محللون إسرائيليون: معاهدة السلام مع مصر انهارت عمليًا
الأحد, 11 أيلول/سبتمبر 2011 18:06
كتب محمد عطية (المصريون)
اعتبر محللون إسرائيليون أن هجوم المتظاهرين المصريين على مبنى السفارة الإسرائيليين يؤكد عمليًا انهيار معاهدة السلام الموقعة بين الجانبين منذ عام 1979، وإن أشاروا إلى تنديدات في مصر بواقعة الهجوم التي وقعت في وقت متأخر ليل الجمعة، إلا أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أن اسرائيل تعمل للحفاظ على السلام مع مصر.
وقال إيهود يعاري، المرشح السابق لمنصب السفير الإسرائيلي بالقاهرة للقناة الثانية الاسرائيلية، "إننا في وضع لم نكن فيه من قبل، الدولتان الأهم جدًا في شرق البحر المتوسط تركيا ومصر كلاهما دولتان شريكتان وصديقتان لإسرائيل طوال سنوات عديدة والآن هناك أزمة جدية بينهما وبين إسرائيل".
وأضاف إن "الأهم الآن هو أن هناك شخصيات سياسية هامة لم تخش من الإدلاء بتصريحات تهاجم فيها اقتحام السفارة على يد مثيري الشغب وعجز الأمن"، على حد تعبيره، وأشار إلى أن من بين هؤلاء رجل الأعمال الملياردير نجيب ساويرس، وحمدين صباحي المرشح المحتمل للرئاسة.
وأوضح أن الصور الواردة من مصر عن اقتحام السفارة تظهر أشخاص تابعين لحركة "6 أبريل"، التي هي واحدة من الحركات الليبرالية وتضم طلبة ومؤيدين للغرب، بحسب قوله، لافتا إلى وجود قوى تطالب بطرد السفير الاسرائيلي وتجميد العلاقات مع إسرائيل ووقف تصدير الغاز لها.
من جانبه، قال كبير المحللين السياسيين في صحيفة "معاريف" بن كاسبيت، إن "أسوأ أحلام إسرائيل بشأن الربيع العربي تحققت أمس (الأول) حين قام متظاهرون باقتحام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وهو ما يعني انهيار اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر بشكل عملي ونظري".
وتابع في مقال تحت عنوان: "تسونامي سياسي يضرب إسرائيل"، إن "أسوأ أحلام إسرائيل بشأن الربيع العربي تحققت أمس حين قام متظاهرون باقتحام السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، وهو ما يعني انهيار اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر بشكل عملي ونظري".
ورأى أن "أكبر مخاوف نتنياهو ان تتحول شبه جزيرة سيناء - وهي بحجم فلسطين وإسرائيل 3 مرات - إلى قطاع غزة جديد لا يمكن ضبطه أو التعامل معه، وحتى لو بنت اسرائيل جدارا هناك فإن هذا يمكن أن يمنع العمليات لكن لا يمكن أن يمنع الصواريخ".
وأشار إلى أن ثورة مصر ضد السفارة الإسرائيلية جاءت في أعقاب قتل إسرائيل لعدد من الجنود المصريين خلال عملية إيلات التي وقعت في 18 أغسطس الماضي، كما أن الرياح التركية هبّت على مصر.
وأبدى دهشته لإصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيجدور ليبرمان على "كرامة اسرائيل"، وهدرهما مصلحة إسرائيل أمام الأزمة مع تركيا ومصر، مما جعلهما أبطال الورق أي أبطال الاعلام وليس أبطال مصلحة إسرائيل.
في المقابل، أكد نتنياهو أن اسرائيل تعمل للحفاظ على السلام مع مصر. فبعد أن قال في تصريحات سابقة أن الحادث لن يمر مرور الكرام عاد نتنياهو ليؤكد في تصريحات نقلها التلفزيون الإسرائيلي، أن "إسرائيل ستواصل التمسك بقوة باتفاقية السلام مع مصر... إننا نعمل مع الحكومة المصرية لإعادة سفيرنا الي القاهرة قريبا. اتطلع إلى ضمان ان تكون الترتيبات الأمنية اللازمة له ولموظفينا راسخة".
وكان نتنياهو قال في تصريحات سابقة نقلتها الإذاعة الإسرائيلية، إنه "لا يجوز أن تمر مصر مر الكرام على هذا المساس الخطير بنسيج العلاقات السلمية مع إسرائيل والانتهاك السافر للأعراف الدولية"، لكنه أشار إلى أن السلطات المصرية اتخذت في نهاية الأمر الخطوات اللازمة لإنقاذ حراس السفارة مما يستحق الشكر والتقدير.
وأضاف إن "الوضع كان يمكن أن يكون أسوأ من ذلك لوكان المقتحمون قد تمكنوا من فتح الباب الأخير والحقوا أذى بأعضاء سفارتنا". وقال إن الوضع كان مرشحًا لحدوث كارثة، معربًا عن سعادته لإنقاذ 6 من الحراس والعاملين بالسفارة كانوا محاصرين داخل المبنى، مشيدًا بما أسماه "رباطة جأشهم لحين إخراجهم من مقر السفارة.
وتابع: "إنني سعيد لأننا تمكنا من منع وقوع كارثة وأود أن نشكر الرئيس الأمريكي باراك أوباما على مساعدته. أود أيضًا أن أهنئ كل مسئولى المخابرات الذين ساعدوا في عملية الإنقاذ على عملهم الممتاز".
يذكر أن محتجين تمكنوا من دخول شقة تابعة للسفارة الإسرائيلية في المبنى الذي يضم السفارة وألقوا بمئات الأوراق الخاصة بالسفارة من الشقة إلى الشارع. وجاء ذلك بعد أن حاول المتظاهرون في وقت سابق اقتحام السفارة التي تشغل الطابقين الأخيرين من المبنى لكنهم لم يتمكنوا من ذلك.