معركة النقاب: حلقة جديدة من التّدافع المُسْتمِرّ

طباعة

كتبه راشد المزليني

لم تبدا الحركة الاحتجاجية للطلبة المعتصمين بكلية الاداب بمنوبة باعتصام سلمي، بل كان الاعتصام نتيجة لتحركات عديدة بدات بالحوار و مرت بالوقفات الاحتجاجية و الاجتماعات العامة، كانت كلها مرفوضة من قبل العميد و حاشيته.. فارتقى المحتجون في سلم الاحتجاج و اعلنوا اعتصاما مفتوحا لتحقيق مطلبين: اقامة مصلى بالكلية و السماح للمنقبات بالدراسة و اجتياز الاختبارات.. مع ابداء مرونة في التفاوض مع شانئيهم.
النقاب قضية طلابية و قضية اسلامية..

الوقوف الى جانب الطالبات المنقبات و الدفاع عن حقوقهن المشروعة هو نصرة لقضية من قضايا الطلبة، فحريّ بكل طالب مهما كان توجهه ان ينصر هذه القضية، و بالاخص من انتدب نفسه مدافعا عن الطلبة و حقوقهم.. و من جهة اخرى نجد قضية المنقبات قضية اسلامية بالاساس، ملقاة على عاتق الطلبة الاسلاميين بالتحديد، مهما كان راي المسلم في النقاب وجوبا او استحبابا(هناك قولان لاهل العلم في المسالة)، فالامر اكبر من ذلك.. حرمات تنتهك و تداس و اعراض تكشف عنوة.. و تركهن في هذا الموضع هو من الخذلان المبين و التسليم المنهي عنه.. و منع النقاب في الجامعة خطوة في طريق منعه في اماكن اخرى بل خطوة في طريق منع الحجاب اذ الامر تدافع و صراع بين فئتين: شعب مسلم و قلة علمانية استولت على مراكز القرار في غفلة من المسلمين.. و لئن لم يدفع الشعب هذه الفئة و ينتزع حقوقه دفعته هي و انتزعت حقوقه.. فتكون بذلك قضية الطالبة المنقبة قضية كل مسلم تونسي يجب عليه نصرة اخواته كل من موقعه و كل حسب طاقته، و كل من سمع بهذه القضية و لم يحرك ساكنا يصدق فيه قول الشاعر: لامست أسماعهم لكنها *** لم تلامس نخوة المعتصم

الثورة متواصلة...

هرب بن علي و ترك لنا احلافه و ايتامه ليواصلوا نفس الحرب التي بداها الهالك بورقيبة و سعّرها خَلَفُه..حرب استئصالية للاسلام.. و الثورة مستمرة ضد هؤلاء فقد ثار عليهم الشعب اكثر من مرّة في معركة المقدسات الاسلامية.. و واهم من يظن ان المعركة مع هؤلاء تنتهي بفض اعتصام منوبة.. فالقضية كما سبق قضية كل المسلمين فكل مسلم مطالب بنصرة الطالبة المنتقبة.

العميد و الحاشية..

اتضح للجميع ان العميد و حاشيته يخدمون خلفياتهم الحزبية و الايديولوجية، فمنع طالبة منقبة من اجتياز الاختبار (مع التاكد من هويتها من قبل امراة) ناجم عن حقد يساري متطرف للاسلام و المسلمين.. خسروا السياسة في ميدانها فنقلوا معركتهم و هزيمتهم الى الجامعة. و هؤلاء قلة متفرنسة متغربة اختلط لديها مفهوم الحضارة فاصبحت لا تفرق بين حضارة تطير فيها الطائرة وبين حضارة يطير فيها الجلباب والنقاب..

مرأة جمعيات الدفاع عن المرأة..

لا ادري اين ذهبت منظمات حقوق الانسان و بالاخص جمعيات الدفاع عن المرأة.. ما ان تطفو على السطح قضية من قضايا المرأة المسلمة العفيفة.. الا و تختفي تلك المنظمات و الجمعيات و تدخل في سبات عميق و نوم طويل فلا تسمع لهم همسا و لا حسيسا.. صمّوا اذاننا بالدفاع عن المرأة و حقوق المرأة، الا ان هذه الشعارات سرعان ما تتلاشى و تندثر حينما تطالب المرأة المسلمة باحدى حقوقها و منها: حق المنتقبة في الدراسة بالنقاب.. الا يعد هذا قيدا اعاق حرية امرأة و انتم مطالبون بتحريرها، ام ان تحرير المرأة عندكم هو تحريرها من اخلاقها و حيائها و حشمتها و نزعكم لحجابها و ثيابها و وأْدكم لعفافها ؟ و هذا يؤكد امران:
1)زيف و كذب الشعارات التي ترفعها تلك الهيئات، و هي في الحقيقة هيئات تخدم اهدافها الخبيثة واجندات غربية و ليست في خدمة المرأة. 2)سياسة الكيل بمكيالين المنتهجة من قبل هذه الهيئات تجاه مرأة دون مرأة، و هي مطالبة بصياغة تعريف للمرأة التي تدافع عنها.. و يسقط هنا شعارهم المُفدّى "المساواة بين المرأة و الرجل" فهم لم يُسَوُّوا بين بني جنس واحد فكيف سيسوُّون بين جنسين؟.

الاتحاد العام لطلبة تونس و الواقع المخزي..

لو كان الاتحاد مستقلا و ممثلا شرعيا وحيدا للطلبة(كما يحلو لاعضائه تسميته) لكان اول من دافع عن الطالبات المنقبات فالقضية تمس حقا من حقوق الطلبة، لكنه يابى الا ان يكون مطية لليسار المتطرف و اداة بيد بعض الاحزاب يخدمون به مصالحهم الضيقة، و حتى لا اظلم البعض فالاتحاد يضم في صفه الاخير البعيد عن التاثير بعض الشرفاء و المناضلين و المغفلين ايضا. و هاته الاحداث تسير بالاتحاد الى الهاوية، و تزيد من الهوّة بينه و بين الطلبة، فقد خان قضية الطالبات المنقبات في كلية سوسة ايضا ووقف ضدها.. و لا شك ان مواقفه السلبية ستكون سببا في اختناقه و تُسرع في احتضاره خصوصا مع خروج منافسه العملاق من قمقمه.

صحافة ام سخافة !؟

لم تتربى وسائل الاعلام الرسمية بعدُ، و لم تستفد من درس الثورة.. فالصحفي الماجور الذي سبح بحمد بن علي لسنوات، و رباه سيده على الكذب و النفاق، لا نستغرب قلبه للحقيقة و خيانته لميثاقه الصحفي في كل مرة يكون فيها الاسلام طرف صراع.. و هم محتاجون الى ثورة في انفسهم يقطعون بها مع تاريخهم المخزي و يغيرون بها واقعهم المرير.

خطوات عملية لنصرة الطالبات المنقبات..

اذكرها في عجالة على سبيل الذكر لا الحصر:
*اطلاق صفحات و مجموعات اجتماعية و مواقع الكترونية و منتديات للتعريف بالقضية و حشد المؤيدين لها.
*اطلاق حملات توعوية بين الطلبة الذكور و الاناث حول حقوق الطالبة المنقبة.
*اطلاق حملات توعوية بين الطلبة لفضح المسؤولين المانعين لحقوق الطالبات المنقبات مع ابراز تاريخهم المخزي فهم غالبا ما يكونون اما مطبعين او مناشدين او تجمعيين... *القيام بوقفات احتجاجية لنصرة القضية من قبل الطلبة في الاجزاء الجامعية الاخرى. *القيام بوقفات احتجاجية خارج الجامعة من قبل المؤيدين للقضية من افراد الشعب و الشرفاء من المنظمات الحقوقية.
*السعي الى نشر القضية في وسائل الاعلام المحلية و العالمية. *تاسيس لجنة خاصة و دائمة للدفاع عن القضية داخل الجامعات و المعاهد... تتكون اساسا من الطلبة مع بعث فروع لها.
*الدعوة الى لبس النقاب في صفوف الطالبات و غيرهن مع تبيين الحكم الشرعي في لبسه و اقامة الادلة على ذلك.
*تكثير اعداد المنقبات عند الحاجة و لو مؤقتا من قبل الاناث(محجبات و غير محجبات) داخل الكلية للضغط على المانعين.

و اختم بابيات تحية للمعتصمين:

أخي يا شَبابَ الفِدَا طَالمَا *** خَضعنَا لَكـيـدِ الشقَــا الأَســــوَدِ
وَمرَّت عَلينَا سِيــاطُ العـَذابِ *** مُرورَ الذُبابِ على الجَلمـــَدِ
فَلَنْ نَخضَعَ اليَـومَ للظَالمِيـن *** وَلم نَستكـِنْ للعَنــَا الأنكـــَدِ
فـقــدْ آنَ للـجــَورِ أن يـَنـتــَهِي *** وقــَد آنَ للــعـــَدلِ أن يَبتَــدِي
 



شارك على فيس بوك