وزير الداخلية يقف على استـعداد الأجهزة الأمنية والخدمية لخدمة ضيوف الرحمن

طباعة

في كل عام يمر موسم الحج على المسلمين في صعوبة بالغة حيث يتقدم الحجاج في بلادهم لفيزا الحج وفرز أوراق المتقدمين عليها شروط قبول كثيرة، لم ينزل الله تعالى بها من سلطان، فيجب على الحاج أن يكون أكبر من أربعين عام، وأن لا يكون قد حج في أخر خمس سنوات، وأن يدفع ثروة معتبرة للسفر، ولا يعلم المسافر بالسفر إلا بعد معاناة وتردد لحين إجراء القرعة، وذلك لأن كل بلد من بلاد المسلمين قد "حدد " لها النظام السعودي عددا يزيد وينقص بحسب العلاقات السياسية بين البلدين، ويتكبد الحاج المصاعب الكثيرة حال وصوله إلى أرض الحرمين الشريفين، ففي المطار لا يلقى الحاج المعاملة الطيبة التي يتوقعها كما تعلن وسائل الإعلام عن إستعدادات النظام في السعودية لإستقبالهم،، فهو موضع شك فهل هو من الإرهابيين؟ ذلك إن كانوا من إيران أو فلسطين أو السودان، ويحترم الحجاج ذوي الجوازات البريطانية والأمريكية أكثر من جوازات البلاد الإسلامية، ويعاملون الحجاج في المطار بدونية إن كانوا من أفريقيا, فالجميع أتوا إلى الحجاز لأداء فريضة الحج العظيمة ولتكريس مفهوم وحدة الأمة الإسلامية وقوتها بدينها العظيم.
وأثناء الحج يجب على كل حاج أن لا يخرج عن حدود خيمة بلاده وإلا تاه !! وإن فعل، فذلك غريب لأن لكل بلد مخيم، وهذه التقسيمات بحجة التنظيم وتقديم الخدمات، يركز مفهوم الفرقة، عند الحجاج وعند المسلمين، ويزيد إنقساماتهم على أساس الوطنية والقومية والقبلية وعلى الأساس العرقي، هذه الإستعدادات الأمنية والخدمية التي ترسم حدود وهمية بين المسلمين حتى في الحج، كما في واقع حياتهم في بلادهم.

الحج، هذه العبادة العظيمة، ينتظرها المسلمون في كل عام للتواصل مع بعضهم والإستئناس بالمسلمين من كل أنحاء العالم ومن جنسيات أخرى ليستشعروا عظمة هذا الدين ورابطته القوية بين الناس متمثلة في العقيدة الإسلامية، أصبح بسبب الأنظمة الفاسدة في بلاد المسلمين وبسبب النظام السعودي الذي يحتكر الحج لأنه في أراضيه ويضع شروط على هواه ويجهز قوى امنية وإستعراضات عسكرية، تجلعلنا نتساءل أين هؤلاء العساكر والجنود وآلياتهم العتيدة مما يلاقيه أهلنا في سوريا من قتل ودمار يوميا على يد الطاغية بشار! وهذه الإستعراضات بالنهاية لتمجيد رموز النظام الملكي بحجة التحضيرات لضيوف الرحمن فتحول موسم الحج لمهرجانات وإستعراضات نقلتها وسائل الإعلام وجاء في الخبر على موقع عكاظ :

"""وقف صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا ميدانيا، أمس، على جاهزية واستعدادات الأجهزة المعنية بشؤون الحج والحجاج من الجهات الحكومية والأهلية المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم حج هذا العام 1433هـ.
واستعرض الإمكانات الآلية والبشرية التي هيأتها القطاعات الحكومية والمدنية ذات العلاقة من أجل تحقيق مظلة الأمن والأمان والراحة والاستقرار لحجاج بيت الله الحرام بما يتوافق مع توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الهادفة إلى تمكين حجاج بيت الله العتيق من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام في راحة وأمان ويسر واستقرار.
وقد وصل في معية وزير الداخلية صاحب السمو الملكي اللواء ركن الدكتور نايف بن أحمد بن عبدالعزيز.
واستهل وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الجولة بزيارة لمعسكرات قوات الطوارئ الخاصة المقامة في موقف حجز السيارات على طريق مكة المكرمة ــ الطائف السريع (الكر).
وكان في استقباله صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية ومدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية الفريق أول سعيد بن عبدالله القحطاني وقائد قوات أمن الحج اللواء سعد بن عبدالله الخليوي.
وفور وصول سموه عزف السلام الملكي، ثم تشرف قادة القطاعات الأمنية بالسلام على سموه. """

ويستمر الخبر ليسرد وقائع هذه الإستعراضات ! فهل يعاني فعلا حجاج بيت الله من عدم الأمان وهم في بيت الله الحرام الآمن أم المشكلة الحقيقية في عدم تمكين الناس من أداء هذه العبادة ؟! فإن الله تعالى يحفظهم لكن المشاكل تأتي من تدبيرات الحكومة السعودية لأمور الحج على أساس رأسمالي إستعراضي بينما الحجاج تكبدوا الويلات في الطريق، فأين كانت هذه الضيافة وقتذاك ؟ فكان الأولى تسهيل السفر والتكاليف الضخمة وفتح الباب لجميع الناس بدلا عن إنشأ المباني التي زحمت محيط الحرم وإضطروا لأن يمنعوا الكثير من الناس سنويا من الحج! لسنا ضد التنظيم والتوجيه والحفاظ على الأمن منعا للمشاكل لكن المطلوب تدبير أمور الحج وتيسيرها وليس تعسيرها كما هو الحال الأن. 
 
شبكة الناقد الإعلامي
21-10-2012



شارك على فيس بوك