هل مايحدث في بورما الآن خارج كوكب الأرض

طباعة

إن الجسد إذا خدر بأكمله أو أصيب بشلل كلي ويصبح لاحراك له إلا بعملية جراحية إستعجالية في عضو من أعضائه عندها يتدخل الأطباء الجراحون أو المختصون في الإنعاش ويصيرون هم المتحكمون والآمرون الناهون في هذا الجسد كلما أرادوا تحريك عضو من أعضائه أو بعث الحياة فيه تدخلوا إما بعملية جراحية أو حقنه في عضو من الأعضاء بغية تحريكه أو تنويمه فيصبح الجسد بأجمعه تحت تصرفه وهم الذين يتحكمون فيه كما يشاءون ويسيرونه مثلما أرادوا ...

 

ذلك بالفعل هو حال أمتنا الإسلامية التي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم –إنما المؤمنون بعضهم لبعض كمثل الجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى-أو مثلما قال أيضا-المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا -...

كان هذا في القرون الأولى للإسلام ...أما الآن فقد مات ذلك الجسد وأصبح لاحراك.. له إلا بإيعاز من إحدى القوى الغربية وذلك البنيان قد إنهد وتداعى وأصبح طللا مهجورا ورسما دارسا .....

وكيف لا ونحن نسمع بآذاننا ونرى بأمهات أعيننا ما يحدث لإخواننا المسلمين في-بورما-ولم نأبه لذلك أبدا ولم تتحرك ولو شعرة واحدة من شعيرات هذا الجسد وما سمعنا منه لازفرة ولا تنهيدة أو همسة ولو كانت دعوة في جوف الليل أو تحت جنح الظلام....

ولا سمعنا لمنظمات حقوق الإنسان في شتى بقاع العالم حسا ولاركزا...

يذكرنا هذا تماما بالذي حدث ذات يوم في البوسنة والهرسك حتى أبيد نصف سكانها المسلمين أو جلهم ولم تتحرك دول الغرب إلا بعدما أصبح الخطر يهدد دول الجوار نظرا لكثرة اللاجئين ..والمهاجرين الذين أصبحوا لا مأوى لهم ولا ملبس ولا مأكل ولا مشرب عندها تحرك حلف الناتوا ومعه واشنطن المدعية بأنها الراعية الوحيدة هي وحلفائها لحقوق الإنسان في العالم لوضع حد للأزمة...

وهاهو المشهد ذاته يتكرر اليوم في –بورما-وما من أحد من هاته الدول تحرك أو ندد بما يفعله البوذيون بالمسلمين هناك يحدث هذا أمام مرأى ومسمع -هيلاري كلينتون -عرابة السلام وحامية حقوق الإنسان التي كانت في زيارة لهذا البلد ولم تنطق ببنت شفة تستنكر فيها ما يجري هناك ...

وأين هي دولة قطر حامية الحمى وجزيرتها الإعلامية وقناة العربية اللتين تتسابقان في نقل صور الهواتف النقالة واليوتوب من ليبيا وعرضها للعالم كي تحث قوات الناتوا على التدخل فيها.. بل وأين هي تلكم القنوات الإعلامية التي أعلنت النفير على نظام القذافي ...وغيرها من الحوادث في الدول العربية التي تريد قطر أن تجعلها موطئا ومرتعا لقوات الناتوا والمارينز...

مالنا اليوم لانسمع لها ولجميع الأمة الإسلامية وإعلامها وساستها وحكامها حسا أو خبرا أم أن الذي يحدث لهؤلاء الضعفاء العزل الآن يجري في كوكب آخر غير كوكب الأرض .....أم أن في الأمر إن، ولكن، ولعل....؟ أم أنها لازالت لم تتلقى الضوء الأخضر من إمريكا كي تستنكر وتندد وتهاجم بشدة.....؟

الطيب دخان

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.

هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.

 

 



شارك على فيس بوك