فليقولوا عن حجابي ... لا وربي لن أبالي

طباعة

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد عباد الله:

أيها الناس: أن يهاجم الغرب الكافر الاسلام ويستهزأ بلباس المرأة المسلمة والحجاب هذا شئ من ديدنهم عهدناه منهم بعد غياب دولة الخلافة, أما ان يَسخر أبناء من الامة الاسلامية بدينها واحكامها الشرعية فهذا والله شيء عجاب.
ان الهجمة الشرسة على الجلباب واللباس الشرعي للمرأة المسلمة اصبحت واضحة للعيان خاصة هذه الأيام, فلذلك أحببت أن أقف قليلا عندها كي لا تمر علينا مرور الكرام فنبرأ الذمة.

وخير ما نستهل حديثنا بصورة من أيام الطهر والعفاف, زمن النبوة الصادق على نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم... فعن أم جعفر أن فاطمة الزهراء رضي الله عنهما قالت لأسماء بنت عميس :إني أستقبح ما يُصنع بالنساء (بعد الموت)، يطرح على المرأة الثوب، فيصفها. قالت أسماء: يا ابنة رسول الله، ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة ؟ فدعت بجرائد (ورق النخل), ثم طرحت عليها ثوبا . فقالت فاطمة : ما أحسن هذا وأجمله ! إذا مت فغسليني أنت وعلي، ولا يدخلن أحد عليَّ. قال ابن عبد البر: هي أول من غطي نعشها في الإسلام على تلك الصفة.

 

وا خجلاه اخواني الكرام من حالنا الذي نحن عليه!!!
خرجن نسائنا كاسيات عاريات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت, وان لبسن الحجاب او الجلباب فترى المنديل الاخضر والاحمر والشفاف المفصّل للجسم تفصيلا.
بل ودخلت علينا ثقافات خسيسة دسيسة حرفت المسلمين عن دينهم فأصبحوا يتشبهون بالغرب الكافر الفاجر ومنها: تزييف حقيقة الجلباب الشرعي.

عباد الله:

قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ(.

ان اللباس الشرعي الذي فرضه الله تعالى ما هو الا قطعتين أولاهما: الجلباب الذي تُسدله المرأة إلى أخر القدمين, وأن يكون الجلباب واسعا لا يشف, ثانيا: الخمار أي غطاء الرأس وهو المنديل الذي تلويه المرأة على عنقها, قال تعالى: ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) أي: يرخين ويلوين أغطية الرؤوس على أعناقهن وصدورهن.

عبادَ الله: من هاتين الآيتين نتبين مواصفات اللباس الشرعي الذي فرضه الله:

- فهو قطعتين إحداهما تغطي الرأس والثانية جلباب ساتر لجميع بدن المرأة مغلق من أعلاه إلى أدناه. مع وجوب تغطية القدمين.
- وهو لباس غير متبرج أي لا زينة ملفتة للنظر فيه، فلا يكون مزركشا ولا بألوان صارخة تلفت النظر وليكن ضابطنا أختي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما شككنا فيه ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)).
- وهو ثخين لا يشفّ.
- وهو فضفاض واسع غير ضيق ولا مفصل لجسد المرأة.
- وهو غير مطيب لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحا فهي زانية) أخرجه النسائي والحاكم وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما.
وهو لباس لا تقصد الشهرة فيه بين الناس لقوله صلى الله عليه وسلم ( من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه ثوب مذلة يوم القيامة ، ثم ألهب فيه ناراً) رواه أحمد وأبو داوود والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني في غاية المرام .

فها نحن اليوم أصبحنا نرى الموديلات الجديدة تحت مسمى اللباس الشرعي, فاستعاضت النساء عن الجلباب بالتنورة والبنطال وغيرها من أنواع اللباس المزركش والملفت للنظر, ثم تضع على رأسها غطاء, حتى يقال ان فلانة تلبس اللباس الشرعي, حتى غطاء الرأس أو الخمار لم يسلم من التزييف والتبرج, حتى أصبح ينحسر عن رأس المرأة شيئا فشيئا حتى بدى شعرها!!

وما وزير الثقافةِ المصري عنكم ببعيد حين أدلى بتصريحٍ حارب فيهِ اللهَ وسولَه مجاهراً معلناً فسوقَه وعصيانَه, يَنعقُ قائلاً: ( انّ ارتداءَ المرأةِ المِصريةِ للحجابِ عودةٌ للوراء!!), واسترسلَ هذا الدعيُّ مصرحاً: (إنّ النساءَ بشعرهِنِّ الجميلِ كالورودِ التي لا يجبُ تغطيتُها وحجبُها عن الناس)!! هذا ناهيكم عن ما يُسمى بـ " المايوه الشرعي" الذي يتداول في أسواق مصر, والشرع منه براء!!!

عبادَ الله: ويلٌ لأمةٍ صارتِ الأقزامُ فيها تتطاولُ على دينِ الإسلامِ العظيم, وويلٌ لأمةٍ تسمعُ آياتِ اللهِ يُكفر بها فلا تُحركُ ساكناً, ثم تعساً لأمةٍ يصبحُ فيها الجلبابُ عاراً أو غطاءُ الرأسِ شَناراً.

أيها الناس : ما تجرأ هؤلاء الزنادقة من زمرةِ الحقدِ على الإسلامِ إلا بعد أن اطمأنوا لوجودِ الحامي والمدافعِ بل والمؤيدِ لهم, نعم فلقد تجرأوا لإدراكِهم التامِ أنَّ حكامَ المسلمين تنشرحُ صدورُهم وتتهللُ أساريرُهم حين يسمعونَ ما يخالفُ الإسلامَ وتعاليمَه.

لذلك وجب علينا كحملة دعوة أن نتصدى لهذه الهجمة الباطلة على لباس المرأة المسلمة, فنظهر حقيقة لباسها الذي افترضه الله علينا, وفي نفس الوقت نبيّن زيف وبطلان ما ادعوه واتهموا الحجاب به.

نسأل الله تعالى أن يحمي عوراتنا وأن يكفينا شر هجماتهم وفتنهم بقيام دولة الاسلام ...
اللهم آمين آمين


أخوكم تراب
 



شارك على فيس بوك