ملحمة شعرية جديدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم

طباعة

الحـمـدُ لله حمـداً طـيبـاً يـتـوا  =  لى مثـلما الـدمُ فـي الأبــدانِ ينـتـقـلُ
محمــدٌ خـيرُ خلــقِ اللهِ كلِّهِـمُ  =  من نسل عدنـانَ والأنسـابُ تتــصلُ
بالأنبــياءِ بإبراهــيمَ ثـم بإس  =  ماعـيـلَ،ذا شرفٌ من ذا الذي يصـلُ
هيهات أن تلحقَ الأجناسُ حظكَ أن  =  ت سابقٌ غيرُ مسبـوقٍ ومتصل

بدأت تدعو بلا خوفٍ ولا كَلـلٍ  =  أخـا قــريشٍ وحــيداً، ليتهم عقَـلوا
ردوا عليه بلـؤمٍ من أبي لهــبٍ  =  تبــَّتْ يــداه وذو جهــلٍ هـو المَثـَلُ
اّذوْك حيناً وحيناً حاصروك ثلا  =  ثاً ما أطعـت لهم رأياً وقـد سـألوا
هيهات أن يظفرَ الأشرارُ منك عبار  =  ةً تريحُ نفوساً عنـدها العَــذلُ
فكنت كالطودِ لا تخشى مناظرةً  =  بالحقِ قد سطَعَتْ تجـري لـك الجُـمَلُ
نبـوّةٌ هي لا شعــرٌ ولا كــذِبٌ  =  ولا الكــهانــةُ أو بالـجــنِ يتصـلُ
كادوا بأبصارهم أن يُزلِقوكَ وكا  =  دَ مكرهُم أن يُرى يهوي به الجَـبلُ
سرى بك الله ليلاً من مقامك لل  =  قصى فصليـتَ فيهم خلفكَ الرُّسُل
عرجت للسبعِ والأبوابُ تفتحُ با  =  باً تـلـو اّخــرِ والجناتُ تحـتـفـلُ
هنـاك جبريلُ عند المنتهى وقـفا  =  وأنـت كلَّـمـك الرحـمنُ تمتـثـلُ
هناك قد فرض الرحمنُ خمسةَ أو  =  قاتٍ بخمسين في الميزانِ تكتـملُ
لم تعرفِ السبعُ ضيفاً حاز منزلةً  =  من قاب قوسينِ قد حفّت به الظُلَلُ
جــبريلُ طــافَ به والفـكرُ يلحَـقُه  =  عما رأى اَيةً كبرى كمـا الطَّلَلُ
قـد كــذَّبوك بمـا أخــبرتهم سَفَــهاً  =  كَـدأْبهم،إنهم قومٌ كما العَصـَلُ
بالحــق قد جئتهم بالبــيناتِ تُـصدِّ  =  قُ النبوةَ فاختاروا العمى الميَـلُ
مــا عنــدهم باطلٌ فالـلاتُ ثم مِنا  =  ةُ الثـالثةُ وعُـزّى بهـا الشـلَـلُ
—أعــاذك اللهُ إذ همُّـوا بقتلك غيْ  =  لةً ،فداك عليُّ نعم ذا البـطـلُ
خرجت من بينهم والسدَّ يمنعُهم  =  رؤياكَ والنومَ غشَّ العين والثَّوَلُ
هنـاك في غارِ ثورٍ ســدَّ مدخـلَه  =  جنــدٌ من الله والصدِّيقُ يبـتهلُ
والمشركون على الأقدامِ لو نظروا  =  رأوهما لكنِِ الإسلام له طَـوَلُ
تنكبوا عنك ثم الأنصارُ خزرجُهم  =  وأوسُهم أسلموا للعهـدِ قد مَثُلـوا
قد بايعوك على الأرواح دونك  =  طُلابُ حربٍ ومجــدٍ،رافِــدٌ جـَزِلُ  
اّخيت في الله بين المؤمنين فأم  =  سوا أمةً وسَطاً في الأرضِ ما انتقلوا
تقاسموا العيشَ والأرزاقَ والسكنا  =  والدينُ يجمعُهم والسبْقَ قـد عَجِلوا
عيرٌ من الشام للكفار قد قدِمت  =  هــبوا لنسترجعَ الأموالَ وامتثـلوا
هبت قريشٌ لتحمي العيرَ وانتفضت  =  للحرب تحشدُ، والقيناتُ تكتـحلُ
وقد قضى الله أمراً كان فاعــلُه  =  إحداهما غيرُ ذات السيفِ قد أملوا
 لم تغنِ أصنامُهم  شيئاً أمامك في=بدرٍ ولا السيفُ قد ضاقت بهم سُبُلُ
عادوا يجرّون أذيالَ الهزيمــةِ إذ  =  سُراتُهم خلفهم قتلى فما خجِلـوا
وأنت حولك أبطالُ قد انتصروا  =  والفيء قد جمعوا والفعلَ ما فعلوا
أُصـبتَ في أحُــدٍ والقرحُ مسَّك والر  =  ماةُ قد نزلوا والنُـصحَ ما قبـلوا
تنـهالُ صوْبك في لــؤمٍ قــذائـفُهم  =  فكنت كالدرع مع سيفٍ له صَلَلُ
فالتف حولك فرسانٌ ضراغِمةٌ  =  للصيدِ والضرب وُرّادٌ كما الصُّمُلُ
على النزالِ وقطــعِ الهامِ والظَّـفَرِ  =  صدوا الوقيعــةَ صداً ما له مثَلُ
تأبى الهزيمـةَ نفسٌ روحهـا لمحم  =  د شَـقَـقْـتَ لهم منــها لهـا ثِــقَــلُ
لملمـت جرحـك والاّثـارُ يدفـُنها  =  في الحال كرٌ على الأعداء يعتمل
خرجتَ تطلُبَهم حتى يروا بك بأ  =  ساً لم يزلْ قائماً ما انتــابه الكسَلُ
أرسلت ترهب أعداءً عليك تاّ  =  مروا(سرايا) لها الصولاتُ والصلَلُ
وجهت زيداً يجـوب الشامَ في عددٍ  =  يواجه الروم أضعـافاً له نزلـوا
شاور ربعَـه زيـدٌ هل ينــازلُهـم  =  أو يخبرنَّ رسول الله ما العمَــلُ
فــقام في الجيش عبد الله ثالـثهم  =  يا قومُِ عنديَ رأيٌ جـاء فامتـثلـوا
إن الجهـادَ خرجـتم تطلـبون ول  =  مّا جاءكم ما أردتم إذ بـكم وجَـلُ
لسنـا نقــاتلهم بالضعــفِ بالعـددِ  =  وإنمـا ذاك بالإيـمـان لا العـَثِـلُ
فإنما هي إحـدى الحُسْنَيــينِ لـكم  =  والله يرحمُ من أرواحهـم بذلـوا
فأقبلوا صوب جيش الرومِ واقتتلوا  =  والموتُ يفغرُ والراياتُ تنتـقلُ
بين الأشـاوسِ زيدٌ بعــده ابن روا  =  حةٍ فجعفرُ للجــنات قـد وصـلوا
سيــفٌ مـن الله مسلولٌ تنــاولــها  =  لينقذ الجيش،لا فاراً بل الحِيَـلُ
مكيدةٌ أذهلت في الحرب ساستها  =  ينجو بجيشه من موتٍ وينسحـلُ
لم تنـسَ مكــةً يومـاً غيــر أن بهــا=قوماً على خطـأٍ والشركً لم يـزلـوا
والعُرْفَ لم يحفظوا بين القبائل في  =  حجٍ يطوفون بيت الله ما وصـلوا
قصدتَ مكةَ حاجاً لا تريد قتا  =  لاً وانتهى الأمر في صلحٍ به جدلُ
لم يرضَ صحبُك بعض الشرطِ منه لعل  =  هـم رأوا فيه ظُلماً شابه خَــلــلُ
لكنه الوحيُ ثم الفتــحُ جرَّ على ال  =  إسلامِ خيراً إذ انهارت به هُبَـلُ
غطفانُ طامعةٌ مع غيرها وقُري  =  شٌ حاصروا يثربَ الإسلام كييصلوا
إلى المدينة والأنصار فينتزعوا ال = إسلامَ من أهـلها والعــهد قـد حصـلوا
خانت يهودُ وضاقت بالنبيِّ وصــح  =  به بـلادٌ فــداها المـالُ والمُقَـلُ
أشـار سلمــانُ بالرأيِ السـديد فأر  =  بك العدوَ،فتلك الحربُ والختَــلُ
شهــرٌ ولم يظفــروا إلا بخيــبتهم  =  حول المدينةِ والأحزابَ قد فشلوا
ريحٌ من الله هــبَّتْ تعصفنَّ بهــم  =  فلا قدور لهم أبقتْ وقـد رحـلوا
الاّن نغزو ولا نُغــزى يقول رس  =  ول الله في فطنةٍ بالعقلِ تُختَزلُ
حكَّمت سعدا لعمري في قريــظــةََ كــا  =  ن السبيُ والقتل ذاك العدلُ لا السدَلُ
قد كان قبلك في عيسى ابن مريمَ وال  =  إنجيل بشرى فخانوها وقدسُئلوا
هم اليــهودُ يهــود المكــرِ خيـبرُ والن  =  نضيرُ شبوا على التحريضِواتكلوا
علــى قريشٍ لتبقــى قــلعــةٍ لهــمُ  =  وإذ بها خذلتهـم يوم أن قُتــلوا
 لم تتعظ من قريب قيــنقاعُ بإخ  =  وانٍ لهم طُردوا من قبلُ وارتسلوا
دارت على الصلـح أيامٌ وقد غــدرت=بكرٌ،نُصرتَمُ يا عمرو،لك الكَفَلُ
قــد جاء يرجو ابن حربٍ للصحابةِ عط=فاً لم يجده ولم تشفع له الحِيَلُ
 تمر حول أبي سفيانَ فرقتُك ال  =  خضراءُ كالأسْدِ في الغاباتِ ترتحلُ
دخــلت مكــةَ لم تقــتل بها أحداً  =  حـلمٌ وعــفوٌ وأخلاقٌ هي المُثُـلُ
دارت رحاها حُنينٌ وقْعَةٌ نُصِبتْ  =  فيها كمـائنُ فارتـدتْ بها الأُوَلُ
فــأدبر القــومُ منهـم شامتٌ كأبي  =  سفيانَ خلف قريشٍ مثلما الرَّمَـلُ
هنــاك صاح نبــيُّ الله عنده عم  =  هُ بصــوتِ مُـدوٍّ مثــلما الجمــلُ
أين الــذين لهـم سبــقٌ ومنــزلةٌ=في الخير والحربِ بالإسلامِ ما عَدلوا
مهاجرون وأنصــارٌ وقد سمعــوا ال  =  نداءَ لبوا رسول الله وانفتـلوا
رأوْا نبــياً علـى الأعــداء لــيس له  =  ندٌّ ،شجاعٌ وصنديدٌ هو البطـلُ
سطَّرتَ ملحمةً في الحرب حُقَّ ال  =  تقديرُ والمجدُ والإقــدامُ والمَثلُ
النصــرُ ساعــةُ صبرٍ ذاك تــدركُه  =  لا بالتمني،إذاً بالجدِّ لا الهَـزَلُ
لما رأتك أخا حـربٍ هــوازنُ ولّ  =  تْ دون أرحامها والعار مشتعلُ
فيءٌ وغنمٌ كمد العين قد تركوا  =  أعطيتها قومك والأنصـارَ ما نفـلوا
أعطيت ذاتك للأنصار فانقلبوا  =  راضينَ في خطبةٍ تَبكي لهم مـُقَلُ
دانت لك العُربُ في كل الجزيرةِ بع=دما قريشٌ على الإسلامِ قـد نزلوا
فارتاح صحبُك حيناً ثم صوبَ بلا  =  الرومِ وجهتهم والخيرَ قد حملوا
هرقلُ قد فرَّ مذعــوراً أمامــك وال  =  منافقونَ تواروا منك واعتزلوا
تبوك معركةٌ بالرُعب سطرها الت =اريخُ،نصرٌ بلا حـرب هي الجَلَـلُ
أتــتك في التــسعِ من عام الوفود أكا  =  برُ الجزيرةِ من أنحائها تصلُ
تُعــطيــك بــيــعــتــها لله طائــعــةً  =  عــزٌّ تأتــى لمُلْــكٍ شـدَّه الطَّوَلُ
وأصبحتْ شوكةُ الإسلامِ تقطعُ أطر  =  اف الجزيرة،وانقــادت لها دُوَلُ
تسوسُ بالعدلِ كلَّ الناسِ مجتهداً=في الحرب والسلم، لا حيفٌ ولا زلَلُ
في خطبةٍ رُحت بعد الحجِ ترسلها  =  مودعاً فبــكى الصدّيقُ به الصَهَلُ
ويوم جاءك بُشرى المـوت سرَّك أن  =  تعلو إلى الله محموداً فذا الأملُ
لك الوسيلةُ محمودُ المقامِ وعن  =  د الله تفــتـحُ باب الخــير مؤتـِملُ
طه على الخلقِ نورٌ يُهتدى به فيالظ=لماءِ شمسٌ تمـنى ضـوءَها زُحـَلُ
ما كـان للأرض أن تجــري بها قَدَمٌ  =  تبقى لها شرفاً لم يأتـها مَضَــلَُ
إلا إذا التصــقت اّثارها بمحمّ  =  دٍ،فنعم في الأرض محمولٌ ومحتــملُ
يا رب فاحفظ لنا بالمصطفى خبراً  =  على الورى ساطعاً يجـري كماالضَّلَلُ
قد كان لابن سلولٍ في النفاقِ جما=عةٌ على المكرِ عاشت سفَّها الخَبلُ
فمــات قبــلك لم يظــفر بنــائلةٍ  =  قد خاب سعيُه واسودَّتْ له النُّزُلُ
إن العمــالة دأبٌ للمنافقِ وال  =  لمنافقاتِ على مثـلِ الغدرِ قد جُــبلـوا
همُ العــدو بأعداءٍ لنا اتصــلوا  =  والدسُّ شيمتُهـم والغدرُ مُحتَمـلُ
يا خير من أرسل الرحمنُ للبشرِ  =  قد خصك الله خمساً دونها الرُّسُلُ
أُرسلتَ للناس من عُربٍ ومن عجمٍ  =  وكلُها أنت مبعـوث لها المِلَلُ
حباك ربُك بالأخلاق مكرُمةً  =  تمت أماراتُهـا فعـلاً يا أيها الزَّوَلُ
ما عاش في الكون طولَ الدهرِ مثلُك يا اب  =  ن الأكرمين،فلا ندُّولا بَـدلُ
فلا يُقــاسُ بك الأنــام كُـلُهم  =  وفي الشهادةِ ركنٌ رئيسٌ فيك يكتملُ
يا أكرم الخلقِ يومَ البعثِ حُقَّ لك ال  =  قـبولُ إذ أحــجمت في الشدةِالرُسلُ
إني بمدحك مشتاقٌ لمرتبةٍ  =  في الشعر تزدانُ  من ألفــاظها الجُملُ
إن السعــادةَ فــيمن أنـت قــدوته  =  طوق النجاةِ إلى الدارين مؤتملُ
من سيرة لك بالقـراّن تقترنُ  =  تمشي على الأرض هداراً لك النُبلُ
يا أيــها السائلي عن سر مدحك من= أثنى عليه ربُه منه الوحي قدنهلوا
من الكتاب صفاتٍ فيك قد نزلتْ  =  ماذا أردتَ بأشـعارٍ كما الزَّجـلُ
وهل تبقَّى إذ الوُرادُ قد وردواال  =  اّبارَ شـيءٌ يُـرى إلا بـه السمَّـلُ
فما مدحتك بل نفسـي مدحتُ و  =  في الأشعارِ ذكْرٌ لمدّاحيك متصِــلُ
من ذا الـذي ينصـرِ الإسلامَ مكتمِلاً  =  في بيعـة تبـدأُ التاريخَ تنـتقلُ
مثــل الشرارةِ بالأمــصار تشــتعلُ  =  توحــد الناس بالإسلام تنفعلُ
لا يعــلــمُ الــوقــتَ إلا الله قــدَّره  =  في اللوح يسألنا عمـا له عَمِلوا
تعيد سيرتَهـا الأولى كما بــدأتْ  =  غريبةٌ هي مضروب لها الأجلُ
الــدين أسٌّ ومنه الحكـمُ حارسُه  =  تبقى الخلافةُ روحاً ليس ينفصِلُ
فاسعوا إليها وغذوا السيرَ وانتفضوا  =  في قوةٍ وأعـيدوها هي الأكُـلُ
تــؤتي لكم كلَّ حيــنٍ خيرهــا العَرِمِ  =  تنسوا ماّسيَكم والحالُ يعتدلُ
رحماك ربي بمن في الشام من بشرٍ  =  عضّوا على الشرع،أجنادٌ لهمطَـوَلُ
فكن لأعدائهم خصماً ومن يكنِ ال  =  جبارُ خصماً له ينتهِ وقد يفِلُ
انصر عبادك لا تشمتْ بهم أحداً  =  نصراً عزيزا لك الأقدارُ والأزلُ
قد أبتغي إذ سـألـت اللهَ مغـفـرةَ  =  تأتــي إليَّ جـزاءً، نعــمَ ذا العـملُ
إنــي أودّك والأشــعارُ شاهــدةٌ  =  والله يعــلمُ أنـي لسـتُ أفتــعلُ
إني لمستعذبٌ جهدي وذكرُك في ال = ورى بملحـمةٍ، ذا الشعرُ أرتجِـلُ

الشاعر:داود العرامين/فلسطين
 



شارك على فيس بوك