السبت, 09 أيار/مايو 2020 01:52
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

فساد السلطة لن يخفيه مهاتراتها الإعلامية

 

 

 

الخبر:

 

"رفضت حركة فتح الانتقادات التي توجه للحكومة الفلسطينية برئاسة الدكتور محمد اشتية، وأكدت ثقتها بهذه الحكومة، وقدرت عملها على مختلف الصعد. وأعربت حركة فتح في بيان صحافي، عن أسفها من "محاولة البعض النيل من الأداء الرائع والطريقة المهنية والحازمة والحكيمة في تعامل الحكومة مع أزمة كورونا"، من خلال تسليط الضوء على بعض السلبيات وتعظيمها وبث روح الإحباط للتأثير على المجتمع الفلسطيني". (القدس العربي: 2020/5/3)

 

التعليق:

 

يقول المثل "مين بيشهد للعروس إلا أمها وخالتها"! أهل فلسطين قابعون تحت ظلم وجبروت احتلالين؛ احتلال كيان يهود، واحتلال سلطة أوسلو، التي جيء بها لتتحكم بأهل فلسطين وتتجبر عليهم في أرض الـ67 بالوكالة عن كيان يهود. لقد استغلت حكومة اشتية جائحة كورونا وسارعت إلى تطبيق قانون الطوارئ، لتزيد في التضييق على الناس، وليسهل عليها سرقة أموالهم ومحاربتهم في أرزاقهم، فكم من مساعدات مالية كبيرة حصلت عليها الحكومة من عدة دول، من مثل قطر، لم يصل الناس منها شيء؟! فالفساد مستشر في سلطة أوسلو حتى النخاع، وحركة فتح ذراع السلطة لا تقل فساداً عنها. وكل هذا وأفظع منه يراه أهل فلسطين وقد ضاقوا ذرعاً به. وقد علت أصوات الكثيرين ينتقدون السلطة وأجهزتها الأمنية وعلى رأسها جهاز الأمن الوقائي، الذي يضيق على الناس ويعتقل ويسجن تحت ذريعة قانون الطوارئ الذي فرض بسبب جائحة كورونا.

 

إن سلطة أوسلو ماضية في غيها وظلمها للناس وسرقة أموالهم، ولن تزول إلا إذا زال الاحتلال، ولا يكون ذلك إلا إذا أقيمت دولة الخلافة على منهاج النبوة، مما يعني أنه يجب على المسلمين التخلص من الحكام الطواغيت الذين سلطهم الغرب الكافر على رقاب شعوبهم ويذيقونهم ظلما وجوراً وفسادا. فالحل الجذري هو العمل مع العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الإسلام، لتملأ العالم عدلاً وأمنا كما ملئت ظلماً وجورا بإذن الله تعالى قريبا.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أم عاصم الطويل – فلسطين

 

كورونا#               |                  Covid19#             |                  #Korona

 

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/67946.html

السبت, 31 تشرين1/أكتوير 2015 16:36
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

مع الحديث الشريف

الإعلام

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

"اللهم أيده بروح القدس"

 

روى مسلم في صحيحه قال: حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ كُلُّهُمْ عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: عَمْرٌو حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ عُمَرَ مَرَّ بِحَسَّانَ وَهُوَ يُنْشِدُ الشِّعْرَ فِي الْمَسْجِدِ فَلَحَظَ إِلَيْهِ فَقَالَ: قَدْ كُنْتُ أُنْشِدُ وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَالَ: أَنْشُدُكَ اللَّهَ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَجِبْ عَنِّي اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ؟ قَالَ: اللَّهُمَّ نَعَمْ،

 

حَدَّثَنَاه إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ ابْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ حَسَّانَ قَالَ فِي حَلْقَةٍ فِيهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ أَنْشُدُكَ اللَّهَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ مِثْلَهُ

 

جاء في شرح النووي على مسلم:

 

قَوْله: ( إِنَّ حَسَّان أَنْشَدَ الشِّعْر فِي الْمَسْجِد بِإِذْنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )

 

فِيهِ جَوَاز إِنْشَاد الشِّعْر فِي الْمَسْجِد إِذَا كَانَ مُبَاحًا، وَاسْتِحْبَابه إِذَا كَانَ فِي مَمَادِح الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ، أَوْ فِي هِجَاء الْكُفَّار وَالتَّحْرِيض عَلَى قِتَالهمْ، أَوْ تَحْقِيرهمْ، وَنَحْو ذَلِكَ وَهَكَذَا كَانَ شِعْر حَسَّان. وَفِيهِ اِسْتِحْبَاب الدُّعَاء لِمَنْ قَالَ شِعْرًا مِنْ هَذَا النَّوْع. وَفِيهِ جَوَاز الِانْتِصَار مِنْ الْكُفَّار، وَيَجُوزُ أَيْضًا مِنْ غَيْرهمْ بِشَرْطِهِ. وَرُوح الْقُدُس جِبْرِيل صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

 

إن الشعر من وسائل الإعلام المؤثرة في الرأي العام، وقد استغله الرسول صلى الله عليه وسلم للذب عن الإسلام والمسلمين، وفضح الكفر والكافرين

 

روى أحمد في مسنده قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَنْزَلَ فِي الشِّعْرِ مَا أَنْزَلَ فَقَالَ: "إِنَّ الْمُؤْمِنَ يُجَاهِدُ بِسَيْفِهِ وَلِسَانِهِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَكَأَنَّ مَا تَرْمُونَهُمْ بِهِ نَضْحُ النَّبْلِ".

 

وجاء في سير أعلام النبلاء: قال ابن سيرين كان شعراء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك. أما كعب فكان يذكر الحرب يقول فعلنا ونفعل ويتهددهم، وأما حسان فكان يذكر عيوبهم وأيامهم، وأما ابن رواحة فكان يعيرهم بالكفر، وقد أسلمت دوس فرقاً من بيت قاله كعب:

 

نخيرها ولو نطقت لقالت قواطعهن دوساً أو ثقيفاً.

 

فالإعلام من الأمور المهمة للدعوة والدولة، إذ له دور كبير في التأثير على الناس، في صياغة أذواقهم وميولهم، وفي بناء معتقداتهم ومفاهيمهم وآرائهم، فقد كان كذلك في الماضي وهو اليوم أكثر تطوراً وأبعد أثرا ... فمسألة استعمال الإعلام للتأثير على الناس ومن ثم على الرأي العام في المجتمعات معروفة منذ القدم، وما تغير سوى وسائله، فبينما استعمل الإنسان قديماً المخاطبة بأساليبها المتنوعة للتواصل مع الغير، والتأثير فيهم، فتحدث وروى وخطب وحاور وناقش وناظر، وقرظ الشعر فافتخر ومدح وهجا ورثى وهدد وتحدى ... فقد استغل هذه الأساليب من المخاطبة من أجل التأثير على الناس، وإيجاد رأي عام لديهم على ما يطرح من قضايا وما يحمل من أفكار.

 

لذا فإن الإعلام في دولة الخلافة القادمة سيكون له دائرة خاصة تتبع مباشرة للخليفة

 

ذلك أن دولة الخلافة وهي دولة حاملة دعوة تحتاج إلى سياسة إعلامية مميزة:

 

1- تعرض الإسلام عرضاً قوياً مؤثراً من شأنه أن يحرك عقول الناس للإقبال على الإسلام ودراسته والتفكر فيه، ويسهل ضم البلاد الإسلامية لدولة الخلافة.

2- إن الكثير من أمور الإعلام مرتبط بالدولة ارتباطاً وثيقاً ولا يجوز نشره دون أمر الخليفة، ويتمثل ذلك في كل ما يتعلق بالأمور العسكرية، وما يلحق بها، كتحركات الجيوش، وأخبار النصر أو الهزيمة، والصناعات العسكرية.

 

أخبار المفاوضات والموادعات والمناظرات التي تجري بين الخليفة أو من يستنيبه وممثلي دول الكفر.

 

فهذه الأخبار يجب ربطها بالخليفة مباشرة ليقرر ما يجب كتمانه منها، وما يجب بثه وإعلانه. فالله تعالى يقول في سورة النساء: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}

 

3- أما الأخبار التي ليست ذات مساس مباشر بالدولة كالأخبار اليومية والبرامج السياسية والثقافية والعلمية والحوادث العالمية، فهي تتداخل مع وجهة النظر في الحياة في بعض أجزائها، ومع نظرة الدولة للعلاقات الدولية، ومع هذا فإن إشراف الدولة عليها يختلف عن إشرافها على النوعين السابقين.

 

وعليه فإن جهاز الإعلام يجب أن يحوي دائرتين رئيسيتين:

 

الدائرة الأولى: عملها المراقبة المباشرة للأخبار ذات المساس بالدولة كالأمور العسكرية والصناعة الحربية والعلاقات الدولية .... فلا تذاع في وسائل إعلام الدولة أو في وسائل الإعلام الخاصة إلا بعد عرضها على جهاز الإعلام.

الدائرة الثانية: مختصة بالأخبار الأخرى وتكون مراقبتها لها غير مباشرة, ولا تحتاج وسائل إعلام الدولة أو وسائل الإعلام الخاصة أي إذن في عرضها ولا تحتاج وسائل الإعلام إلى ترخيص بل لكل من يحمل تابعية الدولة الإسلامية أن ينشئ أية وسيلة إعلامية: مقروءة أو مسموعة أو مرئية. ولا يحتاج إلا إلى "علم وخبر" يُعلم جهاز الإعلام عن وسيلة الإعلام التي أنشأها... وهو يحتاج كما بينا إلى إذن في نشر الأخبار ذات المساس بالدولة. وأما الأخبار الأخرى فينشرها دون إذن مسبق بها.

 

ويكون صاحب الوسيلة الإعلامية مسؤولاً عن كل مادة إعلامية ينشرها، ويحاسب على أية مخالفة شرعية كأي فرد من أفراد الرعية.

 

وحين تقوم دولة الخلافة فإنها ستصدر قانوناً يبين الخطوط العريضة للسياسة الإعلامية للدولة وفق الأحكام الشرعية، تسير بموجبه الدولة لخدمة مصلحة الإسلام والمسلمين، وبناء مجتمع إسلامي قوي متماسك، معتصم بحبل الله، يشع الخير منه وفيه، لا مكان فيه لأفكار فاسدة مفسدة، ولا لثقافات ضالة مضلة، مجتمع إسلامي ينفي خبثه، وينصع طيبه، ويسبح لله رب العالمين.

 

احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

                                 

18 من محرم 1437

الموافق 2015/10/31م                            

            http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_52661    

الخميس, 09 آذار/مارس 2017 22:10
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

المرأة والتعليم في ظل الخلافة العثمانية

 

(مترجم)

 

كان تطبيق سياسات التحديث، بعد هدم الخلافة العثمانية، بشكل خاص يعتمد على أساس تحرير المرأة من براثن (التخلّف والرّجعية). وكان التعليم العلماني ونظامه التعليمي، الذي كان يُنظر إليه بأنه حديث ومعاصر، هو العامل الأساسي في بناء الأمم الحديثة ويتطلب إلغاء وتشويه الصورة الإيجابية لنمط الحياة الإسلامي السابق. وادّعت الدّول الديمقراطية العلمانية الجديدة في العالم الإسلامي مكافحة تجهيل المرأة من خلال تشويه سمعة مستوى المرأة التعليمي في الإسلام وخصوصًا تحت ظل الخلافة ووصفها، في ظل هذا النظام الإسلامي بالتالي: "أمهات جاهلات، شريك سطحي ومخدوع، اتّحاد زواج غير مستقر، عضو كسول وغير فعّال وغير منتج في المجتمع"، وبالرّغم من أنه خلال القرون الأولى من الخلافة العثمانية لم تكن النساء يتعلمن ضمن نظام مدرسي مُمنهج ومبني من قبل الدولة - الذي لم يكن أيضًا موجوداً للرجال - إلاّ أنّهن لم يُسلبن أو يُحرمن من الحصول على العلوم والمعارف أو متابعة التعليم أو من الحصول على المهارات الطبية أو من التفوق في مجالات تعليمية أخرى، على النقيض من ذلك، فإن البحث والسّعي وراء المعارف والثقافة والعلوم الإسلامية والعلمية - من الرجال والنساء على حد سواء - أمر يُثابون عليه بشكل كبير.

 

في ظلّ الخلافة العثمانية كان التعليم والتدريب للأطفال، بشكل أساسي، مُلقى على عاتق كبار السّن أو الآباء في العائلة. كان هيكل العائلة في ظل الخلافة العثمانية مبنيًا على القيم الإسلامية وغالبًا ما كان يعيش ثلاثة أجيال من العائلة مع بعضهم بعضاً. وفي مثل هذه الهيكلية كانت المعرفة والتعليم تنتقل في هذه الوحدة العائلية من الكبار إلى الصغار. ومن هنا، كان تعليم المرأة القراءة والكتابة والقرآن الكريم والمعارف الإسلامية الأساسية بالإضافة إلى الحِرَف وإدارة المنزل والآداب والسلوك تُوفر لها في البيت، وأيضًا فإن أية مهارات أخرى أو تدريبية احترافية تُعطى لهُنّ في المنزل.

 

لطالما نظر الإسلام إلى تعليم الإناث نظرة أهمية كُبرى. فقد كانت أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وصحابيات الرسول ﷺ على سبيل المثال يُمثلن قدوة يُحتذى بها في جميع نواحي الحياة، السياسية والفقهية والطبية والأدب والشعر. بالإضافة لهذا فإن الإسلام قد أعطى المرأة الحق في العمل في مختلف المجالات بما فيها الطب. دعوى مرفوعة للخلافة العثمانية. المثال القادم يُوضّح وجود الطبيبات الإناث في ظل الخلافة العثمانية.

 

"في القرن الخامس عشر وصفت مخطوطة تركية خاصة بالجراحة تسمى تيشراهيتول هانية من سابونستش أوغلو، وصفت طبيبات إناث أجرين عمليات جراحية نسائية معقدة. كنّ يُسمين بالطبيبات.

 

وأشارت ملفات الأجور من سنة 1798 - 1799 لمستشفى الحريم في قصر توبكابي يسمى "كاريلير هاستانيسي، أشارت إلى توظيف طاقم صحي من الإناث مشابه لمستشفيات اليوم. وعالجت فيه طبيبة تدعى مريم كادين عائلة عبد الحميد في بداية القرن التاسع عشر. وكانت تتقاضى معاشًا شهريًا وتصريحاً مفتوحاً للدخول إلى الحريم.

 

الصيدلية الملكية في قصر يلديز وظّفت طبيبة أنثى تسمى الطبيبة جولبيياز هاتون وكان معاشها يبلغ 200 akces عام 1872م. كما وكانت هناك أيضا الطبيبة مورتي في مكتب الحجر الصحي. وقامت السيدة مونتاغو، زوجة السفير البريطاني عند الخلافة العثمانية، بذكر وجود طبيبات داخل الدولة يقمن بالتطعيم ضد الجدري وذلك في رسائلها عام 1717م. وكانت مجهزات الأدوية، ويسمين "حكيم كادين" يُدعون إلى القصر ويُعطين المعاشات وهدايا عيد الفطر وعيد الأضحى. وكانت تسمى الطبيبة التي تعالج الانتفاخ والإسهال عند الأطفال بـ "كرباشي كادينلار"، وعالجت الأزبتشي كادينلار، مرضاً يسمى "الأز" (التهاب جلدي).

 

وأثبتت وثائق قانونية تعود لعام 1622م أن طبيبتين كانتا تُجريان عمليات جراحية للرجال إحداهن كانت تُدعى - صالحة هاتون - والتي أجرت عمليات استئصال الأورام والفتاق على 21 رجلاً.

 

بالإضافة لهذا، من المعروف جيدًا أن العثمانيات لم يكنّ أميّات أو غير متعلمات كما يُدّعى دائمًا. العديد من النساء كُنّ يمتلكن في بيوتهن مكتبات خاصة. والكتاب الذي حاز على المكان الأول في بيوتهن كان القرآن الكريم. كما واحتوت مكتباتهن على كتب في السير للشخصيات الإسلامية البارزة والأدعية المأثورة والقصائد التي تتحدث عن النبي ﷺ، وكُتب التاريخ والأدب.

 

وكانت النساء اللواتي يعشن ويعملن في قصور الخلفاء يستطعن الحصول على مستوى عالٍ من التعليم. حريم قصر توبكوبي على سبيل المثال احتوت على مدرسة النُخبة للبنات والتي عُرفت داخل وخارج الدولة بالمستوى التعليمي العالي الذي قدمته للطالبات. بالإضافة لذلك كان بالمحيط القريب من القصر، حيث سكنت النساء اللواتي غادرن الحريم بعد الزواج، كان الناس يستطيعون الانتفاع من المعرفة والأخلاق وطريقة حياة النساء اللواتي اكتسبن الدرجة العالية من التعليم داخل القصر. وأيضًا فإن النّاس خارج القصور قدّموا لبناتهم التعليم في الأدب والرياضيات والتاريخ وحتى اللّغات الأجنبية مثل الإنجليزية والفرنسية والفارسية من خلال توظيف مدرسين خاصّين داخل بيوتهم بحسب قدراتهم المادّية.

 

وحقيقة أن التعليم لم يكن حكرًا على نساء القصور، يُثبت من خلال مذكّرات آخر معلمة في القصر صفيّة أونيوفر عن الوقت الذي أمضته في الحريم. صفية أونيوفر لم تتلق تعليمها داخل القصر، وكان السلطان رشاد قد عيّنها عام 1915م كمعلمة للبنات والنساء في الحريم. وقد علمتهن القرآن الكريم والعلوم الإسلامية والقراءة والكتابة والحساب والهندسة واللياقة البدنية. كما وكتبت أونيوفر في مذكراتها أن جميع نساء الحريم كان لديهن مكتباتهن الخاصة في بيوتهن وكن يناقشن مع بعضهن الكتب التي كنّ يقرأنها، وكن مهتمات بالتاريخ بشكل كبير. إن مستوى التعليم الذي تلقته النساء في الحريم يمكن أن نفهمه بمثال ابنة السلطان محمود الثاني، عديلة سلطان (1826- 1899) حيث كانت مشهورة بشاعرة الديوان وبالإحسان. كما اشتهرت بقصائدها الرائعة ورسائلها الملحمية التي كتبتها باللّغة التركية العثمانية البليغة، وهي لغة تعلمتها فقط بعد دخولها إلى القصر.

 

وبالرغم من الهبوط الفكري المتزايد والاضطرابات السياسية في آخر 101 - 150 سنة من عمر الخلافة العثمانية، إلاّ أنه لم يتوقف بناء المؤسسات التعليمية من قبل الحكومة. وعلى وجه الخصوص قام السلطان محمود الثاني وعبد الحميد الأول بكل ما يستطيعونه من أجل إقامة نظام تعليمي مرموق للأمّة الإسلامية.

 

قام السلطان محمود الثاني عام 1830م بتأسيس نظام تعليمي إلزامي للبنات والبنين ابتداءً من جيل الخامسة إلى عمر البلوغ. وقام أيضًا بمنع توظيف الأطفال أو انضمامهم إلى المهن قبل إنهائهم للمدرسة. كان المدرسون لهذه الصفوف عادةً ما يكونون أئمة المساجد في الأحياء السكنية أو نساء متعلمات.

 

ولكن لم يكن ممكنًا المحافظة على هذه القوانين بسبب التطورات السياسية، لذا حاول الخليفة عبد الحميد عام 1845م مرةً أخرى تنظيم التعليم في المدارس الابتدائية والثانوية في كافة أنحاء الدولة، وكان يتم مراقبة المدرسين جيدًا، ثمّ توسيع المنهاج الدراسي ومراقبة الحضور.

 

القرآن الكريم كان يُدرّس في المرحلة الابتدائية بالإضافة إلى الكتابة واللّغة التركية والعقيدة الإسلامية الأساسية والأخلاق والهندسة والحساب والتاريخ وحفظ القرآن الكريم غيبًا، بالإضافة إلى المواضيع الأخرى. وخلال هذه الدروس جلس البنات والبنين في طابور منفصل داخل الصفّ الدراسي. وكان شاهزاد محمد ابن السلطان عبد الحميد الأول قد افتتح مدرسةً في منطقة إيمرجان في اسطنبول عام 1778م.

 

هذه المدرسة قدّمت التعليم بعد المدرسة الابتدائية للبنات والبنين وسُمّيت على اسم والدته هوماشاه هاتون.

 

وفي عام 1783م قدّمت مدرسة للبنات فقط التعليم الثانوي في كومبكابي حيث قامت ثلاث معلمات، عائشة ونفيسة وهاديسي بالإشراف على تعليم البنات. وبعدها في عام 1807م أُسّست مدرسة طاهر هاتون الثانوية للبنات في منطقة سيركشي في اسطنبول.

 

بالإضافة إلى مدرستين أخريين ثانويتين في أوسكودار / اسطنبول عام 1807 و1811، ومدرسة ثانوية في سيفيك نيهال أوسطا عام 1842. وهذه المدرسة الأخيرة أسّسها رئيس صندوق فاليدا سلطان (والدة الخليفة). وهذه أمثلة قليلة توضّح وجود المدارس في الخلافة العثمانية حين تلقّت البنات فقط، والبنات والبنين مع بعضهم بعضاً التعليم.

 

هذه المدارس الثانوية للبنات حوت مناهج دراسية واسعة شملت دراسة القرآن الكريم وترتيله والدراسات الإسلامية والأدب وقواعد العثمانية والعربية والفارسية والصحة والهندسة والحساب وفن الخطوط والتاريخ والحرف ومعلومات عامّة حول الحياة. وكانت الإدارة المنزلية موضعًا مهمًا يتم تدريسه في هذه المدارس. وقدّمت المدرسة معلومات تفصيلية وشاملة حول مواضيع واسعة ومتعددة من أجل تجهيز البنات لحمل مسؤولياتهن الإسلامية بعد الزواج. ويشمل هذا كل شيء من الطبخ إلى العلاج في البيت إلى الخياطة والحسابات المنزلية، وفنّ الضيافة ومعالجة الأمراض البسيطة. وأيضًا التغذية الصحية المناسبة للعناية بالأطفال وكبار السّن.

 

وسواء أكان التعليم في المدارس أو في البيت، كانت العثمانيات جاهزات جيدًا لتحمّل المسؤولية في البيت. وكنّ يمتلكن المعارف والخبرة اللازمة للعب أدوارهن كزوجات.

 

وفي عام 1842م تمّ افتتاح أول دورة حكومية لتخريج القابلات في تيبهاني - أ. أميري وأول خرّيجاته كنّ 10 مسلمات و26 من غير المسلمات. وبعدها بأعوام، عام 1858م تم افتتاح أول مدرسة رشدية ثانوية للبنات وخصوصًا كالفا إناس روشيديسي ووفّرت التعليم الديني الأساسي، وفي هذه المدارس عملت النساء، مسلمات وغير مسلمات، كمعلمات، وخصوصًا دروس الخياطة. ومنذ عام 1871 أشرفت النساء في بعض المدارس على الإدارة. ومع مرور الوقت تطلب وجود المدارس الثانوية للبنات إنشاء مدارس تدريب معلمات للإناث حيث تستطيع خرّيجاتها العمل كمعلمات في الرشديّات. وبناءً على ذلك تمّ افتتاح دار المعلمات عام 1870. وفي نفس العام تمّ إنشاء مدرسة أخرى للبنات. مدرسة الفنون والحرف (سانايي مكتبليري). ومن خلال توفير الدورات الحرفية مثل الخياطة والطبخ والتطريز ونسج السجّاد، جهزت هذه المدرسة الإناث الدخول إلى سوق العمل إذا ما رغبن في ذلك.

 

وتمّ توظيف الخرّيجات في مجالات حكومية مختلفة من أجل خدمة الناس بالمهارات التي اكتسبنها، مثل العمل كمترجمات للغات أجنبية متعددة. وأظهرت السجلات أن النساء كنّ يتلقين منحًا خلال تعليمهن.

إن دولة الخلافة وقادتها الذين حكموا بالإسلام رأوا أنه من واجبهم توفير احتياجات الأمة بالإضافة لهذا، لا يوجد أي دليل على معاملة النساء كرعايا من الدرجة الثانية، أو سلبهنّ حقّهن في التعليم أو العمل أو في توظيف مهاراتهن لخدمة الناس. على العكس من ذلك، كان التشجيع والمساعدة من قبل الدولة يُعطى لهنّ للسير في طريق العلم واكتساب مهارات متعددة في ظلّ الدولة التي تطبّق أحكام الله عزّ وجل.

 

قال رسول الله ﷺ: «من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترًا من النار‏»

 

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

زهرة مالك

- See more at: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/cultural/42579.html#sthash.GDFfOQiE.dpuf

الإثنين, 27 آذار/مارس 2017 21:06
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

سلسلة أجوبة الشيخ العالم عطاء بن خليل أبو الرشتة أمير حزب التحرير

على أسئلة رواد صفحته على الفيسبوك "فقهي"

جواب سؤال

الحكم الشرعي في التصوير

إلى Ahmad AlHashlamon

 

السؤال:

 

السلام عليكم، أنا أحمد وسام الهشلمون أحد شباب حزب التحرير، لدي أسئلة وأريد منكم الإجابة عليها: 1- ما حكم الرسم في الإسلام؟ 2- ما حكم رسم أجزاء من جسم الإنسان؟ 3- هل الرسم ينطبق عليه حكم النحت؟ وشكرا.

 

الجواب:

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

لقد سبق أن أجبنا بشكل مستوفى عن الرسم "التصوير"، ويبدو أنك لم تطلع على الجواب، فهو يتناول المسائل التي سألت عنها، ومسائل أخرى في الموضوع نفسه... وأعيد عليك نص الجواب:

 

(قبل الإجابة على أسئلة الرسم "التصوير" نؤكد على أمرين:

 

الأول: إن الأجوبة أدناه هي عن الحكم الشرعي في التصوير، أي الرسم باليد، فهذا هو المعنى الوارد في الأحاديث، وليس التصوير بالآلة "الكاميرا"، فهذا مباح ولا تنطبق الأحاديث عليه.

 

الثاني: إن الأجوبة أدناه هي عن الصور المستوية المسطحة التي لا ظل لها، وهي مفصلة بجميع فروعها ذات العلاقة بالسؤال...

 

الثالث: أما التصوير الذي له ظل، أي التماثيل "التي عبرت عنها في سؤالك بكلمة "النحت"، فإنها حرام على النحو المبين في آخر الجواب...

 

أولاً: أجوبة أسئلة الرسم "التصوير" التي لا ظل لها، أي الصور المستوية المسطحة بفروعها المختلفة:

 

  • ·     بالنسبة إلى السؤالين الأول والثاني:

* تعديل الصور وتصحيحها (أي إزالة التجاعيد، تغيير لون العين أو بعض ميزات الوجه إلخ...).

 

* رسم صور الأشخاص والحيوانات الشبيهة بالواقع...

فإن هذين السؤالين يتعلقان برسم الأشياء ذوات الأرواح، أو إجراء تعديلات بالرسم اليدوي على صور الأشياء ذوات الأرواح كإزالة التجاعيد وبعض ميزات الوجه... وهذه ينطبق عليها التحريم الوارد في الأدلة، سواء أكان الرسم بالقلم اليدوي أو كان باستعمال "الفارة" على الحاسوب "الكمبيوتر"، فما دام الرسم بالجهد البشري محاكاة لذي روح فالتحريم ينطبق عليه، أخرج البخاري من حديث ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَوَّرَ صُورَةً فَإِنَّ اللَّهَ مُعَذِّبُهُ حَتَّى يَنْفُخَ فِيهَا الرُّوحَ وَلَيْسَ بِنَافِخٍ فِيهَا أَبَدًا». وأخرج من طريق ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الَّذِينَ يَصْنَعُونَ هَذِهِ الصُّوَرَ يُعَذَّبُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُقَالُ لَهُمْ أَحْيُوا مَا خَلَقْتُمْ».

 

  • ·     وبالنسبة إلى السؤالين الثالث والرابع:

* استعمال الصور والرسوم الجاهزة في الطباعة.

 

* استخدام الصور أو الرسوم أو الشعارات للمصممين الآخرين بدل رسمها بنفسي.

 

أي نقلها من الآخرين دون رسمها من قبل السائل، فهذه ينطبق عليها حكم اقتناء الصور، وهي ثلاثة أنواع:

 

أ- إذا كان نقلك لها لتضعها على ما يستعمل في أماكن العبادة مثل سجادات الصلاة أو ستائر المسجد أو دعاية وإعلان للمساجد، ونحو ذلك... فهذا حرام لا يجوز، ومن الأدلة على ذلك:حديث ابن عباس أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أبى أن يدخل الكعبة حتى مُحيت الصور التي فيها، فرفضُ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم دخولَ الكعبة إلا بعد أن محيت الصور هو قرينة على الترك الجازم لوضع الصور في أماكن العبادة، فيكون دليلاً على التحريم للصور في المساجد:

أخرج الإمام أحمد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ النَّبِيَّ r لَمَّا رَأَى الصُّوَرَ فِي الْبَيْتِ يَعْنِي الْكَعْبَةَ لَمْ يَدْخُلْ وَأَمَرَ بِهَا فَمُحِيَتْ»

 

ب- أما إن كان نقلُ السائل للصور المرسومة من غيره، نقلُها لاستعمالها في غير أماكن العبادة، فإن الأدلة الواردة بيّنت أن هذا جائز:

 

- مع الكراهة إن كان نقل الصور لاستعمالها في أماكن للاحترام أو التعظيم كستائر للبيوت أو وسائل إيضاح للمؤسسات الثقافية أو على قمصان تلبس أو ثياب... أو في المدارس والمكاتب والإعلانات التي لا علاقة لها بالعبادة، أو كأن تعلق في صدر الغرفة أو تلبس لتحسين الهيئة ونحو ذلك... فكل هذا مكروه.

 

- ومباحة إن كان نقل الصور لاستعمالها في غير أماكن العبادة وفي غير الأماكن المحترمة كأن تكون على بساط أرضي يوطأ أو على "فرشات" يُنام ويستلقى عليها، أو وسائد يتكأ عليها، أو رسومات على الأرض تُداس أو نحوها... فكل هذا مباح.

 

ومن الأدلة على ذلك:

- حديث أبي طلحة عند مسلم بلفظ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة» وفي رواية من طريقٍ رواها مسلم أنه قال: «إلا رقماً في ثوب» فهذا يدل على استثناء الصورة المرقمة في ثوب، ومفهومه أن الملائكة تدخل البيت الذي فيه رقم في ثوب أي صورة مرسومة رسماً.

 

وهذا يعني أن الصورة المستوية "رقماً على ثوب" جائزة لأن الملائكة تدخل البيت الذي فيه صور مستوية. ولكن وردت أحاديث أخرى تُبيّن نوع هذا الجواز:

- حديث عائشة رضي الله عنها الذي أخرجه البخاري قَالَتْ: «دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ r وَفِي الْبَيْتِ قِرَامٌ فِيهِ صُوَرٌ فَتَلَوَّنَ وَجْهُهُ ثُمَّ تَنَاوَلَ السِّتْرَ فَهَتَكَهُ» والقرام نوع من الثياب، وكان موضوعاً كساتر على باب البيت، وتلوُّن وجه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ونزع الستار هو بمثابة طلب ترك لوضع الستار على الباب إذا كان فيه صور، فإذا ضُّم هذا مع جواز دخول الملائكة البيت الذي فيه صور "رقماً على ثوب"، فإنه يدل على أن طلب الترك غير جازم، أي مكروه، ولأن مكان الصور هذا كان في ستار منصوب على الباب، وهو مكان محترم، فإذن وضع الصور في مكان محترم مكروه.

 

- حديث أبي هريرة الذي أخرجه أحمد من قول جبريل عليه السلام للرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «وَمُرْ بِالسِّتْرِ يُقْطَعْ فَيُجْعَلَ مِنْهُ وِسَادَتَانِ تُوطَآَنِ»، فجبريل قد أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بإزالة الستر عن المكان المحترم، وعمل وسادتين منه توطآن، وهذا يعني أن استعمال الصور المرسومة من آخرين في أماكن غير محترمة مباح.

 

  • ·     وبالنسبة للسؤالين الخامس والسادس:

* رسم رموز الناس أو الحيوانات (على سبيل المثال معالم في الطريق مثل "عبور المشاة" أو "الباب عند الحريق" أو "ممنوع التنزه مع الكلاب").

 

* رسم أجزاء جسم الإنسان أو الحيوان (على سبيل المثال صورة المصافحة أو إصبع سبابة أو رأس الحصان... كشعار).

 

إن الجواب على هذين السؤالين هو:

إذا كانت الرموز التي تُرسم تدل على صورة لها روح، فهي حرام، لأن الأحاديث وصفت التحريم المحرم بذي روح، وهذا الوصف ينطبق على الصور الكاملة أو النصفية أو الرأس المتصل به أجزاء واضحة من الجسم كاليدين أو نحو ذلك.

 

أما إذا كانت الرموز لا تدل على صورة لها روح مثل رسم يد وحدها أو رسم إصبع يشير إلى شيء أو رسم يدين تتصافحان أو نحو ذلك... فلا ينطبق عليها التحريم.

 

أما رسم رأس وحده دون اتصاله بأجزاء واضحة من الجسم فهذه فيها خلاف فقهي، والذي أرجحه هو عدم تحريم رأس وحده لا يتصل به أي جزء من الجسم، وذلك لأن الأحاديث التي تجيز قطع رأس التمثال ليبقى كالشجرة مثل حديث أبي هريرة الذي يقول فيه جبريل عليه السلام للرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأن التمثال لا يعود حراماً إذا قُطع رأسه... «فمر برأس التمثال الذي في باب البيت فليقطع ليصير كهيئة الشجرة»، «... فَمُرْ بِرَأْسِ التِّمْثَالِ يُقْطَعْ فَيُصَيَّرَ كَهَيْئَةِ الشَّجَرَةِ...» أخرجه أحمد. هذا الحديث يعني أن الرأس وحده، وباقي التمثال وحده، كل منهما ليس حراماً، ولا يتأتى القول إن عدم التحريم هو لجسم التمثال المقطوع رأسه، وأما الرأس المقطوع فهو حرام، لأن أمر جبريل للرسول صلى الله عليه وآله وسلم بقطع رأس التمثال يعني أن هذا القطع جائز، وبالتالي فإن ما يترتب عليه جائز.

 

وللعلم فإن الحنابلة والمالكية يجيزون الرأس وحده، وأما الشافعية، فعندهم خلاف... فأكثر فقهائهم في تحريم الرأس وحده، وآخرون منهم يجيزونه.

 

  • ·     أما السؤالان الأخيران السابع والثامن:

* رسم صور الأشخاص والحيوانات غير الشبيهة بالواقع (كاريكاتورية).

 

* رسم أحرف الحكايات الخرافية غير الموجودة في الواقع أصلاً.

 

فإن جوابهما هو أن هذه الصور ما دامت تدل على كائن ذي روح، حتى وإن لم يكن مشابهاً للواقع، فإنه حرام لأن النصوص تنطبق عليه، فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث الذي أخرجه مسلم أمر عائشة رضي الله عنها أن تنزع السترة التي كانت على الباب لأن عليها صوراً لخيول ذوات أجنحة، وبطبيعة الحال فليس هناك خيولٌ في الواقع ذوات أجنحة.

 

أخرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: «قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ r مِنْ سَفَرٍ وَقَدْ سَتَّرْتُ عَلَى بَابِي دُرْنُوكًا فِيهِ الْخَيْلُ ذَوَاتُ الْأَجْنِحَةِ فَأَمَرَنِي فَنَزَعْتُه» والدرنوك نوع من الثياب.

ثانياً: أجوبة الصور التي لها ظل: أي التماثيل "النحت":

 

التماثيل لذي روح حرام باستثناء لعب الأطفال، ومن الأدلة على ذلك ما يلي:

 

- وروى أحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r : «أتاني جبريل عليه السلام فقال: إني كنت أتيتك الليلة فلم يمنعني أن أدخل عليك البيت الذي أنت فيه إلا أنه كان في البيت تمثال رجل... فمر برأس التمثال يقطع فيصير كهيئة الشجرة... ففعل رسول الله r ».

 

- وعن ابن عباس، وجاءه رجل فقال: إني أصور هذه الصور، وأصنع هذه الصور، فأفتني فيها، فقال ادن مني، فدنا منه حتى وضع يده على رأسه، قال: أنبئك بما سمعت من رسول الله r سمعت رسول الله r يقول: «كل مصور في النار، يُجعل له بكل صورة صورها نفس تعذبه في جهنم، فإن كنت لا بد فاعلاً فاجعل الشجر وما لا نفس له»... والتصوير هو رسم صورة الشيء، ومن التصوير صُنْعُ التماثيل، ويشمل النحت. والرسم نفسه أو التمثال هو الصورة، جمعها صور، ويقال لها في اللغة أيضاً تصاوير، ويشمل التماثيل.

 

- ورُوي أن النبي r أرسل علياً في سرية فقال له: «لا تذر تمثالاً إلا هدمته...» رواه مسلم.

 

وهكذا فإن كل صورة لذي روح سواء أكانت صورة لها ظل "تمثال"، أو صورة لا ظل لها هي حرام.

 

ويُستثنى من الرسوم المحرمة إذا كانت تلك الرسوم للأطفال كالرسوم الكاريكاتيرية للأطفال أو الرسوم الخيالية للأطفال، أو في إلهائهم وتسليتهم، أو في تعليمهم... فكل هذا جائز للأدلة الواردة في ذلك ومنها:

 

أخرج أبو داود عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ r مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَوْ خَيْبَرَ وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ فَهَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَتْ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ لُعَبٍ فَقَالَ مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ قَالَتْ بَنَاتِي...»

 

وحديث عائشة رضي الله عنها الذي أخرجه البخاري قَالَتْ: «كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ النَّبِيِّ r ...». أي بلعب على شكل بنات.

 

وحديث الربيع بنت معوذ الأنصارية رضي الله عنها الذي أخرجه البخاري «...وَنَجْعَلُ - وفي رواية مسلم ونصنع - لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ»، أي تلهيهم باللعبة حتى موعد الإفطار.

 

وكل هذه الأحاديث تجيز لُعب الأطفال حتى وهي على شكل تمثال لذي روح، وبذلك فإنها جائزة من باب أولى وهي على شكل صور مستوية مهما كانت.) انتهى

 

آمل أن تجد في هذا الجواب جواب سؤالك بالإضافة إلى الجوانب الأخرى ذات العلاقة.

 

 

أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة

 

 

20 جمادى الثانية 1438هـ

الموافق 2017/03/19م

 

 

رابط الجواب من صفحة الأمير على الفيسبوك

 

رابط الجواب من صفحة الأمير على غوغل بلس

 

رابط الجواب من صفحة الأمير على تويتر

 

رابط الجواب من موقع الأمير

- See more at: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/ameer-hizb/ameer-cmo-site/42881.html#sthash.MMdjeYym.dpuf

السبت, 09 أيار/مايو 2020 01:37
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق
 
 


الخبر:

قالت وزارة الشؤون الإسلامية السعودية، اليوم السبت، إن إعادة فتح الجوامع والمساجد أمام المصلين مرهونة بقرار من ولي الأمر وهيئة كبار العلماء، بعد الرجوع للجهات الطبية والصحية المختصة. (الخليج أونلاين)

التعليق:

إن الحديث عن الأوضاع غير الطبيعية التي تعيشها الأمة اليوم نتيجة خيانة الرويبضات الذين نصبهم الغرب حكاما عليها، وإهدارهم دماءها وثرواتها وتضييع مقدساتها ومحاربتهم لله ورسوله والمؤمنين أصبح من نوافل القول؛ إلا أن تجرؤ هؤلاء الطواغيت على شرع الله سبحانه وتعالى أصبح أكثر وقاحة في شهر الصيام هذا العام، يساندهم أعوانهم ممن يحبون أن تشيع الفاحشة في بلاد المسلمين، وعلماء سوء جعلوا من هؤلاء الحكام ولاة أمر شرعيين يزينون لهم سوء أعمالهم!

فلم يكتف هؤلاء المضلون بالتفريق بين المسلمين في يوم بدء صيامهم تبعا لحدود سايكس وبيكو كما يفعلون كل عام، بل تجاوزوا بأفعالهم الدنيئة واستباحوا حرمة شهر الصيام ببث إعلام رمضاني خبيث يروج للتطبيع مع كيان يهود المغتصب للأرض المباركة فلسطين ومسلسلات تدعو إلى الرذيلة والفاحشة وتروج للمثلية الجنسية، في حرب شرسة ضد عقيدة الأمة وثقافتها وقيمها.

وبدلا من أن يفتحوا بيوت الله للصائمين كي يتقربوا فيها إلى الله ويلحوا له بالدعاء بأن يرفع عنهم البلاء والوباء نراهم يستغلون وباء كورونا لاستمرار إغلاق المساجد وتعطيل صلاة الجمعة والجماعة والإصرار على القيام بهذا الأمر طوال شهر رمضان، مع أنه لا يجوز شرعاً تعطيل صلاة الجمعة والجماعة، مما يدل بشكل قطعي أن الغاية من وجود هؤلاء الطواغيت هي فقط محاربة دين الله والصد عن سبيله. ولو كان عند هذه الأنظمة شيء يسير مما تدعيه من أن المقصد الأساسي من قرار إيقاف الصلاة هو مصلحة الناس وسلامتهم لاستطاعت اتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة كالتي تتخذها في مراكز التسوق وغيرها من الأماكن التي هي الأكثر اكتظاظاً، لكن هيهات هيهات فقد وجدوا ضالتهم في كورونا لإغلاق بيوت الله ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ﴾!

لذلك فإن أعظم ما ابتلي به المسلمون في هذا الزمان هو غياب الإسلام عن حياتهم ووجود هؤلاء الحكام الأذلاء وأعوانهم الذين يعمدون إلى ما تبقى من عرى الإسلام لينقضوها عروة عروة، بعد أن انتقضت عروة الحكم وأسقطت دولة الخلافة، ويمنعوا استئناف الحياة الإسلامية بعودة الخلافة والحكم بالإسلام.

يكفي الحكام إثما وظلما وفسقا أنهم جميعا دون استثناء لا يطبقون الإسلام ويحكمون بغير ما أنزل الله، وبناء عليه فإن جميع حكام اليوم ليسوا ولاة أمر ولا بأي حال من الأحوال وطاعتهم غير واجبة شرعاً، بل يجب على المسلمين خلعهم من عروشهم وإزالة أنظمتهم الفاسدة العميلة للغرب، ومبايعة خليفة للمسلمين يحكم بكتاب الله سبحانه وسنة رسوله r، يملأ الأرض عدلا ونورا من بعد ما ملئت ظلما وجورا.



كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
 
 
فاطمة بنت محمد
 
http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/67948.html
 

الصفحة 18 من 74

إضاءات

JoomlaWatch Stats 1.2.9 by Matej Koval