟ أم علىّ يجترئون؟ فبي حلفتُ لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيران))

كيف يصبح الحليم حيرانا؟؟؟

بداية لا بد من القول أننا نعيش في ظلال غياب الخلافة في فتن كثيرة متراكمة وما زالت السماء تمطر فتنا ولم تتوقف، وهذا شيء طبيعي في ظل غياب الخلافة وغياب حكم الإسلام.

أما كيف يحتار الحليم وهو الرجل الهادئ؟؟؟

كيف تصيب الحيرة الرجال العلماء والهادئين والحكماء؟؟؟؟

لنرى ما هو موجود في حياتنا لندرك شدة الفتن التي تحير الرجال العلماء الحكماء.....

أن ترى المسلمين يقتتلون فيما بينهم ويأخذون السلاح من الكفار ليمارسوا القتل فيما بينهم وإذا سألتهم عن حكم اخذ السلاح من الكفار وقتل المسلم لأخيه لقالوا لك فعل حرام ولكنهم يستمرون في القتال ويستمرون في اخذ السلاح من الكفار.......

وأن ترى حاكما مجرما شديد الإجرام وتسأل أتباعه عن الحكم الشرعي في أفعاله لقالوا لك أنها حرام بلا خلاف ومع ذلك تراهم يؤيدونه ويدافعون عنه.....

وان ترى أناسا من المسلمين تخبرهم أن الحكام خونة مجرمين فيقرون لك بذلك ومع ذلك تراهم يتزلفون على أبوابهم ويقولون لك مصالحنا وحياتنا يا هذا.......

وان ترى أناسا مسلمين يقرون أن إقامة الخلافة فرض وواجب وان تغيير الحكام الخونة واجب ومع ذلك تراهم يتركونك ولا يعملون معك لإقامة الخلافة أو خلع الحكام عن كراسيهم.........

وان ترى أناسا يقرون بحرمة الربا وحرمة العري والتبرج وحرمة ترك الصلاة وحرمة الخمر ومع ذلك تراهم يأخذون الربا ونساؤهم عرايا متبرجات ولا يصلون ويشربون الخمور ويرتكبون المعاصي......

وان ترى مسلما يشهد الشهادتين ويقول انه مسلم واسمه محمد أو عبدالله ومع ذلك تراه يقتل المسلمين وينكل بجثثهم ويغتصب نساءهم وينبش قبورهم ويعذبهم اشد أنواع العذاب خدمة للكفار ثم تراه يصلي ويصوم ويدعو الله أن يوفقه في عمله......... 

وان تدعو المسلمين إلى طاعة الله والعمل لدينه سنينا ثم يقولون لك أنك على الحق ومع ذلك تراهم يتبعون الظالمين ويتركونك في مواجهة الظالمين، هذا إذا لم يساعدوا الظالمين على القضاء عليك......

وان ترى أناسا يحاربون بعض أنواع المعاصي حتى إذا انتشرت مارسوها بحجة أن الناس قد أصبحت على العموم تفعلها........

وأن ترى وأن ترى الكثير الكثير مما يجعلك تحتار فيمن حولك وفيما حولك........


هذه الأمور وغيرها تجعل المسلم العالم الحكيم يحتار في هكذا مسلمين؛ هل هم حقا مسلمين؟!، هل حقا يفهمون إسلامهم؟!، هل حقا يعرفون ما ينطقون به؟!، هل هم حقا مسلمين؟!، هل حقا أنك تخاطب أناسا ذوي عقول سوية؟؟؟؟!!!!

أسئلة كثيرة تجعلك تحتار وتحتار وتصبح حيرانا في كيفية إصلاح هؤلاء البشر، وان ظننت أن إصلاحهم يكون بالإصلاح الفردي أو بتركهم وما هم عليهم من فساد واعتزالهم أو يكون الحل بقتلهم وقتالهم... فانك مخطئ، وستبقى الحيرة تلازمك!!!!!

الحل لا يكون إلا بتغيير عقولهم وتغيير الرأي العام بين المسلمين وإقامة الخلافة بينهم، ثم عن طريق التعليم والإعلام والقانون تستطيع دولة الخلافة تغيير هذه العقول وهذه التصرفات والحد منها بشكل كبير.

حتى وأنت تعمل بطريقة صحيحة للخلافة لا بد أن تدرك الصعوبات التي تواجهك وإلا ستقع في الحيرة يا عبد الله، فيجب أن تعلم انك تبني وآخرون يهدمون وانك توعي وآخرون يفسدون، ويجب أن تعلم أن هناك منافقين ومن هم مرتبطين بمصالحهم وان تعلم أن هناك من هم خائفون على مصالحهم وان هناك إعلام يحاربك وظلمة يفسدون عملك وبطانة فاسدة للحكام تحاربك وجهل منتشر يعيق طريقك ومفاهيم فاسدة متغلغلة في الأعماق تجهدك وأنت تغيرها، يجب أن تعلم أن هذا الطريق فيه معيقات كثيرة جدا.

يجب أن تعلم أن هذا العمل يحتاج صبرا وجلدا وقوة وحكمة وان العمل الفكري صعب ويحتاج جهدا كبيرا، فان طالت المدة فهذا لا يعني فشل الطريق أو أن الناس غير صالحين للتغيير، بل يعني مضاعفة الجهود والعمل، وان عملك لإقامة الخلافة فرض وان أجرك تأخذه في الآخرة، فان مت وأنت على هذه الطريق فهذا لا يعني الفشل، بل يعني أن على قيادة التغيير تغيير الوسائل والأساليب واستغلال الأحداث لتوعية الناس، وانك مهما بلغت من قوة فان تأثيرك بدون الأمة الإسلامية لا شيء.

من أدرك كل هذه الأمور فانه بإذن الله تعالى لن يصاب بالحيرة وسيستمر بالعمل لطاعة الله تعالى، وعليه أن يتزود بالأعمال الصالحة من صلاة وصيام وقراءة للقران وصلاة بالليل والناس نيام، فعندها بإذن الله لن يصاب بالحيرة، ويجب أن تكون الآية الكريمة: { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((.... ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت)) موجودان بين عيني من يعمل للتغيير لا يفارقانه، وأن النصر من عند الله ينزله متى يشاء.

من ملك الوعي الصحيح، الوعي الفكري والشرعي والوعي القرآني والوعي السياسي واستقام على ذلك، فبإذن الله تعالى لن يصاب بالحيرة وسيكون الطريق أمامه واضحا مهما اشتدت واسودت الفتن.

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5235&hl=
 
الجمعة, 31 آذار/مارس 2017 10:00
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق
القمة العربية الحالية والقمم السابقة



انعقدت القمة العربية الثامنة والعشرون في الأردن في منطقة البحر الميت، وقد كان الرأي العام الطاغي بين أبناء المسلمين هو موقف الاستهزاء بالزعماء العرب والتندر عليهم، وبعد سقوط زعيمين أرضا لكبر سنهم -لا أحياهم الله للسنة القادمة-، فقد عمد الكثير من المتابعين لهذه القمة الهزيلة بتسميتها بقمة الأموات وقمة الساقطين، وهم فعلا كذلك وهم خونة مجرمون، والرأي العام يدلل على وعي كبير بين المسلمين على هؤلاء الخونة.

لكن أتباع الحكام ممن يعملون على مجاراة الرأي العام والحفاظ على موقع تأييد بين المسلمين، بدؤوا بالمقارنة بين هذه القمة وبين القمم السابقة مثل بث كلمات لزعيم العراق السابق صدام حسين وغيره، ثم القول انظروا الفرق بين اليوم والأمس!!!!

يريدون أن يوحوا أن القمم السابقة فيها خير لأن بعض الزعماء السابقين فيهم خير، يريدون صرف أنظار المسلمين عن عمالة الحكام وعن فساد المنظومة الحالية في الحكم منظومة الرأسمالية والديمقراطية الغربية، يريدون صرف أنظار المسلمين عن العلمانية المطبقة وعن حكم هؤلاء بالكفر، يريدون صرف أنظار المسلمين عن الحل الصحيح لمشاكلهم وهو الخلافة، نعم أهدافهم خبيثة جدا، والحقيقة المدركة أن جميع القمم العربية وجميع الزعماء العرب الذين نصبهم الاستعمار على رؤوس المسلمين منذ هدم الخلافة لم يفعلوا خيرا للمسلمين أبدا.

فما الذي فعله جميع حكام العراق مثلا؟، هل حكموا بالإسلام؟؟ هل خرجوا عن أمر المستعمر الغربي؟؟؟، هل كان صدام حسين إلا عميلا تابعا لبريطانيا وعملت أمريكا على خلعه عن كرسيه بالقوة، هل كان صدام يحكم بالعدل أم كان ديكتاتورا؟؟؟، لا نريد الخوض كثيرا في تاريخ هذا الرجل لكنه كان كزعماء اليوم لا يختلف عنهم، وقد سام شعبه سوء العذاب، وهذا طبعا ليس دفاعا عن الحكام الحاليين فهم أسوأ من صدام مئات المرات.

وأيضا ما الذي فعله ياسر عرفات مثلا؟؟؟،ـ أليس هو من أسس السلطة الفلسطينية الحالية وهو أول المعترفين بإسرائيل ممن يسمون المناضلين؟ وماذا فعل جمال عبد الناصر العميل الأمريكي؟؟؟، هل حرر فلسطين أم حسن وضع أهل مصر؟؟؟، وما الذي فعله حكام السعودية أجمعين يوم قطع احدهم النفط عن الغرب؟؟؟، ألم يكن ذلك بإيحاء له من الغرب؟؟؟، وقس على ذلك جميع الزعماء السابقين.

ثم ماذا جنى المسلمون من القمم العربية منذ بدأت بالانعقاد؟؟؟، هل تم اتخاذ قرار بتحرير فلسطين؟؟؟؟ أم تم اتخاذ قرار بتحسين أوضاع المسلمين؟؟؟، أم أن كل قراراتها كانت تنفيذا لمخططات الدول الغربية، وكانت كلها لمحاربة المسلمين إن فكروا بالخروج عن المنظومة الحالية للغرب الكافر؟؟؟ ألم تكن أغلب قراراتهم دعم وزارات الداخلية لمحاربة الإرهاب وكانت كل قراراتها تملى عليهم من الغرب الكافر؟؟؟؟.

إذن لا يوجد فرق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

على العكس يوجد فرق واضح بين القمة الحالية والقمم السابقة وهو الوعي الكبير بين المسلمين، فسابقا كان المسلمون مخدوعون بصدام وعرفات والملك فيصل وجمال عبد الناصر وغيرهم، أما اليوم فأولادهم لا يستطيعون خداع المسلمين ليس إلا، والسبب أن الوعي أصبح يتنامى بدرجة كبيرة بين المسلمين، هذا هو الفرق الوحيد الملاحظ وهو قوة الوعي، أما الزعماء العرب وغير العرب مثل أردوغان حاليا وأربكان ومندريس سابقا وغيرهم فكلهم عملاء للغرب الكافر لا فرق بينهم، ولكن قوة الوعي والحمد لله رب العالمين كشفتهم فلم تعد تنطلي خدعهم على المسلمين.

فمنظومة الحكم في العالم الإسلامي منذ وضعها الاستعمار كلها تحارب الله ورسوله والمؤمنين وكلها عميلة للغرب لا فرق بينهم، ولكن قوة الوعي جعلت المسلمين يدركون خيانة الحكام الحاليين، وهذا يعني أن هذه المنظومة قد شاخت وكبر سنها وهي في طريقها إلى النفوق بإذن الله تعالى، صحيح أنها استطاعت أن تخدع الكثير من أبناء المسلمين يوم كانت شابة، ولكنها اليوم لا تقوى على الوقوف على أقدامها وها هي بدأت بسبب الهرم تتساقط نظاما تلو نظام وحاكما تلو حاكم، حتى تأتي الخلافة وتبيد هذه الكائنات القذرة الهرمة وتخلص المسلمين من شرورهم.

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5239&hl=
 
الإثنين, 27 آذار/مارس 2017 21:03
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المناداة بتطبيق الإسلام واجب على كل مسلم وهو على العلماء أوجب

 

ومن يدعي أن الشرع مطبق في مصر يحتاج أن يتعلم أولا ما هو الإسلام

 

نقل موقع مصراوي الجمعة 17/3/2017م، أن الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، قال إن المناداة بتطبيق الشريعة الإسلامية، كلمة حق يراد بها باطل، وتستغلها المجموعات المتطرفة والمتشددة لتبرير عنفها وإرهابها، وأكد علام - في برنامج "حوار المفتي" الذي يذاع على فضائية "أون لايف" - أن التجربة المصرية في التشريع نموذج فريد يحتذى به بداية من دستور 23 وحتى دستور 2014، والذي أكد عبر الدساتير المختلفة على مرجعية الشريعة الإسلامية، لافتًا إلى أن المواد القانونية المصرية مستنبطة من الشريعة الإسلامية، كما أكد أن الشريعة الإسلامية مطبقة في مصر على المستوى القانوني ولا ينبغي أن نقول إنها غائبة قبل دراسة مواد القانون دراسة موضوعية ومحايدة، مؤكدًا أن التجربة التشريعية المصرية رائدة حيث إنها قبلت كل قانون لا يخالف الشريعة الإسلامية، ورفضت أي قانون يخالف الشريعة الإسلامية، مؤكدًا أن المشرع المصري كان يرجع إلى الشرع الشريف في كل قانون لدرجة أنه كان هناك مفتون في كل مرافق الدولة منذ عهد محمد علي، وعليه فالقوانين المصرية منذ عهد محمد علي تؤكد على تطبيق الشريعة الإسلامية، وحول قضية الحدود في الإسلام واختصار الشريعة في فكرة تطبيق الحدود فقط قال مفتي الجمهورية إن المجموعات الإرهابية اختزلت الشريعة الإسلامية في الحدود مع اتساع الشريعة لكافة شئون الحياة.

 

مزيد من التدليس والتلبيس على أهل الكنانة لإفساد دينهم بعد فساد دنياهم وحصره في أذهان الناس في مجموعة العبادات الفردية التي يقوم بها المسلم، بل وإقناعهم أن ما يطبق عليهم هو إسلام ونموذج يجب أن يحتذى، ولا ندري أين هو الإسلام الذي يطبق في مصر، التي تطبق الرأسمالية في أبشع صورها وتجبر أهل الكنانة مسلمين ونصارى على الخضوع لها!!

 

الإسلام هو مبدأ، أي أنه عقيدة انبثق عنها نظام أي شريعة هي منهج حياة ومعالجات كاملة لكل مشكلات الناس كما وصفها الله عز وجل ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ ونتفق مع المفتي تماما في أنه لا يجوز حصرها في الحدود التي مع أهميتها ووجوبها إلا أنها ليست سوى جزء من قانون العقوبات، وتدرأ بالشبهات كما أخبر النبي e «ادرؤوا الحدود بالشبهات» ولكن المطالبة بها ليست حقا يراد به باطل كما يدعي فضيلته بل هي حق محض وواجب على كل مسلم ومسلمة لا تنعتق رقابهم إلا بتطبيقها كما أرادها الله في دولة خلافة على منهاج النبوة، وواجب أمثاله من العلماء والمتصدرين أن يأخذوا هم زمام المبادرة وأن يطالبوا بها الحكام ويحرضوا الشعوب والجيوش على نصرتها ونصرة دعاتها عوضا عن التدليس والتلبيس على الناس...

 

يا فضيلة المفتي! ما يوافق الإسلام وما لا يخالف الإسلام، كلها أحكام كفر وليست من أحكام الإسلام، وهي في مجملها طعن في دين الله واتهام للإسلام بالنقص والعجز عن علاج مشكلات الناس وباب لإدخال أفكار الكفر إلى الأمة وتسويغها لدى الناس؛ فعن طريق فكرة (ما يوافق الإسلام فهو من الإسلام) أدخل الغرب علينا أفكار الكفر، وعن طريق (ما لا يخالف الإسلام فهو من الإسلام) استطاعت دول الغرب أن تجعلنا نأخذ أحكام الكفر، وبذلك بدأ دخول أفكار الكفر إلى أذهان المسلمين، فكانت ألفاظ الديمقراطية من الإسلام والاشتراكية الإسلامية والعدالة الاجتماعية من الإسلام وغير ذلك، وبهذا أيضاً سهل على الكفار وعلى المنافقين أن يطبقوا على المسلمين أحكام الكفر مثل قوانين العقوبات وأحكام البيّنات وقوانين التجارة وما شاكل ذلك.

 

يا أهل الكنانة! إن من يدعي أن الشريعة مطبقة في مصر إنْ أحسنا الظن به فهو يجهل ما هي الشريعة وكيف ومتى وأين تطبق؟! فالشريعة ليست مادة في دستور وضعت على استحياء لذر الرماد في العيون وهي في واقعها لا تسمن ولا تغني من جوع، بل الدستور يقر أن الديمقراطية التي تجعل التشريع للبشر هي نظام الحكم في الدولة وأنها دولة منفصلة عن أمتها (سيادتها داخل حدود سياكس بيكو، على فرض أن لها سيادة وليست تابعة عميلة)، فلا يجوز أن يصاغ الدستور على أساس أن الديمقراطية هي نظام الحكم بل يجب أن تكون العقيدة الإسلامية هي أساس الدولة، بحيث لا يتأتى وجود شيء في كيانها أو جهازها أو محاسبتها أو كل ما يتعلق بها، إلا بجعل العقيدة الإسلامية أساساً له. وهي في الوقت نفسه أساس الدستور والقوانين الشرعية بحيث لا يسمح بوجود شيء مما له علاقة بأي منهما إلا إذا كان منبثقاً عن العقيدة الإسلامية، فلا يجوز أن تكون مصر دولة ذات سيادة منفصلة عن الأمة بل يجب أن تكون جزءا من دولة الخلافة على منهاج النبوة أو نقطة ارتكاز لها، ولا يجوز أن يطبق فيها أي حكم من غير أحكام الإسلام، كما لا يجوز التدرج في تطبيق هذه الأحكام كما يدعي البعض، بل يجب أن يطبق الإسلام في دولة الخلافة على منهاج النبوة تطبيقا انقلابيا شاملا كاملا حتى لا ينتج عنه نموذج مشوه، وحتى يراه الناس واقعا عمليا مطبقا بكل ما فيه من معالجات لمشكلات الناس تصلح حالهم وتوافق فطرتهم.

 

يا علماء الأزهر ويا أهل الفتوى! إذا كان من ينادي بتطبيق الشريعة يريد بها باطلاً فنادوا أنتم بها بحقها وعرفوا الناس بها كما علمتم من الكتاب والسنة، فهذا حقهم وما أوجبه الله عليكم فكونوا لهم كما أرادكم الله وكما أخذ عليكم ميثاقه ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾ ولا تكونوا كهؤلاء الذين باعوا دينهم بدنيا الحكام فخاب سعيهم وبارت تجارتهم وكان لهم خزي الدنيا والآخرة، ولن يغني عنكم هؤلاء الحكام شيئا بل سيكونون أسرع في البراءة منكم وستكون أعمالكم وتدليسكم وشرعنتكم لما هم فيه حسراتٍ عليكم وندماً يوم لا ينفع الندم ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ * وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾، ﴿وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ﴾.

 

أما أنتم يا أهل الكنانة فلا تسمعوا إلا لمن يصدقكم القول ويخشى الله فيكم ويعمل لما فيه خيركم في الدنيا والآخرة، واعلموا أنه لا صلاح لحاكم إلا بتحكيم الإسلام فعلاً حقيقة لا مراء فيها بتطبيقه في خلافة على منهاج النبوة، يدعو لها من لا يدلسون عليكم ولا يلبسون الحق بالباطل، وهم منكم وأنتم منهم إخوانكم في حزب التحرير؛ هم منكم الرائد الذي لم ولن يكذبكم فاحملوا معهم دعوة صادقة مخلصة لعل الله يخلص مصر والأمة بها من الغرب وأفكاره والتبعية له ويعجل لنا بخلافة تملأ الأرض عدلا نسأل الله أن تكون قريبة وبأيدينا.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

 

 

كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله عبد الرحمن

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

- See more at: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/43036.html#sthash.655ntN8o.dpuf

 

الصفحة 35 من 132

اليوم

الجمعة, 02 أيار/مايو 2025  
5. ذوالقعدة 1446

الشعر والشعراء

يا من تعتبرون أنفسكم معتدلين..

  نقاشنا تسمونه جدالا أدلتنا تسمونها فلسفة انتقادنا تسمونه سفاهة نصحنا تسمونه حقدا فسادكم تسمونه تدرجا بنككم...

التتمة...

النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ

نفائس الثمرات النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ والسـعدُ لا شــكَّ تاراتٌ وهـبَّاتُ النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ...

التتمة...

إعلام ُ عارٍ

إعلام عار ٍ يحاكي وصمة العار      عار ٍ عن الصدق في نقل ٍ وإخبارِ ماسون يدعمه مالا وتوجيها         ...

التتمة...

إقرأ المزيد: الشعر

ثروات الأمة الإسلامية

روائع الإدارة في الحضارة الإسلامية

محمد شعبان أيوب إن من أكثر ما يدلُّ على رُقِيِّ الأُمَّة وتحضُّرِهَا تلك النظم والمؤسسات التي يتعايش بنوها من خلالها، فتَحْكُمهم وتنظِّم أمورهم ومعايشهم؛...

التتمة...

قرطبة مثلا

مقطع يوضح مدى التطور الذي وصلت اليه الدولة الاسلامية، حيث يشرح الدكتور راغب السرجاني كيف كان التقدم والازدهار في  قرطبة.

التتمة...

إقرأ المزيد: ثروات الأمة الإسلامية

إضاءات

JoomlaWatch Stats 1.2.9 by Matej Koval