الرئيس الأوزبكي يفتخر بتقليل عدد السجناء ويقارنهم بسجناء أمريكا وروسيا

طباعة

زعم الدكتاتور الأوزبكي المدعو بـ"إسلام كريموف" بأن عدد السجناء في أوزبكستان تقلص مرتين خلال عشر سنوات الأخيرة، وأنهم لا يشكلون إلا 166 شخصاً من كل 100000 (مائة ألف) شخص.

وقال في معرض حديثه أمام البرلمان الأوزبكي بأن هذا يعتبر قليلاً جداً إذا ما قورن بما هو حال الدول الكبرى مثل أمريكا وروسيا، حيث إن عدد السجناء في روسيا مثلاً يعادل 611 شخصاً لكل مائة ألف شخص، وأما في أمريكا فيعادل 738 شخصاً لكل مائة ألف شخص.
كما ادعى بأن هذا "الإنجاز الكبير" إنما تحقق بفضل سياسته الليبرالية في أحكام وإجراء العقوبات.

ولكن الأمر الذي ربما لم يخطر في باله من الأساس هو أن الدول التي قارن أوزبكستان بها إنما هي دول غير إسلامية قد انتشرت فيها مختلف أنواع الجرائم، من قتل واغتصاب وعصابات إجرامية وغير ذلك، بينما الشعب الأوزبكي هو شعب مسلم عريق، له ديانته وعاداته الإسلامية وأخلاقه الاجتماعية العالية، ولله الحمد والمنة، ومع ذلك يقبع ما يزيد على أربعين ألف مواطن في سجون "كريموف"، وذلك باعترافه الشخصي المباشر كما نشرت في وسائل الإعلام اليوم.

ويتبين من الاعترافات الجديدة للرئيس الدكتاتور بأن عدد السجناء قبل عشر سنوات كان ضعفي العدد الحالي، بمعنى أنهم كانوا أكثر من 120000 (مائة وعشرين ألف) سجين.

فإذا عرفنا هذا نرجع إلى أحداث أوزبكستان قبل عشر سنوات، وتحديدا في عام 1999 وعام 2000م، فماذا كان يحدث في البلاد في تلك السنين، حتى جعلت عدد السجناء يبلغ مائة وعشرين ألف شخص ؟!
هذا الأمر يقودنا إلى ذكر حوادث التفجيرات الأولى في تاريخ البلاد حيث اتهم بها الإسلاميون وزج على إثرها عشرات الآلاف منهم في السجون ومات المئات منهم تحت التعذيبات في سلسلة من الحملات الحكومية الهمجية التي لم تتوقف تداعياتها ولا حلقاتها حتى الآن.

فلنسلم جدلا بصحة مزاعم الدكتاتور الأوزبكي ولنقل بأن عدد السجناء حالياً قد انخفض إلى حوالي 45000 (خمسة وأربعين ألف) شخص فقط من بين 27000000 (سبعة وعشرين مليون) نسمة هم سكان أوزبكستان، فهل تظنون بأن هؤلاء السجناء الحاليين في معتقلات "كريموف" هم مجرمون وخارجون على القانون الأوزبكي حقيقة ؟!

كلاّ، إذ لو كان ذلك صحيحاً لكان أول من يذكر في عداد السجناء هو الرئيس كريموف نفسه، لأنه بنفسه قد نقض قانونه الذي أقسم به وبالعمل به مرات ومرات، ومن أشهر انتهاكاته القانونية في مجال السياسة هو إصراره على البقاء في منصبه منذ ثمانية عشر عاماً، وخوضه مسرحية الانتخابات الرئاسية لمرات عديدة.

فالخلاصة أن السجناء البالغ عددهم قرابة 45000 (خمسة وأربعين ألف) – حسب إحصاءات كريموف نفسه - ليس كلهم من المجرمين الذين ارتكبوا من الأعمال ما يخالف القانون الأوزبكي، بل إن معظمهم هم من المسلمين المظلومين الذين اتهموا بمختلف أنواع التهم الباطلة والملفقة فاعتقلوا وسجنوا وعذبوا حتى يبقى الرئيس الأوزبكي في منصبه مرتاحاً يتلذذ برؤية جنوده وهم يقتلون ويذبحون أبناء المسلمين ونساءهم، متفوقاً بذلك فرعون مصر الذي كان على الأقل يستحيي نساء بني إسرائيل وإن كان يذبح أبناءهم.

المصدر :«أوزبكستان المسلمة + وكالات»
 



شارك على فيس بوك