إلى الشَّامِ عُودِي

طباعة

إلى الشامِ يَمِّمْ فَثَمَّ الخبرْ    تَجِدْ فِتيَةً آمنوا بالقَدَرْ
هُنا فِتيةٌ لم يهابوا الرَّدى    ولم يَعْبؤوا بِاللَّظى المُنهَمِرْ
وَشَدُّوا العزيمةَ في عِزَّةٍ    وفَكُّوا العِقالَ فماتَ الخوَرْ
شَبابَ الشَّآم ألا فاثبُتُوا    وبُثُّوا الشُّكاةَ لِرَبِّ البشرْ

إلى الله تُرجَعُ كُلُّ الأمورِ    هُوَ اللهُ يَنصُرُ مَنْ ينتصِرْ
فَلا غَرْبَ يَحْكُمُ في أمرِنا    ولا شَرقَ يَمْنَحُ ماءَ الظَّفرْ
ويا جُنْدُ هُبُّوا فذا يَومُكُمْ    فَلا تَشْتَرُوا اليومَ عَبداً بِحُرّْ
حَذارِ حَذارِ فلا تُخدَعُوا    مِنَ الغَربِ والشَّرقِ كُلَّ الحذرْ
وكونوا مَعَ اللهِ في مِنْعَةٍ    ولا تَجزعُوا مِنْ عَظيمِ الخَطَرْ
ألا سِلْعَةُ اللهِ قَدْ أشرَفَتْ    فَجُودُوا عَسَى يَسْتجيبُ القَدَرْ
إذا أمْعَنَ الظُّلمُ في غِيِّهِ    وألحَقَ بالنَّاسِ كُلَّ الضَّررْ
وَحَلَّ الظَّلامُ بِأرجائها    وضَجَّ العِبادُ وضَجَّ الحجَرْ
فيَمِّمْ إلى اللهِ قبلَ الضَّياعِ    وصَوِّبْ سِهامَكَ عندَ السَّحَرْ
وكُنْ في الحياةِ أخا هِمَّةٍ    فَنِعْمَ التوكُّلُ للمُقتَدِرْ
وكُنْ للخلافةِ نِعْمَ النصيرِ    وَخيرَ المبايعِ والمؤتمِرْ
وَحَيِّ الخليفةَ مُستبشِراً    بعِزِّ المدى والسَّنا المُستَمِرّْ
وَقُلْ للعبيدِ وأسيادِهمْ    ألمْ يأتِكُمْ ما بِهِ مزدَجَرْ
ألمْ يأتكُمْ ما أصابَ الطُّغَاةَ    مُعَمَّرُ أضحَى هُوَ المُعتَبَرْ
وزَينٌ وحُسني وذا صالِحٌ    وبَشَّار لَمْ تُغْنِهِ ذِي النُّذُرْ
وَقُلْ لليهودِ أتى يَومُكُمْ    فهلْ بَعدَ فِرعَوْنَ مِنْ مُستَقَرّْ
فَلا تعجَلوا يا أحَطَّ الوَرَى    فَيَومُ الخِلافَةِ يَومٌ أغَرّْ
إلى الشَّامِ عُودِي فقدْ عادَنا    أريجُ السَّلامِ ونَيلُ الوَطَرْ
إلى الشَّامِ عُودِي بهذا العطاءِ    فَشَمسُ الوُجُودِ هُنا والقَمَرْ
فَيا رَبُّ سَلِّم عَطاءً لنا    وبَلِّغهْ ما يرتَجِي مِنْ ظَفَرْ
وسَخِّرْ لهُ طائعاتِ القُوى    وسَخِّرهُ للخَيرِ مِثلَ المطَرْ
وسَدِّدْ خُطاهُ كما ينبغي    وألبِسْهُ عِزَّاً كما قدْ صَبَرْ
وخيرُ الصَّلاةِ وخيرُ السَّلامِ    على المصطفى ما أحاطَ البصَرْ

عبد الستار حسن – 14/03/12 م
21 ربيـع  الآخــر 1433 هـ



شارك على فيس بوك