الثلاثاء, 31 آذار/مارس 2020 00:22
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

 

 

    أمريكا والسعودية: حرب النفط بغطاء من وباء كورونا
 

بعد خروج العالم من الحرب العالمية الثانية، عملت أمريكا على صياغة النظام العالمي؛ سياسيا من خلال مجلس الأمن الدولي ومن ثم الأحلاف الدولية، واقتصاديا من خلال اتفاقية بريتون وودز وصندوق النقد والبنك الدوليين. ثم أقنعت أمريكا منافسها الأكبر الاتحاد السوفيتي بإزاحة فرنسا وبريطانيا عن مستعمراتهما في العالم القديم لصالح أمريكا وتفرد روسيا بدول أوروبا الشرقية.

ثم رأت أمريكا أن تتخلص من اتفاقية بريتون وودز سنة 1971 وأن تجعل من الدولار المقياس الرئيس للعملات والنقد الدولي بدلا من الذهب، على أن تضمن ذلك من خلال حصر تجارة النفط بالدولار، ومن ثم عمدت إلى تحرير الدولار من أي قيد بما في ذلك النمو الاقتصادي من خلال قرار رئاسي اتخذه الرئيس ريغان عام 1983. حيث بدأت الثروة المالية للولايات المتحدة تتضاعف أكثر من النمو الاقتصادي بمرات عديدة، فبينما الاقتصاد كان ينمو بمعدلات تتراوح بين 3-8% كانت الثروة النقدية تنمو بمعدلات تصل 50% وأكثر.

وقد نتج عن فصل الدولار عن الذهب من جهة وتحريره من النمو الاقتصادي من جهة أخرى ما عرف بالاقتصاد الافتراضي أو الوهمي والذي يعرف بأبسط حالاته بوجود مال لا يقابله بضاعة أو إنتاج أو خدمات. وقد تمكنت أمريكا من خلال هذه الإجراءات بأن تتحكم بسوق النقد العالمي، وبالتجارة الدولية، حيث إنه أصبح لزاما على جميع الدول في العالم أن تحتفظ بكم كبير من الدولارات من أجل إتمام أعمالها التجارية خاصة تلك المتعلقة بالطاقة والنفط. وأصبح بمقدور أمريكا أن تتحكم بأسعار العملات لكثير من الدول العالمية من خلال التحكم بكميات الدولارات التي تنتجها هي من خلال البنك الفيدرالي.

واتخذت أمريكا من نفوذها في منظمة أوبك من خلال السعودية وشركة أرامكو التي تتمتع بنفوذ كبير فيها، تمكنت من التحكم بسوق النفط من حيث كمية النفط المتوفر في العالم للتجارة، وأسعاره، وتسويقه.

وخلال أزمة تفشي وباء كورونا الحالي قل الطلب على النفط خاصة من الصين التي تدفع فاتورة حوالي 20% من منتوج النفط العالمي. وحاولت أمريكا وعميلتها السعودية العمل على المحافظة على أسعار النفط من خلال تقليل الإنتاج، إلا أن روسيا وهي ليست عضوا في منظمة أوبك رفضت تخفيض الإنتاج، ظنا منها أن كثرة الإنتاج تعوض خسارتها الناجمة عن خفض الأسعار. فعمدت السعودية بالاتفاق مع أمريكا (والتي ادعت على لسان ترامب أن الوقت ليس مناسبا للتدخل في الخلاف بين السعودية وروسيا)، عمدت إلى رفع سقف الإنتاج من طرف واحد إلى درجة خفض الأسعار للحد الذي يصبح عبئا على روسيا. وكانت روسيا قد أعلنت في البداية أنها لا تتضرر من رفع سقف إنتاج السعودية، إلا أنها عادت على لسان وزير الطاقة لتطلب العمل على وقف تدهور أسعار النفط.

وفي المقابل أوردت وسائل الإعلام خبرا مفاده أن أمريكا تسعى لإيجاد حلف نفط جديد بين أمريكا والسعودية، تنهي به منظومة أوبك، وتمسك من خلاله أمريكا بسوق النفط مباشرة وليس من خلال أوبك بزعامة السعودية.

ولعل أمريكا أرادت استغلال الظروف الحالية من خلال أمور عدة للقيام بخطوة استراتيجية فيما يتعلق بالنفط، ومن هذه الأمور:

  • انصياع السعودية التام ممثلا بولي العهد محمد بن سلمان لتعليمات ورغبات أمريكا. 
  • أزمة أسعار النفط الحالية والتي انهارت بشكل قوي وتنذر سوق النفط بالانهيار ما يجعل الدول النفطية الأخرى تقبل بمثل هذا الحلف إن كان من شأنه الحفاظ على أسعار معقولة. 
  • انشغال العالم خاصة الدول الأوروبية كليا بوباء كورونا وإمكانية القبول بأي عمل سياسي اقتصادي قد يكون عاملا مساعدا في احتواء الوباء. 

وتذكرنا هذه الخطوة التي تسعى أمريكا لاتخاذها، بما فعلته مع الملك فيصل إبان حرب رمضان 1973 بين مصر وسوريا من جهة وكيان يهود من جهة أخرى، حين عمد فيصل لوقف ضخ النفط مؤقتا للدول الأوروبية ما أدى إلى ارتفاع سعره بشكل كبير، والذي استخدمته أمريكا لتبرير فصل الدولار عن الذهب، ومن ثم اعتماد الدولار في عمليات تجارة النفط. إلا أن هذه المرة، الأمر معكوس، فبدلا من ارتفاعه، فقد انخفض سعر النفط إلى درجة جعل الدول المصدرة للنفط تنتظر حلا بأي ثمن للمحافظة على مكتسباتهم المالية.

والحقيقة أن الظرف الدولي الحالي، على عكس ما يريده ترامب وساسته، قد لا يكون مواتيا لإحداث تغييرات جذرية في سياسة النفط العالمية. فوباء كورونا قد يودي بالنظام المالي والاقتصادي ويؤدي إلى انهيار شامل، وقد يتبعه كما ورد على لسان أكثر من زعيم عالمي تغير في النظام العالمي برمته. ومع انخفاض الطلب على النفط بشكل كبير سواء جراء توقف المصانع عن الإنتاج في الصين، أو توقف وسائل النقل كليا في مختلف أنحاء العالم، وغير ذلك من متطلبات الطاقة، فإنه من غير المتوقع ارتفاع أسعار النفط قريبا لتعوض عن الخسارات المالية.

ومهما يكن من أمر فإن النفط الذي يراهن عليه ترامب ومعه ولي عهد السعودية ابن سلمان، هو أولا وآخرا ملك للأمة الإسلامية ولا يجوز أن يستخدم لدعم النظام العالمي الحالي بأي شكل من الأشكال، فالنظام العالمي الحالي نظام جائر مستبد، وهو يحمل العداء الراسخ للإسلام والمسلمين منذ وجوده وتطوره من شكل لآخر، وهو الذي أعلن حربا ظالمة على غير أساس ضد الإسلام، وهو الذي عمل وما يزال يعمل على إقصاء الإسلام عن الحكم والقيام بمهمته الرئيسة في إخراج الناس من الظلمات إلى النور، فمثل هذا النظام العالمي لا يجوز الوقوف إلى جانبه ودعمه بأي شكل من الأشكال، ناهيك عن استعمال كل أداة ممكنة لتقويضه وتخليص العالم من شروره.

بقلم: الدكتور محمد جيلاني

http://www.alraiah.net/index.php/political-analysis/item/5060-2020-03-24-18-20-11

 

 
الثلاثاء, 31 آذار/مارس 2020 00:10
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

جريدة الراية: يا عناصر الفصائل! أهلكم يطالبونكم أن تحاسبوا القادة الخونة

 

في ظل اشتداد التآمر الدولي على أهل الشام، وليس آخرها فتح الطرق الدولية، نظم شباب حزب التحرير وقفة في مدينة أرمناز في ريف إدلب الاثنين بعنوان: "الهدنة عار وفتح الطرق انتحار" بينوا فيها خطورة الدور التركي بلافتة كتب عليها (الضامن التركي هو الذي أشرف على مسرحية التسليم وهو المخرج للقضاء على ثورتنا)، كما بينت لافتة أخرى أن (أردوغان حريص على تنفيذ اتفاقيات الكفرة سوتشي بدلا من نصرة المسلمين المستضعفين) وقدموا من خلال لافتة نصيحة لعناصر الفصائل بالقول: (إن كنتم تقاتلون في سبيل الله فلا تبقوا أعوانا للظلمة)، وأوضحت لافتة أن (من سلّم إم5 فلن يحافظ على إم4)، وبالتالي كما تقول إحدى اللافتات: (يا عناصر الفصائل أهلكم يطالبونكم أن تحاسبوا القادة الخونة).

 

 

http://www.alraiah.net/index.php/dawah-news/item/5070-2020-03-24-19-57-58?fbclid=IwAR1vXIsumryTFpvHf9MFgjM6ZvOzNW3R9OjDohLv7V6OecPKApM296BbsSM

 
الإثنين, 30 آذار/مارس 2020 23:21
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

 

بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا تعني لي الخلافة؟

كتبه مُسلمة الشامي الأربعاء, 18 آذار/مارس 2020

سألوني.. ماذا تعني لكِ الخلافة؟ تزاحمت الكلمات وتتابعت العبارات في ذهني، بحيث لم أدر كيف أبدأ وماذا أقول؟ الخلافة هي الوعد والبشرى، هي الأمل الذي لأجله يكون العمل، هي الأمن والأمان في زمن ساده الظلم والفساد والفجور. الخلافة هي الأم الحانية والأب الراعي الذي يظلل على أولاده ساعيا لرفاهيتهم، ساهرين حتى يناموا باطمئنان. هي المنقذ والحامي الذي لا يترك رعيته أيتاما على موائد اللئام. هي العزة والشرف، هي الكرامة والشموخ بالإسلام ودولة الإسلام، فهي سيادة العقيدة الإسلامية تطبيقاً، وعودة الفهم الصحيح للإسلام وأحكامه ومفاهيمه وتحكيم شرائعه في كل مناحي الحياة. هي الرعاية والمسؤولية الحقيقية عن الأمة تطبيقا فعليا لحديث رسول الله e: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِه». تسعة وتسعون عاماً مضت ونحن بدونها أيتام؛ بلا أب ولا أم، بلا راعٍ ولا حامٍ. تسعة تسعون عاماً مضت ونحن تائهون، ضائعون، ذليلون، منهوبون. كل ما حولنا يقول، بل يصرخ: أريد الخلافة، أحتاج الخلافة، أتوق للخلافة. النظام السياسي ونظام الحكم، النظام الاجتماعي، النظام الاقتصادي، نظام التعليم، وكل مناحي الحياة. فلسطين تنادي عليها، الأقصى المبارك، المظلومون والمضطهدون، الأسرى والمعتقلون، الفقراء والمساكين، العمال والكادحون... الأسواق، المدارس، الطرقات، الأمهات، الآباء،... بل أظن كل بشر وشجر يحنّ إلى الخلافة على منهاج النبوة. أين منا دولة الخلافة لتحرر البلاد والعباد وتقطع دابر الأعداء، وترفع عن المسلمين الظلم في بلاد الإسلام وغير بلاد الإسلام، وتطيح بالحكام العملاء وأعوانهم وأذنابهم، وتقضي على الفساد بكل أنواعه وأشكاله وصفاته؟! أين منا دولة الخلافة لتعود للمسلمين قوتهم وعزتهم التي كانت ترهب الأعداء وتهز عروش ملوكهم وبطاركهم، بدل الذل والمهانة التي نعيش بها؟! إن أردنا الذهاب من بلد إسلامي إلى آخر - هذا إذا سُمح لنا بدخوله - نحتاج وقتاً وأوراقاً وإجراءات كثيرة معقدة لها بداية وأحيانا ليس لها نهاية، مع أنه لا يفصل بينها إلا حدود سياسية مصطنعة وحكام رويبضات يتحكم فيهم الغرب الكافر المستعمر لاستمرار سيطرته على بلاد المسلمين وثرواتهم ومقدراتهم، والتحكم في عقولهم وأرزاقهم. فكيف بنا في دولة الخلافة مثلما كانت دولة واحدة تضم كل البلاد والأمصار، يحكمها حاكم واحد بأحكام الإسلام وشريعته؟! فنتناول الإفطار في فلسطين ونحتسي القهوة في مصر أو أوزبيكستان، ونجتمع بأهلنا في الأردن أو السودان، وربما في تركستان الشرقية أو كشمير أو أفغانستان في يوم واحد. ألا يتوق كل منا أيها المسلمون لذلك بدل تشتتنا في كل بلد لا نرى بعضنا إلا كل بضع سنين، أو لعلنا لا نجتمع أبدا؟! يمرض أحدنا أو تصيبه علة، فيموت قبل أن يجد مستشفى أو علاجاً، وإن وجد، يكون بعد سلسلة طويلة من الإجراءات والتعقيدات والتكاليف، ولا تكون العناية كما يجب. وإن أراد أحدنا التعليم الجامعي أو أكثر ولم يكن من أهل المال أو النفوذ أو المحسوبيات والمتملقين، ولو كان من المتفوقين فلا يجد له مكاناً بين أولاد هؤلاء. وإن كان فقيراً لا يجد قوت يومه فحدث ولا حرج عن سوء وضعه وذله ومهانته، وفي أيام الشتاء البارد لا يجد وقودا يدفئ به بيته وأهله وأولاده. فأين منا دولة الخلافة التي يكون فيها التطبيب والتعليم مجاناً للجميع، وتوفير الحاجات الأساسيةمن مأكل وملبس ومسكن، لكل فرد بعينه من واجباتها؟! أين منا الخلافة لتعيد للمرأة مكانتها وكرامتها وعزتها ملكة متوجة في بيتها، على ولي أمرها واجب رعايتها وتوفير طلباتها، وإن أرادت العمل فلها ذلك. بدل وضعها الحالي في ظل النظام الرأسمالي الجشع من استغلال ومهانة والنظرة لها كجسد أكثر منها إنساناً كاملاً كرمه الله. ويخدعونها بعبارات وبرامج براقة عن الحقوق والتمكين الاقتصادي وتغيير دورها من ربة بيت تصنع الرجال إلى معيل لنفسها وأولادها؟! أين منا الخلافة تقضي على الرأسمالية بما فيها من استغلال ونفعية ومبادئ فاسدة بعيدة عن الدين والشرع؟! وتقضي على الفساد الأخلاقي وتغلق كل ما يؤدي إليه من فضائيات ومواقع إنترنت وبرامج وجمعيات مأجورة...؟! ألم أقل لكم إن كل ما حولنا يتوق وينتظر الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة؟!! فهذا قليل مما تعنيه لي دولة الخلافة... وأسأل الله جل وعلا أن تعود قريبا وأن نكون من شهودها وجنودها.

 

 

جريدة الراية

 

 

 

http://www.alraiah.net/index.php/ummah-affairs/item/5051-ماذا-تعني-لي-الخلافة؟

 
الإثنين, 30 آذار/مارس 2020 23:10
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

جمع الصف الوطني أم الاعتصام بحبل الله يا ورثة الأنبياء؟!

 

 

اتصل رئيس مجلس الوزراء الانتقالي عبد الله حمدوك بالشيخ الياقوت الشيخ محمد الشيخ مالك شيخ الطريقة السمانية الخلوتية، وحادي ركب مبادرة وحدة الصف الوطني والسلم المجتمعي، مطمئناً على صحته، وكانت ظروف الشيخ الصحية قد حالت دون وصوله للسيد رئيس الوزراء مباركاً له السلامة من محاولة الاغتيال الغادرة التي وصفها الشيخ بأنها لا تشبه السودانيين، وأنها سلوك دخيل على السودان وأهله. وشكر حمدوك الشيخ الياقوت على مبادرته التي حازت رضا قطاع واسع من أهل السودان، وأعلن رئيس مجلس الوزراء تأييده ومساندته للمبادرة، وقال إن الوطن يحتاجها بشدة، ووعد حمدوك بزيارة الشيخ الياقوت قريباً بإذن الله تعالى. (موقع أخبار السودان الجمعة 20 آذار/مارس). إن الواقع الذي تعيشة الأمة بتفصيلاته، مخالف لما يجب أن تكون عليه الأمة الإسلامية، حيث لا وجود لدولة تطبق الإسلام في الداخل وتحمله للعالم بالدعوة والجهاد، فانتشر الجهل والفقر والمرض وتمكن الغرب من رقاب المسلمين وبلادهم، وعمل على زيادة إفقارهم وتجهيلهم وطمس هويتهم وفصلهم عن دينهم بما فيه من أحكام تكفل لهم الرقي والرخاء، كما أعاد صياغة تاريخ الأمة بما يناسب ويخدم مشروعه القائم على القوميات والوطنيات والعرقيات، وما فيها من عصبيات تبقي الأمة في حالة من الصراع والنزاع يحول دون وحدتها من جديد، ورسم الحدود والرايات، وقسم الأمة إلى دويلات هزيلة، ووضع على كل منها وكيلا عنه أسماه حاكما ملكاً، أو أميراً، أو رئيسا يرعى مصالحه، فمن غير العلماء يناط به الدفاع عن الإسلام والتصدي للغرب وأدواته وتوعية الأمة على حقوقها، وكيفية الوصول إليها وفضح الخونة والمتآمرين على الأمة؟! ومن يقوم على قيادة الأمة وتوعيتها على كيفية الوصول إلى حكم الإسلام، وكيفية الحكم به بتفصيلاته؟! أليسوا هم العلماء؟! فكيف إذا صمتوا أو اتخذوا جانب الحكام؟! هل نصح العلماء الحكام بالكف عن الرعية؟ أم اكتفوا بنصحهم للرعية بالخنوع والخضوع، متخلين بذلك عن ميراث النبوة الذي يوجب عليهم القوامة على فكر الأمة ووعيها والمطالبة بحقوقها؟ في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «أَلَا إِنَّ رَحَى الْإسلام دَائِرَةٌ، فَدُورُوا مَعَ الْكِتَابِ حَيْثُ دَارَ، أَلَا إِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّلْطَانَ سَيَفْتَرِقَانِ، فَلَا تُفَارِقُوا الْكِتَابَ، أَلَا إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَقْضُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مَا لَا يَقْضُونَ لَكُمْ، إِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ، وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ أَضَلُّوكُمْ» يوضح الحديث أن السلطان كان متصلا بالقرآن، ويدور على قاعدته، تماما كما تدور الحلقة العليا من الرحى على القاعدة الثابتة وأن دورة هذه الرحى ستنحرف عن مسارها الصحيح عندما يدور السلطان أو الحاكم على غير قاعدة القرآن، وتنفصل الدولة عن تطبيق شرع الله كما هو واقع اليوم. في هذة الحالة المذكورة في الحديث النبوي فإن العلاقة بين العلماء والحكام يجب أن تقوم على أساس المحاسبة للحكام وحضهم على تطبيقهم لشرع الله والأخذ على أيديهم، هكذا فهم علماء المسلمين المخلصين واجبهم فكانوا أنموذجا يحتذى في تقيدهم بالإسلام، فرأيناهم يحاسبون الحكام ويقفون منهم موقف الآمرين بالمعروف، الناهين عن المنكر. فها هو سلمان يحاسب عمر بن الخطاب على ثوبه الطويل أمام الأمة حتى بيّن عمر سبب طول ثوبه عن بقيتهم، لم يستحي سلمان ولم يسكت عن حق المحاسبة، ولم يغضب عمر وإنما بين موقفه بكل شفافية ووضوح وقَبِل المحاسبة أمام الأمة. وها هي منكرات الحكام اليوم أكثر من أن تحصى؛ يحكمون بغير شرع الله وكفي به سببا للمحاسبة، والأجدر بحملة الشيخ الياقوت أن تكون عن المبادرة لتطبيق شرع الله وحمل مشروع الإسلام العظيم لحض الحكام على العمل الفوري به، لأن الأصل في الوحدة والتوحد عند المسلمين. فقد أمرنا الله تعالى بالاعتصام بحبله جميعا ونهانا عن التفرق والاختلاف، فقال سبحانه: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا﴾. وقال سبحانه: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾. فكل اجتماع على رابطة، غير رابطة الإسلام، يعقد عليها الولاء والبراء والحب والبغض والتعاون والتنافر، فهي مما نهى عنه الشرع الحنيف قطعا لأن ولاء المسلم لدينه، ومحبته ونصرته لأهل ملته، دون نظر لوطنية أو قومية. قال العلامة الشنقيطي في أضواء البيان: (أعلم أنه لا خلاف بين العلماء في منع النداء برابطة غير الإسلام، كالقوميات والعصبيات النسبية، فإن النداء بها معناه الحقيقي: أنه نداء إلى التخلي عن دين الإسلام، ورفض الرابطة السماوية رفضا باتا، على أن يعتاض من ذلك روابط عصبية قومية... وقد بين الله جل وعلا في محكم كتابه: أن الحكمة في جعله بني آدم شعوبا وقبائل هي التعارف فيما بينهم. وليست هي أن يتعصب كل شعب على غيره، وكل قبيلة على غيرها. قال جل وعلا: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.) إن مبادرة وحدة الصف الوطني التي يقدمها الشيخ الياقوت هي دعوة إلى العصبية المذمومة، لأنها دعوة إلى الرابطة الوطنية وهي ليست دعوة للاعتصام بحبل الله المأمور به بل هي من دعاوى الجاهلية، فالتعصب للعرق أو للجنس أو للوطن أو لأي شيء من العصبية المذمومة هو من دعوى الجاهلية، والنبي ﷺ يقول: «وَمَنْ ادَّعَى دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ»، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ؟ قَالَ: «وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ فَادْعُوا بِدَعْوَى اللَّهِ الَّذِي سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللَّهِ». رواه الترمذي وقال: حسن صحيح غريب. عليكم أيها العلماء أن تدركوا واقع مسؤوليتكم عند الله عن فُرقة المسلمين بوقوفكم صفا مع هؤلاء الحكام الذين باعوا البلاد وأذلوا العباد، وهتكوا أعراض المسلمين واستباحوا دماءهم حفاظا على مصالحهم، وأنتم ساكتون عنهم بل بعضكم متواطئ معهم وسادر في غيه، والله سائلكم جميعا عما استرعاكم وعن علمكم الذي لم تسخروه في سبيل الله وخدمة للمسلمين، بل بعتموه بدنيا غيركم، فكان مثلكم كمثل ﴿الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا﴾!! إن العلماء هم ورثة الأنبياء، وهم أحد الركائز الأساسية لصلاح الأمة مع الحكام كما أخبر رسول الله ﷺ «صِنْفَانِ مِنَ النَّاسِ إِذَا صَلَحَا صَلَحَ النَّاسُ وَإِذَا فَسَدَا فَسَدَ النَّاسُ؛ الْعُلَمَاءُ وَالأُمَرَاءُ»، رواه أبو نعيم في الحلية. ويفسد الحكام والأمراء بفساد العلماء، إذ إنه منوط بهم محاسبة الحكام وتوعية الأمة على وجوب وكيفية محاسبتهم وأطرهم على الحق أطرا لذا تعين على العلماء قبل غيرهم أن يقوموا من الناس مقام حملة الدعوة المبلغين عن رب العالمين، لأنهم وكما يفترض بهم هم أعلم الناس بحلال الله وحرامه، فهذا ميراثهم وحملهم؛ العلم والعمل والبلاغ للناس لأنهم أول من يرى الفتنة وهي مقبلة بما علموا من كتاب الله وسنة رسوله، بينما يراها الناس بعد أن تقع ويقعوا فيها. فدورهم هو توعية الناس وتحذيرهم ووقايتهم من الوقوع في الفتن، لا أن يقعوا ويُوقعوا الناس فيها. ولا يجوز للعلماء القعود أو التقصير في هذا الدور المنوط بهم، وقد أخذ الله منهم الميثاق على ذلك، قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ﴾، فهم مكلفون بالتبليغ ومسؤولون عنه أمام الله عز وجل، وهذا ما فهمه الصحابة والتابعون. إن ما يجب على العلماء بمقتضى ميراث النبوة أن تكون رؤيتهم للأمور رؤية شرعية أساسها الإسلام وعقيدته وأحكامه وأن تكون نظرتهم ومقياسهم الحلال والحرام، وألا تختلط بأفكارهم أي من أفكار الكفر، ثم القيام في الأمة عاملين على تجسيد أفكار الإسلام فيها ومبينين لها وجوب تغيير الواقع الذي تحياه، مع بيان وجوب الحكم بالإسلام كاملا غير منقوص وبيان تفصيلات الحكم الإسلامي وكيفياته وتعريف الناس بها، وتحويلها إلى مفاهيم يلمسها الناس لمسا حقيقيا، ويثقون في قدرتها على علاج مشكلاتهم، وإظهار ما فيه من نظام كامل شامل لجميع جوانب الحياة يجب أن يطبق كله بلا تجزئة ولا تدريج حتى لا ينتج نموذج مشوه يُنفر الناس من الإسلام وحكمه كما حدث في النظام السابق، كما أنه يملك الكيفية التي يحكم بها والكيفية التي يصل بها للحكم دون الحاجة لغيره من الأنظمة، أو اللجوء والخضوع للواقع وآلياته وأعرافه وقوانينه. إن واجب العلماء هو قيادة الشعوب وتوعيتها على ما يحقق طموحها ويعيد إليها حقوقها وكرامتها وأمنها ورعايتها وما ترجوه من عدل ورقي ورغد عيش، إن كل هذه الأشياء لا تتحقق إلا بالإسلام وتحكيمه كاملا شاملا في دولة الخلافة على منهاج النبوة وإن أي حلول دونها ما هي إلا حلول ترقيعية للنظام الرأسمالي الحاكم الناهب لثروات الشعوب ولن يعالج مشكلات الناس، بل هو حلقة من حلقات خداعهم والالتفاف حول مطالبهم لتثبيت أركان نظامه برؤوس جديدة.

 

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير غادة عبد الجبار (أم أواب)

 

 

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/67034.html

 
الإثنين, 30 آذار/مارس 2020 22:42
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بيان صحفي

 

بخصوص أزمة فيروس كورونا

 

(مترجم)

 

 

إن انتشار وباء فيروس كورونا وما تبعه من تداعيات قد أظهر ثغرات بالغة في النظام الرأسمالي ونظام المجتمع الليبرالي. فبمجرد اندلاع الوباء في المقاطعة الصينية هوباي حدثت رجات عنيفة في الأسواق المالية الدولية. فقد انخفض مؤشر البورصة الألمانية (داكس) في غضون أسابيع قليلة بنسبة 40%، وانهار حتى يوم 3/17 إلى مستوى 8.442 نقطة. وبتزايد عدد المصابين توقفت الحركة الاقتصادية والحياة العامة في ألمانيا توقفاً شبه كامل، حتى إن المستشارة الألمانية صرحت في 2020/3/18: (منذ الوحدة الألمانية، لا، بل منذ الحرب العالمية الثانية لم يمر على بلدنا تحدٍ يستوجب عملاً جماعياً تضامنياً كهذا...).

 

فبعد تردد في بداية الأمر قررت الحكومة الاتحادية إغلاق جميع المؤسسات التعليمية والمحال التجارية التي لا تساهم في ضمان التموين الأساسي. وأيضاً فقد تم تقليص حرية التجول ومنع الحفلات والتجمعات العامة والاحتكاك المباشر بين الناس، كل هذا تحت التهديد بإيقاع عقوبات صارمة. وبينما قررت الشركات العالمية كشركة مرسيدس، وفولكس فاجن، وبي إم إغلاق مصانعها فإن العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة التي لا تحصى تخشى الإفلاس الكامل. فبحسب تقديرات وزارة العمل سيزداد عدد العاطلين ممن يتقاضون معاش الضمان الاجتماعي بمقدار 1.2 مليون شخص جراء هذه الأزمة. وفي 3/21 أعلن وزير المالية أولاف شولتس تخصيص رزمات من المساعدات المالية تقدر بالمليارات لمواجهة الركود الاقتصادي. كما أعلن عن نية الحكومة رفع المديونية بمقدار 156 مليار يورو وإيجاد مظلة إنقاذ مالية قد تصل إلى 600 مليار يورو. وأخيراً أعلن البنك الاتحادي الألماني في تقريره الشهري يوم 3/23 ما يلي: (إن الانحدار إلى ركود بَيِّن هو أمر لا يمكن تفاديه... وأمام هذه الخلفية فإن الحالة الاقتصادية يخيم عليها اضطراب غير مسبوق).

 

وأيضاً فإن النظام الصحي الألماني معرض لاستنفاد قدراته خلال أسابيع قليلة جراء هذا الانتشار الوبائي. فرئيس مؤسسة المشافي الألمانية جيرالد غاس يقدر بأن أًسِرّة العناية المركزة والتي يبلغ عددها 28.000 ستُحجز بالكامل، وهو ينتقد أن الولايات المسؤولة عن المستشفيات لم تستثمر بما فيه الكفاية في القطاع السريري للمستشفيات. وبحسب بيانات معهد المشافي الألماني هناك نقص في عدد موظفي الرعاية في المراكز الصحية يقدر بحوالي 17.000، وأن ثلاثاً من أجمالي أربع مستشفيات يبحثون عن أطباء. ويبدو أن الوضع في ولاية نوردراين-وستفاليا هو الأكثر وخامة، حيث إنها المقاطعة الأكثر إصابة بالوباء. فقد انتقدت هيئة المشافي في نوردراين-وستفاليا أن المعدات الوقائية في أغلب المراكز الصحية تكفي لـ14 يوماً فقط. وانتقدت أن المسؤوليات تُزَجّ تلقائياً للجهات الأخرى: فالاتحاد يُحَمِّل المسؤولية للولايات، والولايات تُحمل المسؤولية للمستشفيات، وهكذا... فالمشكلة حسب تصريح الهيئة أن النظام الصحي الألماني قائم على الكفاءة الاقتصادية، وأن 40% من المستشفيات تسجل خسائر. إن الوضع الكارثي للنظام الصحي يُظهر أيضاً هشاشة سلاسل التوريد الدولية، فقد اضطر وزير الصحة في مقاطعة نوردراين-وستفاليا، كارل يوزيف لاومان، أن يعترف أمام الملأ بهذه الحقيقة. وكان هذا في 3/8، أي قبل استفحال الأمر.

 

وحتى العمود الفقري للاتحاد الأوروبي، منطقة الشينغن، معرض للخطر الوجودي جرّاء أزمة كورونا. فبجانب ألمانيا تقوم الآن حوالي 12 دولة أوروبية بتفتيشات حدودية في داخل السوق المشتركة، مما أدى إلى توقف فعلي لحركة النقل الحرة للبضائع والأشخاص. وقد نتج عن هذا ازدحام مروري لعشرات الكيلومترات عند الحدود الداخلية للسوق المشتركة، وصل عند الحدود الألمانية البولندية إلى ستين كيلومتراً!

 

إن أزمة كورونا أظهرت للعالم من جديد مدى هشاشة النظام الاقتصادي الرأسمالي. فلقد فشلت قوى السوق التي يُفترض فيها أنها تؤدي إلى التوزيع الأمثل للموارد...، لقد فشلت هذه القوى للمرة الثالثة في غضون عقدين من الزمن بعد الأزمة المالية عام 2008 وأزمة اليورو عام 2010. فالحكومات مضطرّة أن تتدخل من جديد لإنقاذ السوق الحر من الانهيار، مع أن الفرضية الرأسمالية المُثلى تحرّم ذلك. وهكذا ظهر بوضوح أن منطق الكفاءة الاقتصادية قد تسبب في إضعاف النظام المناعي للمجتمع إضعافاً بالغاً. فإذا كانت الشركات والمؤسسات التعليمية وحتى المستشفيات تُسَيِّر أعمالها حسب قاعدة الحد الأدنى والحد الأقصى من الجدوى الاقتصادية، فإن هزات بسيطة تكفي لتعطيل نُظم البنية التحتية بكاملها. فبسبب إطلاق القاعدة التنموية ومنطق الترقب الذي تتبعه الأسواق المالية أصبحت المؤشرات الاقتصادية السلبية تؤثر على الاقتصاد الحقيقي تأثيراً مباشراً، وتبسط قوتها الهدّامة في شكل إفلاس مطرد وتسريح جماعي للموظفين. وبسبب العولمة التي أدت إلى تشابك كثيف في الأسواق جرّاء تزايد النشاط التجاري والمالي والاستثماري الدولي، فقد أصبح الاقتصاد العالمي بأسره أكثر عُرضةً للأخطار النظامية. وهكذا استطاع وباء أن يتحول إلى أزمة اقتصادية دولية لا تزال نهايتها مجهولة.

 

وأيضاً فإن المنظومة الليبرالية للمجتمع قد اهتزت في أركانها جرّاء هذا الوباء. فقد أدت الإجراءات الوقائية المتخذة إلى تقليص حاد للحريات التي يكفلها الدستور. يقول ستيفان جوزيبات أستاذ الفلسفة بالجامعة الحرة في برلين: (أرى أن إغلاق ضواحٍ ومدن كاملة هو أمر في غاية الإشكالية...، صحيح أن حرية الفرد تنتهي عند التعدي على حرية الآخرين، ولكن تقليص هذه الحريات لأسباب احترازية وتنظيمية سياسية مجردة - فهذا صعب...)، ولكن الأمر الأعظم في نظر المجتمع الليبرالي هو اضطرارهم في هذه الأزمة إلى موازنة حياة الناس الواحدة ضد الأخرى! فبسبب نقص المعدات والموظفين في القطاع الصحي على الأطباء أن يؤثروا المرضى ذوي التوقعات الشفائية العالية، وأن يتركوا الآخرين لمصيرهم. إن صورة الإنسان والمجتمع التي رسمتها العلمانية في أذهان الناس والتي لا يخضع فيها الفرد للجماعة ولا ينضبط تحتها، إن هذه الصورة بان فشلها في الوضع الراهن الذي يستوجب جهوداً جماعية، جهوداً تقتضي بدورها استعداداً لتضحيات فردية. لقد ظهر للعيان أن هذا البناء المبدئي للمجتمع الذي تنال فيه الدولة شرعيتها من مجرد حراستها لحريات الفرد هو وَهْمٌ خطير لا يمثل واقع الإنسان، لا في الفترات العادية ولا في فترة الأزمات.

 

إن حزب التحرير في البلاد الناطقة بالألمانية يدعو الشعب الألماني أن يتخذ هذا الحدث الفيصل مدعاة لمراجعة عَقَدية شاملة. فنظام هشّ كهذا، قائم على الجدوى الاقتصادية المجرّدة والنمو المطلق، سيقود المجتمع إلى حافة الهاوية المرة تلو الأخرى، وسيعجز عن حل مشاكل الناس حلاً صحيحاً مستديماً. فقط النظام الذي يطابق الواقع ويوافق فطرة الإنسان موافقة شاملة يقدم المخرج من هذا الدوران بين النشوة الذاتية والإفاقة المؤلمة في أرض الحقيقة. إنه الإسلام الذي صهر الشعوب في بوتقته ووحّدها، ومنحها الاستقرار الاقتصادي والنظامي في كنف الدولة الإسلامية لـ1300 عام.

 

قال الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾.

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في البلاد الناطقة بالألمانية

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/germany/67036.html

 

 

الصفحة 23 من 132

اليوم

الخميس, 01 أيار/مايو 2025  
4. ذوالقعدة 1446

الشعر والشعراء

يا من تعتبرون أنفسكم معتدلين..

  نقاشنا تسمونه جدالا أدلتنا تسمونها فلسفة انتقادنا تسمونه سفاهة نصحنا تسمونه حقدا فسادكم تسمونه تدرجا بنككم...

التتمة...

النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ

نفائس الثمرات النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ والسـعدُ لا شــكَّ تاراتٌ وهـبَّاتُ النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ...

التتمة...

إعلام ُ عارٍ

إعلام عار ٍ يحاكي وصمة العار      عار ٍ عن الصدق في نقل ٍ وإخبارِ ماسون يدعمه مالا وتوجيها         ...

التتمة...

إقرأ المزيد: الشعر

ثروات الأمة الإسلامية

روائع الإدارة في الحضارة الإسلامية

محمد شعبان أيوب إن من أكثر ما يدلُّ على رُقِيِّ الأُمَّة وتحضُّرِهَا تلك النظم والمؤسسات التي يتعايش بنوها من خلالها، فتَحْكُمهم وتنظِّم أمورهم ومعايشهم؛...

التتمة...

قرطبة مثلا

مقطع يوضح مدى التطور الذي وصلت اليه الدولة الاسلامية، حيث يشرح الدكتور راغب السرجاني كيف كان التقدم والازدهار في  قرطبة.

التتمة...

إقرأ المزيد: ثروات الأمة الإسلامية

إضاءات

JoomlaWatch Stats 1.2.9 by Matej Koval