يجري في القدس تهويد منظم للمعالم وطرد للأهالي وهدم للمساكن، لن يوقفها مزيد من القمم العربية المتهافتة، أو المفاوضات البائسة، ولا حتى بإعلان مزيد من الانتفاضات التي لم يقطف حصادها حتى الآن سوى المقامرين بقضية فلسطين. فالقدس بحاجة لمن يحررها، والطريق إلى ذلك إنما يكون بالعدة والعتاد، من خلال الفرق والفيالق العسكرية التي تنطلق من دول الطوق المحيطة بفلسطين، مؤازرة بتلك القادرة على حسم الحرب في المنطقة لا سيما تركيا وإيران.
من الواضح أن هذا الحل مستبعد تماماً على الصعيد السياسي الرسمي الذي تتحكم به الأنظمة في العالم الإسلامي، وهذا أمر مفهوم حيث أن وظيفة هذه الأنظمة تكبيل الأمة لا تحريرها، أما غير المفهوم فهو أن يجد استبعاد الجيوش من المعركة لتحرير فلسطين والأقصى مناصرين له من قبل من يتصدى لقضايا الأمة على المنابر وفي المتديات وفي وسائل الإعلام، على اعتبار أنه طرح غير ذي صلة بالواقع.
بقلم : عاهد ناصرالدين
نقرأ ونسمع ونرى في بعض وسائل الإعلام "حزب التحرير الفلسطيني"، "حزب التحرير اليمني" وغير ذلك، وفي الوقت نفسه نسمع ونرى ونشاهد أعمال وفعاليات حزب التحرير منتشرة في العالم كله بنفس المضمون مع تعدد أشكالها.
فهل حزب التحرير حزب إقليمي؟ أم هو عالمي؟
بالنظر والتدقيق في حزب التحرير نجد أولا أنه قام استجابة لقوله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } بغية إنهاض الأمة الإسلامية من الانحدار الشديد، الذي وصلت إليه وتحريرها من أفكار الكفر وأنظمته وأحكامه، ومن سيطرة الدول الكافرة ونفوذها،وبغية العمل لإعادة دولة الخلافة الإسلامية إلى الوجود، حتى يعود الحكم بما أنزل الله.
بقلم : عاهد ناصرالدين
في كل عام وتحديدا في شهر رجب تنطلق فعاليات حزب التحرير في شتى بلدان العالم في استراليا وأمريكا ولبنان وإندونيسيا وفلسطين بأشكال متعددة وصور مختلفة، تخاطب الأمة جيوشها وعلماءها وإعلامييها وسياسييها ومفكريها وكل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله بضرورة العمل لإعادة الخليفة وتنصيب خليفة عليهم.
تنطلق هذه الفعاليات وبشكل متصاعد رغم التضييق على حزب التحرير بنسب متفاوتة في بلدان العالم.
وهنا نتساءل لماذا يحيي حزب التحرير ذكرى هدم الخلافة؟
بقلم : عاهد ناصرالدين
"رؤوس كبار تتحطم في هذا الموسم " هذه العبارة صدرت من أحد الإعلاميين أثناء تقديمه تقريرا عن مونديال كأس العالم،وعن خروج الأرجنتين منه ؛ إذ أن الأنظار تتجه في هذه الأيام صوب كأس العالم، من سيصعد إلى القمة ؟ ومن سيخرج ؟ إلى غير ذلك.
وقد أعدت الفرق المشارِكِة عدتها وخططها؛ فمنهم من حقق إنجازا، ومنهم المنهزم، ومنهم من سيتربع على القمة.
الحقيقة أن هذه العبارة "رؤوس كبار تتحطم في هذا الموسم "وقعت في أذني،وجعلتني أفكر وأتساءل عن رؤوس الكفر المعاندة والتي تقف معادية محاربة لمشروع الأمة، مشروع الخلافة، في هذه الأيام ؛ هل ستتحطم هذه الرؤوس؟ ومن سيحطمها ؟ ومتى ؟
د.أسامة عثمان
في الضفة الغربية المحتلة، والعديمة السيادة، تُواجَه نشاطاتُ حزب التحرير من قبل السلطة الفلسطينية بمزيد من التضييق، حتى المنع المطلق لأي نشاط، جماهيري، سياسي، أو ثقافي، وعلى معظم المستويات. وفي بيروت البالغة الحيوية والتأثير، في محيطنا العربي، يحظى الحزب بترخيص قانوني، ويجد الجو المناسب للتجيهز لمؤتمر عالمي مفتوح، بمناسبة الذكرى التاسعة والثمانين للقضاء على الخلافة الإسلامية.
ومن الواضح أن السلطة الفلسطينية- في موقفها من حزب التحرير- تبدو أكثر ميلا إلى موقف معظم الدول العربية التي تحظره، كالأردن، وسوريا، ومصر، وغيرها، منها إلى موقف السامحين له، كلبنان, والسودان، وكان لبنان وافق على الترخيص له، عندما وقَّع وزير الداخلية أحمد فتفت، في عهد الحكومة الأولى للرئيس فؤاد السنيورة، على الترخيص، دون أن يستجيب لزوبعة الاعتراضات التي أثيرت ضد الحزب؛ لأنه لا يعترف بالدستور اللبناني, ومنذ ذلك التاريخ صار الحزب أكثر ارتياحا في تنظيم نشاطاته وفعالياته المحلية، وفي هذا الإطار جاءت استعدادات الحزب لعقد مؤتمر عالمي فريد في الثامن عشر من تموز/ يوليو، الجاري، في ذكرى هدم الخلافة، يتناول فيه عددا من القضايا الساخنة الإقليمية والدولية؛ والسؤال: كيف تسمح دولة كلبنان يعقد مؤتمر بهذا المستوى، في قلب عاصمتها، غير البعيدة عن عواصم عربية تحظر الحزب، وترى فيه تهديدا, ولا تسمح السلطة الفلسطينية غير المرتقية إلى مصافِّ الدول، وغير المتخلصة من مظاهر الاحتلال بعقد أي نشاط له، ولو في بلدة نائية؟
إقرأ المزيد: لماذا تقمع السلطة الفلسطينية فعاليات حزب التحرير؟
المزيد من المقالات...
الصفحة 120 من 132