قناة الرسالة و برامجها، خاصة برنامجها الوسطية

طباعة

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه و بعد،

في هذا الموضوع اخترت البدء بالحديث عن الوسطية التي هي الأساس التي تقوم علية القنوات الفضائية الإسلامية، وذلك من أجل معرفة الغاية التي وجدت من أجلها هذه القنوات بشكل عام وأخص بالذكر قناة الرسالة التي من اجلها تم إعداد هذا الموضوع.

مقدمة

إن مصطلح الوسطية، لم يظهر عند المسلمين إلا في العصر الحديث بعد هدم الخلافة و هو مصطلح دخيل مصدره الغرب و المبدأ الرأسمالي و ذلك المبدأ الذي بنيت عقيدته على الحل الوسط هو الحل الذي نشأ نتيجة الصراع بين الكنيسة و الملوك التابعين لها من جهة و بين المفكرين و الفلاسفة من جهة أخرى،الفريق الأول:كان يرى أن الدين النصراني دين صالح لمعالجة جميع شؤون الحياة،والفريق الثاني:كان يرى أن الدين غير صالح لذلك فهو سبب التأخر و النهضة و الذل.

وبعد هذا الصراع المرير بين الفريقين، اتفقوا على حل وسط، وهو الاعتراف بالدين كعلاقة بين الإنسان والخالق، على أن لا يكون لهذا الدين دخل في الحياة، واتخذوا فكرة فصل الدين عن الحياة، عقيدة لمبدئهم، التي انبثق عنها النظام الرأسمالي، الذي نهضوا على أساسه، ثم حملوه إلى غيرهم من الناس بطريقة الاستعمار.


و بدل أن ينتقد علماء المسلمين فكرة الوسطية أو الحل الوسط، و يبينوا خطورتها و خطئها و زيفها أخذوا بها و صاروا يدعون لها كمنهج للحياة، و زعموا أنها موجودة في الإسلام، بل ادعوا أن الإسلام قائم عليها و قالوا أن من استقراؤنا للأشياء، وجدنا أن لكل شئ طرفين ووسط،و الوسط دائما يكون من منطقة أمان، بينما الأطراف تتعرض للخطر و الفساد، ومادام للوسط و الوسطية هذه الميزة، فلا عجب أن تتجلى الوسطية في كل جوانب الإسلام فالإسلام وسط في الاعتقاد و التعبد، و وسط في التشريع و الأخلاق...،


وكان للهزات العنيفة التي توالت على الأمة، أثر في وجود إحساس جماعي عندها دفعها للبحث عن أسباب ونتائج هذه الهزات، الأمر الذي أدى بها للرجوع إلى أصولها التي غابت عنها، فشهد العالم الإسلامي صحوة ورجوعا إلى الدين تنبه له الساسة والحكام العملاء فعملوا على حرف مسار الأمة حفاظا منهم على مراكزهم ونفوذهم
وبسبب الطفرة الإعلامية التي حصلت وسهولة الحصول على المعلومة أيا كانت وخشية الساسة والحكام أن يأخذ العلماء المخلصون موقعهم الحقيقي عند الأمة تلقفوا وسائل الأعلام، وعملوا على إيجاد خطاب إسلامي جديد يتلاءم مع مصالحهم ومصالح أسيادهم ومن هنا نشأ ما يسمي بالقنوات الإسلامية.
ولا ينكر أحد أهمية القنوات الإسلامية ودورها الكبير والخطير في إشاعة الأفكار والاتجاهات، وغرسها في النفوس والعقول، وتثبيتها في الحياة والأحياء وللقنوات الإسلامية أهداف تسعى للوصول اليها وهي نشر الوسطية والاعتدال بغطاء إسلامي وان اختلفت الوجوه والأساليب.

 


قناة الرسالة

تميزت قناة الرسالة عن غيرها بتنوع المواضيع التي تتناولها بالشرح والتحليل تتعلق في العديد من القضايا السياسية والفكرية والفقهية والاجتماعية والروحانية والأناشيد
وتعتبر الوسطية الفكرة الرئيسية التي تقوم عليها القناة وهي هدفها الذي تصبو إليه، لذلك فإن كل البرامج التي تقدمها إنما تخدم هذه الفكرة، وقوم بتقديمها وتقولبها بقالب من الإسلام، فتعرض لأفكار من مثل التعايش السلمي وحقوق الإنسان والمرأة وغيرها.
وأريد هنا أن أتعرض لبرنامج واحد من جملة هذه البرامج التي تقدمها خدمة لهذه الفكرة وهو برنامج ( عش حياتك ) الذي يقدمه الدكتور سلمان العلي وهو برنامج يتناول مسألة تغيير الإنسان حياته نحو الأفضل من خلال الإرادة والإيمان بالله.

طبعا التغيير الذي ينشده الدكتور ويروج له هو التغيير المتعلق بالشكل المادي للحياة ويصور الأمر على أن سعادة الإنسان تكمن وراء نجاحه في الحياة المهنية، وهو يقدم نماذج من شخصيات غربية كافرة ويجعلها مثلا يحتذى وأثرا يقتفى

والأدهى والأمر أنه يقدم الأفكار مثل الإرادة والإبداع واكتشاف الذات بحسب تعاريف الغرب لها ووجهة نظرهم ومن زاويتهم الخاصة لا من وجهة نظر الإسلام وزاويته، وهو يقدم المعارف النفسية عند الغرب ويصوغها صياغة بمسحة إسلامية، وهذه الأفكار مأخوذة بالجملة من الكاتب الأمريكي دايل كارنيجي الذي ألف في هذه الموضوعات في كتبه ( دع القلق وابدأ الحياة، كيف تكسب الأصدقاء، فن الخطابة )
وتأتي قناة الرسالة بإحياء هذه الأفكار وتلفيقها ولصقها بالإسلام وتقدمها للمسلمين سما يتجرعونه يقتلونهم به.


قناة الرسالة من يمولها

قناة الرسالة التي انطلقت في 31 يناير 2006م والتي يمتلكها ويمولها الأمير الوليد بن طلال صاحب القنوات الهابطة ( باقة روتانا ) التي نشرت الرذيلة في بيوت المسلمين، وأضاعت خلقا كثيرا بسببها، وكانت من أسباب الصد عن سبيل الله عز وجل ومن وسائل الإفساد في الأرض.

فكيف نريد أن نسلم بأن هذه القناة قناة خير، مع دعمه لقنوات الرذيلة ومعه نخبة من الشيوخ من أقطاب الفكر الوسط والاعتدال أمثال طارق سويدان مدير قناة الرسالة وتضم الرسالة في لجنتها الاستشارية العليا نخبة من العلماء، منهم الشيخ عبد الله المنيع (عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية)، وعبد الله عمر نصيف (الأمين العام السابق لرابطة العالم الإسلامي)، ود. عبد الله المصلح (الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي بالقرآن والسنة).
كما تضم عددًا من الدعاة البارزين مثل: د. سلمان العودة، والشيخ علي الجفري، والشيخ عائض القرني.
ومن المعلوم أن من أكثر من يفسد الدين الملوك والعلماء

كما قال ابن المبارك

وهل أفسد الدين إلا الملوك..... وأحبار سوء ورهبانها


وقناة الرسالة قد جمعتهما فما ظنكم بحالها ؟؟!!!.


محور برامج قناة الرسالة

حوارات موسَّعة مع رموز الوسطية و الرد على كل من يشوش على تيار الوسطية، نقل الحوارات بين الإسلام وغيره من الحضارات، وتثبيت فكرة الحوار لا الصدام، والتعارف لا التناكر، والمحبة لا التعادي.

وعليه فان قناة الرسالة تقوم ببث أفكار الوسطية والاعتدال معتمدة في ذلك على علماء تبنوا فكر الوسطية والاعتدال.

نشير هنا إلى أن قناة الرسالة تستضيف وتعرض برامج لثلة من الدعاة والعلماء والشيوخ المتميزين : كالشيخ البوطي ويوسف القرضاوي والداعية عمر عبد الكافي وغيرهم..... وفي حقيقة الأمر استقبال القناة وسويدان لهم ما هو إلا لاستقطاب المشاهدين المسلمين ليعمل من خلالها ببرامجه على تمرير رسائله الملغومة والتي تطعن الإسلام.
فبرامج طارق السويدان الذي قام الغرب بغسيل لعقله ونسي غسل حنجرته عندما كان يدرس بالغرب فبرامج طارق السويدان تعمل على تفعيل وإشراك مشاهدي القناة عبر الاستفتاءات والرسائل ومن خلال عرض برامجه لمرات عديدة طيلة الأسبوع.. حتى ينصر المشاهد مع أفكاره الغربية الطاعنة بأحكام الإسلام.


شعار قناة الرسالة

قناة الرسالة"أبداع وأصالة" هذا شعارها فما حقيقتها.
للوهلة الأولى من يتابع قناة الرسالة يثلج صدره من البرامج القيمة ألمقدمه فيها ويشرح صدره للعلماء الأجلاء الذين يقومون عليها ويقدمون برامج بها وأسلوبهم المبدع لإيصال رسالتهم وفكرتهم.ولا يقول من يشاهدها إلا ما شاء الله اللهم ارزقنا قنوات مثلها وأرحنا من القنوات الهابطة والفاحشة. ولكن من يتابعها بعمق وبفكر مستنير لا يسعه إلا أن يقول اللهم أرحنا منها ومن أمثالها لأن خطرها أشد وأكبر من خطر القنوات الفاحشة والهابطة لأن تلك القنوات خطرها ظاهر ومكشوف للجميع للصغير والكبير وللمرأة والطفل فتأخذ ألأسرة حذرها وتقي من شرها أطفالها. فتلجأ ألأسرة إلى القنوات الاسلاميه ظاهراً والعلمانية باطناً التي تسمم الأفكار والعقول وتنشر ثقافة العجز والرضا بالأمر الواقع وتمدح التخاذل وتظهره بطوله وأقدام وبالطقوس الشعائرية فقط.
إن قناة الرسالة والقنوات أمثالها والقائمين عليها ينطبق عليهم قول الله تعالى" ﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾"
فعلاً قناة مبدعه بتضليل الناس وحرفهم عن دينهم بحجة الوسطية والاعتدال
وأصيله في تزين الباطل وتمييع الحق ومحاربة الدعوة الصادقة بتسمم الأفكار وإفساد العقول.

على الواعين المخلصين من أبناء الأمة أن يعوا على هذه المؤامرات الفكرية الخبيثة التي تبثها قناة الرسالة وغيرها ضد الأمة وضد دينهم، وأن يبينوا الحكم الشرعي لكل أمر استناداً للدليل الشرعي، وليس للحل الوسط، لأن التمسك بالأدلة الشرعية، سواء منها المتعلقة بالمعالجات والسلوك الفردي أو المتعلقة بالطريقة وإقامة دولة الخلافة، فإنها حبل النجاة للمسلمين من واقعهم السيئ، قال تعالى : ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾

فالاعتصام بحبل الله المتين، الإسلام هو الذي يهدي إلى الصواب، ويوحد المسلمين في دولة واحدة، وينجيهم من عذاب النار، وليس الوسطية والحل الوسط أو الاعتدال الذي يريده لنا أعداء الإسلام.
 



شارك على فيس بوك