الأربعاء, 09 كانون1/ديسمبر 2015 15:41
ثورة الشام تدخل مرحلة التمحيص
يقول تعالى في محكم تنزيله: ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ﴾ ويقول جل وعلا: ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾. ومعنى يمحص: يختبر، وقيل: يطهر، أي من ذنوبهم. ومنه: اللهم محص عنا ذنوبنا، أي خلصنا من عقوبتها. وقيل: التمحيص التخليص. يقال: محصه يمحصه محصا إذا خلصه، فالمعنى: ليبتلي المؤمنين ليثيبهم ويخلصهم من ذنوبهم، ويمحق الكافرين أي يستأصلهم بالهلاك. (من كتاب الجامع لأحكام القرآن).
هكذا دخلت ثورة الشام مرحلة حاسمة كنا وكل المخلصين ننتظرها منذ زمن؛ دخلت في مرحلة التمحيص والتمايز. فقد كثر اللغط حولها والهرج والمرج فيها، وتكاثرت الأيادي؛ بين مؤيد ومساير وساكت ومعارض، بين ماسك للعصا من منتصفها وبين لاعب على كثير من الحبال، بين طالب للعون من الله وحده وبين طالب للعون من الله ومن الغرب أو طالب للعون من الغرب فقط أو منبطح تحت أقدامه، بين رافع لراية الإسلام ومُعلٍ لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين مستحيٍ من رفعه ومكتفٍ بجمعه مع علم وضعي أو آخر رافض لراية الرسول ورافع لعلم سايكس بيكو.
هكذا تمايزت اليوم الصفوف وبدأت تتضح صورة أولئك، الذين يرضون الناس بكلمات رنانة جوفاء، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾، فقد أجبرت ثورة الشام خلال مسيرتها الطويلة الكثير من العلمانيين على التمسح بعباءة الإسلام، وفضحت الكثير من "الإسلاميين" المختبئين وراء مذهبهم التوفيقي الذي يجمع بين الإسلام والكفر ويريدون تقديمه للناس على أنه الإسلام المطلوب، كمثال تونس الآن وحزب نهضتها المتآلف مع العلمانيين. ذلك لأن ثورة الشام اتضحت فيها الصورة عند عامة أهلها وصار مقياسهم هو ما يرضي الله ورسوله فقط. فمن كانت مواقفه منضبطة بهذا المقياس تم قبوله من الناس ومن كان غير ذلك رفضوه ورفضوا كل ما يطرحه، فليس عجيباً رفض الناس في سوريا لنموذج الغنوشي الذي تنكر لمشروع الخلافة الإسلامية وتمسك بالديمقراطية الغربية، وليس عجيباً أن يحتار الغرب مع المخلصين من أبناء ليبيا الذي أراد حملهم على التفاوض والتوقيع على نموذج الغنوشي بينما يرون أن ثورة الشام قد سبقتهم وسارت أمامهم بشموخها وتطلعها للسماء فاستلهموا منها رفضهم لإرادة الغرب، نسأل الله لهم الثبات والاستمرار في ذلك.
لقد أشكل على عامة الناس مواقف أولئك الذين مزجوا بين الحق والباطل في ثورة الشام ووقفوا في المنطقة الرمادية، فصاروا يصفون أنفسهم بأنهم "إسلاميون" ولكن مواقفهم تكذبهم! فهم حين يقارعون النظام البعثي العلماني في سوريا يرسلون خطابهم إلى الخارج فحواه أننا نوافق على نظام علماني يشبه هذا الذي نقارعه ولكن بوجوه جديدة. وعندما يتحدثون للداخل يتحدثون بلسان عربي مبين أننا نريد نظاماً إسلامياً بل ونرفض ديمقراطيتهم وعلمانيتهم. فلم يتضح للعامة ما حقيقة توجهاتهم، فالأمة بطبيعتها تحب الإسلام وتميل له، ويدغدغ مشاعرها كل من يتحدث بلغة دينها ويردد آيات من قرآنها. فكانت الحاجة ماسة لمزيد من الضوء على هؤلاء كي يحكموا عليهم حكماً واضحاً قطعياً لا لبس فيه. فجاءت هذه المرحلة لتكون الحاسمة والباترة والقاطعة لكل شك بيقين المقياس الشرعي الثابت. فلم يعد بعد اليوم هناك مكان لمن يمتدح من يشارك في الرياض أو في نيويورك. ولم يعد بعد اليوم عذر لمن تعذر أنه شارك في جنيف وفي موسكو وأُكل يوم أُكل الثور الأبيض، فخُدع واستُغل. وكما قال أحمد طعمة مؤخراً: ما كان ينبغي لنا أن نشارك في جنيف ولا أن نشكل حكومة..! (زمان الوصل 2015/11/19).
هنا زمان الصدع بكلمة الحق دون مواربة، لنقول إن كل من شارك في مؤتمر الرياض إنما يسير في المخطط الأمريكي الذي يصر على إبقاء نظام الأسد الأمني مع تغيير بعض الوجوه الكالحة لوجوه أقل كلاحةً، إذن هو يوجه لثورة الشام وأهلها طعنة نجلاء في الظهر ستصبح بعد 2015/12/18 وبكل وقاحة طعنة في الوجه دون خجل ولا وجل. ونقول لهم قول الله تعالى: ﴿قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾. فيا من اجتمعتم في الرياض اليوم وستجتمعون قريبا عند عمكم سام، لا تكونوا أول الناكثين إن كنتم يوماً من أوائل المضحين، ولا تبيعوا ما لا تملكون فالأمة تتطلع إليكم لأنها تحسن الظن بكم، لكنها ستدوس بأقدامها دون تردد كل خوان أثيم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس هشام البابا
27 من صـفر 1437
الموافق 2015/12/09م
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_53894
شارك بالتعليق على الموضوع
الأربعاء, 02 كانون1/ديسمبر 2015 16:33
تفكير خاطئ
"لو لم نثر..."
الكثيرون يقولون انه لو ترك بشار الأسد وشأنه في الحكم لما حصل القتل الذي نراه اليوم، ولو بقي مبارك في الحكم لما حصل ما حصل في عهد السيسي المجرم، ولو بقي بن علي في الحكم لما حصل ما حصل في عهد السبسي وحزبه، ولو بقي علي صالح في الحكم لما حصل ما حصل اليوم من قتال مدمر في اليمن، ولو بقي القذافي في الحكم لكان الوضع ارحم من أيام الاقتتال التي نراها اليوم.
هؤلاء الأشخاص مخطئون تماما، والسبب في سوريا مثلا أن بشار كان حاكما مجرما وكان ظلمه يشتد يوما بعد يوم، والذي قرأ عن مجازر حماة وسجن صدنايا مثلا يدرك أن هذا النظام كان يمارس نفس الأعمال ولكن ببطئ شديد بالنسبة لما نراه اليوم، والثورة عليه أظهرت حقيقة هذه الأعمال ولكنها لم تكن شديد وكثيرة مثل هذه الأيام، والصبر على بشار كان عبارة عن عملية قتل بطيء لأهل سوريا وبعيدا عن أجهزة الإعلام، ولو أمكن تغيير شخص بشار مثل ما حصل في مصر وتونس اليمن وليبيا لغيروا الرئيس وابقوا أجهزته الأمنية، ولكن الوعي في سوريا كان قويا مما جعل الناس يطالبون من أول يوم بتغيير النظام من جذوره، مما جعله يكشر عن أنيابه من أول يوم.
أما في مصر وتونس واليمن وليبيا فان المشكلة هي في فهم ما جرى، فان الأنظمة في تلكم البلاد لم تتغير أبدا، ولكن تلك الأنظمة التي يديرها الغرب الكافر بدأت بالدفاع عن أنفسها ولكن بالتدريج ، فكانت الخطوة الأولى إزالة الرئيس وخداع الناس بالديمقراطية والدولة المدنية، ولكن لما رأوا أن هذه الخطوة لم تفلح بدأت هذه الأنظمة بالتكشير عن أنيابها، هذا بالإضافة إلى الصراع الدولي بين المستعمرين الأوروبيين والأمريكان على بلاد المسلمين مما زاد الوضع سوءا.
إذن في تلك البلاد الأنظمة لم تتغير، والحاصل أن هذه الأنظمة بعد أن شعرت بالتهديد الحقيقي وهو التهديد الذي يهدد النظام الجمهوري القائم على الديمقراطية، أي بعد أن أدرك الناس أن المشاكل سببها النظام الديمقراطي والديمقراطية والدولة المدنية وهي دين الغرب وسبب الفساد الحقيقي في بلادنا وأدركوا أن الخلافة هي الحل، وليس فقط تغيير شخص الرئيس، بدأت هذه الأنظمة بالتكشير عن أنيابها كما حصل في تونس ومصر، وفي ليبيا واليمن فان صورة تقاتل المستعمرين للسيطرة على تلك البلاد هو السائد.
ولذلك فإن القول أن بقاء هذه الأنظمة كان أفضل هو تفكير خاطئ، لأن ظلمها كان سيشتد، وعملية التخلص من الأنظمة لا بد أن تمر بمراحل وهذه المراحل يمكن اختزالها بخطوات قليلة وغير مكلفة كثيرا لو وجد الوعي، ولكن عدم وجود الوعي كلف الناس الكثير، ومع ذلك فان الصواب الأكيد هو العمل على التخلص من هذه الأنظمة وليس الصبر على ظلمها، لأن الصبر على ظلم هؤلاء الحكام وحكمهم بالكفر هو من الكبائر في شريعة الإسلام ولن يجر سكوت المسلمين على تلك الأنظمة إلا الويلات عليهم، وإن عدم الوعي أول الأمر كلف المسلمين الكثير، ومع ذلك فإن الوعي الذي بدأ يصل إلى حلاقيم الأنظمة وبدأ يهدد أنظمتهم من جذورها بعد الثورات، هذا الوعي المتزايد بدأ يقلقهم مما جعلهم يستعملون القوة لإسكات هذا التحرك نحو قلع الأنظمة من جذورها، وجعلهم يلجؤون إلى أساليب قذرة مثل إشعال الفتنة الطائفية بدعم مخابراتي من الأنظمة والغرب الكافر بين السنة والشيعة، ومثل التفجيرات في المساجد والفنادق وغيرها من الأماكن وإلصاقها بالإسلام لتبرير الحرب على الإسلام تحت اسم الحرب على الإرهاب، ومثل إعلان الخلافة الوهمية الداعشية لتشويه فكرة الخلافة، ومثل الإجراءات الواضحة ضد كل ما هو إسلامي، علهم يسكتون تطلعكم نحو الخلاص الحقيقي بهدم تلك العروش وإقامة الخلافة الحقيقية على أنقاض تلك العروش.
فالمرحلة التي نحن فيها هي مرحلة تشعر فيها الأنظمة بالتهديد الحقيقي وتشعر بدنو اجلها وتشعر بنور الخلافة بدا يسطع بالأفق، ولذلك ستعمل بكل ما أوتيت من قوة لمنع خلاصكم منها، والمحرك الرئيس لها هو الغرب الكافر الذي يعبد صنم الديمقراطية.
فإلى العمل لإقامة الخلافة ادعوكم أيها المسلمون ففيها فقط خلاصكم، وان حزب التحرير بين أظهركم يعمل لهذه الغاية فسيروا تحت جناحه فان الوعي والفكر الذي يمتلكه سيجعلكم تهدمون هذه الأنظمة وسيجنبكم الكثير من الفخاخ المنصوبة لكم لتيئيسكم من السعي نحو التغيير.
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4140
الخميس, 12 تشرين2/نوفمبر 2015 17:48
بيان صحفي
وزير المستعمرات الأمريكي في تونس... فهل خلت تونس من رجالها؟؟؟
يأتي "جون كيري" وزير الخارجية الأمريكي مع وفد من الحكومة الأمريكية يوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 إلى تونس ليَترأّس دورة "الحوار الاستراتيجي التونسي الأمريكي" الثانية. وسيجمع "كيري" مسؤولين من الحكومة وممثلي "المجتمع المدني" ليبحث مسائل تهمّ أمن تونس واقتصاده.
وأمام هذا الاقتحام لبلدنا تونس فإنّنا في حزب التحرير نرفض رفضا قاطعا اقتحام وزير أمريكيّ بلادنا، وننكر استقبال الحكومة له أشدّ الإنكار ونستهجن أن يُقحِم الحكام وأدعياء "المجتمع المدني" وزير المستعمرات الأمريكي هذا في شؤوننا وشؤون بلدنا. ونؤكّد على ما يلي:
1- أنّ أمريكا هي رأس العدوان على بلاد المسلمين، فأياديها ما زالت ملطخة بدماء المسلمين في العراق وأفغانستان، وهي الآن تقف وراء الدماء التي تراق في سوريا، وهي الداعم الرئيس لكيان يهود أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا، وهي التي تُمدّه بالمال والسلاح وتسانده بالقرارات الدولية الظالمة ليذبحوا أهلنا في فلسطين أو يهجّروهم. و"كيري" هذا الذي تحتفي به الحكومة وأدعياء "المجتمع المدني" هو من توعّد أهلنا العزّل في فلسطين منذ أسبوعين فقط قائلا: "إنه على الفلسطينيين وقف التحريض (هكذا)... وأن يأخذوا بالحسبان احتياجات "إسرائيل" الأمنية" هكذا دونما حياء أو خجل. ومع ذلك فحكّامنا صمّ عن هذه التصريحات، عُمْيٌ عن جرائم أمريكا وربيبتها "كيان يهود"، بُكْمٌ لا ينطقون بكلمة حقّ ولو على استحياء. و﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ﴾.
2- أنّ من يعتقد أن أمريكا تريد الخير لتونس وأهلها فهو إمّا أحمق (والحمق لا دواء له) وإمّا متآمر... فمجيء "كيري" إلى تونس يأتي من أجل تثبيت مصالح أمريكا في المنطقة، وليس لمتعالم أو متحذلق أن يقول لنا بأنّ لنا مصالح مشتركة مع أمريكا، فأين مصلحتنا حين يُناقش وزير المستعمرات الأمريكيّ مسائلنا الأمنيّة؟ وأين المصلحة في إطلاعه على أسرارنا الأمنيّة؟ وأين المصلحة في شراكات مع شركاتها التي لا تعرف إلا نهب ثروات الشعوب وامتصاص دمائها؟ أم لعلّ "الجماعة" يريدونها "مصلحة" كـ"مصلحة" العراق، حين أدخل أقرانُهم أمريكا لديارهم لـ"تُنقذ" شعبهم من الطّاغية فهدمتها على رؤوسهم ونهبت ثرواتهم وسعت بالفتنة بينهم.
أيها الأهل في تونس:
إن الحكومة بنهجها هذا ستوردنا المهالك وتقودنا إلى الخراب بارتمائها على أعتاب المستعمرين والارتهان لسياساتهم في الحكم والاقتصاد والأمن. وإنّها لعاجزة كلّ العجز عن رعاية شؤونكم والقيام بمصالحكم الحقيقيّة. بل هي تُهينكم باستقبالها من يقتل إخوانكم في بيت المقدس. وقد رضيت لنفسها الذّلّ بأن رضخت لأمريكا. أفترضون أنتم لأنفسكم الذل والهوان. أترضون بأن يدوس أرضكم، أرض أجدادكم الفاتحين المجاهدين، وزيرُ مستعمرات أمريكيّ كان أجداده يدفعون الجزية لولاة تونس أيام كانت تونس ثغرا منيعا من ثغور الخلافة.
أيّها الأهل في تونس:
إنّنا اليوم في أشدّ الحاجة إلى قيادة راشدة عاقلة تقودنا بشرع ربّنا الذي نحن به مؤمنون وبسنّة نبيّنا الأكرم صلى الله عليه وسلم الذي نحن به مصدّقون، وتحمينا من عدوّنا الذي يستبيح دماءنا وأموالنا.
أيّها الأهل في تونس:
أنتم في حاجة إلى قيادة شجاعة لا تخشى في الله لومة لائم تطرد "كيري" وكلّ مستعمر وتخلع شركاتهم النّاهبة خلعا وتقلع سفاراتهم أوكار الجواسيس قلعا. ولقد فعلها "هوغو شافيز" فنزويلا من قبل فطرد كلّ الشركات الأمريكيّة من بلاده فلم تستطع معه أمريكا وجيوشها ومخابراتها شيئا. (مع أنّ فنزويلا كانت تُعتبر حديقة خلفيّة لأمريكا). فكيف بكم وأنتم المسلمون أمّة الرّجال أمّة الأبطال؟
أيّها المسلمون يا أصحاب القوّة والمنعة:
أليس منكم رجل رشيد يوقف هاته المهزلة؟ أيفعلها "شافيز" ولا سند له غير شعب ثائر يطلب حقوقه، وتعجزون عنها وأنتم المسلمون معكم شعب بل شعوب، ضاقت عليهم الأرض بما رحبت من حكّام العجز والخيانة تتحرّق شوقا لرجل قويّ يحكمها بشرع ربّها ويقودها قيادة عزّ؟ ولكم قبل ذلك وبعده سند من ربّ العالمين، وعدكم نصرا مبينا مؤزّرا إن أنتم وقفتم لله وقفة الرّجال المؤمنين. ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في تونس
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_53047
الإثنين, 05 تشرين1/أكتوير 2015 18:59
مهنة الطب في السودان: غابت الرعاية فكثر التزييف
في ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺻﺤﻔﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ؛ ﻣﺄﻣﻮﻥ ﺣﻤﻴﺪﺓ، ﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺰﻳﻔﻴﻦ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺔ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﻭﺃﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻢ ﺿﺒﻄﻬﻢ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻳﺘﺮﺍﻭﺡ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ 30 - 40 ﻃﺒﻴﺒﺎً ﻣﺰﻳﻔﺎً ﻭﺃﻥ ﺃﻋﺪﺍﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻭﻗﻌﻮﺍ ﻓﺮﻳﺴﺔ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺰﻳﻔﻴﻦ، ﻭﺃﻥ ﻭﺯﺍﺭﺗﻪ ﺑﺎﻟﻤﺮﺻﺎﺩ ﻟﻤﺘﺎﺑﻌﺘﻬﻢ ﻭﺇﻧﻬﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺑﺎﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻚ.
ﻭﻗﺪ ﺗﻌﺮّﺽ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻟﻠﺨﺪﺍﻉ ﻭﺍﻟﻐﺶ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺃﻃﺒﺎﺀ ﻣﺰﻳﻔﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥّ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻗﺪ ﺷﺠﻊ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ، على اﺭﺗﻜﺎﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﺎﺕ. ﻭﻗﺪ ﺗﺤﺪﺙ ﺃﺣﺪ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺰﻳﻔﻴﻦ ﻟـ (ﺇﺭﻡ ﻧﻴﻮﺯ) ﻗﺎﺋﻼً: (إﻧﻬﻢ ﺳﺒﻖ ﻭﺃﻥ ﺗﻌﺮّﺿﻮﺍ ﻟﻠﺤﻘﻦ ﺑﻤﺎ ﻭﺻﻔﻪ ﻟﻬﻢ المحتالون ﺑﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﻄﺐ)، (ﺍﻟﺤﻘﻨﺔ ﺍﻟﺸﺎﻓﻴﺔ) ﻭ(ﺍﻟﺴﺤﺮﻳﺔ) ﻟﻌﻼﺝ ﻛﻞ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ)، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ: (ﺇﻥّ ﻋﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺰﻳﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺰﺩﺣﻢ ﺑﺎﻟﻤﺮﺿﻰ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ، ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ، ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﻠﻴﻦ للكشف 177 ﻣﺮﻳﻀﺎً، ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﻋﻤﺎﺭ متوﻫﻤﻴﻦ ﺃﻥّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻳﻌﺎﻟﺞ ﺑﺤﻘﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪة "ﺷﺎﻓﻴﺔ")، ﻣﺸﻴﺮﺍً ﺇﻟﻰ ﺃﻥّ ﻋﺪﺩاً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﺍﺿﻄﺮّﻭﺍ ﻟﻠﻤﺒﻴﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺓ ﻟﻴﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺠﺰ، ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺇﻧﻬﻢ ﺟﺎﺀﻭﺍ ﻣﻊ ﻭﻗﺖ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﺼﺒﺢ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻟـ"ﺇﺭﻡ ﻧﻴﻮﺯ" ﺇﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺸﻜﻮ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﺗﻴﺰﻡ، ﻭﻇﻞ ﻳﺮﺍﺟﻊ ﻣﻊ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻣﻨﺬ زمن، ﻭﺑﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﺗﻀﺢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺤﻤﻞ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﻃﺒﻴﺐ ﺃﻭ ﻣﺴﺎﻋﺪ ﻃﺒﻲ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳُﺌﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺻﻔﺔ ﺍﻟﺴﺤﺮﻳﺔ ﻟﻠﺤﻘﻨﺔ، ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺃﺗﻰ ﺑﻬﺎ .. ﻗﺎﻝ ﺇﻥّ ﺑﻬﺎ "ﺑﺮﻛﺔ ﻭﺟﺎﺀ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻡ ﺍﻟﻤﻜﻲ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ"، ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﻤﺖ ﻣﺼﺎﺩﺭﺓ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺓ ﻭﺇﺭﺳﺎﻝ ﺍﻟﺤﻘﻨﺔ ﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻤﻮﻡ ﻟﻠﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻬﺎ، ﻛﻤﺎ ﺗﻢ ﺿﺒﻂ ﺃﺩﻭﻳﺔ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﺪﻳﺮ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻭﺃﺩﻭﻳﺔ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺟﻬﺎﺽ، ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻥّ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﻤﺰﻳﻔﻴﻦ، ﺇﻻ ﺃﻥّ ﺃﻛﺜﺮﻫﻢ ﺟﺪﻻً ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺰﻳﻒ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﻄﺒﺮﺓ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻞ ﻣﺆﻫﻼﺗﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺷﻬﺎﺩﺓ اﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ، ﻗﻀﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﻤﺰﻳﻒ 4 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻲ، ﻭﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺴﻮﺭ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ.
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻗﺪ ﺿﺒﻄﺖ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺠﻨﻴﻨﺔ، ﺑﺎﺋﻊ ﺧﻀﺎﺭ ﻳﺤﻤﻞ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺑﻜﺎﻟﻮﺭﻳﻮﺱ ﻣﺰﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺼﻴﺪﻟﺔ، ﻭﺷﻬﺎﺩﺓ ﻃﺒﻴﺐ ﻣﺰﻭﺭة ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺟﻮﺑﺎ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﺐ.
إن التزييف أصبح ظاهرة عالمية منتشرة في كل شبر من الأرض، بل صارت توضع لها التشريعات وتعقد لها المؤتمرات وفي الجانب الطبي عقد قبل أيام مؤتمر عالمي في الإمارات لمكافحة التزييف، ولكن هل ستحل مشكلة التزييف محليا وهي ذات أبعاد عالمية ناتجة من التبعية للنظام العالمي الذي هو أصل التزييف والتزوير والغش، مما يعني احتياج العالم لأفكار وقيم جديدة غير التي تحكمه والتي تأذى منها البشر؟
أليس تزييفاً للحقائق الرأسمالية المخادعة التي تحكم العالم اليوم؟ وهي تسلب الإنسان معظم حقوقه الاقتصادية والإنسانية وغيرها، وتبقيه على الدوام في قلق وغير واثق من شيء، تهدده البطالة والعوز، يعيش قرب خط الفقر أو دونه، مسلوب الحقوق الأساسية والضمانات الحياتية التي حققتها الأجيال بجهد قليل لا يوازي العناء في عالم اليوم، محروما من أية رعاية. كما تعيق الليبرالية قيام أحزاب سياسية ذات برامج اقتصادية واجتماعية وسياسية تمثل المصالح الحقيقية للجماهير وتمنع وصول هذه الأحزاب إلى الحكم، بل كل الوسط السياسى هو طائفية ومذهبية يقودها أبناء الطبقة الرأسمالية الحاكمة لمصلحتهم وضد مصالح الجماهير التي تهزج لهم و"تفديهم بالروح والدم"، أليس هذا تزييفاً للحقائق يقع العالم كله تحت وطأته!!
والجانب الطبي ضمن المجالات التي زاد فيها التزييف بأنواعه سواء أكان تزييف الدواء أو الأطباء المزيفين ويتم استغلال حاجة الناس للعلاج.
وفي السودان الذي هو ضمن منظومة الدول التابعة للنظام العالمي الرأسمالي الذي تخلى عن القيم والأخلاقيات وانتكس إلى معيشة الغاب كثرت مداهمة العيادات لتكشف النقاب عن الأطباء الذين لم يدرسوا الطب ولا حتي أي مهنة طبية، بل منهم من لم يكمل مرحلة الابتدائي كطبيب عطبرة الذي شارك في العديد من العمليات الجراحية!
إن التزييف في الأوراق الرسمية لهؤلاء الأطباء المزيفين ما كان ليتم لولا وجود منتسب للحكومة يلعب هذا الدور القذر مقابل المصلحة، أما الحكومة نفسها التي ينتسب لها فإنها لا ترقب في الناس إلا ولا ذمة، بل رتعت هي ما شاءت، وكل منتسبيها يغرقون في الفساد، قال تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ﴾ [المائدة].
ولهذا فالمسؤول الأول أمام الله هو الدولة، فهي من تولت أمر الناس وضيعتهم، ليتحكم فيهم ضعاف النفوس، والمسؤول الثاني هو الإعلام الذي يطبل للباطل بثمن بخس؛ دراهم معدودة بدلاً عن التقصي، وكشفه للناس ليتجنبوه، الإعلام الذي له أجندات خاصة ووسائل مختلفة، فهو يجول ويصول في أروقة التكييف والترويض والبتر والإخضاع والتزيين.. إن غياب الحقيقة والتضليل والإفك المتعمد - وإن طال أمده - سيأتي عليه يوم يدرك مدبروه أنهم قاموا بعملية انتحار مهني ليس له إلا هاوية سحيقة، قال ﷺ: «بئس مطية الرجل زعموا» [صحيح الجامع: 2846] .. يعني كلمة (زعموا) أراد به النهي عن التكلم بكلام يسمعه من غيره ولا يعلم صحته، ومن وسائل التضليل «الدعاية» التي هي في جوهرها عملية إقناع ممنهجة، وصارت ركنا ركينا من العملية الإعلامية، وتتبنى بالأساس الظهور بمظهر الصدق وإخلاص النصح، حتى ولو كانت تبطن الشر، من أجل كسب ثقة المتلقي والاستحواذ على فكره، وتلك سنة إبليسية، كما قال تعالى في شأن الملعون مع آدم وحواء: ﴿وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ﴾ [الأعراف: 21] أي أقسم لهما بالله، وهو كاذب في هذا، وكما يقولون في الأمثال الشعبية: «الزن على الأذن أشد من السحر».
لقد أضحت الدعاية فناً له ثقله في العملية الإعلامية، وله قواعد وأسس تحكمه وتتحكم فيه، مدارها على محاولة كسب تعاطف الجمهور بأي وسيلة؛ شريفة كانت أم وضيعة، هذا مع مقومات أخرى مثل البساطة والتكرار لاختراق أذهان الناس، والولوج إلى ذاكرتهم التي لن تتذكر إلا ما استوعبته بسهولة وكثرة، مع استخدام الرموز وضرب الأمثلة، فالذاكرة البشرية يسهل أن تختزن، وأن تستدعي الصور ذات الدلالة المرتبطة بمخزون الذاكرة الموروثة أو المكتسبة وعبر وسائل الإعلام كثرة الدعاية الترويجية لهذه الممارسات التي لا ندرى كم من الناس مات بسببها.
سوف لن يدوم هذا الاعوجاج عن الحق حتى لو امتد أمده، فالمفسدون في الأرض تصيبهم دعوات أصحاب المظالم فليرتقبوا عذاب الله صباح مساء، فدعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، والرأسمالية العالمية القائمة على المصلحة أهلها تلظوا بنارها، وهم يبحثون عن بديل، والبديل هو إسلامنا العظيم بعقيدته التي ينبثق عنها أرقى وأحسن نظام، عقيدته التي حكمت البشرية، وجعلت مفكرين غربيين لا حصر لهم يشهدون بأن فترة حكم الإسلام هي التي جلبت الاستقرار والتقدم والرقي لبني البشر.
ولحكومة الجور هذه نقول، أقمتم حكمكم الظالم على أشلاء الناس ومعاناتهم، ففقدتم الحاضنة الشعبية التي صببتم جل اهتمامكم لحشدها، فسينفضون من حولكم بوصول حكم راشد يقود الناس بصدق وإخلاص وصلاح، حكم على أساس عقيدة الناس الصادقة اليقينية التي تعالج كل تزييف، بعلاج من عند رب الأطباء؛ الذي خلق وأبرأ وأمر بالحق والعدل والإحسان، فتقصدتم ترك كل هذا الخير، فانتظروا دوركم، فالله لم يترك ملكا ظالماً، فأين فرعون وهامان وكسرى وقيصر. كل الفساد إلى زوال وإن طال أمده.
كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
غادة عبد الجبار - أم أواب
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_51805
الثلاثاء, 29 أيلول/سبتمبر 2015 20:25
﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾
بعد أن فشل المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا في خطته لتجميد القتال؛ والتي لاقت رفضا واسعا وفشلا ذريعا؛ تأتي محاولات جديدة عن طريق عقد هدن مع النظام المجرم؛ لتحقق ما فشل في تحقيقه المبعوث الدولي؛ ولتحول الثورة من إسقاط النظام وإقامة حكم الله في الأرض؛ إلى الجلوس معه على طاولة واحدة للتفاوض على جرائمه التي ارتكبها في حق المسلمين، وذلك بحجة حقن دماء المسلمين؛ لينتج عنها تجميد لبعض مناطق القتال وخاصة في الريف الغربي للعاصمة دمشق؛ والتي من المفترض أن تزيد الفصائل في الضغط عليها لا أن تدخلها ضمن هدنة مهما كانت الظروف.
وتأتي خطورة هذه الهدنة كونها جاءت في وقت تحول فيه الرأي العام الدولي عن جرائم النظام إلى محاربة الإرهاب، وتم العمل على خطة المبعوث الدولي دي ميستورا حول المجموعات الأربع؛ والتي ستبحث في مسائل من ضمنها السلامة والحماية؛ ومكافحة الإرهاب.
إن الهدنة في حقيقتها نصر للنظام ومن ورائه الغرب الكافر؛ من خلال تسليمه الزبداني التي من المفترض أن تبذل الدماء من أجل تحريرها؛ لا أن تسلم من أجل حقن الدماء المخضبة بالذل، بل حقن الدماء يكون بإزالة النظام الطاغية وإقامة حكم الإسلام في الأرض.
إن عقد هدنة مع النظام يترك الباب مفتوحا لغيرها من الهدن في مناطق أخرى؛ وبالتالي يتم تصفية الثورة وإجهاضها بعد خمس سنوات من التضحيات، وتسلم المناطق واحدة تلو الأخرى؛ لنظام مجرم لا يرقب في المسلمين إلا ولا ذمة ولا يحفظ عهدا. ولقد عانى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام من حصار خانق في شعب أبي طالب؛ حتى كان يسمع أصوات صبيانهم من خلف الشعب؛ ولم يهادن ولم يفاوض؛ بل حث الصحابة على الصبر ومضى في دعوته حتى أقام دولة الإسلام في المدينة.
أيها المسلمون في أرض الشام المباركة:
إن التفاوض وعقد الهدن لن يسقط النظام، حتى ولن يضعفه، وإن الحل الجذري لمعاناة المسلمين في أرض الشام المباركة؛ يكون برص الصفوف؛ والتوحد حول مشروع سياسي واضح يرضي الله سبحانه وتعالى؛ والتوجه نحو رأس الأفعى لقطعه، لا بعقد الهدن مع النظام المجرم؛ التي تطيل من عمره؛ وبالتالي تطيل من معاناة المسلمين. فالبراميل التي منعتها الهدنة في الزبداني ستستخدم في مناطق أخرى لتوقع المزيد من الشهداء والجرحى، وإن المعتقلين الذين سيخرجون من سجون طاغية الشام؛ يستطيع النظام المجرم اعتقال أضعافهم خلال فترة وجيزة، فهذه الحلول الجزئية لا تغني ولا تسمن من جوع. وإننا في حزب التحرير / ولاية سوريا ندعو الفصائل كافة لرفض أي هدنة مع المجرمين، وإلا سيتحولون إلى حراس للنظام يحفظون له مناطقه؛ ويمنعون أي محاولة لتحريرها؛ بحجة عدم نقض الهدنة، ولكم فيما حصل في فلسطين عبرة حيث تحولت الفصائل الفلسطينية إلى حراس لأمن يهود. قال تعالى: ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية سوريا
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_51580
المزيد من المقالات...
الصفحة 73 من 74