كلينتون تصل الجزائر لبحث أزمة مالي
الخميس, 01 تشرين2/نوفمبر 2012 22:44
وصلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى العاصمة الجزائرية في ثاني زيارة لها للجزائر منذ فبراير/شباط الماضي، لتبحث مع المسؤولين بالجزائر التدخل العسكري الأفريقي المرتقب في شمالي مالي وخطر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي، وسط تسريبات عن موافقة جزائرية ضمنية على تدخل عسكري دولي في الإقليم، بعد أن كانت تبدي معارضة شديدة بهذا الشأن.
وهذا التدخل قد أثار تخوفا بين الناس هناك حيث أن أمريكا الرأسمالية لا ترحم وتجر الخراب والقتل والدمار على حساب دماء الأبرياء!
وتسيطر على شمالي مالي تنظيمات مسلحة أبرزها القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وجماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا وحركة أنصار الدين، وهذه الأخيرة كثير من عناصرها من الطوارق، وحث قرار لمجلس الأمن على محاورة جماعة "أنصار الدين" التي تقول فرنسا حتى الآن إنها ترفض مفاوضتها، لكن مجلة "جون آفريك" نقلت عن مبعوث فرنسا إلى الساحل جون فيليكس باغانون قوله "إن دولا كثيرة في المنطقة بينها الجزائر ومحللين عديدين يعتقدون بإمكانية الحوار مع أنصار الدين"، وحسب الباحث في برنامج أفريقيا في المركز الفرنسي للدراسات الأفريقية بيار بولي، فإن الجزائر دعت مسؤولين كبارا في أنصار الدين -التي تسيطر على تمبكتو- لإقناعهم بفك ارتباطهم بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهو تنظيم جذوره جزائرية.
وكان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي تحدث في واشنطن الشهر الماضي عن مشاورات ثنائية بشأن "بؤر التوتر" وبينها سوريا ومنطقة الساحل، خاصة شمالي مالي الذي تسيطر عليه جماعات مسلحة منذ سبعة أشهر. وقال حينها إن هناك تنسيقا وشراكة بين بلدان الساحل والبلدان الشريكة، ومنها الولايات المتحدة، "لتوفير الظروف لمحاربة الإرهاب" عبر نظم المعلومات والتكنولوجيا والتجهيزات.
ونقلت رويترز عن مصادر فرنسية وجزائرية قبل ثلاثة أيام قولها إن الجزائر وافقت -ضمنا، وبعد تحفظات طويلة- على تدخل عسكري لطرد التنظيمات المسلحة من شمالي مالي.
وقال مصدر جزائري مطلع إنه "في النهاية لن نعارض تدخلا عسكريا خارجيا في مالي طالما لا يوجد تمركز لقوات أجنبية على أراضينا".
كما قال دبلوماسي فرنسي كبير إن "الجزائر توافق الآن على مبدأ التدخل العسكري"، في تطور أعقب -حسب قوله- اجتماعا دوليا رفيعا في باماكو هذا الشهر.
هذه التصريحات تظهر قضايا المسلمين كأنها ملك للغرب الكافر أمريكا وأوروبا، فبين هذا وذاك الذي يدفع الثمن مسلمو مالي والجزائر وتربح أمركيا بحجة القضاء على الإرهاب بينما هي تلاحق المسلمين وتعمل على جر الأطراف كلها في حرب لا نهاية لها كما يحصل في بلاد أخرى كأفغانستان والعراق، ثم تنسحب أمريكا لتترك الدمار والخراب ليعيش فيه الناس وتنصب على رقابهم أنظمة عميلة لها، فهي زيارة نذير شؤوم نحذر منها المسلمون في مالي وفي الجزائر من إراقة دماء الأبرياء خدمة لمصالح فرنسا وأمريكا الإستعمارية.
شبكة الناقد الإعلامي
29-10-2012