إن باب التغيير في بلاد المسلمين قد فتح؛ فتحه المسلمون ولن يغلقه الغرب. والغرب إذا كان من قبل قابضاً على مقدرات المسلمين، فإنه اليوم خائف بل هلع من أن تكف هذه الثورات يده وتطرده ثم تلاحقه إلى عقر داره، خاصة وأنها على حدوده. وبسبب مفاجأة أحداث التغيير للجميع لم يستطع المكر الأوروبي أن يخفي تدخله في ليبيا وهذا من علامات الضعف. وإن ما يحدث في ليبيا ينبئ بأن الثورة على القذافي تحتاج إلى ثورة عليها لأنها تشبهه في كل شيء.
مصطفى إنشاصي
تمر علينا الذكرى الخامسة والسبعون لاستشهاد أبا المجاهدين الشيخ عز الدين القسام؛ ونحن ما نزال في رحاب عيد الأضحى المبارك، عيد الدم، عيد التضحية والفداء، العيد الذي يذكرنا بصدق الإيمان والتضحية في سبيل الله، الذي يذكرنا بكرم الله تعالى لما رأي من صدق الأب وصبر الابن، فافتدى الابن بذبح عظيم ليكون عوضاً عن سُنة لو مضت لكان لزاماً على كل مسلم أن يذبح ابنه الأكبر تعبيراً عن استسلامه لله واقتداء بفعل أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام. وإن كان الله تعالى مَنَّ على الأمة بقبول التضحية بكبش وإراقة دمه بدلاً من الابن الأكبر كتعبير عن التقوى وتعظيم شعائره، إلا أنه فرض عليها الجهاد في سبيله، والتضحية بالنفس والمال والأبناء في سبيل نصرة دينه والدفاع عن الأوطان والأعراض. وقد كان القسام نموذجاً متميزاً في الجمع بين الإيمان والجهاد والتضحية بكل المعاني.
إقرأ المزيد: يا قسامنا: لم يبقَ منك سوى شعار ومقاومتنا سبعة نجوم..!! (3-3)
مصطفى إنشاصي
هي كلمات في ذكرى استشهادك الثالثة والسبعون ..
أنت باقٍ فينا يا فارس الكلمة والبندقية .. أنت باقٍ فينا يا فارس المنبر والميدان .. أنت باقٍ فينا يا فارس الفكر والممارسة .. أنت باقٍ فينا يا فارس القول والعمل .. روح داعية مسئولة في وسط بحر من اللامبالاة والتقاعس .. أنت باقٍ فينا رمزاً للإيمان والوعي والثورة والإصرار على عدم المساومة .. لأنك الواجب المقدس في صراع الواجب والإمكان ..
أنت باقٍ فينا على الرغم مِن أن مَنْ أحيوا تجربتك وجسدوها واقعاً وجعلوا منها فخر كل مجاهد ومناضل في الأمة تخلو عنها، ولم يَعُودوا يهتموا بالطليعي وصفاته التي كانت شرطاً ليكون المجاهد والمناضل قسامي، كما كنت وكما ربيت وعلمت وأعددت إخوانك وتلامذتك .. ذلك حال مَنْ بقي على رأس ما تبقَ مِن حطام ذلك المشروع .. بعد أن غره حطام الدنيا الذي زَهُدت أنت فيه .. وارتضى على نفسه أن يكون قزماً بين الأقزام الذين تمتلئ بهم الساحة! ..
إقرأ المزيد: عز الدين القسام: أنت باقٍ فينا نهجاً جهادياً وفكراً وممارسة (2-3)
مصطفى إنشاصي
إن الكتابة عن النماذج البشرية النادرة التي قرنت القول بالعمل والنظرية بالممارسة، التي يعز أن نجد لها مثيل في هذا الوقت بعد أن باع مَنْ رفعوا شعاراتها تضحيات الأمة بعرض زائل، ليس سهلاً! وخاصة إذا كانت شخصية فذة مثل الشيخ المجاهد الشهيد عز الدين القسام، ولأني لست بائع كلام ولا موظف أرتزق بكتاباتي ولا غاوي شهرة ولكن أكتب ما أؤمن به وأشعر به وأعتقده صواباً، ولأن الواقع الفلسطيني للأسف وعار على مَنْ صنعوه ويقومون عليه الآن، لا أجد ما أكتبه في ذكرى استشهاده التي كل لم يعد يتذكرها إلا القلة وعلى استحياء، وأن ما سبق أن كتبته منذ سنوات عن تجربته الجهادية وربطها بالواقع الفلسطيني السياسي والجهادي عل القارء يُدرك كم هو براء من ممارسة مَنْ يرفعون شعاره ويزعمون أنهم قساميين، وكم خانوا عهده ونهجه قبل شعاره الذي مازالوا لم يخجلوا من أنفسهم ويرفعوه ويضعوا شهارات تناسب حقيقتهم... أعيد نشرها على ثلاثة حلقات، وهذه الحلقة الأولى:
إقرأ المزيد: عز الدين القسام: أنت باقٍ فينا نهجاً جهادياً وفكراً وممارسة (1-3)
الثورة المضادة: ثورة أمريكية شاملة وحرب ناعمة على الإسلام بأموال وأبناء المسلمين!
المزيد من المقالات...
الصفحة 85 من 132