الامم المتحدة تطلب 8,5 مليارات دولار لتمويل برامج المساعدات للعام 2013
الأحد, 16 كانون1/ديسمبر 2012 21:52
نيويورك 15-12-2012 ( ا ف ب ) طلبت الامم المتحدة الجمعة جمع 8,5 مليارات دولار (6,5 مليارات يورو) لتمويل برامجها للمساعدات الانسانية في 2013 والتي ستوضع في تصرف حوالى 51 مليون شخص تضرروا جراء 16 ازمة كبرى في العالم -- باستثناء سوريا.
وفي 2012، بلغ عدد الاشخاص المعنيين بهذه الدعوات لجمع الاموال اكثر من 51 مليون شخص.
والاموال المطلوبة تفوق في المقابل الاموال التي طلبت في بداية العام 2012 (7,7 مليارات دولار) لكنها اقل من الدعوة لجمع الاموال التي اعيد النظر فيها ونشرت في منتصف العام (8,8 مليارات دولار).
والمبالغ ادنى ايضا من الرقم القياسي للعام 2010 (اكثر من 10 مليارات دولار) وهي السنة التي شهدت اكبر الزلازل في هايتي والفيضانات الجارفة في باكستان.
والدول الثلاث التي ستتلقى القدر الاكبر من الاموال هذه السنة ستكون الصومال وجنوب السودان والسودان. وهي الدول التي كانت الدعوات الى جمع الاموال لها في 2012 الاقل استجابة.
واضافة الى هذه الدول الثلاث والاراضي الفلسطينية المحتلة، فان الدول الاخرى المعنية بالدعوات الى جمع الاموال هي جمهورية الكونغو الديموقراطية وكينيا واليمن وتشاد وافغانستان والنيجر ومالي وموريتانيا وبوركينا فاسو وزيمبابوي وجمهورية افريقيا الوسطى والفيليبين.
وستخصص حوالى 1,3 مليار دولار (+14 بالمئة مقارنة ب2012) للصومال حيث انتهت المجاعة رسميا في الثالث من فراير ولكن حيث يحتاج حوالى 3,8 ملايين شخص ل"مساعدة حيوية او لاي دعم حاسم اخر"، كما اعلنت الامم المتحدة في تقريرها.
وفي اليمن، فان "زيادة حدة ازمة الغذاء وسوء التغذية ومواصلة النزاع في بعض اجزاء البلاد زادت بشكل كبير من عدد الاشخاص الذين يحتاجون الى مساعدة"، بحسب الامم المتحدة التي توقعت مساعدة 8,1 ملايين شخص في 2013 مقابل ما يصل الى ستة ملايين في 2012.
وفي مالي، قالت الامم المتحدة انها بحاجة الى 370 مليون دولار، اي 73 بالمئة اكثر من 2012 لمساعدة 4,29 مليون شخص متضررين من تدهور الوضع السياسي والعسكري الذي "قد يتحول الى توترات خطيرة واعمال عنف في باماكو واحتمال نزاع مسلح داخلي"، اي حرب اهلية.
وبالنسبة الى الشان السوري، فان الامم المتحدة تتوقع نشر نداءين لجمع اموال الاربعاء -- دعوة لمساعدة السوريين في سوريا واخرى لمساعدة اللاجئين السوريين -- وستكون مخصصة لحاجات هؤلاء السكان للنصف الاول من 2013.
وفي سوريا حوالى 2,5 مليون شخص بحاجة الى مساعدة بحسب الامم المتحدة، بينما تجاوز عدد اللاجئين السوريين المسجلين في المنطقة المجاورة لسوريا وفي شمال افريقيا نصف مليون شخص.
وتستمر الأمم المتحدة في خداع العالم بإظهار وجه المتصدق الحنون الذي يتعاطف مع المحتاجين في العالم، و ليس صدفة أن أغلبية هذه البلاد الفقيرة والمنكوبة هي بلاد المسلمين، بينما في حقيقة الأمر أن السياسات الرأسمالية الإستعمارية التي تطبقها الولايات الأمريكية بالتآمر مع روسيا والصين وأوروبا هي السياسيات التي تتسبب في قتل وإفقار وتشريد المسلمين سكان هذه البلاد المذكورة. فمنظمة الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي كلها أذرع الولايات المتحدة التي تستغل موارد الأمة بواسطة الأنظمة الحاكمة الطاغوتية العميلة وتستخدمها لنهب ثروات البلاد فالسودان مثلا، سلة غذاء العالم، أصبح مديون لصندوق النقد الدولي ومرهون بسياسات قمعية فقد منعت أمركيا السودان من الزراعة التي تمثل 45 % من الناتج المحلي الإجمالي. فبموجب توصيات صندوق النقد الدولي عرضت حكومة السودان 63 مرفقا صناعيا وزراعيا وخدماتيا للبيع او الايجار وادى هذا الاجراء الى خصخصة كافة مؤسسات القطاع العام. و الغت حكومة السودان كافة انواع الدعم المقدم الى السلع التموينية كما الغت الدعم المقدم الى خدمات الصحة والتعليم والاسكان واتخذت اجرائات تقشفية صارمة فزادت اسعار الماء والكهرباء والنقل والاتصالات. وقد ادت هذة الاجراءات الى تبعات كارثية على المجتمع السوداني فتدهورت قيمة العملة السودنية من من 2,87 دولار للجنيه الواحد عام 1975 الى اقل من سنت واحد في العام 1995. و ارتفاع نسبة البطالة الى اكثر من 30% في العام 2000، والى زيادة مديونية السودان الخارجية من 5163 مليار دولار عام 1980الى 20200 مليار دولار عام 2000! فتأتي الأمم المتحدة لتضع هذه الميزانيات التي تُعتبر فتات الخبز التي لا تكفي وترميها في وجوه الجياع من الأطفال والفقراء متجاهلة الأسباب الأساسية لهذا الفقر والجوع والمرض، فهذا هو المبدأ الرأسمالي الذي يطعن ويقتل بيد ويضمد جراح المقتول باليد الأخرى!
شبكة الناقد الإعلامي