الأربعاء, 26 آب/أغسطس 2020 23:41
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
عشائر ووجهاء عرب السواحرة
 
لقراءة الخبر على موقع ‫#جريدة_الراية
https://bit.ly/3jdJh9n 
----------
اجتمع الثلاثاء الموافق 18/08/2020م عشائر ووجهاء عرب السواحرة في ديوان آل سلامة شقيرات رفضا لقانون #حماية_الأسرة الذي تسعى السلطة الفلسطينية لإقراره بعد عرضه على مجلس الوزراء الفلسطيني.

وقد افتتح عريف الاجتماع اللقاء بآيات من الذكر الحكيم، وبين بعض جوانب القانون المجحف بحق #الأسرة المسلمة. ومن ثم أعطيت الكلمة لأصحاب الديوان من آل سلامة شقيرات فرحب أبو جهاد شقيرات بالحضور قائلاً: إن هذا الديوان بيت لجميع الناس، وشدد على أن هذا القانون هو تدمير للأسرة المسلمة وأنه مرفوض رفضا تاما، وأن الإسلام هو من يمثلنا وهو وحده الذي نأخذ منه التشريع وما عداه من اتفاقيات وقوانين تخالف الإسلام مرفوضة.

ثم تحدث الشيخ عصام عميرة وبين ثقل العشائر والناس في الوقوف في وجه كل من يريد أن يدمر الأسرة المسلمة، وأن العشائر في فلسطين لن تسكت على هذا القانون وأمثاله من القوانين التي تريد سلخ المسلمين عن دينهم، ومؤكدا أن العشائر والناس قادرون على الوقوف في وجه أي نظام.

ومن ثم تحدث السيد إبراهيم الأعرج عن موقف كل مسلم من هكذا قانون ورفضه التام له. ثم تم عرض تسجيل صوتي للمحامية زينب السلفيتي بعثته خصيصا للاجتماع تستنجد بعرب السواحرة للوقوف أمام هذا القانون واتفاقية سيداو وحماية المرأة المسلمة من هذه القوانين التي تشرع الزنا والسفاح، وقالت: أستحلفكم بالله أن تحمونا من هذه الاتفاقية ومن قانون حماية الأسرة (قانون تدمير الأسرة).

ثم تحدث أبو محمد صرور مبينا أن كل العشائر والمسلمين يرفضون سيداو ومخرجاتها وقانون حماية الأسرة، وتبعه جميل زحايكة الذي رفض هذا القانون جملة وتفصيلا ومؤكدا أن عائلات السواحرة ضد هذا #القانون. ثم تحدث أبو نضال شقيرات قائلا إن النساء يستنجدن بنا وأقول لهن حياهن الله، وإن هذا القانون مرفوض مرفوض مرفوض...

ثم تحدث أبو همام الأعرج مؤكدا أن الإسلام هو من حمى المرأة وأنصفها وحفظ لها عفتها وطهارتها. واعتبر أبو عمر جعافرة القانون غريباً عن ديننا وعاداتنا، ويجب رفضه على كل الأصعدة وعدم إقراره. ثم تحدث كل من أبو سلطان شويكي وهاني أبو تايه وأشرف هلسة مؤكدين على رفضهم التام والقاطع للقانون. ثم ختم اللقاء بالبيان الختامي لعشائر عرب السواحرة ومن حضر معهم من وجهاء القدس، وتم التوقيع على البيان الختامي الرافض للقانون من كل من حضر الاجتماع. 
الإثنين, 01 شباط/فبراير 2021 23:21
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

جرائم القتل وترويع الآمنين إثم عظيم ومخطط خبيث تتحمل السلطة الفلسطينية وكيان يهود مسؤوليته

 

 

الله الله في دمائكم وأعراضكم يا أهل الأرض المباركة،

 

الله الله في أنفسكم وأبنائكم يا أهل الأرض المقدسة،

 

 

حسبكم قول رسول الله ﷺ «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَاناً، الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ، وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا» وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ «بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ، كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ» رواه مسلم. يا أهل الأرض المباركة: إن تفاقم جرائم القتل وإطلاق النار على الممتلكات، أضحى نوعاً من الجريمة المنظمة، تديرها فئة تهدف إلى كسر أهل فلسطين وإغراقهم في مستنقع الفتنة، وما يجري في مناطق الضفة الغربية لا يختلف كثيراً عما يجري في القدس والبلدات العربية المحتلة عام 48، والقاصي والداني يدرك أن تجار المخدرات والسلاح وعصابات الإجرام يعملون تحت سمع وبصر أجهزة الشرطة في كيان يهود، وإذا ما وقعت جريمة إطلاق نار أو اعتداء على الممتلكات فإن الشرطة لا تتدخل إلا بعد فوات الأوان، ثم لا تقوم بأعمال جادة لاعتقال المجرمين، وما يحصل مع أهلنا في مناطق القدس والبلدات العربية يجري استنساخه في الضفة الغربية، فتجار المخدرات والسلاح وعصابات الإجرام تقوم بجرائمها تحت سمع وبصر الأجهزة الأمنية، وكأن الذي يجري هو شكل من أشكال التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة وكيان يهود، فالأجهزة الأمنية لا تلاحق المجرمين بشكل جاد رغم معرفتها لأسمائهم وشخوصهم، وإذا ما وقعت جريمة إطلاق نار فإنها لا تتحرك إلا بعد فوات الأوان، وتجار المخدرات والسلاح إن تم اعتقالهم لسبب ما فإنهم لا يلبثون إلا قليلاً حتى يطلق سراحهم ليعيثوا فساداً وإفساداً بين الناس. أيها الإخوة الأعزاء بالإسلام: إن التزامكم بدينكم وتكاتفكم وتماسككم يغيظ أعداءكم، وإن تصديكم لمحاولات تصفية قضية فلسطين ووقوفكم في وجه المشاريع التي تستهدف دينكم وأبناءكم لم يرق لأعدائكم، فسياسة عدوكم هي ضرب الإسلام الذي به عزتكم، وتدمير أسركم وأبنائكم قوام جماعتكم، ويستخدمون من أجل هذا كل الوسائل والأساليب حتى أضحت مشاريع القوانين ومناهج التعليم وسياسات الإعلام تسير جنباً إلى جنب مع تفشي الفساد وحماية كبار المجرمين، وكلها تهدف إلى ضرب الإسلام وكسر شوكة أهل الأرض المباركة؛ فأنتم تعلمون أن سياسات ومنهاج التعليم لم تعد قائمة على تنشئة أبنائكم على مفاهيم الإسلام وقيمه، والمعلّم ممنوع من تأديب طلابه، وإذا ما قام بشيء من هذا عوقب وأنذر، ففقد المُعلِّم هيبته وفقد التعليم مكانته. والإعلام محجوب عن المخلصين ودعاة الإسلام الربانيين بينما تفتح أبوابه للمنافقين والمضبوعين بالثقافة الغربية والعلمانيين، ويصاحب هذا عمل منظم من مؤسسات وجمعيات مموّلة من الغرب تجوب البلاد طولاً وعرضاً نشراً للفساد وتدميراً للقيم، ثم تأتي الجريمة المنظمة كعامل هدم مساعد للإجهاز على أهل فلسطين وإخضاعهم. إن الذي يجري في البلاد هو عمل مقصود وليس حدثاً عرضياً، فإطلاق النار في الخليل وضواحي القدس أصبح شبه يومي فاستهدفت البيوت والمحلات التجارية واعتدي على الناس وممتلكاتهم، والسلطة وأجهزتها كأن الأمر لا يعنيها، وفي المقابل رأيتم حملات الأجهزة الأمنية في ملاحقة المجاهدين والمقاومين، إذ تعقبتهم من بيت إلى بيت والذي يُعتقل منهم يُعذب حتى يُسلِّم سلاحه، فالسلاح الذي يطلق النار على مستوطن يصادر ويلاحق صاحبه، أما السلاح الذي يستهدف الناس بشكل يومي فيُترك دون ملاحقة أو اعتقال، وهذا يؤكد حقيقة الدور الذي تقوم به السلطة كذراع أمني بيد كيان يهود. لقد شاهدتم كيف حشدت السلطة أجهزتها لإغلاق المساجد وطرد المصلين والاعتداء عليهم ضرباً وتنكيلاً، وملاحقتها لمن يكتب عبارة على الفيسبوك ينتقد فيها السلطة أو يحاسبها على تقصيرها، والضابطة الجمركية "قطاع الطرق" تطارد الناس من شارع إلى شارع بالضرائب وجباية الأموال، أما المجرمون الذين يروعون الناس فيتركون، وإن تمت ملاحقتهم فيلاحقون ملاحقة غير جادة، هذه هي السلطة الفلسطينية التي تدعي أن عمل أجهزتها هو حماية الناس والمحافظة على السلم الأهلي! إن من مسؤولية الدولة في الإسلام توفير الأسباب التي تمنع الناس من التنازع، وأعظمها غرس التقوى في قلوب الناس، وإن حصل تنازع في قضية سارع القضاء لإنهائها بالعدل والإنصاف، وشعار الدولة في الإسلام هو شعار الصدّيق رضي الله عنه "أَلَا وَإِنَّ الْقَوِيَّ عِنْدِي ضَعِيفٌ حَتَّى آخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ، وَالضَّعِيفَ عِنْدِي قَوِيٌّ حَتَّى آخُذَ لَهُ الْحَقَّ"، فبهذا يكون الأمن والعدل بين الناس، ولكن الأنظمة في العالم الإسلامي ومنها السلطة الفلسطينية تحارب الإسلام الذي به تقوى القلوب، وتنشر الفساد وتغذيه، وتوفر البيئة الخصبة للمنازعات بين الناس، وإن ذهب الناس إلى القضاء تتعاقب عليهم الشهور والسنون وقضاياهم تؤجل من جلسة إلى أخرى، وإذا حكم القاضي حكم بقانون وضعي بعيد عن الحكم بما أنزل الله، فأنَّى للأمن والعدل أن يسود بين الناس؟! يا أحبتنا في الأرض المباركة: إننا نخاطبكم جميعاً، التقي منكم والعاصي، المسارع في الخيرات والمجترح للسيئات، ونوصيكم بتقوى الله العظيم فهي وصية الله لأنبيائه والناس أجمعين، ونتلو عليكم قول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾، ونخاطبكم بوصية رسول الله ﷺ لكم في حجة الوداع فَقَالَ: «أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟» قَالُوا: يَوْمٌ حَرَامٌ، قَالَ: «فَأَيُّ بَلَدٍ هَذَا؟» قَالُوا: الْبَلَدُ الْحَرَامُ، قَالَ: «فَأَيُّ شَهْرٍ؟» قَالُوا: شَهْرٌ حَرَامٌ، قَالَ: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا كَحُرْمَةِ شَهْرِكُمْ هَذَا كَحُرْمَةِ بَلَدِكُمْ هَذَا لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ» رواه الحاكم، ونخاطبكم بقول رسول الله ﷺ «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ» رواه الترمذي بإسناد صحيح، وبقول رسول الله ﷺ «مَنْ حَمَلَ عَلَيْنَا السِّلَاحَ فَلَيْسَ مِنَّا» رواه البخاري. هذا هو هدي النبوة فالزموه، ولا تتبعوا خطوات الشيطان فتضلوا عن سبيل الله، ونوصيكم بالصبر والثبات وعدم الانجرار خلف المجرمين الذين يبغون الفتنة بين الناس، تلك الفتنة التي لا تبقي قوياً ولا تذر ضعيفاً إلا وأهلكته فلا يأمن أحد على نفسه أو ماله، والنتيجة هي تهجير الناس من بيوتهم وأرضهم وهذا ما يصبو إليه عدوكم، وبتنبهكم ووعيكم والتزامكم بحكم الله تعالى وطاعتكم لرسوله ستفوتون الفرصة على المغضوب عليهم وأوليائهم، لتبقى الأرض المباركة مشعل خير في الأمة الإسلامية تنفث فيها عزة الإسلام وتستنهضها لإقامة الخلافة وتحرير بيت المقدس من رجس الغاصبين والعملاء الخائنين ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾. وفي الختام: إننا نستصرخ أهل فلسطين جميعاً العشائر والوجهاء والحركات والفصائل إلى المسارعة في إنقاذ البلد مما يدبر له على يد أعدائه، وتحميل السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية مسؤولية هذه الفوضى، فالذي يُهدد السِّلم الأهلي هو من يوفر الغطاء للمجرمين والفاسدين ولا يأخذ على أيديهم. اللهم احفظ على أهل الأرض المباركة دينهم وأنفسهم وذريتهم وأموالهم واجعل لهم من لدنك سلطاناً نصيرا. والحمد لله رب العالمين

 

 

 

التاريخ الهجري :13 من جمادى الثانية 1442هـ التاريخ الميلادي : الثلاثاء, 26 كانون الثاني/يناير 2021م

 

 

حزب التحرير

 

 

الأرض المباركة فلسطين

 

 

 

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/leaflets/palestine/73111.html

الإثنين, 01 شباط/فبراير 2021 23:32
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أمة بلا دولة يتصارع عليها اللئام

 

 

 

الخبر:

 

في زيارة غير معلنة وصل وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم إلى العاصمة الليبية طرابلس التقى خلالها رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج، وذكر حسين النجار المتحدث الإعلامي باسم ما يعرف بـ"المجلس الأعلى للدولة الليبي" في تصريحات صحفية، أن زيارة وزير الخارجية الجزائري إلى طرابلس حملت عنوان "دعم الجزائر لملتقى الحوار السياسي الليبي" الذي يجري في تونس، كانت الجزائر أعربت في عدة مناسبات عن رفضها التدخلات الخارجية الأجنبية في الأزمة الليبية خصوصاً العسكرية منها ومن أن يؤدي ذلك إلى "صوملة ليبيا"، والتي تزامنت مع تكثيف تركيا وجودها العسكري بالأراضي الليبية، يأتي هذا بينما يلتقي مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة السفير محمد إدريس المبعوث الأممي الجديد في ليبيا يان كوبيتش عبر مواقع التواصل المرئي بحسب ما نشرته منصة العين الإخبارية على موقعها في 2021/1/27م.

 

التعليق:

 

صراع العملاء هذا هو واقع ما يحدث في ليبيا بين عملاء أمريكا وبريطانيا ولكل وجهته ولكل قبلته؛ فمصر هي قبلة عملاء أمريكا التي تسعى لحل سياسي يضمن جلوس عميلها حفتر على الطاولة مع عملاء بريطانيا مقتسما السيادة لصالح أمريكا، بينما بلاد المغرب هي قبلة عملاء بريطانيا صاحبة السيادة الأصلية على ليبيا وبلاد المغرب والتي لا تقبل بحل سياسي يجعل لأمريكا موطئ قدم هناك يهدد نفوذها في باقي المنطقة، فهي تعلم تماما سعي أمريكا لتحل محلها في مناطق نفوذها ليس هي فقط بل كل الاستعمار القديم سواء لبريطانيا أو فرنسا، فأمريكا تريد أن تأكل وحدها، هذا ونحن في بلادنا الذين نؤكل وتنهب ثرواتنا وتنتهك حرماتنا وتغتصب أرضنا وتسفك دماؤنا وتباد خضراؤنا في سبيل السادة وفي صراعات لا ناقة لنا فيها ولا بعير بل نحن فيها من يدفع ثمن الناقة والبعير!

 

عندما يتصارع العملاء فوق أرضنا من أجل إرضاء السادة ونيل حظوتهم والتقرب منهم نكون نحن وقود الصراع ودماؤنا تكون القربان الذي يقدم على مذبح السادة فيقتل من لا يدري فيم قتل ويقتله من لا يدري علام قتله! وفي النهاية هي دماء الأمة الغالية التي تسيل لتمكين الغرب من ثرواتنا مرة أخرى أو تمكين طرف على حساب آخر! هذا واقع ما يحدث في ليبيا واليمن، وكل تداخلات وتدخلات العملاء لا تخرج عن هذا الإطار بل يتفننون ويبدعون في خدمة سادتهم كما يفعل أردوغان والسيسي مثلا بإظهار عدائهما لبعضهما بينما هما خدم للسيد نفسه ويعملون لبسط سلطانه ورعاية مصالحه سواء في ليبيا أو في غيرها من بلاد المسلمين، فلا يختلف موقف السيسي عن أردوغان في ليبيا إلا من حيث الأدوار لكن في النهاية الغاية واحدة وهي تمكين حفتر عميل أمريكا من الجلوس على الطاولة والتفاوض كشريك ضمانةً لشراكة أمريكية مستقبلية في ليبيا.

 

يحدث هذا كله وغيره كثير على مرأى ومسمع من أبناء الأمة المخلصين في الجيوش وخاصة جيوش تلك الدول الموكلة بالملف الليبي وكلها جيوش قوية لو اجتمعت لكانت قوة ترغم أمريكا وأوروبا على الخروج من المنطقة كلها وتركها بلا رجعة، إلا إن اجتماعها غير ممكن في ظل تلك الأنظمة العميلة، بل يحتاج إلى دولة ذات إرادة وقيادة مخلصة لا تعنيها إلا رعاية شؤون الناس على الحقيقة، وهذا لا يوفره إلا الإسلام بنظامه ودولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، والتي يحمل مشروعها كاملا وجاهزا للتطبيق فورا حزب التحرير، لا ينقصه غير صفقة صادقة من أيادي المخلصين تحتضن ما يحملون وتمكنهم من وضعه موضع التطبيق فتكون الدولة التي توحد المسلمين وتجمع شتاتهم وتحفظ دماءهم وتعيد لهم العزة والكرامة في دولة لا تخضع للغرب ولا قوانينه وأعرافه وإنما تحركها عقيدة الإسلام وتحكمها شريعته.

 

أيها الفرقاء المتصارعون في ليبيا وفي غير ليبيا: إنكم أبناء دين واحد وأمة واحدة ولسان واحد، لا يخدعنكم الغرب ولا تغرنكم أمانيه، إنما يدعوكم إلى سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه وجد عنده خسران الدنيا وخزي الآخرة، فلا تصدقوا عدوكم، فوالله ما يريد بكم إلا شرا ومكره لكم مكر الليل والنهار، واسمعوا لمن يتألم لألمكم ويعيش مصابكم، لمن هو منكم وأنتم منه، لمن يريد لكم الخير في الدنيا والكرامة والعزة في الآخرة، فانبذوا ما بينكم من شقاق وخلاف ووحدوا صفوفكم خلف حزب التحرير؛ رائد منكم لا ولم يكذبكم، بل يحمل في يده نور طريقكم الذي يغيظ عدوكم ويعيد لكم عز الدنيا وكرامة الآخرة؛ خلافة راشدة على منهاج النبوة. اللهم عجل بها واجعلنا من جنودها وشهودها.

 

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

سعيد فضل

 

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

وسائط

 
 
 

 

 

الجمعة, 04 حزيران/يونيو 2021 00:46
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

 



كتبه جريدة الراية (حزب التحرير) الأربعاء, 19 أيار 2021

بسم الله الرحمن الرحيم



كيان يهود المسخ يوزع عدوانه الوحشي على كل جنبات فلسطين، وخاصة مسرى الرسول ﷺ وغزة البطولة، فيحرق الحجر والشجر ويسفك الدماء ويُراكم الجرحى من أهل فلسطين، والحكام في بلاد المسلمين في أمثلهم طريقة يعدّون الشهداء والجرحى! ويدينون ويستنكرون بألفاظ يصنعونها على استحياء حتى لا تخرج عن دائرة الإزعاج غير المحسوب لكيان يهود... وكل هذا والجيوش صامتة طاعة لكبرائها ونسوا أو تناسوا قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾ وقوله تعالى: ﴿إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ﴾.

يا جيوش المسلمين: أليس منكم رجل رشيد؟ ألا تغلي الدماء في عروقكم وأنتم تشاهدون وتسمعون عدوان يهود الوحشي على الأرض المباركة؟ كيف تركنون إلى الطغاة الظلمة من الحكام؟ أفلا تتحركون؟ ألستم تقرأون القرآن الكريم فتدركون أن الركون إلى الظلمة أمر كبير العذاب كبير؟ ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾.

يا جيوش المسلمين: أين أنتم من إخوانكم في فلسطين الذين يتعرضون لعدوان يهود صباح مساء؟ أين أنتم؟! لماذا لا تقودون القتال في فلسطين وتشدون على أيدي أهل فلسطين لإزالة الكيان المغتصب لفلسطين أس الداء ومبعث البلاء؟ كيف يستطيع هذا الكيان أن يقف على قدميه أمامكم فهم ليسوا أهل قتال ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ﴾... إن لكم دروساً في ما كان عليه أسلافكم المؤمنون الذين كانوا لا يقيمون وزناً لشراذم يهود إذا اعتدوا على أرض الإسلام وحرماتهم، فهم أهون على الله وعلى عباد الله من أن يستقروا في أولى القبلتين... إنهم أهون على الله وعلى عباد الله من أن تستمر لهم دولة في الأرض المباركة وأنتم تقيمون قواعدكم حول فلسطين ترقبون ولا تتحركون!

يا جيوش المسلمين: أليس منكم رجل رشيد يعلم أن إزالة كيان يهود المغتصب لفلسطين لا يكون إلا بمعركة تكونون فرسانها لا أن تكتفوا من حكامكم بتنديد على استحياء بعدوان يهود وأنتم قعود لا تتحركون طاعة لحكام أحرص على بقاء كيان يهود من اليهود أنفسهم! استمعوا إلى أقوالهم وطائرات يهود وقاذفاته تضرب غزة يمنة ويسرة، وقواته وجنوده يحاصرون بيوت المسلمين في الشيخ جراح، وعصاباته تقتحم الأقصى بحراسة من أولئك الجنود... استمعوا إلى أقوالهم خلال ذلك لتعرفوا من هم وما هم: الرئيس التركي والعاهل الأردني يشددان على أهمية التعاون لإيقاف هجمات (إسرائيل)... الرئيس التركي قام بتحركات دبلوماسية مكثفة من أجل الضغط على (إسرائيل)... السعودية تدين بأشد العبارات العدوان على المسجد الأقصى... ولي عهد أبو ظبي يؤكد إدانته لجميع أشكال العنف والكراهية في القدس... مصر تدين بأشد العبارات اقتحام الأقصى مخالفة القانون الدولي... مصر تتصل بحماس واليهود لوقف إطلاق النار... باكستان تستنكر الاعتداءات (الإسرائيلية)... الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يشيد بصمود المرابطين في الأقصى والقدس... جواد ظريف وزير خارجية إيران يصرح أن الحل الوحيد العادل للقضية الفلسطينية هو إحالتها لإرادة أبناء هذه الأرض والاحتكام إلى استفتاء شعبي... أمير الكويت يعرب عن استنكاره... وزير الخارجية الأردني تواصلنا دولياً بما في ذلك واشنطن لعدم تهجير سكان الشيخ جراح... الأردن ندين إعلان (إسرائيل) عن عملية عسكرية في غزة وننسق مع أشقائنا لبلورة تحرك دولي... اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية... اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي...إلخ

هذه مواقفهم، فهل هناك عاقل لا يدرك أن الرد على جرائم يهود يكون فقط بتحرك الجيوش لإزالة كيان يهود وإعادة فلسطين كاملة إلى ديار الإسلام؟ هل هناك ذو بصر وبصيرة لا يدرك أن إنهاء عدوان يهود لا يكون بالإدانات الجوفاء أو بمناشدة المجتمع الدولي الذي كان من وراء إنشاء تلك الدولة المسخ؟ هل قضية فلسطين مجهولة وحلها بحاجة إلى احتكام لاستفتاء شعبي؟ أليس هذا الذل والهوان وعدم تحرك الجيوش من ثكناتها هو مبعث الخزي في الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة؟

أيها المسلمون: إن الجند هم أبناؤكم وإخوانكم، وجيرانكم وأصحابكم، ويعيشون بينكم، ولكم تأثير عليهم... فكيف يقعدون عن نصرة الأرض المباركة؟ كيف يقعدون عن نصرة مسرى رسول الله ﷺ؟ إن بأيدي الجند أن يزيلوا خزي الدنيا وعذاب الآخرة عنكم وعنهم وذلك الفوز العظيم... فمُروهم أن يسارعوا لنصرة إخوانهم في فلسطين فيرضوا ربهم ويعيدوا عزهم... وليتوجوا نصرهم بإزالة طواغيت الحكام وإقامة حكم الإسلام، الخلافة الراشدة التي تعيد للأمة خيريتها كما قال الله سبحانه: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾، ومن ثم لا يكون أعداء الله أمامنا إلا أذلة صاغرين، ليس يهود فحسب فهم قد ضربت عليهم الذلة والمسكنة، بل كذلك كل طواغيت الأرض الذين يسعون في الأرض الفساد، فيعز الإسلام والمسلمون وينتشر الخير في بقاع الأرض، وإنه لكائن بإذن الله. أخرج أحمد في مسنده عن سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «لَا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ كَلِمَةَ الْإِسْلَامِ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ ذُلِّ ذَلِيلٍ إِمَّا يُعِزُّهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَيَجْعَلُهُمْ مِنْ أَهْلِهَا أَوْ يُذِلُّهُمْ فَيَدِينُونَ لَهَا».

في التاسع والعشرين من رمضان 1442هـ حزب التحرير


 
11/05/2021م
 
 
https://www.alraiah.net/index.php/political-analysis/item/6056-o-muslim-armies-are-you-not-a-rational-man-gaza-jerusalem-and-all-of-palestine-are-burning-with-jewish-fire-and-you-are-silent
 
 
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=10808&pid=28654&st=0&#entry28654
 
الإثنين, 21 أيلول/سبتمبر 2015 13:50
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

 

المرأة والتمكين الاقتصادي من مخرجات الرأسمالية البغيضة...

(ضمن حملة بكين +20 - إخفاق في تأمين حقوق المرأة)

 

تشتهر الرأسمالية بنظامها الاقتصادي الذي يعرف عنه بأنه نظام التقلبات والأزمات، وافتعال المشكلات ووقوع البلايا والتسبب بالكوارث، والسبب أنه قائم على أساس غير سليم، سواء أكان ذلك في الأسسِ، أم في الفروع الاقتصاديةِ التي بُنيت على هذه الأسس.

 

فأساس النظام الاقتصادي الرأسمالي هي النظرة الفردية التي انبثقت من عقيدة الحل الوسط، حيث تدعو هذه النظرة الفردية إلى إعطاء الأفراد مطلق الحرية وذلك لإنصافهم من طغيان المجتمع، الذي أهمل الفرد، وأهمل حقوقَه بشكل كبير!!.

 

فجاءت الفروع الاقتصاديّة وبُنيت على هذه النظرةِ الخاطئة، حيث أخذ الأفراد بإنشاءِ البنوك الربويّةِ والشركات الرأسماليّة العملاقة، ثم قامت بالسيطرة على الأسواق والثروات، وقامت بابتلاعِ الشركات الصغيرة التي تقف في طريقها؛ تماماً كما يبتلع الحوت الضخم الأسماك الصغيرة في البحر.

 

وقد نتج عن هذه النظرةِ السقيمة في الأصول والفروعِ، كوارث اقتصادية وشرور مجتمعيّة في حياةِ الغرب ومنها "الطبقية"، حيث أصبح المجتمع الرأسماليّ طبقتين؛ الأولى رأسماليةٌ تشكل ما نسبته (2%) فقط من السكان وتسيطر على أكثر من (95%) من ثروات البلاد، وأخرى كادحة فقيرة تشكل ما نسبته (98%) من السكان وتملك (5%) فقط من ثروات البلاد.

 

وعليه فالرأسمالية تريد حلّ مشاكلها الاقتصادية عن طريق عولمة الاقتصاد، بمعنى: أنها تريد تصدير مشكلاتها الاقتصادية إلى بلدان العالم الثالث، لتتخلص هي منها، وتلقي بثقلها عليها وإن أدى ذلك إلى خلق مجتمع طبقي بغيض، وذلك يظهره جليا تعريف الفيلسوف الفرنسي روجيه جارودي للعولمة بأنها نظام يُمكّن الأقوياء من فرض الدكتاتوريات اللاإنسانية التي تسمح بافتراس المستضعفين بذريعة التبادل الحر وحرية السوق. وهذا ينذر الإنسانية كلها وليس المسلمين فحسب بالشر والخطر.

 

وما الحروب والفتن والقلاقل التي تشعلها عرابة هذا النظام عنا ببعيد، فهي تستدرك نظامها وتعطيه جرعات تطيل من عمره ولو على حساب البشرية جمعاء.. وما محاولات الضغط والكبت، والاستضعاف والاستثمار التي تحاك ضد البلدان الإسلامية والبلاد النامية إلا من أجل زلزلة أمنها، وزعزعة استقرارها، وتعطيل مؤهلاتها، وسحق كفاءاتها، كي يُلجئوها إلى الدخول في تيار العولمة الغربية بأضرارها، وبالسباحة القهرية وفقها، والانتماء إلى التدويل الشامل للاقتصاد، أو العولمة الاقتصادية بعبارة أخرى..

 

فعندما تصبح الشركات الربحية الرأسمالية عابرة للقارات ومتعددة الجنسيات، فهذا يعني أن ثروتها ستصبح أكثر من بعض الدول، ويعني أنه لن تقوى الشركات العادية المحلية على منافستها، وهذا يؤدي بالتالي لإغلاق الشركات الصغيرة واضمحلالها مع الوقت، وهذا يترتب عليه أن المجتمع سيتحول إلى طبقتين وهما الأغنياء الذين يتمتعون بأغلبية الثروات والفقراء المعدمين المحرومين منها، فيؤدي ذلك حتما إلى تدهور مستوى المعيشة وانخفاض الأجور وارتفاع معدل البطالة.

 

وعلى هامش هذه السياسات الاقتصادية التي تسببت في دمار كامل للأسر الفقيرة، فقد زادت من مأساتها وحدَّت من دخلها وأوصدت كل بريق أمل في تحسين أوضاعها في وجهها، وعطلت يداً عاملة ليس لها سبيل لقضاء حوائجها إلا بكدِّها وتعبها... ولا سيما الأسر التي تعولها النساء.. التي تكدّ لأجلها ولأجل مستقبل أولادها ورعايتهم والنأي بهم عن الفقر والفاقة..

 

وفي خضم هذه العولمة المقيتة ظهرت أخطارها وبان عوارها وفضحت شرورها، فانهالت المؤتمرات التي تحلل الأزمة وتضع اليد على مسبباتها فتطرح حلولا لعلها تنأى بالناس عن الفقر والفاقة والحاجة، فكان المؤتمر الذي عُقد حول تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على المرأة في أفريقيا مثالا لدراسة الأزمة ومحاولة لإيجاد حلول لها، حيث أوضحت نائبة رئيس البنك الدولي لشؤون إدارة منطقة أفريقيا أن من المرجح أن تصيب الأزمة الاقتصادية العالمية النساء من جانبين اثنين، أولا: ستحد من تراكم رأس المال لدى المرأة، وثانيا: ستخفض بدرجة كبيرة الدخول الفردية للمرأة وكذلك ميزانيات الأسر المعيشية التي تعولها. ومن شأن ذلك أن يسفر عن آثار مدمرة، خاصة على الفتيات ممن هن في سن الطفولة فنجد الفتاة هي من يضحَّى بها، فهي خيار الأب الوحيد حين إخراج أحد أبنائه من المدرسة لعدم توفر مستلزمات التعليم..

 

ومن هذا المنطلق وادعائهم الحرص على المرأة ومكانتها وتمكينها اقتصاديا والارتقاء بها لتتخذ لها موقعا تنافس فيه الرجال وتأخذ بنصيبها وحصتها دون أن يكون لنوعها أي عوارض أو موانع في ذلك، فقد تبنت الأمم المتحدة استراتيجية تمكين النساء، وقيل في أسباب ذلك أن النساء يواجهن مخاطر إضافية بسبب التمييز القائم ضدهن على أساس النوع والجنس الذي أدى إلى حرمانهن من الفرص المتكافئة مع الرجال في التعليم والعمل والسياسات، ونظرا لتقاعس الحكومات في وقف ذلك التمييز فقد لجأت المنظمة الدولية إلى التدخل من أجل إقرار سياسة عالمية تضمن مشاركة متكافئة للنساء في التنمية وتعمل على إزالة آثار التمييز الواقع عليهن.

 

ولذلك هم يرون بأن تشجيع المساواة بين النوع الاجتماعي والتمكين للمرأة يعود بالنفع على الاقتصاد والمجتمع ككل، لأن المرأة لديها قدرات متساوية مع نظيرها الرجل والمعرفة والخبرة اللازمة. فإن الدور الذي تلعبه المرأة في تقدم مجتمعاتنا معروف لدى الجميع، بالرغم من أن جهودها في بعض الأحيان لا تكون ظاهرة في عالمنا الكبير ولكنها تكون غالبا عاملا للتغيير في المجتمع نتيجة معاناتها اليومية لتوفير الغذاء وتعليم الأطفال وتحسين حياة الناس في المجتمعات المختلفة. حيث تنشط أكثر من 800 مليون امرأة اقتصاديا حول العالم ويتمتعن بمهارات تفاوضية أفضل من الرجل ولديهن قدرات على إدارة منازلهن بإيراد متواضع. وقد كان للدخل الذي تحصل عليه المرأة بالرغم من ضآلته، الأثر الأكبر على الوضع المعيشي للأسر حيث إن المرأة تنفق نسبة أكبر من دخلها على تغذية الأطفال والصحة والتعليم وتأمين مستقبل أفضل للجيل الجديد والمجتمع، ولذلك طالما أنها تستطيع أن تضع سياسات ناجحة وسليمة لإدارة منزلها، فمن المنطق القول، إنها وبالطريقة نفسها تستطيع أن تستخدم الموارد الوطنية بكفاءة وفعالية من خلال اتخاذ القرارات المناسبة.

 

وهذه كانت نقطة الانطلاق والبداية نحو تمكين اقتصادي ممنهج ومدروس ومدعوم باتفاقيات وقوانين تجبر الدول الموقعة على الالتزام ببنودها ومقرراتها. ومنها مقررات مؤتمر بكين الذي عقد منذ ما يقارب 20 عاماً (أيلول/سبتمبر 1995) حيث التقت دول العالم في عاصمة الصين (بكين) لحضور المؤتمر العالمي الرابع المعني بالمرأة. حيث اعتمدت 189 حكومة خارطة طريق طموحة للمساواة بين الجنسين: إعلان ومنهاج عمل بكين. أكثر من 10.000 مندوب و30.000 ناشط تخيّلوا عالماً تتمتع فيه النساء والفتيات بحقوق وحريات وفرص متساوية في كل مجال من مجالات الحياة.

 

وقد حدّد إعلان بكين إجراءات للتعامل مع 12 مجالاً من مجالات الاهتمام الحاسمة بالنسبة للنساء والفتيات في جميع أنحاء العالم. ومنها حثّ الحكومات والقطاع الخاص والشركاء الآخرين على الحد من فقر النساء والفتيات، وتعزيز مشاركتهن الكاملة والمتساوية في المجتمع والسياسة والاقتصاد. وفي حال تم تنفيذه فإن إعلان ومنهاج عمل بكين سيمثل الاتفاق العالمي الأكثر شمولاً في تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين.

 

ويعتمدون في إصرارهم وإلحاحهم في تنفيذ تلك المقررات على شواهد على أرض الواقع من إنجازات حظيت بها المرأة وحظيت بها المؤسسات الخاصة والحكومية بوجودها فيها والمشاركة في اتخاذ القرار إلى جنب الرجل، في حين أن البلدان ذات المستويات الأعلى من المساواة بين الجنسين يكون فيها معدل النمو الاقتصادي أعلى، والشركات التي لديها عدد أكبر من النساء في مجالس إدارتها تحقق عائدات أكبر للمساهمين. كذلك فإن البرلمانات التي بها عدد أكبر من النساء تنظر في مجموعة أوسع من القضايا وتتبنى تشريعات أكثر في مجال الصحة، والتعليم، ومكافحة التمييز، ودعم الطفولة. وأن اتفاقات السلام التي صاغها مفاوضون من الإناث والذكور تستمر لفترة أطول وتكون أكثر استقراراً.

 

وبالرغم من كل ذلك فالمتتبع للواقع يرى أن هناك فجوة كبيرة بين تلك القوانين والسياسات وبين تطبيقها على أرض الواقع لأسباب عديدة منها ما يتعلق بوضع المرأة من حيث درجة تعليمها ووعيها، بعضها يتعلق بالمجتمع من حيث العادات والتقاليد التي تحد من تقدم المرأة، وبعضها يتعلق بكفاءة النظام الإداري وعدم قدرته على المتابعة والتقييم والتقويم للمشروعات التي تتبناها الدولة إضافة للفقر، والكوارث الطبيعية والحروب المتكررة والصراعات القبلية..

 

ففي بلد تشوبه الحروب وتندلع فيه النزاعات المسلحة والفتن بين جنوبه وشماله وانفصالهما وما ينتج عن ذلك من ضياع للأسر وتبديد للمدخرات وتشتيت وتهجير، وما يتبع ذلك من وضع اقتصادي مزر يطال الرجال والنساء، تأتي المؤسسات مدعية الحرص والعمل على تصحيح الأوضاع والرجوع بها إلى مسارها عن طريق المرأة ودعوتها للمشاركة في سوق العمل وأن تكون فاعلة في دفع العجلة الاقتصادية والتنموية للبلاد فهذا عين العجب... حيث تسعى التشريعات والسياسات المسنونة مثلا في السودان إلى مساعدة وتمكين المرأة السودانية لتقوم بمشاركة فاعلة في كافة المجالات وفق المساواة العادلة في الحقوق والموارد والخيارات والفرص المتاحة.

 

إن الضرورة الاقتصادية قد حتمت خروج المرأة للعمل بشكل واسع، وقد أثرت تأثيراً بالغاً في تغير دور المرأة السودانية بحيث أصبحت لها أدوار أساسية في القطاعات الاقتصادية والإنتاجية والخدمية الحديثة إلى جانب أدوارها التقليدية المعروفة في اقتصاديات الرعي والزراعة. وفي السياق نفسه ورغم ادعاءاتهم أنهم أخرجوا المرأة من أزمتها نجد أن المرأة أيضاً تعاني من قلة فرص التدريب الفني اللازم لترقية الجوانب الاقتصادية لها، كما أن السلع التي تنتجها النساء تجد منافسة عالية في الأسواق، وهناك نسبة عالية من النساء تعمل في القطاع غير المنظم وهذا يعني أنها لا تستفيد من قوانين العمل مما يقلل فرص الدعم والتمويل والتدريب في هذا القطاع.

 

بالإضافة إلى الظروف المعيشية الصعبة، والفقر المدقع، والطلاق، وتهجير النساء من العمل الرسمي، هي بعض الأسباب التي ترغمهن على امتهان مهن بظروف صعبة "ستات الشاي"، ظاهرة في شوارع الخرطوم، خصوصاً بعد أن ازداد عددهن، والتي تؤكد دراسة رسمية أنه وصل إلى أكثر من 13 ألفا، 441 منهن يحملن مؤهلاً جامعياً، والأخطر أن بينهن فتيات قاصرات. وأيضا لا نغفل عن بائعات الخمور البلدية في الخرطوم فهي من أكثر الأعمال مشقة، إذ تحفّ به الكثير من الأخطار والمتاعب، لأن القانون يجرّم بيع واستهلاك الخمور بشتى أنواعها. إلا أن هذه التجارة منتعشة، ودخلها مرتفع لا يوازي الدخل اليومي في القطاع الرسمي، أو المعاناة في بيع الشاي والأطعمة في الشوارع.

 

أما في بلاد النفط والسيل الوفير من تدفق الأموال والدخل القومي ورفاهية الشعب، فالأمر لم يختلف عما في السودان حيث قال وزير العمل السعودي أن عدد النساء العاملات في القطاع الخاص ارتفع إلى 350 ألف عاملة خلال العام الجاري 2015، مقابل 50 ألفاً في عام 2011 (أي بزيادة بلغت نسبتها 600 في المائة). وعن مشاركة المرأة في سوق العمل السعودية قال "إن هناك تدابير تم اتخاذها أخيرا أثبتت نجاحاً في دمج مزيد من النساء في سوق العمل" وقد عملت وزارة العمل على تنفيذ عدد من المبادرات من بينها تطوير مراكز الرعاية النهارية للأطفال، وتطبيق نظام ساعات العمل المرنة، وزيادة إجازة الأمومة، وغيرها من المبادرات التي تشجّع على التوسع في عمل المرأة بالقطاع الخاص.

 

ومن الواضح تناقض كلام وزارة العمل من حيث تمكين المرأة وتهيئة الظروف الملائمة لقيامها بأعمالها وسط ظروف آمنة، مع ما تلاقيه المعلمات اللاتي يتعرضن لحوادث مرورية أثناء ذهابهن لمدارسهن أو العودة منها حيث يقابل تقصير الجهات المختصة بدفع التعويضات المالية في حالات الوفاة أو الإصابة. حيث تتعرض المعلمات في المملكة بشكل شبه يومي إلى حوادث مرور؛ حيث تعمل عشرات الآلاف منهن في مناطق بعيدة عن سكنهن، ما يستوجب السفر يومياً لمسافات طويلة بسيارات خاصة على نفقتهن، وبالتالي تعرضهن لحوادث سير تودي بحياة الكثير منهن سنوياً.

 

وفي دراسة لعام 2012 أثبتت أن ما نسبته 90.2% من النساء السعوديات الفقيرات لا يعملن، رغم تراوح أعمارهن ما بين 18 سنة وأقل من 50 سنة، وهو ما يؤكد إهمال المرأة وحرمانها من الانخراط في سوق العمل، وأن هذا سبب رئيسي لجعلها تعاني من الفقر وأن تكون ضحية له تحت أي ظرف. ففرص العمل مرتبطة بمستوى التعليم وانخفاض التعليم سبب رئيس في مرات عديدة لعدم الحصول على وظيفة وبالتالي الفقر. فالمرأة شبه غائبة عن سوق العمل وهو ما يتفق مع الإحصاءات الرسمية حول مساهمة المرأة في سوق العمل حيث لا تتجاوز نسبة الإناث من القوى العاملة 5.7% وهي نسبة منخفضة وفي القطاع الخاص لا تتجاوز 2.02% أي أن المرأة غير موجودة في سوق العمل في القطاع الخاص. في حين تبلغ العمالة الأجنبية في القطاع الخاص 88% من مجموع العمالة المنخرطة للعمل في منظمات ومؤسسات القطاع الخاص المختلفة.

 

هذا هو حال المرأة في بلاد الحروب والنزاعات وفي بلاد النفط والثروات، هذا هو الإنجاز الذي تتشدق به الجمعيات والمؤسسات الحقوقية التي تهدف لإخراج المرأة عن طبيعة تكوينها وما يليق بها ويتناسب مع أنوثتها، خدعوها بشعارات براقة من مثل التمكين والحرية، فلا هم ضمنوا لها التمكين وأعطوها حقها، ولا هم تركوها بعيدا عن خططهم وضلالاتهم فنأت بنفسها وأسرتها عن الخراب والضياع وهي تلهث وراء سراب التمكين.. حيث خلف خروج المرأة ومكابدتها لأسواق العمل الكثير من المشاكل الأسرية سواء في علاقتها مع زوجها أو في رعايتها لبيتها وأطفالها. كل ذلك تجاهلته المؤتمرات والاتفاقيات والأنظمة الهزيلة.

 

وبذلك تكون فكرة المساواة والحركات العاملة لتحقيقها قد أثبتت إفلاسها في عقر دارها وفي كل مكان وجدت فيه وجعجعت ولم تطحن. لقد أشبعوا موضوع المرأة بحثاً وسجالاً فجيشوا لهذه المعركة الجيوش الإعلامية والفكرية، واشتعلت الأقلام ناراً وقودها الدوافع المختلفة والمرجعيات الفكرية المتباينة وعقدت المؤتمرات العالمية في شرق العالم وغربه والتي قامت على تنظيمها والترويج لها وإصدار توصياتها جهات تجاهلت أو همشت أو جرمت الإسلام ولو بصورة غير مباشرة حيناً، وبصورة صريحة أحياناً. مما يجعلنا نلقي بظلال الشبهات ونؤكد وجود روح المؤامرة وسوء القصد المبيت ضد المرأة بشكل عام والمرأة المسلمة بشكل خاص، وهو ما يجعلنا أيضاً نرجع الأمر إلى أساليب الغزو الثقافي والاجتماعي المقنع بمسوح الرحمة والإشفاق والمناداة بحقوق المرأة والسعي إلى إنصافها، وحمايتها من التمييز حسب زعمهم. حيث يعملون على تغيير فطرة الله التي فطر الناس عليها من تنوع الأدوار وتكاملها. وهو غمز أيضا من قناة الإسلام في إشارة واضحة إلى موضوع القوامة، والاتفاقية بمجملها مليئة بهذا الغمز غير المنطقي والقائم على أساس التجني الواضح وسوء الفهم المقصود.

 

حيث تتمتع المرأة في الإسلام بحقها منذ أربعة عشر قرناً بشخصيتها الاقتصادية المستقلة وحريتها الكاملة في التصرف بأموالها دون إذن زوجها، لأنها في هذا كالرجل سواء بسواء، وكذلك لها أن تبيع وتُتاجر وتعقد الصفقات وتؤجر البيوت وترهنها، هذا في إطار قواعد وأحكام الشريعة الإسلامية، ويكون للمرأة ذمة مالية مستقلة عن زوجها وأساس ذلك قول الله تبارك وتعالى: ﴿للرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ﴾. ولها الحق في أن تمتهن أي مهنة تحبها وتختارها، أي أن الدين الإسلامي أجاز عمل المرأة في كافة المهن بما يصون كرامتها ولا يسيء إلى أنوثتها. فالمرأة في الشريعة شقيقة الرجل، لها مثل حقوقه داخل الأسرة وخارجها، ولها مثل الذي عليها بالمعروف، فالمرأة في الإسلام دعامة الأسرة وبالتالي المجتمع، فهي تؤثر في حياته وبنائه، وهي مدبرة البيت، وهي والدة وحاضنة ومربية الأجيال، وهي المؤثرة على الشباب ومؤازرة الرجال، كما هي داعمة للتنمية الشاملة.

 

ونخلص في النهاية إلى أن مشاكل البشرية عامة والمرأة خاصة لا يمكن أن تعالج ويقضى عليها من جذورها إلا بأحكام الإسلام.. التي أتت مواتية لما تحتاجه البشرية وتتطلع إليه من إشباعات، فضبطها ووضع لها قواعد وحدوداً، حتى لا يكون هناك إفراط في الإشباع أو تفريط في الحدود.

 

 

كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رائدة محمد

 http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_51378

الصفحة 3 من 74

إضاءات

JoomlaWatch Stats 1.2.9 by Matej Koval