من شعر الحكمة " نظرات في العمق "

طباعة

 من شعر الحكمة

نظراتٌ في العمق

 

كتــابُ الله نصــرٌ واكتســابٌ              ونهــجُ محمــد ٍفيــه الجــوابُ

وفي الدّارين تختلف الدّواعي              هنا عملٌ وفي الأُخرى حسابُ

ضــعيفُ الجسم بالتّقوى قويٌّ             قويُّ الجسـم في كفر ٍ ســرابُ

يُميـــتُ اللهُ في الغابـــات ليثاً              ليـــأكلَ لحمـه نهمــاً غــرابُ

ويفنى الفيلُ مطروحًا بأرض ٍ             وقد كـــانت ضــخامتهُ تـُُهابُ

فلا عِظَمٌ لمخــلوق ٍضــعيف ٍ              ولـو خـــرّت لقوّتــه الهضابُ

تمرُّ بِنا الليالي في اضطّراب ٍ             ويطرقُ بابَنا العَجَب ُ العُجابُ

ونفقدُ كــــلَّ آمـــال ٍ بنصــر ٍ             وتكثــرُ في مسـالكِنا الصِّعابُ

ومـــا زلْـنــا نقــولُ لنــا إلهٌ        وفي هذا المقـــال ِلنــا اقترابُ

أخـي في اللهِ لا تبغــي عَليَّ         ففي البغي انتهــاكٌ واحتـرابُ

تجـنّبْ ظــلمَ أهـل ِاللهِ يـوماً         فـــإنّ دعــاءَهم فــورًا مُجـابُ

وحاذرْ أنْ تصيبَ بغير ِحقٍّ         من الأمــوال ِفـالدّنيـا مُصـابُ

عجبتُ لمن يُشيدُ هنا قصوراً         ويعــــلمُ أنّ آخــــره تــــرابُ

فمن عَظُمت بعينيه الملاهي        سـيصـــغرُ فيهما جهلاً عذابُ

تـذكـّرْ أنّ روحَــك في وعاءٍ        يُــــراقبُها مــــلاكٌ لا يـــهابُ

فكن في الأرض مسكينًا لتحيا        بـــدار الله يُنصـــفكَ النّصـابُ

على الأعداءِ شدَّ العزمَ سـيفاً        وسـامحْ إن يُجــافيكَ الصّحابُ

عجوزٌ نــازلَ الأعداءَ عزماً        ويخشــى أن يـنــازلهم شــبابُ

إذا الآجــال مضروبٌ مداها        فلا خــوفٌ عليك ولا انتــحابُ

وفي الأرزاق تقديــرٌ لــربٍّ        وليس الـرزق من تعب ٍ يُجابُ

هي الآجـــال والأرزاق فينا        تـــزلــزلنــا بـداهيـــة ٍ تُــعابُ

ولـــو أنـّـا بــإدراك ٍ بسـيط ٍ        فهمنــا قــدْرهـا لبــدا الجـوابُ

علينــا أن نـعمّق نــاظــرينا        ففي التّعميق يحضــرنا الغيابُ

فـــلا همٌّ ولا بـــؤسٌ لـدينــا        إذا ســكن النُّهى فينا الصـّوابُ

ففينا من رجــال المجد جمعٌ        إذا مــا اســتُنفرت هممٌ أجـابوا

يوحّدنــا على الإيمــان فـردٌ        إلــــهٌ واحــــدٌ ولـــه كتـــــابُ

ويـدعونــا إلى التّـوحيد هاد ٍ        رســـــولُ إلهنـــا داع ٍ يُجــابُ

ورايتنــا على الأعـلام تعـلو        تــرفــرفُ لا يغطـّيهـا ســحابُ

وفي لغــة الكتـاب لنـا التقاءٌ        ويجمعنــا على الرؤيـا خطـابُ

فمــا تلك الحـدود وقد بنـاها         لنا الأعــداء يعلــوها الخــرابُ

وما في طَــْرقِ أبواب العدوِّ        وبــــــابُ الله لا يدنــــوه بــابُ

إذا اعتصـمت بحبـل الله أيدٍ         فتلك عــــلامة ٌ فيـهــا الإيــابُ

إذا خضعَ الجميعُ لحكم ِربّي        وقـــاموا وحـــدة ً ولــهُ أنــابوا

فبشـــّر ثمّ بشــــّر كـلّ بـاك ٍ        فبعد النّصــــر يبتعــد العتــابُ

تذكــّر يــا أخي أنــّّي بديني         مع الإيمـــان أعـــلو لا أهــابُ

فلا وهنٌ ولا حــزنٌ ســيأتي        وفي الإيمــان لــلأتقـى حجـابُ

وفي بعدي عن الإيمان أبقى        طـــريحاً قد تنــاوشــه الذّئــابُ

عــزيزٌ أنت بالإســلام دوما        ذليــلٌ في الهــوى لا تـُسـتجابُ

إلهك من حبـــاك بخير عقل ٍ       ومنــه الأمـــرُ يتبعـــه العقـابُ

فلا ترجو ســواه ولا تنـاجي        لأنــــك دونـــه وهـمٌ ســـــرابٌ

يزول الملك والأمـلاك تفنى        وبعد المــوت يـأتيــك الحسـابُ

فلا مـــالٌ بـــه تنجـو هنـاك         ولا جــــاهٌ ولا ولـــــدٌ مُهـــابُ

ولا دنيـا ملكـت بها المعالي        فـــذاكَ مــغيّبٌ ولــك العـــذابُ

إذا أدركــتَ أنـّّك عبـدُ ربّي         وأن مصــــيرَك الآتــي مَـــآبُ

وأنّك سـوف تلقى الله َ حتماً         بمــا عملتْ يــداكَ ومـــا يُجابُ

وتُســألُ عن فعالِك في حياةٍ         جنيتَ بها وكــانَ بـِهـا ارتيـابُ

وتمضــي بعد ذلك للخــلودِ         فـــإما الـروضُ أو نــار ٌ تُهابُ

هناك ترى النعيمَ أو الجحيمَ         وتفـــرحُ أو بحـارقةٍ  تـُصــابُ

هي الدّنيــا ممــرٌّ فيه تمشي         لآخـــرة ِالقــرار ِ لك الكـــتابُ

تفكّر في الرحيل ويوم حسمٍ         وقد يهوي على الرأس الشهابُ

ويلفحُ حـــرُّ شمس ٍكلَّ وجهٍ         كــــريمٌ كـــانَ أو علــجٌ معابُ

ويمضي بعدَ حكم ٍ فيه عدلٌ         لــوجهتـهِ يصـــاحبــه المنــابُ

تـــراه النــارُ أو يلقى جناناً         ليُطـــعمَ ثمّ يــــأتيــهِ الشــرابُ

ويختلفُ الطّعامُ إذا اشــتهاهُ         فـليـــسَ لكـــافــر ٍ إلا التــّبـابُ

وزقـــّومُ الجحيم ومــاءُ حرٍّ         حميــم ٌ غُصـّـــةٌ فيــه التهــابُ

تذكّـــر واذكـر الآيات دوماً         ففي الذكــرى عـلاجٌ واحتسابُ

همـومٌ كـلّها الدنيــا وومضٌ        ســــريعٌ ذلك الفـــرحُ المُجـابُ

فمن يسعى إليها مــات قهراً        ويــوم حســابه ضاع الجــوابُ

هنا الخسـران أشقى ما تراه         ستنسى الأمس والماضي غيابُ

فمـن يحميــك من ربّ قدير ٍ        إذا مــــا احتلّ هــامتـك العِقابُ

فكــن في هذه الدّنيـا تقيــّــًا         وبــع لله نفســــــك تُســـتطــابُ

أقمْ لله شـــــرعتهُ التــزامـاً          ستعلـو حيث لامســـك السّحابُ

ومـــزّق كلَّ أعــلامٍ تـراها         وأعـلي رايــــة ً تُـدعى العُقابُ

هنــا التوحيدُ وحّدنـا جميعاً         وبــــالرّايــات ِتــزدان القِبــابُ

بتقـــوى الله نعلــو لا بمـال ٍ        وعنــــد الله للتقـــــوى ثـــوابُ

شعر : بركات جرادات ( أبو زيد الأمين )- بيت المقدس - فلسطين



شارك على فيس بوك