سياسة التوطين والسعودة في بلاد الحرمين تقتل معنى الأخوة الشرعي
الأحد, 24 آذار/مارس 2013 22:12
إن التداعيات التي تشهدها الساحة الإقتصادية في أرض الحجاز خطيرة حيث أصبح المقياس المنفعة المادية والأرباح فوق كل إعتبار بحيث لا يهتم أصحاب الأعمال برعاية شؤون العمال كونهم مسؤولون عنهم .
ويمر سوق العمل في السنين الأخيرة بسياسة غير إسلامية فيما يُعرف بسعودة الوظائف حيث يعمل من هم من أبناء الحجاز بدلا عن من يسمون بالوافدين من الخارج إلى " السعودية"، مما يرسخ الإنقسام بين المسلمين في أرض الحجاز وفي بلاد أخرى على أساس الوطنيات الهابطة بينما يعطى الأجانب من أوروبا وأمريكا أحسن الوظائف وأعلى الرواتب مع إنهم من غير المسلمين.
وسياسة التوطين مجحفة في حق المسلمين من بلاد أخرى فالأولى أن تفتح الفرص بشكل متساوٍ بين المسلمين بغض النظر عن الأوطان ويجب أن يفصل بينهم الكفاءة لأداء الوظيفة المعنية وأن يفوز بها القوي الأمين .
إلا أن الوضع الإقتصادي في أرض الحجاز لا يختلف كثيرا عن بلاد المسلمين الاخرى حيث الحكم بغير ما أنزل الله يجعل النظام الإقتصادي المُطبق رأسمالي وغير إسلامي. وبالتالي قد أثرت الأزمة الإقتصادية العالمية على بلاد المسلمين عامة بما فيها أرض الحجاز مع إنها بلاد ثرية وعمّ الفقر بينما تزدهر بلاد الغرب الكافر على حساب إستنزاف ثروات الأمة الإسلامية بسبب الأنظمة التي لا ترعى شؤون المسلمين بشرع الله فكان من الطبيعي أن تظهر مشكلات دخيلة على المجتمعات في بلاد المسلمين كمشكلة السعودة والعمالة الوافدة وفيها من غير المسلمين كثيرون ويحظون بمعاملة أفضل من المسلمين في بلدهم أيضا حسب الشرع الذي لا يعترف بالحدود بين بلاد المسلمين.
وبدلا عن الجدل حول مشكلة الوافدين والسعودة يجب أن تكون النقاشات حول تغيير نظام الحكم في أرض الحجاز إلى نظام الحكم في الإسلام حتى تستقيم الأمور الإقتصادية وتكون الروح السائدة روح الأخوة والمحبة وليس التنافس والتسابق والبغض والحسد والحقد بل الكفاية والرعاية والقناعة .
شبكة الناقد الإعلامي
23-3-2013