أول قاضية محجبة في بريطانيا: تعييني مهمّ لجميع النساء

طباعة
 
 
بسم الله الرحمن الرحيم
 
 
أول قاضية محجبة في بريطانيا: تعييني مهمّ لجميع النساء
 
 
الخبر:
عبرت رافيا أرشد، أول قاضية محجبة في بريطانيا عن أملها بأن تكون مصدر إلهام للشباب المسلم، معتبرة تعيينها "نبأ عظيما للتنوع في النظام القانوني البريطاني الأكثر احتراما في العالم".
وفي حديث لصحيفة "ميترو"، قالت أرشد التي عينت الأسبوع الماضي، نائبة لقاضي دائرة ميدلاندز البريطانية، إن "النظام القضائي في بريطانيا يبذل قصارى جهده لتعزيز التنوع بين كوادره، هم (القضاة) لم يعرفوا أنني محجبة عندما اختاروني، وتم تعييني بناء على مبدأ الجدارة".
وأضافت أن تعيينها مهم لجميع النساء، المسلمات وغير المسلمات، مؤكدة أن خبر ترقيتها، الذي أبلغها به رئيس القضاة، كان خبرا سارا لها، إلا أن سعادة الآخرين به كانت أكبر بكثير.
التعليق:
لا زال الإعلام يسلط الضوء بين الفينة والأخرى على نساء بعينهن يخرجهنّ في ثوب الأيقونات الناجحات اللواتي يجدر التأسي بهنّ ويصوّر إنجازاتهنّ وكأنّها إنجاز لجميع النساء المسلمات وراءها الخير العميم لهنّ.
ماذا يعني وصول مسلمة محجبة لتكون قاضية في منظومة القضاء البريطاني؟ وماذا سيحقق ذلك للمرأة المسلمة عموما؟
وما مدى أهمية ذلك في ظل ترنح القوانين الوضعية خصوصا وانكشاف هشاشتها بعد جائحة كورونا؟ ولماذا ينشر الإعلام بالبنط العريض تصريح أرشد "إنجازي إنجاز لجميع النساء"؟
إنّ العين البصيرة تدرك أنّ كل ذلك يندرج في سياق صنع القدوات الزائفة، للأسف أولئك الذي يظنّون أنّهم يحسنون وهم ممن حبطت أعمالهم.
الإشكالية في خبر أرشد ومثيلاتها هو السلخ المتعمّد للمرأة المسلمة عن محيطها الطبيعي ومبدئها وقناعاتها ليغدو الفرق الوحيد بينها وبين المرأة الغربية هو قطعة القماش التي تغطي بها رأسها.
أوليس الإسلام مبدأ يصوغ مفاهيم الإنسان وقناعاته ومواقفه فيسطّر أعماله تسطيرا دقيقا؟ ونتاجا لذلك كان لزاما على المرأة المسلمة أن تخوض غمار الحياة وهي مدركة لهدفها وضابطة لسلوكها وفق الحلال والحرام.
ماذا يعني أن لا تعي مسلمة حجم الكارثة الموجودة في القوانين الوضعية والحكم بغير ما أنزل الله فتمجد النظام القانوني البريطاني وتعتبره الأكثر احتراما في العالم، وتفخر بأن تكون جزءاً من تلك المنظومة القضائية وتدعو ليقتدى بها وتكون مصدر إلهام لغيرها؟ وماذا يعني حجابها ذلك الذي تغطي به رأسها في ذلك الإطار؟
إنّ البوصلة الصحيحة توجه المسلمة لفهم نظام الإسلام بعمق وحمله بقوة إلى عالم اليوم الذي يترنح تحت وطأة الفشل الذريع للمعالجات الوضعية للمشاكل الإنسانية، وإنّ القدوات الحقيقية هنّ أولئك النساء اللواتي ينافحن عن دينهنّ وعقيدتهنّ وأحكام ربهنّ عن وعي وبصيرة فلا يرضين بأن يكنّ أدوات بيد أنظمة اعتادت الركوب على ظهور النساء واستغلال طاقتهنّ دون إنصاف حقيقي لهن.
 
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي
 
 
 
وسائط 
 
http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/68536.html

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=9044&st=0&#entry25391
 


شارك على فيس بوك