الخميس, 30 نيسان/أبريل 2020 01:50
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الكلمة الرئيسية

 

 

هل تستبدل أمريكا سياسة البترودولار؟

 

- لقراءة المقال على موقع ‫#جريدة_الراية▼ https://bit.ly/2yObtxU

 

 

بقلم: الدكتور محمد جيلاني -------------

 

 

 

لقد تداعت مسألة انخفاض الطلب على #النفط وما تبعها من زيادة إنتاج النفط السعودي والروسي وحرب الأسعار بينهما إلى أن هبط سعر برميل النفط في سوق غرب تكساس إلى أقل من دولار، ما يعني أن منتجي النفط اضطروا لدفع 37 دولاراً عن كل برميل للمشترين القادرين على إعادة تسويق النفط أو نقله من خزانات النفط في أمريكا. ولكي ندرك أبعاد هذه العملية التاريخية والتي حدثت لأول مرة في تاريخ تجارة النفط، لا بد من الإشارة إلى عدة أمور. وبداية نشير إلى ردة فعل الإدارة الأمريكية التي لم تكن على مستوى الصدمة والكارثة كما هو متوقع في مثل هذا الأمر. فالرئيس ترامب صرح بأن حكومته ستشتري 75 مليون برميل لإضافتها إلى المخزون الاحتياطي الأمريكي. ومن ثم طلب من الكونجرس الإذن بتعويض شركات النفط عن خسارتها حتى لا تتأثر بالبيع بخسارة. ومن ثم أكد أن هذه الأزمة المتعلقة بالنفط هي مؤقتة. ثم لمحاولة فهم الواقع واستشراف المستقبل لا بد من إعادة الذاكرة إلى الارتباط التاريخي الذي حصل بين النفط والدولار منذ عام 1973. فبعد أن خرج العالم من الحرب العالمية الثانية عملت أمريكا على صياغة النظام العالمي سياسيا من خلال مجلس الأمن الدولي ومن ثم الأحلاف الدولية، وماليا من خلال اتفاقية بريتون وودز وصندوق النقد والبنك الدوليين، حيث ربطت الدولار بالذهب بسعر محدد لأوقية الذهب بحوالي 35 دولاراً، ثم ربطت عملات الدول الأخرى بالدولار بحيث تتمكن هذه الدول من شراء الدولار أولا ثم تحويل ما لديها من دولارات إلى ذهب في حال رغبت بذلك. فضمنت أمريكا بذلك حاجة الدول للدولار وسعيها للحصول على الدولارات إما عن طريق قروض مدفوعة بالدولار، أو بيع بضائعها وخدماتها مقابل الدولار. ومن ثم حصلت أمريكا رسميا على إذن وتصريح بإصدار كمية كبيرة من الدولارات بحجة تغطية حاجة العالم بأسره من الدولارات. ولكن وبعد حوالي 25 عاما وجدت أمريكا أنها تقف أمام معضلة قد تشكل أزمة حقيقية لها وهذه الأزمة تمثلت بوجود كميات كبيرة من الدولارات أصدرها بنك الاحتياط الفيدرالي في أمريكا لصالحه أولا ثم لمصلحة أمريكا. وفي حال تقدمت أي من الدول التي تكدست لديها الدولارات الأمريكية لاستبدال الذهب بها بدلا من شراء صادرات أمريكا من البضائع أو الخدمات، فسوف تجد أمريكا نفسها معرضة لخسارة ما لديها من احتياطي الذهب. وللخروج من تلك الأزمة رأت أمريكا أن تتخلص من اتفاقية بريتون وودز، وقد اتخذ نيكسون في شهر آب سنة 1971 قرارا رئاسيا منفردا يقضي بوقف تحويل الدولار إلى ذهب حسب اتفاقية بريتون وودز واعتبار الذهب سلعة قابلة للتداول كأي سلعة أخرى. ولكن هذا الفصل بين الدولار والذهب أوجد مشكلة سياسية ومالية بالنسبة لأمريكا، فحواها أن الدول في العالم لم يعد لديها أي دافع للحصول على الدولارات، وبالتالي فإن مقدرة أمريكا على ضخ كميات كبيرة من الدولارات سوف تقل، وإلا فإن كل دولار يصدره البنك الفيدرالي إن لم يجد طريقه إلى الأسواق العالمية فإنه سيخلق حالة من التضخم المالي تفوق ما يتحمله الاقتصاد الأمريكي. لذلك كان لا بد من سياسة مالية عالمية جديدة تحفظ للدولار مكانته العالمية. حيث إن أمريكا كانت ولا زالت تعتبر حاجة العالم للدولار سببا رئيسا لتمكنها من إصدار كم هائل من الدولارات لتحتفظ لنفسها بثروة مالية هائلة تستخدمها في أعمالها ونشاطاتها الاستعمارية من أجل الهيمنة على العالم. وقد وجدت أمريكا ضالتها بحاجة العالم الماسة للطاقة وبالتالي للمصدر الرئيس للطاقة المتمثل بالنفط. فإذا ضمنت أمريكا أن تتم تجارة النفط من خلال الدولار حصريا، فسوف تحافظ على مركزية الدولار في العالم، وتستمر بإنتاج الدولارات بكميات هائلة تعادل على أقل تقدير كمية الدولارات الضرورية لشراء وتسويق النفط. وقد اتخذت أمريكا من حرب 1973 وسيلة لرفع سعر النفط أولا من خلال علاقتها مع السعودية ثم تمكنت من عقد اتفاقية في شهر آب من عام 1973 وافقت فيها السعودية على بيع النفط حصريا بالدولار ومن ثم وافقت الدول الأعضاء في أوبك عام 1975 على الانضمام لبيع النفط حصريا بالدولار. وأصبح لزاما على كل دولة تحتاج لشراء النفط أن يتوفر لديها كم كافٍ من عملة الدولار المتفردة في معاملات النفط، ما يعني أن على هذه الدول أن تقبل قروضاً بالدولارات أو تشتري الدولار من الأسواق المالية، أو بأي وسيلة أخرى. المهم أن أمريكا ضمنت استمرار تدفق الدولار، وضمن بنك الاحتياط الفيدرالي استمرار إنتاج الدولار، بغض النظر عن وجود نمو اقتصادي في داخل أمريكا أو عدمه. ومن أجل أن يتم تيسير عملية إنتاج الدولارات بدون قيد أو شرط عمد الرئيس ريغان سنة 1983 إلى تحرير الدولار من قيد آخر وهو النمو الاقتصادي. ومنذ عام 1973 لم يحصل أي تململ أو تمرد أو اعتراض على تجارة النفط بالدولار إلا حديثا، حيث ظهرت بين بعض الدول في العالم مثل روسيا والصين توجهات وآراء وأحيانا تكتلات تدعو للابتعاد عن تجارة النفط بالدولار. صحيح أن كثيرا منها كانت أشبه بمناورات، إلا أنها لا شك توجد القلق لدى السياسة الأمريكية، ويزداد هذا القلق مع تداعيات أزمة كورونا وما يتوقع من انهيارات مالية واقتصادية خاصة في سوق النفط بعد أن انخفض الطلب على النفط بشكل كبير زاد عن 30%. وقد تحدث بعض المحللين الاقتصاديين والسياسيين عن نظام عالمي جديد على المستوى السياسي كما على المستوى المالي. فبينما تحدث كيسنجر في مقالة نشرها في وول ستريت جورنال بتاريخ 2/4/2020 عن تغير في النظام العالمي السياسي، فقد تحدث آخرون عن تغير النظام العالمي المالي. فقد كتب جريج روسالسكي الكاتب في مجلة "مال الكوكب" التابع لمحطة أن.بي.آر الأمريكية، كتب في مقال يوم 21/4/2020 "لماذا يطبع المركزي الأمريكي تريليونات من الدولارات ويوزعها على دول العالم؟"، كتب قائلا "إن قبول الفيدرالي الأمريكي بمهمة الدائن الطبيعي للبنوك المركزية في العالم يعد بمثابة ثورة في النظام المالي العالمي". وقد تحدث المقال عن إنشاء الفيدرالي الأمريكي عن خطوط تبادل (swap lines) بينه وبين بنوك مركزية عالمية (14 بنكا) يتم بموجبها تزويد هذه البنوك بكميات كبيرة من الدولارات مقابل كمية من عملات ونقود الدولة. ويعمل الفيدرالي على ربط 170 بنكاً مركزياً آخر، حيث يعمل على نشر وتوزيع 20 تريليون دولار حول العالم. ويبدو أن بنك الاحتياط الفيدرالي الأمريكي يعمل على خطة بديلة عما عرف خلال الخمس وعشرين سنة الماضية بالبترودولار، أي الدولار مقابل النفط. وفي حال انهارت أسعار النفط واستقرت على سعر أقل من 10 دولار للبرميل، فإن كمية الدولارات التي يمكن أن ينتجها الفيدرالي ستنخفض بشكل كبير. وللتوضيح فإن إنتاج العالم اليومي من النفط يصل إلى 100 مليون برميل في الظروف العادية. فإذا كان سعر البرميل 100 دولار فإن الفيدرالي الأمريكي يتمكن من إصدار وطباعة 10 مليار دولار يوميا أي ما يعادل 3.65 تريليون دولار سنويا. فإذا انخفض السعر إلى 10 دولارات للبرميل فإن رصيد البنك الفيدرالي جراء بيع النفط سينخفض إلى 365 مليار دولار فقط، ما يعني أن سياسة البترودولار ستصبح عبئا على البنك الأمريكي المركزي بدلا من أن تكون عامل قوة وحيوية. وبالتالي لا بد من بديل أو العمل على إعادة أسعار النفط للارتفاع كما حصل بعد أزمة 2008 المالية. وقد ذكر بعض المحللين أن الفيدرالي يعمل على استبدال دور البنك وصندوق النقد الدوليين في عملية الإقراض العالمي. بحيث يقوم الفيدرالي في النهاية بتزويد معظم دول العالم بالديون المرتبطة بالدولار. ما يعني أنه في حال تم التوافق مع 170 بنكا مركزيا عالمياً، فإن الفيدرالي سيكون بوسعه إصدار ما يزيد على 10 تريليون دولار سنويا وهو رقم يفوق عدة مرات ما كان يصدره مقابل النفط. على أي حال يبدو أن أمريكا تعمل الآن ضمن المثل اليمني العريق "إذا صلحت فزوج وحمار وإلا فركبة إلى ذمار"، ويعني أن انخفاض سعر النفط إلى أقل من 10 دولارات بل وأقل من صفر كما حصل يوم الاثنين 20/4/2020 من الممكن أن يردع دولا مثل روسيا والصين عن مجرد التفكير بالعزوف عن الدولار في تجارة النفط وتكون أمريكا قد ضمنت استمرار تدفق الدولار وطباعته وإنتاجه دون أي غطاء مطلقا، وإلا فها هي تحضر لبديل أشد سوءاً من سابقه، يتلخص بدولارات مقابل ديون ورهن مقدرات الدول والشعوب ونهب ثرواتها السيادية. وتصبح الشعوب في شتى أنحاء الأرض مستعبدة ومرتهنة لعائلات البنك الفيدرالي. والحقيقة أن العالم لن ينعتق من شرور أمريكا ورأسماليتها وربا بنوكها إلا إذا استعاد الإسلام بنظامه المالي والاقتصادي والسياسي قيادته العادلة للعالم.

الخميس, 30 نيسان/أبريل 2020 01:41
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

جريدة الراية: مناعة القطيع؛ خيار ثقافي أم إجراء علمي في مواجهة #كورونا؟

 

 

- لقراءة المقال على موقع ‫#جريدة_الراية▼

 

 

https://bit.ly/2VKeFmX

 

 

- بقلم: الأستاذ مناجي محمد

 

 

#Covid19 l #Korona -----------

 

 

 

- أثار مصطلح مناعة القطيع كثيرا من اللغط والجدل والتجاذب الفكري والسياسي. بداية وجب القول إن المصطلح والاستعارة في الفكر الفلسفي والسياسي ليسا البتة تركيبا لفظيا لجمالية اللغة والأسلوب ولا صقلا بيانيا ولا حتى إنشاء بلاغيا، بل للمصطلح المستعار واقع ذهني وسبب وغاية يسعى المفكر والفيلسوف والسياسي لترجمتها في التفكير والواقع. والأخطر في هكذا استعارات هو ما تخفيه من مضامين فكرية وسياسية. ومصطلح مناعة القطيع الذي يعنينا هنا هو من هذا القبيل، فهو ليس مصطلحا مصمتا محايدا بريئا، بل هو مصطلح مثقل مثخن بالحمولة الثقافية لصاحبه، ولما كان مصطلح مناعة القطيع منتجا غربيا، استحال توليد معرفة جادة بشأنه دون معرفة البذور والجذور الفكرية التي أنبتته. أما تحميل المصطلح دلالة علمية خالصة فهو من باب اختلاس النظر، فيبصر الجزء ويبني عليه التصور الكلي، فتوحي لك المناعة بشرائط التجربة وتحاليل المختبر، والتركيب هنا مانع، فمناعة القطيع هي خيار سياسي. والسياسة في طبعها الأصيل ثقافة تستبطن عقائد وأفكارا وآراء ثقافية، فالسياسة ما كانت يوما ما صناعة مخبرية ولا إنتاجا معمليا، بل صياغة ثقافية لقوانين وأحكام مستنبطة من مصادرها الثقافية تم تصييرها سياسات. فمصطلح مناعة القطيع مثقل ومثخن إلى أبعد الحدود وأقصى المسافات بالداروينية السياسية والاجتماعية في الفكر الغربي، وتجد صداها في أفكار داروين وأفكار مالتوس التي حواها كتابه "بحث في مبدأ السكان" وفي آراء جيمس ستيوارت وفي نظرية السكان لكانتيلون، وغيرهم من منظري ومؤسسي الفكر الغربي. فمناعة القطيع هي ترجمة عملية للمفهوم الفلسفي المادي في الفكر الغربي "البقاء للأقوى". تقترح نظرية مناعة القطيع أنه في حالة الأمراض المعدية التي تنتقل من فرد إلى فرد، فإن إعاقة سلسلة العدوى تكون بانتشار الفيروس عن طريق العدوى واكتساب مناعة جماعية ضد الفيروس. أما الشيء المسكوت عنه هو أنه لتحقيق مناعة القطيع هذه سيموت ما معدله 10% إلى 20% من القطيع لضعف مناعتهم. أي مضمونها الثقافي المستبطن أن نترك الشياه وشأنها ترتع وتقاوم قدرها المادي الفيروسي حتى يتم ذاك الفرز المادي الطبيعي بناء على القانون المادي الطبيعي "البقاء للأقوى"، ولا ضير من تغليف الأمر بشيء من الزيف الإنساني فالميكافيلية هي صلاة السياسيين الغربيين. فخطاب بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني: "عائلات كثيرة وكثيرة جدا ستفقد أحباءها سيفقدون قبل أن يحين موعدهم" هو من باب الميكافيلية السياسية لإعداد الرأي العام لتقبل هكذا سياسة. وعليه فالمرجعية الثقافية هي الحاكمة في هكذا سياسات وفي هكذا مصطلحات، فالنظرة المادية في الفكر الغربي تستتبعها قائمتها الخاصة بها من المعتقدات والأفكار والآراء التي تتلاءم وتتجانس معها والتي لا يمكن للإنسان الغربي العلماني المادي الانسلاخ منها، فهي كانت وستبقى قبل كورونا وبعدها، بل قبل طب الطبيب وهندسة المهندس. فهذا الطبيب الألماني بول إرليخ الحائز على جائزة نوبل في الطب سنة 1908 عن أبحاثه في المناعة الذاتية، يحث الحكومات على تقليص تمويل برامج الحد من الوفيات في مؤلفه "القنبلة السكانية"، أي بمادية صماء صارمة اتركوا الناس تموت للحد من هذا الكم السكاني. أي خلف ذاك الرنين والطنين العلمي القريب الخفيف لسماعة الطبيب هناك الصوت الثقافي البعيد العميق لداروين ومالتوس وكانتيلون و... وهذا الأخير هو الأبلغ أثرا والأفعل سلوكا. فالداروينية والمالتوسية هي منشئة ومؤسسة وبانية للفكر الغربي المعاصر ومتجذرة في السياسات الغربية المعاصرة. فقانون التعقيم (منع الإنجاب) في الولايات المتحدة لسنة 1927 كان مصدر إلهام للنازيين في سن قانونهم الخاص بهم للتعقيم سنة 1933. وفي سبعينات القرن الماضي تم إجبار السود والهنود الحمر في أمريكا على التعقيم القسري وتم تغليفه بإجراء طبي، وفي اعتراف القاضي الفيدرالي الأمريكي جيرهالد جيل في عام 1972 في قضية التعقيم القسري للفقراء جاء فيه "على مدى السنوات القليلة الماضية قامت الدولة والهيئات والوكالات الفيدرالية بتعقيم ما بين 100 ألف إلى 150 ألف شخص من متدنيي الدخل الفقراء". وبناء عليه فمناعة القطيع هي النتاج المادي الطبيعي للنظرة الفلسفية المادية وأسسها الداروينية والمالتوسية في الفكر الغربي. فمناعة القطيع فيروس من الفيروسات الفكرية التي أنتجتها حاضنات البعوض الثقافي الغربي، هذا الأخير الذي ما كان لبذره وبيضه أن يتخلق وينمو إلا في المستنقع الحضاري الغربي. وعليه وحتى يتم التخلص من هكذا فيروسات فكرية وجب التخلص من البعوض الثقافي الغربي، ولإنهاء المشكل من جذوره لا يكفي قتل هكذا بعوض ثقافي بل يجب تجفيف المستنقع، أي اقتلاع حضارة الغرب من جذورها فهي قاع المستنقع ومنبع القذارة، ثم تطهير البشرية من هكذا نجس ورجس حضاري بحضارة الإسلام العظيم وبلسمها السياسي خلافتها الراشدة على منهاج النبوة. وإن الزمان قد استدار وما إدبار ليل الغرب وإقبال فجر الإسلام إلا صبر هنيهة من عجلة، ﴿وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

الخميس, 30 نيسان/أبريل 2020 01:28
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

رمضان شهر الاستخلاف والتمكين

 

 

- لقراءة المقال على موقع ‫#جريدة_الراية▼

 

 

https://bit.ly/2KIsEU5 -

 

 

بقلم: الأستاذة غادة محمد حمدي - ولاية #السودان -----------

 

 

من يقرأ في #القرآن_الكريم وسيرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتب السير والتاريخ الإسلامي عما كان عليه شهر رمضان المبارك في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين وفي عصر دولة الخلافة وما سار عليه خلفاء المسلمين بعد ذلك يفهم أنه يعيش اليوم في جاهلية كفار قريش مرة أخرى. فرمضان اليوم تحول إلى شهر كسائر أشهر السنة يستغله التُجار لرفع أسعار السلع، ويستغله الإعلام في إلهاء الناس عن العبادة بالمسلسلات، ويستغله السياسيون في زرع الفِتن بين المسلمين وإرباكهم بخلافات واختلافات في دخول أول يوم من شهر الصوم الذي يجب أن يُعزز وحدة الأمة الإسلامية وليس العكس، كما يستمر الخلاف حتى على أول يوم في عيد الفطر بين بلاد المسلمين. فكيف كان شهر رمضان وكيف أصبح وكيف نعيد عزته ونعيد للإسلام سيرته الأولى؟! كان شهر رمضان المبارك شهراً متميزا عندما كان للمسلمين حاكم مسلم يطبق عليهم أحكام الإسلام في دولة الخلافة الواحدة ذات الأطراف المترامية والثروات التي لا تنضب. كان أمر خليفة المسلمين فيها يرفع الخلاف بين المسلمين ويوحد صومهم وعيدهم وحَجهم، وكان الحاكم المسلم يعمل على رعاية كافة شؤون رعايا الدولة بما يرضي الله تعالى بتطبيق الشرع في نظام الحكم، فهيأ للناس أجواء سياسية واقتصادية واجتماعية وتعليمية راقية في دولة توفرت فيها كافة الخدمات فلم يبق فيها فقير ولا مسكين ولا يتيم إلا مجبور الخاطر، وكانت أجواء رمضان أجواء احتفالية وأجواء رفعة وفخر مشبعة بالإيمان يحفها العدل والطمأنينة والسعادة في ظل نظام الإسلام؛ تلك النعمة التي أتمها الله سبحانه على الأمة الإسلامية فأصبحت خير الأمم وفي مركز الريادة والقيادة والشهادة على البشرية. فهذه هي النقطة الفارقة التي أفقدت شهر رمضان المبارك عزته وهيبته ورونقه حتى أصبح على غير حقيقته، فما يميز شهر القرآن هو أنه مظهر قوي من مظاهر الحكم الإسلامي ووحدة الأمة الإسلامية وعزة الإسلام حول العالم، فالقرآن دستور والسلطان للأمة لا يجوز أن يفترقا. وقد كان قادة المسلمين على مدى سبعة قرون إبان الحكم الإسلامي يتحينون فرص النصر في رمضان وينقلون فيه الأمة الإسلامية لمراحل أكثر قوة وصلابة في طريق النهضة ونشر الدعوة بالجهاد، فكان رمضان العِزة شهراً يُسجل فيه القادة والأبطال أعظم المواقف التاريخية العظيمة لأمة الإسلام وهم صائمون، فالصوم تدريب على الجهاد، يروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أرسل جماعة من أصحابه لغزو فاختلفوا ورجعوا قبل أن يغزوا، فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم غضب وقال: «ذَهَبْتُمْ مِنْ عِنْدِي جَمِيعاً وَجِئْتُمْ مُتَفَرِّقِينَ، إنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الْفُرْقَةُ، لَأَبْعَثَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلاً لَيْسَ بِخَيْرِكُمْ، أَصْبَرُكُمْ عَلَى الْجُوعِ وَالْعَطَشِ». فقد كانوا يسيرون على خطا قائدنا وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وصحابته الكرام والخلفاء والحكام في دولة الخلافة من مثل عمر بن عبد العزيز وهارون الرشيد وقطز والسلطان عبد الحميد وسليمان القانوني رحمهم الله. فلقد ارتبط شهر رمضان المبارك بالجهاد والقتال بقيادة خليفة المسلمين، فهو شهر نصر وتمكين للمؤمنين وإنقاذ للبشرية من براثن الكفر وأهله. فرمضان كان شهر الفتوحات الإسلامية ودخول الناس في الإسلام أفواجاً، والتاريخ شاهد على ذلك العصر الذهبي الذي لم تشهد البشرية مثله، منذ أن أصبحت الأمة في ذيل الأمم لأنها بقيت بدون حاكم وبلا خليفة. ومن هذه الانتصارات الكبرى في رمضان والتي كانت نقطة تحول في تاريخ المسلمين: غزوة بدر الكبرى، وغزوة الخندق، وفتح مكة ويوم تحطيم الأصنام ودحر رموز الشرك، وفتح مصر، وفتح عمورية والقسطنطينية، ومعركة عين جالوت وانتصارات صلاح الدين الأيوبي في حطين وغيرها. فالقائد اليوم مفقود والدولة الإسلامية مفقودة ففُقدت الانتصارات وفُقدت الرعاية وبقي الإسلام سجين الحدود المصطنعة في دويلات هزيلة تخدم حكوماتها السفيهة التي لا تتقي الله تعالى وتخدم مصالح الغرب الكافر المستعمر. فالمسلم في خوف من الموت بجائحة كورونا وأمراض أخرى مميتة. ويستقبل شهر رمضان المبارك في قلق من الموت جوعاً وفقراً، واستقبله في هلع من الموت بجائحة التشرد والغرق، أو أن يكون عالقاً بين الحدود هرباً من حُكام يقتلون شعوبهم داخل أراضيهم، واستقبله في عدم أمن وأمان بسبب الظلم والاضطهاد والحرب على الإسلام والمسلمين على يد الأنظمة الكافرة التي حرقت المسلمين وقتلت أطفالهم واستباحت نساءهم حتى داخل بيوتهم كالهند وكشمير وميانمار وتركستان الشرقية، ومنهم من يستقبله وقد قضي على أهله على يد يهود وسيسي مصر، والقوات الأمريكية والروسية وقوات أممية وأوروبية؛ بريطانيا وفرنسا؛ كما يحدث في أوزبيكستان وأفغانستان والعراق وسوريا واليمن وفلسطين المحتلة، والسودان شماله وجنوبه، ومنهم من يستقبله شهيدا قتله ملوك آل سعود في بلاد الحرمين الشريفين. يستقبل المسلمون شهر رمضان المبارك كل عام منذ تسعة وتسعين عاماً مضت على هدم دولة الخلافة في عام 1924م، وهم في ضنك وذل وظلم وقهر ولا يستطيعون أن يتذوقوا حلاوة الإيمان ولا أن يعيشوا عزة الإسلام وحلاوة تطبيق القرآن وأنظمة الإسلام في شتى مناحي الحياة. لقد تعمدت الأنظمة الحاكمة حول العالم إفساد شهر رمضان المبارك وأجوائه الإيمانية العطرة على المسلمين باصطناع المشكلات المستعصية اليومية، ففي زمن الرويبضات والطواغيت يعيش العالم في مشاكل لا تنتهي؛ لقد انقلبت الموازين فالواقع اليوم واقع مظلم لأن الأمة الإسلامية تعيش أسوأ تاريخ مر عليها بسبب الحكم العلماني الرأسمالي الجبري، ومن أجل استعادة عز الإسلام وقوته وعزة الأمة الإسلامية على المسلمين العمل لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ليعود شهر رمضان المبارك كما يجب أن يكون عليه، شهر انتصارات وفتوحات، وشهر رعاية وخير وكرم، وشهر وحدة وقوة وعزة. إن الأمل الوحيد اليوم للخروج من دهاليز الحكم الجبري المظلمة هو العمل مع العاملين المخلصين مع حزب التحرير لإسقاط الطواغيت وتصفيد شياطين الكفر في شهر رمضان وليكون شهر القرآن منطلقاً للتغيير والعمل بجد واجتهاد لتحقيق النصر واستعادة عظمة الإسلام وعِزة رمضان التي لن تعود إلا بإعادة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

الخميس, 30 نيسان/أبريل 2020 01:05
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الحكام الذين يتحكمون في شعوب العالم هم سبب شقاء البشرية

 

 

 

قال تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾، فكلنا يدرك ما صنعه الرأسماليون وأشباههم من شر مستطير في العالم، فهم لا يقيمون وزناً إلا لمصالحهم وأطماعهم... فحكام أمريكا والصين وروسيا وأوروبا...الخ، هم سبب شقاء العالم وشقاء شعوبهم، وجرائمهم بحق البشرية كثيرة، فهم من قصفوا الناس العزل بالقنابل النووية، واليورانيوم المنضب، وقنابل النابالم الحارقة، واستعبدوا القبائل الأفريقية بشكل وحشي وجعلوها حقولاً لتجاربهم البيولوجية والكيماوية، وحروب الإبادة للهنود الحمر وصمة عار على جبينهم، وجرائم الصين بحق المسلمين الإيغور ضجت بها الآفاق، وجرائم روسيا والصرب تجاه المسلمين في آسيا الوسطى والبلقان والشام لا زالت مستمرة، وجرائم بريطانيا في الهند بحق المسلمين وغير المسلمين لا زالت تداعياتها إلى اليوم، فهذه الجرائم تؤكد أن هؤلاء الحكام الذين يتحكمون في شعوب العالم هم سبب شقاء البشرية... فنعم كما قال القوي العزيز: ﴿فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾.

 

من جواب سؤال أصدره أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة

 

 

https://www.alraiah.net/index.php/islamic-culture/item/5100-2020-04-07-17-08-49

 

أسئلة أجوبة منقولة عن صفحة أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة على موقع الفيس بوك

 

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=6011&pid=24881&st=200&#entry24881

الأربعاء, 29 نيسان/أبريل 2020 00:17
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بسم الله الرحمن الرحيم

 

جريدة الراية: آفة الثورات وموجبات انتصارها ثورة الشام نموذجاً

 

 

قبل البدء بالحديث عن الآفات والمستلزمات لا بدّ من توصيف دقيق لمعنى كلمة ثورة والتي تعني التغيير الجذري الانقلابي والخروج عن الوضع الراهن وتغييره باندفاع يُحركه عدم الرضا والتطلع إلى الأفضل مع إلغاء فكرة العودة والتراجع مهما كلف الأمر فقد يكون النصر هو تحقيق الهدف المنشود وقد يكون الموت دونه. والثورة على الدولة لا بدّ أن يتمخض عنها دولة جديدة بنظامٍ جديد يُعالج ما أفسده النظام الذي تمت الثورة عليه؛ والثورة تحمل في مضمونها التحرر من القيود وبالتالي تحمل في طياتها كلها نزعة الاستقلالية فلا ينبغي لها مع ذلك أن تُنتج دولة ونظاما مسلوبي السيادة والقرار. والشعوب تُحجم عادةً عن الثورات أو تتأخر فيها بسبب عوامل عديدة منها الجهل والفقر والخوف من تبعات التغيير، ووعاء هذه العوامل هو ضعف الثقة بالنفس والذي يعني بطبيعة الحال وبصياغة أخرى تخلي الناس عن حقها وسلطانها وعدم السعي لاستعادته ممن يغتصبه منها. وبالتالي فإن على الثائرين والمتطلعين للتغيير أن يكونوا متيقظين لهذا الحال المراد تغييره حتى لا يتنازلوا أو يتراجعوا تحت ضغط الظروف عن أي جزئية من جزئياته فتتحول ثورتهم إلى حركة إعادة تصنيع للظلم يضاف له أمور خطيرة جداً، منها فاتورة من التضحيات المجانية التي ذهبت أدراج الرياح ومنها تعب الناس وفقدانهم الثقة والإرادة لإعادة عملية التغيير من جديد بعد الصدمة التي ستفاجئها. لذلك فإن الثورة إذا لم تكتمل في أذهان الثوار ليدركوا مداخلها ومخارجها فلن تكتمل معهم على الأرض، وإذا لم تكتمل في عقول الثائرين صورة واضحة عن الحال الجديد الذي يهدفون الوصول إليه فسيكونون عرضةً للتخبط والارتجالية وإنتاج أشكال جديدة من الضنك والانحطاط؛ وبالتالي لا يكفي التفكير بهدم الفاسد فحسب بل لا بد من التفكير في الوقت نفسه بصورة البناء الجديد وكيفية إقامته. عندما يدرك الثوار هذه الحقائق حول ما يراد تغييره وأنه ليس شخص رئيس الدولة بل نظامه وقانونه وتبعيته للمنظومة الدولية فهذا يعني بالضرورة إدراكهم لقضية مهمة ألا وهي حقيقة الصراع الذي سيخوضونه والذي لن يقتصر على مواجهة النظام المطلوب إسقاطه فحسب بل مواجهة مكر المنظومة التي يتبع لها والتي لن تتوانى في مواجهة الثوار. إن حقيقة الصراع تُحدد للعاملين الخطط والأساليب، فإن أدركوا أن الصراع هو صراع حق وباطل وصراع إيمانٍ وكفر فعندها ستكون هممهم عالية وأنفاسهم أطول والمفاجآت والمطبات أقل، وسيدركون مع ذلك أن عليهم اللجوء لداعم واحد وهو الله وسيضعون أقدامهم في بداية طريق الوصول لرضاه. أما إن أخطأوا في تحديد طبيعة الصراع وظنوا أن عدوهم هو نظام محلي فسوف يُخطئون ويتعثرون وقد يلجأون لعدوهم دون أن يدروا أنهم يستجيرون من الرمضاء بالنار، وسيبحثون عن حلفاء وداعمين مع الله في البداية، ثم عن داعمين دون الله، وهنا يبدأ الانحدار وتزل الأقدام؛ فستسيطر على الثائرين عقلية النظر إلى ما بين أيديهم من إمكانيات فقط دون النظر إلى معية الله وتأييده، ولعل هذه هي أخطر آفة من آفات الثورات. فها هي ثورة الشام قد وضعت طاقاتها تحت وصاية من يُسمون زورا بأصدقاء الشعب السوري فتعاونوا مع السعودية التي باعت قسماً في الجنوب، وتعاونوا مع قطر التي أكملت على الجنوب ودمشق، واليوم يتعاونون مع تركيا التي خانتهم بضمانها لاتفاقية خفض التصعيد التي سبقها بيع حلب. ولم يدرك الناس حجم الصراع الحقيقي كما يجب وإن هتفت حناجرهم بالقول (هي لله) وبالقول (أمريكا ألم يشبع حقدك من دمنا؟) ولكن لم تتحول هذه الصيحات إلى سلوك وخاصة بعد أن فتحت الدول حبل الدعم الذي قبلته الفصائل وربطته على عنقها فصارت ثوابت الأمس متغيرات اليوم! وقد رأينا كيف تحولت كتائب أحرار الشام إلى أداة لتنفيذ الهدن في مناطق دون أخرى ليتفرد النظام بغيرها، ورأينا كيف هرولت إلى مؤتمر الرياض الذي يُنهي بمقرراته فكرة الثورة، ورأينا كيف تحولت جبهة النصرة من عقلية الولاء لله والبراء من أعدائه إلى عقلية المشي مع التيار وممارسة التقية مع أعداء الله، وكيف تحولت في أدبياتها من عرض الإسلام العالمي إلى الإسلام المحلي (السايكسبيكوي) ثم إلى الإسلام المسمى معتدلاً والمتماشي مع النظام التركي لتصل في آخر حلقاتها إلى محاربة وإقصاء من كانوا يحملون فكرتها قبل سنوات، ورأينا كيف تحول الجيش الحر إلى جيش ليس حراً باختصار، ثم إلى جيش وطني ثم جيش حتى غير وطني عندما تحول مرةً لجندرما عند تركيا ومرة لمرتزقة للقتال في ليبيا! نعم إن آفة الثورة هي اعتبار أن الله هو الجهة الأضعف في المعادلة وبالتالي البحث عن جهة أقوى تساند الثورة بعيداً عن أوامر الله وتدابيره ونواهيه فيبدأ الثائرون عندها بدق المسامير في نعش ثورتهم. ولأن الشيء هنا يُعرف بضده فإن من أهم مستلزمات الثورة الوليدة أو الثورة التي يُراد تصحيح مسارها كثورة الشام، أن يدرك أهلها أولاً حقيقة الصراع وأنه صراع إيمانٍ وكفر وأنه صراع حق وباطل وأنه مواجهة مع المنظومة الدولية حتى لا يتفاجأ العاملون وحتى لا تبرد هممهم. وينبغي أن يتسلّح العاملون بمفهومين كافيين لتجاوز العقبات ألا وهما مفهوم الرزق ومفهوم الأجل؛ فالرزق مقسوم ومكتوب في اللوح المحفوظ كالموت تماماً، فلا يموت إنسانٌ حتى يستكمل رزقه وأجله، فعن أبي أمامة رضي الله عنه؛ أن النبي e قال: «نَفَثَ رُوحُ الْقُدُسِ فِي رَوْعِي أَنَّ نفْساً لَنْ تَخْرُجَ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى تَسْتَكْمِلَ أَجَلَهَا، وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَهَا، فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، وَلَا يَحْمِلَنَّكُمِ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تَطْلُبُوهُ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَّا بِطَاعَتِهِ». ولاستكمال مستلزمات النصر المطلوب من الله وحتى يسير العاملون ويتبعهم الناس ويُحاسبوهم على بيّنة لا بدّ مع المفاهيم السابقة أن يُحددوا مشروعهم للبديل المنشود بكل دقة ووضوح وبدون مواربة أو رمادية ليتبناه الناس وينصروه ويساندوا قادته للسير في تنفيذه حتى يسيروا على هدىً وبصيرة لا على مصطلحات فارغة من مضمونها كما فعل تنظيم الدولة التي استغل الرأي العام حول الخلافة ليزعم بعدها إقامة خلافة أساءت لمشروع الخلافة وسعت لتشويهه لولا فضل الله الذي فضحهم وكشف زعمهم. ولا تعني هذه المستلزمات عدم الأخذ بالأسباب المادية من إعداد عدة وعتاد ورجال، ولكن يعني أن يكون هذا الإعداد بناءً على مبدأ ثابت؛ فالوضوء لا يصح بماء نجس، والله طيب لا يقبل إلا طيبا والنصر من عند الله فهو القائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾، فما علينا إلا تحقيق الشرط ليحقق الله لنا الوعد إن شاء، ونسأل الله أن يكون قريبا.

 

 

بقلم: الأستاذ مصطفى سليمان

 

 

المصدر: جريدة الراية

 

 

https://www.alraiah.net/index.php/political-analysis/item/5140-2020-04-28-15-46-31

الصفحة 43 من 74

إضاءات

JoomlaWatch Stats 1.2.9 by Matej Koval