الثلاثاء, 28 نيسان/أبريل 2020 17:26
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق
   

بيان صحفي


سلطةٌ تُقدم القمار والميسر على عبادة الله!!!

 


لقد دهمت أزمة كورونا العالم، فأقعدته عن نشاطه، وأوقفت ساسته في ذهولٍ وحيرةٍ، وترنحت الاقتصادات التي كانت تزعم أنها الأقوى، وتحطمت أنظمةٌ طبيةٌ في بلدان تسمي نفسها متقدمةً، فلما دخل فيروس كورونا لبنان كان الإهمال واضحاً من الحكومة، من أجل تجاذبات سياسية، إهمالٌ تمثل بإدخال طائراتٍ من مناطق موبوءةٍ.


فلما تنبه العالم، وأغلق الحدود والطيران، سار لبنان خلف هؤلاء كعادته على غير هدىً، فأغلق كل سبل الحياة، في بلدٍ يعيش غالب أبنائه بالعمل اليومي، لتحصيل قوت يومهم.


ولما تنادى مفتو الأزهر والحجاز فأغلقوا الأزهر والحرمين المكي والمدني، تداعى مفتو لبنان إلى إغلاق المساجد، ولم نسمع ببحثٍ فقهي تأصيلي، بل سيراً خلف من سار في هذا المسار، كذلك على غير هدى، بل وبلا كتابٍ مبينٍ. وفي هذه المناسبة ندعوكم لقراءة ما أصدره أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة، حول واقع كورونا، وقراءة إجاباته للمستفسرين حول أحكام إغلاق المساجد، وحول الطريقة الشرعية للتعامل مع الأوبئة والطواعين.


ما كنا نحب أن نخاطب المفتين بهذا، قائلين: لا نكافحهم في هذه، عاذرين تخوفهم المبالغ فيه، في بلدٍ ينتظر فيه ساسته العنصريون أي فرصةٍ سانحةٍ للتضييق بل للبطش بالإسلام وأهله، لكن أن يصل الأمر إلى الإعلان عن مراحل رفع الإغلاق، فيُقدم فتح دور الفسق والقمار، على فتح مساجدنا، فلا والله، تلك إذن قاصمة الظهر، والجرأة على دين الله وعباده، الذين تلوعت قلوبهم حرقةً على منع جُمعهم وجماعاتهم، ثم تجرعوا الإغلاق زعافاً في شهر عبادتهم، شهر رمضان المبارك، ولسان مقالهم وحالهم يقول: حتى لا يقال من هنا أتت العدوى!


فإذا بالسلطة التعيسة، تقابل كل هذا الصمت والرضا برغم الغصة، تقابله بأن تصدر اليوم مراحل رفع التعبئة العامة، فتجعل المرحلة الثالثة من الفتح في 11 أيار 2020 لعدة جهات ومنها كازينو القمار والميسر، المعروف بكازينو لبنان، والمرحلة الرابعة في 25 أيار 2020 للمدارس والجامعات ومراكز التسوق، أما المرحلة الخامسة ففي 8 حزيران 2020 فلجملةٍ من الأماكن ومنها "أماكن العبادة".


فعلى أي نهجٍ تسير هذه الحكومة في ترتيبات الفتح والإغلاق؟! الجواب عندنا لا جدل فيه، إنها تسير على نهج عَلمَانيتها المقيتة، ولا سيما رأس حكومتها حسان دياب. فهل الكازينو الذي سيفتح بـ70% من طاقته كما جاء في الإعلان، والجامعات والمدارس ومراكز التسوق، أقل اكتظاظاً من المساجد؟! أليست هذه الأماكن التي قُدمت في رفع الإغلاق هي الأكثر اكتظاظاً؟! أليس الزمن الأطول في التواصل يكون في مثل هذه الأماكن؟! بينما زمن التواصل في المساجد هو الأقل بل والأضيق، بل هو المكان الذي لا يدخله إلا من توضأ واغتسل، وهذه أول إجراءات الوقاية.


إننا نحذر السلطة، من هذا النهج الاستفزازي، الذي يستفز مشاعر ومعتقدات المسلمين، الذين حاولوا فتح مساجدهم في مناطق عدة، فهل تعمل السلطة أو تريد دفع المسلمين إلى الصدام؟!


ونخاطب المفتين، إلى أن السكوت على هذه القرارات هو استهانةٌ بالدِّين وأهله واستخفافٌ بهم، ولن نصمت على ذلك، ولا ينبغي لكم، في بلدٍ تُتخذُ فيه الإجراءات بغير نهجٍ قانوني أو علمي، ولا حتى بعدد حالات الإصابة... وإننا على قناعةٍ تامةٍ بقول رسولنا e: «الْإِسْلَامِ يَعْلُو وَلَا يُعْلَى عَلَيْهِ«، فخذوا دوركم قبل أن تفقدوا حتى مكانكم الذي اقتعدتموه، واجعلوا نصب أعينكم قول الله سبحانه وتعالى: ﴿لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾.

 


المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان

 
http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/lebanon/67673.html
 
الثلاثاء, 28 نيسان/أبريل 2020 17:19
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق
 
 

بيان صحفي


بحجة المحافظة على حياة الناس الحكومة تتمادى في الحجر الصحي
وتشق على الناس بإجراءات لم تكن لتجرؤ عليها قبل قانون الدفاع!

 


لم يكن وباء كورونا الذي انتشر عالمياً هو المبرر الذي فرض بسببه قانون الدفاع بقدر ما كان الفرصة التي كان ينتظرها النظام وحكومته، لفرض إجراءات واستثناءات لا علاقة لها بالحجر الصحي والاحترازات من وباء كورونا، بدليل الارتجال والتناقض الذي بدى على الحكومة في قراراتها وقوانين الدفاع التي تصدرها من وقت لآخر للعودة التدريجية للحياة الطبيعية.


فانتهجت ابتداءً التهويل والترويع والفزع من الجائحة لتتمكن من فرض إجراءاتها بالإغلاق التام وحجر الناس في منازلهم وتوقف الحياة والسعي للرزق، إلا من فرجات بصماماتها الزمنية والمكانية، مع الدوام على التذكير بالكارثة التي كان يمكن أن تحل لولا استباقها بالوقاية المشددة، حتى مرَّ الشهر وإذ برئيس الحكومة يتحدث عن استمرار الأزمة لأسابيع وأشهر، بالرغم من انخفاض حالات الإصابة والسيطرة على المرض بشكل عام، مما يدل على أن النظام في الأردن لم ينته بعد من فرض الإجراءات التي يتطلع لتفعيلها على الناس، كفرصة لاحت لتستغل في القمع الناعم الذي لم يكن يتاح له قبل كورونا.


قال رسول الله e: «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ»، فها هو النظام وحكومته، قد تمادى في منع الناس من العمل لكسب أقواتهم وعدم فتح محالهم وممارسة البيع والشراء، إلا بشروط ظالمة تعجيزية أبعد ما تكون عن التكافل والتضامن الذي يردده الناطق الإعلامي باسم الحكومة، وأبعد ما تكون عن مسؤولية الرعاية الحقة، فمارست الابتزاز بأبشع صوره وتعقيداته، فمن كان يريد المعونة الوطنية وهي التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ومن كان يريد ممارسة عمله وفتح محله، فيشترط عليه التسجيل في الضمان الاجتماعي مع أن تسجيله اختيارياً، وهناك أكثر من 100 ألف مؤسسة غير مسجلة.


ثم إن الحكومة لن تستقبل رسوم هذه الإجراءات ولن تدفع رواتب الموظفين إلا من خلال ما يسمى بالتسجيل في إحدى محافظ الدفع الإلكتروني على التلفون النقال للذين لا يملكون حسابات بنكية بحجة عدم تداول النقد باليد، ويحتاج ذلك بالضرورة دفع رسوم الاشتراك بالإنترنت، ومن لا يحقق هذه الشروط لا يسمح له بالعمل، فهل بعد ذلك من استغلال؟ بل إن ما يريده النظام من معلومات شخصية وبيانات وحصر للسكان واطلاع على مداولاتهم المالية، وتفريغ ما في جيوبهم وتفعيل منظومة الضرائب والجباية الظالمة، بالإضافة إلى سطوة الحكومة عنوة على رواتب الموظفين المتواضعة بمنع علاوات المدنيين والعسكريين لهذا العام، ووقف علاوات المعلمين بالذات التي أذعنت لها حكومة النظام بداية العام الدراسي هي الغايات التي يسعى إليها النظام من كل هذه الشروط والإجراءات.


وبالرغم من تواتر الأنباء حول السيطرة على الوباء في معظم أنحاء الأردن إلا من بؤر تم فك الاحتراز عنها، إلا أن الحكومة ما زالت تنتهج العقلية المتسلطة الطاغوتية في التعامل مع الشعب بعدم تمكين الناس من القيام بممارسة شعائر فروض الصلاة وصلاة الجمعة بالذات، وفرض صيام شهر رمضان بتمكين الناس من القيام والصيام والابتهال إلى الله على الوجه الذي يحقق لهم حسن الأداء في مساجد الله التي يصر النظام على إغلاقها، فالجريمة باتت واضحة للعيان يكاد يجمع عليها الناس، وأعذار الحكومة باتت أوهن من بيت العنكبوت، يقول الرسول e: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ».


إن ما يقوم به النظام وحكومته من إجراءات اقتصادية وجبائية وابتزازية، في السماح فقط لمن يلتزم بشروطها، بالخروج من عنق أزمة كورونا، وأن ما يفرضه من قوانين دفاع تأكل حقوق الناس وتهيئهم للتعامل بالنظام الاقتصادي الرأسمالي الربوي بالتعامل مع الدفع الإلكتروني، وأن ما يقوم به من الاستمرار في إغلاق المساجد مع إمكانية اتخاذ التدابير اللازمة لفتحها، والتضييق على الصائمين بفرض منع التجوال قبل الإفطار، ما كان ليجرؤ عليه قبل وباء كورونا، ولا يجرؤ عليه الآن إلا بمظاهر البلطجة والاستبداد التي يمارسها، ويبتعد كثيراً عن مبرر المحافظة على صحة الناس التي تتشدق بها الحكومة ووزراؤها عند اتخاذ أي إجراء جديد.


لقد ازداد وعي الأمة على ألاعيب النظام وكذبه وعدم حرصه إلا على وجوده، فكل هذا الاهتمام ليس إلا للعمل على تنفيذ برامج صندوق النقد الدولي، وتنفيذ بنود صفقة ترامب، وليس حرصاً على حياة الناس وصحتهم، بل تطويعهم وابتزازهم للقبول بإذعانه، فلم يمض على البدء بسريان اتفاقية الغاز مع كيان يهود الغاصب سوى بضعة شهور، والتي رفضها الشعب بأكمله.


وكما يتعاظم وعي الأمة على أن هذه الأنظمة الحاكمة ما وجدت إلا لخدمة الكافر المستعمر، وطمس هويتها الحضارية الإسلامية، يزداد وعيها وحماسها للعمل مع العاملين لعودة دولة الخلافة الراشدة الحريصة على تمكينها من رضا ربها بإقامة شعائره من صلاة وزكاة وصوم، وتصون مقدساتها وثرواتها وتستعيدها من أيدي الكفار المستعمرين وأذنابهم.


﴿الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ﴾

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية الأردن

 

 

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/jordan/67650.html
 
الجمعة, 24 نيسان/أبريل 2020 17:12
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تهنئة #أمير_حزب_التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة لزوار صفحاته بمناسبة حلول شهر #رمضان_المبارك لعام 1441هـ الموافق 2020م

 

 

 إلى خير أمة أخرجت للناس... الأمة الإسلامية التي أكرمها الله بطاعته... إلى حملة الدعوة الكرام الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله... إلى زوار الصفحة الأكارم المقبلين على الخير الذي تحمله...

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

 

أبارك لكم هذا #الشهر_الكريم، ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾، وهو شهر أكرم الله سبحانه المسلمين فيه بالمغفرة كما قال رسول الله ﷺ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» أخرجه البخاري عن أبي هريرة... فيه أُنزل #القرآن_الكريم، وفيه كان النصر والفتح المبين... شهر العمل والجد والاجتهاد، وشهر العبادة والصبر والجهاد... فشمروا أيها المسلمون عن السواعد، وتنافسوا في الخيرات، حيث تُضاعف الأجور والحسنات... وأسأل الله سبحانه أن يتقبل من المسلمين أجمعين صيامهم وقيامهم، وأن يكون هذا الشهر الكريم فاتحة خير وبركة، ومقدمة نصر بإقامة الخلافة الراشدة، فتستظل الأمة براية العقاب، راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، فتعود كما كانت أمة كريمة، قوية بربها، عزيزة بدينها ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم عطاء بن خليل أبو الرشتة

ليلة الأول من رمضان 1441هـ الموافق 24/4/2020م

https://www.facebook.com/HT.AtaabuAlrashtah/photos/a.1705088409737176/2616146848631323/?type=3&theater

الجمعة, 17 نيسان/أبريل 2020 22:46
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

 

 
 
بسم الله الرحمن الرحيم 
 
نحن المسلمين الأجدر بقيادة العالم
 
مميز

 

 

 
نحن المسلمين الأجدر بقيادة العالم مميز نحن المسلمين الأجدر بقيادة العالم مميز

قليل من الناس من يدركون أن المبدأ الرأسمالي يحمل أسباب موته في ذاته، فحجم الحريات، والطفرة المادية التي صنعها في حياة المجتمعات، شكلت أضواء صاخبة جعلت الكثير من الناس يفقدون قدرتهم على الرؤية والإدراك فانبهروا به، وصار بعض أولئك المضبوعين بالثقافة الغربية وشكلها المادي لا يجدون حرجاً من تسويقها والدعوة إلى تطبيقها في بلاد المسلمين ظناً منهم أنها العلاج الشافي لما يعانيه المسلمون من تخلف، ومشاكل في مختلف نواحي الحياة.

إن جائحة كورونا التي أصابت العالم أجمع كشفت عوار النظام الرأسمالي، والعفن الكامن في الحضارة الغربية، والفساد المتأصل في منظومة القيم عبر مشاهد لم يخيل لأحد أن تحدث في أكبر دول العالم، وأعظم مدنها وأشهرها، وأكثرها تقدماً وتطوراً، فقد رأينا مشاهد الفوضى، والغوغائية، والسرقة، والتدمير للممتلكات من عامة الناس في غياب واضح للدولة ومؤسساتها.

ورأينا الدول الكبرى كيف تمارس أبشع أنواع القرصنة تجاه بعضها بعضاً فيما يتعلق بالحصول على المستلزمات الطبية، ولو كانت "كمامة"، فقد استولت أمريكا على شحنة للكمامات كانت متوجهة لألمانيا، ومثل ذلك فعلت مع فرنسا.

ورأينا الأنانية العالية التي تمارسها الدول فيما بينها ليصدق فيها مقولة "نفسي نفسي والباقي إلى الطوفان"، فانكفأت دول الاتحاد الأوروبي على نفسها وتمترست خلف حدودها الوطنية، ورأينا كيف كاد الرئيس الصربي يبكي جراء امتناع دول الاتحاد عن الاستجابة لمناشدته بالمساعدة، في تصدع واضح لمسيرة ربع قرن من الزمان تحت شعارات الوحدة.

وتبين فساد الاقتصاد الوهمي، والاستثمارات غير الحقيقية عبر الشاشات، وفي صالات البورصة، وأسواق الأوراق المالية، والتي تكدس ما نسبته 99% من ثروات العالم بيد حفنة من أصحاب رؤوس الأموال يمثلون 1% من سكان العالم، بينما يعاني الاقتصاد الحقيقي من ضعف شديد كشفت عنه أزمة كورونا، فلا السلع متوفرة بما يكفي، حتى بتنا نرى الناس يقتلون بعضهم بعضا من أجل لفافة ورق الحمام، ولا الخدمات قادرة على تغطية الحاجة واستيعاب الطلب، فوصل الأمر بالناس أن يأكلوا من النفايات، أو يموتوا في بيوتهم، أو في مؤسسات دور المسنين، أو على بوابات وفي ممرات المستشفيات.

لقد بات التساؤل عن قدرة تلك الدول الكبرى التي تتحكم في العالم سياسياً واقتصادياً حاضراً وبقوة، وقد كشفت الأزمة عن ضعف في بنية تلك الدول، وإعلاء "الأنا" الخاصة بها، فهي دول لا تنظر إلى العالم إلا بمنظار مصالحها الذاتية، ولا تملك الشخصية الرعوية، فتضحي ببعض ما في يدها، وتؤثر الإنسانية على نفسها ولو كان بها خصاصة، لتأخذ بيد العالم إلى بر الأمان، ولو أصابها في سبيل ذلك بعض الأذى أحياناً.

لقد كشفت الأزمة عن السقوط الحضاري للرأسمالية، ولمس ذلك بسطاء الناس وعوامهم، وهو ما يُلزِم الأمة الإسلامية بالإجابة على سؤال تثيره البشرية بلسان حالها، أما آن لك يا أمة الإسلام من صحوة ونهوض؟ إلى متى سنبقى نتخبط في الظلام، وضنك العيش، ونكتوي بنار الشقاء؟

نعم إن الأمة الإسلامية اليوم هي المعنية الوحيدة بالإجابة على تساؤلات العالم حول الخلاص، وهي القادرة على إنقاذ البشرية من السقوط والفوضى، فهذا خطاب الله فينا ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً﴾، وكذلك قوله تعالى: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ خطاب تكليف بالمسؤولية، وإلزام بالوظيفة.

فمن ناحية مبدئية لا يمكن لفكرة أو مبدأ أن يقارن بالإسلام في صدقه وصوابيته، أو في إقناعه للعقل وموافقته للفطرة، فالإسلام وحي وما سواه كلام بشر، الإسلام حقيقة وما سواه سراب، الإسلام دين الله الحق ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ﴾.

ومن ناحية عملية ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾، ولقد شهد العالم على تطبيق الإسلام في الحياة فترة طويلة لم يطبق مبدأ قبله ولا بعده مثلها، فالشيوعية لم تصل القرن (70 عاماً)، والرأسمالية خمسة قرون حتى يومنا هذا، أما الإسلام 13 قرناً من الزمان، نظم فيها حياة الفرد والمجتمع والدولة بنجاح وفاعلية منقطعة النظير، قوانينه تعالج علاقات الناس داخلياً وخارجياً، المرأة والرجل، المال والأعمال، الصحة والتعليم، لم يكن للجنس أو العرق أو اللون أي اعتبار، سوى اعتبار الإنسان كإنسان، ولا فضل لإنسان على آخر إلا بالتقوى.

ولقد كشفت الأزمة أنه لا ملجأ من الشرور كلها إلا للإسلام، فقد نشرت مجلة نيوزويك الأمريكية مقالاً يستشهد ويسترشد بتوجيهات نبينا صلى الله عليه وسلم حول النظافة الشخصية، والحجر الصحي، والتعامل مع الأوبئة.

إن العالم اليوم يعاني من فراغ على كل المستويات، العالم اليوم بلا رأس فكري يحدد له قيادته الفكرية، وصورته الحضارية، وبلا رأس سياسي يرعى شؤونه بما يصلحها، ويضبط علاقات دوله بما يمنع التناحر والصراع بينها، ويوجه مسار البشرية إلى ما يحقق الطمأنينة لها، وهو ما يستدعي تحمل الأمة الإسلامية لهذا الواجب، والقيام بمسؤوليتها، وأداء أمانة رسولها صلى الله عليه وسلم بحق كما يحب الله ويرضى ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾.

وإن البحث منصب اليوم حول العالم ما بعد أزمة كورونا، وبينما يصارع الكثيرون للبقاء، ويسعى البعض للبروز كقيادة للعالم، فإننا نجدد الدعوة للأمة الإسلامية بكل مكوناتها، أفراداً وجماعات، علماء وعامة، سياسيين وعسكريين، أكاديميين وطلابا، عمالاً وفلاحين، نساء ورجالاً، نجدد الدعوة لكم جميعاً للعمل مع حزب التحرير لاستئناف الحياة الإسلامية، بإقامة الخلافة الراشدة الثانية وعد الله وبشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أما أصحاب القلوب الضعيفة، الذين لم يثبت الإيمان في نفوسهم، ولم يتجذر في قلوبهم، فقد ثبت أمام أعينكم ضعف دول العالم شرقاً وغرباً عن مواجهة كائن ميت من خلق الله، رغم ما يملكونه من تقنيات وإمكانيات، فلا تمتنعوا عن القيام والنهوض خشية قوى العالم الظالم، فهي أضعف من أن تواجهكم.

ورب قائل يقول ﴿غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ﴾، فنحن لا نذكر أمام قوى العالم الكبرى، ولا مكان لنا في صراعهم لقيادة العالم، أقول لكم أيها الإخوة لا تكونوا كالمرجفين في المدينة، وإن شئتم فاقرؤوا فواتح سورة الروم، التي تحدثت عن الصراع بين قوى العالم آنذاك، فارس والروم، وقد كان أبو بكر رضي الله عنه مهتم بتلك العلاقات، ويقرأ السياسة الدولية، بينما لم يتجاوز عدد المسلمين حينها أصابع اليد الواحدة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم  يشجعه على ذلك، ويأتي القرآن ليعزز من هذه الرؤية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى نفسه، ويبث في أصحابه رضوان الله عليهم أنهم قادة العالم الجدد، وكان يجهزهم عقلياً ونفسياً ليصنع منهم شخصيات إسلامية، ويجهزهم بوصفهم رجال دولة يراد لها أن تكون الدولة الأولى في العالم، وقد كان بفضل الله تعالى وتحققت بشرى الله لرسوله والمؤمنين ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾، فسدنا العالم، وكنا له قادة وقدوة، حملنا له الخير، ولم نستأثر به لأنفسنا، وربما مات بعضنا لكي يحيا غيرنا ولم يكن على ديننا، شعارنا "إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام"، هذه هي دعوتنا وهذه رسالتنا ومشروعنا الذي نحمله، ونحب للأمة أن تعيننا عليه بحمله معنا فيتحقق فينا الوعد ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً﴾ فنحن أجدر بقيادة العالم.

 

بقلم: الأستاذ خالد سعيد

 عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة فلسطين

 
 
http://www.alraiah.net/index.php/political-analysis/item/5106-we-deserve-to-lead-the-world
الجمعة, 17 نيسان/أبريل 2020 22:28
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

بيان صحفي

 

 

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} لا يجوز شرعاً تعطيل صلاة الجمعة والجماعة أعلن وزير الأوقاف وشؤون المقدسات الإسلامية في الأردن الدكتور محمد الخلايلة أول أمس استمرارية إغلاق المساجد في المملكة وعدم إقامة صلاة التراويح في المساجد والالتزام بإقامتها في المنازل، وقال إننا نستقبل شهر رمضان المبارك، ولكن سنصلي في بيوتنا مع استمرار إغلاق المساجد خلال شهر رمضان، لا للتراويح ولا لصلاة الجمعة، وذلك تحقيقا لمقاصد الشريعة الإسلامية ولحماية أرواح الناس. إزاء هذا التصريح نبين ما يلي: 1- إن استغلال النظام في الأردن وباء كورونا واعتباره فرصة للاستمرار بإغلاق المساجد ليؤكد نهجه ويعبر عن مكنوناته العلنية والدفينة في نصب العداء للإسلام والمسلمين وإقصاء الإسلام وأحكامه الشرعية عن معترك الحياة وتبييت النية لإغلاق المساجد ومنع فروض الصلاة التي لا تقام إلا في المساجد كصلاة الجمعة، وهو إذ يفعل ذلك لينطبق عليه حديث الرسول e «لَيُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ، وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ» فقد تَرَكَ الحُكمَ بشَرعِ اللهِ تعالى وها هو يمنع الصلاة في المساجد. 2- شوهد أن الحكومة تسعى من خلال المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات لعودة الحياة الطبيعية لقطاعات مختلفة في المجتمع ومنها الأسواق الكبيرة، وإلى مناطق نظيفة من الوباء مثل العقبة مع حرصها على اتخاذ التدابير والاحتياطات الصحية اللازمة وما يحقق مصالحها قبل أن يحقق مصالح الناس، فلو كانت حريصة على فتح المساجد لاستطاعت اتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة نفسها، بدل أن تستغل حجة وزير الأوقاف والمساومة على أرواح الناس واستغلال حاجاتهم لغلق المساجد، فالدولة التي تنظم دخول عشرات الناس للأسواق والحسبة والمصانع وهي أكثر البقاع تلوثاً، تستطيع أن تفعل مثل ذلك مع بيوت الله لدخول الأطهار لخير وأطهر بقاع الأرض. 3- إن ترك صلاة الجمعة والجماعة في حال انتشار الأوبئة المعدية، لا يكون بشكل عام، بل يعزل المرضى، ولا يسمح لهم بدخول المساجد للجمعة ولا للجماعة، وتؤخذ التدابير كافة من النظافة والتعقيم، ويستمر الأصحاء في صلاة الجمعة والجماعة دون توقف. 4- إن الأدلة الواردة في صلاة الجمعة والجماعة لا تتضمن التعطيل الدائم، بل هي لا تتطلب عدداً كبيراً لأدائها، فصلاة الجماعة فرض على الكفاية، يجب إظهارها للناس، لقوله e: «مَا مِنْ ثَلَاثَةٍ فِي قَرْيَةٍ وَلَا بَدْوٍ لَا تُقَامُ فِيهِمْ الصَّلَاةُ إِلَّا قَدْ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ، عَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ فَإِنَّمَا يَأْخُذُ الذِّئْبُ مِنَ الْغَنَمِ الْقَاصِيَةَ» رواه أبو داود. 5- أما صلاة الجمعة فهي فرض عين لا تسقط إلا بعذر شرعي، لقوله تعالى: ﴿إِذَا نُودِي لِلصَّلاَةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ﴾، ولقوله عليه الصلاة والسلام: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةٌ: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ». 6- يدل استعجال وزير الأوقاف قرار استمرار إغلاق المساجد مبكرا أي قبل عشرة أيام من بدء رمضان الخير على تبييت النية لإقصاء المصلين عن المساجد تحت أي ذريعة دون التريث في القرار ولو أسبوعاً بعد أسبوع ومتابعة ما تؤول إليه الأمور من انحسار الوباء وخلو العديد من المناطق، وهو الظاهر، بدل القرار الشمولي طويل الأمد، فالحديث عن أن الجميع قد يغلب الظن أنهم معرضون للإصابة بالعدوى، ولا يمكن التحرز منه، فإنه احتمال ضعيف، وبخاصة أن أقل عدد للجماعة اثنان، وللجمعة ثلاثة، وهذا على الأرجح متحقق. فإن الاحتراز لا يعني ترك الفرض، وإنما يقام به مع أخذ الاحتياطات. 7- إمعانا في التركيز على منع صلاة الجماعة وصلاة الجمعة، يتعمد النظام الإغلاق الشامل يوم الجمعة بالذات، وها هو يفعل ذلك للجمعة الثالثة على التوالي وأضاف عليها يوم السبت حتى لا يثير شبهة تعمده لمنع صلاة الجمعة ولمنع تجمع المسلمين في الساحات المفتوحة والهواء الطلق لأداء صلاة الجمعة، مما يدل على إصراره في محاربة شعائر الإسلام وخصوصاً صلاة الجمعة التي هي بمثابة رمز لوحدتهم ومؤتمر لتداول المستجد من قضاياهم والابتهال إلى الله والدعاء له أن يرفع البلاء والوباء عن الأمة الإسلامية. 8- إنه لمن الواجب من باب الإنكار على الحكام في بلاد المسلمين الذين يخالفون الشرع ويتبعون خطوات الكفار المستعمرين شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، فإذا اضطربت تلك الدول في معالجتهم داءً معيناً تبعوهم، وإذا اقترحوا حلاً ولو كان على غير سواء صفق له الحكام في بلاد المسلمين، وعدّوه صحة وشفاء!! فقد قال رسول الله e: «سَتَكُونُ أُمَرَاءُ فَتَعْرِفُونَ وَتُنْكِرُونَ، فَمَنْ عَرَفَ بَرِئَ، وَمَنْ أَنْكَرَ سَلِمَ، وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ قَالُوا: أَفَلَا نُقَاتِلُهُمْ قَالَ: لَا مَا صَلَّوْا». أيها المسلمون.. أيها الأهل في الأردن إن دولة الخلافة القائمة قريباً بإذن الله لن تتبع سنن الكافرين في معالجة مثل هذه الأمور، وإنما ستهتدي بهدي النبي e، فلا تعطل صلاة الجمعة ولا الجماعة، بل إن المعذور شرعاً لا يحضر، والباقي يحضرون، ويعزل المرضى، ويزاول الأصحاء أعمالهم، ويذهبون إلى المساجد يصلون ويدعون

الله سبحانه أن يقيهم شر هذا المرض، وأن يرفع البلاء والوباء. هذا هو الحق

 

 

﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ﴾.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية الأردن

 

 

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/jordan/67467.html

الصفحة 44 من 74

إضاءات

JoomlaWatch Stats 1.2.9 by Matej Koval