دعوات الانتفاضة هل تنجح في تشجيع الشباب الأوزبكي في الداخل على الثورة ضد الدكتاتورية في أوزبكستان؟

طباعة

عبد الحق الأنديجاني
تاريخ النشر :18 ابريل 2011 م

بدأت النداءات الأوزبكية تنتشر على صفحات الإنترنت ولا سيما في موقع فيس بوك الشهير ومواقع المعارضة الأوزبكية، فيما أعلنت حركة أوزبكية جديدة تسمي نفسها "ييتار" (يكفي) بأنها سوف تبدأ مظاهراتها الاحتجاجية بتاريخ 1/يوليو/2011م ضد استمرار الرئيس الأوزبكي المدعو " إسلام كريموف " في رئاسة البلاد منذ 22 عاماً، بالرغم من انتهاء فترة ولايته مرات عديدة.
الغموض في الشارع الأوزبكي ما زال مستمرا، في ظل القبضة الحديدية التي يفرضها نظام "كريموف" ونشره ثقافة الخوف والرعب على أوسع نطاق في قلوب الشعب الأوزبكي الذي ما زال يعاني من الآثار السيئة التي خلفها القمع الحكومي الوحشي لانتفاضة أنديجان في عام 2005م حيث قتل الجيش الأوزبكي الآلاف في شوارع مدينة أنديجان وأجهزت حتى على الجرحى في المستشفيات، ولم تتدخل القوى الدولية بأي مساعدة أو حماية للشعب في مواجهة طغيان النظام الحاكم .

لكن وبعد انتشار أخبار الثورات العربية الجديدة التي نجحت حتى الآن في إسقاط حكومتين دكتاتوريتين من أعتى الأنظمة الدكتاتورية في العالم (في تونس ومصر) أيقظ الأمل من جديد في صفوف  الشباب الأوزبكي وبدأ يستلهم العبر والدروس من هذه الثورات الشعبية.

وتدور هذه الأيام نقاشات حادة بين مؤيدين للثورة على نظام كريموف وبين من يخوفون الناس من الإبادة والقتل والفتن الدموية مثل ما حصل في انتفاضة أنديجان تماماً.
وتشتد الخلافات حين يتهم بعضهم بعضا بالعمالة للنظام، فحتى الحركة الجديدة – حركة "يكفي" – اتهمت من قبل بعض نشطاء المعارضة بأنها فتنة جديدة اخترعها نظام كريموف كخطوة استباقية لإفشال الثورة الشعبية الحقيقية، بدعوى أنها حددت يوم انطلاقتها لمساعدة النظام على الاستعداد للقمع من البداية.

وفي خبر واحد من الأخبار التي تنشرها إذاعة الحرية الأوزبكية على موقعها في الإنترنت عن بعض الاستعدادات التي تجري للتحضير لانطلاقة الثورة الأوزبكية خلال الأشهر القادمة تجد مئات التعليقات من القراء الذين يبدون آراءهم المختلفة ويطرحون الكثير من الأفكار المتعلقة بالموضوع.

وأما المقالات والتحليلات السياسية التي يكتبها شبان ناشطون من الإسلاميين وغيرهم من الأحزاب والحركات السياسية المعارضة وينشرونها في مواقعهم فلا تكاد تحصى، وكلها تنادي بضرورة بدء الانتفاضة وانتزاع الحرية والاستقلال الحقيقي من نظام كريموف بقوة الشعب وبقوة المظاهرات السلمية، وبالاستفادة من وسائل الإعلام بشكل جيد.

ولكن الإشكالية الحقيقية أن هذه النداءات كلها أو معظمها ما زالت تنطلق من الخارج من النشطاء المنفيّين المطاردين، وأما الشباب الأوزبكي في داخل البلاد فلا أحد يعرف مدى استعدادهم أو حتى اقتناعهم بفكرة الثورة، وإذا اقتنعوا بها فكيف يتواصل الثوار المنتظرون مع بعضهم البعض لتنسيق ثورتهم، فمن المحتمل في أي لحظة أن تقطع الحكومة جميع وسائل الاتصال وتشدد الإجراءات الأمنية في كل الميادين والشوارع الرئيسية.

فالسؤال الوحيد الذي ينتظر الجميع جوابه بفارغ الصبر هو متى سيبدأ الشعب الأوزبكي الثورة الحقيقية ضد النظام الدكتاتوري ؟

المصدر :«أوزبكستان المسلمة»



شارك على فيس بوك