ثروات السودان والغرب الطامع

طباعة

احمد عبدالصبور عبدالكريم -أسيوط – مصر:

السودان دولة عربية و أفريقية، وهي من أكبر الدول من حيث المساحة في إفريقيا والـوطـن العربـي، وتـحتـل المرتبـة العاشـرة بـيـن بـلـدان العالـم الأكبر مساحة ً، حيث تقدر مساحتـه بـأكثر من مـليـون مـيل مربـع ( 2.5 مـليون كـيلو متـر مربـع). ويـبلغ عـدد سكانه 40.2 مليون نسمة (عام 2008).

يـقـع السودان فــي المنطقة المدارية، ولـذلـك تـتـنوع الأقاليــم المناخيـة السودانـيـة مــــن المـنـاخ الصــحـراوي إلـــى الـمـنـاخ الاســتــوائــــي. فـنـجـد تـوزيــعهـا كـالآتـي:



المــنــاخ الصـحـراوي الحـار فــي شمـــال السودان، مناخ مشابـه لمنـاخ البحر الأبـيـض الـمـتـوسط علــى ساحل البحر الأحمـر.المناخ شـبـه الصحراوي فـي شمال أواسط السودان، مـنـاخ السافـانـا الفقيــرة فـــي أواسط وغـرب السـودان ثــم منـاخ السافـانـا الغنية في جنوب السودان والمناخ الاستوائي أقصى جنوب السودان.

وقد أدى تنوع الأقاليم المناخية في السودان إلى تنوع الثروات الطبيعية التي يزخر بها السودان، لدرجة أن البعض يرى أن السودان يعتبر قارة تسكن دولة، وهو ما جعله مطمعاً للدول الغربية التي تريد أن يكون لها نصيب الأسد من تلك الثروات الموجودة في السودان. ومن أهم الثروات الطبيعية في السودان الماء، والأراضي الزراعية، والثروة الحيوانية، والبترول، اليورانيوم والثروة المعدنية.

الماء: بالنسبة للماء تتعدد المصادر المائية في السودان" أمطار- مياه النيل- وديان ومياه جوفية" وحتى الوقت الراهن لا تستفيد من مياه النيل إلا مساحات قليلة من الأراضي السودانية تتمثل في الشريط النيلي الممتد من الجنوب إلى الشمال حول ضفتي النيل وروافده، بينما تعتمد معظم مساحات السودان اعتماداً كلياً على مياه الأمطار والمياه الجوفية. ومعنى ذلك أنه على الرغم من وجود المياه وبكميات هائلة في السودان إلا أن الاستفادة منها تعتبر ضئيلة جداً.

الأراضي الزراعية الصالحة للزراعة: وبالنسبة للأراضي الصالحة للزراعة فإن السودان يمتلك حوالي 200 مليون فدان صالحة للزراعة، أي ما يعادل حوالي 45% من الأراضي الصالحة للزراعة في الوطن العربي، ويزيد من أهمية الأراضي الصالحة للزراعة في السودان توافر المياه اللازمة للزراعة وبكميات كبيرة.

الثروة الحيوانية: يعتبر السودان من أغني الدول العربية والأفريقية بثروته الحيوانية والتي تقدر فيها أعداد حيوانات الغذاء ( أبقار- أغنام- ماعز- إبل) بحوالي 103 مليون رأس، إضافة ً إلى 4 مليون رأس من الفصيلة الخيلية، 45 مليون من الدواجن، وثروة سمكية تقدر بحوالي 100 ألف طن للمصائد الداخلية و10 آلاف طن للمصائد البحرية، إلى جانب أعداد كبيرة مقدرة من الحيوانات البرية. مع ملاحظة أن الثروة الحيوانية في السودان تملك من المقومات الطبيعية ما يتيح لها أن تتضاعف أضعاف ما هي عليه الآن إذا توافرت لها الكوادر البشرية المتدربة والرعاية البيطرية وقبل هذا وذاك التمويل المالي.

البترول: تقدر الإحصائيات الاحتياطي النفطي في السودان بحوالي مليار ومائتي مليون برميل معظمها من الجنوب والغرب، وخاصة بإقليم دارفور الذي يطفو على بحيرة من البترول.

اليورانيوم: أثبتت الدراسات وجود أكبر محزون يورانيوم في العالم كله بإقليم دارفور بجنوب السودان، ويتميز خام اليورانيوم الموجود في السودان بأنه من النوع العالي النقاوة.

الثروة المعدنية: تزخر الأراضي السودانية بثروة هائلة من المعادن، حيث توجد بها كميات كبيرة من الذهب والنحاس والكروم والرخام والجرانيت.

يضاف إلى كل هذه الثروات الطبيعية والخيرات الهائلة الموقع الاستراتيجي للسودان، حيث تعتبر السودان البوابة الشمالية لوسط وجنوب أفريقيا. كما أنها تشترك بحدود مع تسع دول أفريقية هي: مصر، ليبيا، تشاد، جمهورية إفريقيا الوسطى، جمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير)، أوغندا، كينيا، أثيوبيا وإريتريا. كما أنها تطل على البحر الأحمر بساحل يبلغ طوله حوالي 720 كيلو متر.

وقد فطن الغرب إلى خيرات وثروات السودان من زمن ليس بالبعيد فزادت أطماعه في أن تكون ثروات السودان من نصيبه فبدأ الغرب في تنفيذ مخطط لتفتيت السودان وشغله بالحروب الأهلية لإضعافه وإحكام السيطرة عليه وعلى ثرواته، خوفا من أن يصبح السودان دولة إقليمية قوية وقوة مضافة إلى الوطن العربي، وهو ما يتعارض وبصورة مباشرة مع مصالح الغرب في الشرق الأوسط وأفريقيا.

ومع ازدياد حدة الأزمة المالية العالمية وكثرة تداعياتها على اقتصاديات الدول الكبرى، أقدمت هذه الدول على التأثير على المحكمة الجنائية الدولية فقامت هذه الأخيرة بإصدار قرار باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير، ذلك القرار الذي قد يكون القشة التي ستقصم ظهر البعير ليكون السودان عرافاً آخر وتضيع خيرات وثروات السودان ليحرم من منها أهل السودان ويرغد فيها الغرب وشعوبه.

إن الأمر جد خطير ويحتاج تحرك عربي واع وفعال للحفاظ على ثروات السودان وكيانه واستقلاله، لكي تكون خيرات السودان وثراوته لأهله، وكفي الغرب ما سلب من حرياتنا ونهب من خيرات بلادنا.

صحيفة الاقتصادية الإلكترونية

 

 

-------------------------------------------

تعليق شبكة الناقد الإعلامي

إن السودان أرض اسلامية لا تنسلخ عن باقي أرض المسلمين وإن هذه الثروات الهائلة في بلاد المسلمين ستستغل من قبل الدولة الإسلامية القادمة بإذن الله قريبا لتُنفق على مصالح الأمة التي يعاني أبناؤها الفقر والحرمان بسبب نهب هذه الثروات من قبل الغرب وبسبب إهمال الحكام لا بل بسبب تآمرهم على أمتهم.

 



شارك على فيس بوك