الرئيس سليمان لفيلتمان: حكم إسلامي متشدد بسوريا خطر على المسيحيين
الخميس, 26 أيار/مايو 2011 09:50
بيروت: أشارت صحيفة "الاخبار" الى ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان أيبلغ إلى السفير جيفري فيلتمان خلال زيارته الاخيرة الى لبنان بعضاً ممّا لم يُفصح عنه رسمياً. وقد انطوى على أهمية تتصل بموقف لبنان من الاضطرابات في سوريا، ومن نظام الرئيس بشّار الأسد، ومن الحاجة خصوصاً إلى استقراره.
ولفتت الصحيفة الى ان المفارقة الأكثر مدعاة إلى الانتباه هي أن سليمان أحضر لأول مرة إلى اجتماع بمسؤول غربي رفيع مترجماً، بينه وبين فيلتمان، رغم إلمام الرئيس اللبناني بالإنكليزية. وأنهى اجتماعهما بمحضرين، أحدهما بالعربية احتفظت به دوائر القصر الجمهوري، والآخر بالإنكليزية احتفظ به الزائر الرفيع الذي غالباً ما كان يصحب معه إلى اللقاءات الرسمية مَن يُدوّن محضر الحديث.
واشارت الصحيفة الواقع أن دوافع إحضار الرئيس مترجماً يسهر على دقة الحوار ونقل العبارات ومغازيها بصدقية بلا غموض ولبس، ووضع محضر بالعربية، رميا إلى تفادي ما يمكن أن يستخلصه المحدّث الأميركي من سوء تفاهم أو شكوك عندما يريد تدوين وقائع الاجتماع في تقرير دبلوماسي سرّي، يخلص فيه إلى استنتاجات قد تناقض أحياناً مضمون الحوار، كي لا تتكرّر مجدّداً الآثار السلبية التي لا تزال محاضر ويكيليكس تثيرها في لبنان.
ولفتت الى ان الدبلوماسي الأميركي قد تحدّث مع رئيس الجمهورية في عنوانين مهمين، إضافة إلى العنوان الرئيسي موضوع زيارته لبنان، في جولة أجراها في المنطقة، وهو خطاب الرئيس باراك أوباما إلى الأنظمة العربية تحت وطأة الثورات والاحتجاجات والاضطرابات التي تشهدها، وتقويم واشنطن لها.
واشارت الى ان الاحداث في سوريا نالت قسطاً وافراً من حديثه مع رئيس الجمهورية، فأكد أن إدارته تريد رؤية إصلاحات حقيقية في سوريا، إلا أنها تريد من الرئيس السوري الحالي أن يتولى هو إجراءها، موحياً بذلك بعدم ممانعة واشنطن بقاء الأسد في الحكم، لكن في ظلّ نظام سياسي تشمله إصلاحات أساسية. أكمل فيلتمان إيحاءه هذا بالتلميح للرئيس اللبناني، بأن الإدارة الأميركية تحبّذ الإصلاحات عبر الأسد "لا أن تجري بطريقة ثانية". كذلك تحدّث فيلتمان عن إدانة القمع الذي قال إنه يجري في سوريا لجبه المتظاهرين.
واستغرب فيلتمان تسليم الجيش اللبناني الجنود السوريين الذين اجتازوا الحدود السورية-اللبنانية، وسأل عن مبرّر هذه الخطوة، وأظهر تبنّيه الرواية القائلة إنهم فرّوا من بلادهم هرباً من النظام. وقال: "إن ما يصحّ عليهم هو مرجعية المفوضية العامة لشؤون اللاجئين التي ترعى، وفق قوانين الأمم المتحدة، أحوالهم، واصفاً إياهم بلاجئين".
تحدّث فيلتمان كذلك عن أحداث البحرين، وقال لرئيس الجمهورية إنه لفت النظام هناك إلى الخطأ الذي يعتمده في التعاطي الجاري مع المواطنين الشيعة، إلى حدّ وصف فيلتمان بين أقرانه في وزارة الخارجية الأميركية- كما قال - بالمتعاطف مع الشيعة البحرينيين.
في تعقيبه على أحداث سوريا، شدّد سليمان أمام الزائر الأميركي على أنّ تداعيات ما يحصل لا تقتصر على سوريا ولبنان، بل تشمل المنطقة برمتها، لافتا الى انه "إذا تسلّم الإسلام المتشدّد الحكم في سوريا، فإن ما رأيتموه في العراق والسودان، مرشح كي يتكرّر في سوريا ولبنان. لن يبقى بعد ذلك مكان لمسيحيي سوريا ولبنان".
ردّ الدبلوماسي الأميركي: "نحن أيضاً لا نريد للإسلام المتشدّد تسلّم السلطة في سوريا. لذا، ندعم الأسد لإجراء إصلاحات حقيقية. الجميع يعرف أننا نؤيد الإسلام المنفتح والمعتدل".
واشار سليمان الى انه "نحن الذين ندعو المغتربين اللبنانيين للعودة إلى بلادهم، سنجد أنفسنا - إذا انقلب الحكم في سوريا وصار لمصلحة الإسلام المتشدّد- ندعو المقيمين في بلادهم إلى الاغتراب. وشدّد أيضاً على ضرورة ضمان الاستقرار في سوريا، مع تأييده الإصلاحات التي يجريها الأسد".
في الشقّ المتعلّق بتسليم الجنود السوريين إلى قيادتهم، أنكر سليمان إضفاء صفة اللاجئين عليهم، وقال إن لبنان التزم معاهدتين مع سوريا ترعيان هذا الجانب، قضائية عام 1951 وأمنية عام 1991، وهو ملزم بتطبيقهما، وإن تسليمهم إلى سلطات بلادهم جرى تبعاً للأصول القانونية والرسمية بين البلدين.
القوة الثالثة 25-05-2011م
التعليقات