تظاهرات احتجاجية دولية لمطالبة كازاخستان بعدم تسليم اللاجئين لأوزبكستان

طباعة

تظاهر المئات من المهاجرين الأوزبكيين في مختلف أنحاء العالم احتجاجا على سعي الحكومة الكازاخية لتسليم اللاجئين الأوزبكيين في أراضيها إلى سلطات أوزبكستان التي اشتهرت في العالم بوحشيتها وقيامها بانتهاك أبسط الحقوق الإنسانية.

وتأتي هذه المظاهرات التي أقيمت في عواصم كل من السويد وسويسرا وألمانيا وهولندا والدانمرك وأمريكا وأوكرانيا بعد قرار المدعي العام الكازاخي بتسليم ثلاثين لاجئاً أوزبكياً إلى أوزبكستان بالرغم من منح المفوضية الأممية اللجوء السياسي لأكثرهم. وكانت الحكومة الكازاخية قد سحبت في بداية هذا العام الترخيص من المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين وألغت منح اللجوء من الأسر الأوزبكية المسلمة التي كانت تعيش في مدينة "ألماتي" منذ سنوات عدة، جاءوا إليها طالبين من الأمم المتحدة الحماية من سلطات أوزبكستان التي تواصل قمعها وتصفيتها للمسلمين المتدينين الذين يأبون التخلي عن شعائر دينهم الظاهرة والباطنة.
وبعد قيام الحكومة الكازاخية بإلغاء منح اللاجئين قامت الأجهزة الأمنية باعتقال أكثر من أربعين لاجئاً أوزبكياً وترك نسائهم وأطفالهم في أوضاع مأساوية للغاية، وبدات بإجراءات تسليمهم إلى سلطات أوزبكستان التي تتهمهم بالعلاقة بنشاطات "إسلامية إرهابية" في البلاد.
ومن المعروف لدى جميع المراقبين المحليين والدوليين أن حكومة الرئيس "إسلام كريموف" لا تزال تواصل القمع والتقتيل والتعذيب لكل من يصرّ على إظهار الشعائر الإسلامية في نفسه كإقامة الشباب للصلوات جماعة في المساجد وإعفائهم للحية والقيام بدراسة أو تدريس القرآن الكريم أو العلوم الإسلامية باستقلال ولبس الفتيات المسلمات للحجاب وغير ذلك، فمن يلتزم بهذه الشعائر الإسلامية فإنه لا بد وأن يتهم بالإرهاب والتطرف وتهديد أمن الدولة والمجتمع ولا بد من اعتقاله وتغييبه في السجون.

فلهذا اضطر عشرات الآلاف من المسلمين الأوزبكيين للفرار بدينهم وأنفسهم ومغادرة أوزبكستان متوجهين إلى شتى أنحاء العالم، وتحمل انواع المشاق والأذى في سبيل هجرتهم والبحث عن ماوى آمن لأنفسهم وأهليهم.

واما الحكومة الكازاخية وغيرها من الحكومات المجاورة بدلا من مساعدة وإيواء المظلومين الأوزبكيين وتسهيل هجرتهم فإنها تساعد الجلاد والطاغية في القضاء على المسلمين، فكم من لاجئ قامت بتسليمه إلى أوزبكستان فتعرض للتعذيب والموت فيها، وكم من لاجئ ضيقت عليه معيشته إلى أن استطاع الفرار حتى من كازاخستان إلى بلدان بعيدة عن المنطقة تماماً.
واليوم نقف أمام موجة جديدة من حملات قمع المسلمين الأوزبكيين ونسائهم وأطفالهم، فلذا خرج المئات من أمثالنا المهاجرين الأوزبكيين في أنحاء العالم للدفاع عن حقوق إخوتنا وأخواتنا هؤلاء الذين يعانون الأمرين في كازاخستان التي تسعى لتسليمهم إلى طاغية أوزبكستان.
يقول اللاجئ الأوزبكي "فرخاد" - وهو أحد المهاجرين الذين تظاهروا ضد هذا الظلم الكازاخي في تصريح صحفي أمام مقر إدارة مفوضية اللاجئين لدى الأمم المتحدة في ستوكهولم عاصمة السويد:
"أنا أيضاً هاجرت أوزبكستان بعد اتهامات حكومية لي في الأمور الدينية، بعد تفجيرات عام 1999م في طشقند (عاصمة أوزبكستان) اتهمونا بمختلف الاتهامات، ونحن وإن كنا لا علاقة لنا بهذه الأشياء أدرجونا في القائمة (السوداء) وكانوا يحققون معنا ويضايقوننا في كل شهر، وبعد أن اشتدت الاضطهادات علينا خرجت وسافرت إلى روسيا ومن هناك طلبت من مفوضية الأمم المتحدة الحماية... والآن نحن اجتمعنا هنا أمام مقر مفوضية الأمم المتحدة وأعلننا احتجاجنا واستنكارنا لقرار الادعاء الكازاخي بتسليم 29 لاجئا أوزبكياً إلى أوزبكستان، وقد تظاهر معنا هنا أكثر من 40 شخصاً، أكثرهم من المهاجرين الأوزبكيين المقيمين في السويد، وبيننا بعض إخواننا من المهاجرين الأويغوريين (تركستان الشرقية) وقوميات أخرى كذلك، وقد كتبنا طلبنا في خطاب موجه إلى حكومة كازاخستان وإلى المفوضية العليا لشئون اللاجئين لدى الأمم المتحدة ... وقد أكّدنا بأن اللاجئين الأوزبكيين في حال تسليمهم إلى أوزبكستان (لا قدر الله) تنتظرهم التعذيبات هناك، وأن تسليمهم إلى أوزبكستان كالحكم عليهم بالموت! ...".

وقد تحدث المتظاهرون الآخرون أيضاً بمثل هذه التأكيدات، وقد رفعوا لافتات كبيرة مكتوبة عليها عبارات مختصرة وواضحة مثل: "أوزبكستان بلد التعذيبات" و "أوقفوا ترحيل اللاجئين!" وغير ذلك من العبارات.

وأكثر المتضررين من قيام السلطات الكازاخية بهذه التحركات الجائرة أطفال هؤلاء اللاجئين المعتقلين ونساؤهم حيث لا أحد يرعاهم ولا أحد يساعدهم منذ أشهر عديدة، ولم تنفع ترجيات النساء أمام الدوائر الحكومية الكازاخية وبكاء الأطفال ومآسيهم التي تبث على شاشات العديد من وسائل الإعلام في إيقاظ روح الرحمة والشفقة في قلوب المسئولين الكازاخيين – إن كان في قلوبهم رحمة أو شفقة إنسانية – والله المستعان.

وقد بدأت الحكومة بتنفيذ قرار هيئة الادعاء فقامت بتسليم أول لاجئ أوزبكي إلى حكومة أوزبكستان بالرغم من كونه من مواطني قرغيزستان ومن أهلها، وهو الشاب المسلم "خورشيد كاملوف"، وليس له ذنب أمام الحكومات سوى كونه مسلماً أوزبكياً متديناً.

ومن المؤكد أن الحكومة الأوزبكية تطالب كازاخستان بتسليم جميع المسلمين المطلوبين لديها من اللاجئين الأوزبكيين الذين هربوا إلى كازاخستان وتدفع لها مقابل ذلك من الأموال الطائلة ما لا يعلمه إلا الله، وهناك آراء تقول بأن الحكومة الأوزبكية تسقط الديون الكازاخية من الغاز الطبيعي لأوزبكستان مقابل تسليم المسلمين المطلوبين هؤلاء.

المصدر :«أوزبكستان المسلمة» 



شارك على فيس بوك