ما تحتاجه المرأة المسلمة هو مستقبل تعيش فيه آمنةً في ظل خلافة، لا يومًا في العام يستعرض وضعها كأقلية!!

طباعة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ما تحتاجه المرأة المسلمة هو مستقبل تعيش فيه آمنةً في ظل خلافة،

لا يومًا في العام يستعرض وضعها كأقلية!!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

تم إرساء السابع والعشرين من آذار/مارس يوما سنويًا للمرأة المسلمة، وذلك بعد أن توافق على ذلك موقع المرأة المسلمة "فتاة مسلمة" "MuslimGirl" بالتعاون مع شركاء آخرين في وسائط الإعلام (إم تي في وفوغ تين). وقد شجع هذا الموقع الذي أنشأته وتديره نساء مسلمات الناس على الاعتراف بالدور المجتمعي المهم الذي تقوم به المرأة المسلمة على الصعيدين المحلي والعالمي. وقد تميز هذا اليوم بمشاركة العديد من النساء المسلمات لتجاربهن في مواجهة تحديات الإسلاموفوبيا وكيف أنهن رغبن في تقديم أجندة غير نمطية ألهمت نساء مسلمات أخريات لتحدي القيود الثقافية والسياسية التي تحيط بهن.

 

التعليق:

 

تواجه النساء المسلمات اليوم مستوى غير مسبوق من سوء المعاملة والفقر والتعرض للخطر في كل جزء من العالم. إن انعدام الأمن والمعاناة التي تواجهها ملايين النساء المسلمات الشابات والكبيرات ليست ناتجة عن كارثة طبيعية بل هي مخطّط لها بعناية من قبل سلطة عالمية تملك وجهة نظر استعمارية خاصة للحياة وهي تسعى جاهدة إلى حماية مصالحها التجارية الخاصة وتقويض جميع الثقافات والتأثيرات التي قد تعارضها. وإذا ما أدركت النساء المسلمات بأن وسائل الإعلام في توجهها العام ليست سوى أداة تستخدم للتأثير في المجتمع الأعمى عن فساد الطبقة المتنفذة فإنها ستفهم عندها بأن السلطات صاحبة الصلاحية ستقف إلى جانب المرأة المسلمة فقط عندما يخدم ذلك جدول أعمالها الذي يسعى إلى علمنة المسلمين بحيث يوجه طاقاتهم عن التغيير الحقيقي ويبددها ويسوقها نحو مسببات تبقي الأمور على ما هي عليه دون تغيير.

 

إن أيًا من أفكار الأزياء في الزي الشرعي، أو الإصلاح في أفكار الإسلام، أو الثناء على النساء اللاتي يخالفن الشريعة الإسلامية لتعزيز الصورة "الإيجابية"، إنّ أيًا من ذلك كله سوف لن يرفع من شأن ومكانة المرأة المسلمة عالميا. وإذا ما كانت القيم الليبرالية العلمانية هي حقًا مفتاح النجاة للمرأة المسلمة، إذن لن تكون هناك حاجة إلى يوم عالمي للمرأة المسلمة كونها فعلا ستعامل معاملة عادلة وستنال حقوقها كما أي شخص آخر. إنها حقيقة صائبة تمامًا كون النظام السياسي الغربي ينظر إلى الإسلام على أنه عدوّ أيديولوجي، ولذلك فإنه يجعل أكبر رمز للإسلام (اللباس الذي ترتديه المرأة المسلمة) على خط المواجهة الدائم في تشريعاته الجنائية وحملات القذف السلبية وبرامج الأقلية. إن على النساء المسلمات ألاّ يحتفين بيوم واحد في العام لا يؤكد إلاّ على أنهن غير مرحّب بهن في أي مجتمع طالما رغبن بالعيش وفقاً لأحكام الإسلام التي تعني أن يكون الولاء لنظام رب العالمين لا قوانين صنعها البشر.

 

وفي الواقع فإن يوم المرأة المسلمة هو احتفاء بهيمنة الغرب على حياة النساء المسلمات اللاتي لا خلافة لهن لحمايتهن ورعاية شؤونهن. وانطلاقًا من هذا المفهوم فإن المرأة المسلمة لا يمكنها إلا أن تتوقع شيئًا واحدًا في 27 آذار/مارس من كل عام وهو أن يصبح هذا اليوم معبودًا ديمقراطيًا جديدا، وتدهورًا لمحنة المرأة المسلمة في كل مكان فالتغيير الحقيقي في حقوق المرأة الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية سيحافظ عليها بحق بيد أولئك الذين يقدرون الإسلام والنساء المسلمات. وحده النظام السياسي الإسلامي الذي يتجسد في دولة الخلافة على منهاج النبوة هو ما سيقدم حلولاً ملموسة للقمع الذي تواجهه أمتنا في كل مكان. من دون الخلافة لن تجد النساء المسلمات أي علاج لآلامهنّ في وسائل الإعلام عندما يتعرضن هن وإخوتنا وآباؤنا وأبناؤنا وأجدادنا وأعمامنا للقتل والتعذيب والخطف من قبل القوات المحتلة لبلادنا. وعندما تنتهك أعراض أخواتنا من الروهينجا وفلسطين والعراق وأفغانستان وكشمير فإن حكام المسلمين سيبقون على عهدهم في التواطؤ مع العدو وعلى أرضنا. وعندما تعامل نساؤنا وأطفالنا كقمامة لا نفع منها ويتركون ليغرقوا في البحر ويوقفون على حدود وهمية فإن القوانين العنصرية القومية اللاإنسانية ستكون قائمة.

 

إن الرسالة الحقيقية في يوم المرأة المسلمة تقول بأن على المرأة المسلمة أن تتمتع بما تسمح به حكومتها من شعائر الإسلام المنتقاة، فيما تسجد للقوانين العلمانية التي تتعارض مع المصالح الغربية. يخبرنا الله تعالى أنه مهما حاول المسلم التوفيق بين الأفكار خدمة للإسلام فإن رغبة أعداء الإسلام الحقيقية هي أن نتبع ملتهم كعصاة لله تعالى: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ * الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ﴾ [سورة البقرة: 120-123]

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عمرانة محمد

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

- See more at: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/43195.html#sthash.gT0DFIsN.dpuf



شارك على فيس بوك