- للإستماع◄
#الخبر:
استمرار #الاعتقالات في #السعودية بحق الشخصيات المشهورة من علماء وأكاديميين وغيرهم.
#التعليق:
بالرغم من موقف هؤلاء #العلماء من #الحكومة_السعودية ودعمهم لها في أغلب المواقف من خلال سياستها الخارجية، تم اعتقال هؤلاء العلماء، وهذه الاعتقالات إن دلّت فإنها تدلّ على عدة أمور ولكن أبرزها، أن هناك مرحلة جديدة تدخلها المملكة بعد تنازل الملك سلمان لابنه محمد بن سلمان، وهي مرحلة علمانية ظاهرة، والوقوف بوجه أيّ طرح إسلامي، وإن كان يُوافق #الحكومة. على ما يبدو فإن #أمريكا بعد اشتداد الصراع بين الرأسمالية وفكرة دولة الخلافة، دخلت مراحل حاسمة على مستوى السياسة العالمية، فهي تريد اصطفافا واضحا من جميع الأطراف والحركات، وهذا هو ما تريده المملكة من هذه الاعتقالات، بالإضافة إلى تحقيق الأمن والاستقرار داخل المملكة بعد استلام #محمد_بن_سلمان، ومن الناحية الأخرى يمكن أن يُلمّع هؤلاء العلماء بعد أن سقطت ورقتهم على مواقفهم تجاه ما يجري في العالم الإسلامي من أحداث مفصلية في مرحلة حاسمة في #الصراع بين #الرأسمالية والإسلام.
بيان صحفي
حكام السودان يؤكدون خيانتهم لله ورسوله والمؤمنين بانضمامهم لحظيرة التطبيع وبانحيازهم للكافرين وبتفريطهم بالأرض المباركة
﴿سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ﴾
بعنجهيته المعهودة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن السودان وكيان يهود قد اتفقا على تطبيع العلاقات. وعدّها خطوة كبيرة أخرى نحو بناء السلام في الشرق الأوسط مع دولة أخرى تنضم إلى اتفاق "أبراهام". وقال مسؤولون أمريكيون كبار إن الرئيس الأمريكي أبرم الاتفاق في اتصال هاتفي الجمعة 2020/10/23م مع رئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك. وقال ترامب إنه يتوقع أن الفلسطينيين ودولاً أخرى كثيرة ستوافق على علاقات أوثق مع كيان يهود في الأشهر المقبلة. وقال إن 5 دول أخرى على الأقل تريد الانضمام لاتفاق سلام مع كيان يهود، ونص تحديدا على السعودية، قائلا إنه متأكد من أنها ستنضم للركب قريبا.
من جهته تبجح نتنياهو بهذا الاتفاق حيث اعتبر الحدث انقلاباً في السودان! واعتبر أن الخرطوم التي احتضنت مؤتمر اللاءات الثلاث عام 1967 تقول اليوم نعم للسلام مع كيان يهود نعم للتفاوض معه نعم للتطبيع معه.
نعم، هكذا وبكل بساطة وبمجرد اتصال هاتفي، يسوق ترامب حكام السودان إلى حظيرة التطبيع مثلما فعل مع حكام الإمارات والبحرين، بل و"يبشر!" بانضمام المزيد من الحكام للاتفاقية الجريمة المسماة باتفاقية "أبراهام"!
إن ترامب هذا، إنما ساق حكام السودان لهذه الاتفاقية لتحقيق مصالحه الانتخابية حيث يأمل أن ترفع اتفاقيات التطبيع والتعويضات التي دفعها حكام السودان (الإتاوة) لأسر (الضحايا) الأمريكان من حظوظه بالفوز، علاوة على الضربة المعنوية التي تغنى بها نتنياهو التي أحالت اللاءات الثلاث إلى انبطاح وانهزام وخذلان.
إن موجة التطبيع هذه جزء من صفقة ترامب، وهي تَخطُ مساراً سياسياً جديداً تنتهجه الإدارة الأمريكية في تعاملها مع قضية فلسطين، حيث تفصلها عن التطبيع وعن قضايا المنطقة لتكون قضية للفلسطينيين فحسب سعياً لتصفيتها. كما أنها ستستخدم الأنظمة العربية للضغط والتضييق على أهل الأرض المباركة لتطويعهم وتركيعهم للاستسلام. وأما معارضة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير لهذه الاتفاقيات فما هي إلا ذرٌ للرماد في العيون، فهم السابقون الأولون في التطبيع والتنسيق الأمني مع كيان يهود، بل إنهم بلغوا فيه مبلغا عظيماً إذ جعله كبيرهم عباس تنسيقاً "مقدسا!".
إن أمريكا تتخذ من التطبيع أداة لمحاربة الأمة الإسلامية ولتثبيط سعيها لاستعادة سلطانها وإقامة خلافتها، وأداة لتصفية قضية فلسطين بشكل نهائي.
فأمريكا تريد أن تنهي قضية فلسطين ليتسنى لها إقامة تحالفات إقليمية بين الأنظمة العميلة وكيان يهود تحت مسميات متعددة، تهدف من خلالها إلى إحكام سيطرتها على المنطقة بأدوات محلية، وإلى دمج كيان يهود في المنطقة بشكل طبيعي، والحيلولة دون أن تتمكن الأمة من التحرك الفعلي للتحرر من قبضتها الاستعمارية، لا سيما وهي ترصد تحركات شعوبها التحررية والتفافهم حول الإسلام وتطلعهم لإقامة دولته التي تمثل تهديداً استراتيجيا لأمريكا ونفوذها.
إن اتفاقيات التطبيع التي وقعها الحكام العملاء، هي إعلان خيانة لقضية فلسطين، وخيانة لجميع المسلمين بوصفهم أمة واحدة من دون الناس، وهي من قبل ومن بعد خيانة لله ورسوله وتفريط بالأرض المباركة.
إن حكام السودان وبقية حكام المسلمين المتخاذلين والمنحازين لأعداء الأمة لا يمثلون المسلمين وتطلعاتهم، وإن أهل الأرض المباركة يهيبون بالأمة أن ترفض هذه الاتفاقيات وأن تتحرك لإزالة عروش الطغاة وتحرك جيوشها لتحرير مسرى نبيها ﷺ، ولتمحو الصفحات السوداء التي خطها هؤلاء الأقنان بسوء صنيعهم.
إن قضية فلسطين لا حل لها إلا بتحريرها، وكل قرارات الأمم المتحدة وكل الاتفاقيات الخيانية تحت أقدام الأمة، وإننا من الأرض المباركة فلسطين، نجدد النداء لغيارى جيوش الأمة وجندها ليعيدوا سيرة الفاتحين والمحررين، وألاّ يقبلوا أن تكون فلسطين ورقة انتخابية يقامر بها ترامب، ولا قرباناً يقدمه الحكام زلفى للمستعمرين للحفاظ على كراسيّهم، فليهبّ أحفاد الفاروق وصلاح الدين من فورهم ولينادي المنادي فيهم "يا خيل الله اركبي وبالجنة أبشري"، وبدون ذلك ستبقى فلسطين وستبقى الأمة بأسرها في ذل وهوان حتى يستبدل الله قوماً غيرهم ثم لا يكونوا أمثالهم، فالبدار البدار فإن الخطب عظيم والأجل قريب.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في الأرض المباركة – فلسطين
http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/palestine/71236.html
نفائس الثمرات
والله لا أزيدك
أرسل مروان بن الحكم إلى أبي هريرة أن يكتب في داره شيئا يتبرك به، فلما دخل الدار، قال: يا غلام، اكتب تبنون ما لا تسكنون، وتجمعون ما لا تأكلون، وتأملون ما لا يبلغون، والله لا أزيدك.
جوامع الكلم ونفائس الحكم من كتاب المجالسة وجواهر العلم
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
26 من محرم 1437
الموافق 2015/11/08م
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_52877
إفساد البيت المسلم هدف يسعى الغرب لتحقيقه
لا تزال هجمات الغرب تزداد شراسة على الإسلام وأهله، كيف لا وهو يرى أمام عينيه فشل كل محاولاته الحثيثة لحرف المسلم عن المسار الصحيح، بل وتفريغ قلبه من العقيدة الإسلامية، كما نصحهم عميد التنصير زويمر حين قال: "ليس الغرض من التبشير التنصير فقط. ولكن تفريغ قلب المسلم من الإيمان، وإن أقصر طريق لذلك هو اجتذاب الفتاة المسلمة بكل الوسائل الممكنة؛ لأنها هي التي تتولى عنا تحويل المجتمع الإسلامي وسلخه عن مقومات دينه".
فلماذا المرأة المسلمة؟
إن الغرب يعي تماما أن للمرأة المسلمة دورا مهما في حياتها، فهي كل المجتمع، كيف لا وهي التي تنجب نصفه الذكوري، بل وتربيه أيضا فكان لا بد من الوصول لهذه المرأة، وإخراجها من دورها الأساسي من كونها أماً وربة بيت، فتتالت الحملات والمقالات والجمعيات التي تنادي بخروجها من (قوقعتها!)، ورفضها لتسلط الرجل عليها، فأوهموها بأن لها دورا أهم وأرقى من أنها مجرد أم وربة بيت... حتى إنهم جعلوها تنفر من هذا الدور حين قالوا لها بأنها ليست فراخة دجاج، وأبعدوها كل البعد عن دورها كربة بيت حين قننوا دورها بكونها ليست خادمة حتى لزوجها وولدها..
نعم، عمل الغرب وما زال يعمل ليل نهار لهدم بقايا الأسرة المسلمة، فأشغلوا الزوج في الجري لتحصيل قوت يومه وأهله، وضيقوا عليه العيش وبات ينادي بعمل زوجته وضرورة معونته على ضنك العيش وقسوته، وكان الغرب قد مهد لها ذلك الطريق وعبّده حين فتح لها مجالات العمل بغرض التنمية لكونها عنصرا فعالا في المجتمع فوضعت المغريات المادية، وباتت تزاحم الرجال في أعمالهم، بل وترتقي المناصب العليا؛ كل ذلك لضمان استمرارية خروجها من بيتها ولتتم عملية السلخ التي أرادوها فكان لا بد أيضا أن يسلخ الطفل عن عقيدته، حتى قبل أن تغرس فيه، فمن الذي يغرسها؟
الأم العاملة الساعية لتحقيق ذاتها؟ أم الأب المكدّ في عمله، اللاهث وراء تحصيل قوته وقوت عياله؟؟
أيضا تولى الغرب هذه المهمة، فلنجاح خطته كان عليه أن يسد جميع الثغرات ليتم عمله على أكمل وجه...
فتلقف الطفل حين وضعه في أحضان مناهج دراسية تبعده كل البعد عن عقيدته، بل وتشككه في صلاحية نظام الإسلام كنظام للحياة.
ووضعوا أيضا البرامج التلفزيونية التي تعزز هذه النظرة، بالإضافة إلى الألعاب الإلكترونية القائمة على السرقة والنهب والتكسير والتقتيل لضمان ديمومة اللاعب في اللعبة. بل وجعلوا قنوات خاصة للأطفال، بعضها المغلف بغلاف الإسلام والآخر العلماني الصريح، وجعلوا بعض المسابقات الممنهجة في هذه القنوات، بحجة إبراز المواهب والقدرات الفنية والصوتية؛ فأخرجوا الطفل من بوتقة الطفولة البريئة إلى سعيه ليكون نجما مشهورا أو مغنيا محبوبا، وحجة هذه القنوات أن القدرات المخفية لا بد أن تظهر ليستفاد منها ناسين أو متناسين أن الأصل فيها أن تكون نبراسا لتعليم الأطفال العقيدة الإسلامية، وزرع القيم والمفاهيم الصحيحة، بل وجهة لا يستهان بها تخرج شخصيات إسلامية عظيمة قدوتها المعتصم والقعقاع ومصعب بن عمير...
إن وجود مثل هذه القنوات يذكرني بقول لأحد المبشرين حين قال: "يجب أن يكون تبشير المسلمين بوساطة رسول من بين صفوفهم لأن الشجرة يجب أن يقطعها أحد أعضائها!"
والمصيبة أن بعض المسلمين لا يدركون تأثير مثل هذه الأمور على تكوين شخصية أبنائهم، فتراهم يتراكضون للمشاركة في مسابقات تقام عبر مواقع التواصل لأجمل طفل أو طفلة، فينهالون بوضع صور أبنائهم ويدعون كل من هم بقوائمهم لوضع الإعجابات لنيل أعلى الأصوات! دون أن يدركوا التأثير البالغ على نفسية الطفل وأهله نتيجة مثل هذه المسابقات ووضع أنفسهم تحت وطأة هذه الأمور وهذه الأطر.
وعودا على بدء، عوداً على المرأة المسلمة ومحاولات الغرب الحثيثة لحرف المرأة عن مسارها لإدراكهم أن حرفها يؤدي إلى حرف البيت بأكمله، وبالتالي يتأثر المجتمع ويختل توازنه. فحدّد المجتمع الغربي مقاييس الجمال عند المرأة وحصرها بالطول والرشاقة وجمال الوجه والشعر وصفات مبهجة للحواس، وهذه النظرة للجمال تغصّ بها الآلاف من مجلات الجمال والموضة التي تصدر يوميا وأسبوعيا وشهريا...
ومع هذه النظرة الطاغية للجمال، والمسيطرة على المجتمع تشعر النساء الغربيات بضغطٍ مستمر لتتأكد من أنها ستظهر جذابة للرجال المحيطين بها والذين تأثروا بدورهم بمثل هذه المفاهيم عن الجمال. فأصابها الهوس وانشغلت بمظهرها أكثر من أية مسألة أخرى.
ومع وجود الإعلام المضلل وانتشار قنوات العهر والفسوق، انتقلت هذه العدوى في البلاد الإسلامية، فلم تدرك بعض المسلمات الضغط النفسي والجسماني والمادي الذي استهلك المرأة الغربية لتظل ضمن هذه المعايير التي فرضها نظامها عليها، ولم تتعلم الدرس لتبتعد بل اقتربت أكثر من اللزوم لتحترق بنفس نار المرأة الغربية، وساعدها على ذلك توفير مراكز الجمال ودور الأزياء والموضة التي انتشرت في البلاد العربية، وذلك بدعم وتشجيع من قبل قنوات العهر والفسوق فوضعوا برامج مخصصة لتغيير هذه المرأة، لتظهر مبهرة بجمالها الرجال، بحجة زيادة ثقتها بنفسها!!
ولم يقتصر الأمر على النساء غير الملتزمات باللباس الشرعي، بل كان هناك حلقات كثيرة مخصصة للملتزمات باللباس الشرعي يريدون بذلك أن يوصلوا للمرأة الملتزمة أنه لا بأس ولا ضير من دخولك هذا المجال، ما دمتِ محافظة على قطعة القماش التي تغطين بها جزءاً من شعرك، بغض النظر عن اللباس الفاضح الذي يكشف جسدك. واستهداف المرأة الملتزمة باللباس الشرعي بالذات بات أكثر وضوحا في الآونة الأخيرة، فالغرب نجحت مساعيه في التأثير على المرأة غير الملتزمة. ففتح مجالا واسعا وشرع الأبواب لها لتدخل مسابقات الغناء والصوت والمواهب، بل وجعل فوزها هدفا مقصودا يعطي به الضوء الأخضر لباقي النساء الملتزمات باللباس الشرعي للمشاركة بمثل هذه المسابقات.
وطبعا لم يقتصر الأمر على ذلك، بل أقيمت مؤخرا قبل أقل من شهر مسابقة للجمال في شرم الشيخ، وكانت هذه المسابقة مخصصة للملتزمات باللباس الشرعي، وشارك فيها 150 فتاة من مختلف الدول العربية، برعاية من هيئة تنشيط السياحة المصرية أي برعاية وزارة السياحة المصرية.
وكانت الفكرة من هذه المسابقات كما أوضحتها المسؤولة عن المسابقة "... لإعادة الثقة للفتاة المحجبة..." وهذه لم تكن أول مسابقة، بل سبقتها مسابقات بأشكال أخرى عبر شبكات التواصل، وعندما لاقت القبول وعدم رفضها كفكرة، قاموا بتطبيقها على أرض الواقع، فهل أصبحت ثقة المرأة بنفسها مزعزعة حقا؟ وهل باتت أزمة لا بد من بذل الوسع لحلها؟
إن المرأة المسلمة لا تعاني أزمة ثقة بالنفس، فكيف لها أن لا تثق بنفسها وقد جعل الله لها شرعة ومنهاجا إذا طبق ارتفع شأن المرأة من جديد وعادت كما كانت؛ معززة مكرمة والمحافظة عليها وعلى عرضها فرض على الرجل يحاسب عليه إن فرط أو قصر؟!
فلم ولن يرفع مكانة المرأة سوى الإسلام حين طبق كنظام حياة، فبعد أن كانت المرأة تمثالاً يجسد شهوات الرجل اليوناني، ومومسا دثرت حضارة كاملة عند الرومان، ومتنقلة من حال إلى حال حسب أهواء المفكرين وواضعي التشريعات في أوروبا القديمة، صارت تنادي بحريتها في أوروبا الجديدة، وتطلب أن تكون متساوية مع الرجل في الحقوق والواجبات وتسعى لتكون عنصرا فعالا في المجتمع ففتحت لها أبوابه لتلجه كما تشاء. ودخلته فعلاً واحتلت مكانها إلى جوار الرجل، ولكن لا لكونها إنسانة تعمل للارتقاء والنهضة، بل بوصفها أداةً من أدوات تسلية الرجل الذي مَنَّ عليها بدخول هذا المجتمع، وفتح أمامها مغاليقه، فاستنفد منها كل ما يشاء دون قيد أو شرط، واستعرضها كسلعة رخيصة بعد أن فقدت جميع مقومات أنوثتها من عزة وكرامة وعفة وشرف، وبعد أن خسرت أنوثتها وكيانها كامرأة، واقتصر دورها في الحياة على تحقيق رغبات الرجل ومتابعته فيما يتفنن لها من أسباب الأناقة وما يهيئ لها من طرق الدعارة والاستهتار.
وهذه النظرة وهذا الإطار امتد ليطال المرأة المسلمة اليوم، وللأسف انبهرت بعض النساء بلمعان ووهج النظرة الغربية لها، فنسيت من هي وكيف أنها كانت أعلى شأنا من نساء الأرض كافة، حتى إن الغربيات حسدنها على مكانتها، وكان ذلك مذكورا في مقالة الكاتبة والصحفية الأمريكية "جوانا فرانسيس" والتي كانت تحت عنوان "رسالة من مسيحية إلى مسلمة"، حيث توجّهت الكاتبة الأمريكية بالخطاب للمرأة المسلمة، محذرة إياها قائلة: "إن هناك من يحاول إغراءكن بالأشرطة والموسيقى التي تدغدغ أجسادكن، مع بعث صورة غير لائقة للأمريكيات كذبا ويقولون عنا بأننا سعداء وراضون ونفتخر بلباسنا مثل لباس العاهرات وبأننا قانعون بدون أن يكون لنا عائلات... إن الملايين منا يتناولن أدوية ضد الاكتئاب، ونكره أعمالنا ونبكي ليلا من الرجال الذين قالوا لنا بأنهم يحبوننا، ثم استغلونا بأنانية وتركونا".
كما حذّرت المرأةَ المسلمة من هؤلاء الذين يريدون تدمير العائلات المسلمة المحافظة، بمحاولة إقناعهن بإنجاب عدد قليل من الأطفال، حيث يقومون بتصوير الزواج على أنه شكل من أشكال العبودية، وبأن "الأمومة لعنة"، وبأن الاحتشام والطهارة عفى عليهما الزمن وهى أفكار بالية.
إن تلك المرأة كشفت كل هذه المخططات وحذرت المسلمة من مغبة الوقوع بها بل وأنهت خطابها "إن الخطأ ليس عندما كنا صغارا لم يكن لنا آباء للقيام بحمايتنا لأن العائلات قد جرى تدميرها.. وأنتن تدركن من هو وراء هذه المؤامرة".
فهل بقي عند المرأة المسلمة أي شك بأن كل هذه التيسيرات والتسهيلات التي أوجدوها أمامها فقط للخروج والتجمل وإعادة الثقة بنفسها كما أوهموها، لم تكن بمحض الصدفة بل إن الأمر جاء بتخطيط مسبق؟
إن المرأة المسلمة يجب أن لا تنسى أنها مثالٌ يجب أن يحتذى به، ليس لأخواتها المسلمات فحسب، بل هي لغير المسلمات كذلك، وقد أشارت الكاتبة نفسها للأمر حين قالت "فلا تسمحن لهم بخداعكن، ولتظل النساء عفيفات وطاهرات.. نحن المسيحيات يتعين علينا رؤية الحياة كما ينبغى أن تكون بالنسبة للنساء". مردفة "نحن بحاجة إليكن لتضربن مثلا لنا نظرا لأننا ضللنا الطريق... إذا تمسكوا بطهارتكن، ولتتذكروا أنه ليس بالوسع إعادة معجون الأسنان داخل الأنبوب.. لذلك، لتحرص النساء على هذا المعجون بكل عناية".
فعلى المرأة المسلمة أن لا تنسى أنها المكرّمة في دينها وبالتزامها بأحكام ربها، ولا تنسى أنها القارورة، والعرض الذي يجب أن يصان، والمؤنسة الغالية، بل آخر من ظل الرسول الكريم e يوصي بها خيرا في حجة الوداع.
فهي الأم الرؤوم التي يجب أن يُبَرَّ بها، والأخت الحانية التي لا بد من وجود من يعيلها، هي الزوجة الطائعة البارة الحافظة لزوجها وماله وولده، والابنة التي تجب العناية بها وتربيتها خير تربية لتكون ستراً من النار لذويها بدل أن تكون مدعاة لدخولها.
ربما نسيت بعض النساء كل هذا، لانبهارهن بوهج الديمقراطية العفنة، والحرية الزائفة، والرأسمالية المدمرة، ولكنهن قلة بفضل الله، ولن تبقى هذه المرأة في غيبوبتها، فإنها ستعود إلى شرع ربها لترتقي إلى مكانتها التي أرادها الله لها..
فمهما حاول الغرب وأعوانه حرف المرأة المسلمة عن جادة الصواب، فهي حتما ستعود يوما ما، وغفلتها لن تطول بإذن الله، وكل مخططاتهم ستبوء بالفشل، بل والخسران المبين...
لقد توعد الغرب بهدم البيت المسلم عن طريق المرأة، وهدد بنزع خمارها عن رأسها، وخطط لحرفها عن شرع ربها ولكن الله سيرد كيدهم إلى نحورهم، كيف لا والله تعالى يقول: ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾ [التوبة: 32]
وكلمة أخيرة أوجهها لأختي المسلمة، إياكِ أختاه أن تنخدعي أو يوهمك معسول كلامهم، لا تكوني ساذجة إن أقنعوكِ بشرعية الأمر حين احتفظتِ بخمارك على رأسكِ رغم مشاركتكِ مسابقات الفجر والعهر، فاللباس الشرعي ليس مجرد تغطية الرأس بقطعة قماش كما أقنعوكِ، بل هو التزام شامل وتام لأوامر الله سبحانه وتعالى، فلا خضوع في القول، ولا تبرج ولا مخالطة للرجال، وكلانا يعلم أن هذه المسابقات تحفل بهذه الأمور الممنهجة، والتي تعتبر ضرورة من ضروريات المسابقات وأساسا من أساسياتها المعتمدة والمتعمدة.
ولا تنسي أختاه أنك حفيدة خديجة وعائشة وأم سنان الأسلمية وحمنة بنت جحش وأم سلمة، وغيرهن الكثيرات اللاتي حملن الإسلام فكرا ومنهجا فخلَّدن لأنفسهن أسمى ذكر وأروع أثر.
لا تنسي أنك ابنة تلك المرأة المسلمة التي عرضت صدرها لحراب الأعداء، وشهدت بعينها قتل الآباء والأبناء. فلا تقعدي أيتها البنت عن إعادة تاريخ المرأة المسلمة الأم، وجدّي سيرك لتقتفي خطواتها في الحياة...
فهيا أختاه شمري عن ساعديك، وأقبلي على دينك، وانظري لمَ خُلقتِ، وكيف يجب أن تكوني؛ لتكوني حجر بناء لتلك الحضارة العريقة؛ لأنك لن تصاني ولن تعود كرامتك ولا ثقتك بنفسك إلا في تلك الحضارة، وفي ظل ذلك النظام الذي تكونين فيه عرضاً يجب أن يصان ويحافظ عليه...
كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عفراء تراب
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4442
تعليق صحفي
المصالحة اتفاق سياسي له أبعاد وآثار خطيرة على قضية فلسطين
اجتمع وفدا حركتي حماس وفتح في القاهرة لبحث ملف ما يسمى بالمصالحة بين الحركتين وإنهاء انقسام السلطتين في الضفة وغزة برعاية النظام المصري وتحديداً جهاز المخابرات العامة، وبعد مشاورات ومباحثات، وجلسات حوار طويلة وصفت بالمعمقة والجادة، خرجت قيادة حركة حماس لتعلن في بيان لها التوصل لصيغة توافق بينها وبين حركة فتح، ولإثبات صدق نواياها، وجديتها في إتمام المصالحة، وإنهاء انقسام السلطتين أعلنت في بيانها حلها للجنة الإدارية القائمة في قطاع غزة، وتمكين حكومة الحمد الله في رام الله لاستلام مهامها في قطاع غزة، وتهيئة الظروف والتحضير لإجراء الانتخابات العامة في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني التابع لمنظمة التحرير.
وما إن تم هذا الإعلان حتى توالت الأخبار في نقل رسائل وتصريحات التهنئة والمباركة لهذا الاتفاق من جهات محلية واقليمية ودولية.
بداية نحن لسنا ضد إنهاء الخلافات والمصالحة بين أهل فلسطين، ولكن على أية أرضية؟ وما هي الأهداف؟ فالمصالحة والاتفاق يكون على أساس أن المؤمنين إخوة، ووجوب وحدة المسلمين، وأما الهدف فهو تحرير فلسطين وتطهيرها من كيان يهود، وإعادة فلسطين إلى حاضنتها الإسلامية، ولكننا نرى الأمور على غير ذلك، وهنا لابد من تسجيل بعض التساؤلات والوقوف على عدة أمور..
1-لم يكن أهل فلسطين في يوم من الأيام مختلفين مع أنفسهم أو متنازعين فيما بينهم في نظرتهم إلى القضية، بأنهم شعب محتل وأرضهم مغتصبة خلاصها يكون بالتحرير وإزالة كيان يهود
إقرأ المزيد: المصالحة اتفاق سياسي له أبعاد وآثار خطيرة على قضية فلسطين
المزيد من المقالات...
الصفحة 23 من 74