أوباما يرفض ورومني يؤيد تزويد المعارضة السورية بالسلاح لإسقاط الأسد
الخميس, 25 تشرين1/أكتوير 2012 00:01
الإنتخابات الأمريكبة وما أدراك ما الإنتخابات الأمريكية!
يجد المتتبع لوقائع الإنتخابات الأمريكية الجارية هذه الأيام، بين مرشحي الرئاسة الامريكية الرئيس باراك اوباما ومنافسه الديمقراطي ميت رومني، والتي نقلتها وسائل الإعلام الأمريكية مباشرة وكأنها مباراة كرة قدم، قد فاز كلا المرشحين بجولة وينتظر المشاهدين نتائج المناظرة الرئاسية الثالثة والأخيرة، التي إحتل الربيع العربي مكانا بارزا في النقاش الذي كل هدفه تلميع المرشحين وإقناع الناخب الأمريكي بالتصويت لأحدهما بناء على إختياراته لقراراته السياسية. فلا عجب أن يكون ملف الربيع العربي وقضايا الأمة الإسلامية ملف ساخن في المناظرة الفاصلة التي ستقرر فوز أحد المرشحين بمنصب الرئيس، فلطالما أولت أمريكا إهتماما كبيرا لسياسة إستعمار وإستعباد العباد ونهب ثروات العالم بالذات في بلاد المسلمين، فلا تخلو أرض من أراضي المسلمين إلا وقد وصلتها يد أمريكا تعيس الفساد في البلاد وتعمل على إبعاد المسلمين عن إسلامهم ولتجبرهم على إعتناق المبدأ الرأسمالي القذر الذي أودى بالبشرية إلى طريق الهلاك فعاش الناس في أخر مائة عام في ظل القوانين الوضعية التي تتحكم أمريكا بها في العالم، الذي بات يعاني من الفقر والجوع و الأمراض والحروب والظلم بسبب سياسات امريكة الظالمة، حتى خرج الناس في أمريكا نفسها مظاهرات حاشدة ضد هذا الطراز القاسي من العيش المبني على المصلحة وعلى ثمن بخث للإنسان والقيم الإنسانية الراقية، مما يثبت فشل المبدأ الرأسمالي في إفشاء العدل والسلام والأمن والأمان في أنحاء العالم، ولن يتغير الحال بتغيير الوجوه، فإن كان رومني أو أوباما، ففي الحالتين ستؤدي أمريكا بالبشرية إلى مزيد من الإنحدار والإنحطاط بتطبيق ثقافة العهر والفسق والكفر. وخير دليل على ذلك هذه الإنتخابات الهزلية! كأنها فيلم أكشن أمريكي و فيلم ثقيل الظل وفاشل! منهج إنتهجه محمد مرسي وأحمد شفيق في الإنتخابات المصرية تقليدا أعمى لأمركيا ! فكلا الرجلين يعولان على أرائهما بخصوص إمداد المعارضة بالأسلحة أم لا، والقتل في سوريا مستمر لأكثر من عام ونصف العام حتى الأن وأمريكا تأمر مجلس الأمن بالمهلة تلو المهلة حتى يتمكن السفاح من قتل المزيد من الأطفال في سوريا لحين تجد أمركيا عميلا بديلا لها في المنطقة، حيث لم يتفق المرشحان على إمداد المظلومين بالأسلحة لكنهما اتفقا على مبدأ دعم المعارضة السورية بشكل يضمن أن تحل محله قوى معتدلة تكون صديقة للولايات المتحدة وتضمن أمن إسرائيل، فخوف أمريكا واضح من قيام الخلافة الراشدة في سوريا لأنهم يعلمان جيدا أن هذه الثورة ثورة خالصة لله وخالصة للإسلام وتطالب بتطبيقه تطبيق سياسي شامل يعمل على دك أمريكا دكا وعلى تحرير فلسطين من بعد سوريا، ويحل مشاكل وقضايا الأمة الإسلامية على أساس العقيدة الإسلامية فقط، فتعود الأمة إلى نهضتها وريادتها للعالم بمبدأ الإسلام العظيم من جديد. إلا أن أمركيا تعمل جاهدة على إجهاض هذه الثورة المباركة ولم تتحرك جيوش البلاد العربية والإسلامية لنصرة الأهل في سوريا بعلم أمريكا التي تحكم بلاد المسلمين بواسطة عملاء لا يريدون للأمة الإسلامية أن تنهض من كبوتها.
ومن جهة اخرى يعول المرشحان على قضية فلسطين المحتلة وأمن إسرائيل الغاصبة لأراضي المسلمين في فلسطين، قضية إستمرت ولا زالت مستمرة لأكثر من ستين عام! لم تحل كل هذه السنوات مع أن الجاني والمغتصب معروف للجميع، فأمركيا تعمل على حفظ أمن إسرائيل من بداية هذه القضية الشائكة فموقف أمركيا واضح وكلما زاد وضوحه كان أفضل ليفيق المسلمون من غفوتهم، فهذه هي النظرة الصحيحة إتجاه هذه الإنتخابات، وهي نظرة لن تتغير لأن أساس هذه النظرة هي العقيدة الإسلامية.
وهذه النظرة تجعلنا نرى أمركيا على حقيقتها، فتدخُل أمريكا في شؤون الأمة الإسلامية هو ضد ديموقراطيتها المزعومة والمفقودة في الواقع وتصرفاتها من باب التحكم في الرقاب بيد من حديد، ونقاشها لملف الثورة السورية النقية من باب خوفها الشديد من التغيير القادم إلى المنطقة بإذن الله تعالى، وأخيرا نؤكد على أن الصراع بين الحق والباطل صراع أزلي يجب أن يعيه كل مسلم وأن يقوم إتجاهه بواجبه الشرعي، ويعمل على أن يُظهر الحق بإعلاء كلمة الله سبحانه وذل الكفر والكفار وأن لا ينبهر بهذه الأفلام الإنتخابية والحركات البهلوانية والمهرجانات الإعلامية التي تركز على بث روح الإنهزام عند المسلمين وتظهر المرشحان كأنهما مرشحان لرئيس أعظم دولة بل هذه الدولة هي الإنحطاط نفسه وتمثل الباطل بكل أشكاله، فإن فاز أوباما أو رومني لن يتغير وجه أمريكا القبيح وصلفها وغرورها ونظرتها الدونية إلى المسلمين، وعلى هذا الأساس نوقشت قضايا الثورة السورية وفلسطين وبلاد العالم الإسلامي الأخرى وعمالة الانظمة الحاكمة وحلفاء أمريكا في المنطقة، وكل هذه الإتجاهات تصب في مصلحة أمريكا فقط.
شبكة الناقد الإعلامي
23-10-2012