حل النزاعات في السودان يكون فقط بتطبيق الإسلام الصحيح

طباعة

لم يتفاجأ كثير من المتابعين السياسيين بفشل "رئيسي السودان" عمر حسن البشير وجنوب السودان سلفا كير ميارديت في التوصل إلي "رؤية مشتركة" حول كيفية تنفيذ ما إتفقا عليه في 27 سبتمبر/أيلول الماضي أو تجاوز ذلك لحلول أشمل لما ظل عالقا من خلافات بينهما، حيث أن الفشل متوقع حيث أن العلاقة بين الطرفين علاقة مصالح مادية وكلاً يبحث عن تحقيق مصالحه بغض النظر عن الأوضاع الرديئة في البلاد وما يعانيه الناس في الجنوب وفي الشمال من فقر وجوع ومرض وتشرد، وعلى هذا الأساس قامت حكومة الإنقاذ بتقسيم السودان إلى شمال وجنوب بموجب إتفاقية نيفاشا المشؤومة في 2005 بإشراف أمريكي، فإنقسمت السودان إلى الشمال الإسلامي والجنوب النصراني فكيف تكون هناك رؤية مشتركة لتنفيذ أي إتفاقات؟ بل ضلت حكومة الإنقاذ الطريق وأصبحت دمية في يد أمريكا.
والأوضاع لم تهدأ أبدا منذ الإنفصال في الجنوب، والذي تم بغرض السلام والتنمية، التي لم تتحقق أيضا، و بحجة حق تقرير المصير، ففرط البشير في ثلث أراضي المسملين وصار الجنوب "دولة مستقلة" فأصبح للمتمردين المجرمين سلطة وأموال وجيش وإعتراف دولي بحكومة الجنوب التي تتكون من عصابات هلكت الحرث والنسل قبل الإنفصال وبعده أكثر، ويستمر مسلسل الخلافات والمشاكل المفتعلة لتعيش السودان في فراغ إستراتيجي ولتصبح هويته الإسلامية مهددة بتكالب الأعداء عليه، ويظن الناس أنه وضع لا حل له إلا بالتدخل الأجنبي الذي تنشده أمريكا ومنافستها أوروبا والعملاء التابعين في أفريقيا، لتكتمل حلقات تقسيم الكعكة فهناك إقليم دارفور وكردفان وقضية أبيي وسعي طرفا الصراع على الأراضي والثروات الهائلة في سلة غذاء العالم.                    

وقال الكاتب والمحلل السياسي عبد الله آدم خاطر أن "ميثاق الفجر الجديد" الذي وقعته المعارضة في كمبالا مؤخرا ويدعو إلى تسريع التحركات لإسقاط حكومة الخرطوم، رفع سقف آمال الجنوب بحدوث تغيير في السودان يكون "لأصدقائه" نصيب فيه. 

ويستبعد المحلل السياسي محمد علي يستبعد توصل الطرفين إلى تسوية "في وجود أياد تدفع بأحدهما تجاه التصعيد وأن الوضع الحالي للطرفين لن يساعدهما في تجاوز أي عقبة." و يرى أن وجود "محركين خارجيين سيتسبب بأزمات أخرى موازية لأجل استمرار الأوضاع الحالية أو تحريكها باتجاه الحرب".

 كما استبعد علي نجاح الأفارقة في احتواء الخلافات "لأنهم يفتقدون للرؤية الموحدة كما أن السيطرة الغربية على بعضهم لن تسمح لهم بحسم المسألة لصالح السودان "الإسلامي العروبي"". وفي النهاية إيجاد حل على أساس رؤية مشتركة مستحيل، فالنقيضان لا يلتقيان أبدا، ويبقى مستقبل السودان في مهب الريح ومرهون بالسعي الجاد للتغيير الإنقلابي الشامل والعودة لتطبيق الإسلام الحقيقي في نظام الخلافة الراشدة الذي يلجم أمريكا وأوروبا وحكومة الجنوب وجميع أعداء الدين ويضم أراضي المسلمين في السودان إلى حظيرة الإسلام والأمة الإسلامية الواحدة.


28-1-2013
شبكة الناقد الإعلامي



شارك على فيس بوك