حرب فرنسية ضد القنوات الإسلامية.. بعد إلغاء فضائية الرحمة وقف بث قناة الأقصى

طباعة

الحقيقة الدولية – عمان – محرر الشؤون العربية
عادت فرنسا من جديد لتقود ومن خلفها الدول الأوروبية حملة شرسة ضد الإسلام والمسلمين، ولكن هذه المرة ضد القنوات الفضائية الإسلامية، تحت مبررات ما يسمى بـ "الإرهاب".
فبعد حملتها ضد الحجاب والنقاب وتعدد الزوجات لدى مسلمي أوروبا، بدأت فرنسا حملة شرسة ضد القنوات الفضائية الإسلامية، بدأتها بقناة المنار الفضائية التابعة لحزب الله اللبناني ومن ثم قناة الرحمة الفضائية واليوم قناة الأقصى الفضائية.

فقد أصدر مجلس البث الفرنسي تعليمات إلى إدارة القمر الصناعي "يوتلسات" بوقف إرسال وبث فضائية "الأقصى"، التابعة لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والتي تبُث من قطاع غزة، ويُلتَقط إرسالها في فرنسا.

وطالب الاتحاد الأوروبي، فرنسا بالعمل الفوري لإيقاف بث فضائية الأقصى، بدعوى أنها تخالف قوانين البث الأوروبية، وبررت الحكومة الفرنسية خطوتها هذه، بأن برامج "الأقصى" تُحرِّض على الكراهية والعنف بخلفية دينية.

وادَّعت إدارة البث للقمر الصناعي "يوتلسات" أنها حذرت القائمين على القناة أكثر من مرة، ولكن دون جدوى، وأنها طالبت القائمين عليها بأنها يعملوا وفق قانون البث الأوروبي، إلا أنهم لم يستجيبوا.

القرار الفرنسي كان أستجابة مباشرة لقرارات وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات على كل من فضائية "الأقصى" و"البنك الإسلامي الوطني"، بذريعة علاقتهما بحركة "حماس"، وقالت إن العقوبات تحظر على الأمريكيين التعامل مع المؤسستين، وإنها تسعى إلى تجميد أي أصول لهما ربما تكون تحت السيادة الأمريكية".

ويأتي وقف بث الفضائية الفلسطينية على القمر الفرنسي، بعد خطوة مماثلة طالت فضائية "الرحمة" التي يملكها الداعية المصري الشيخ محمد حسان، والتي تم وقف بثها في نيسان الماضي على القمر الفرنسي بزعم أنها معادية للسامية.

وجاء القرار الذي أثار موجة من الجدل بعد حملة دعاية مارستها منظمات صهيونية ضد القناة، وخاطب المجلس الأعلى السمعي البصري الشركة المصرية للأقمار الصناعية "النايل سات" من أجل اتخاذ قرار مماثل بوقف بثها على القمر الصناعي المصري، وهو ما أقدمت عليه بالفعل.

أن ملاحقة فرنسا للقنوات الإسلامية وإيقاف بثها على الأقمار الإصطناعية، هي بمثابة وسام شهادة ودليل على أن تلك القنوات الفضائية حققت نجاحات باهرة في مواجهة الغزو الثقافي والإعلامي لمنطقتنا، وبما أن الخلفيات السياسية هي التي تتحكم بهذه القضية، فإن الرد يستوجب موقفاً عربياً واحداً يواجه هذه الضغوط الغربية، ويحول دون نجاح محاولات إسكات الغرب لتلك القنوات الفضائية بما تمثله من دور إعلامي فاعل وبما تناضل من أجله، وبالتأكيد فإن المسؤولية عن هذه المواجهة تقع بالدرجة الأولى على عاتق أصحاب القرار العربي، كما أن على الإعلام العربي أن ينبري موحداً متضامناً للمواجهة، لأن استهداف الأقصى والرحمة وقبلها المنار هو استهداف مباشر للنظام العربي.
 
15-06-2010م



شارك على فيس بوك