ملحمة شعرية جديدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم
الخميس, 02 آب/أغسطس 2012 10:46
الحـمـدُ لله حمـداً طـيبـاً يـتـوا = لى مثـلما الـدمُ فـي الأبــدانِ ينـتـقـلُ
محمــدٌ خـيرُ خلــقِ اللهِ كلِّهِـمُ = من نسل عدنـانَ والأنسـابُ تتــصلُ
بالأنبــياءِ بإبراهــيمَ ثـم بإس = ماعـيـلَ،ذا شرفٌ من ذا الذي يصـلُ
هيهات أن تلحقَ الأجناسُ حظكَ أن = ت سابقٌ غيرُ مسبـوقٍ ومتصل
بدأت تدعو بلا خوفٍ ولا كَلـلٍ = أخـا قــريشٍ وحــيداً، ليتهم عقَـلوا
ردوا عليه بلـؤمٍ من أبي لهــبٍ = تبــَّتْ يــداه وذو جهــلٍ هـو المَثـَلُ
اّذوْك حيناً وحيناً حاصروك ثلا = ثاً ما أطعـت لهم رأياً وقـد سـألوا
هيهات أن يظفرَ الأشرارُ منك عبار = ةً تريحُ نفوساً عنـدها العَــذلُ
فكنت كالطودِ لا تخشى مناظرةً = بالحقِ قد سطَعَتْ تجـري لـك الجُـمَلُ
نبـوّةٌ هي لا شعــرٌ ولا كــذِبٌ = ولا الكــهانــةُ أو بالـجــنِ يتصـلُ
كادوا بأبصارهم أن يُزلِقوكَ وكا = دَ مكرهُم أن يُرى يهوي به الجَـبلُ
سرى بك الله ليلاً من مقامك لل = قصى فصليـتَ فيهم خلفكَ الرُّسُل
عرجت للسبعِ والأبوابُ تفتحُ با = باً تـلـو اّخــرِ والجناتُ تحـتـفـلُ
هنـاك جبريلُ عند المنتهى وقـفا = وأنـت كلَّـمـك الرحـمنُ تمتـثـلُ
هناك قد فرض الرحمنُ خمسةَ أو = قاتٍ بخمسين في الميزانِ تكتـملُ
لم تعرفِ السبعُ ضيفاً حاز منزلةً = من قاب قوسينِ قد حفّت به الظُلَلُ
جــبريلُ طــافَ به والفـكرُ يلحَـقُه = عما رأى اَيةً كبرى كمـا الطَّلَلُ
قـد كــذَّبوك بمـا أخــبرتهم سَفَــهاً = كَـدأْبهم،إنهم قومٌ كما العَصـَلُ
بالحــق قد جئتهم بالبــيناتِ تُـصدِّ = قُ النبوةَ فاختاروا العمى الميَـلُ
مــا عنــدهم باطلٌ فالـلاتُ ثم مِنا = ةُ الثـالثةُ وعُـزّى بهـا الشـلَـلُ
—أعــاذك اللهُ إذ همُّـوا بقتلك غيْ = لةً ،فداك عليُّ نعم ذا البـطـلُ
خرجت من بينهم والسدَّ يمنعُهم = رؤياكَ والنومَ غشَّ العين والثَّوَلُ
هنـاك في غارِ ثورٍ ســدَّ مدخـلَه = جنــدٌ من الله والصدِّيقُ يبـتهلُ
والمشركون على الأقدامِ لو نظروا = رأوهما لكنِِ الإسلام له طَـوَلُ
تنكبوا عنك ثم الأنصارُ خزرجُهم = وأوسُهم أسلموا للعهـدِ قد مَثُلـوا
قد بايعوك على الأرواح دونك = طُلابُ حربٍ ومجــدٍ،رافِــدٌ جـَزِلُ
اّخيت في الله بين المؤمنين فأم = سوا أمةً وسَطاً في الأرضِ ما انتقلوا
تقاسموا العيشَ والأرزاقَ والسكنا = والدينُ يجمعُهم والسبْقَ قـد عَجِلوا
عيرٌ من الشام للكفار قد قدِمت = هــبوا لنسترجعَ الأموالَ وامتثـلوا
هبت قريشٌ لتحمي العيرَ وانتفضت = للحرب تحشدُ، والقيناتُ تكتـحلُ
وقد قضى الله أمراً كان فاعــلُه = إحداهما غيرُ ذات السيفِ قد أملوا
لم تغنِ أصنامُهم شيئاً أمامك في=بدرٍ ولا السيفُ قد ضاقت بهم سُبُلُ
عادوا يجرّون أذيالَ الهزيمــةِ إذ = سُراتُهم خلفهم قتلى فما خجِلـوا
وأنت حولك أبطالُ قد انتصروا = والفيء قد جمعوا والفعلَ ما فعلوا
أُصـبتَ في أحُــدٍ والقرحُ مسَّك والر = ماةُ قد نزلوا والنُـصحَ ما قبـلوا
تنـهالُ صوْبك في لــؤمٍ قــذائـفُهم = فكنت كالدرع مع سيفٍ له صَلَلُ
فالتف حولك فرسانٌ ضراغِمةٌ = للصيدِ والضرب وُرّادٌ كما الصُّمُلُ
على النزالِ وقطــعِ الهامِ والظَّـفَرِ = صدوا الوقيعــةَ صداً ما له مثَلُ
تأبى الهزيمـةَ نفسٌ روحهـا لمحم = د شَـقَـقْـتَ لهم منــها لهـا ثِــقَــلُ
لملمـت جرحـك والاّثـارُ يدفـُنها = في الحال كرٌ على الأعداء يعتمل
خرجتَ تطلُبَهم حتى يروا بك بأ = ساً لم يزلْ قائماً ما انتــابه الكسَلُ
أرسلت ترهب أعداءً عليك تاّ = مروا(سرايا) لها الصولاتُ والصلَلُ
وجهت زيداً يجـوب الشامَ في عددٍ = يواجه الروم أضعـافاً له نزلـوا
شاور ربعَـه زيـدٌ هل ينــازلُهـم = أو يخبرنَّ رسول الله ما العمَــلُ
فــقام في الجيش عبد الله ثالـثهم = يا قومُِ عنديَ رأيٌ جـاء فامتـثلـوا
إن الجهـادَ خرجـتم تطلـبون ول = مّا جاءكم ما أردتم إذ بـكم وجَـلُ
لسنـا نقــاتلهم بالضعــفِ بالعـددِ = وإنمـا ذاك بالإيـمـان لا العـَثِـلُ
فإنما هي إحـدى الحُسْنَيــينِ لـكم = والله يرحمُ من أرواحهـم بذلـوا
فأقبلوا صوب جيش الرومِ واقتتلوا = والموتُ يفغرُ والراياتُ تنتـقلُ
بين الأشـاوسِ زيدٌ بعــده ابن روا = حةٍ فجعفرُ للجــنات قـد وصـلوا
سيــفٌ مـن الله مسلولٌ تنــاولــها = لينقذ الجيش،لا فاراً بل الحِيَـلُ
مكيدةٌ أذهلت في الحرب ساستها = ينجو بجيشه من موتٍ وينسحـلُ
لم تنـسَ مكــةً يومـاً غيــر أن بهــا=قوماً على خطـأٍ والشركً لم يـزلـوا
والعُرْفَ لم يحفظوا بين القبائل في = حجٍ يطوفون بيت الله ما وصـلوا
قصدتَ مكةَ حاجاً لا تريد قتا = لاً وانتهى الأمر في صلحٍ به جدلُ
لم يرضَ صحبُك بعض الشرطِ منه لعل = هـم رأوا فيه ظُلماً شابه خَــلــلُ
لكنه الوحيُ ثم الفتــحُ جرَّ على ال = إسلامِ خيراً إذ انهارت به هُبَـلُ
غطفانُ طامعةٌ مع غيرها وقُري = شٌ حاصروا يثربَ الإسلام كييصلوا
إلى المدينة والأنصار فينتزعوا ال = إسلامَ من أهـلها والعــهد قـد حصـلوا
خانت يهودُ وضاقت بالنبيِّ وصــح = به بـلادٌ فــداها المـالُ والمُقَـلُ
أشـار سلمــانُ بالرأيِ السـديد فأر = بك العدوَ،فتلك الحربُ والختَــلُ
شهــرٌ ولم يظفــروا إلا بخيــبتهم = حول المدينةِ والأحزابَ قد فشلوا
ريحٌ من الله هــبَّتْ تعصفنَّ بهــم = فلا قدور لهم أبقتْ وقـد رحـلوا
الاّن نغزو ولا نُغــزى يقول رس = ول الله في فطنةٍ بالعقلِ تُختَزلُ
حكَّمت سعدا لعمري في قريــظــةََ كــا = ن السبيُ والقتل ذاك العدلُ لا السدَلُ
قد كان قبلك في عيسى ابن مريمَ وال = إنجيل بشرى فخانوها وقدسُئلوا
هم اليــهودُ يهــود المكــرِ خيـبرُ والن = نضيرُ شبوا على التحريضِواتكلوا
علــى قريشٍ لتبقــى قــلعــةٍ لهــمُ = وإذ بها خذلتهـم يوم أن قُتــلوا
لم تتعظ من قريب قيــنقاعُ بإخ = وانٍ لهم طُردوا من قبلُ وارتسلوا
دارت على الصلـح أيامٌ وقد غــدرت=بكرٌ،نُصرتَمُ يا عمرو،لك الكَفَلُ
قــد جاء يرجو ابن حربٍ للصحابةِ عط=فاً لم يجده ولم تشفع له الحِيَلُ
تمر حول أبي سفيانَ فرقتُك ال = خضراءُ كالأسْدِ في الغاباتِ ترتحلُ
دخــلت مكــةَ لم تقــتل بها أحداً = حـلمٌ وعــفوٌ وأخلاقٌ هي المُثُـلُ
دارت رحاها حُنينٌ وقْعَةٌ نُصِبتْ = فيها كمـائنُ فارتـدتْ بها الأُوَلُ
فــأدبر القــومُ منهـم شامتٌ كأبي = سفيانَ خلف قريشٍ مثلما الرَّمَـلُ
هنــاك صاح نبــيُّ الله عنده عم = هُ بصــوتِ مُـدوٍّ مثــلما الجمــلُ
أين الــذين لهـم سبــقٌ ومنــزلةٌ=في الخير والحربِ بالإسلامِ ما عَدلوا
مهاجرون وأنصــارٌ وقد سمعــوا ال = نداءَ لبوا رسول الله وانفتـلوا
رأوْا نبــياً علـى الأعــداء لــيس له = ندٌّ ،شجاعٌ وصنديدٌ هو البطـلُ
سطَّرتَ ملحمةً في الحرب حُقَّ ال = تقديرُ والمجدُ والإقــدامُ والمَثلُ
النصــرُ ساعــةُ صبرٍ ذاك تــدركُه = لا بالتمني،إذاً بالجدِّ لا الهَـزَلُ
لما رأتك أخا حـربٍ هــوازنُ ولّ = تْ دون أرحامها والعار مشتعلُ
فيءٌ وغنمٌ كمد العين قد تركوا = أعطيتها قومك والأنصـارَ ما نفـلوا
أعطيت ذاتك للأنصار فانقلبوا = راضينَ في خطبةٍ تَبكي لهم مـُقَلُ
دانت لك العُربُ في كل الجزيرةِ بع=دما قريشٌ على الإسلامِ قـد نزلوا
فارتاح صحبُك حيناً ثم صوبَ بلا = الرومِ وجهتهم والخيرَ قد حملوا
هرقلُ قد فرَّ مذعــوراً أمامــك وال = منافقونَ تواروا منك واعتزلوا
تبوك معركةٌ بالرُعب سطرها الت =اريخُ،نصرٌ بلا حـرب هي الجَلَـلُ
أتــتك في التــسعِ من عام الوفود أكا = برُ الجزيرةِ من أنحائها تصلُ
تُعــطيــك بــيــعــتــها لله طائــعــةً = عــزٌّ تأتــى لمُلْــكٍ شـدَّه الطَّوَلُ
وأصبحتْ شوكةُ الإسلامِ تقطعُ أطر = اف الجزيرة،وانقــادت لها دُوَلُ
تسوسُ بالعدلِ كلَّ الناسِ مجتهداً=في الحرب والسلم، لا حيفٌ ولا زلَلُ
في خطبةٍ رُحت بعد الحجِ ترسلها = مودعاً فبــكى الصدّيقُ به الصَهَلُ
ويوم جاءك بُشرى المـوت سرَّك أن = تعلو إلى الله محموداً فذا الأملُ
لك الوسيلةُ محمودُ المقامِ وعن = د الله تفــتـحُ باب الخــير مؤتـِملُ
طه على الخلقِ نورٌ يُهتدى به فيالظ=لماءِ شمسٌ تمـنى ضـوءَها زُحـَلُ
ما كـان للأرض أن تجــري بها قَدَمٌ = تبقى لها شرفاً لم يأتـها مَضَــلَُ
إلا إذا التصــقت اّثارها بمحمّ = دٍ،فنعم في الأرض محمولٌ ومحتــملُ
يا رب فاحفظ لنا بالمصطفى خبراً = على الورى ساطعاً يجـري كماالضَّلَلُ
قد كان لابن سلولٍ في النفاقِ جما=عةٌ على المكرِ عاشت سفَّها الخَبلُ
فمــات قبــلك لم يظــفر بنــائلةٍ = قد خاب سعيُه واسودَّتْ له النُّزُلُ
إن العمــالة دأبٌ للمنافقِ وال = لمنافقاتِ على مثـلِ الغدرِ قد جُــبلـوا
همُ العــدو بأعداءٍ لنا اتصــلوا = والدسُّ شيمتُهـم والغدرُ مُحتَمـلُ
يا خير من أرسل الرحمنُ للبشرِ = قد خصك الله خمساً دونها الرُّسُلُ
أُرسلتَ للناس من عُربٍ ومن عجمٍ = وكلُها أنت مبعـوث لها المِلَلُ
حباك ربُك بالأخلاق مكرُمةً = تمت أماراتُهـا فعـلاً يا أيها الزَّوَلُ
ما عاش في الكون طولَ الدهرِ مثلُك يا اب = ن الأكرمين،فلا ندُّولا بَـدلُ
فلا يُقــاسُ بك الأنــام كُـلُهم = وفي الشهادةِ ركنٌ رئيسٌ فيك يكتملُ
يا أكرم الخلقِ يومَ البعثِ حُقَّ لك ال = قـبولُ إذ أحــجمت في الشدةِالرُسلُ
إني بمدحك مشتاقٌ لمرتبةٍ = في الشعر تزدانُ من ألفــاظها الجُملُ
إن السعــادةَ فــيمن أنـت قــدوته = طوق النجاةِ إلى الدارين مؤتملُ
من سيرة لك بالقـراّن تقترنُ = تمشي على الأرض هداراً لك النُبلُ
يا أيــها السائلي عن سر مدحك من= أثنى عليه ربُه منه الوحي قدنهلوا
من الكتاب صفاتٍ فيك قد نزلتْ = ماذا أردتَ بأشـعارٍ كما الزَّجـلُ
وهل تبقَّى إذ الوُرادُ قد وردواال = اّبارَ شـيءٌ يُـرى إلا بـه السمَّـلُ
فما مدحتك بل نفسـي مدحتُ و = في الأشعارِ ذكْرٌ لمدّاحيك متصِــلُ
من ذا الـذي ينصـرِ الإسلامَ مكتمِلاً = في بيعـة تبـدأُ التاريخَ تنـتقلُ
مثــل الشرارةِ بالأمــصار تشــتعلُ = توحــد الناس بالإسلام تنفعلُ
لا يعــلــمُ الــوقــتَ إلا الله قــدَّره = في اللوح يسألنا عمـا له عَمِلوا
تعيد سيرتَهـا الأولى كما بــدأتْ = غريبةٌ هي مضروب لها الأجلُ
الــدين أسٌّ ومنه الحكـمُ حارسُه = تبقى الخلافةُ روحاً ليس ينفصِلُ
فاسعوا إليها وغذوا السيرَ وانتفضوا = في قوةٍ وأعـيدوها هي الأكُـلُ
تــؤتي لكم كلَّ حيــنٍ خيرهــا العَرِمِ = تنسوا ماّسيَكم والحالُ يعتدلُ
رحماك ربي بمن في الشام من بشرٍ = عضّوا على الشرع،أجنادٌ لهمطَـوَلُ
فكن لأعدائهم خصماً ومن يكنِ ال = جبارُ خصماً له ينتهِ وقد يفِلُ
انصر عبادك لا تشمتْ بهم أحداً = نصراً عزيزا لك الأقدارُ والأزلُ
قد أبتغي إذ سـألـت اللهَ مغـفـرةَ = تأتــي إليَّ جـزاءً، نعــمَ ذا العـملُ
إنــي أودّك والأشــعارُ شاهــدةٌ = والله يعــلمُ أنـي لسـتُ أفتــعلُ
إني لمستعذبٌ جهدي وذكرُك في ال = ورى بملحـمةٍ، ذا الشعرُ أرتجِـلُ
الشاعر:داود العرامين/فلسطين