كتاب الله باق

طباعة

كتاب الله يوشك أن يصيرا        رماداً بعدما فقد المجيرا

يريد له الطغاة اليوم حرقاً        ويبغون الفناء له مصيرا

تفجر حقدهم لما رأوه        على الأزمان مصباحاً منيرا 

من الظلمات يخرج كل ساه        ويجعل هديه الأعمى بصيرا

رموه في القذارة قبل هذا        وأبدوا ضده الشيء الكثيرا

سعوا في طمس آيات حواها    وعدوا من يرتلها خطيرا

وهذا ليس من قس تمادى        ليصبح في دناءته شهيرا

لأن الغرب قاطبة ينادي        بأن يصلى وتاليه السعيرا

وما تلك المساعي اليوم إلا        مساع شكلت جزءاً يسيرا

من الحرب على الإسلام دارت    ورأس الغرب كان لها مديرا

فهم من قبل قد حرقوه لما        أحالوا صرحه العالي كسيرا

أطاحوا بالخلافة فاستراحوا        من القرآن أن يجد الأميرا

أغاروا قبل ذلك لم يكلوا        وكان الفكر عندهم المغيرا

أزاحوا فكرنا واستبدلوه        فكان الشر فينا مستطيرا

وهم يسعون كي نبقى عبيداً        ويبقى عيشنا صعباً مريرا

كتاب الله رغم الحرق باق        ولو أحرقتم منه السطورا

كتاب الله محفوظ بحفظ        من الجبار، هل تلقى نظيرا؟

كتاب الله نفديه بروح        ونهدف في حمايته النحورا

وإنا إن عجزنا اليوم ضعفاً        فسوف نتابع اليوم المسيرا

وننشئ دولة القرآن وعداً        ونزأر ثائرين له زئيرا

سننسي من يفكر في أذانا        وساوس من يمنيه غرورا

ونفتح حصن أمريكا جزاءا        وليس جزاؤها الآتي يسيرا

ونلحقها بأوروبا جهاداً        وكان حساب من ظلموا عسيرا

فإنا أمة صنعت رجالاً        وتنجب غيرهم، واسأل خبيرا

على الله اتكلنا لا سواه        هو المولى ويكفينا نصيرا


عن مجلة الوعي 287-288
 

 



شارك على فيس بوك