الأحد, 08 كانون2/يناير 2017 18:19
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

 

نقاشنا تسمونه جدالا

أدلتنا تسمونها فلسفة

انتقادنا تسمونه سفاهة

نصحنا تسمونه حقدا

فسادكم تسمونه تدرجا

بنككم تسمونه اسلاميا

تملقكم تسمونه حسن خلق

علمانيتكم تسمونها ضرورة

ديمقراطيتكم تسمونها شورى

مصلحتكم تسمونها شرعا

غثائيتكم تسمونها سوادا أعظما

حكمكم تسمونه استضعاف

جهاد غيركم تسمونه إرهابا

قتالكم تسمونه جهادا

سقوطكم تسمونه قدَرا

قلتكم تسمونها فرقة ناجية

نجاح غيركم تسمونه ابتلاءً

نجاحكم تسمونه اصطفاءً

 

إقرأ المزيد: يا من تعتبرون أنفسكم معتدلين..

السبت, 25 آذار/مارس 2017 21:38
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أسقطَ الله بريطانيا وحرمها النهوض

كما أسقطت الخلافة وحرمت الأمة الإسلامية منها

 

الخبر:

وافقت الملكة إليزابيث "الخميس" رسميا على تشريع يمنح رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي سلطة البدء في مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي.

 

وكان مجلس العموم (البرلمان) قد أقر التشريع في ساعة متأخرة من مساء الاثنين.

 

وأعلنت ماي "الثلاثاء" أنها ستوجه بحلول نهاية آذار/مارس الجاري رسالة إلى المجلس الأوروبي لإبلاغه بقرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي بموجب نتيجة الاستفتاء الذي جرى يوم 2016/06/23م. (الجزيرة نت - 2017/03/16)

 

التعليق:

 

لم تكن بريطانيا يوما تسعى للانفصال عن الاتحاد الأوروبي رغم أنها كثيرا ما كانت تعترض وتفتعل المشاكل وتهدد بالاستفتاء، فهي تريد أن تبقى في الاتحاد تستفيد منه اقتصاديا قدر الإمكان وبدون أن تنضبط بقوانينه، وإنّ ما كان يعمل له حزب المحافظين بشقيه المؤيد للخروج من الاتحاد والمعارض له هو الوصول بالاستفتاء إلى نتيجة غير حاسمة ليبقى هناك مجال للضغط على الاتحاد للتفاوض على مزيد من التنازلات، فلما كانت النتيجة بأن الأغلبية (52%) صوتوا للخروج، وجدت بريطانيا نفسها في مأزق فهي لا يمكنها المراوغة والتحايل برفض البرلمان لنتيجة الاستفتاء حتى لا تظهر بأنها معارضة للإرادة الشعبية، حفاظا على الديمقراطية التي تدعيها، وإن خرجت فعليا من الاتحاد فستكون نهايتها.

 

فمن ناحية اقتصادية، بما أن بريطانيا تعتمد على الخدمات المالية ووجودها ضمن سوق الاتحاد الأوروبي الموحّد يمكنها من أن تصدّر إلى كل أوروبا بدون قيود تجارية، فإنها إن انسحبت من الاتحاد ستضعف مكانتها أوروبيا وستخسر شريكها التجاري، وهذا ما بدأت تظهر تداعياته فور ظهور النتيجة حين أعلنت شركات عن نيتها نقل فروعها من لندن إلى مدن أوروبية داخل الاتحاد، وكذلك انخفضت قيمة عملتها أمام اليورو والدولار، فكيف عندما يتم الانفصال عن الاتحاد بالفعل؟!

 

وكيف إذا تخلخل وضعها الداخلي؟ حيث طالبت اسكتلندا بإجراء استفتاء جديد للخروج من الاتحاد البريطاني، وطالبت أيرلندا بالخروج من الاتحاد البريطاني والانضمام إلى أيرلندا الجنوبية، فإذا تحقق مثل ذلك فقد انتهت بريطانيا حيث ستضم مقاطعتي إنجلترا وويلز فقط.

 

تسعة شهور مرت على الاستفتاء انشغلت خلالها رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي التي خلفت كاميرون، بترتيب الأوضاع داخليا قبل أن تعيّن نهاية الشهر الحالي ليكون موعدا لإبلاغ الاتحاد الأوروبي بقرار بريطانيا الانسحاب منه والبدء بمفاوضات الخروج.

 

فقد رفع عدد من رعايا بريطانيا العاديين دعوى أمام محكمة لندن العليا، لمنعها من أن تتصرف بالمفاوضات بشكل أحادي دون الرجوع للبرلمان، لكنها ردت بأنها تتمتع "بصلاحيات ملكية" تنفيذية تتيح لها التفاوض بشأن بريكست دونما الحاجة للعودة إلى البرلمان، ومع ذلك فقبل شهرين وأثناء عرض ماي لأهم ملامح خطتها طمأنت البرلمان بأن الاتفاق النهائي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سيعرض أمام مجلسي العموم واللوردات للتصويت عليه.

وبموجب قانون الاتحاد الأوروبي، فإن أمام بريطانيا مهلة عامين من التفاوض على اتفاق الخروج من الاتحاد، فور تفعيل تيريزا ماي للمادة الخمسين من معاهدة لشبونة التي تعد إعلانا رسميا بنية بريطانيا للخروج من الاتحاد، وإلا فإنها تخاطر بالخروج دون التوصل إلى اتفاق.

المادة 50 تحوي بندا يحدد آلية انسحاب العضو من الاتحاد الأوروبي بشكل طوعي ومن طرف واحد، ومن ضمنها أن تطبيق المعاهدات الأوروبية على الدولة المنسحبة ينتهي مفعوله اعتبارا من تاريخ دخول "اتفاق الانسحاب" حيز التنفيذ، أو بعد سنتين من تسلم الاتحاد رسميا قرار الانسحاب إذا لم يتوصل الطرفان إلى أي اتفاق في هذه الأثناء. وبوسع الاتحاد والدولة المنسحبة منه أن يقررا تمديد هذه المهلة بالتوافق بينهما، بشرط تصويت دول الاتحاد على ذلك بالإجماع، وإذا أرادت الدولة المنسحبة من الاتحاد الانضمام مجددا إليه؛ فإن طلبها سيخضع لنفس الإجراءات المنصوص عليها في "المادة 49" من معاهدة لشبونة.

 

سيشمل التفاوض وضع البريطانيين العاملين أو المقيمين في دول الاتحاد، وحقوقهم في التقاعد وفي الخدمات الصحية في تلك الدول على قاعدة المعاملة بالمثل لرعايا الاتحاد الأوروبي على حد قول الحكومة البريطانية، وعلى الاتحاد أن يوضح وضع الشركات والأفراد الذين يستخدمون حقوقهم بموجب العضوية فيه للتجارة والعمل والعيش على جانبيْ الحدود الجديدة بين بريطانيا والاتحاد، كما أوضحت ماي أن بلادها ستسعى للتوصل إلى اتفاق تجاري يمنحها "أكبر قدر ممكن من إمكانية الدخول" إلى السوق قبل خروجها، وأن التجارة الحرة مع بريطانيا في صالح الجميع من الناحية الاقتصادية، حيث أكدت أن الانسحاب ليس "لعبة محصلتها صفر"، وأنها ترفض أي إجراءات عقابية في إطار اتفاق الخروج ووعدت بأنها ستفرض ضوابط على وصول المهاجرين من الاتحاد الأوروبي إلى بلادها.

لكن في الجهة المقابلة يبدو أن الأوروبيين قد حسموا أمرهم مع بريطانيا ويريدونها أن تنسحب بسرعة لحماية وحدة الاتحاد وأنه لا يمكنها التفاوض على دخول السوق الأوروبية المشتركة الموحدة كما يحلو لها بعد خروجها من الاتحاد.

ليس بالضرورة أن تكون نهاية المطاف هو الخروج من الاتحاد فبريطانيا بخبثها ودهائها تصدر قرارات فضفاضة وفيها إمكانية التملص، ونصوص المادة 50 من معاهدة لشبونة تعطي مجالاً للمراوغة والمماطلة، ومهما يكن فنتيجة الاستفتاء أثرت سلبا على الاتحاد الأوروبي أيضا، فقد أحصت المفوضية الأوروبية 32 طلباً من أحزاب أوروبية لاستفتاءات مماثلة في عدة دول أوروبية، بشكل يهدد بقاء الاتحاد الأوروبي برمته.

إن بريطانيا دولة مهترئة عجوز ولن تعود إلى ما كانت عليه قديما، فالدولة التي لا تغيب عنها الشمس قد ظللها غمام التفكك وقريبا ستسقط في ظلام مبدئها الفاسد، فهذا مصير الظالم، وليس هناك أبشع من ظلمها للأمة الإسلامية يوم أسقطت دولتها (دولة الخلافة) وجعلتها في ذيل الأمم.

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أختكم: راضية عبد الله

- See more at: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/42961.html#sthash.TGCKZmSD.dpuf

الجمعة, 07 نيسان/أبريل 2017 05:54
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق
إلى أهلنا الصابرين في الشام

وقفات مع سورة البروج



قال تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11) إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20) بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22) }

هذه سورة كريمة إخوتي في الله أهل الشام الأبرار، فإن كنتم تعانون من بطش بشار فإن المسلمين إخوتكم في مناطق كثيرة يعانون من بطش الكفار والسبب في معاناتهم هو سيطرة الكفر على بلاد المسلمين وغياب الخلافة، فحيثما غاب سلطان الإسلام استوحش الكفار واستذأبوا وبطشوا في المؤمنين، أما عندما يكون لهم دولة فإن الكفار يخسؤون في جحورهم ولا يتكلمون أبدا ويبقون مطأطئي رؤوسهم لا يجرؤون على رفعها في حضرتكم، وأحببت أن ابتدأ في هذه المقدمة لأبين لكم أن سبب مصائبنا كمسلمين هو غياب سلطان الإسلام عن الأرض أي غياب الخلافة، وأن العمل لإعادة دولة الخلافة يجب أن تكون العمل الرئيسي لكل مسلم موحد على هذه الأرض كي يوجد الدولة التي تطبق شرع الله وتحمي المسلمين من أذى الكفار وحقدهم المدفون في صدورهم.

أيها الأهل الصابرين في الشام

ابتدأت السورة بالقسم بمخلوقات الله تعالى، ابتدأت القسم بعظيم خلق الله تعالى، فان البشر وما ملكوا لا شي يذكر في عظيم خلق الله تعالى، وإنهم مهما عتوا وتجبروا وطغوا فإنهم أضعف ملايين المرات من بعض مخلوقات الله تعالى، إذ لو شاء الله لأمر ملكا من السماوات العلا فضربهم بجناحه فخسف بهم الأرض ولأخفى آثارهم من الوجود بكل قوتهم وجبروتهم وتعدد نحلهم ومللهم.

ثم يبين الله أن يوم القيامة ذلك اليوم العظيم هو يوم موعود سيتم جمع جميع الظالمين فيه، بشار وفرعون وأوباما وترامب وكل الحكام الخونة وكل المجرمين على مر التاريخ والعصور، سيتم جمعهم وسيكونون في أذل صورة وأحقرها، وإن غمسة لهم في نار جهنم ستنسيهم كل نعيم ذاقوه، وان غمسة واحدة في الجنة لكل مظلوم مقهور قد قتل ظلما وعدوانا ستجعله ينسى أنه مسه ظلم في يوم من الأيام، نعم إخوتي إن الآخرة هي حياتنا الحقيقية مهما لاقينا فيها من بطش وظلم وضنك، فالله العلي القدير لا يظلم عنده أحد، فان الظالم وان علا في هذه الدنيا فان مصيرا اسود ينتظره، وان المضطهد المعذب من أهل الجنة سيلاقي جزاء صبره واحتسابه لما لاقاه من ظلم وعسف في هذه الدنيا الفانية، فاحتسبوا أجركم عند الله تعالى.

أصحاب الأخدود قوم آمنوا بالله تعالى، ولا أريد أن أسرد قصتهم بالتفصيل فمكانها في كتب التفسير، ولكن أحببت أن اعلق على ما فيه تسلية لكم أخوتي في الشام، قوم امنوا بالله وكان الجزاء فورا حفرا كبيرة من النار لقاء إيمانهم، لم يمكثوا في هذا الإيمان كثيرا، فامتحنهم الله تعالى بسرعة، لم يكن هناك من ينقذهم أو يبعث لهم مددا لينقذهم، فلم يكن أمامهم إلا أمرين اثنين لا ثالث لهما: "نجاة في الدنيا وعذاب في الآخرة، أو عذاب في الدنيا ونعيم في الآخرة"، فاختاروا بأجمعهم رجالهم ونساءهم وأطفالهم الحرق في النار على أن يتركوا دينهم، ولكم أن تتخيلوا أليم عذابهم في الدنيا، فهذا اختبار صعب اليم شديد، ولكنهم كانوا يعلمون أن لسعة نار الدنيا مهما قست فهي لا شيء بشدة عذاب الجحيم في الآخرة فاختاروا الشهادة على الكفر.

أما موقف المجرمين فقد جلسوا على الكراسي يشربون ويأكلون وينظرون بكل صلف وغرور وكأنها مسرحية تعرض أمامهم كما يحصل اليوم معكم إخوتي، ينظرون إلى من يحرقونهم وهم يتلذذون بذلك، واليوم ينظرون إليكم تقتلون وتسفك دماؤكم وتقصفون بالبراميل المتفجرة والغاز السام وهم يتلذذون بصور قتلاكم.

في السابق كان الملك الظالم صريحا انه يقتلهم من اجل دينهم وعقيدتهم الإسلامية، واليوم ينافقون ويدجلون وهم كلهم يدعمون الأسد، أمريكا من صنعت بشار وأبيه تحميه، وإيران كلب أمريكا تسانده بحقد فارسي مغلول، وروسيا تبحث عن العظمة على جثث الأطفال والنساء، والسعودية وتركيا يدعمون خطط أمريكا في تركيعكم وهم يدعون أنهم معكم....، نعم إخوتي الملك الظالم والذي قتل أهل الأخدود كان صريحا في قتله للمؤمنين بسبب عقيدتهم، أما الملوك الظالمين اليوم فهم منافقون لا يجرؤون أن يصرحوا أنهم يحاربونكم لأنكم مسلمين، وهذا إن دل فيدل على خوفهم من يقظة المسلمين في العالم والتي نسأله تعالى أن تكون قريبة لينقذوكم مما انتم فيه.

هذا هو حال الظالمين يقتلون الأبرياء ويتلذذون بقتلهم ورؤية أشلائهم، غير أن الملك الظالم قد أباد أهل الأخدود، أما ملة الكفر اليوم فلن تستطيع بإذنه تعالى إبادة المسلمين أو حتى إبادة أهل الشام الأبرار بإذنه تعالى، فوجود المسلمين اليوم يعني وجود الإسلام والله تعالى قد وعد بحفظ دينه وحفظ دينه لا يكون إلا بوجود المسلمين وعدم فنائهم مهما تعرضا له من ضنك.

أيها الأهل في سوريا

يبين الله تعالى سبب القتل وهو الإيمان بالله تعالى، وأيضا سبب عداء الكفار لكم ليس تنظيم الدولة أو الإرهاب بل هو الإيمان بالله تعالى، وهذا يعني أنه يجب أن تكون العلاقة بيننا وبين الكفار في العالم علاقة صراع حضاري حتى تسود حضارة الإسلام على هذه الحضارات العفنة، وهذا يوجب إقامة الخلافة كي تحرر بلاد المسلمين مما هم فيه.

وها هو الله تعالى يبين أن من تعرضوا لعباد الله فمصيرهم عذاب اليم شديد لا ينتهي وهم يحرقون ويعذبون في نار جهنم، وان من ظلم فمصيره جنات النعيم، خلود للكافرين في العذاب وراحة ونعيم للمؤمنين في جنان النعيم، هذا وان المؤمنين المبتلين يصب عليهم الأجر صبا يوم القيامة حتى أن أهل العافية ليتمنون أنهم قطعوا بالسواطير وحرقوا بالنار عندما يرون ما أعده الله لعباده المؤمنين المبتلين من اجر عظيم.

فالله يعقب إخوتي أن بطشه بالظالمين اليم شديد وأنهم مهما ظلموا فان مصيرهم الزوال، وانظروا إن شئتم إلى جميع الطغاة، أين فرعون والنمرود، أين أبو جهل وأتاتورك أين كل طاغية ظلم وتجبر، زالوا وانتهوا ويوم القيامة مصير اسود ينتظرهم، فالله هو الخالق وهو المحيي وهو المتصرف في هذا الكون كيفما يشاء، ولكن اقتضت سنته أن يبتلي عباده المؤمنين في هذه الدنيا الفانية، يبتليهم ليرفع درجاتهم وليحط من خطاياهم، وليمتحن إيمانهم به سبحانه وتعالى، فإن الثمن يوم القيامة عظيم وهو الجنة، وهي سلعة غالية نسأله تعالى أن نكون وإياكم من أهلها.

والله يقول انه فعال لما يريد، أي أنه ينفذ في هذا الكون ما يريده وبالطريقة التي يريدها وبالكيفية التي يريدها وفي الزمن الذي يريده، أما جميع الكفار فإنهم بجميع قوتهم وجبروتهم تحبط خططهم وتفشل ويغيرونها، ويتآمرون وينافقون لضعفهم، ومع ذلك مصيرهم النهائي الفشل وغلبة أهل الحق لهم، وفي الآخرة عذاب شديد ينتظرهم.

تذكروا قوم نوح وهود وصالح ولوط وفرعون والنمرود تذكروا كل هؤلاء الطغاة لتدركوا انهم لا شيء وان الله أهلكهم جميعا، وأنهم مهما علوا فان مصيرهم اسود واليم شديد، فالله محيط بالكافرين ويسيطر عليهم ولن يفلتوا من عقابه وعذابه الأليم. 

أيها الأهل الصابرين في الشام

إن ما يصيبكم لم يكن ليخطئكم، ولكنه قدر الله لكم، يرفع به درجاتكم ويكفر به من سيئاتكم، وان ما يصيب المسلمين بشكل عام هو ضريبة حتمية يدفعها المسلمون لغياب الخلافة، وان الواجب على المسلمين هو العمل الجاد لإعادة الخلافة حتى تطبق شرع الله وتحمي المسلمين وتنتقم شر انتقام من أعدائهم.

لستم الوحيدين في هذا الزمان، تذكروا بورما وكشمير وكوسوفا وأفريقيا الوسطى وتركستان ومسلمي آسيا الوسطى والجرح الغائر في قلب الأمة الإسلامية فلسطين، تذكروا أهل الأندلس وغزو الصليبين والتتار، تذكروا ما تعرض لهه المسلمون بسبب ضعفهم وتفرقهم، وستدركوا أنها سنة إلهية، وأن على المسلمين العمل الجاد لإعادة سلطان الإسلام لأنه لا أمان لهم إلا بعودة الخلافة.

فنسأل الله تعالى أن يفرج كرباتكم ويقصم ظهر عدوكم، ويعجل بإقامة الخلافة كي تخلص المسلمين أجمعين من شرور الكفار وأذاهم. 

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5272&hl=
الإثنين, 23 أيلول/سبتمبر 2019 00:23
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

جواب سؤال: طلب النصرة من أهل القوة

 

 

إلى زياد ولويل

 

 

 

- kamel A.j.Saleh - Fozi Ibrahem Alshouha ======

 

1- سؤال زياد ولويل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة شيخ عطاء سؤالي عن طلب النصرة لقد ذكر الحزب في مواطن عدة ان النبي بعدما تحجر #المجتمع المكي ذهب ليطلب النصرة من القبائل هنا يوجد لدي اشكال في بعض ما نقل ولدى الكثير من القراء من الحزب وغير الحزب عندما كان يعرض النبي على المشركين الاسلام هل كان يدعوهم لنصرتة ام انه يدعوهم للاسلام ام انه كان يدعوهم للاسلام ومن ثم نصرة ولو فرضنا ان قادة القبائل امنوا هل هذا يعني انهم مستعدون للتضحية وهل يعقل ان النبي مثلا يرفض اسلامهم...إلخ 2- سؤال kamel A.j.Saleh : - لو سمحتم.. هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب النصرة من الكفار وهم على كفرهم.. أم كان يطلب منهم أن يؤمنوا أولا..؟؟ - وهل يجوز طلب النصرة من كافر..؟! - يبدو أن سؤالي غير واضح لذلك اسمحو لي أن اعيده بشكل آخر.. هل كان صلى الله عليه وسلم يطلب النصرة منهم وهم على شركهم أم كان يشترط ان يسلموا قبل ان ينصروه.. أم كان هدفه النصرة سواء اسلموا ام ظلوا كفارا.. 3- سؤال Fozi Ibrahem Alshouha: هل امر الله رسوله بالذهاب الى الطائف والقبائل العربيه لطلب النصره ام الامر كان بطلب النصره ورسول الله اختار القبائل القويه؟ هل اهل النصره الذين طلب منهم الرسول النصره كانوا #قاده سياسيين تتبعهم القوه؟ ام كانوا قادة عسكريين يعني هل طلب منهم النصره بصفتهم وسط سياسي كانوا في #المدينة ام اهل قوة عسكريه؟ #الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إن أسئلتكم متشابهة فأجيبكم معاً بإذن الله: 1- إن الرسول ﷺ لا يفعل فعلاً من الأفعال إلا بوحي من الله سبحانه على النحو الذي بيَّنَّاه في الشخصية الثالث باب أفعال الرسول ﷺ، فقد جاء فيه: (أفعال الرسول ﷺ ثلاثة أقسام: ...... - القسم الثالث: ما ليس من الأفعال الجبلية، وليس مما اختص به ﷺ، أي سائر الأفعال، وهذه لا نـزاع في أننا مأمورون بالاقتداء فيها بالرسول ﷺ، ولا نـزاع في أنها #دليل_شرعي كأقواله وسكوته، فيجب العمل به لأنه فعله ﷺ؛ لقوله تعالى: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) ولقوله تعالى: (إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ) وقوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي ۚ )وهذا صريح وواضح وظاهر في العموم، فيشمل كل ما يقوم به الرسول ﷺ من أعمال، كما يشمل الأقوال ويشمل السكوت؛ ولذلك كان اتباع الرسول ﷺ في جميع أفعاله التي صدرت عنه، مما ليس مختصاً به، ومما ليس من الأفعال الجبلية، واجباً على كل مسلم؛ لأن الرسول ﷺ لا يتبع إلا ما يوحى إليه. غير أن وجوب اتباع الرسول، ﷺ، لا يعني وجوب القيام بالفعل الذي فعله، بل يعني وجوب الاتباع حسب الفعل، فإن كان الفعل مما يجب، كان القيام به واجباً، وإن كان القيام به مما يندب، كان القيام به مندوباً، وإن كان الفعل مباحاً، كان القيام به مباحاً. فالاتباع واجب حسب ما جاء في الفعل، وهو مثل اتباع أوامر الرسول، فالله تعالى يقول: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) ) فدل ذلك على وجوب طاعة الرسول ﷺ فيما يأمر به، ولكنه لا يدل على وجوب القيام بما يأمر به، بل يكون القيام به حسب ما أمر به، فإن أمر به على الوجوب كان القيام به واجباً، وإن أمر به على الندب كان القيام به مندوباً، وإن أمر به على الإباحة كان القيام به مباحاً. وكذلك أفعاله ﷺ يجب اتباعها، ولكن القيام بها حسب ما جاءت به الأفعال...) 2- وهكذا فقد طلب الرسول صلى الله عليه وسلم النصرة بإذن من الله سبحانه وكان ذلك في أواخر مرحلة #التفاعل حيث اشتد العداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة للبعثة: - جاء في عيون الأثر: (...عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ رضي الله عنها بِمَكَّةَ قَبْلَ #الْهِجْرَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ، وَهِيَ أول من آمن بالنبي ﷺ، قَالَ... ثُمَّ إِنَّ خَدِيجَةَ بِنْتَ خُوَيْلِدٍ وَأَبَا طَالِبٍ مَاتَا فِي عَامٍ وَاحِدٍ، فَتَتَابَعَتْ عَلَى رَسُول اللَّهِ ﷺ مُصِيبَتَانِ: وفاة خَدِيجَةَ وَأَبِي طَالِبٍ، وَكَانَتْ خَدِيجَةُ وَزِيرَةَ صِدْقٍ عَلَى الإِسْلامِ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَسْكُنُ إِلَيْهَا، قَالَ: وَقَالَ زياد البكائي عن ابن إسحاق: إِنَّ خَدِيجَةَ وَأَبَا طَالِبٍ توفيا فِي عَامٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ ذلك بَعْدَ عَشْرِ سِنِينَ مَضَيْنَ مِنْ مَبْعَثِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَبْلَ مُهَاجِرِهِ ﷺ إِلَى الْمَدِينَةِ بِثَلاثِ سِنِينَ. وَذَكَرَ ابْنُ قُتَيْبَةَ أَنَّ خَدِيجَةَ تُوُفِّيَتْ بَعْدَ أَبِي طَالِبٍ بِثَلاثَةِ أَيَّامٍ. وَذَكَرَ الْبَيْهَقِيُّ نَحْوَهُ.) انتهى - وَعَنِ الْوَاقِدِيِّ: (تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ أَبِي طَالِبٍ بِخَمْسٍ وَثَلاثِينَ لَيْلَةً، وَقِيلَ غَيْرُ ذَلِكَ، فَلَمَّا هَلَكَ أَبُو طَالِبٍ نَالَتْ قُرَيْشٌ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ مِنَ الأَذَى مَا لَمْ تَكُنْ تَطْمَعُ فِيهِ فِي حَيَاةِ أَبِي طَالِبٍ، حَتَّى اعْتَرَضَهُ سَفِيهٌ مِنْ سُفَهَاءِ قُرَيْشٍ فَنَثَرَ عَلَى رَأْسِهِ تُرَاباً، فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْتَهُ وَالتُّرَابُ عَلَى رَأْسِهِ، فَقَامَتْ إِلَيْهِ إِحْدَى بَنَاتِهِ فَجَعَلَتْ تَغْسِلُ عَنْهُ التُّرَابَ وَهِيَ تَبْكِي ورَسُول اللَّهِ ﷺ يقول: «لا تبك يَا بُنَيَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ مَانِعٌ أَبَاكِ» وَيَقُولُ بَيْنَ ذَلِكَ: «مَا نَالَتْ مِنِّي قُرَيْشٌ شَيْئاً أَكْرَهُهُ حَتَّى مَاتَ أَبُو طَالِبٍ») 3- في هذه #الظروف_الصعبة أكرم الله رسوله ﷺ بحدثين كبيرين عظيمين، وهما الإسراء والمعراج، والإذن للرسول ﷺ بطلب نصرة أهل القوة من القبائل لحماية الدعوة وإقامة الدولة... وموضوع الإسراء والمعراج ليس هنا مكانه، وأما طلب النصرة، فقد كانت البداية من الطائف ولم يستجيبوا... بل أغروا بِهِ ﷺ سُفَهَاءَهُمْ... ثم تتابعت أعمال النصرة بعد ذلك... وكان الرسول صلى الله عليه وسلم عند طلب النصرة يعمد لأولي القوة والمنعة أي رؤساء #القبائل الكبيرة ذات الشأن وليس الصغيرة، وقبل طلب نصرتهم يدعوهم للإسلام فإن استجابوا طلب نصرتهم طلباً صريحاً واضحاً بإقامة دولة تحكم بما أنزل الله وتجاهد في سبيل الله ولذلك اشترط بعضهم أن يكون الحكم لهم بعد رسول الله ﷺ واشترط آخرون جهاد العرب أما الفرس فلا... وإليك المزيد من التوضيح: #السيرة_النبوية لابن كثير 2/ 155 - روى الحافظ أبو نعيم من طريق عبد الله بن الأجلح ويحيى بن سعيد الأموي، كلاهما عن محمد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، عن العباس قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا أرى لي عندك ولا عند أخيك منعة، فهل أنت مخرجي إلى السوق غدا حتى نقر في منازل قبائل الناس" وكانت مجمع العرب. قال: فقلت: هذه كندة ولفها، وهي أفضل من يحج البيت من #اليمن، وهذه منازل بكر بن وائل، وهذه منازل بني عامر بن صعصعة، فاختر لنفسك. قال: فبدأ بكندة فأتاهم فقال: ممن القوم؟ قالوا: من أهل اليمن. قال: من أي اليمن؟ قالوا: من كندة قال: من أي كندة؟ قالوا: من بني عمرو بن معاوية. قال: فهل لكم إلى خير؟ قالوا: وما هو؟ قال: "تشهدون أن لا إله إلا الله وتقيمون الصلاة وتؤمنون بما جاء من عند الله". قال عبد الله بن الأجلح: وحدثني أبي عن أشياخ قومه، أن كندة قالت له: إن ظفرت تجعل لنا الملك من بعدك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الملك لله يجعله حيث يشاء". فقالوا: لا حاجة لنا فيما جئتنا به. - قال أبو بكر: ثم انتهينا إلى مجلس عليه السكينة والوقار، وإذا مشايخ لهم أقدار وهيئات، فتقدم أبو بكر فسلم. قال علي: وكان أبو بكر مقدما في كل خير. فقال لهم أبو بكر: ممن القوم؟ قالوا من بني شيبان بن ثعلبة، فالتفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بأبي أنت وأمي ليس بعد هؤلاء من عز في قومهم. وفي رواية: ليس وراء هؤلاء عذر من قومهم، وهؤلاء غرر في قومهم، وهؤلاء غرر الناس. وكان في القوم مفروق بن عمرو، وهانئ بن قبيصة، والمثنى بن حارثة، والنعمان بن شريك. وكان أقرب القوم إلى أبي بكر مفروق بن عمرو، وكان مفروق بن عمرو قد غلب عليهم بيانا ولسانا، وكانت له غديرتان تسقطان على صدره، فكان أدنى القوم مجلسا من أبي بكر... قال مفروق: لعلك أخو #قريش؟ فقال أبو بكر: إن كان بلغكم أنه رسول الله فها هو هذا. فقال مفروق: قد بلغنا أنه يذكر ذلك. ثم التفت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [فقال: إلام تدعو يا أخا قريش؟ (1) فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم] فجلس وقام أبو بكر يظله بثوبه فقال صلى الله عليه وسلم: "أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأني رسول الله، وأن تؤووني وتنصروني حتى أؤدي عن الله الذي أمرني به، فإن قريشا قد تظاهرت على أمر الله، وكذبت رسوله، واستغنت بالباطل عن الحق، والله هو الغني الحميد..."... فقال له مفروق: وإلام تدعو أيضا يا أخا قريش؟ فو الله ما هذا من كلام أهل الأرض، ولو كان من كلامهم لعرفناه. فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون". فقال له مفروق: دعوت والله يا أخا قريش إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ولقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك. وكأنه أحب أن يشركه في الكلام هانئ بن قبيصة فقال: وهذا هانئ بن قبيصة شيخنا وصاحب ديننا... إن من ورائنا قوما نكره أن نعقد عليهم عقدا. ولكن ترجع ونرجع وتنظر وننظر... وكأنه أحب أن يشركه في الكلام المثنى بن حارثة فقال: وهذا المثنى شيخنا وصاحب حربنا... فقال المثنى: قد سمعت مقالتك واستحسنت قولك يا أخا قريش، وأعجبني ما تكلمت به، والجواب هو جواب هانئ بن قبيصة، وتركنا ديننا واتباعنا إياك لمجلس جلسته إلينا، وإنا إنما نزلنا بين صريين أحدهما اليمامة، والآخر السماوة. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما هذان الصريان؟ فقال له: أما أحدهما فطفوف البر وأرض العرب، وأما الآخر فأرض فارس وأنهار كسرى، وإنما نزلنا على عهد أخذه علينا كسرى أن لا نحدث حدثا، ولا نؤوي محدثا، ولعل هذا الأمر الذي تدعونا إليه مما تكرهه الملوك، فأما ما كان مما يلي بلاد العرب فذنب صاحبه مغفور، وعذره مقبول، وأما ما كان [مما] يلي بلاد فارس فذنب صاحبه غير مغفور، وعذره غير مقبول. فإن أردت أن ننصرك ونمنعك مما يلي العرب فعلنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أسأتم الرد إذ أفصحتم بالصدق، إنه لا يقوم بدين الله إلا من حاطه من جميع جوانبه. #سيرة_ابن_هشام1/ 424 (عَرْضُ الرّسُولِ ﷺ نَفْسَهُ عَلَى بَنِي عَامِرٍ) قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدّثَنِي الزّهْرِيّ أَنّهُ أَتَى بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ فَدَعَاهُمْ إلَى اللّهِ عَزّ وَجَلّ وَعَرَضَ عَلَيْهِمْ نَفْسَهُ فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْهُمْ - يُقَالُ لَهُ بَيْحَرَةُ بْنُ فِرَاسٍ قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: فِرَاسُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ سَلَمَةَ (الْخَيْرِ) بْنِ قُشَيْرِ بْنِ كَعْبِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ -: وَاَللّهِ لَوْ أَنّي أَخَذْت هَذَا الْفَتَى مِنْ قُرَيْشٍ، لَأَكَلْتُ بِهِ الْعَرَبَ، ثُمّ قَالَ أَرَأَيْتَ إنْ نَحْنُ بَايَعْنَاك عَلَى أَمْرِك، ثُمّ [ ص 425 ] أَظْهَرَك اللّهُ عَلَى مَنْ خَالَفَك، أَيَكُونُ لَنَا الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِك؟ قَالَ الْأَمْرُ إلَى اللّهِ يَضَعُهُ حَيْثُ يَشَاءُ قَالَ فَقَالَ لَهُ أَفَتُهْدَفُ نَحُورُنَا لِلْعَرَبِ دُونَك، فَإِذَا أَظْهَرَك اللّهُ كَانَ الْأَمْرُ لِغَيْرِنَا لَا حَاجَةَ لَنَا بِأَمْرِك. وأخيراً كانت #العقبة الثانية وواضح منها أن البيعة كانت من مسلمين مكث معهم مصعب مدة يعلمهم الإسلام... ثم كانت بيعة العقبة الثانية والهجرة وإقامة الدولة، ولمزيد من التوضيح: - جاء في سيرة ابن هشام وفي حدائق الأنوار وغير ذلك من السير: (ثُمَّ إنَّ مُصْعَبَ بْنَ عُمَيْرٍ رَجَعَ إلَى مَكَّةَ، وَخَرَجَ مَنْ خَرَجَ مِنْ الْأَنْصَارِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ إلَى الْمَوْسِمِ من السنة الثالثة عشرة للبعثة مَعَ حَجَّاجِ قَوْمِهِمْ مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ، حَتَّى قَدِمُوا مَكَّةَ، فَوَاعَدُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ الْعَقَبَةَ، مِنْ أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، حِينَ أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ مَا أَرَادَ مِنْ كَرَامَتِهِ، وَالنَّصْرِ لِنَبِيِّهِ، وَإِعْزَازِ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ، وَإِذْلَالِ الشِّرْكِ وَأَهْلِهِ... قَالَ كَعْبٌ: ثُمَّ خَرَجْنَا إلَى #الْحَجِّ، وَوَاعَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بِالْعَقَبَةِ مِنْ أَوْسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ. قَالَ: فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ الْحَجِّ، وَكَانَتْ اللَّيْلَةُ الَّتِي وَاعَدْنَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لَهَا... قَالَ: فَنِمْنَا تَلِكَ اللَّيْلَةَ مَعَ قَوْمِنَا فِي رِحَالِنَا، حَتَّى إذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ خَرَجْنَا مِنْ رِحَالِنَا لِمَعَادِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، نَتَسَلَّلُ تَسَلُّلَ الْقَطَا مُسْتَخْفِينَ، حَتَّى اجْتَمَعْنَا فِي الشِّعْبِ عِنْدَ الْعَقَبَةِ، وَنَحْنُ ثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ رَجُلاً، وَمَعَنَا امْرَأَتَانِ مِنْ نِسَائِنَا... قَالَ: فَاجْتَمَعْنَا فِي الشِّعْبِ نَنْتَظِرُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ... قَالَ: فَتَكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، فَتَلَا الْقُرْآنَ، وَدَعَا إلَى اللَّهِ، وَرَغَّبَ فِي الْإِسْلَامِ، ثُمَّ قَالَ أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ. قَالَ: فَأَخَذَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ: نَعَمْ، وَاَلَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ (نَبِيّاً)، لَنَمْنَعَنَّكَ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أُزُرَنَا، فَبَايِعْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَنَحْنُ وَاَللَّهِ أَبْنَاءُ الْحُرُوبِ، وَأَهْلُ الْحَلْقَةِ، وَرِثْنَاهَا كَابِراً (عَنْ كَابِرٍ). قَالَ: فَاعْتَرَضَ الْقَوْلَ، وَالْبَرَاءُ يُكَلِّمُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنَّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الرِّجَالِ حِبَالاً، وَإِنَّا قَاطِعُوهَا - يَعْنِي الْيَهُودَ - فَهَلْ عَسَيْتَ إنْ نَحْنُ فَعَلْنَا ذَلِكَ ثُمَّ أَظْهَرَكَ اللَّهُ أَنْ تَرْجِعَ إلَى قَوْمِكَ وَتَدَعَنَا؟ قَالَ: فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ قَالَ: بَلْ الدَّمَ الدَّمَ، وَالْهَدْمَ الْهَدْمَ، أَنَا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنِّي، أُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتُمْ، وَأُسَالِمُ مَنْ سَالَمْتُمْ... قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَحَدَّثَنِي عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِيهِ الْوَلِيدِ، عَنْ جَدِّهِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، وَكَانَ أَحَدَ النُّقَبَاءِ، قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَيْعَةَ الْحَرْبِ - وَكَانَ عُبَادَةُ مِنْ الِاثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ بَايَعُوهُ فِي الْعَقَبَةِ الْأُولَى عَلَى بَيْعَةِ النِّسَاءِ - عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، فِي عُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَمَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا، وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ، وَأَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ أَيْنَمَا كُنَّا، لَا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ...) انتهى 4- وهكذا تمت بيعة العقبة الثانية، بيعة النصرة بعد أن فشا الإسلام في المدينة، ثم الهجرة فإقامة الدولة. ويتبين من كل ذلك أن الرسول ﷺ كان مأموراً بطلب النصرة منذ السنة العاشرة للبعثة، أي قبل بيعة العقبة بنحو ثلاث سنين حيث كانت بيعة العقبة الثانية في موسم السنة الثالثة عشرة للبعثة، أي أن الرسول ﷺ كان موحى إليه بأعمال طلب النصرة، فيبحث عن أهل القوة من القبائل ويطلب نصرتهم، ولما جاءته أخبار المدينة من مصعب بن عمير، ثم جاء الثلاثة والسبعون رجلاً والمرأتان فبايعوا الرسول ﷺ بيعة العقبة الثانية، رأى رسول الله ﷺ أن المدينة مؤهلة لأن تنصره لإقامة الدولة وإعزاز الإسلام والمسلمين... ومع ذلك فإن الرسول ﷺ لم يهاجر إلى المدينة إلا بعد أن أراه الله سبحانه دار الهجرة، وأذن له ﷺ بالهجرة كما جاء في #البخاري: (قال ابْن شِهَابٍ: فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَتْ: لَمْ أَعْقِلْ أَبَوَيَّ قَطُّ، إِلَّا وَهُمَا يَدِينَانِ الدِّينَ، وَلَمْ يَمُرَّ عَلَيْنَا يَوْمٌ إِلَّا يَأْتِينَا فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ طَرَفَيِ النَّهَارِ، بُكْرَةً وَعَشِيَّةً... فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِلْمُسْلِمِينَ: «إِنِّي أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ، ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لاَبَتَيْنِ» وَهُمَا الحَرَّتَانِ، فَهَاجَرَ مَنْ هَاجَرَ قِبَلَ المَدِينَةِ، وَرَجَعَ عَامَّةُ مَنْ كَانَ هَاجَرَ بِأَرْضِ الحَبَشَةِ إِلَى المَدِينَةِ، وَتَجَهَّزَ أَبُو بَكْرٍ قِبَلَ المَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «عَلَى رِسْلِكَ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يُؤْذَنَ لِي» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَهَلْ تَرْجُو ذَلِكَ بِأَبِي أَنْتَ؟ قَالَ: «نَعَمْ»... قَالَ ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ: عُرْوَةُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَبَيْنَمَا نَحْنُ يَوْماً جُلُوسٌ فِي بَيْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي نَحْرِ الظَّهِيرَةِ، قَالَ قَائِلٌ لِأَبِي بَكْرٍ: هَذَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مُتَقَنِّعاً، فِي سَاعَةٍ لَمْ يَكُنْ يَأْتِينَا فِيهَا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: فِدَاءٌ لَهُ أَبِي وَأُمِّي، وَاللَّهِ مَا جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا أَمْرٌ، قَالَتْ: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَاسْتَأْذَنَ، فَأُذِنَ لَهُ فَدَخَلَ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ لِأَبِي بَكْرٍ: «أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ». فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ، بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «فَإِنِّي قَدْ أُذِنَ لِي فِي الخُرُوجِ» فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: الصَّحَابَةُ بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «نَعَمْ»...). والخلاصة: • بدأ رسول الله ﷺ طلب النصرة بعد أن أذن الله سبحانه له ﷺ أي بوحي منه سبحانه. • كان رسول الله ﷺ يدعو من يطلب نصرتهم أولاً إلى أن يُسلموا فإذا أسلموا يطلب نصرتهم. • وكان رسول الله ﷺ يطلبها من أهل القوة القادرين ولذلك كان يعمد إلى القبائل القوية الكبيرة وليس الصغيرة، وكذلك إلى المدن ذات الشأن بالنسبة للمنطقة حولها وليس إلى التجمعات الصغيرة (القرى الصغيرة) للأعراب في البادية، أي يعمد إلى أولئك القادرين على أن يعينوا رسول الله ﷺ لإقامة #الحكم بما أنزل الله والجهاد في سبيل الله، وكان هذا واضحاً لهم فيشترط بعضهم الحكم لهم بعد الرسول ﷺ ويشترط آخرون أن يجاهدوا #العرب وأما الفرس فلا...إلخ آمل أن يكون في ذلك جواب شاف كاف على أسئلة الإخوة الثلاثة، والله أعلم وأحكم.

أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة 22 محرم 1441هـ الموافق 21/09/2019 م

 

 

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=7826&pid=22859&start=0&#entry22859

 

 

أسئلة أجوبة منقولة عن صفحة أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة على موقع الفيس بوك

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=6011&start=100

الجمعة, 27 آذار/مارس 2020 01:56
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
 
عربي21:  كورونا والذكرى السنوية لإلغاء الخلافة: أين العالم الإسلامي اليوم؟
 
 
قاسم قصير
 
في السابع والعشرين من شهر رجب من العام 1342هجرية (الموافق في الثالث من آذار/ مارس 1924) تم اتخاذ القرار من قبل الزعيم التركي كمال أتاتورك لإلغاء الخلافة الإسلامية لتحل محلها الجمهورية التركية المستمرة حتى اليوم.
 
واليوم تأتي الذكرى التاسعة والتسعين (حسب التقويم الهجري) لإلغاء الخلافة، في ظل انشغال العالم كله بأزمة انتشار وباء أو فيروس كورونا، والحديث حول كيفية مواجهة هذا الفيروس المجهول وانعكاسه على خريطة العالم اليوم، والتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية التي سيؤدي إليها هذا الوباء وتداعياته المستقبلية، والتي لم يستطع العلماء والباحثون والمفكرون الاستراتيجيون تقديرها حتى الآن، بانتظار جلاء الأوضاع في الأسابيع والأشهر المقبلة.
 
والملاحظ أن الذكرى السنوية التاسعة والتسعين لإلغاء الخلافة الإسلامية لم تحظ بالكثير من الاهتمام في الأوساط العربية والإسلامية، باستثناء بيان أصدره حزب التحرير والكلمة التي وجهها أمير الحزب بالمناسبة مساء الاثنين الماضي.
 
ومن غير المعروف إذا كانت حركات وقوى إسلامية احتفلت بالذكرى أو أصدرت بيانات بالمناسبة، وحتى تنظيم داعش الذي أعلن إقامة الخلافة الإسلامية مجددا في سوريا والعراق قبل عدة سنوات لم تصدر عنه مواقف جديدة أو بيانات في هذه المناسبة.
 
وقد لا يكون من الأهمية رصد البيانات أو ما صدر بالمناسبة اليوم لأن العالم كله، ومن ضمنه العالم الإسلامي، مشغول بقضايا خطيرة وأهمها مواجهة فيروس كورونا وتداعياته، إضافة للحروب والصراعات المنتشرة في الكثير من الدول العربية والإسلامية. وقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الاثنين الماضي، إلى وقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء العالم، من أجل حماية من "يواجهون خطر التعرض لخسائر مدمرة بسبب فيروس كورونا".
 
لكن السؤال الأهم اليوم: أين دور العالم الإسلامي في هذه المواجهة العالمية؟ وأي دور لعبته دول الخلافة الإسلامية على مر تاريخها في مواجهة الأزمات العالمية؟ وكيف كانت الأوضاع الصحية في دول الخلافة الإسلامية؟
 
طبعا لا يمكن تقييم كل تجربة الخلافة الإسلامية بشكل سريع وفي مقال صحفي لأنها كانت تجربة طويلة ومرت في مراحل متعددة، ولم تكن الخلافة الإسلامية على صيغة واحدة منذ وفاة الرسول ودور الخلافاء الراشدين، مرورا بكل المراحل الأخرى وصولا للسلطنة العثمانية ونهاية الخلافة الإسلامية، لكن هناك مراحل مهمة في تاريخ هذه الخلافة كانت أحوال العالم الإسلامي على افضل الصور وانتشرت العلوم الطبية والمستشفيات وكل أشكال الحضارة المتطورة، وبرز علماء وأطباء ومخترعون مسلمون تركوا بصمات كبيرة على صعيد الحضارة العالمية، ولا يزال هؤلاء يشكلون مرجعا كبيرا لكل العلوم الطبية الحديثة.
 
لكن المهم اليوم: أين هو العالم العربي والإسلامي في مواجهة الوباء الجديد؟ وأين هم العلماء العرب والمسلمون في اكتشاف الأدوية واللقاحات لمواجهة هذا الوباء؟ وما هو واقع المستشفيات والمؤسسات الصحية في الدول العربية والإسلامية؟
 
من يتابع أخبار الوباء وكيفية معالجته والوقاية منه يلحظ أن العالم اليوم ينتظر ما ستنتجه المختبرات العلمية والطبية في الصين وألمانيا وفرنسا وأمريكا وبريطانيا، وهناك متابعة لما يقوم به الأطباء الإيرانيون من محاولات لمعالجة المرضى في ظل التحدي الكبير الذي تواجهه إيران من انتشار هذا المرض. وبعض المسلمين استعاد بعض الأحاديث والروايات عن الرسول محمد حول الوقاية من الطاعون، وقد نالت هذه الروايات اهتماما عالميا كونها تدعو للعزلة وعدم التنقل وكتبت عنها بعض الصحف الغربية، لكن ذلك لا يلغي الواقع البائس الذي تعاني منه الشعوب العربية والإسلامية في مواجهة هذا المرض، مع أن حجم الانتشار في هذه الدول قد يكون أقل من غيرها من الدول الأوروبية وأمريكا والصين وكوريا الجنوبية.
 
وبعض العرب والمسلمين نظروا لهذا الوباء من منظور أخلاقي وتربوي فقط، فالبعض اعتبره ابتلاء ربانيا، ومنهم من اعتبره فرصة لعودة الناس إلى الله والأخلاق الحميدة والتفكر بالله ونعمه، وإن كان الوجه الآخر للوباء أنه اضطر السلطات والمرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية لوقف صلوات الجماعة والجمعة أو القداديس، وصولا لإقفال أماكن العبادة وهذه وجه آخر لهذه المأساة.
 
لكن المهم اليوم أن نسأل عن دورنا كعرب ومسلمين في مواجهة هذا الوباء، ولماذا لا نتوحد للعمل من أجل مواجهته والمساهمة في التقدم العلمي وتقديم العلاجات المناسبة له، وأن نكون المساهمين في التخفيف من انعكاساته الإنسانية والاقتصادية والنفسية والاجتماعية.
 
يبدو حسب المعلومات الأولية أن دولة الصين بدأت تتقدم في احتواء المرض، وهي ترسل المساعدات للدول الاوروبية وبعض الدول العربية والإسلامية للتخفيف من آثاره، في حين أن دولا أوروبية ترفض مساعدة دولها المجاورة، وأمريكا تريد الحصول على اللقاح لوحدها، وهي تواجه تحديات مختلفة اقتصادية واجتماعية، وهي مستمرة بفرض الحصار على دول أخرى كفنزويلا وإيران، والعالم كله مشغول بدراسة الآثار المالية والاقتصادية والاجتماعية لهذا الوباء.
 
وأما على الصعيد العربي والإسلامي، فالسؤال الأهم: هل يمكن أن يشكل انتشار هذا الفيروس القاتل فرصة لوقف الحروب والصراعات والعمل بشكل مشترك لمواجهة هذا التحدي الجديد، واعتبار التضامن الإنساني والاجتماعي له الأولوية على كل خلافاتنا؟
 
في زمن الكورونا وفي الذكرى السنوية التاسعة والتسعين الهجرية لإلغاء الخلافة الإسلامية، فلنستعد الصفحات الإيجابية من هذا التاريخ كي نعود إلى دورنا الحضاري والإنساني والإيجابي في العالم، بدل أن ننتظر ما ينتجه الآخرون لنا، سواء كان حروبا أو أسلحة أو ثقافات، أو أدوية ولقاحات جديدة.
 
 
المصدر: عربي21
https://m.arabi21.com/Story/1255786
 
http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/media/66930.html
 
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=8565&pid=24519&st=0&#entry24519
 
 

الصفحة 1 من 74

إضاءات

JoomlaWatch Stats 1.2.9 by Matej Koval